-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 31/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في الدرك الأسفل من العبودية

بقلم نبيل شبيب

عرف العالم كلّه جواسيس يعملون في الخفاء.. وعملاء يرتكبون جرائمهم في الظلام.. و"مستضعفين" ينطقون كلمة الكفر بسبب سياط الجلاد.. إنّما لا يكاد يعرف إلاّ في أشدّ صفحاته قتامةً أمثال هؤلاء الذين يتحركون هذه الأيام على الأرض المباركة، أرض الأنبياء، أرض الرسالات، أرض الإسراء.. أرض الإسلام والمسلمين، والعروبة والعرب، والحق والتحرير، والجهاد والشهادة.. يتحرّكون خانعين بين أيدي عدوّ شعبهم الأبيّ، متجبّرين بأسلحة عدوّهم، ودعم عدوّهم، ومباركة عدوّهم، والتخطيط مع عدوّهم، ليرتكبوا ما يرتكبونه من جرائم بحق الحرائر والأحرار، والوطن وأهله، والتاريخ والمستقبل.. بحق قضية التحرير والمصير، قضية العرب والإسلام، قضية الإنسانية.. لو كانوا يفهمون ما تعنيه كلمة الإنسانية!.

كان الرقيق في عهود الظلمات يساقون بالقيود والأغلال والسياط.. وهؤلاء يهرعون لارتكاب ما كان الرقيق يأبون ارتكابه!..

كان الرقيق يشترون حريّتهم بعرقهم، وهؤلاء يدفعون ثمن رقّهم من دماء أهل بلادهم وآلامهم ومعاناتهم ومن آمال الأحرار وما يقدّمونه من الغالي والنفيس.. كي يعيش أبناؤهم وأحفادهم أعزة أحرارا كراما!..

كان الرقيق يُختطفون اختطافا ويوضعون على بواخر الرقيق لنقلهم إلى أوروبا وأمريكا إجراما بحقّ الإنسان والإنسانية، والقيم والأديان والمبادئ جميعا.. وهؤلاء يُسْلمون رقابهم بثمن بخس، ويُذلّون هاماتهم لأذلّ أهل الأرض، الذين ما كان لهم أن يصنعوا ما يصنعون في الأرض المباركة لولا "حبل من الناس".. على افتراض أن هؤلاء من "الناس"!..

من أجل ماذا تفتكون بالمواطنين من الأسرى.. إذا ما خرجوا من سجون عدوّهم؟..

من أجل ماذا تحاصرون الأقلام الحرة والنفوس الأبية والألسنة الكريمة وتلاحقونهم يا هؤلاء؟..

من أجل ماذا تضربون بالأسلحة التي وضعها عدوّكم بين أيديكم.. وعدوّ شعب يأبى وجودكم.. فتوجّهونها إلى كلّ من يقاوم عدوّكم.. ويسعى من أجل أن يكون لكم "وجود"؟..

من أجل "تسوية سلمية".. و"خارطة طريق".. و"دويلة ممسوخة".. و"شروط رباعية".. وظهور في محافل دولية لم تقدّم لكم شبرا من الأرض.. ولا ذرة من الرمل.. ولا حبة من الزيتون.. ولا حتى "إكرامية" تستر شيئا من عوراتكم؟..

أيّ تسوية تلك سوى تسوية القبور، وأي خارطة سوى خارطة تمزيق الوطن، وأي دويلة ممسوخة إلا جحرا لشرطة يدرّبها دايتون وأمثاله لتقتيل "شعب الدويلة" التي تزعمون بناءها فوق الأشلاء وما بين المعتقلات.. وأي رباعية تلك التي تزحفزن ما بين أقدام طغاتها.. فتطؤكم بعد أن تستنفذ أغراضها منكم وتؤدّون مهمتها وتحسبون أنها مهمتكم.. وأي إكرامية من ثروات الفساد ستحملون معكم إلى باطن الأرض، ما لم يلفظكم تراب الأرض المباركة؟..

أفلا تخجلون أمام أولئك القادمين من أصقاع الأرض، من كل جنس ولون، من أجل غزة.. من أجل فلسطين.. من أجل الحرية والأحرار، والكرامة والكرام، والإنسانية والإنسان، يخاطرون بأنفسهم، ولا يأبهون باستخذاء المستخذين، ولا وحشية المجرمين.. ولا تواطؤ المتواطئين.. وأنتم تنظرون من أوكاركم وتنظرون.. كالخشب المسندة!

كونوا رقيقا كما تشاؤون.. إنما كفّوا أيديكم عن الأحرار.. فهم من معدن فلسطيني غير معدنكم!..

لقد بلغتم الدرك الأسفل من العبودية، ولا يصنع التحرير لفلسطين ومستقبل فلسطين ومستقبل العرب والمسلمين، ومستقبل الإنسان والإنسانية، إلا الأحرار..

   

طوبى لك يا لمى في ركب الأحرار.. طوبى لك يا حازم في ركب الأحرار.. طوبى لصغيرتكما فلسوف تشهد بإذن الله تحرير الأرض المباركة التي أنجبتكم، وأنجبت أمثالكم، وصنعت من خلالكم الأمل الكبير.. الكبير.. فما تحرّرت أرض في التاريخ إلا من خلال أمثالكم، وما ظهر أمثالكم في حقبة من حقب التاريخ إلاّ وكتبوا فيه صفحات التحرير.. تحرير الإنسان.. لتتحرّر الأرض.

يحزّ في الأعماق يا لمى وحازم وأخواتهما وإخوانهما في أرض الرباط.. ألاّ يكون في أيدينا ما نقدّمه سوى المداد.. وأنتم تقدمون الدماء، وسوى الكلمات.. وأنتم تزرعون المعاناة.. وسوى الدعاء بالنصر.. وأنتم تصنعون النصر.

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) -آل عمران: ١٧٣-

(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ. يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) -غافر 51 و52-

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ