-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الاغتيال
السياسي له أشكال متعددة
ومتنوعة حسان
القطب* الاغتيال
السياسي كان دائماً ما يتخذ
طابع القتل أو التصفية الجسدية
المباشرة للخصم أو المنافس..وقد
تعرضت منطقتنا العربية أو منطقة
الشرق الأوسط للعديد من جرائم
القتل السياسي، بعضها تم الكشف
عن منفذها أو مرتكبها وبعضها
الأخر أو معظمها بقي منفذوها أو
مرتكبي هذه الجرائم سواء كانوا
أفراد أو جهات أو أطراف سياسية..
والحالة اللبنانية أو المشهد
اللبناني الذي تكررت فيه حالات
الاغتيال السياسي منذ العام 2005،
وحتى اليوم لا ينافس لبنان فيه
سوى المشهد العراقي حيث تتكرر
فيه الاغتيالات السياسية
بوتيرة مرتفعة وتكاد تطال كافة
القوى السياسية والطائفية
والمذهبية العراقية دون
استثناء، عكس الحالة اللبنانية
التي شهدت تصفيات عديدة استهدفت
فريقاً واحداً بعينه وهو فريق
قوى الرابع عشر من آذار/ مارس،
السياسي...دون سواه.. وشملت
شخصيات من كافة المذاهب
والأديان والأعراق التي اجتمعت
تحت راية التوجهات السياسية
لهذا التجمع السياسي.. !! لكن
الاغتيال السياسي كما لاحظنا في
الآونة الأخيرة لم يعد محصوراً
بممارسة القدرة على القتل
والتصفية الجسدية..بل انتقلت
بعض القوى السياسية والدينية
المدعومة بالمال السياسي
والقوة الإعلامية وبعض
المجموعات الغوغائية المتطرفة
إلى ممارسة نوع أخر من الاغتيال
الذي يهدف إلى تحقيق الغاية
عينها والهدف ذاته ولكن بكلفة
سياسية أقل وبدون سفك دماء.. ولم
يعد الاغتيال السياسي يستهدف
الأشخاص أو الرموز..بل قد طال
الاغتيال السياسي قطاعات
سياسية وإنتاجية وإعلامية
وسواها بهدف ضرب النظام
والاقتصاد وأجهزة الدولة
ومؤسساتها.. في
حزيران/يونيو، من عام 2006، نزلت
مجموعات من ميليشيا حزب الله
إلى شوارع بيروت استنكاراً لعرض
برنامج (بسمات وطن) الذي تعرضه
قناة تلفزيونية لبنانية..ومارست
هذه المجموعات التي كان يقودها
احد نواب حزب الله أبشع
الممارسات من تحطيم للسيارات
وإحراق للدواليب في شوارع
العاصمة ومن اعتداء على
المواطنين.. مما حدا بالمحطة
المذكورة إلى وقف عرض البرنامج
ولم يجرؤ مخرج البرنامج ولا
المحطة التلفزيونية على عرض
مشاهد مماثلة حتى تاريخه....؟؟؟ في
أواخر عام 2006، نزلت جماهير حزب
الله أو ما يطلق عليه تحبباً
(جماهير المقاومة).. إلى شوارع
مدينة بيروت وتحديداً إلى الوسط
التجاري الناهض والمزدهر..
لتعلن اعتصامها في وسطه وحول
السراي الحكومي..مطالبةً بإسقاط
حكومة الرئيس السنيورة... واستمر
هذا الاعتصام حوالي السنتين أي
إلى نهاية شهر أيار/مايو، من عام
2008، وكانت النتيجة اغتيال
الازدهار الاقتصادي في الوسط
التجاري وخسائر بمليارات
الدولارات، أصابت التجار
والعمال والمستثمرين نتيجة
توقف الحركة الاقتصادية..
وبالتالي اغتيال العمل الحكومي
الذي أصابه شلل جزئي لا زلنا
نعاني من بعض تداعياته حتى
يومنا هذا.. وخاصةً فيما يتعلق
بموضوع الميزانيات الموقوفة
للحكومة اللبنانية.. منذ عام 2006
وحتى العام 2009... بعد
انسحاب الوزراء الشيعة من
الحكومة العتيدة التي كان
يرأسها الرئيس السنيورة في
العام 2006، واستكمالاً لمسلسل
التعطيل والاغتيال لمؤسسات
الدولة قرر رئيس مجلس النواب
نبيه بري... تعطيل الحياة
البرلمانية بحجة أن الحكومة غير
ميثاقيه وغير دستورية وغير ذلك
من الشعارات والعناوين .. فتم
إغلاق البرلمان اللبناني لمدة
تقارب العامين أيضاً.. وقد تم
دفن العديد من مشاريع القوانين
التي لا زالت تعاني الإهمال
والتجاهل في أدراج مجلس رئاسة
مجلس النواب حتى يومنا هذا... وكان
إحراق الدواليب المتكرر
والمتوالي على طريق المطار بسبب
وبدون سبب، بهدف إغلاق هذا
المرفق العام الذي قد يؤدي
إغلاقه إلى عزل لبنان عن العالم
الخارجي..واليوم نرى الفريق
عينه الذي لم يعد بمقدوره
ممارسة الهواية عينها... يستنفر
أتباعه للإضراب ووقف الرحلات
الجوية من وإلى لبنان ونحن على
أبواب موسم سياحي واعد.. عقب
أحداث السابع من أيار/مايو من
عام 2008، تم طرد المفتي الجعفري
لمدينة صور، سماحة السيد علي
الأمين، دون وجه حق ودون مسوغ
ومبرر قانوني، من قبل ميليشيات
الأمر الواقع.. من مدينة صور وتم
تعيين مفتي أخر مكانه.. منذ
فترة تقارب العام والبعض يسعى
لاغتيال مقام دار الفتوى ودور
سماحة مفتي الجمهورية
والمرجعية الإسلامية السنية
الأعلى في هذا البلد بإصدار
بيانات تحريضية واتهامات
سخيفة..والهدف تحجيم هذه الدار
وصاحب السماحة ومنعه من ممارسة
دوره.. كما دأب
البعض على توجيه الاتهامات
والتعليقات الخطيرة والنابية
بحق البطريرك صفير المرجعية
المسيحية الأعلى في لبنان بهدف
إسكاته.. وإبعاده عن الساحة
اللبنانية..حتى أن البعض روج أن
غبطة البطريرك قد يغادر إلى
الفاتيكان ليستقر فيه..؟؟ هناك
الكثير من الحوادث والشواهد
التي تدل على ممارسات يسعى
البعض من خلالها إلى اغتيال
الحياة السياسية والإعلامية
والاقتصادية والأمنية في
لبنان...بهدف كم الأفواه وتحجيم
بعض القوى السياسية غير المرغوب
فيها.. وترهيب المواطنين لمنعهم
من ممارسة دورهم وحقهم في
الاستقرار والعيش الهادئ وحق
التعبير عن أرائهم بحرية
وموضوعية.....فالشلل والمجموعات
التي حاولت تعطيل الانتخابات
البلدية في أكثر من مدينة وقرية
وبخاصة مدينة صيدا..إنما كانت
تحاول أن تغتال الاستقرار
والسلم الأهلي ودور الأجهزة
الأمنية والعملية الانتخابية
برمتها وكذلك الحياة
الديمقراطية.. والمؤسسات
الإعلامية أو بعض المنشورات
الإعلامية التي تدأب على توجيه
الاتهامات ونشر المعلومات
الكاذبة لتعود وتصدر تكذيباً أو
توضيحاً أو تصحيحاً في اليوم
التالي إنما تحاول أن تبقي
القيادات السياسية والدينية
وبعض وسائل الإعلام في حال ترقب
وخوف من ممارسة دورها وحقها
وواجباتها وان تبقى في حالة
الدفاع عن النفس أمام جمهورها
والجمهور الأخر.. وخاصةً ذلك
الاتهام بالخيانة والتفريط
بالسيادة كما جرى خلال النقاش
حول الاتفاقية الأمنية.. وما
تعرض له بعض السياسيين من
اتهامات لم توفر حتى القيادات
الأمنية. الاغتيال
السياسي لم يعد اغتيالاً جسدياً
بل أصبح له أوجه متعددة ومتنوعة
تطال الفكر والقلم والصحيفة
المطبوعة والالكترونية والشاشة
المرئية وحتى اللقاءات
الحوارية.... ولم يعد يطال شريحة
السياسيين والصحافيين فقط... بل
أصبح يطال قطاعات كاملة
كالمرجعيات الدينية وحتى
الأمنية منها بشكل خاص.. لأن
الوطن الذي يفتقد القدرة على
ضبط الأمن فيه ويفقد المواطن
الثقة بالأجهزة الأمنية
وقدرتها على حماية وحماية
مصالحه.. يصبح معرضاً لكافة
المخاطر... ولم يعد يملك القدرة
على حماية كافة القطاعات التي
سبق ذكرها واستهدافها... وهذا ما
يسعى لتحقيقه هذا البعض في
لبنان...وربما العراق أيضاً..؟؟؟ ـــــــــ *مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والإستشارات ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |