-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
معاناة غزة المحاصرة
تلهب العالم الحر وتنذر بتحولات
قريبة بقلم :حسان القطب* منذ أربع سنوات ومدينة غزة وكامل قطاع غزة
بما يشمل من قرى ومدن وبلدات
ومخيمات يعيش تحت الحصار..هذا
الحصار المحكم الذي قامت به
دولة إسرائيل برعاية دولية بهدف
إخضاع سكان غزة من الفلسطينيين
المحاصرين لقرارات مبهمة غير
واضحة وغير مبررة.. ليتحول بعدها
القطاع إلى جرح نازف وملتهب
ومشتعل يستدرج ويستقطب كل قوى
العالم الحر والهيئات
الإنسانية والاجتماعية
والسياسية الدولية لمشاركة أهل
القطاع المعذب وسكان غزة
والقطاع حصارهم ومعاناتهم
ووجعهم وألمهم والظلم الذي يحيط
بهم.. لقد أصبح من المستحيل بعد
اليوم على أي نظام أو سلطة أو
كيان أو هيئة أو مؤسسة أن تتغاضى
عن هذه المعاناة بعد أن شارك
المجتمع الدولي ممثلاً
بمشاركين حضروا من أكثر من
أربعين دولة على متن سبعة سفن
رغبةً في رفع الحصار أو للتعبير
عن رفضهم للحصار وهذه المعاناة
الإنسانية رغم التهديد والوعيد
من قبل دولة إسرائيل ليشاركوا
القطاع المصير نفسه ..وليسقط
منهم قتلى وجرحى وأسرى على يد
قوات الاحتلال الإسرائيلي التي
تحاصر غزة من البر والبحر والجو...تماماً
كما يسقط من الشعب الفلسطيني
يوميا.. الإدانة التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي
للقرصنة البحرية التي مارستها
دولة إسرائيل في عرض البحر دون
مسوغ قانوني أو شرعي،
والاستنكار الدولي الشامل الذي
صدر عن العديد من الدول في مختلف
أصقاع الأرض قد يؤسس لواقع جديد
في المنطقة وقد نشهد بعضاً منه
قريباً.. - العديد من الدول العربية والغربية وحتى
الولايات المتحدة قد أخذت تطالب
بتخفيف الحصار عن سكان قطاع غزة..وبعضها
يطالب برفع الحصار كلياً.. - التحول التركي الذي نشهده مؤخراً
والتغيير الذي طرأ ويطرأ على
علاقات تركيا مع إسرائيل..والانتقال
من علاقات تعاون استراتيجي بين
الطرفين، إلى حالة تباين واضح
في الكثير من الملفات التي تهم
كلاً من الدولتين في المنطقة..وبخاصة
في الملفين الإيراني
والفلسطيني.. - الانكشاف الواضح للدول التي تعتبر نفسها
دول الممانعة والمقاومة وكذلك
التنظيمات التي تدور في فلكها..
حيث ظهر تقاعسها وإحجامها عن
القيام بأي دور أو نشاط فعلي
وجاد لمساعدة غزة وسكانها ودعم
الحملة الدولية لمساعدة غزة..واكتفت
هذه الدول والتنظيمات بإصدار
البيانات وتنظيم التظاهرات
تماماً كما قامت بذلك دول
الاعتدال العربي والدولي..مما
يفقدها القدرة على الاتجار
والمزايدة بورقة القضية
الفلسطينية وحصار غزة .. والتي
دأبت على استغلالها سنوات.. - انفضاح طبيعة دولة إسرائيل أمام المجتمع
الدولي...فلم تعد دولة إسرائيل
تلك الدولة المهددة في أمنها
واستقرارها .. بل بدت جلياً
وواضحاً أنها دولة معتدية تخالف
وتنتهك النظم والقوانين
الدولية وتمارس القرصنة والقتل
في عرض البحر وفي عمق المياه
الدولية..دون مبرر وفي استعمال
مفرط للقوة العسكرية ضد ناشطين
عزل من السلاح.. - تصريح خالد مشعل الأخير الذي صدر من دمشق
والذي أعلن فيه استعداد الحركة
لوقف العمل الجهادي في حال
انسحاب القوات الإسرائيلية إلى
ما وراء حدود الخامس من حزيران
عام 1967... حيث أعلن مشعل..(وفي
حديث لبرنامج تشارلي روس في
محطة تلفزيون (بي بي اس)
الأمريكية تناول مشعل بشكل
مباشر قضية المقاومة المسلحة
التي تمثل أساس أيدلوجية حماس
كحركة للتحرير الوطني. وحسب
نسخة نشرتها (بي بي اس) قال مشعل
في مقابلة سجلت الخميس أن
إسرائيل بدأت الصراع بهذا
الاحتلال ومن ثم فان المقاومة
رد فعل. وأضاف أن الفعل هو
الاحتلال ورد الفعل من
الفلسطينيين هو إنهاء ذلك ومن
ثم فببساطة عندما ينتهي
الاحتلال ستنتهي المقاومة. وقال
انه إذا ذهبت إسرائيل إلى حدود
1967 فان ذلك سيكون نهاية
المقاومة الفلسطينية. وقال مشعل
انه إذا أقيمت دولة فلسطينية
ذات سيادة حقيقية بالشروط التي
حددها فان طبيعة أي علاقات
لاحقة مع إسرائيل سيحددها
الفلسطينيون بشكل ديمقراطي). - كلام خالد مشعل هذا وما ورد فيه من مضمون
جديد لم يسبق أن ذكر قبلاً من
قبل حركة حماس ..والذي يبدو انه
يتكامل مع أدبيات حركة فتح
وسائر القوى والفصائل
الفلسطينية، وتلك الثوابت التي
أعلنتها منظمة التحرير
الفلسطينية سابقاً، وخارطة
الطريق الأميركية التي سبق أن
تحدثت عن إقامة دولتين فلسطينية
وإسرائيلية على أرض فلسطين
التاريخية.. لذا فإن هذه
التصريحات المستجدة إلى جانب
التكاتف والتضامن الدولي
والعربي مع الشعب الفلسطيني في
قطاع غزة والضفة الغربية .. يجب
أن يكون حافزاً لتوحيد القوى
الفلسطينية خلف شرعية واحدة يتم
الاتفاق عليها بوسائل
ديمقراطية.. لتجنيب قطاع غزة
والضفة الغربية المزيد من
المعاناة والشرذمة والعقوبات
وسياسات الضغط والتركيع
والتجويع.. - بدا جلياً أن سياسة الردع الإسرائيلية
لم تعد مجدية بل قد فقدت بريقها
وحضورها المعنوي والنفسي وحتى
المادي وهي السياسة
الإستراتيجية التي قامت عليها
دولة إسرائيل منذ تأسيسها عام
1948...وخطورة هذا الأمر انه قد
يدفع إسرائيل إلى ممارسة هذه
السياسة مجدداً وبصورة أقسى
وأعنف من تلك التي شاهدناها
وعشناها في حرب تموز/يوليو عام
2006، التي شنتها إسرائيل على
لبنان.. وحرب غزة التي شنتها في
أواخر عام 2008، وبداية عام 2009..
لتعيد لكيانها تلك الصورة
القاسية ولجيشها الهيبة
المفقودة أو الصورة المهتزة...
التي ترغب إسرائيل في إعادة
ترسيخها في أذهان جيرانها...
ولذلك نحن نسمع منذ فترة وعلى
لسان بعض القادة الإسرائيليين
عن تهديدات بإعادة بعض دول
المنطقة وأولها لبنان إلى عصور
سابقة خلت وسوريا إلى العصر
الحجري.. لذا المطلوب اليوم الدعوة المباشرة لرفع
الحصار عن قطاع غزة وشعب غزة
ووقف هذه المعاناة غير المبررة
لأن المسألة ليست فقط تتمحور
حول كمية طعام وغذاء وماء يرسل
عبر الأنفاق والمعابر ..بل هي
مسألة حياة كريمة يجب أن يعيشها
أهل غزة وسكان القطاع، وحدود
مفتوحة في كل الاتجاهات ليعود
القطاع جزءاً من هذا العالم
الذي تخلى في لحظة غباء عن
ممارسة دوره في رفض الحصار
الظالم وهذه السياسة العدوانية
ومنع دولة إسرائيل من تنفيذها..
وكذلك يجب على القوى الفلسطينية
جميعاً دون استثناءات أن تعيد
النظر بثوابتها ومواقفها فلا
تتردد في إعلان ما تريد وما تسعى
حقيقةً لتحقيقه.. ولا يجوز بعد
اليوم أن نرى أو نسمع ذلك التحول
المزاجي في المواقف والتنقل بين
الثوابت والمسلمات الوطنية بما
يخدم الاستمرار على كرسي السلطة..
وهي في حقيقة الأمر سلطة وهمية
خاضعة للاحتلال بكل المعاير
والمقاييس سواء كانت سلطة مسلحة
أو منزوعة السلاح.. فالوحدة
الوطنية الفلسطينية هي أساس
استمرار الرعاية الدولية وهذا
التفهم الدولي المستجد للقضية
الفلسطينية والتعاطف الدولي
الكبير مع معاناة الشعب
الفلسطيني سواء في أراضي فلسطين
المحتلة..أو في الشتات.. وإلا فإن
هذا الدعم والتعاون والرعاية
الدولية ستذهب وسينفرط عقدها
بسبب الخلافات الداخلية غير
المبررة بعد اليوم..وإلا كيف
نبرر للرأي العام العالمي سقوط
عشرات الشهداء والجرحى
والمعتقلين من جنسيات مختلفة
على يد دولة إسرائيل دعماً
للشعب الفلسطيني.. الذي هو عاجز
في نفس الوقت عن الالتفاف حول
قيادة شرعية واحدة وحول ثوابت
قضيته العادلة والمحقة... *مدير المركز اللبناني للأبحاث
والإستشارات =================== مجلس الأمن والمجتمع
الدولي والأنظمة وضعوا الآن على
المحك العميد المتقاعد برهان إبراهيم
كريم نبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد
بواسع رحمته شهداء أسطول قافلة
الحرية, الذين قتلهم الأشرار. ونرفع أيدينا بالدعاء أن يسكنهم فسيح
جنانه لأنهم شهداء أطلق عليهم
الرصاص وهم عزل من السلاح. امتطوا لجة البحر لنصرة مظلومين ولم
يقترفوا من ذنب سوى أنهم قالوا
ربنا الله وآمنا بالله الواحد
القهار. وتحية من أعماق القلوب لمن بقي من قافلة
الحرية أحياء بعد أن راح
الصهاينة الأسرار يعذبونهم
ويلقون بهم في السجون
والمعتقلات. وتحية لكل من شارك
بالقافلة من الرجال والنساء
وطاقم كل سفينة بما فيهم
القبطان. وتحية لكل حكومة
ومؤسسة ونقابة وجمعية ومنتدى
وشخصية سياسية ووزير وعضو
برلمان أو مجلس نواب ومحطة
إعلامية وصحفي أدانوا العدوان
ووقفوا بصبر وثبات وهم يدعمون
قافلة الحرية وما تحمله من
أحرار. العدوان الهمجي على قافلة الحرية دليل
آخر على أن إسرائيل موطن
للإرهاب,وحكامها زعماء الإرهاب. إذا كان هجوم 11/9/2001م عدوان إرهابي على
الولايات المتحدة الأمريكية ,فإن
هجوم إسرائيل على سفن الحرية
بتاريخ 31/5/2010 م عدوان إرهابي على
دول وشعوب العالم كافة ومعهم
الولايات المتحدة الأميركية
والشعب الأميركي. وأن كل من
يتحالف معها,أو يدعمها أو
يساندها ويقف معها,أو يصمت على
إرهابها, هو إرهابي.ومنتج
إرهابي ,وعدو لدود لحقوق
الإنسان ولقيم الحرية
والديمقراطية. وعدوان إسرائيل على قافلة الحرية عمل
إرهابي. وانتهاك صارخ لحقوق
الإنسان,وعدوان آثم على قيم
الحرية والديمقراطية وعلى
الشرعية الدولية والقانون
الدولي. وإذا لم يبادر مجلس
الأمن الدولي باتخاذ قرارات ضد
هذا العدوان الذي قامت به
إسرائيل على قافلة للحرية
قوامها شخصيات عزل من السلاح,
فمن حق الشعوب أن تسارع لتدرأ عن
نفسها وبكل الطرق المتاحة خطر
الإرهاب الإسرائيلي.وأن تلاحق
حكام إسرائيل وتطاردهم وتقتص
منهم رغم أنف بعض أعضاء مجلس
الأمن الدولي, ومهزلة الفيتو
الأمريكي الذي بات مسخراً لخدمة
مجرمي الحرب والكيان
الإسرائيلي الإرهابي. فعدوان إسرائيل على قافلة الحرية عرى
الحروب التي تشنها الولايات
المتحدة الأمريكية وإسرائيل
بذريعة محاربة الإرهاب. وكشف
اللثام عنها على أنها حروب
إرهابية. هدفها الإرهاب وتطويع
الشعوب بالإرهاب وبالحروب
الإرهابية وبالغزو والعدوان
الإرهابي وبجيوش وشركات مرتزقة
تقودها أنظمة وإدارات إرهابية.
وعدوان إسرائيل على قافلة
الحرية معناه أن إسرائيل قررت
أن تنحر حلفائها بأسلوبها
الإرهابي. إن كانت الأحزاب الإسرائيلية ومعها رئيس
وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو
ووزرائه ورئيس أركان جيشه
الإرهابي ظنوا بأنهم بعدوانهم
الإرهابي على قافلة الحرية صفوا
حساباتهم مع الدولة التركية
ورئيس حكومتها السيد رجب طيب
اردوغان فهم واهمون وحمقى
وأغبياء.فعدوانهم هو عدوان على
شعوب العالم أجمع.وسيجر عليهم
غضب شعبي ودولي عارم, وسيصلب
موقف قوى المقاومة ويعطيها كامل
الحق في أن لا حل أمام الشعوب
سوى طريق المقاومة لتحرير الأرض
والدفاع عن حقوق الإنسان.وهذا
ما سوف يضع كيان إسرائيل
الإرهابي في مواجهة لا طاقة له
عليها. بحيث يتلقى الهزائم
واحدة أثر أخرى حتى يزول من
الوجود وكأنه فص ملح وذاب. وتعود
الحقوق التي أغتصبها بدعم
وتأييد من قوى الاستعمار
لأصحابها الحقيقيين. لم يعد أمام الإسرائيليين من سبيل كي
يدرؤوا عن أنفسهم الخطر الذي
سيحيق بهم نتيجة هذه جريمة
حكامهم وجنرالاتهم النكراء
والتي لن تبق لكيانهم من أثر,
سوى الخروج إلى الشوارع
بمظاهرات حاشدة وغاضبة واحتلال
دار الحكومة والكنيست ومقرات
الأحزاب. وإلقاء بالقبض على كل
من شارك أو أيد أو خطط لهذه
الجريمة النكراء وسوقهم
محفورين إلى المحاكم ليحاكموا
كمجرمي حرب.وتقاعسهم عن مثل هذا
التحرك سيدفع بالشعوب لتصنيفهم
على أنهم جمهور وعناصر إرهاب.
وحينها لن يكون بوسع تحالف
إسرائيل الاستراتيجي مع
الولايات المتحدة الأمريكية ,ولا
الفيتو الأميركي من إعادة عقارب
الساعة إلى الوراء, أو إخراج
الدلو من البئر.فالوقت لم يعد في
مصلحة إسرائيل والإدارة
الأميركية, إن لن يسارعا إلى فك
الحصار عن قطاع غزة ودفع كافة
التعويضات عما لحق
بالفلسطينيين من أضرار نتيجة
حصار إسرائيل وعدوانها على
القطاع, وملاحقة كل من مارس
الإرهاب من حكام إسرائيل .والدفع
بالعملية السلمية قدماً إلى
الأمام كي يتحقق السلام العادل
لا الاستسلام المذل الذي يسعى
لفرضه الأقوياء على أنه السلام
المنشود. مجلس الأمن وضع الآن على المحك. وأي خطأ أو
شذوذ سينتهجه تجاه هذا العدوان
الإرهابي على أسطول الحرية الذي
يحمل الغذاء والمسكن والدواء
لأكثر من مليون ونصف فلسطيني
محاصر بقرار جائر وإرهابي,
سينزع عنه الشرعية ويفقده
المصداقية . ولن يعبأ به أحد بعد
الآن حين يثبت أنه يتعامل مع
قضايا الشعوب بأكثر من مكيال
ولون وبمزاجية لخدمة مصالح
إسرائيل والمصالح الأميركية
ومصالح الأقوياء فقط.فالموقف
خطير ويستدعي منه وضع النقاط
على الحروف.قبل أن تفلت الأمور
ويبدأ الطوفان الذي سيجرف معه
كل شيء. ========================= عبد الرحمن أبو العطا* تعارف البشر الآدميون على أن القاتل
المجرم يكون في موقف صعب ،
وتسيطر عليه حالة من الخوف
الظاهر ، ويحاول جاهداً أن يجد
لنفسه مخرجاً يأمنه من عواقب
أفعاله وشرور أعماله لأن الناس
تتعاطف مع الضحية وتساند أولياء
الدم لأخذ حقوقهم. هذه الصورة الطبيعية لم تتوفر لدى
الصهاينة في حالة الهجوم
العدائي الذي فعلته عصاباتهم
الحربية المحمولة جوا وبحرا لدى
اقتحامهم السفن المكونة لأسطول
الحرية القادم نحو غزة المحاصرة
بالمساعدات الإغاثية والطبية. ففي بداية الأمر عندما هاجمت قوات
الاحتلال سفينة مرمرة التركية
أولا قالوا أنّ أحد الركاب يحمل
سكيناً، وكأنّ جنود الاحتلال
الذين دخلوا إلى المياه الدولية
كانوا مجردين من السلاح ،
وكأنهم بدأوا الاقتحام بإلقاء
الورود والرياحين ، وكأنّ
الدفاع عن النفس غير مسموح به
لغير الصهاينة. وعندما لم تجد هذه الفكرة صداها لأنه من
الطبيعي عندما يتعرض الإنسان
للخطر فإنه يدافع عن نفسه ولو
بأظافره وأسنانه ، قالوا أن
السفن بها أسلحة ولو أنها كانت
محملة بالسلاح لما حسمت المعركة
لصالح الصهاينة بهذه السرعة
وسقط المتضامون بين شهيد وقتيل
وجريح وأسير. نعم يحق بل يجب على من تعرض للعدوان أن
يدافع عن نفسه وألا يسمح لعدوه
أن يقتله بصورة مجانية تدخل إلى
نفسه النشوة وتزيد من شهيته
للقتل وتحرضه على المزيد من سفك
الدم ؛ فلصاحب السكين منا كل
التحية والتقدير فإن كان ما
فعله جهد قليل إلا أن له الأثر
الكبير. ومن فرط وقاحة أولئك الصهاينة أنهم
بادروا بمواجهة الأسطول
الإغاثي في عرض البحر الأبيض
المتوسط في محاولة على ما يبدو
لتغييب حقيقة الظلم الذي
يوقعونه على أهل فلسطين وخاصة
سكان قطاع غزة ، بدلاً من أن
يتخذوا قراراً برفع الحصار عن
قطاع غزة أو تخفيفه أو السماح
لقوافل الإغاثة بالعبور نحو
المحاصرين. وعلى وقع أمواج البحر الهادرة ، وطلقات
الرصاص ، والجراح الغائرة ،
والدماء النازفة انتفضت
الجماهير في مختلف أنحاء العالم
تدعو إلى محاكمة قادة الصهاينة
كمجرمي حرب ، ونشطت الحركة
الدبلوماسية تطالب بتوضيحات من
القتلة حول ما جرى. وبدأت الأيادي الصهيونية الملطخة
بالدماء تكتب البيانات الصحفية
المليئة بالأكاذيب لتبرر
الجريمة، و انطلقت سفاراتهم
تصدر التصريحات المخالفة
لحقيقة الواقع ؛ بينما اكتفت
دول العالم وبعض زعماء العرب
بالتعبير عن الأسف والشعور
بالقلق والدعوة إلى إدانة
الجريمة والمطالبة بضبط النفس
كالعادة عند كل جريمة يقترفها
الاحتلال. وهنا أدعو إلى محاكمة الصهاينة في محكمة
الأمة الإسلامية وفق العدل
القرآني والهدي النبوي
بالانخراط في واجب الجهاد
المتعين على الجميع لإعادة
الحقوق إلى أصحابها فالقضية
أكثر عمقاً من مياه البحر التي
أقلت أسطول الحرية ، والحل هو
رحيل الاحتلال بكافة مكوناته
وأشكاله إلى غير رجعة. ________________ * كاتب وصحفي فلسطيني يقيم في
قطاع غزة. =========================== غزة \ داليا مقداد ربما كلماتنا لم تعد تجدي .. أو أنها لم تجد
من يستمع إليها .. سنتخلى قليلا
عن لغة الكلام.. ولنتساءل علنا نجد إجابات عن أسئلتنا!! .. حينما دقت الحرية بابنا واقتربت من أن
تكون بيننا .. انتظرناها بشوق ..
فتحنا لها كل الأبواب ..
وابتسمنا لها ابتسامة أسير يبحث
عن ثغرة ضوء , أبى آخرون أن تكون
هذه الحرية لنا.. نحن لم نجرأ على المناجاة أكثر ,, طالبنا
العالم بما يكفي بأن يتحرك ,,
صرخنا بما يكفي وسمعوا نداءنا ..
وعندما لبى أحدهم النداء سقط
ضحية حتى قبل أن يصل لنا. السؤال هنا .. ألا نستحق أن نعيش بحرية ؟؟ ألهذه الدرجة أصبحنا كالحشرات تسحق حينما
أرادوا ذلك!! الآن فقط عرفت أنه حتى الحرية تأسر هنا,
ولا يحق لها أن تتحرك أينما
أرادت , فهي أيضا فيروس خطير ليس
له أن يعيش وعليهم أن يواجهوه
قبل أن يتفشى بيننا .. إسرائيل وحدها هيا من تستحق الحياة وهذه
الأرض لا تستحق الحياة!! ونحن هنا علينا أن ننتظر أن توقع إسرائيل
على ورقة موتنا أو أن توقع على
حريتنا فكلنا أسرى لإسرائيل ماذا ينتظر العالم أكثر .. في كل مرة كنا
نقول أنه لا بأس فنحن فلسطينيين
دماءنا رخيصة لا تستحق منهم أن
يتكلموا ولكن هذه المرة ليست
دماء فلسطينية يا هؤلاء وليست رخيصة كما تظنون .. لا تستحق منكم
هذا الصمت حماس ليست غزة يا إسرائيل فاسمحوا لغزة
بأن تعيش بحرية أي جرم اقترفنا كي نبقى أسرى في هذا السجن
الكبير !! أي ذنب فعلنا كي نذل
ونهان ونذوق العذاب بشتى
الألوان!! لم يبقى سوى أن تقطعوا عنا الهواء فهيا
افعلوها وأريحونا .. أم أن موتنا
البطئ يعجبكم كدنا ننسى بأننا أحياء فأتوا كي يذكرونا
بذلك ولكنهم دفعوا ثمنا غاليا ,
ضحوا بأنفسهم لأجلنا فبماذا
نضحي يا ترى من أجلهم ؟؟؟ لا شيء
فنحن لا نملك سوى الدعاء لهم.. ولكن العالم يملك كل شيء ويعجز حتى عن
الدعاء لهم.. أين العدل في ذلك؟؟ عندما ظهر الناطق باسم الحكومة
الإسرائيلية أفير جندلمان قال
بأنهم هم من بدؤا بإطلاق النار
ونحن كنا نحمي أنفسنا من يصدق
ذلك .. قلب الجلاد وأصبح هو
الضحية ؟؟ يحتجون بالقانون الدولي بأنه يحق لهم
مهاجمتهم حتى لو كانوا داخل
المياه الدولية نظرا لقانون أنه
إذا حاصرت دولة دولةً أخرى فلا
يحق لأحد أن يقتحم حصارها. أين هذا القانون من ما تفعلوه بنا أم أنكم
تختارون منه ما أردتم وتستبعدون
منه ما لم يعجبكم؟؟ ماذا سيحدث أكثر !! وماذا ينتظر العالم أن
يحدث أكثر .. ربما ينتظر اختفاء
غزة تماما عن الوجود وقتها ربما
يحرك ساكنا .. أو ربما يقول
ارتاحوا وأراحوا .. وهذا ما
سيحدث فعلا.. إلى ذلك الحين سنبقى منتظرين ولنعلن
بأننا نحن المنتصرين حتى لو طال
الظلم سنين فحصارنا لا يزيدنا
إلا إيمانا بأن الفرج قريب وما
النصر إلا صبر ساعة .. ========================= طفولة عراقية منكوبة.. في
يوم الطفولة العالمي زاهر الزبيدي 1 / حزيران / 2010 يوم الطفولة العالمي ..
الساعة السادسة صباحاً إلا
ربعاً ، في أحد أزقة بغداد ،
عربة بعجلتين يجرها حماراً ،
يركبها طفلان أحدهما بعمر الستة
سنوات وأخيه ذي الثلاثة . يطوفان
في الزقاق ليجمعا النفايات
ويبحثا عن طعام فطورهما بعد أن
طال الليل عليهم.. بملابس لم
يخلعانها منذ فترة طويلة.. ألاحظ
أن رقبته التي أصبحت سوداء
وكأنه لم يستحم منذ فترة طويلة
هي ليست من العيد الماضي لكونه
لا يعرف العيد . كانت عيناه تشعان بالفرح عندما أعطيه
تفاحة ومبلغ من المال يعادل
قيمة رغيف واحد وينطلق ليبحث في
القمامة عن علب المشروبات
المعدنية عسى أن يفوز اليوم
بوزن كبير منها ويبقى يدور
ويدور حتى ترتقي الشمس الى عنان
السماء وتبدأ بأرسال أشعتها
القوية في نهار بغداد على رأسه
ورأس أخيه الصغير الذي يغطيه
بقطعة من قماش الأكياس التي
تستخدم في تعبئة الطحين . عند الظهيرة لا توجد مائدة بأنتظاره
فمائدته هي الشارع بذاته ليبحث
عن أقرب محل لبيع الفطائر مع
علبة واحدة من المشروبات
الرخيصة يقتسماها ويلعقان
أصابعهما ولم ينسيا نصيب الحمار
! لتنتهي تلك الوجبة ويستمر
دورانهما وينتهي عند الغروب
موعد العودة الى كوخهما المظلم
ليرتميا كالموتى على فراش من
قطن مصفر ربما عثرا عليه في مكب
قريب للنفايات فهو أحد فرش
موتانا التي نشمئز منها فنرميها
خوفاَ من أن يكون الموت لازال
معلقاً فيها .. لا فضائيات ولا
أفلاماً للرسوم المتحركة ولا
عشاءاً يرضي معدتيهما
الصغيرتين ولا حلوى ولا آيس
كريم ولا حماماً دافئاً ولا
منشفة مرسوم عليها قطاً جميلاً
أو شعاراً لناد ما ولا جهاز
تبريد ولا فاكهة ولا حتى أحلام
على الرغم من كونها تأتي بلا
مقابل .. والظاهر أن الأحلام لا
تأتي لأمثالهم من أطفال العراق
.. سنتان مرت عندما أخذت المنية روح والدهما..
الصغير لا يعبأ بالأمر بتاتاً
فهو لم يره ولم يعتد على الحنان
ليفتقده .. أما الكبير فلا زالت
ذاكرته غضة مشبعة بذكرى ذلك
الرجل الذي كان يصطحبه يوماً
للملعب الترابي القريب من
كوخهما أو ليأخذه عندما يحلق
الرجال حول مختار المحلة
ليتسامروا .. وقبلة في صباح بهيّ
قديم طبعت على جبينه .. هي كل ما
يتذكر .. وقبل أن تسدل أجفانه
الستار يرمق أخيه الصغير ..
ودمعة ما تحفر على خده خطاً
رقيقاً لتسقط معلنة عن نقطة
صفراء جديدة على وسادته .. وسادة
الموتى ... وكل عام وأطفال العالم والعراق وأيتامه
بألف خير وبركة . ========================== الأفاعي الصهيونية في
أعالي النيل علي عبدالعال بينما نحن منشغلون بمعارك وهمية: مع
الجزائر على خلفية مباراة لكرة
القدم، ومع قطر بسبب قناة "الجزيرة"،
ومع "غزة" المحاصرة إرضاء
لأمريكا وإسرائيل، فضلا عن
عملية التجييش التي تجري على
الساحة الداخلية من قبل الحزب
الحاكم استعدادا لتزوير إرادة
الشعب، إذا بنا نستيقظ على
كابوس مروع حركت خيوطه في أعالي
النيل عصابات الاحتلال
الصهيوني التي تركناها تمرح فوق
أرض فلسطين بلا حساب، حتى صارت
تهددنا في أعز ما نملك "نهر
النيل"، المورد الوحيد
للمياه العذبة في مصر، وصاحب
أول درس كانت أعيننا تتفتح عليه
في الصغر "مصر هبة النيل". ليس مصادفة أن يكون وزير خارجية تل أبيب
المتطرف، أفيغدور ليبرمان،
الذي هدد علانية بتدمير السد
العالي وإغراق مصر بمياهه، هو
نفسه الذي يقود جهود هذه
المؤامرة مع حلفائه في دول حوض
النيل، حتى ليستطيع أن يقول
ميليس زيناوي، بفضل جهوده وفي
جرأة غير معهودة:"أن مصر لن
تستطيع أن توقف إثيوبيا أو
تمنعها من بناء السدود على
النهر"، بل "لا ينبغي لمصر
أن تحاول إيقاف ما لا يمكن
إيقافه"، معتبرًا أن الظروف
التي كانت سائدة في السابق "تغيرت
وإلى الأبد"، تلك الظروف التي
هدد بمقتضاها الرئيس أنور
السادات بضرب إثيوبيا عام 1978
إذا لم تتوقف عن بناء أحد
السدود، ثم لم يكن بوسع أديس
أبابا إلا أن ترضخ. كانت مصر خارجة منتصرة لتوها من معركة
أكتوبر، فعلق السادات في خطاب
له على تصريحات الزعيم الماركسي
"منجستو"، قائلا: "الرجل
بتاع إثيوبيا يقول إنه سيقيم
سدًا علي منبع نهر النيل، بما
يعني إعلان حرب، وأنا أقول له لن
يقام سد علي النيل، ومن يرشنا
بالدم نرشه بالنار"، إذ كان
الموقف من القضايا المصيرية
محسومًا في الماضي، قبل أن
تنشغل مصر بقضايا تافهة بينما
المخططات تجري من وراء ظهرها. فإسرائيل لن تغفل عن العرب والمسلمين
مهما غفلوا عنها، والمؤامرات
التي تحيكها ضدهم لا يمكن أن
تتوقف، والتآمر هنا ليس تهمة
توجه جزافا إلى تل أبيب بل صار
واقعا معاشا ومسلسلا مستمرا لا
تنتهي حلقاته. وإلا ما الذي يضطر
مجموعة من الدول المثقلة بمشاكل
لا نهاية لها إلى اختلاق أزمات
والدخول في مواجهة بهذا الحجم
مع مصر والسودان ومن وراءهما
العالم العربي مالم تكن مدفوعة
بإغراءات لا سقف لها؟! خاصة في
ظل انعدام حاجة هذه الدول
للمياه التي دخلت الصراع تحت
لافتتها. فبينما تعتمد مصر على مياه النيل في سد
احتياجاتها بنسبة 95%، تمثل هذه
النسبة لإثيوبيا 1%، وكينيا 2%،
وتنزانيا 3%، والكونغو 1%،
وبوروندي 5%، حيث تملك هذه الدول
ما يزيد عن حاجتها من المياه
نظرا لكثرة البحيرات العذبة
والأنهار وهطول الأمطار فوق
أراضيها، إذ يتجاوز إجمالي حجم
مياه الأمطار التى تهبط داخل
حوض النيل 1660 مليار متر مكعب،
حصة مصر منها لا تزيد عن 55,5
مليار متر مكعب، والسودان 18,5
مليار متر مكعب، أي لا يستغل من
هذه الكميات الهائلة سوى 4% في
حين يضيع الباقي دون فائدة
نتيجة التبخر أو ضياعه في
المستنقعات والأحراش. ظلت إسرائيل تعمل في الخفاء على مدار عقود
تتحين خلالها الفرص للتحريض على
حصة مصر من مياه النهر، وقد
تحركت في هذا الإطار على أكثر من
صعيد: دوليًا لتغيير القواعد
القانونية المعمول بها في توزيع
مياه الأنهار عالميًا، فأدخلت
عبر جهود واشنطن والبنك الدولي
مفاهيم جديدة، مثل "تدويل
الأنهار" و"تسعير المياه"،
أي جعل المياه سلعة تباع لمن
يدفع الثمن، ولو لم يكن من دول
حوض النهر كإسرائيل نفسها،
وإقليميًا بدفع الدول
الأفريقية إلى إلغاء الاتفاقات
السابقة مع مصر والسودان،
انطلاقا من حجج واهية، ثم مدها
بالخبرات اللازمة لبناء السدود
وتحويل المياه إلى أراضيها
لإقامة مشاريع زراعية وتوليد
الكهرباء. فالتآمر الصهيوني على مياه النيل قديم
قدم الأحلام الصهيونية بإقامة
دولة تمتد "من النيل إلى
الفرات"، ومنذ مؤتمر بازل عام
1898م استندت الحركة الصهيونية في
بناء دولتها إلى إستراتيجية تضع
المياه على رأس أولوياتها،
باعتبار أهَمّيَّتها القصوى في
هذه المنطقة الجافة من العالم،
فبدون المياه تستحيل الزراعة في
المستوطنات، ويتعذر تنفيذ
برامج استيعاب المهاجرين، وهو
ما عبر عنه "حاييم وايزمان"
أوَّل رئيس لدولة إسرائيل في
رسالة كتبها عام 1919 إلى "لويد
جورج" رئيس وزراء بريطانيا
قال فيها: "إن مستقبل فلسطين
الاقتصادي يعتمد على موارد
مياهها للري". ولذلك وضعت الحركة الصهيونية مخططات
مبكرة للسرقة والتحكُّم في
مصادر المياه بالوطن العربي،
ففي العام 1903م تقدم تيودور
هرتزل إلى حكومة بريطانيا بفكرة
توطين اليهود في سيناء واستغلال
ما فيها من مياه جوفية إلى جانب
بعض مياه النيل، فوافق
البريطانيون على أن يتم تنفيذ
هذا المخطط في سرية تامة، لكن
جدت أسباب سياسية تتعلق بالظروف
الدولية والاقتصادية جعلت
بريطانيا تتراجع عن فكرة
التوطين، وبقيت فكرة الاستفادة
من مياه سيناء الجوفية إلى جانب
مياه النيل قائمة من أجل ري
صحراء النقب. وبينما حفرت إسرائيل بالفعل عدد من
الآبار العميقة ( 800 متر من سطح
الأرض) على الحدود لسرقة مياه
سيناء، طرح أحد المهندسين "اليشع
كالي" عام 1974م تخطيطا لنقل
مياه النيل إلى الكيان
الصهيوني، نشره تحت عنوان "مياه
السلام" وكان يتلخص في توسيع
ترعة الإسماعيلية لزيادة تدفق
المياه فيها، على أن تنقل هذه
المياه أسفل قناة السويس بعد
اتفاقيات السلام، إلا أن ذلك لم
يحدث حتى الآن، وربما يكون
وقوفها خلف هذا التمرد من قبل
دول حوض النيل بمثابة بدء
الخطوات العملية لتنفيذ هذا
المخطط على الأرض. وفي العام 1994 برزتْ فكرة إنشاء سوق للمياه
في المنطقة في ندوة عقدت بجامعة
تل أبيب، وفيها طُرِحت أفكار
متعددة حول تكلفة توفير المياه
من مصادرها المختلفة، وبينما
استبعدت فكرة تحلية المياه
لارتفاع تكلفتها، تناول النقاش
جدوى جلب المياه من مصر أو
تركيا، وحسبت تكلفتها من النيل
حتَّى قطاع غزة والنقب،
وتكلِفَتها من تركيا (الفرات)
إلى طبرية، فتبيَّن لهم أن
جلبها من مصر أوفر اقتصاديًّا،
وهو ما يمكن تنفيذه من خلال (مشروع
ترعة السلام) وهو مشروع كان قد
طرحه السادات في صفقة تبادلية
مع إسرائيل مقابل حصول
الفلسطينيين على السيادة على
القدس الشرقية، لكن لم تتحقق
هذه السيادة، لذلك اتجهت
السياسة الإسرائيلية لتركيز
جهودها على دول حوض النيل من أجل
الالتفاف على الرفض المصري. أخذ التغلغل الإسرائيلي طريقه إلى مفاصل
أفريقيا بهدف تطويق المد العربي
والإسلامي من الجنوب،
والاستفادة من الثروات،
والحصول على تسهيلات عسكرية،
منذ منتصف خمسينيات القرن
الماضي؛ وذلك بالتزامن مع حصول
الدول الأفريقية على
استقلالها، وفي هذا الإطار وظف
الصهاينة أنشطة ومجالات مختلفة:
العلاقات الدبلوماسية،
والتبادل التجاري، وتوريد
الأسلحة، ومجالات الري
والزراعة وإدارة المياه،
وشركات الأمن، والمساعدات
الإنسانية، وتصدير الزهور،
واستخراج الذهب والماس،
واستغلال الصراعات، حتى أصبحت
القارة السمراء مرتعاً للخبراء
والدبلوماسيين ورجال الموساد
والتجار والعسكريين
الإسرائيليين. ومنذ أواخر الثمانينيات ركزت السياسة
الإسرائيلية علي ترشيد
توجهاتها الأفريقية بالتركيز
علي مناطق نفوذ محددة، وكان من
أبرز تلك المناطق القرن
الأفريقي وحوض النيل بهدف
الإمساك بأوراق ضغط رئيسية في
قضية المياه. ولم تكن إسرائيل لتعبث وحدها في مياه
النيل لولا مساعدة القوى
الدولية التي زرعتها من قبل في
قلب العالم العربي، والتي تأبى
إلا أن تكمل المشوار خلف هذا
النبت الشيطاني، ففي العام 1964م
في وقت الذي ساءت فيه العلاقة
بين جمال عبدالناصر
والأمريكيين استخدمت واشنطن
مشروعاتِ استصلاح أراضي
إثيوبيا؛ كورقة ضغط على مصر،
وفي محاولة منها للرد على مشروع
السد العالي اقترحت أمريكا
إنشاء ما يقرب من 33 سَدًّا
وخَزَّانًا؛ لتوفير مياه
الرَّيِّ لإثيوبيا، بما سينعكس
مباشرة على الكمية القادمة من
النيل الأزرق بنحو 5.4 مليار متر
مكعب. وبمساعدة الولايات
المتحدة نجحت إسرائيل في تأمين
سيطرتها على مشاريع الري في دول
الحوض، حيث تقوم بتقديم الدعم
الفني والتكنولوجي من خلال
الأنشطة الهندسية للشركات
الإسرائيلية هناك. وقد أظهر التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
حجم العلاقات والنفوذ الواسع
الذي يتمتع به جهاز الاستخبارات
"الموساد" في القارة إثر
انكشاف صفقات السلاح، وعمليات
ترحيل اليهود الأثيوبيين
الفلاشا إلى إسرائيل، فضلا عن
الجهود التي بذلت لإجهاض أي
مشاريع قد تحقق فائدة لدولتي
المصب، فعندما سعت مصر والسودان
لزيادة حصتهما من مياه النيل
بحفر قناة "جونجلي"
السودانية التي كانت ستوفر
قرابة 15 مليار متر مكعب من مياه
النيل تضيع في الأحراش
والمستنقعات جنوب السودان،
تحركت تل أبيب ودعمت حركة
التمرد الجنوبية (الجيش الشعبي
لتحرير السودان) وأفشلت هذا
المشروع بعدما هاجم المتمردون
المهندسون المصريون
والسودانيون وأحرقوا حفار
المشروع. وأخطر من ذلك ما سجله
الدكتور حامد ربيع في كتابه "الأمن
القومي العربي" حيث ذكر أن
إسرائيل تقوم بأبحاث وتجارب حول
سلسلة جبال تفصل نهر النيل عن
نهر النيجر.. فإذا أمكن تفجير
هذه الجبال بقنبلة هيدروجينية
قد يتحول مجري نهر النيل إلي نهر
النيجر، وهو ما علق عليه بالقول:
حتى وإن كانت الفكرة تبدو
خيالية لكن ماذا نحن فاعلون
لمواجهة هذه الأخطار؟!!! ======================== بسام الهلسه *هذا يوم ليس كباقي الايام. سيكون له ما
بعده, وسيُحفظ في الذاكرة كأحد
الايام الفارقة والفاصلة في
الصراع الطويل من اجل حرية
فلسطين. واليوم الذي اعنيه, هو
الساعات الاولى من يوم الاثنين,
الحادي والثلاثين من شهر ايار
مايو, الذي ارتكبت فيه قوات
الاحتلال الصهيوني جريمتها بحق
المتضامنين مع شعب غزة المحاصر
في قافلة سفن الحرية. ليس هو أمس الذاهب إذاً, ولا اول أمس ايضا.
سيكون اليوم, وغداً, وبعد غد, وما
بعده.. وسيستمر الى اليوم الذي
تتحرر فيه فلسطين, فيحتفل شعبها
ويستعيد بتقدير وإكبار ذكرى
المُضحين والمُضحيات من اجلها
على مَر الايام والوقائع. سواء
كانوا فلسطينيين, او عرباً, او
مسلمين, او اجانب. وآنذاك,ستجمعُ رفاتهم ورفاتهن ويحاطُ بما
يليق بالشهداء من تكريم. وستسجل
في وثائق الشرف العالي اسماؤهم
واسماؤهن, وتطلق كعناوين
للاحياء والشوارع والمنشآت.
وستدرس وتتلى على مسامع الاجيال
الآتية مآتيهم ومآتيهن التي
مهدت دروب الحرية. وحينها, سيكون ثمة وقتٌ لذويهم ورفاقهم
واصدقائهم لتذكر احلامهم
وآلامهم واشيائهم الخاصة
والحميمة.. وسيكون ثمة وقتٌ
للحزن وربما
البكاء على فقدهم. نقول: حينها, لانه لا وقت للحزن والبكاء
الآن. فالآن هو أوان احتدام
المعركة مع الغاصبين القتلة.
وفي المعارك ينشغل المشاركون
فيها بخوضها لكسب النصر.. * * * لهذا اليوم ما بعده, مثلما كان له ما قبله,
منذ ان وطئت اقدام الغزاة
الانجليز ارض فلسطين في نهاية
الحرب العالمية الاولى, ووهبوها
للصهاينة لتكون "غيتو" لهم,
وقاعدة للاستعمار في قلب العرب. وما بعده بدأ مساره الآن, بالمزيد من
افتضاح الكيان الصهيوني كدولة
اجرامية. ليس بحق الفلسطينيين
فحسب, ولا بحق العرب فقط, بل بحق
الانسانية التي ترفض الظلم
وتتضامن مع المظلومين. * * * لن يظل الفلسطينيون بعد اليوم "ملفاً"
بيد مبعوث استعماري اميركي يعمل
على تطويعهم لرغبات وارادة
غاصبيهم, فقد عادت قضيتهم
لتتصدر افئدة العالم. ولن يظلوا اسرى محاصرين لا يكترث لهم.
يستغيثون, فيطبق عليهم اعداؤهم
و"اشقاؤهم" المجاورين. رحلتهم الشجاعة
والنبيلة الى الحرية لن تنكسر
ما داموا صابرين. والدم الزكي
الذي سال على سفن كسر الحصار لن
يتبخر, ولن تتشربه مياه البحر
العجوز"المتوسط" الذي
سيشهد على ما جرى ويدين
المجرمين. وبقدر ما نُحيي الامة التركية التي
استعادت روحها, فاننا لا ننتظر
من عربان "الاعتلال"
التابعين سوى المزيد من الخذلان
ما داموا يضبطون انفاسهم على
مقاس ووقع الخطى الاميركية.
وستحاسبهم الامة وشعوبها
المقهورة التي اوغلوا في
الاستهتار بها, وسيكون مصيرهم
مخزياً كافعالهم. فليستمروا في غيِهم وانحطاطهم الذي
ادمنوا عليه, فالهاوية ليست
بعيدة, وهي في انتظارهم بلهفة. اما شرفاء الامة, واصحاب الضمائر الحية في
العالم الذين استجابوا لنداء
الكرامة الانسانية, فسيمضون في
طريقهم..طريق المقاومة المصممة,
المتواصلة حتى الظفر بالحرية
وبالعدالة. مهما طالت هذه
الطريق, ومهما تخضبت بالدماء. فالحرية, والعدالة, لا تفتح ابوابها
للايدي المرتعشة, المهزوزة,
المتخاذلة, التي تمتد لمصافحة
الغاصبين واستجدائهم..وانما
تفتحها الايدي القوية الباسلة
التي تدُقها بقوة, واصرار, وعزم. * * * هذا يوم له ما بعده.. هذا يومٌ وضاءٌ من ايام الحرية والعدالة. =========================== عبدالهادي
المجالي قالت الأخبار إن قوة نخبة (كوماندوز)
تابعة للبحرية نفذت الهجوم على
قافلة الحرية.. وقالت الأخبار
إنّ هنالك شهداء.. وان القافلة
اتجهت إلى ميناء (أسدود) بعد
السيطرة عليها. صدقوني أن الخبر ليس هنا ولكن الخبر هو..
أن قوة إسرائيلية مدججة بأحدث
الأسلحة تهاجم قافلة إنسانية لا
يحمل أفرادها أي سلاح ونصفهم من
كبار السن وبينهم مرضى ضغط
وسكري.. والنتيجة اصابة (10) جنود
إسرائيليين بجراح بينهم اصابة
خطيرة لأحد الضباط جراء طعنه
بسكين مطبخ (فوق الصرة) مباشرة.. أظن لو أنك احضرت مجموعة من (الزعران) من
أي (قهوة) وجعلتهم ينطلقون إلى
القافلة، أجزم أنهم سيسيطرون
عليها دون أن يخدش أي واحد منهم..
ولكن ما حدث يؤكد عدة مسائل مهمة:
أولها أن الجيش الإسرائيلي (ملطشة)
و(تافه) و(متردد)، فالميليشيات
الصومالية لا تملك سلاحه ولا
عتاده ولا تدريبه العالي.. ومعظم
أفرادها يرتدون (حفايات)..
ولباسهم غالباً حين يرتدونه
يظهر بمقاسات كبيرة، مما يؤكد
على سوء التغذية، ولكنهم في
لحظة ما.. يستطيعون جر ناقلة نفط
محملة بمليون برميل والسيطرة
عليها ويجعلون دولاً كبيرة تدفع
لهم (خاوة) ولم اسمع في حياتي عن
قراصنة من الصومال أصيبوا بجرح
أو خدش. ثانياً: ما هو شعور الضابط الإسرائيلي
الذي طعن بسكين مطبخ.. أظن أن (باراك)
سيزوره، وربما سيمنحه وسام
الشجاعة واقترح أن تصرف له
وزارة الدفاع طقم مطبخ «طناجر،
سكاكين، مقلاية عدد (2)» وأن يقدم
برنامجاً في إذاعة جيش الدفاع
حول محاذير سكاكين المطبخ. ثالثاً: اعترف الناطق باسم جيش الدفاع أن
أفراد القافلة استعملوا
الأحذية والهراوات.. يا ترى ماذا
سيحدث لو كان أفراد القافلة
يملكون شفرات ماركة التمساح، و(أمواس)
كباس 7 طقات متعدد الأغراض..
وجنازير.. أقسم أن الكتيبة
ساعتها قد ترجع إلى تل أبيب (مطبشة). رابعاً: أحذية وهراوات وسكين مطبخ اوقعت
(10) اصابات في قوات نخبة
إسرائيلية.. سؤالي كيف إذا
استطاع أن يهزمنا هذا الجيش في
حربين طاحنتين. خامساً: أقترح ارسال هذه القوات دورات لدى
القراصنة الصوماليين كي
يعلموهم أصول الاعتراض للسفن
البحرية. أختم مقالي بكلمة موجهة لوالدة الضابط
الإسرائيلي الذي تلقى طعنه
بسكين مطبخ فأقول لها: «مبسوطة ع
خلفتك يختي... «اخس» على هيك
خلفِه». ========================= مصطفى إبراهيم دولة الاحتلال والقتل لكل القيم والأعراف
والمواثيق الدولية والأخلاقية،
لن تفلت من العقاب، فدولة القتل
الجماعي تدعي أن قواتها البحرية
الخاصة المدربة جيداً، خاضت
المعركة ضد مجموعة من "الإرهابيين"،
الذين تبين ان منهم من ينتمون
الى "القاعدة" وبعضهم لا
يحملون وثائق تدل على هويتهم،
وضبط بحوزتهم الاف الدولارات. دولة القتل اكتشفت أن أبطال الحرية
المتضامنين والمدافعين عن حقوق
الانسان على أسطول الحرية هم
ليسوا كذلك، هم مجموعة من "الإرهابيين"
اعدوا أنفسهم جيدا لمواجهة
القوات الخاصة الإسرائيلية
المجهزين أفرادها بأحدث وسائل
القتل، فوجئ القتلة بأن أبطال
الحرية دافعوا عن أنفسهم
بصدورهم العارية. دولة القتل وضعت كل إمكاناتها لمنع أسطول
الحرية من كسر الحصار، القتل
كان من اجل الردع والتخويف
والإرهاب لمن يفكر في التضامن
مع غزة التي ترعبهم في يومهم
وليلهم، الهدف منع التفكير في
كسر الحصار لان رفع الحصار عن
غزة يجب ان يكون بشروط و املاءات
دولة الإرهاب والقتل والكذب. دولة القتل تكذب وتستمر في الكذب وتوهم
نفسها بأنها تخوض المعركة من
الناحية الأخلاقية، دفاعا عن
ذاتها من الاستفزاز ودعاية "الإرهابيين"،
أعدت لعملية عسكرية غير أخلاقية
ضد نشطاء من نحو 40 دولة، تزيد
القناعة لدى جميع أحرار العالم
أنها عملية بربرية من اجل القتل
والترويع والردع. لم تشفع لهم خططهم الجاهزة والمعدة جيدا
للسيطرة بواسطة القوات الخاصة
البحرية على أسطول الحرية في
ساعات الظلام الدامس، حتى لا
نرى والعالم كيف تمارس جرائمها
وكيف تقوم دولة القتل بتنفيذ
جرائمها البشعة، الا ان الصور
خرجت وشاهد العالم جريمتها
الصغيرة الجديدة بالإضافة الى
جريمتها الكبرى ضد الفلسطينيين
المحاصرين في قطاع غزة التي
استمرت 22 يوماً. فضحتهم الصور، حتى الصور التي عرضوها عن
تعرض جنودهم القتلة للخطر، لن
تنطلي على العالم تلك الصور
التي أظهرتهم مدججين بالسلاح
يقتلون بدم بارد، ظنوا أنهم سوف
يقتلون الشهود، فضحهم الشهود
الذين كشفوا حجم الكراهية
للإنسانية بداخلهم وتعطشهم
للدم والقتل، أطلقوا النار بدم
بارد تركوا الجرحى ينزفون حتى
الموت. لهم تجارب في القتل الجماعي، دولة القتل
اتخذت قرارا جماعيا في العام
الماضي بقتل الفلسطينيين في
قطاع غزة بالبث المباشر، وها هم
يكررون جرائمهم، هم موحدين خلف
قيادة سياسية متعطشة للدماء،
حتى لووجهت بعض اللوم للجيش،
فهي انتقادات للخارج أما فيما
بينهم فهم موحدين خلف القتل،
الكل تجند للتحريض على منع
أسطول الحرية. حتى بعد النقد التي وجهته وسائل إعلامهم،
فالعالم لا يصدق روايتهم، فإن
ذلك من اجل مصلحة دولة القتل
واستخلاص العبر، هم كذلك دائما
يوجهون بعض النقد، ما يعنيهم
تغيير صورتهم بعد أن فضحتهم
صورهم وشهادات الشهود، سلوكهم
يفضحهم، هذا نهج لديهم وأسلوبهم
فهم موحدين في الكذب لتغيير
الصورة. من ينتقد منهم، مارس ونفذ القتل، هم كانوا
ولا يزالوا جنود في جيش القتلة،
هم من قتلوا في الانتفاضة
الاولى والثانية وفي العام 1948،
وفي العام 1967، من منهم لم يمارس
القتل والتعذيب وهدم البيوت
واقتلاع الناس من بيوتهم
وتهجيرهم؟ دولة مسكونة بالأمن والخوف من الآخر، هم
يكرهون الإنسانية لا يقيمون
وزنا لكرامة البشر، أعدوا
وهددوا هاجموا وقتلوا وجرحوا
واعتدوا على كرامة مواطنين من 40
دولة من جميع أنحاء العالم، ولا
تهمهم الإدانات والقرارات
والبيانات الهزيلة الصادرة عن
مجلس الأمن. سمعنا وسنسمع اشد عبارات الاستنكار
والإدانة، والمطالبة برفع
الحصار حتى من أولئك الذين
يشاركون في فرض الحصار و في
جريمة الصمت على جريمة الحصار،
عليهم الوقوف في وجه دولة القتل
ووقفها وإجبارها على الرضوخ
لحقوق الفلسطينيين في إنهاء
الاحتلال، وإقامة دولتهم وعدم
الاكتفاء في الصمت على دولة
يقودها مجموعة من القتلة
الزعران، وتقوم على العدوان
والتوسع وفرض الشروط
والاملاءات والإبتزاز. ======================= زاهد عزت حرش يوم الاثنين
31 أيار انشغل العالم بما قامت به
إسرائيل من حماقة، بارتكابها
مذبحة ضد سفن الإغاثة
الإنسانية، المتوجهة نحو غزة
تحت شعار "كسر حصار التجويع"..
مع أن ثمانية من مثيلات هذه
الحملات المتوجهة نحو غزة، قد
وصلت بطريقة أو بأخرى إليها!
ربما إذا ما أعدنا النظر بسبب
عدم التعرض لها بقوة السلاح..
كان مرده إلى ظروف سياسية داخل
إسرائيل، في حين أن نتنياهو
براك ولبرمان، يعملون الآن على
تثبت الصيغة السياسية لحكومتهم..
فما كان منهم وسط تخبطهم في
عنجهية قوة إسرائيل العسكرية..
سوى أن يتعثرون في قوة غبائهم أو
غباء قوتهم.. والنتيجة واحدة في
الحالتين. من خلال ما
بثته وسائل الإعلام في إسرائيل
على امتداد ساعات يوم الاثنين
هذا.. طُرحت العديد من الأسئلة
حول العديد من الخيارات "العسكرية"
الأخرى، والتي كان بالإمكان
القيام بها دون أن يؤدي ذلك إلى
سقوط ضحايا.. ذلك على الرغم من
الادعاء المتكرر، انه لو كانت
إسرائيل تنوي قتل احد من ركاب
السفن، لكانت نفذت ذلك بطرق لا
تعرض جنودها للخطر!! وكان العديد
من المحللين السياسيين
والعسكريين الذي استضافتهم
قنوات الإعلام الإسرائيلي، قد
تحدثوا عن العديد من تلك
الإمكانيات والخيارات.. بداية
من تعطيل محركات السفينة الكبرى
"مرمره" وإبقائها في عرض
البحر.. وحتى محاصرتها من قبل
قوات البحرية الإسرائيلية
ومنعها من التحرك في أي اتجاه..
سوى اتجاه ميناء اشدود، بل
وأكثر من ذلك، فان البعض ذهب إلى
خيار إفساح المجال أمام هذه
السفن للوصول إلى غزة دون عائق،
وهذا ما صرح به يوسي بيلين، وما
أكده المعلق العسكري في القناة
الثانية ابراموفتش في النشرة
المسائية لنهاية هذا الاثنين. وقد أظهرت
وسائل الإعلام الإسرائيلية أن
جنود الفرقة 13 لسلاح البحرية
الإسرائيلي، والذي يعتبر من
خيرة الوحدات العسكرية فيها، قد
ذهبوا إلى سطح الباخرة "مرمره"
بدافع سلمي، فما كان من الذين
كانوا على متنها.. سوى أن اعتدوا
على هؤلاء الجنود بوسائل قتالية
بيضاء، مما اضطر الجنود، بعد
تعرضهم للخطر، إلى اطلاق الرصاص
لردع هذا الاعتداء.. ومن أجل
الحفاظ على أرواحهم؟ وهنا يخطر
ببالي العديد من الأسئلة التي
لم يتطرق إليها احدهم.. وان تطرق
إليها بعضهم.. فقد جاء كتلميح
عابر لا أكثر!! 1) لماذا تلعثمت
القيادة السياسية الإسرائيلية
ولم تدلي بأي تصريح سياسي سوى
بعد مضي أكثر من 12 ساعة على وقوع
"الحادثة" الجريمة؟ أليس
لأنها لا تفكر سوى بطريقة واحدة
للتعامل مع العالم.. ألا وهي
طريق القوة! 2) لماذا لم تعلن
إسرائيل عن "جمعية هيها"
التركية أنها جمعية تدعم
الإرهاب سوى بعد الساعة الثانية
عشر ظهرًا؟ ربما لأنها لا تجد
سوى هذه الذريعة لتغطي بها
خيبتها! 3) في لقاء صباحي من
عضو الكنيست نحمان شاي، أكد انه
كان من المفروض الاستعداد
إعلاميًا لمثل هذا الحدث، أو ما
يمكن أن ينتج عنه بشكل لا يضع
إسرائيل في قفص الاتهام.. فلماذا
لم يحدث ذلك؟ 4) لماذا أُعلن عن جرح
الشيخ رائد صلاح، وعن جرح
مواطنين عرب من حيفا منذ ساعات
الصباح، في حين لم تتوفر أدلة
تثبت ذلك أو تنفيه، سوى في نهاية
هذا اليوم الإعلامي الطويل؟
ربما لأنها تريد من وراء ذلك أن
تشعل الشارع العربي لتغطي على
اعتقال مخول وسعيد! أعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى كثير من
الفلسفة.. فالقوة التي تعتمد
عليها إسرائيل.. "قوة الحرب"
جعلت منها قوة لا تنظر إلى أي
شيء في العالم سوى من خلال هذا
المنظار وحسب!! وقد جعلتها هذه
القوة، على ما اعتقد، تجازف في
تعريض جنودها للخطر، من أجل
إيجاد أي مبرر للقيام بهذه
المذبحة، والتي تنشر من خلالها
الخوف لردع أية خطوات إنسانية
مدنية أخرى، تهدف إلى "كسر
حصار التجويع على غزة".. وذلك
تحت شعار مفاده أن أي خرق للحصار
ما هو إلا دعم لحكومة حماس! لقد تحدث ابرموفتش في النشرة المسائية
للقناة الثانية.. مؤكدًا أن
تهريب الأسلحة إلى غزة ما زال
ساري المفعول من خلال الأنفاق
التي لا تنتهي.. وانه كان على
إسرائيل أن تتيح لهذه السفن
الوصول إلى غزة، خاصة وأنها
حملات إغاثة إنسانية.. حتى تثبت
إسرائيل من خلال ذلك أنها تفرق
بين الإغاثة الإنسانية وتهريب
الأسلحة. وأنها دولة تحترم
القانون الدولي والتعاطف
الإنساني مع الآخرين!! ساق الأغبياء قوتهم ففضحت ضعفهم.. وها هي
اليوم إسرائيل تقف أمام العالم
عارية، لا تعرف كيف ومتى
ستستطيع أن تلملم ذيول هذا
الغباء المتغطرس في قوته!! قالت
العرب يومًا: العفو عند المقدرة..
في حين أن إسرائيل القادرة على
كل شيء لا تعرف كيف ستخرج من
سطوتها!! وقد ذكر المخرج والكاتب
الإسرائيلي يوس بناي بُعيد
اغتيال اسحاق رابين "أن
اليهود خرجوا من الغيتو.. في حين
أن الغيتو لم يخرج منهم". فإلى
متى؟! ====================== على متن أسطول الحرية:
الإرهاب حين يمشي عارياً...!! بقلم: عماد عفانة الإرهاب حين يمشي عارياً، هذا أقل ما يمكن
أن توصف به الجريمة الصهيونية
بحق أسطول الحرية في عرض البحر،
حيث نفَّذت قوات الإرهاب
الصهيوني جريمتها ببث حي ومباشر
وعلى مرأى ومسمع من العالم
أجمع، سواء العالم الرسمي أو
العالم الشعبي. غير أن العالم الرسمي الغربي ممن بقي
لديهم شيء من ضمير أو كرامة قامت
بالاحتجاج واستدعاء سفير
الإرهاب الصهيوني لديها، كما
ارتفعت أصوات منظماتهم
الإنسانية والحقوقية، كما
تحركت بعضاً من جماهيرهم. بينما لم نرَ في ذات الوقت أي رد فعل رسمي
عربي سوى ما صدر عن أمير قطر أو
عن سوريا أو عن عمرو موسى والذي
لم يتحدث بأكثر مما يتحدث به
الشارع العربي وبلغته
الإحتجاجية المعتادة وكأنه
مواطن عربي عادي وليس رئيساً
لأهم منظمة سياسية عربية. الإرهاب يُعربد في عرض البحر عارياً،
ويُحرك الكيان نصف قواته
البحرية النخبوية ليوجه سلاحه
القاتل نحو رأس حربة الإنسانية
الحية في العالم الذين قادوا
أسطولاً للحرية لينثروها على
شواطئ بحر غزة، فنزف الأسطول
عوضاً عن الدماء حرية وإنسانية،
كرامة وعزة، وقرعوا بعظامهم
التي فتتها الرصاص الصهيوني
أجراس اليقظة والصحوة
والإنتفاضة الشعبية والرسمية
والقانونية في وجه كيان الإرهاب
العاري في العالم. على مرأى ومسمع العالم كله خرج نائب وزير
خارجية كيان الإرهاب (داني
أيالون) ليقول للجميع "نحن لا
نخشى أحداً" فالقانون
الصهيوني فوق كل وأي قانون في
العالم، ولا قانون فوق قانون
الإرهاب الصهيوني الذي يستفرد
بتصنيف العالم بين "إرهابيين"
وأصدقاء. لا يكفي أن نُعلن الحداد وأن نُقيم خيم
العزاء وأن نُصدر بيانات
الاستنكار، وأن نسيِّر
المسيرات الضخمة والحاشدة فقط. فأسطول الحرية لم يخرج ليوصل الخبز
والدواء لغزة فقط؛ بل خرج ليقرع
جدران الخزان الذي يُغلقه كيان
الإرهاب الصهيوني على غزة،
وليقول للعالم... أيها العالم
الظالم الغافل، هناك شعب كامل
يتعرض للخنق... للقتل... للذبح...
على مذبح "إنسانيتكم"
المزعومة و"حريتكم"
المصادرة وقراراتكم الدولية
العبثية. أيها العرب من الخليج إلى المحيط: ألا
تستفزكم وتستنهضكم هذه المشاهد
المروعة على متن أسطول الحرية
الذين تصدوا بصدورهم العارية
وبلحمهم وعظامهم وبأظفارهم
لعدو بشع فيما أسلحتكم تصدأ في
المخازن، وأموالكم تتعفن بل
وتُنهب في بنوك الغرب!!؟؟ بعض
مئات من العُزل في أسطول الحرية
لم يخشوا مواجهة أعتى آلة
عسكرية إرهابية في العالم، فما
بالكم تخشون
وأنتم بمئات الملايين
أن تدوسوا وبكل ثقة على أرذل
أهل الأرض!!؟؟ إن لم يكن
انتصاراً لدينكم ولنبيكم
فانتقاماً لكرامتكم التي
يدوسها أحفاد القردة والخنازير
في كل حين!!!؟؟؟ أيها المسلمون في بقاع الأرض: هل تعلمون
عمن كان يُدافع هؤلاء العُزل في
أسطول الحرية، إنهم يدافعون عن
كرامتكم التي بيعت في أسواق
النخاسة الغربية، إنهم
يُدافعون عن جزء من أمتكم في غزة
الذين تقتلهم كل يوم وكل لحظة
الأيدي الإرهابية الصهيونية،
إنهم خرجوا ليوقظوا فيكم ضميراً
قد غُيِّب وعِزاً قد ضُيِّع
وسيادة قد انتُهكت، إنهم تركوا
خلفهم أعمالاً وأموالاً
وأزواجاً وأبناءً وخرجوا نيابة
عنكم ليقولوا لكم وللعالم أن
المحاصرين في غزة هم شعبكم، أن
المجاهدين في غزة يُقتلون لأنهم
يُنافحون عن كرامتكم المهدورة
والتي تدوسها بساطير الاحتلال
الذي يُعربد في فلسطين الأرض
المباركة، ويستبيحون القدس
بوابة السماء. يا أدعياء الحرية وحقوق الإنسان: اليوم
يومكم وقد حانت فرصة إمتحان
صدقكم، فها هو الإرهاب يُعربد
بقرصنته عارياً وسط البحر يُكشر
عن بشاعته على مئات من العُزل من
نحو 50 دول في العالم، فماذا أنتم
فاعلون، وأين قراراتكم الشاجبة
والمدينة لهذا الإرهاب، وأين
المحاكم الدولية من الفصل
السابع، أم أن "إسرائيل"
كيان فوق العالم وفوق القانون
وفوق الإنسانية!!؟؟ إلا أننا
نُبشركم أن فوقنا جميعاً سماء
ستُظلنا قريباً بعدلها الذي
يُمهل ولا يُهمل. يا أيتها الدول الضحية: إن من قُتل وأُريق
دمه وامتُهنت كرامته قبل جسده
في أسطول الحرية هم أبناؤكم، هم
مواطنوكم، هم برلمانييكم، هم
أغلى شيء ممكن أن يمتلكه وطن،
فأين قراراتكم السيادية، وأين
كرامتكم الوطنية من هذا
الاعتداء السافر والعاري عليكم
وعلى مواطنيكم بل على عزتكم
وسيادتكم، فهل نرى منكم نخوة
توقف عربدة هذا الكيان الإرهابي
أو صفعة تُعيدون به كيان
الإرهاب إلى صوابه وتُعلمونه
بها درساً لا ينساه أبداً...!!؟؟ أيها الإرهابيون الصهاينة: يا لحماقتكم،
يا لغبائكم، لقد صدق فيكم قول
المثل "قلع عينه بيده"، إن
استعلائكم وغروركم بما تمتلكون
من قوة ها هو يضعكم في المواجهة،
ليس في مواجهة عدد من الدول
العربية، أو الدول الأوروبية،
أو الدول الإسلامية، بل في
مواجه العالم بأسره، بأنظمته
الرسمية، وبمنظماته الإنسانية
والحقوقية، وبشعوبه الحرة بما
تمتلك من قوة ضاغطة مادية
ومعنوية وسياسية. أيها الصهاينة إنكم تُتيحون لحظة علينا
أن نقبض عليها، إنها لحظة
الحقيقة، حقيقة كيانكم
الإرهابي الهمجي، وحقيقة
احتلالكم واغتصابكم لشعب حر
ولوطن مقدس، حقيقة أن صراعنا
الحقيقي معكم ليس صراعاً على
غزة وعلى حصارها، بل صراعاً على
وطن مقدس وعلى بوابة السماء
التي تستغيث لتطهيرها من رجسكم. أيها الصهاينة، إن ما فعلتموه جداً جميل
بحق قضيتنا وحقنا السليب؛ فقد
أعدتم إلى
حد ما توجيه
البوصلة نحو وجهتها الحقيقية،
وعريتكم أنفسكم وكل الرويبضات
المنافقين من العرب والغرب
الذين يُناصروكم، فقد حانت ليس
ساعة الحقيقة فقط بل ساعة
المواجهة الحقيقية، إن ما
اقترفته أيديكم يدفع الأمة نحو
محوكم وسحقكم عن خارطة العالم
بينما لن تجدوا في العالم من
يذرف عليكم دمعة واحدة!! يا شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده:
هنيئاً لك هذه الوقفة وهذه
الهبة الحرة من أسطول الحرية
ومن خلفه الملايين في العالم،
هنيئاً لكم عودة قضيتكم على رأس
الأجندات الدولية، هنيئاً لكم
تسليط الضوء من جديد على
الإرهاب الصهيوني، وعلى حقيقة
الصراع على هذه الأرض. إن أسطول الحرية انطلق من أجلكم، من أجل
شعبكم، من أجل كرامتكم، من أجل
قضيتكم، وها نحن نرى دماء
الأحرار من 50 دولة في أسطول
الحرية تمتزج ببعضها ثم بماء
البحر لترسم على صفحات أمواجه
كلماتٍ من العزة والفخار
والكرامة لنا ولشعبنا ولأمتنا،
فليس أقل من إنتفاضة إنسانية في
مختلف أماكن تواجدكم؛ مسيرات،
مظاهرات، إعتصامات، خيام عزاء،
بل خيام كرامة وصحوة للتعبير عن
بعض من شكر وثناء، بعض من وفاء
لهذه الدماء الحرة التي أُريقت
على مذبح الإنسانية. أيها العالم المتفرج: إن ما رأيتموه ببث
مباشر على متن أسطول الحرية ما
هو إلا صورة مصغرة جداً لما
يُمارسه هذا الكيان الإرهابي كل
يوم وكل دقيقة وكل لحظة بحق غزة
وأهلها وشعبها المحاصر بل
والمخنوق. ونقول لكم: إن كان الأحرار على متن أسطول
الحرية لم ينزفوا دماء فقط بل
نزفوا إنسانية وكرامة وعزة
وأنفة، فإننا في غزة ننزف ومنذ
سنوات طويلة وحتى اليوم إلى
جانب الكرامة والعزة إصراراً
وعزماً وثباتاً على المضي في
طريق ذات الشوكة لتعرية هذا
الكيان الإرهابي أولاً ،
وثانياً لإزالته عن هذه الأرض
المباركة... أولى القبلتين وثاني
المسجدين وثالث الحرمين
الشريفين حتى ولو بلغت دماؤنا
بحراً تمخر عبابه جيوش الأمة
نحو القدس. ========================= فرسان الحرية.. وهل يقضي
الفاتح إلا شهيدا؟! لمى خاطر نعم أيها الفرسان.. هكذا يليق بكم.. دم على
مشارف العزة.. انتفاضة جديدة من
حيث لم يحتسب الغاصبون على تخوم
غزة التي غدت قبلة الشرف
الوحيدة في هذا العالم.. نعم يا شيخ الأقصى.. هي رسالة الأقصى لغزة..
هي رسالة حواري القدس لأزقة
الإصرار في مخيمات الصمود
والتمرد على الخنوع، حملتها
عمامتك التي أطاحت بنجمتهم
السداسية، ولحيتك الطاهرة التي
أرست معالم المواجهة هناك في
أحياء القدس وحاراتها، فصارت
التكبيرات سلاحاً للمنتفضين،
وغدت (لا إله إلا الله) عنوان
الانطلاق وزاد النفير. ما كانت صدفة أن تيمم شطر غزة وأن تمنحها
قبساً من عزيمتك وأن تؤنس روحك
بطهر روحها، ما كان عبثاُ أن
تهرول إليها من خلف ألف حاجز
وأنت الواقف دوماً على مشارف كل
جراحات الأمة، تضمد نزفها وترفع
كفك حصناً في وجه المدافع، وهل
من نزف أعظم من نزف الأقصى
المنسي في حمأة المصافحات
وتنسيقات العار وبذل الخدمات
المجانية للمحتل؟ هل من جرح
أكثر اتساعاً من جرح غزة التي
فتحت ذراعيها للمتضامنين
وأبهجها التبرك بطيب صخرة
المعراج إذ تحملها عباءتك،
وأسعدها استشعار توادّ وتراحم
وتعاطف نفر مبارك من المسلمين
وأحرار العالم. لأنها غزة التي برعت في الشهادة واحترفت
بذل الدماء.. فكان لزاماً على من
ينتصر لها أن يدفع ثمن انتصاره
لها، هكذا يريدون لها يا حماة
عرين الكرامة، أن تظل متكورة
بين أسوارها، تنام على جوعها
وبؤسها، وأن يمسّ داء الشقاء
والبلوى كل من يفكر بالاقتراب
من حماها.. لكنكم أردتموها مسيرة
طويلة للحرية افتتحت بالدماء
ولن تنتهي إلا بالنصر المؤزر
بإذن الله. هكذا أقمتم الحجة على كل أبناء الأمة،
وأعلنتم أن الدرب نحو فلسطين
ليس مستحيلاً على صاحب الإرادة
مهما اختلف لونه أو جنسه أو
دينه، لكنه درب شائك لا يقدم
عليه إلا أصحاب النفوس الكبار..
وأنى للنفوس التي عقدت مع
بارئها بيعة قديمة أن يردها
الرصاص أو يعز عليها نزف الدم
تقرباً إلى غزة وانحيازاً إلى
قضيتها العادلة.. أنى لها أن
تصعد للسماء إلا من موضع
المعارك ومن حيث صالت العاديات
ترد البغي وتكسر شوكة الغاصبين،
وأنى لفرسان الحرية وخلاصة
الخير في هذه الأمة إلا أن
يتقدموا الصفوف إن حمي الوطيس. هو قدر غزة ألا يطأها جبان أو يقترب من
حدودها محجم عن الوغى.. وهو
خيارها الأوحد الذي رصفه قادة
جهادها بدمهم.. غزة تعلّم العالم
كله من سجنها.. تودع أسرار
صمودها لعشاقها وحسب، وتنقل
عدوى الكبرياء والعناد وأصول
مجالدة الباطل لمن يعانق
شواطئها منتصراً لعذاباتها حين
توصد أمامه معابر (الأمن القومي). ماذا عسانا أن نقول اليوم حين تلسعنا
حرارة الدم الزكي وهو يقيم
الحجة على كل متخاذل، كيف لنا أن
نواسي هذا العجز الذي يطوق
أعناقنا هنا في الضفة.. كيف
سنقدم غداً بين يدي الله عذرنا
حين نقرّ بأننا ظللنا صامتين
نرهب بساطير الجبناء وتهديدات
الأوغاد الجوفاء فيما كان أحرار
العالم يحثون الخطى نحو غزة ولا
يبالون بالموت نصرة لها
وتضامناً مع مستضعفيها، وكيف
لنا أن نبرر ارتكاسنا ونكوصنا
على عقبينا وتسليمنا رقابنا
لذابحي روح المقاومة من بني
جلدتنا، ورقودنا عاجزين خلف
مغاليق الجزع ابتغاءً للسلامة. العزة اليوم لم تعد تقرأ إلا من دفاتر
غزة، وحكاية الصمود الفلسطيني
الفذ غدت حكراً عليها وحسب،
وتحريك مياه الصمت الراكدة وهزّ
عرش المجتمع الدولي وإحراجه لا
يتقنه غيرها، أما الضفة فقد
رزئت بالبلادة الصفراء وصارت
قريناً للخنوع والخيبة
والسفاهة، وأغلق ركام الردة
والانسلاخ عن ملامح الإقدام كل
منافذ إبائها. حرية غزة غالية وعزيزة، غزة التي لم ترهن
مبادءها لدى غاصبيها ولم تؤجر
سواعدها لخدمتهم ولم تسطُ على
عزمات الجهاد في نفوس أبنائها،
بل كبرت بهم فكبروا على عينها
واشتد ساعدهم.. غزة التي تقع
اليوم في بؤرة اهتمام العالم
حتى وهي محاصرة ومعزولة تستحق
أن تزحف نحوها جموع الفاتحين
وأن يكون دمهم باكورة انطلاق
معركتها مع الحرية الكبيرة. هنيئاً لكم مجاورة النبيين والصديقين
والشهداء يا نياشين الكبرياء
على صدر غزة.. هنيئاً لمن ركبوا
معكم البحر في رحلة الفتح
الأولى.. هنيئاً لمن قضى منهم
ومن ظل ينتظر على تخوم المجد،
ولأولئك الجنود المجهولين
الذين أطلقوا صيحة التحدي غير
آبهين بنصل الجزار، وقالوا إن
أسطول حرية آخر على وشك
الانطلاق .. والعار لكل ذوي
القربى والجيرة الذين لم يسوموا
غزة إلا الخذلان والتآمر
والطعنات المسمومة في ظهرها في
سبيل حلم بالعودة إليها على ظهر
دبابة صهيونية، أو صوناً ل (أمن
قومي) مزعوم! ======================= وهم إخلاء الشرق الأوسط
من الأسلحة النووية عودة عريقات إخلاء الأسلحة النووية من العالم أمر صعب
المنال لأنه يتعلق بإرادة الدول
التي تمتلك هذه الأسلحة وتمتلك
المقدرة والتقنية النووية
وخاصة الدول الكبرى الخمسة
الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن
الدولي، وعملية نزع
الأسلحة النووية تعتبرها الدول
الكبرى ضد مصالحها لأن ذلك
يفقدها قوة الردع والهيمنة على
الدول والشعوب الأخرى لكونها
قوى كبرى تتمتع بالقوة
الاقتصادية والقوة العسكرية، أما إخلاء بعض
مناطق في العالم من هذا السلاح
ربما يجد آذانا صاغية لدى الدول
النووية الكبرى ولكن الصعوبة
تكمن في التنفيذ بسبب تضارب
المصالح وتوافقها أحيانا أخرى
وأيضا يرجع لقبول أو رفض الدولة
المراد نزع أسلحتها، والناظر بتمحص إلى طلب المجموعة العربية
إلى مجلس الأمن بنزع السلاح
النووي من الشرق الأوسط
والمقصود به نزع الأسلحة
الإسرائيلية الغير تقليدية
وتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة
خالية من السلاح النووي ، وأيضا ما ورد سابقا في تصريحات بعض
المسئولين الغربيين المتمثلة
في إخلاء الشرق الأوسط من
الأسلحة النووية وهناك من الدول
الكبرى التي ربطت عملية نزع
أسلحة إسرائيل النووية بشرط
تحقيق السلام بين الدول العربية
وإسرائيل ، يرى في الطلب تنفيس للحنق والغضب العربي
ويرى في بعض التصريحات الواردة
من الساسة الغربيين عملية إلهاء
وتخدير لشعوب المنطقة التي لا
تملك التقنية النووية ويرى أن
غاية الطلب صعبة ولا ضمان
لتحقيقه على المدى القريب خاصة
تجاه نزع وتصفية الأسلحة
النووية الإسرائيلية ، والتصريحات الغربية بهذا الخصوص فارغة من
مضمونها، والهدف الحقيقي منها
يتمثل في منع الخوض في بحث
الحصول على هذه التقنية أصلا من
قبل دول شرق أوسطية طموحة وحتى
من مجرد التفكير مستقبلا في
الإعداد اللازم وتوفير تقنية
التطوير اللازمة للبحث العلمي
والعملي في هذا المضمار، ومن أهداف تصريحات نزع الأسلحة النووية
طمأنة بعض الأنظمة لكي تكون حجة
أمام شعوبها لمنع اللوم عليها
لأنها قصرت في التفكير والبحث
الجدي للحصول على التقنية
النووية اللازمة للسلم والحرب،
لأن المفهوم من جوهر الطلب ومن
تصريحات بعض الساسة الغربيين
الشكلي هو سحب الأسلحة النووية
القائمة والموجودة في بعض الدول
في الشرق الأوسط (خاصة من
إسرائيل)، وأيضا منع بعض
الدول من الاستمرار في تطوير
البحث العلمي اللازم وتخصيب
العناصر اللازمة لتصنيع السلاح
النووي وعدم السماح لأي دولة أو
جماعة من التفكير والتوجه
لتوفير التقنية اللازمة للحصول
على السلاح الذري، وبعد عقد عدة مؤتمرات عالمية للبحث في منع
وضبط دخول أعضاء جدد للنادي
النووي العالمي وذلك من خلال
بيان وإظهار مخاطر محتملة من
وصول التقنية النووية إلى دول
وتنظيمات معادية لما يسمى
بالعالم الحر أو معادية
للسامية، وفي محاولة واضحة للعيان لقصر احتكار
السلاح النووي على الدول التي
حازت عليه سابقا ومنع أي دولة
أخرى من الحصول عليه من خلال
تطوير البرامج العلمية
والعملية التمهيدية لديها ومنع
تزويدها بالعناصر الكيميائية
اللازمة لعملية التخصيب ومن ثم
التصنيع وبلوغ القدرة النووية، وانطلقت عدة دعوات من جهات عالمية لإخلاء
العالم وخاصة منطقة الشرق
الأوسط من الأسلحة النووية
ومنها على لسان مسئولين
أمريكيين وغربيين ولاقت تأييدا
عربيا لهذه الدعوات بسبب افتقار
العرب للتقنية النووية وأملا
أيضا في رغبة نزع الأسلحة
النووية الإسرائيلية ، وأية دعوة أمريكية أو غربية بهذا الصدد
تشكل خطوة تكتيكية ضمن خطط
وبرامج معدة ولديها رؤيا ومنطلق
لخدمة المصالح الغربية
والأمريكية على المدى البعيد،
والساسة الغربيون يعرفون جيدا
أنهم لا يستطيعون نزع الأسلحة
الإسرائيلية بهذه البساطة
وأصلا ليس لمعظمهم الرغبة
والجدية في ذلك ودعوة نزع
وتصفية الأسلحة الذرية
الإسرائيلية هي للاستهلاك
والضحك على ذقون الدول العربية
والإسلامية التي تسلم بضعفها
ومن سار بدربهم من دول العالم
الثالث، مع أن العرب يرحبون بدعوة نزع أسلحة
الدمار الشامل من منطقة الشرق
الأوسط ومن منطلق تجريد إسرائيل
من أسلحتها النووية ومنع إيران
من الاستمرار في برنامجها
النووي العسكري الطموح
واقتصاره على الناحية السلمية، ولكن هل يصدق عاقل أن تسمح إسرائيل لأي
كان في هذا العالم بتجريدها من
سلاحها الاستراتيجي من خلال
تصفية سلاحها النووي الذي
يعتبرونه ذخر إستراتيجي من
الدرجة الأولى وقادتها وقسم
كبير من شعبها يلازمهم الكبرياء
والشموخ والعنجهية ونظرة
الاستعلاء على باقي شعوب الأرض،
وهم بهذا يشبهون
بنظرة الاستعلاء لديهم ما كان
للألمان من نظرة كبرياء
واستعلاء على الشعوب الأخرى حيث
كانوا ينسبون أنفسهم للجنس
الآري الأفضل في اعتقادهم في
ألمانيا النازية قبل الحرب
العالمية الثانية ، والسلاح النووي الإسرائيلي هو خط أحمر
فوق العادة لدى الدولة العبرية
وهي بواسطته تناور وبه ترغب
وتخيف دول المنطقة ودول العالم
الأخرى لأن هذا السلاح مرتبط
ببقائها ووجودها والتفريط به من
وجهة نظر الساسة الإسرائيليين
هو تفريط بالدولة والشعب
الإسرائيلي والكيان والوجود
وهذا الأمر لا يمكن حدوثه بهذه
السهولة والبساطة التي يتحدث
بها طالبي نزع الأسلحة النووية،
وأيضا هل يصدق
أحد أن تتبنى أميركا حليف
إسرائيل الأول والمدافعة عن
أمنها ووجودها قولا وفعلا خطوات
وبرامج عمل تجرد ربيبتها
وحليفها الاستراتيجي من خلال
تصفية سلاح فعال رادع لديها
يعتبر ضمانة لأمنها ووجودها ، لتكون بعد ذلك دولة عادية تنصاع لقرارات
الأمم المتحدة والضغط الدولي
وليست دولة فوق القانون تتمتع
بمعيار خاص مفصل وفقا لأحلامها
وطموحها، والناظر لا يرى جدية حقيقية في دعوات نزع
الأسلحة النووية من دول الشرق
الأوسط وخاصة نزع الأسلحة
النووية الإسرائيلية لأن عملية
تصفية السلاح النووي
الإسرائيلي لن تتحقق إلى بعد
حرب ضروس تطلق اسرائيل فيها ما
في جعبتها من رؤوس وقنابل
نووية، ولكن الغاية
الحقيقية لدى الدول الكبرى وجل
الاهتمام منصب على فرض عقوبات
دولية على إيران بواسطة إصدار
قرار من مجلس الأمن الدولي، وأيضا منصب على
منع تزويد الدول العربية
والإسلامية والدول اليسارية في
العالم وأيضا بعض الجماعات
الموصوفة بالإرهاب بالتقنية
والخبرة العلمية اللازمة للبحث
وأيضا منع تزويدها بالعناصر
الكيميائية اللازمة للتخصيب
والتصنيع مثل الراديوم
واليورانيوم وإقفال باب التطور
والطموح لديها، وحتى لو فرضنا أن إسرائيل ستستجيب لعملية
نزع الأسلحة النووية ولو بشكل
صوري فسيكون من خلال تدمير رأس
نووي فيه عيب أو خلل أو تنقصه
التقنية الالكترونية المحسنة
أو تدمير قنبلة نووية قذرة من
الجيل الأول غير مطورة أمام
الصحافة العالمية أو إغلاق
مفاعل نووي قديم عفا عليه الزمن
وأصبح مكشوفا كهدف إستراتيجي
للعرب وإيران أو تحويله لتوليد
الطاقة السلمية، وسيشبه ما جرى من اتفاق سابقا في القرن
الماضي بين الرئيس السوفييتي
ليونيد بريجينيف والرئيس
الأمريكي رونالد ريغان للحد من
سباق التسلح الاستراتيجي
ولتقليص الأسلحة الإستراتيجية
لدى الطرفين ، وتم بالفعل
تدمير كمية من القنابل
والصواريخ من الجيل الأول لأن
الترسانة السوفييتية
والأمريكية كانت مليئة بها وهي
فوق الحاجة، والفعل العربي والإسلامي المطلوب
والمؤثر والذي يجلب الضغط
الفعال هو انسحاب الدول العربية
والإسلامية من معاهدة منع
انتشار الأسلحة النووية حتى
ترضخ إسرائيل وتوقع على هذه
المعاهدة لتمكين جمعية الطاقة
الذرية الدولية من تفتيش
ومراقبة منشئات الأسلحة
النووية الإسرائيلية، فإذا العالم لم يستطع إرغام إسرائيل على
التوقيع على معاهدة عدم انتشار
السلاح النووي فكيف يستطيع نزع
وتجريد سلاحها النووي بهذه
البساطة التي عبر عنها الطلب
وما بين الطموح والحلم العربي
وبين الواقع المر بون شاسع، ولذلك يجب أن لا نمني أنفسنا كعرب ونصدق
أكذوبة نزع أسلحة الدمار الشامل
أو الأسلحة الإستراتيجية من
إسرائيل لأن ذلك يعتبر وهما
كبيرا ويجب أن لا يخدعنا ونصدقه
لأن ذلك لن يحدث إلا بزوال
إسرائيل، ولن يحدث أيضا والعرب متخلفين عن ركب
التكنولوجيا العلمية العسكرية
وعن التطور والاستمرار في تعطيل
الإرادة العربية حيث لا حول ولا
قوة، وحتى الدول
الكبرى وإسرائيل تبحث عن المزيد
من التقنية العلمية والتطور
وتدعم البحث العلمي وتضع
الميزانيات لذلك وبحثها في هذا
السبيل جار على قدم وساق ومستمر
غير متوقف ، وأيضا لن تحول العقوبات الدولية دون وصول
إيران لحلمها بإتمام عملية
التطوير لديها لامتلاك أسلحة
الدمار الشامل (الأسلحة
الإستراتيجية) لأن لديها
الإرادة ، ولن تكون الدول الكبرى منصفة وعادلة
تحافظ على أمن ومصالح الدول
التي لا تمتلك التقنية النووية
بل سيكون جل اهتمامها فقط
لمصالحها على حساب الغير والحرب
التي شنتها الولايات المتحدة
الأمريكية على عدة مناطق عربية
وإسلامية وخاصة الحرب الشرسة
على العراق في عام 2003 والتي ما
زالت آثارها قائمة خير شاهد على
ذلك، والحاجة مطردة لضمان الأمن العربي وهذا
الأمن لن يتحقق إلى بتقدم
الشعوب العربية فكرا وعلما
وتقنية واختراعا والخوض في خضم
الصعب لأنه على رأي أمير
الشعراء : وما استعصى على قوم
منالا إذا الإقدام كان لهم
ركابا، ولذلك من واجب
الأنظمة العربية ولا مفر من ذلك
حاضرا أو مستقبلا من توفير
الأمن للشعوب العربية
والمستقبل العربي الواعد ولعزة
الأجيال العربية المتعاقبة لكي
يكون ذلك حافزا للعرب جميعا من
أجل رفع الهيمنة واستقلال
القرار العربي، ويكون بالبدء
بعملية التخطيط ورصد
الميزانيات وتأهيل الموارد
البشرية والإعداد والتحضير
الجيد للبحث العلمي والتطوير
واكتساب المعرفة وتوفير المواد
والتقنية النووية وعدم الركون
للأوهام والخداع الذي تمارسه
بعض الدول الكبرى على دول العرب
وشعوبهم . ========================== بقلم/ د. أيمن أبو ناهية أستاذ الاجتماع والعلوم
السياسية – غزة أقدمت دولة الاحتلال كعادتها على ارتكاب
جريمة بحق مدنين عزل جاءوا من
أنحاء العالم متضامنين لنصرة
قضية إنسانية لكسر الحصار عن
مليون ونصف المليون فلسطيني في
قطاع غزة، بعد أن انقضت على
أسطول الحرية في عرض البحر
وقتلت 20 وجرحت العشرات بدم بارد
بما يسمى بعملية "رياح السماء"،
التي بدأتها بالتشويش على
الأقمار الصناعية الخاصة
بالقافلة لقطع الاتصال والبث
الفضائي عنها من خلال سفنها
وطائرات الحربية التي تحيط
بأسطول الحرية من كل الاتجاهات،
كما أغلقت المنطقة التي تبعد
حوالي 20 ميلاً بحرياً عن ساحل
غزة بوضعها ثلاث سفن حربية،
واحدة من طراز (ساعر 5) واثنتين
من طراز (ساعر 4)، يتواجد على
متنها مئات عناصر "الكوماندوس"
من وحدة (شيطت 13). ليس هذه هي المرة الأولى التي تقدم عليها
دولة الاحتلال بأعمال القرصنة
والقتل وارتكاب المجازر ضد
المدنيين، فهذه السياسة تعودت
عليها منذ تأسيسها إلى هذا
اليوم، تقتل وتدمر وتعتقل وتهجر
وتجرف وتهود وتحاصر ضاربة بعرض
الحائط كل والقوانين الإنسانية
ومستخفة بكل القرارات الدولية
دون أن تحاسب وتعاقب من احد ولم
تجد من يلزمها عند حدها. فإلى متى سيبقى الصمت والتخاذل الدولي
إزاء سياسة الإرهاب والقرصنة
والحصار والتجويع التي تنتهجها
دولة الاحتلال؟! لربما قتل
الفلسطيني لم يلقى اهتماما من
احد، لكن كيف سيرد المجتمع
الدولي على قتل الدوليين
المدنيين خاصة وأنهم يحملون
جنسيات دول لها علاقات طبيعية
مع دولة الاحتلال؟! لم يهدأ بال سلطات الاحتلال منذ الإعلان
عن تسيير قافلة الحرية لكسر
الحصار على غزة حتى جندت كل ما
لديها من إمكانات وطاقات وحملات
دبلوماسية وسياسية وإعلامية
وعسكرية محاولة تطويقها
وإفشالها في موطنها، فمارست
ضغوط شديدة على العديد من الدول
التي تنطلق منها السفن أو يشارك
في الحملة شخصيات عامة منها أو
رعايا لها، لكن شاء لها القدر أن
تقوم وتتسع لتشمل دول كثيرة حتى
أصبحت أسطولا ضخما يصول ويجول
في قلب أوروبا ليجتاح كل
المكائد الصهيونية متوجهة صوب
غزة. لم يتوقف الحال عند هذا الحد بل أن سلطات
الاحتلال كعادتها لجأت، بعد
إخفاقها سياسيا بمنع انطلاق
أسطول الحرية خصوصاً من تركيا
واليونان، إلى أساليب إعلامية
ملتوية وخبيثة لنزع الشرعية عن
الحملة، فتارة تدعي أن قطاع غزة
تسوده حالة من الرغد وليس بحاجة
إلى المساعدات الإنسانية،
وأنها تدخل له بانتظام كافة
المتطلبات المعيشية، حتى فاقت
وقاحتها وافتراءاتها كل الحدود
ببثها صور وتقارير قديمة عن
حياة الغزيين التي توحي وكأنها
صور للواقع القائم في القطاع
اليوم، بهدف تضلل الرأي العام
العالمي، وتارة أخرى تدعي أن
التضامن مع غزة يتعارض مع
السامية وانه استفزازا لكيانها
المحتل، معتبره ذلك تضامن مع
"الإرهاب"، بهدف نزع
الشرعية عن التضامن الدولي
تمهيداً لإجراءات القرصنة
للقافلة واعتقال المتضامنين،
حيث أعدت لهم في ميناء أسدود
معسكراً للاستقبال والاعتقال،
لا لشيء وإنما لأنهم يتضامنون
مع قضية إنسانية بكسر الحصار
الظالم على الشعب الفلسطيني في
قطاع غزة. فبعد هذه المجزرة التي نفذتها دولة
الاحتلال ضد أسطول الحرية لابد
من موقف دولي عادل ودور عربي جاد
يحاسب المجرمين الصهاينة في
المحاكم الدولية على جرائمهم
ورفع الحصار عن غزة دون قيد أو
شرط وإنهاء الاحتلال والاعتراف
بحق العودة للاجئين
الفلسطينيين. اعتقدا أن ما شجع دولة الاحتلال على تكرار
ارتكاب مثل هذه المجازر هو
الصمت العربي المطبق وانحياز
المجتمع الدولي الأعمى خاصة
العالم الغربي لها، فلو أن
العرب يقفون بالمرصاد لما تقدم
عليه دولة الاحتلال ويساندوا
الشعب الفلسطيني في قضيته
العادلة وأيضا وقوف المجتمع
الدولي وقفه نزيه غير منحازة
برفع الظلم والحصار وإنهاء
الاحتلال والعربدة
الإسرائيلية، لوجدناها لم
تتجرأ على مواصلة جرمها
وقرصنتها وانتهاكها للقانون
الدولي. =================== الدم التركي ..احيا امة،
فأديموا ظله واشعلوا وقوده د.محمد احمد جميعان في التاريخ احداث تشكل مفصلا تحيي امة،
وتشكل منعطفا، وكأنها قدر يساق
لامر عظيم سوف يحدث في الكون ،
ولكن القدر حين يساق لابد من بشر
يستثمره ويحمل رسالته.
والصالحون الشرفاء الذين هم
عنوان امتهم في كل مرحلة هم
المكلفون بحمل الرسالة وهم
الذين يعمر الايمان قلوبهم،
يؤمنون بالقدر، ويحملون
الامانة في مقارعة الشر والظلم
واهله . لقد سال الدم التركي والعربي الطاهر معا
على سفينة مرمرة التركية في
سبيل غزة المحاصرة في مشهد
بطولي خالد قل نظيره يذكرنا
بامجاد العثمانيين الذين وحدوا
الامة تحت راية الاسلام، اربعة
قرون لم يساوموا ولم يهادنوا
ولم يبيعوا مترا واحدا من
الامانة ومن ارض فلسطين، ونحن
نتذكر ما عرض على السلطان
عبدالحميد من اغراءات لاعطاء
جزء من فلسطين . هذا الدم العزيز هو عنوان مرحلة عنوانها
احياء الامة، لتعود من جديد، لا
مذهبية دينية ولا عنصرية قومية،
بل امة اسلامية واحدة، توحد
دمها، وهي تلتقي على ارض فلسطين
التي لعب بها من لعب ولغ فيها من
لغ.. وهاهو التاريخ يعيد نفسه في
حدث يشكل منعطفا وكأنه قدر يساق
لامر عظيم .. ليلتقتي دم حزب الله
في لبنان وحماس والجهاد في غزة
مع الترك العثمانيين وكل
الشرفاء الذين سالت دماؤهم من
حرب الكرامة وابطالها وشهدائها
الى ابطال اسطول الحرية
وشهدائها وما بينهما من بطولات
وشهداء سطرتها المقاومة تحت
عنوان واحد احياء امة وتحرير
فلسطين. لقد اعتدت اسرائيل بعنجهيتها المعهودة
على مدنيين وبرلمانيين ورجال
دين وحقوق انسان في مهمة
انسانية من ثلاثين دولة الى
بقعة محاصرة وضعتها اسرائيل في
سجن مغلق لاكثر من مليون ونصف من
البشر ، واقدمت على حماقة
اسرائيلية معهودة ولكن هذه
المرة جلبت على نفسها غضب الروس
والصين والاوربيين وشعوب
العالم قاطبة واصبحوا يطالبوا
لاول مرة وبقوة لرفع الحصار
فورا ، ولكن الاهم دماء الشهداء
التي سالت احيت امة وحركت
الشعوب ووضعت اسرائيل في مأزق
يضاف الى حال الارتباك الذي
تعيشه . فلا نجهد انفسنا في رجاء في غير محله
وهتافات في غير مكانها،
فالانظمة الرسمية حسمت امرها
ولن تغير مواقفها مهما بحت
الحناجر ولوحت الايدي واتعبت
الخطى بالمسيرات الا اذا ادركت
ان مصلحتها المباشر في معاقبة
اسرائيل او مقاطعتها او دعم
المقاومة على الاقل ، وهذا لن
يكون الا بعد ان ترى اسرائيل
تتهاوى او تنهزم امام عيونها
وعندها لاحاجة لنا بمواقف هذه
الانظمة. فاتجهوا بالرجاء الى المقاومة ورجالها
وكل الشرفاء في العالم الذين
يقفون معها ويساندونها، فهم
يحملون الامانة وهم من يضحون
بدمائهم، وهم من يصنعون النصر
القادم..ان زخم الرجاء للمقاومة
والشرفاء يوفر لهم قاعدة شعبية
وسياسية ومعنوية تجعلهم قادرين
على العمل من اجل ادامة ظل هذا
الدم العزيز الذي اريق وهم من
سوف يشعل وقوده ولهم الرجاء
للقيام بهذه الامانة . وليكن العمل في اتجاهين ؛ الاول يتولاه
الشرفاء في العالم ليسيروا
مزيدا من القوافل والاساطيل
والسفن الى غزة بشكل اكبر واعظم
ولنرى ما تفعله اسرائيل مع هذا
الاصرار.. وقد كان الشريف رئيس
الوزراء التركي اوردغان في
خطابه امام البرلمان حاسما
وحازما في هذا المجال، عندما
اكد انهم لن يديروا ظهرهم الى
غزة بل انهم مصممون على رفع
الحصار عنها، ولنكن سندا لهذا
الصوت والفعل القوي من تركيا
وقيادتها الرسمية. والثاني تتولاه المقاومة، وللمقاومة
اقول انتم ادرى بتقدير الموقف
لديكم، وتقييم الواقع الميداني
والاستخباري مع العدو،اضافة
للوضع السياسي في المنطقة، ولكن
حجم الزخم التعبوي الذي صنعه
الابطال على متن اسطول الحرية
وشعلة الشهداء ودمائهم الزكية
الذي وحد الامة واحيا فيها
الروح يجب ان يستثمر، وانتم
الاقدر على ادامة هذا الزخم
التعبوي واستثماره في عمليات
مؤلمة ومؤثرة وكبيرة في عمق هذا
الكيان الغاصب، وانتم بهذا
تديموا ظل الدم الذي ازهق ظلما
وجورا ، وتعظموا الزخم التعبوي
الذي نتج عن ذلك، وتشعلوا وقوده
لاجتثاث كيان تجبر وتمادى وفقد
البوصلة وكل قواعده. ولقد اصبح
انهياره حقيقة يصنعها الشرفاء.. ======================= رفع الحصار عن غزة
ومستقبل المشروع الوطني د/إبراهيم أبراش الأحداث الساخنة والخطيرة تحتاج لعقول
باردة للتعامل معها،وليس من حدث
راهن اليوم بسخونة وخطورة
القرصنة الإسرائيلية لقافلة
الحرية التي تمثل عنوانا ورأس
حربة لرأي عام عالمي يتزايد
يوميا مطالبا برفع الحصار عن
غزة من منطلقات إنسانية غالبا
،وهو حدث غير منفصل عن جهود رفع
الحصار المتزامنة مع فشل
المفاوضات وتعثر المصالحة .
الهجوم على قافلة الحرية أخذ
بعداً عاطفياً إنفعالياً كبيرا
بسبب العنف الإسرائيلي،وبعداً
دولياً بسبب وقوعه في المياه
الدولية،ولكنه لم يُثر إلا
القليل من التفكير العقلاني حول
مآلية حملات رفع الحصار وكيفية
رفعه والوظيفة الحقيقية
للحملات الدولية لرفع الحصار
وخصوصا في ظل استمرار الحالة
الفلسطينية والعربية على
انقسامها.عندما تتقدم العاطفة
وثقافة الصورة على
العقل،وتتغلب الحسابات الحزبية
والأيديولوجية الضيقة على حساب
الرؤية الواقعية العقلانية
للتعامل مع الحدث من منظور
المصلحة الوطنية،آنذاك فإن
الواقع سيعيد انتاج نفسه مرارا
ولكن بصورة أكثر مأساوية،أو
ستكون إنجازات متواضعة لا تصب
في المصلحة الوطنية حتى وإن تم
تمرير الإنجاز كانتصار من هذا
الفريق أو ذاك. مَن كان يعتقد أن قافلة الحرية وغيرها من
القوافل البرية أو البحرية
وحدها سترفع الحصار كليا عن غزة
سيكون واهما،فليس هكذا يتم حل
مشكلة سياسية معقدة ،ذلك أن
حصار غزة غير منفصل عن مجمل ما
تتعرض له القضية من مخاطر ولا
ينفصل عن السياسات الإقليمية
والدولية المحيطة بالقضية.مهمة
قافلة الحرية هو تسليط الأضواء
على معاناة أهل غزة وتبليغ
رسالة عن تأييد قطاع واسع من
الرأي العام العالمي لشعب
فلسطين ورفضه للإحتلال
الصهيوني وممارساته ،وبالتالي
يمكن القول بأن قافلة الحرية
حققت هدفها ضمن هذه الرؤية
بالرغم من الثمن الباهظ الذي
دفعه المشاركون فيها.أما الذين
يراهنون على هذه الحملات وعلى
الرأي العام فقط لرفع الحصار
فسيجانبهم الصواب من حيث أن
الحصار قد يرفع اقتصاديا
وإنسانيا ولكن حل أبعاده
السياسية يحتاج لآليات مغايرة،
وحتى من يستشهد أو يستحضر ما جرى
في جنوب افريقيا أو فيتنام –
بالرغم من الاختلاف بينهما
والحالة الفلسطينية- حيث كان
لتحرك الرأي العام العالمي دور
في محاصرة النظام العنصري في
جنوب افريقيا وفي تسريع انسحاب
الولايات المتحدة من فيتنام
فعليهم التذكر بأن الأمور حسمت
في الحالتين رسميا على طاولة
المفاوضات بين القيادة الوطنية
الموحدة في البلدين و دولة
الاحتلال ويقرارات دولية. لقد نجحت قافلة الحرية في المياه الدولية
وغيرها من حملات مساندة الشعب
الفلسطيني في تأكيد ثلاث حقائق: 1. الحقيقة الأولى: إن
إسرائيل دولة إرهابية لا تتورع
عن انتهاك كل الشرائع والقوانين
الدولية سواء تعلق الأمر
بممارساتها ضد الفلسطينيين في
نطاق سيادتها المستمدة من كونها
دولة احتلال كالعدوان على غزة
وكل الممارسات الإرهابية في
الضفة وغزة وهي الجرائم التي
وثقها تقرير جولدستون ،أو تعلق
الأمر بممارساتها خارج حدودها
والتي تدخل في إطار الإرهاب
والقرصنة الدولية ،كجريمة
مدرسة بحر البقر في مصر وجريمة
قانا في لبنان أو اغتيال
المبحوح في دبي ومغنية في سوريا
وقصف موقع في سوريا بذريعة أنه
ينتج مواد كيماويه أو نووية ،أو
قصف قافلة في أقاصي السودان
وقبل ذلك عشرات الجرائم في أكثر
من بلد أوروبي وعربي. 2. الحقيقة الثانية:
إن قطاع غزة يخضع لحصار جائر
يفقد كل يوم مبرارت استمراره
ويستحث مزيدا من الناس من كل
الجنسيات لمحاولة كسره ،وهؤلاء
الذين قتلتهم أو اعتقلتهم
إسرائيل من على ظهر السفن
يمثلون رأيا عاما عالميا
متعاطفا ومؤيدا للشعب
الفلسطيني ورافضا للسياسة
الإسرائيلية ،وبالتالي يجب
إنهاء هذا الحصار. 3. الحقيقة الثالثة :إن
عدالة القضية الفلسطينية لا
يشوبها شائبة وأن إسرائيل
وبالرغم من إرهابها وما تحققه
على الأرض بإرهابها سواء
بالاستيطان أو التهويد او
الاعتقالات والاغتيالات ،فإنها
تخسر التاييد والتعاطف الدولي
يوما بعد يوم . نجحت قافلة الحرية وما سبقها من حملات
مؤيدة للشعب الفلسطيني في كشف
زيف المبررات الأخلاقية
والقانونية الدولية للحصار
وخصوصا بعد العدوان على القطاع
بداية 2009 ،ولكن لا يجوز أن نبالغ
لدرجة الجزم بأن هذه الجهود
الشعبية تكفي لكسر الحصار
نهائيا أي الحصار كجزء من قضية
وطنية متعددة الأبعاد. ذلك أنه
مقابل هذه التوجهات الشعبية نحو
كسر الحصار تقابلها تصورات
مغايرة لرفع الحصار ومواقف
دولية لا تتناسب مع توجهات
الراي العام و متغيرات عميقة
تمس النظام السياسي الفلسطيني
كنظام يقوم على وحدة الضفة وغزة
جغرافيا ووحدة السلطة سياسيا
،وأهم هذه المتغيرات :- 1-
تزايد الحرج الذي تشعر به
أنظمة عربية وإسلامية بسبب
المواقف الشعبية المتعاطفة مع
الفلسطينيين والمطالبة برفع
الحصار عن غزة،و ممارسة هذه
الأنظمة لعبة الهروب للأمام
بمجاراة الجماهير في شعاراتها
بدلا من التصرف كدول في التعامل
مع مجمل الصراع في المنطقة.ويبدو
أن هذه الأنظمة استحسنت التعامل
مع القضية الفلسطينية من بوابة
رفع الحصار عن غزة بدلا من
التعامل معها كقضية صراع عربي
إسرائيلي وحتى كصراع فلسطيني
إسرائيلي ،فثمن سياساتها لرفع
الحصار عن غزة سيكون أقل كلفة
مما لو نهجت سياسة المواجهة مع
إسرائيل وواشنطن. 2-
ظهور مواقف دولية تسعى
لتغيير طبيعة الصراع في المنطقة
من خلال تجزئة القضية الفلسطيني
لقضية غزة ورفع الحصار عنها
وقضية الضفة وإيجاد حل
للاستيطان ولسبل التعايش ما بين
الفلسطينيين والإسرائيليين
هناك . 3-
فشل المصالحة الفلسطينية
الداخلية حتى الآن حيث تم تعليق
المصالحة على الورقة المصرية
دون التفكير بمداخل أخرى
للمصالحة. 4-
تثبيت سلطة حماس في قطاع غزة
كسلطة حمساوية شمولية لا تتعدى
ولايتها القطاع ،وتثبيت سلطة
فياض وحركة فتح في الضفة كسلطة
حكم ذاتي مقتصرة على الضفة ولا
تتعدى ولايتها جزءا من الأرض. 5-
إفشال إسرائيل المتعمد
للمفاوضات لأن هذه المفاوضات
تقوم على اتفاقات تقول بالوحدة
الجغرافية لغزة والضفة وبوحدة
السلطة الفلسطينية وبالولاية
السياسية لمنظمة التحرير
الفلسطينية . 6-
استمرار التهدئة بين حركة
حماس وإسرائيل وهي تهدئة تشمل
مجمل الاراضي الفلسطينية من
البحر إلى النهر . 7-
إعتراف حركة حماس بدولة
فلسطينية في الضفة والقطاع وهو
ما أعاد التأكيد عليه الدكتور
احمد يوسف قبل أيام والشرط
الوحيد الذي يشترطه هو مشاركة
حماس في الحكم،وهي مشاركة قائمة
في قطاع غزة. 8-
تصريحات السيد خالد مشعل
الاخيرة بأن لا مشكلة بين حركة
حماس وواشنطن لا داخليا ولا
دوليا . ضمن هذه المتغيرات فإن الحصار سيُرفع
اليوم أو غدا، وعليه سيكون
الفلسطينيون أمام مفترق طرق :إما
أن يُرفع الحصار بقرار مصري
منفرد أو دولي /عربي، في ظل
الانقسام، أو يتم رفعه في ظل
مصالحة وطنية ،والسؤال :ما هو
مستقبل المشروع الوطني
الفلسطيني ما بعد رفع الحصار عن
غزة ،والذي قد يكون قريبا وعلى
مستوى فتح معبر رفح،إن لم تحدث
المصالحة قبل ذلك أو لم يكن رفع
الحصار ضمن صفقة فلسطينية أو
عربية ،تكون المصالحة جوهرها؟. لنذكر مرة أخرى
بأن الحصار الإسرائيلي على قطاع
غزة يدخل ضمن مخطط سياسي
استراتيجي وبالتالي فالمخططون
الإسرائيليون يريدون رفع
الحصار بعد أخذ الثمن في إطار
صفقة سياسية أو تسوية سياسية
يجري الإعداد لها ،سيرفعون
الحصار عن القطاع عند استكمال
حلقات هذا المخطط الذي يحقق
نجاحات على الأرض كما سبق الذكر
،أيضا هناك دول وحركات سياسية
تسعى لرفع الحصار عن القطاع
ولكن ضمن رؤيتها السياسية
الخاصة المتعارضة مع المشروع
الوطني الفلسطيني ،وهذه الجهات
تعتبر رفع الحصار عن القطاع ،
حتى إن أدى لتكريس فصل غزة عن
الضفة وتكريس كيان سياسي منفصل
في غزة، نصرا لمشروعها الإسلامي
العالمي،وهذه الأطراف لا ترى في
مسعاها هذا خيانة للقضية
الفلسطينية بل مدخلا مغايرا
للتعامل مع القضية ومع الصراع
في المنطقة،ومسعى هذه الأطراف
يجد قبولا تكتيكيا من مراكز
قرار أمريكي. في المقابل لا نرى أو نسمع ،لا من مسؤولين
سياسيين أو كتاب ومفكرين وطنيين
،عن وجود استراتيجية فلسطينية
أو تصور لمواجهة هذه المخططات
،استراتيجية تعمل على رفع
الحصار في إطار وحدة المشروع
الوطني حتى وإن كان رفعا جزئيا
يقتصر على فتح معبر رفح .خارج
إطار الورقة المصرية التي أصبحت
متجاوزة ،لم نسمع من مسؤول أو
حزب فلسطيني عن إجابة أو تصور
لمستقبل النظام السياسي الذي
يقوم على وحدة الضفة وغزة تحت
سلطة واحدة لما بعد رفع الحصار
عن غزة،لم نسمع عن تصور أو رؤية
استشرافية لمستقبل المشروع
الوطني برمته ،سواء كان مشروع
السلطة أو مشروع التحرر
الوطني،إذا ما تم رفع الحصار عن
القطاع خارج إطار المصالحة
الوطنية. هل لأن الموضوع لم يخطر على بال أحد؟ هل
لأنهم فكروا به ولا يجدوا إجابة
ففضلوا الصمت ؟أم لأنهم ،أو
بعضهم ،لديهم الإجابة والتصور
ولكنهم لا يجرؤوا على البوح به
ويتركون الواقع لبفرض نفسه
ويتحدث عن نفسه؟.أم ان هناك في
التسوية الامريكية القادمة
إجابة على هذه التساؤلات ؟.
لأننا لم نفقد ثقتنا بقيادتنا
فما زلنا نراهن على إمكانية
تدارك الأمر واستباق ما يُخطط
من مؤامرات لتدمير المشروع
الوطني ،بتجديد جلسات حوارت
المصالحة بسرعة و إن إقتصر جدول
الأعمال على إيجاد آلية لفتح
معبر رفح بما لا يؤدي لحالة
قطيعة ما بين غزة و الضفة وبما
يحفظ وحدة الشعب الفلسطيني
ووحدانية التمثيل الفلسطيني . ========================== بقلم: فراس ياغي ليست حماقة، ولا ورطة، ولا تخطيط خاطيء..هي
سياسة تميزت بها دولة إسرائيل
عبر عقود من الزمن، لم تحسبُ
حساباً لأحد، لا في المنطقة ولا
في العالم فيما يخص الموضوع
الفلسطيني..قامت بعملية تطهير
عرقي عام 1948 وفقاً لخطط أُعِدَت
مسبقاً بإعترافِ مُؤَرخيهم
الجدد، ولم تتورع عن اعتقال "مردخاي
فعنونو" لسنوات طويلة، ومن ثم
تفرض عليه إقامة جبرية وتعتقله
مرة أخرى، فقط لأنه كشف حقيقة
وطبيعة مفاعل "ديمونا"
النووي، مجازر دير ياسين وكفر
قاسم والدوايمه وقانا وغزة
وأخيرا "مرمرة" هي سياسة،
لم يردعها أحدٌ سابقا عليها،
وهي تعتقد أن من حقها فعل كل شيء
تحت مسمى الأمن ومحاربة الارهاب..هذه
المرة الارهابيون كانوا من اكثر
من أربعيين دولة، ومن مشارب
فكرية مختلفة، ومن ديانات
مختلفه، متضامنون أجانب وعرب
ومسلمين ومسيحيين، ذكور واناث،
بلحى وغير لحى، بمناديل
وبدونها، مهمتهم كانت انسانية،
وصرختهم كانت تعبيراً عن الألم
الذي يعتصر كل انسان له ضمير حي،
امام ما يجري منذ اكثر من اربع
سنوات لغزة وأهلها، أرادوا ان
يكسروا هذا الحصار غير المسبوق،
فهو ليس ظالما فحسب، بل هو
إرهابي ولا إنساني وهمجي،
يعيدنا لعصور الظلام وحروب
التاريخ القديمه، وما كان يحدث
خلالها من حصار ودمار ووحشية..
لقد قرروا أن يَخطوا على هدى
الراحل الخالد "جمال عبد
الناصر" الذي قال "الخائفون
لا يصنعون الحرية..والمترددون
لن تقوى أيديهم المرتعشه على
البناء"، ذهبوا عبر البحار
بصدورٍ عارية، لديهم أمل،
ولديهم إصرار، مؤمنون بالحرية
ومتوكلون على رعاية الرّب التي
لم تَخذلهم ولن تَخذلهم،
فمهمتهم حققت غايتها، وكسرِ
الحصار أصبح هو العنوان، بعد أن
تُرِكت غزة لمُحاصِرها
ومُحتَلها ليفعل بها ما يشاء..صَبِرَت
غزة وكانت غالية عند الله، قال
تعالى: "فإصبر لحكمِ رَبّكَ
فإنك بأعيننا"، فكرمها
بمتضامنين وبضمائر حية، انتفضت
في كل بقاع العالم، كرّمها،
بأردوغان وشافيز وجلوي ورائد
صلاح والمطران كابوتشي وهيننغ
مانكيل والكسيندر فيكس وهاني
سلمان ووليد الطبطبائي وحنين
الزغبي ونجوى سلطاني ووائل
السقا وباو علي قويدري وهزاع
المسوري ومحمد البلتاجي وحازم
فاروق ومنى ششتر ومئات
البرلمانيين والصحفيين ورجال
الاعمال والحقوقيين ونساء
كريمات، مِمَن كرّسوا حياتهم
لرفع الظلم ورفض الاستكانه،
وعشرات الآلاف بل ملايين من
البشر الغاضبين على ما يسمى
مجتمع دولي، يُغطي على الجريمه
ويشارك في تجويع الناس لأهدافٍ
سياسية، مجتمع تتزعمه امريكيا
وما تسمى "الرباعية" تتغنى
بالديمقراطية وتتحدث بكلماتٍ
جميلة معطوبه، كما في "فوضى
الحواس" لأحلام مستغانمي،
فحاصرت شعب بسبب إنتخابات
ديمقراطية. الكوارتت "الرباعية الدولية" هي
المسئولة عن الغطرسة
الإسرائيلية، وهي المسئولة عن
قتل مئات الناس من مختلف
الاعمار كنتيجة لحصار مليون
ونصف إنسان، ووضعهم في معتقل
ببوابات يتحكم بها إحتلال عنصري
آثم وقاتل يتمتع بذهنية إرهابية
لا يفوقها حد في العصر الراهن..
"الرباعية" هي التي أعطت
الضوء الأخضر للهجوم على سفينة
"مرمرة"، وهي من قتلت هؤلاء
الأبطال وجرحتهم، فموقفها
الابتزازي للشعب الفلسطيني أدى
لإنقسامه، وموقفها أدى لحصار
غزة، وتغطيتها على جرائمه في
غزة وعدم تفعيل تقرير "غولدستون"
شجعه على القيام بحماقته التي
لا وصف لها سوى "عنجهية" و
"غرور القوة"، وسياسة
العقابِ الفردي المباشر، إضافة
للعقاب الجماعي التي تمارسها
حكومة الاحتلال ضد الشعب
الفلسطيني ومنذ عقود، مارستها
وبشكل واضح وجلي ضد ابناء اكثر
من أربعين دولة، فالدولة التي
يتغاضى عن جرائمها المجتمع
الدولي، الذي تتحكم به الولايات
المتحدة الامريكية، تنفلت من
عقالها ولا ترى أحد أمامها،
ويصبح الحق لها، وتصرفها
مُبَرَر، ومهما كان حجمه وقوته
وإرهابه، وما قامت به حكومة
نتنياهو-باراك-ليبرمان ضد
العُزل، إلاّ من الايمان بالله
وبالحق والعدل والانسانية،
يعبر عن مستوى الضعف المغَلّف
بغرور القوة، وحالة الارتباك
التي وصلت لها السياسة
الاسرائيلية، فهي بسبب غرورها
مارست ما تخجل أن تقوم به أعتى
الدول في هذا العصر، ووضعت
نفسها في مصاف الدول القمعية
والديكتاتورية شاءت أم أبت،
فالديمقراطية ليست انتخابات
فحسب، إنها رزمة متكاملة من
الحقوق والواجبات الدولية
والاقليمية وحتى الاسرائيلية،
فقانون الأساس لديهم يعترف
بالمواثيق الدولية، وهم
ملتزمون بكل الأعراف والمواثيق
الخاصة بالملاحة البحرية، ومع
ذلك وكعادتهم لم يلتزموا ولن
يلتزموا، فغطاءُ الرباعية
أعماهم، ودعم الولايات المتحدة
اللاّمحدود أفقدهم بصيرتهم. فلتسقط الرباعية، فهي الرّاعي للشيطان،
وهي الداعم لقتل شعبنا، وهي
المبتز الاكبر لنا..لتسقط "الكوارتت"
التي وضعت شروط وأدت لتمزيق
شعبنا وتقسيمه..لتسقط "الرباعية"
لانها مارست علينا كل أنواع
الضغوط دون أن تفعل شيئاً ودون
أن تحقق سلاما..ليسقط حب قيادة
هذا الشعب "للرباعية"،
فهذا الحب سمح لهم بإجتياحنا
وهزمنا، فقد سطوا على كل شيء
عندنا، إننا معهم مثل الحبيب
الذي أصبح في حالة ضعف وليست
حالة قوة كنتيجةٍ لحبه التخيلي..لتسقط
هذه الرباعية التي ما فتئت أن
تعمل ألاعيب وألاعيب وتبرّر
للجلاد وتعطي الضحية مُسكناً
بدعم مالي، يصل لمن يتوافق
معهم، ويُحرَم عمن حاصروهم
ودمروهم ولا زالوا يُحاصروهم
بحجة محاربةِ "الارهاب"..سياسة
"الرباعية" هي الارهاب،
ودعم اوروبا المالي للشعب
الفلسطيني لن يَغسل أبداً دورها
في تشريد شعب واقامة دولة على
أنقاضه، فهم، الأوروبيون،
الذين ساندوا إقامة دولة لليهود
في فلسطين، والهجرات اليهودية
جاءت من عندهم، ومع كل ذلك يضعون
إشتراطات على دعمهم المالي باسم
عملية السلام ومفهوم الدولتين..ونحن
نسأل، أين السلام؟!!! وأين مِن
مَكان للدولتين في ظل الاستيطان
والجدار؟!!! فلتسقط هذه الكذبة
التي إسمها "رباعية"،
فمجزرة مرمرة وشقاء أهل غزة
نتاج حتمي لسياساتها في
منطقتنا، هم يحاولون انقاذ
حليفتهم من نفسها، هم يخافون
عليها وليس على شعبنا، هم
يريدون تحطيم هذا الشعب نفسيا
وربطه باليورو-دولار، هم يريدون
إنهاء إرادته في الوحدة والتحرر
والاستقلال، هم يريدون حرف
بوصلته في صراع ليس لنا وليس منا
ولا مصلحة لنا فيه، ولكن هذا
الشعب هو ك "الجبال لا يمكن
ازاحتها ولن تزاح بعاصف" كما
قال الخالد فينا الشهيد أبو
عمار..لتسقط هذه البدعة التي
سموها "رباعية" ووضعوا لها
ممثلا في القدس فشل في دولته
وزاد الاستيطان وهدم البيوت في
عاصمتنا الابديه في عهده. علينا أن نسلك دربنا بكرامة، وعلينا ان
نعيد ما كان لنا، فلا شيء أعمق
من الوحدة الوطنية، ولا شيء
أغلى من الانسان الفلسطيني في
غزة او الضفة او الشتات، علينا
بالمصالحة على اساس ثوابتنا
ووثيقة وفاق أسرانا،" فانما
المؤمنون أخوة، فاصلحوا بين
اخويكم واتقوا الله لعلكم
ترحمون"، علينا ان نعيد عمقنا
العربي والاسلامي، لتركيا
أردوغان وربعه، ولشعوب العرب
واحزابها القومية والاسلامية
وحكوماتها الرسمية وفقا لنظرة
جديدة في التعامل ، ف "الخَيّرُ
لا يأتي منه إلا الخَير"، في
حين رباعيتهم جاءت على باطل
وستبقى على باطل، وفزاعة
الارهاب والخطر القادم من الشرق
هي اكذوبة قبل وبعد مجزرة "مرمرة"،
وإستراتيجية الايقاع بين
الاخوة فشلت في تحقيق اهدافها،
وصمود غزة، وابطال "أُسطول
الحرية"، كشفوا الوجه
الحقيقي لصناعة الغرب التي تسمى
"رباعية"، فهل وصلنا أن "نيوتن"
قال "لكل فعل رد فعل". ============================= "دبلوماسية الإغاثة"
أم "إغاثة الدبلوماسية" عريب الرنتاوي قد يبدو التفاؤل سابقاً لأوانه، لكننا مع
ذلك نرحب بقرار الرئيس المصري
محمد حسني مبارك فتح معبر رفح
إلى أجل غير مسمى، ونتمنى أن
يكون "الفتح" دائماً
وشاملا، بحيث لا يصبح "الأجل
غير المسمى" بضعة أيام إضافية
تزاد إلى الأيام الثلاثة التي
يفتح فيها المعبر بين الفينة
والأخرى، وبحيث يشمل القرار
حركة الأفراد والسلع والمواد
الغذائية والطبية والإنشائية،
وأن لا يكون "التنصيص" على
عبارة "الحالات الإنسانية
والحرجة" قيداً على حركة
الغزيين من خارج هذه الفئة، أو
توجيهاً باستمرار حظر مرور
السلع والأموال. وإذ يأتي القرار متأخراً، بل ومتأخراً
جداً، وتحت ضغط الحرج الذي تسبب
به العدوان الإسرائيلي على "أسطول
الحرية"، إلا أنه يظل مع ذلك
خطوة في الاتجاه الصحيح، صحيح
أنها لا ترقى إلى مستوى ما تتطلع
إليه شعوبنا من مصر، وصحيح أنها
مثقلة بالتحفظات والشروط على ما
يبدو، لكن الصحيح كذلك، أنها
خطوة في الاتجاه الصحيح،
والمأمول أن تتسع وتستمر حتى
إغلاق ملف الحصار الجائر
المضروب على القطاع، وإلى أن
تفقد الأنفاق وظيفتها وتفقد
قوافل شريان الحياة وأساطيل
الحرية مبرر وجودها ودوافع
الاستمرار في تسييرها. لكننا والحق يقال، لا نخفي خشيتنا من مغبة
أن نكون قد بالغنا في قراءة قرار
الرئيس المصري، كأن يكون فتح
المعبر محفوفا بشروط تعجيزية
عصيّة على التلبية والتحقيق،
أوأن يكون مرهوناً بآجال زمنية
تقررها حالة الغضب والتقزز التي
تسبب بها السلوك الإسرائيلي
الإجرامي الأخير، فتجربتنا مع
مصر والمعبر والحدود مع قطاع
غزة، مؤلمة إلى الحد الذي لا
يدفع على استسهال التفاؤل أو
استعجال النتائج الإيجابية
والأنباء السارة. وأخشى ما نخشاه أن تكون "دبلوماسية
الإغاثة" هي البديل عن "إغاثة
الدبلوماسية" ومحاولة للهروب
من فيض الدعوات المطالبة
بإنقاذها من براثن الركود
والجمود والتراجع، وهي الدعوات
التي ما انفكت ترددها الجماهير
العربية في مشارق الوطن
ومغاربه، مطالبة بإعادة الروح
للعمل السياسي والدبلوماسي
العربي، وتفعيل الإرادة
السياسية العربية وتحريرها
وصون استقلالها، واستخدام
مختلف أوراق القوة الناعمة و"الخشنة"
إن تطلب الأمر، لإجبار إسرائيل
على وقف غطرستها وعنجهيتها،
وإرغام واشنطن على التفكير مرات
ومرات قبل أن تتولى دور "محامي
الشيطان" في مجلس الأمن وغيره
من المحافل الدولية. والحقيقة أن "إحلال الإغاثة محل
الدبلوماسية" ليس اختراعا
مصرياً نقياً، فمعظم العواصم
العربية أخذت تجنح في الآونة
الأخيرة لاستبدال "الإغاثة"
ب"السياسة"، فالعاجزون عن
حماية الشعب الفلسطيني في الضفة
وغزة والقدس، يكثفون جهود
الإغاثة الإنسانية بديلا عن
الاشتباك السياسي مع إسرائيل
وحماتها، والفاشلون في درء
العدوانية الإسرائيلية المدمرة
على لبنان، يكثرون من مشاريع
إعادة بنائه المحاطة عادة بكل
مظاهر الدعاية والإعلان
والمشفوعة بكل آيات الثناء
والشكر والتقدير لأولي النعم،
وهكذا هو الحال في مختلف أقواس
الأزمات والانهيارات العربية. في "الزمن العربي الرديء" - بالعذر من
الراحل ياسر عرفات - لم تعزّ "الدبلوماسية"
وتفقد لونها وطعمها ورائحتها،
بل افتقدنا "الإغاثة"
كذلك، ولم نعد نلجأ إليها إلا في
حالات الضرورة القصوى
الدعائية، من "فصل التوائم
الملتصقة والمشوهة خلقيا"
إلى تأمين النزر اليسير من
الغذاء والدواء بالكاد تكفي لسد
رمق أكثر من مليون ونصف المليون
غزيّ تحت عدسات المصورية
وكشافات إنارتهم المبهرة. لا ندري أين يقع القرار المصري حتى الآن،
وسنحتاج لبضعة أيام إضافية لنرى
إن كان جاء كثمرة "لإغاثة
الدبلوماسية" أو كحلقة في
مسلسل "دبلوماسية الإغاثة"،
فالمسألة من قبل ومن بعد،
متوقفة على تطبيقات القرار على
المعبر، ما الذي، ومن الذي
سيسمح بمروره عبره، وكم ساعة في
اليوم، وإلى متى. وتحية لدماء أبطال الحرية وأسطولها التي
انتصرت على الغطرسة
الإسرائيلية ومرّغت أنوف
البرابرة في أوحال الخزي
والعار، تحية لهذه الدماء
الطاهرة وهي تفعل فعلها في
إيقاظ من غطّوا في سُبات عميق،
أين منه سُبات "الفتية الذين
آووا إلى كهفهم"، وتحية لهذا
الدماء الزكية وهي تزلزل جدران
خزان الصمت والعار التي لفت
كثير من عواصمنا وأحاطت بها،
تحية للشهداء الأحياء فقد
برهنوا مرة أخرى أن الترياق قد
يأتي من أماكن آخر بعد أن جف وشح
في موطنه الأصلي: العراق. ============================ برغم دمويتها، مجزرة
السفن هزيمة جديدة لإسرائيل رشيد شاهين لم يكن من المتخيل أن جنون دولة الاحتلال
يمكن أن يصل إلى ما وصل إليه
خلال عملية التصدي لسفن
المساعدات الإنسانية التي جاءت
من اجل تقديم القليل من
الاحتياجات الضرورية لأبناء
قطاع غزة بعد أربع سنوات من
الحصار الخانق الذي تم فرضه
عليه من قبل دولة الاحتلال وبعض
من قادة امة العربان. كان من المتوقع على سبيل المثال، أن يتم
منع السفن من الوصول إلى
القطاع، ومضايقة السفن ومن
عليها، وربما سجنهم واعتقالهم
وحتى ضربهم وتعذيبهم وتكسير
أطرافهم، وكذلك مصادرة حمولة
تلك السفن أو إعادتها من حيث
أتت، أما أن تتم عملية قرصنة
تتسم بكل الوقاحة والاستهتار
بالقوانين الدولية بالشكل الذي
وقف العالم مذهولا أمام دمويته،
وحشد كل هذا العدد الهائل من
القوات والسفن البحرية وان يتم
إطلاق النار من اجل القتل وليس
التنبيه أو الترويع، فهذا ما لم
يكن أبدا متوقعا. لقد قامت إسرائيل بفعل عجزت وترددت عن
القيام به حتى "اعتى"
عصابات الإجرام والقرصنة، لا بل
إن قراصنة الصومال يشعرون
بالفخر الآن، لأنهم لم يصلوا
إلى هذا المستوى من الدموية
الذي مارسته دولة الاحتلال
الصهيوني ضد نشطاء السلام
والمتضامنين، الذين أتوا من
أربعين بلدا، فقط لمد يد
المساعدة الإنسانية لقطاع غزة،
الذي يعاني من حصار تم فرضه بدون
مسوغات قانونية، كما هو حال كل
الممارسات الإسرائيلية منذ
نشأتها غير القانونية. لقد قامت إسرائيل منذ اللحظة الأولى التي
تم الإعلان فيه عن نية المنظمين
التوجه إلى القطاع، بالتحضير
لما ستقوم به، وصار الجميع يعلم
تلك التحضيرات، والتي كان على
رأسها بناء سجن خيام جديد، من
اجل إيداع من يتم اعتقالهم من
المتضامنين فيه، كما قامت بحملة
دعائية وإعلامية غير مسبوقة، من
اجل شحن العالم ضد هذه السفن، في
محاولة منها لتشويه الحقيقة،
وادعت ان من هم على ظهرها ليس
سوى مجموعات إرهابية، برغم ان
هؤلاء كانوا من النخب في
البلدان التي مثلوها في تلك
الرحلة. دولة الاغتصاب أرادت من خلال قيامها
بالمجزرة في عرض البحر وفي
المياه الدولية بالتحديد وليس
المياه الإسرائيلية، أن ترسل
العديد من الرسائل إلى العالم،
من بينها، ان إسرائيل كما هي، لم
تتغير، وانها تمارس نفس البلطجة
التي بدأت بها عندما تم
تأسيسها، حيث قامت بالعديد من
المجازر ضد أبناء الشعب
الفلسطيني، وانها وبعد 62 عاما
من النكبة ستمارس ما مارسته منذ
البداية، أما الرسالة الأخرى
فهي كانت موجهة للرئيس الأمريكي
اوباما من خلال جس نبض إدارته
ومدى جديتها في التعامل مع هكذا
ممارسات، وكيف سيكون الموقف
الأمريكي في مجلس الأمن، وكذلك
هي رسالة إلى امة العربان، تقول
فيها، إنها لا تكترث بهذه
الأمة، وان جميع المبادرات "
السلامية" التي تقوم بها هذه
الأمة، لا تهمها، وإنها لا
تلتفت إليها، لأنها ترى فيها
امة مهزومة وغير قادرة على
القيام بأي فعل، وأما الرسالة
الثالثة فكانت إلى القيادة
الفلسطينية التي ما زالت تراهن
على إمكانية الوصول إلى "نوع
ما من السلام"، وانها وبرغم
عودة أو قبول الطرف الفلسطيني
على العودة إلى المفاوضات "التقريبية"،
لن تغير من سياستها التي تستند
إلى القوة والبلطجة وإدارة
الظهر لكل القوانين الدولية
والإنسانية. أما الرسالة
الأخرى التي أرادت إسرائيل
إرسالها، فكانت موجهة إلى كل
الذين يمكن ان يفكروا في
المستقبل بإرسال المزيد من سفن
التضامن إلى القطاع، والى كل من
يمكن ان يفكر بالقدوم الى
القطاع وان حياته سوف تكون في
خطر شديد. ربما استطاعت إسرائيل ان ترسل تلك
الرسائل، لكن المهم ليس هو في
إرسال الرسائل، الحقيقة ان ما
هو مهم في ان هذه الرسائل قد
وصلت أم لا، ومن الواضح ان
العديد من تلك الرسائل لم تصل
بالطريقة التي أرادتها
إسرائيل، وقد كانت النتيجة بعكس
ما توقعته دولة الاغتصاب، حيث
ان جل تلك الرسائل أتت بنتيجة
معكوسة لرغباتها، حيث لم يكن من
المقنع لأي كان ان تقوم دولة
الاحتلال بمجزرة واضحة وفي
المياه الدولية البعيدة كل
البعد عن إسرائيل. بعد ان ارتكبت مجزرتها، فان دولة
الاحتلال لم تحقق ما أرادت، فهي
لم ولن تثن النشطاء في العالم عن
الإعلان عن البدء بتجهيز سفن
جديدة، وهي خسرت بكل تأكيد
علاقتها مع الدولة التركية، كما
انها بدت دولة خارجة عن
القانون، تقودها مجموعة من شذاذ
الآفاق والعصابات التي أدمنت
القتل والإرهاب، وهي تتعرض
لانتقادات غير مسبوقة في دول
كانت لا تجرؤ على مجرد انتقاد
سياستها، ويتم النظر إليها بعد
هذه الجريمة بالخصوص بأنها ذهبت
أكثر من اللازم في استهتارها
بالعالم، كما ان قبح وجهها بدا
أكثر عريا مما كان حتى بعد الحرب
على غزة، برغم الأعداد الكبيرة
من الضحايا التي سقطت في تلك
الحرب، وهي تفقد الكثير ممن
أيدوها تاريخيا ولا تستطيع ان
تدافع عن نفسها أمام غضب العالم. إسرائيل بجريمتها الجديدة أضافت إلى رصيد
القضية الفلسطينية ما لم يكن
ممكنا على مدار عشر سنوات
قادمة، خاصة في ظل حالة انقسام
بائسة تسود الساحة الفلسطينية،
وهي قدمت وخدمت القضية
الفلسطينية بشكل كبير من خلال
جريمتها النكراء، ان الشهداء
والجرحى الذين سقطوا في المجزرة
الغادرة وبرغم عدم وصول
المساعدات، استطاعوا بدمائهم
ان يقدموا للقضية ما هو أكثر من
تقديم المساعدات العينية
لأبناء القطاع، وبالتالي فإنهم
وبرغم موتهم أو جراحهم،
استطاعوا ان يكونوا نعم السند
للقضية التي قضوا من اجلها. دولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة
انكشف خداعها للعالم بهذه
الجريمة، وما الدعوات التي تمت
بقوة لاستقالة القاتل ايهود
باراك إلا احد الأدلة التي تبين
المأزق الذي وضعت إسرائيل نفسها
به، وهي سوف تعاني على المستوى
الدولي من المزيد من البغض
والكراهية، وسوف تعلو الأصوات
التي توجه الانتقادات
للممارسات العدوانية التي ظلت
تمارسها على مدار سنوات طويلة.
تلك الأصوات التي صمتت في
الماضي نتيجة التأثير والإرهاب
الذي تمارسه جماعات الضغط
اليهودية وسن قوانين تمنع على
مواطني الدول الغربية من توجيه
أي انتقاد لدولة الاحتلال وما
تمثله من غطرسة القوة والقمع. ما يجري في دولة الاغتصاب من "تخبط"
ومحاولات الدفاع عن الجريمة
أمام العالم، يدلل على مدى عمق
المأزق الذي تعاني منه دولة
الاحتلال، الجريمة التي تم
ارتكابها كانت تاريخا فاصلا في
الممارسات الإسرائيلية التي
مورست على مدار العقود الماضية
وهي ستكون لعنة جديدة على دولة
الاغتصاب بعد لعنة الهزيمة في
لبنان وفشلها في حربها على قطاع
غزة. وهي لا بد باتت تعلم ان
أساطيل المساندة للقطاع لن
تتوقف. ========================== عدوان إسرائيلي على "أسطول
الحرية" في عرض المياه
الدولية بوفلجة غيات مرّة أخرى، يتصرّف الجيش الإسرائيلي كما
عوّدنا في السنوات الأخيرة، في
حرب "دانكيشوطية"
استعراضية ضدّ المدنيين العزل.
فبعد أن قام جيش العملاء
الإسرائيليين باغتيال محمود
المبحوح وهو في غرفته بفندق
بدبي، هاهو يفاجئنا اليوم
بهجومه الإستعراضي على مدنيين
في طريقهم إلى تقديم مساعدات من
الدواء والغذاء ومواد البناء
إلى المحاصرين في غزة. وقد أدى التدخل الإرهابي إلى سقوط قتلى
وجرحى من المدنيين، الذين كانوا
على متن سفن أسطول الحرية، من
دعاة السلام وحقوق الإنسان،
الذين ضحوا براحتهم بل بأرواحهم
من أجل القضية الفلسطينية
العادلة. وهو ما يبرز حقيقة
الكيان الصهيوني المتعطش
للدماء والعنف. ما يميز الحملة الأخيرة من سفن كسر الحصار
على غزة، عدد السفن وحمولتها،
وعدد الأفراد المرافقين لها،
وجنسياتهم. إذ لأول مرّة يتصدر
القافلة مسلمون وعرب وبدعم عربي
واضح، من تركيا والجزائر
والكويت. وهي تحولات كبيرة لم
تهضمها إسرائيل، فتصرفت بقوة
وعنف لإجهاض مسعى أسطول الحرية
إلى قطاع غزة. إن استعمال القوة ضدّ أفراد من حركات
إنسانية مسالمة بهذه الطريقة،
أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، يوضح
تخبط إسرائيل في مشاكل
إستراتيجية جعلها تعتمد على
القوة المفرطة في مواقف كانت
تحتاج إلى الحكمة والتعقل. إذ
كان عليها اعتماد أساليب سلمية،
وحتى ولو كان هدفها منع وصول
قافلة فك الحصار إلى مبتغاها،
لكن الإسرائيليين لا يتقنون إلا
العنف القتل. وقد كان لعمليات جورج غالاوي، دور كبير في
بداية تسيير حملات شرايين
الحياة لكسر الحصار على غزة،
حيث تمكن من إدخال قوافل من
المساعدات من خلال معبر رفح،
إلا أن جمهورية مصر العربية
جعلت عملياته شبه مستحيلة، وقد
منعته من دخول الأراضي المصرية. كما تم تنظيم عمليات لفك الحصار على قطاع
غزة بحرا، فنجحت أحيانا، وتمّ
منعها من طرف الإحتلال
الإسرائيلي مرات أخرى، إلا أنها
كانت مواضيع لحملات إعلامية
ساهمت على بقاء قضية الحصار حية
إعلاميا على الأقل، مما يساهم
في وحز الضمائر الحية في العالم. لقد عرفت السنوات الماضية تحولات كبيرة،
أدت بالعرب والمسلمين التعلم،
أن الطرق العسكرية ليست السبل
الوحيدة التي تؤدي إلى خدمة
القضية الفلسطينية، بل هناك
أساليب أخرى جدّ مهمة ومنها
الطرق الدبلوماسية في صورها
المتعددة، والتي يمكن الحصول من
خلالها على نتائج سياسية لا
يستهان بها. من هذه الأساليب نجد
الحروب الدبلوماسية في أروقة
مجلس الأمن والأمم المتحدة
ومجلس حقوق الإنسان، والتعاون
مع المجتمع المدني والقوى
العالمية المحبة للسلام،
لمساعدة الشعب الفلسطيني بشتى
الوسائل والطرق ومنها تسيير
حملات لفك الحصار. إن استعمال إسرائيل للعنف واعتماد أساليب
القوة من قتل وجرح، كان يراد
منها ثني العرب والمسلمين ومحبي
السلام والعدالة في العالم،
التوقف عن محاولات كسر الحصار،
لأن في ذلك إحراج كبير لإسرائيل
أمام الرأي العام الدولي، وأمام
الشعوب المحبة للديمقراطية
وحقوق الإنسان، بما في ذلك في
الدول الغربية المؤيدة
التاريخية لإسرائيل. فرغم الأرواح التي سقطت من الشهداء
والجرحى، إلا أن هذه العملية لم
تمرّ بسلام، كما أرادت إسرائيل،
وإنما تبعتها حملة إعلامية
ودبلوماسية وهزات شعبية من
المظاهرات والإحتجاجات في
مختلف دول العالم. وهكذا عقد
مجلس الأمن جلسة لم تخل من
إدانات لإسرائيل، وتم استدعاء
سفراء إسرائيل في بعض الدّول
للتعبير عن احتجاجها لما قامت
به القوات الإسرائيلية في
المياه الدولية ضد مدنيين عزل،
كما استدعت تركيا سفيرها في تل
أبيب. وهو ما أعاد قضية محاصرة
قطاع غزة إلى الواجهة وتمت
المطالبة بفك هذا الحصار
الظالم، وبقوة غير معهودة هذه
المرّة بسبب السند التركي
واستفاقة بعض الضمائر العربية
والغربية. إن قوّة ردود الأفعال نتيجة ارتكاب
العدوّ الإسرائيلي لهذه
الجريمة، زادت من ارتباك العدوّ
الإسرائلي، فرجع الوزير الأول
بن يمين نتانياهو وألغى زيارته
لواشنطن، التي كانت مبرمجة
للقاء الرئيس الأمريكي باراك
أوباما، مما يبين أن ردود
الأفعال لم تعد فاترة شاحبة
كالمعتاد، وإنما هناك أشياء
تغيرت في العالم، والأكيد أنها
ليست لصالح العدوّ الإسرائيلي. وهو ما جعلنا نستخلص أن سمعة ومكانة
الكيان الإسرائيلي في تآكل
مستمر، وهو ما يجب أن يعزز عزيمة
القوى العالمية والإسلامية
والعربية المحبة للسلام،
ويدفعهم إلى زيادة ضغوطهم
المختلفة على إسرائيل، باعتماد
طرق سلمية بما في ذلك حملات فك
الحصار، وتسيير قوافل شرايين
الحياة برّا وبحرا. إذ أن سقوط جرحى وموتى لا يجب أن يثنينا عن
الإستمرار في الوقوف إلى جانب
سكان غزة المحاصرة، وأن
المسلمين قدّموا ويستمرون في
تقديم قوافل الشهداء. لهذا يجب
تنظيم قوافل بحرية منتظمة،
ولتكن شهرية في اتجاه القطاع،
"فلا بدّ لليل أن ينجلي ولا
بدّ للقيد أن ينكسر". إن الضغوط تتزايد على إسرائيل، من كلّ
الجوانب والجهات، وأن هناك
ديناميكية سياسية جديدة، وأن
مصير التحالف الغربي على فلسطين
مصيره كمصير صحيفة كفار قريش
الذين تعاهدوا لمحاصرة
المسلمين الأوائل، والتي
قضمتها الأرضة "حشرة"، فلم
يبق منها إلا كلمة "سبحانك
اللهم"، وهو ما نأمل حصوله عن
قريب، وليس ذلك على الله بعزيز. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |