-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أوباما والنووي الإسرائيلي..!!

بقلم: د. فوزي الأسمر

يُطرح الملف النووي الإسرائيلي في هذه الأيام أمام أكثر من لجنة دولية، ويناقش في أكثر من مؤتمر دولي، ويشير إليه أكثر من متحدث من على منصات دولية  يناقش في مراكز أبحاث إستراتيجية. وهناك أسباب كثيرة لذلك، تتلخص في أن القرن الحادي والعشرين يختلف عن القرن الماضي بأنه لم يعد هناك تهديد بالحرب النووية، وفي القناعة التي توصل إليها قادة الدول الكبرى بأنه يجب أن لا تحدث حرب تدمر البشرية، بما فيها الإنجازات العلمية المتنوعة التي وصلت إليها الإنسانية.

وكان لا بدّ من إدخال تغيير أساسي بالنسبة للدول المالكة لمثل هذه القدرة الفتاكة والمدمرة، وذلك طريق إجبارها، بشكل أو آخر، إلى الاعتراف بحوزة هذا النوع من السلاح، وعدد الرؤوس النووية التي تملكها الدولة (كما فعلت مؤخرا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حيث أعلنت أن لدى أمريكا 5،113 رأسا نوويا) والتوقيع على معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية. خصوصا بعد أن تبنت إدارة الرئيس باراك أوباما هذا النهج من التفكير، لدرجة عقد مؤتمر دولي في العاصمة الأمريكية شاركت فيه أكثر من خمسين دولة ، وناقش المشاركون هذا الموضوع بالذات .

وكان هناك نقطتان أساسيتان يواجههما العالم: وقف سباق التسلح النووي  خصوصا في منطقة الشرق الأوسط  والتأكد من أن هذا النوع من السلاح لن يصل إلى أيدي منظمات يعتبرها العالم منظمات إرهابية.

وكان شبه إجماع في هذا المؤتمر على النقطتين المذكورتين من الدول المشاركة. وتوجهت الأنظار إلى سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط بسبب المشروع النووي الإيراني، وبعد دراسة الموضوع بشكل أدق، ومن جميع نواحيه، ظهرت معادلة تربط بين المشروع  النووي الإيراني وبين الترسانة النووية الإسرائيلية. وطالب عدد من الدول إسرائيل التوقيع على اتفاقية عدم إنتشار الأسلحة النووية والاعتراف بحيازتها على رؤوس نووية، في حين طالبت مصر وغيرها من الدول أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي. ولم يجد هذا المطلب معارضة من المجتمعين بما فيهم الولايات المتحدة.

ورغم أن العالم يعرف أن لدى إسرائيل مثل هذه الترسانة، والتي كتب عنها الكثير في الصحف العالمية، وزاد العالم قناعة بعد أن كشف عن ذلك مردخاي فعنونو الذي كان يعمل في مفاعل ديمونه النووي، وفر من إسرائيل ونشر معلومات  حول مقدرة إسرائيل النووية في صحيفة "تايمز" اللندنية، مما دفع الموساد الإسرائيلي إلى اختطافه من روما، وتقديمه للمحاكة في إسرائيل وحكم عليه بالسجن لعدة سنوات. وبعد إنهاء فترة حكمه منع فعنونو  من السفر إلى خارج البلاد أو الالتقاء مع الصحفيين المحليين والأجانب. رغم كل ذلك بقيت إسرائيل مصممة على عدم الاعتراف بامتلاكها مثل هذا السلاح وأصرت على رفضها التوقيع على  اتفاقية عدم إنتشار الأسلحة النووية. 

وبدأت تظهر بعض الضغوط الأمريكية على إسرائيل بهدوء وبدون إحداث ضجة. ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تلتزم بذلك، وقامت بنشر العديد من المقالات التي تعالج هذا الموضوع مطالبة القيادة الإسرائيلية أن توقع على الاتفاقية المذكورة وفتح المفاعل النووي في ديمونا جنوب فلسطين أمام المفتشين الدوليين.

ولم يشفع لإسرائيل الاتفاق الذي تم في عام 1969 بين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وبين رئيسة الوزراء الإسرائيلية في حينه غولدا مائير، حيث تعهدت الولايات المتحدة أن لا تضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية، وفي المقابل تتعهد إسرائيل بأن لا تعلن أنها دولة نووية ولا تقوم بتجارب نووية (هآرتس 6/5/2010).

ويبدو أن الرئيس أوباما قرر عدم الالتزام بهذا التعهد الذي يتناقض مع روح العصر الحالي، ومع  رؤيته السياسية والإنسانية. فهناك قرار اتخذه الرئيس أوباما ومصمم على تنفيذه وهو أنه يريد أن تقود إدارته النضال من أجل وضع حد لانتشار السلاح النووي. لهذا دخلت الولايات المتحدة في مفاوضات حول هذا الموضوع مع روسيا وتوصلت الدولتين إلى شبه اتفاق بينها. وإسرائيل، حسب رؤية أوباما  ليست خارج هذا التحرك الأمريكي. 

فقد كانت هناك عدة ظواهر تشير إلى الموقف الأمريكي، حيث كان من عادة إسرائيل أن ترسل كل سنة بعض الخبراء النوويين العاملين في المفاعل النووي الإسرائيلي، للمشاركة في دراسات تتعلق بموضوع: الكيمياء والهندسة النووية. ولكن تبين أن هذه السنة كان الموضوع مختلفا حسب ما جاء في صحيفة "معاريف"  (7/4/2010):

"... هذه السنة تصرف رجال أوباما بشكل مهين مع العلماء الإسرائيليين. فقد قالت مصادر مطلعة في ديمونه أن إدارة أوباما تضع العراقيل، وتزيد من صلافة موقفها (مع العلماء) بشكل لم يسبق له مثيل في العلاقات بين الدولتين.  فقد كان معروفا أن الباحثين الإسرائيليين يسافرون إلى الولايات المتحدة منذ عشرات السنين للحصول على المزيد من المعلومات في الجامعات الأمريكية، وذلك لإغناء معرفتهم  بمواد الكيمياء والهندسة النووية. وكان يتحتم على هؤلاء العلماء أن يحصلوا على تأشيرة دخول أمريكية مثل أي مواطن إسرائيلي. والذي حدث في الفترة الأخيرة أن عددا منهم واجهتهم معاملة سيئة ورفض طلبهم في الحصول على التأشيرة".

ولكن الصحيفة لم تتوقف عند ذلك فقالت مضيفة أن هذا التحول لم يواجه طلب تأشيرة الدخول فقط: "...فحسب مصادر مطلعة على هذا الموضوع تبين أن الأمريكيين يضعون الصعوبات في الحصول على مركبات معينة، بل تبين أن بعض هذه المواد قد منع بيعهالإسرائيل بتاتا".

وقد وصلت إدارة أوباما إلى قناعة أنها لن تستطيع التعامل مع المشروع النووي الإيراني، دون الإشارة إلى النووي الإسرائيلي، وطالما أن إسرائيل غير معترفة علنا بحيازتها ترسانة نووية، ولم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإن تحركها سيواجهه عراقيل قد يصعب التغلب عليها، وتأثر على المصالح القومية للولايات المتحدة.

وتحاول إسرائيل بطرق شتى إقناع أوباما بأن يعيد النظر بإستراتجيته النووية لأن هذه السياسة: "..تشوه التمييز بين وجود أسلحة نووية وبين النظام الذي يملك هذه الأسلحة. المشكلة ليست بوجود هذه الأسلحة بأيدي دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند أو إسرائيل، المشكلة الأساسية هي مع الأنظمة المتطرفة على غرار إيران التي تهدد بإبادة إسرائيل" (يديعوت أحرونوت 6/5/2010).

وقد تبين لإسرائيل أن ترسانتها النووية التي هددت بها دول الشرق الأوسط لم تمنع هزيمة جيشها في حرب 1973، وهزيمته وقصف المنطقة الشمالية في حرب 2006. وعدم تحقيق مآربها في حرب غزة. ووجدت أن ثقافة الهزيمة التي سيطرت على عقول الكثيرين من العرب، لم تعد فعَالة حتى بوجود ترسانتها النووية.

إن التحرك الأمريكي هذا لم يأت تعاطفا مع الحق الفلسطيني أو العربي، رغم أنه يعود ببعض الفائدة عليه، بل يأتي من منطلق المصالح الأمريكية المحضة  في الشرق الأوسط وفي العالم، هذه المصالح التي بدأت تصطدم بالمصالح الإسرائيلية.

وأمام الرئيس أوباما فرصة تاريخية لإثبات أنه مُصر على موقفه من "عالم خال من السلاح النووي". ففي السابع من شهر حزيران/ يونيو القادم ستعقد "لجنة الطاقة الذرية" التابعة للأمم المتحدة مؤتمرا هو الأول من نوعه منذ 52 سنة، لمناقشة الموضوع النووي. وحسب ما تقول وكالة الأنباء "الأسوشيتد برس" (8/5/2010) فإن موضوع الملف النووي الإسرائيلي سيكون على قمة جدول أعمال هذا المؤتمر. فماذا سيكون موقف إدارة أوباما؟!

ــــــــــ

*كاتب وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن.

FAsmar1@aol.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ