-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عن
المثلث العربي – التركي -
الإيراني عريب
الرنتاوي خصص
منتدى الجزيرة الخامس جلسة
للحديث عن الدور التركي
المتنامي في المنطقة، بدا من
خلالها أن العرب جميعاً، وعلى
اختلاف مشاربهم وتعدد
المعسكرات التي يتوزعون عليها،
إنما يرحبون بدور أنقرة الجديد،
وهذا أمر كنّا نعرفه قبل أن نصل
إلى الدوحة للمشاركة في
حواراتها، وقد أتيح لنا أن
نتأكد منه على أية حال. كما
أتيح لنا أن نتلمّس عن كثب،
الفوراق في مستوى وسوية الترحيب
العربي بالدور التركي الجديد
الناشئ، فالعواصم العربية لا
تقف جميعها على مسافة واحدة من
أنقرة، وهي لا تبدي الحماسة
ذاتها لدور تركيا الجديد، فهناك
من يرى في هذا الدور نوعاً من
"مكر التاريخ" الذي حال دون
سقوط المنطقة في مستنقع الشرق
الأوسط الجديد أو الكبير، وهناك
من يخفي مشاعر التحفظ والحرج
تحت عبارات الترحيب الحارة بدور
الجارة التاريخية للأمة...هناك
من ينظر لهذه العلاقة من زاوية
استراتيجية بعيدة المدى، وهناك
من يريد استخدام "القنطرة
التركية" لخدمة أعراض
تكتيكية مرحلية. الدور
التركي بالنسبة لبعض العواصم
العربية (القلة منها على أية
حال) مطلوب في مواجهة إسرائيل
ومرحب به كعنصر توازن لغطرستها
المنفتلة من كل عقال، فيما كثرة
كاثرة من هذه العواصم ترحب بدور
تركي يعادل نفوذ إيران المتزايد
في المنطقة. بعض
الحكومات والأنظمة العربية،
وغالبية المواطنين العرب،
تعتقد ويعتقدون بأن تركيا تقترب
من العرب قدر ابتعادها عن
إسرائيل، فيما الكثير من عواصم
العرب تتمنى لو أن تركيا تندمج
في ائتلاف الغرب والاعتدال
وإسرائيل ضد إيران، فالصراع مع
"نظام الملالي" له أولوية
عند هؤلاء مقدمة على الصراع
العربي – الإسرائيلي. في
المقابل، ينجح الأتراك حيث أخفق
الإيرانيون، في تقديم عناصر
القوى الناعمة التي تتمتع بها
بلادهم وتؤهلها للقيام بدور
إقليمي – دولي متعاظم،
فالسياسة الخارجية التركية
تستند إلى مبادئ أربعة هي: (1)
الأمن الإنساني للجميع في
المنطقة، أفرادا وجماعات
ودول...(2) الحرية بما هي حقوق
إنسان وديمقراطية واعتراف
بالآخر والعيش والتعايش....(3)
بالرفاه بما هو تنمية مستدامة
وبنية تحتية للاستقرار
والتعاون الإقليمي...(4) وأخيراً،
"الهوية" بما هي حق لكل
دولة أو مجموعة في تقرير جهة
انتمائها والمحيط التي تدور في
فلكه وتعود إليه. هي
مصفوفة قيمية لطالما رددها أحمد
داود أوغلو وارتبطت باسمه، تخفي
وراءها جملة من المصالح
الحقيقية التي بدأت أنقرة في
تعظيمها وصيانتها، ليس لدى
جوارها القريب العربي
والإسلامي فحسب، بل ولدى جوارها
غير العربي وغير المسلم، وصولا
لدوائر بعيدة نسبياً بلغة
الجوار وحساباته ومسافاته:
أفريقيا على سبيل المثال. العرب
يعرفون ما يريدون من تركيا، وإن
كانت معظم دولهم حتى لا نقول
جميعها، لا تشاطر الدولة
التركية مصفوفتها القيمية
سابقة الذكر...والعرب يعرفون ما
لا يريدون من إيران، وإن كانت
معظم دولهم حتى لا نقول جميعها،
تقف عاجزة عن تقديم البدائل لما
تقترحه طهران وتفعله على صعيد
تظهير "عناصر قوتها
الخشنة"، فهل من مخرج من هذا
المأزق ؟!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |