-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مؤامرة
صهيوصينية د.
أيمن أبو ناهية* من
المعروف أن الصين كانت في
الماضي الصديق القريب للعرب
وتربطها بهم مصالح سياسية
واقتصادية وعسكرية ، حيث كان
ينظر لها العرب على أنها الكفة
التي ترجح ميزان القوة العالمي
خاصة بعد انهيار الكتلة
الشرقية، لكن ما حصل أن العرب
أعطوا ظهورهم للصين وأهملوا
دورها الدبلوماسي طوال الفترة
السابقة خاصة بعد اتفاقية "أوسلو"
ووضعوا سلة بيضهم بين يدي
الغرب، واليوم تعطي الصين ظهرها
للعرب وتتجه نحو التعاون في
مجالات مختلفة منها الاقتصادية
والعسكرية والعلمية بينها وبين
الكيان الصهيوني الذي أصبح يصدر
لها التكنولوجية والتقنيات
الغربية المتطورة التي تحتاجها
في عجلة تطورها الصناعي
والاقتصادي والعسكري. والملفت
للنظر أن رفض الصين التوقيع على
الوثيقة العربية التي تعتبر
القدس الشرقية عاصمة "للدولة
الفلسطينية المفترضة"، أثناء
انعقاد الدورة الرابعة للإجماع
الوزاري لمنتدى التعاون العربي
الصيني في مدينة "تيانجين"،
جاء مكملاً لرفض نتنياهو تقسيم
القدس وتصميمه بالاحتفاظ بها
مدينة كاملة كعاصمة أبدية
لكيانه الغاصب، مدعياً أن "القدس
لم ترد في القرآن الكريم"،
فما هي إلا رسالة افتراء وتضليل
أراد إرسالها إلى الصين متزامنة
مع انعقاد الدورة، كي ترفض
المطلب العربي والواضح أنها
مؤامرة بين الطرفين، لأن قرار
الصين بالموافقة على الطلب
العربي قد يغير كثيراً في
المعادلة الدولية بشأن القدس ،
وهذا من شأنه أن يجعل دولاً
كثيرة مثل روسيا ودول الاتحاد
الأوروبي تحذو حذو الصين، لكن
يجب أن نأخذ بالحسبان أن هناك
أيضاً اعتبارات أخرى من جانب
الصين لرفضها التوقيع على
الوثيقة وهي: 1- لأن
المؤتمر هو مؤتمر اقتصادي
بالدرجة الأولى ، ولم يكن هناك
تحضير مسبق للقضايا السياسية .. 2- تفضل
الصين عدم تحملها مسؤولية
الاعتراف بالقدس لا الشرقية ولا
الغربية لأحد أطراف الصراع قبل
البت النهائي من مجلس الأمن
الدولي في أمرها. 3- تركيز
المسؤولين الصينيين على
التعاون الاقتصادي والتجاري
فقط مع الدول العربية، لأنها
كما قلت تراعي مصالحها
الاقتصادية والسياسية الخاصة
فقط ولا تعير أهمية
لأيديولوجيتها السابقة في
علاقاتها مع الدول العربية، وقد
أصبحت على شاكلتها دول جوار
أخرى مثل الهند في تعاملها مع
الدول العربية على أنها فقط
أسواق لترويج منتجاتها رخيصة
الأثمان. 4- دخول
دولة الاحتلال على الخط لمزاحمة
الدول العربية في العلاقات مع
الصين، حيث نجحت خلال السنوات
القليلة الماضية في إقامة شبكة
علاقات واسعة مع الصين شملت
كافة المجالات والمستويات
وتجلى ذلك التعاون بين الطرفين
في تغيير الصين لموقفها
تدريجياً من القضية الفلسطينية.
5-
ارتباط الدول العربية بإقامة
علاقات مع الصين من خلال أطر
ثنائية, أي الالتزام بالتعاون
المشترك في مجالات مختلفة بعيدة
عن السياسة, الأمر الذي جعلها
تتذمر من أي مطلب عربي سياسي قد
يسبب لها إحراجاً. 6- الدول
العربية كانت تركز في اتصالاتها
مع بيجين خلال الأعوام الماضية
على الملف النووي الإيراني
وتهميش دورها الدبلوماسي
المتعلق بالقضية الفلسطينية
وقضية القدس. أخلص
بالقول: إن العرب لعلهم قد
تعلموا من درس الصين وبعدم
المراهنة على الآخر . وعلى العرب
أن يعيدوا ترتيب حساباتهم
وأوراقهم من جديد ويبذلوا كل
طاقاتهم البشرية والمادية
والدبلوماسية والعسكرية لنصرة
فلسطين وهي تمر اليوم بذكرى
نكبتها الـ62، على أن يشمل
الحراك العربي جميع القضايا على
رأسها القدس وحماية المسجد
الأقصى وحق العودة وتحرير
الأسرى ورفع الحصار عن قطاع غزة
وإزالة المستوطنات. ـــــــ *أستاذ
الاجتماع والعلوم السياسية –
غزة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |