-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عام (48)... مجازر ودماء وتهجير ونكبة

د. أيمن أبو ناهية*

في هذه الأيام نعيش نكبة الشعب الفلسطيني تنتعش الذاكرة كل عام بالوقائع المؤلمة التي عايشها الأجداد والإباء ويتذوق مراراتها الأبناء والأحفاد جراء تشتتهم في بقاع المعمورة. ففي مثل هذه الأيام يقف الشعب الفلسطيني على أعتاب ذكرى النكبة بما فيها من ذكريات ومرارة، وحنين للأرض وذكريات الأجداد وإصرار الأبناء على استعادة أرض أبائهم وأجدادهم، ذكريات مؤلمة يدمع القلب لها قبل أن تدمع العين، على تلك المشاهد آلاإنسانية على تلك النكبة التي حلت بأولئك المسالمين الذين لا ذنب لهم سوى إنهم فلسطينيين وكان الثمن غاليا وهو ضياع الوطن فلسطين.

عام النكبة 1948، نكبة للأمة العربية والإسلامية جمعاء حين سقطت فلسطين على أيدي مجموعة إرهابية صهيونية وقطعان المستعمرين الذين نفتهم البشرية كلها، فجاءوا قطعاناً إلى فلسطين لاحتلالها، جاءوا بمؤازرة من العالم المتحضر حضارة منتقاة، حضارة أعمت عيوننا ببهرجتها الخداعة ومسلسل النصب والاحتيال وظلت وصمة عار على جبين بريطانيا صاحبة "وعد بلفور المشؤم" الذي جعل لليهود الصهاينة موطئ قدم في فلسطين، وصولا للمؤامرة الدولية "قرار تقسيم فلسطين" وليد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947وهو مخالفا لتشريعاتها الذي يمنها من إصدار أي قرار في تحديد مصير الأقاليم دون موافقة أصحابها، رغم ذلك جاء التقسيم غير منصف للفلسطينيين بإعطاء الصهاينة (56%) والفلسطينيين (43%) وتدويل منطقة القدس (1%).

على أثره قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف الليل بين ال14 و15 من مايو 1948 بضغط من الأمم المتحدة التي طالبت بريطانيا بإنهاء انتدابها على فلسطين، وكان هذا استكمالا للمسلسل بمعنى إعطاء الضوء الأخضر للصهاينة لتحقيق حلمهم باعلان دولتهم المزعومة في فلسطين، ففي الساعة الرابعة بعد الظهر من 14 مايو أعلن المجلس اليهودي الصهيوني في (تل أبيب) أن قيام الكيان الغاصب سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل دون تحديد حدود الكيان، وقد سبقت هذا الإعلان تشاورات بين ممثل الحركة الصهيونية موشيه شاريت والإدارة الأمريكية دون أن تعد حكومة الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة، فما كان من الرئيس الأمريكي هاري ترومان أن نشر رسالة الاعتراف بالكيان بعد إعلانها ببضع دقائق. أما الاتحاد السوفيتي فاعترف به بعد إعلانها بثلاثة أيام. أسفر الإعلان مباشرة عن بدء الحرب بين الكيان والدول العربية المجاورة، انتهت بهزيمة جميع الجيوش العربية أمام عصابات صهيونية تافهة، فأريقت الدماء وقتل أعداد كبيرة من العرب والفلسطينيين وهجر أعداد مضاعفة خارج فلسطين واستوت العصابات الصهيونية على أكثر بكثير ما حدده قرارا التقسيم الاممي.

فهزيمة حرب 48 كانت صدمة للعرب ولازلنا عالقة في أذهاننا ونعاني منها حتى وقتنا الحاضر، فيا ترى ما هو سر هزيمة الجيوش العربية؟! لا اعتقد أن سر الهزيمة كان كما يعتقد البعض بسبب ضعف العرب أمام عصابات ومجموعات صهيونية صغيرة لا تملك الشجاعة، بل اتبعوا الدهاء والخديعة والمؤامرة في رسم وتنظيم عملهم المسلح، صحيح أن بريطانيا قد انسحبت من فلسطين لكنها تركت خبراء عسكريين يساندون الصهاينة على تحقيق أهدافهم وعلى رأسهم قلوب باشا الذي تولى منصب القائد الأعلى للقوات العربية في حرب 48 وعين ين جوريون يغال يادين مسؤولا عن إيجاد خطة للتحضير للتدخل العربي المعلن، حيث كانت أغلى هدية قدموها للصهاينة يوم ناشدوا الأهالي الفلسطينيين بترك ديارهم وممتلكاتهم والعودة لها بعد ان يحرروا فلسطين من الصهاينة...وهاهم في الشتات ينتظرون الوعد حتى يومنا هذا، فكان العكس من ذلك تماما حيث استولى الصهاينة على مدن وقرى بأكملها دون أي جهد.

وهاهي تدور الدوائر وتطحن رحى الأيام شقائها وبؤسها لحظة بلحظة وشعبنا يقتات الهم ويشرب كاس الذل والهوان، كان مسلسل القتل والذبح والتدمير والتشريد ينفذ بدم باردة دون أي اعتبار أو أدنى حساب لتلك الروح الإنسانية تلك هذه الصفات التي تجلت في عقول اليهود والتي لن تفارقهم أبداً وتسامت أكثر فالأكثر علي مرمى نكبة 48 قرى بكاملها دمرت تداعت لأحزانها وشيوخها الشمس قبل الأرض والأشجار قبل الهواء والبحر قبل أمواجه.

ــــــــــــــــــ

*أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية - غزة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ