-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بقلم:
محمد عادل فارس كان
انطلاق قافلة الحرية، وهي تحمل
المتضامنين مع أهل غزة
المحاصرين، وتحمل "شيئاً"
من الأدوية والأغذية ومواد
البناء... وتتلقى التهديدات
المسبقة من "إسرائيل" التي
توصف بأنها الدولة الديمقراطية
الوحيدة في المنطقة... ثم يحدثُ
ما كان الناس يتجادلون في إمكان
حدوثه، ويفجر براكين الغضب في
نفوس الأحرار من مختلف الأعراق
والديانات والاتجاهات... كان هذا
الحدث وتداعياته هو القنبلة
الهائلة التي أحدثت دويّاً في
أرجاء العالم كله، واستحوذت على
اهتمام وسائل الإعلام كافة،
وصدر بشأنها حشد من البيانات
والتعليقات والمقالات. بعد
هذا كله هل لنا أن نطرح بعض
الأسئلة لعلها تعيد التفكير في
تحليل الحدث؟!! - هل
كان بإمكان إسرائيل أن تنفّذ
وعيدها، وترتكب جريمتها، وتهدد
بتكرار هذه الجريمة... لو لم تكن
تراهن على رصيد مذخور من القوى،
سواء كانت مراهنتها محسوبة
بدقة، أو قائمة على وهم؟ - هل
بقي في العالم الحرّ من يظن أن
أمريكا تقوم بدور القوي الذي
يسعى إلى استقرار العالم،
وتتعهد بمحاربة الإرهاب؟ أم أن
العالم كله صار يدرك أنها
الراعية الأولى للإرهاب
والإجرام؟ - وهل
ارتكزت مراهنة إسرائيل على ضوء
أخضر تلقته من الولايات
المتحدة، أم أن هناك أضواء
خُضراً من بعض دول المنطقة؟!. -
تاريخ إسرائيل يُظهر أنها لا
تكترث بالرأي العام العالمي، بل
لا تكترث بمجلس الأمن وقراراته،
فقد قامت ابتداءً على الاغتصاب
والتدمير والتزوير... وهي ما
تزال ترتكب الجريمة، قبل أن تجف
دماء الجريمة التي سبقتها،
فحربها على غزة قد تبعها غارات
متعددة على غزة، بل تبعتها
جرائم عدة في الضفة الغربية،
وتبعتها جريمة اغتيال محمود
المبحوح، وهذه جريمة السطو على
قافلة الحرية وإصابة العشرات من
ركابها... فهل
يستمر هذا الغرور والتمادي أم
أن ميزان القوى بدأ يتحول إلى
غير مصلحتها؟! - هل
بدأ المستضعفون يبحثون عن
مخلّص؟! وهل تمثل "تركيا
العدالة" هذا المخلّص؟
ولماذا استطاع الطيب أردوغان أن
يكون النجم اللامع في سماء
السياسة العالمية في برهة
قصيرة؟ ولماذا استطاع أن يفعل
ما عجز عنه الآخرون؟ - منذ
جيلين، بل ثلاثة أجيال، ما تزال
الكتب المدرسية في بلاد العرب،
ووسائل الإعلام ومنابع الثقافة
الرسمية تبغّض في نفوس النشء
"الاستعمار التركي" و"الخلافة
العثمانية" ولا تذكر من
التاريخ العثماني إلا الصفحات
السود، سواء ما كان منها صحيحاً
أو مختلقاً... ولكن ما هي إلا
مواقف قليلة لحكومة حزب العدالة
حتى راحت الجماهير العربية ترفع
الأعلام التركية، وتمجد البطل
أردوغان... فهل يعبر هذا عن عمق
الانتماء العقدي بين الشعوب
العربية والشعب التركي؟ أم أنه
يعبر عن يأس الشعوب العربية من
قادتها وتطلعهم إلى أي موقف
رجولة من أي زعيم آخر؟!.. -
تركية، بهذه المواقف المتصفة
ببعض الجرأة، تجازف مجازفة
كبيرة في موقفها من الغرب، وفي
معاهدتها مع إسرائيل، وفي
قيامها بدور الوسيط بين "إسرائيل"
وسورية، وفي إمكانية انضمامها
إلى دول الاتحاد الأوروبي... فهل
ستكون الرابحة في هذه المواقف
أم أنها قد تدفع أثماناً باهظة؟! - لقد
عبّرت الجماهير المسلمة، في
البلاد العربية وغير العربية،
عن تعاطفها مع المتضامنين في
قافلة الحرية، وخرجت في
مظاهرات، وأصدرت البيانات،
وسارعت إلى الاكتتاب في قوافل
أخرى لدعم أهل غزة... وهذا ما
تملكه الجماهير بأفرادها
ووسائل إعلامها ومنظمات
المجتمع المدني فيها... ولكن أين
الدول العربية والإسلامية وأين
ضغوطها السياسية والاقتصادية...
ولا أقول: أين جيوشها؟... أم أنها
اكتفت بالكلام؟! - روي
أن صلاح الدين الأيوبي، رحمه
الله، قد حرّم على نفسه الضحك،
حتى تتحرر القدس، فهل يحرّم
الأحرار على أنفسهم كثيراً من
مظاهر البذخ والرفاهية حتى
تتحرر أوطانهم؟. - هل
تمر المجزرة التي ارتكبتها
إسرائيل بقافلة الحرية، كزوبعة
في فنجان، كما مرّ قبلها جرائم
حرق المسجد الأقصى، والحفريات
المستمرة تحته، ومذبحة المسجد
الإبراهيمي، والحرب على غزّة،
واغتيالات أحمد ياسين وعبد
العزيز الرنتيسي ومحمود
المبحوح... أم أن تراكم الغضب في
صدور الجماهير قد فجّر المرجل؟! ========================== "رياح
السموم" تعصف بكيان العدو محمد
العبد الله لم تكن
العملية الإجرامية الوحشية
التي قامت بها قوات العدو
الصهيوني فجر يوم الاثنين 31
مايو/أيار، خارج المألوف في
السياسة والسلوك الذي انطلقت
منه الحركة الصهيونية وهي تغزو
أرض فلسطين العربية منذ أواخر
القرن التاسع عشر الميلادي.
وإذا كانت ذاكرة البعض مليئة
بالثقوب، فإن السجل الأسود
لجرائم المستعمرين اليهود،
الممتدة على أكثر من قرن من
الزمن، سواء على يد الهاغاناه
وشتيرن ومثيلاتهما، أو في
ممارسة ارهاب "الدولة"
الذي يقوم به الكيان الصهيوني
الاستعماري منذ 63 عاماً، يشهد
أنه لاتوجد مفاجآت بالعمليات
العدوانية العسكرية، أو
الاغتيالات والتصفيات التي
يعتمد عليها "الموساد"
باستهدافه المناضلين في أكثر من
مكان. لكن ماحصل فجر ذلك اليوم
الممهور بدماء أبطال الحرية،
الذين يحملون قضية فلسطين في
قلوبهم وضمائرهم، عكس وبدرجة
صارخة، درجة الحقد العنصري/الاستعلائي،
وكشف حقيقة ضعف هذا التجمع
الاستعماري، رغم وحشية وسادية
وحدات القتل النخبوية، وزعيق
ونباح "الزعران" التي تردد
صداها في بعض الفضائيات التي
نقلت تفاصيل الجريمة. وقد تجلى
هذا الحقد في التمهيد الإعلامي
للعملية. فوزير البيئة في حكومة
القتل الصهيونية، يصف
المشاركين بقافلة أسطول الحرية
ب"الحيوانات". كما ان نائب
وزير الحرب " فيلنائي" وصف
منظمي قافلة السفن بأنهم (أتباع
حماس وحزب الله)، في لعبة مكشوفة
وسخيفة، تلعب على وتر "الاسلامفوبيا"،
لربط القوى المشرفة على تسيير
الحملة، بقوى دينية تتم شيطنتها
ولصق تهم الإرهاب فيها، مما
يعني الاستعداد لمواجهتها،
وهذا ماعبّر عنه المتحدث باسم
جيش العدو "أدرعي" يوم 30 /5 (ان
البحرية "الاسرائيلية"
ستستخدم القوة المفرطة وستمنع
سفن أسطول الحرية من الوصول الي
قطاع غزة). حملت
سفن أسطول الحرية المساعدات
الغذائية والطبية، وبعض مقومات
الحياة لشعبنا في قطاع غزة
المحاصر. لم يكن العالم يعرف أن
عربات المعاقين، وكميات
الاسمنت والأخشاب ولعب
الأطفال، والدفاتر والأقلام،
هي أسلحة مدمرة، حرص على نقلها
600 متطوع من النخب السياسية
والمجتمعية والإعلامية من اكثر
من أربعين دولة، منهم عشرات
النواب من عدة دول أوروبية
وعربية، مع تواجد ملحوظ
للمشاركة التركية "160 شخصية
اجتماعية بارزة من 81 مدينة
وبلدة"، والأهم أن هؤلاء
المناضلين والمناضلات نقلوا
الدعم الأممي، السياسي
والإنساني للشعب الفلسطيني،
المحكوم بالموت البطيء داخل غزة
البطلة. جاءت
عملية "رياح السماء" كما
سماها قادة العدو، كترجمة دقيقة
للقرارات التي صدرت عن اجتماع
الحكومة المصغرة قبل أسبوع. لكن
رياح السموم الفاشية التي
استطاعت كبح اندفاع سفن
القافلة، وحرف خط توجهها، من
خلال قوارب الموت الصهيونية،
والطائرات السمتية، والستمائة
مجرم مدجج بالسلاح _ لكل متضامن
مدني أعزل، جندي مشبع بالكراهية
والعنصرية_، استعملوا الرصاص،
وقنابل الغاز، وعصي الصعق
الكهربائي، لقتل وجرح واعتقال
المتطوعين البواسل، الذين
واجهوا بإرادتهم وبما توفر لهم،
الغزاة، بالاشتباك معهم،
فأوقعوا عشرة جنود وأحد الضباط
جرحى. لقد طرقت دماء أبطال
الحرية كل أبواب العالم،
فانفتحت القلوب والعقول، لتدخل
فلسطين ومعاناة شعبها، في جدول
الأعمال اليومي لملايين
العائلات. لقد
كشفت نتائج العملية مجدداً،
الوجه البشع للسياسة
الأمريكية، لأنها أزالت كل
مساحيق التجميل التي يحاول
البعض وضعها لإخفاء القباحة
المتأصلة في سلوك هذه الإدارة.
إن ماصدر من تعليقات رسمية،
ومانتج عن الدور الأمريكي في
جلسة مجلس الأمن "الأمريكي!"،
يفضح التواطؤ بين الحكومتين.
لأن عملية عدوانية بهذا الحجم،
تقرر القيام بها حكومة الكيان
الصهيوني، وترتقي إلى درجة
جرائم الحرب الموصوفة "سطو
وقتل واختطاف" في المياه
الدولية، ماكان لها أن تتم بدون
ضوء أخضر أمريكي. ولهذا فإن
تعزيز الصلابة في الموقف
السياسي، ونقله لمواقع هجومية
في ساحات العمل الدولي
والإقليمي، هو الرد على سياسات
الضغط الأمريكية، وليس التراجع
والبحث عن عبارات ومخارج،
تتوافق مع سياسة وسطية يستفيد
منها معسكر الأعداء. ولهذا ف"الصمت
لم يعد ممكناً" – كما يقول
الإعلامي الكبير "حمدي قنديل"_. لقد
سطرت قافلة أسطول الحرية، بدماء
شهدائها وجرحاها، وصمود
أسراها، مسارات العمل الحقيقي،
وعرّت عجز أنظمة الإعتلال
العربية، وتبعية سلطة رام الله
المحتلة. وقد تعاملت بعض
الأنظمة مع الجريمة الجديدة
بأسلوب مباشر، بعيداً عن
الالتباس والتأويل، لدرجة يصعب
علي أي كاتب وإعلامي ان يجد
الكلمات المناسبة لوصفه !.
الناطق بلسان الخارجية المصرية
أجاب على سؤال وجهه له مذيع في
إذاعة "بي بي سي" (لماذا
لاتستدعون السفير المصري في تل
أبيب) فيرد المفوه السياسي/الإعلامي
قائلاً(لو أننا استدعيناه في كل
مرة تقترف فيها "إسرائيل"
عملا من هذا النوع ، لما مكث
يوماً في مكتبه). أما صندوق
العجب المسمى "فضائية فلسطين"
فقد التزم الصمت، وتجاهل
الجريمة الصهيونية في "شرق
المتوسط" لساعات طويلة، بعكس
بعض الفضائيات العربية الخاصة"
الجزيرة"، والحكومية "الفضائية
السورية"، اللتان تعاملتا مع
الحدث بمهنية عالية، وبموقف
سياسي متميز. إن
نتائج العملية الدموية الفاشية
تقتضي من كل أحرار العالم،
تعزيز نضالهم من أجل رفع الحصار
عن غزة، ودعم صمود الشعب
الفلسطيني على كامل ترابه
الوطني. فالقوى العربية
المناضلة في الجليل والنقب
والمدن المختلطة تتعرض لأشرس
حملة عنصرية، تستهدف رموزها
وقادتها، كما أن سياسة تكميم
الأفواه، في أراضي سلطة رام
الله المحتلة،وتخريب البنية
المجتمعية وإفسادها، يتطلب من
كل القوى الحرة في عالمنا،
تقديم المزيد من الدعم لنضال
الشعب الفلسطيني في كل مناطق
تواجده. إن
معركة كسر الحصار على غزة قد
دخلت مرحلة جديدة . فدماء
الشهداء يجب أن لاتضيع في مياه
المتوسط، بل يجب أن تتحول إلى
إرادة دائمة تعمل على إنهاء
الحصار، ووقف بناء الجدار
الفولاذي، والفتح الدائم لكل
المعابر، لتسهيل حركة تنقل
الأفراد والبضائع. وتدفع
بالتحرك الشعبي العربي،
والفلسطيني في مقدمته، من اجل
التمسك بخيار المقاومة، والعمل
على اسقاط كل الأدوات
والكيانات، التي ماتزال ترى في
التعامل والتفاوض مع كيان القتل
والإجرام الصهيوني، ضرورة
سياسة وديبلوماسية. لم
تغرق سفينة "مرمرة" في
البحر، ولم تغوص السفينة
الايرلندية التي حملت اسم شهيدة
فلسطين وأحرار العالم "راشيل
كوري" في أعماق اليم . بل إن
هذا الكيان المصطنع هو الذي
يتهاوى.ففي صحيفة "هآرتس"
الصهيونية الصادرة يوم 1 حزيران/يونيو
مقال عنونه كاتبه ب"اسرائيل
تغرق في البحر". إنه توصيف
دقيق لحقيقة تسطع في كل يوم . ======================= حامد
بن عبدالله العلي يمكننا
القول إنَّ حدث المجزرة
الصهيونية على قافلة الحرية ،
حدثٌ مفصلي ، سيشكل بداية مرحلة
تاريخية ، وجديدة في طبيعة
الصراع مع الكيان الصهيوني ،
ولا أدري هل الأتراك قد خطّطوا
بعبقريتهم لكلّ هذه المكاسب
الكبيرة التي سنحصدها من
الحادثة _ إن أحسنا توظيفها _ أم
أنها ثمرات لم يتوقّعوها إلى
هذا الحدّ ! أسس
السياسة التركية في مواجهة
الصهاينة من
الواضح جدا أنّ الحزب الحاكم في
تركيا ورث تعقيدات عهد التطرف
العلماني وعُقد مستعصية من
التورط القذر في المستنقع
الصهيوغربي من عقود طويلة . غير
أنه لايخفى ما بين سياسة تركيا
اليوم تجاه القضية الفلسطينية ،
وتلك العقود الأتاتوركية من
البون الشاسع ، والخلاف الواسع
، فنحن أمام روح جديدة لاتخفى
صدق تعاطفها ، وبصيرة جديدة
تتطلع إلى طور مختلف . ولهذا
اعتمدت السياسة التركية في
مواجهة الكيان الصهيوني على
خمسة أسس : أحدها
: وهو أهم ناحية ، أخذ زمام
المبادرة في إعادة رسم شكل
الصراع مع الكيان الصهيوني ،
وتلوينه باللون الذي يجب أن
يراه الناس عليه ، وتحديد سقفه ،
مع
الإلتفاف على المكر الصهيوني
الذي كان ناجحا طيلة ما مضى من
العقود في خلط الأوراق في هذا
الصراع . فالصهاينة
تلاعبوا عبر عقود الصراع في
القضية الفلسطينية على مستوى
المكر السياسي على ثلاثة محاور :
1
العبث بالمصطلحات ، ولهذا جعلوا
( الأمن مقابل السلام) بدل (
الأرض مقابل السلام ) _ مع أن هذه
أيضا خدعة وكذبة _ ثم رموا بما
يسمى (عملية السلام) لعبةً
لإلهاء الطرف العربي وتشتيت
قضية الصراع ، ليحصلوا في
المقابل على الأمن المطلق بلا
مقابل . ثم
انتقلوا من هذه الخدعة إلى جعل
تحقيق الأمن بيد سلطة فلسطينية
مزيّفة ، وانتزعوا هذه السلطة
المزيفة من خدعة السلام نفسها ،
فوظّفوها تابعةً للأمن
الصهيوني ، فحصلوا على الأمن
بيد فلسطينية تحرسهم ، بينما لا
سلام للفلسطينين مطلقا ، بل
إبادة مستمرة ! 2
تغيير معالم الصراع بحيث تضيع
القضية الأم ، وتتحور إلى قضايا
ثانوية دائما ، ولهذا نقلوا
القضية الفسلطينية من قضية
إسلامية ، إلى عربية ، إلى
فلسطينية ، إلى حصار غزة ، إلى
معبر رفح ، إلى أنفاق غزة ، إلى
قافلة الحرية ، لكي تُنسى
القضية الأم ، وهي تحرير فلسطين
، وحتى إذا تحقق إنجازٌ مثل فتح
معبر رفح ، يرى الناس أنهم قد
حقّقوا إنتصارا ، بينما هو وهم
بالنسبة للقضية العظمى ! 3
الإستثمار في مخزون الخيانة
الكبير ! في الأنظمة العربية
كونها تحت عباءة الغرب الحليف
الإستراتيجي للصهاينة ، ونقل
الأنظمة العربية واحداً تلو
الآخر ، من الخندق الفلسطيني
إلى الخندق الصهيوني ، وهذا قد
نجحوا فيه نجاحا باهرا ! غير
أنَّ هذه المحاور الخبيثة ، قد
بدأت تتهاوى أمام الدهاء التركي
، واستطاع الأتراك الذين ورثوا
الإمبراطورية التي حكمت العالم
خمسة قرون ، أن يعبثوا بالمكر
الصهيوني ، وأن يعيدوا تشكيل
ورسم صورة الصراع ، كما ينبغي أن
تكون . ولهذا
لاحظنا في خطاب أردوغان التركيز
على القضية الأم عندما أعاد
وكرَّر : إننا
سنقف مع حقوق الشعب الفلسطيني
ولن نتخلى عنه ، ويعني : فالقضية
الأم ليست هي حادثة مجتزئة ،
وإنما حقوق شعب بأكمله. وأننا
سنرفع الحصار عن غزّة ، مهما طال
الأمد ، ويعني : فهذه القضية
التي يريد الصهاينة أن يجعلوها (
حالة عادية ) ، سنحولها إلى جحيم
ضد سمعة الكيان الصهيوني . الصهاينة
وإبتلاع الطعم ولهذا
فيبدو من الواضح أنّ الصهاينة
قدْ ابتلعوا الطعم التركي ، ومع
شدّة حزننا على الدماء التي
أريقت في قافلة الحرية ، غير
أنّنا أمّة الجهاد ، التي تعلم
علم اليقين أنّ التضحيات هي
طريق النصر ، وأنّ الدماء سقيا
شجرته ، ولهذا فإننا نقبل فرحين
بما سيتحقق من مكاسب سياسية
هائلة ، لعلها ستكون أعظم مما لو
وصلت قافلة الحرية إلى غزة ، الثانية
من أسس السياسة التركية :
إستراتيجية التعرية ، وتقوم على
الإستمرار في كشف حقيقة الكيان
الصهيونية ، وتعريته أمام
العالم ، بإستثمار حصاره لغزة ،
وكانت مجزرة قافلة الحرية هي
التعرية الكاملة التي أسقطت آخر
ستر مزيف يضعه هذا الكيان على
عورته. الثالث
: إحراج النظام العربي الرسمي
لاسيما النظام المصري ، ودول
الخليج الحليفة الخانعة للغرب ،
لوضعه أمام مسوؤليته المباشرة . الرابع
: توريط الكيان الصهيوني ، بوضعه
في مواجهة العالم ، لحصار هذا
الكيان وعزله ، بدل حصار غزة
وعزلها ، وهاهو الكيان الصهيوني
يتورّط في جريمة ( إرهاب دولة )
بكلّ المقاييس العالمية ، وفي
حقّ مواطنين من دول متعددة ،
وذلك بعد فضيحة إغتيال المبحوح
التي عادت عليه بالسوء . الخامس
: تجاوز دوائر السياسة الغربية ،
إلى طلب الدعم من المؤسسات
الشعبية والحقوقية الغربية ،
وذلك لإحراج ساسة الغرب ،
وفضحهم أمام شعوبهم ، وحصرهم في
زاوية تنتزع منهم قرارات ضد
الكيان الصهيوني رغما عنهم ، وهذا
من السياسة التركية ، هجوم على
نقطة ضعف السياسة الغربية ،
وإستثمارها بشكل مذهل . ولاريب
أنَّ هذه كلَّها ستكون من
نتائجها كسر الحصار عن غزة بإذن
الله تعالى ، وهذا خير من وصول
أسطول السفن ، ولاغرابة فالدماء
المخلصة لم تزل تفتح على أمتنا
غيث النصر . ثمار
الحرية ولاريب
أنَّ الصهاينة لم يعتادوا
التعامل مع هذا النوع من الحراك
السياسي التركي ، فقد ترهلَّت
قوى المكر اليهودي مع طول
التعامل مع النظام العربي
الرسمي الذي إما أن يسهل شراؤه ،
أو يسهل خداعه ، مع كونه أصلا
نظاما قد نصب ليكون كذلك ؟! غير
أنَّ السياسة التركية هذه ، هي
ثمار الحرية التي عندما مُنحت
للشعب التركي ، جاءت بالحزب
الحاكم الحالي الذي يُعبر عن
مزاج شعب مسلم يتعاطف بإنتمائه
الحضاري الفطري مع القضية
الفسلطينية . فلنقس
إذاً على هذا المثال ، ما سيحدث
في بلادنا العربية فيما لو منحت
الحرية أن تختار حكّامها ! وكيف
سيكون التغيير الهائل الذي
سيأتي به هذا الإختيار على جميع
قضايانا ، نحو تحقيق أهداف
الأمة ؟! ، وهذا
إنما يدل على أن من أعظم مصائب
الأمة في هذا العصر هو توريث
السلطة ، وإلغاء دور الأمّة ، و
أنه مالم يتوقف هذا النزيف
الدائم لطاقات الأمة ، وقدراتها
، وإمكاناتها فالنتيجة هي
الدمار الشامل ، لكل مقدساتنا . الصمت
العربي المخزي هذا ..
ولم يعد يخفى أن هذا الصمت
العربي المخزي تجاه مجزرة قافلة
الحرية ، إنما هو نتيجة حتمية
لكارثة توريث السلطة ، وحجب دور
الأمة في تولي زمام القيادة ،
ومما يؤكّد ما قلناه أنّ الحراك
الوحيد جاء من الكويت بإنسحابها
من مبادرة السلام العربية _ ونحن
هنا إنما نذكر واقعا فحسب
ولانُشيد بنظام عربي فلا يزال
أمام الأنظمة العربية مراحل
تنقطع فيها أكباد الإبل قبل أن
تستحق الإشادة ! _ وذلك بسبب ضغط
نواب منتخبين على حكومة خاضعة
لرقابة علنية ، وهي حالة سياسية
إيجابية _ وإن كانت محدودة
للغاية _ غير أنها نادرة في
الوطن العربي ، فكيف لو جاءت
الحرية الحقيقية التي ينشدها
النظام السياسي الإسلامي . أما
سماح النظام المصري بعبور
المساعدات الإنسانية من معبر
رفح ، بعد مجزرة قافلة الحرية ،
فهو إضافة إلى كونه من ثمار
قافلة الحرية ، ما هو إلاّ فضيحة
جديدة تضاف إلى سلسلة فضائحه ،
لأنه أولا ينادي على نفسه بأنه
السبب فيما جرى من كارثة ،
وثانيا هو مازال يدعي _ والواقع
يكذّب ذلك _ انه يسمح بالمساعدات
الإنسانية ، فكأنه يكذب نفسه
اليوم عندما يعلن أنه سيسمح بها
بعد المجزرة !! هل
سيتآمر النظام العربي على تركيا ولهذا
فإنه لو توقع محلّل أن ما يشغل
النظام العربي الآن ، أعني الذي
يدعي الإعتدال ، هو كيف يتآمر مع
الصهاينة على الحزب الحاكم في
تركيا ، ليسقطه ، ويرتاح مما
يسببه له هذا الحزب من إحراج ،
لكان تحليلا قريبا من الواقع ، ولولا
الإزعاج الإيراني للمنطقة لكان
النظام العربي قد قطع شوطا في
هذه المؤامرة ، أليس هو المتولد
من التآمر على الخلافة
العثمانية و(الخروج على ولي
الأمر ) العثماني !! الدور
الإيراني ولئن
سأل سائل أين إيران فيما جرى ؟!
فالجواب أنه لاريب أن
الإيرانيين في غيظ شديد من
تعكير الأتراك لهم الصيد في
بركة القضية الفلسطينية التي
يصطاد فيها الإيرانيون المكاسب
الكبيرة لمشروعهم التوسعي ،
لاسيما بعدما نجحوا في سرقة
القضية من النظام العربي ، أو
الأصح أنه تركها لهم مجانا ! كما
أنه من الواضح حرص الأتراك على
أن لايبدو الحضور الإيراني
بارزا في حراكها لغزّة . هذا
ولايخفى أن تبني الأتراك للقضية
الفلسطينية تبنٍ بالأصالة ،
نابع من ضمير صادق ، وينطلق من
إنتماء حضاري عميق في التاريخ ،
بخلاف التبنّي الإيراني الذي هو
تبنٍ تبعيّ فحسب ، يتوقف على مدى
الإستفادة الإيرانية من
الأوراق الفلسطينية لحرقها في
التنافس مع الغرب ، ولاشكَّ
أنَّ هذا لايخفى على الأتراك ،
ولهذا فإن الدور التركي في
القضية الفلسطينية دور إنقاذي
مهم ومحوري في مرحلة خطرة
للغاية ، أعني مع وجود الدور
الإيراني المشبوه . دماء
الشهداء الأتراك ترسم خارطة
الطريق الجديدة للقضية
الفسلطينية ولا
أدلَّ على ما ذكرته أعني صدق
التبني التركي للقضية
الفلسطينية ، من الدماء التي
قدموها في قافلة الحرية _ ولك أن
تتساءل أخي القارىء مقارناً عن
الدماء الإيرانية التي قدمت
للقضية الفلسطينية أين هي !! _
فالشهداء الأتراك قد رسموا
بدمائهم خارطةَ طريق جديدة ،
ترسم هذا المثلث السحري للتغيير
: الحراك السياسي الذكي ،
والتضحيات المبنية على كسب
الرأي العام العالمي ، وطول
النفس على أرضية المعركة حتى
الوصول إلى الهدف النهائي ،
ولهذا لاحظنا التصريح التركي
الذي تضمن : ( مهاجمة قافلة غزة
سيكون لها أثر طويل ) . التضحيات
التركية ولهذا
يجب أن نبقي في ذاكرتنا أنّ
الأتراك يقدمون تضحيات كبيرة
بوقوفهم مع غزة ، ومكاسبهم
الداخلية في ذلك قليلة ، وهم
يعلمون أنَّ غزة إنما تمثل خط
المقاومة في القضية المركزية من
قضايا أمّتنا ، كما
يجب أن نتذكر دائما أنَّ
الأتراك يعلمون جيدا أنهم
يواجهون تحالفا صهيوغربيا
طالما كان ذا يد طويلة قادرة على
الإضرار ، غير أنهم قبلوا
التحدّي ، مستغلّين أنّ هذا
التحالف يعاني من تراجع ، وأنّ
المشهد الإسلامي في حالة يرثى
لها ، ولم يعد يتحمّل غياب الدور
التركي ، ولهذا
قلت كثيراً وفي مناسبات عديدة ،
أنه يجب مد اليد للحالة التركية
وتقدير الدور الذي تبحث عنه
وتريده في عالمنا المليء
بالمآسي ، وأنَّ الإكتفاء
بالهجوم ، والتنديد ، وتشويه
الصورة ، وإجهاض المواقف ،
والتعامل مع التحول في تركيا
نحو الإسلام ، كما تحاسب حركة
إسلامية خالصة تتحرك في إطار
أنصارها وأتباعها فحسب ، ليس من
الحكمة في شيء . أهمية
الإعلام وإستنهاض الضمير
العالمي كما
يجب الإهتمام البالغ بإستثمار
الثورة الإعلامية لكسب الضمير
العالمي إلى صفّنا في قضايانا ،
فها نحن نرى بجلاء كيف أنّ
الإعلامَ سلاحٌ فتاك استطاع أن
يوجه الحدث إلى صالح قضايانا
العظمى ، وإلى إعادة ترميم _
وهنا ننوه بجهود قناة الجزيرة
المشكورة _ الشعور الإسلامي
تجاه القضية الفلسطينية ،
وإشعال الحماسة في شعوبنا ،
بدءا من التحليلات السياسية
الموفقة من النخب ، وإنتهاء
بإبراز التظاهرات الشعبية ،
ومرورا بأسلوب إبراز الصورة
الأهم ، أعني قضية حصار غزة طيلة
فترة التغطية . وهذا
بخلاف قناة ( العبرية ) التي قالت
إنَّ ناشطي الإغاثة هم الذين
بادروا بالهجوم بالأسلحة
البيضاء والسواطير و السكاكين
على الصهاينة ! فاضطر الصهاينة
إلى الدفاع عن أنفسهم !! وأخيرا
: فإنه
لولا الجهاد الإسلامي في غزة ،
ولولا خط المقاومة الذي اختارته
حركة حماس المباركة ، وغيرها من
فصائل الجهاد المبارك في غزة ،
وفلسطين ، ولولا
صبرهم ، ونضالهم ، وإحتسابهم
التضحيات ، لما تحققت كل هذه
المكاسب العظيمة ، ولما
وقف الأتراك مع غزة هذه الوقفة
البطولية حتى اختلطت فيها
دماؤهم أمام بحر غزة ، مع دماء
شهدائها على أرضها . ولما
جاء النشطاء من جميع أنحاء
العالم لإغاثتها . ولما
استطعنا أن نجعل مظلومية شعبنا
الفلسطينية قضية في كلّ ضمير
حيّ ولما
أعدنا إحياء الحماسة في الأمّة
الإسلامية لقضيتهم المركزية في
فلسطين . ولما
فضح الكيان الصهيوني وبدت
حقيقته أمام العالم بأسره في
مشاهد حية . ولما
استطعنا أن ننطلق إلى العالمية
، ولا أن نشرك العالم في نظرتنا
إلى وحشية الصهاينة ، وخروجهم
عن كلّ قيم الحق ، والعدالة ،
والحرية . ولما
استطعنا أن نخرج حصار غزة إلى أن
يتعاطف معه كلّ العالم . فتحية
عبقة مليئة بعطر النصر الوشيك ،
مكلّلة بزهور العزّة ، مبخرة
بريح الفخر والسناء ، لكلّ
مجاهد على أرض غزة المباركة ، أو
على ثرى فلسطين الطاهر ، من
فخامة رئيس الوزراء إسماعيل
هنية ، مروراً بكل امرأة
فلسطينية أخرجت من رحمها هذه
الأسود التي شرفت أمتنا ، إلى
أصغر جندي في أصغر فصيل جهادي
حول بيت المقدس . وإلى
النصر القريب بإذن الله تعالى ،
لنصلي صلاته في المسجد الأقصى ،
ولننثر وروده بإثرها حوله ،
وعلى أسواره المجيدة . والله
الموفق ، وهو حسبنا عليه توكلنا
وعليه فليتوكل المتوكلون . ========================== د.
فايز أبو شمالة تجولت
في شوارع خان يونس، طفت أنحاء
المدينة الواجمة، فلم أجد في
شوارعها غير الحزن الذي سكن
بوابات المحلات التجارية،
الحزن أعلن الإضراب في قطاع غزة
دون أن يوزع أحد منشوراًً، ودون
أن تكون الاستجابة نتيجة لدعوة
رسمية، فقد انطوى الناس على
دموعهم، وتمطى الحزن على أبواب
البيوت دون أن يستأذن أحداً،
ليستشعر الناس بالفاجعة
الإنسانية التي ألمت بقافلة
الحرية، ويستشعروا بالصاعقة
التي أنزلها على رؤوسهم عدوهم
الإسرائيلي، فإذا بالناس في
قطاع غزة جميعهم أمام مرآة
الحزن ينظرون إلى صورتهم التي
ارتسمت على صفحة البحر. في
مناسبات وطنية سابقة، عندما
كانت تدعو التنظيمات
الفلسطينية إلى إضراب، أو إلى
يوم تضامن لمناسبة ما، كان
التجاوب الشعبي في قطاع غزة
يبدو متبايناً، ويظهر خجلاً
وجلاً، إنما في هذه المرة؛ فإن
الحزن قد لامس قلوب جميع
الفلسطينيين على اختلاف
انتماءاتهم التنظيمية، الجميع
شعر أنه في القارب نفسه الذي
استهدفته الطلقات الإسرائيلية،
الجميع شعر أن القارب الذي تعرض
للمجزرة هو قارب فك الحصار عن كل
فلسطين، وأن المحاصِر
الإسرائيلي لا يستهدف شريان
حركة حماس ليعتق رقبة حركة فتح،
وإنما يحاصر الجميع رغم توزيع
الحصار على المناطق، وإطلاق
التسميات المختلفة عليه،
وتقسيمه إلى درجات، وتصنيفه إلى
مراتب أ ب ج . مثلما صنف الأرض
الفلسطينية المحتلة في اتفاقية
"أوسلو"، والتي ما زالت حتى
يومنا هذا تخضع لتصنيفات الغاصب. الناس
في غزة تدرك أن الموت على ظهر
سفينة الحرية "مرمرة" لم
يكن موتاً طبيعياً، وإنما كان
ارتقاءً بالشهادة، والناس تدرك
أن الشهداء على أرض فلسطين لا
يذهبون عبثاً، الشهداء لا
يذهبون للنوم، وإنما هم إضافة
تراكمية على طريق التغيير
الكيفي، الذي سيأتي لا محالة،
والناس في غزة قد اعتادوا على
رؤية الموت في الشوارع، وملامسة
دم الجرحى النازف، والناس في
غزة اعتادوا على توديع شهدائهم
مثلما يستقبلون مواليدهم، ولكن
الموت هذه المرة له لون البحر،
موت مصبوغ برائحة الذئاب، موت
على مخلب إسرائيلي وقح، موت
تلعقه أمريكا بلسان الغطرسة،
موت يصرخ بالجريمة، موت أوجع
الناس في غزة مرتين، مرة
بالسكين الإسرائيلي في عرض
البحر، وأخرى على طول مجلس
الأمن وعرض القهر، موت ترك غزة
بالحزن شعباً واحداً يحمحم
كالحسام، شعبٌ لا يفرقه انقسام. ========================= "
اسطول الحرية " يعتقل اسرائيل د.
صالح بكر الطيار حفنة
من النشطاء ينتمون الى 32 دولة
استطاعوا في رحلة بحرية بإتجاه
غزة ان يوقظوا الضمير العالمي
وأن يسجلوا في الذاكرة الحاضرة
ان هناك اكثر من مليون ونصف
المليون من الفلسطينيين
محاصرين منذ سنوات دون ماء ولا
كهرباء ولا غذاء ، والبعض منهم
دون مسكن ويفترش العراء . حفنة
من النشطاء ابتكروا طريقة جديدة
للتعبير عن تضامنهم تختلف عن
الطرق المعتمدة عادة والتي كانت
تتكل فقط على اصدار البيانات او
القاء الخطب او ارسال البرقيات
او الحديث عن مأساة انسانية عبر
وسائل الإعلام . حفنة من النشطاء
تمكنوا من كسر الحصار الذي
تفرضه اسرائيل ، وأربكوا كل
عواصم العالم والمنظمات
الدولية والإقليمية وأظهروا
بشكل ملموس حقيقة اسرائيل
المعادية لحقوق الإنسان والتي
لا تحترم القوانين الدولية ،
ولا تلتزم بتشريعات الأمم
المتحدة ، والتي تسمح لنفسها
بممارسة ارهاب الدولة دون ادنى
محاسبة من القوى العظمى التي
نصبت نفسها مثالاً يُحتذى في
الديمقراطية وحرية التعبير .
وكل ما فعله النشطاء انهم ركبوا
امواج البحر الأبيض المتوسط على
متن عدة سفن تحمل الغذاء
والدواء مجردين من أي سلاح سوى
ايمانهم بأنهم يدافعون عن قضية
انسانية ، وأبحروا بإتجاه
شواطىء غزة حيث كان بإنتظارهم
الشيوخ والنساء والأطفال
والذين لم يتكنوا من استقبالهم
لأن القوات الإسرائيلية هاجمت
السفن في المياه الدولية
مستخدمة اقسى اساليب العنف
والذخيرة الحية التي اودت بحياة
نحو عشرة اشخاص وجرحت عشرات
غيرهم . ومن سوء حظ القيادة
الإسرائيلية ان القتلى الذين
سقطوا كانوا من الأتراك أي من
الدولة التي انقلبت منذ حرب غزة
2008 – 2009 من موقع الحليف
الإستراتيجي لإسرائيل الى موقع
الخصم السياسي الرافض لما قامت
به تل ابيب حيث لم تترك انقرة
منذ هذا التاريخ منبراً دولياً
إلا وطلت من خلاله مدافعة عن
الشعب الفلسطيني وعن حقه في
تقرير مصيره لجهة اقامة دولة
مستقلة ذات سيادة . ومن سوء حظ
اسرائيل ايضاً ان الجريمة التي
ارتكبتها كانت اكبر من ان تتمكن
أي جهة من لفلفتها نتيجة موجات
الإحتجاج العارمة التي عمت كل
عواصم العالم والتي احرجت
السلطات الرسمية التي كانت
مضطرة الى ان تماشي شعوبها لجهة
المطالبة بفك الحصار عن غزة
وتشكيل لجنة تحقيق دولية
ومحاسبة المسؤولين . وذهب البعض
ابعد من ذلك مثل جنوب افريقيا
والأكوادور التي استدعت سفيرها
من تل ابيب . اما ردة الفعل
الرسمية العربية فإنها كعادتها
لم ترتق الى مستوى الحدث حيث
اكتفى مجلس وزراء الخارجية
بإصدار بيان دعا فيه الى كسر
الحصار دون ان يتبنى أي خطوات
عملية من اجل ذلك ، والى تكليف
لبنان دعوة مجلس الأمن للإنعقاد
من اجل ادانة اسرائيل علماً ان
مجلس الأمن سبق وأجتمع بناء على
دعوة من لبنان وتركيا وأكتفى
بإصدار بيان رئاسي اعرب فيه عن
اسفه لمقتل بعض الناشطين ، كما
قرر وزراء الخارجية العرب تنسيق
جهودهم لإثارة الجريمة
الإسرائيلية امام المحافل
الدولية ، وبعثوا ايضاً برسالة
الى الرئيس الأميركي باراك
اوباما دون ان يعلنوا عن
مضمونها . وهذا الموقف العربي
ليس بجديد إذا ما اعدنا التذكير
بإن القمة العربية لم تنعقد عام
1982 إلا بعد مرور ثلاثة اشهر على
اجتياح القوات الإسرائيلية
لجزء كبير من الأراضي اللبنانية
بما فيها العاصمة بيروت . وأياً
تكن ردود الفعل سواء الخجولة او
الجريئة فإن الناشطين قد حققوا
انجازاً مهماً وهو ان مسألة
حصار غزة لم تعد قضية ذات شأن
اسرائيلي بل اصبحت قضية دولية ،
وإن اسرائيل لم تعد قادرة على
ممارسة ما يحلو لها دون عقاب
بدليل ما اثير على مستويات
المنظمات الأهلية العالمية ،
وإن اسرائيل اصبحت الأن هي
المعتقلة لدى الناشطين الذين
كانوا على متن سفن " اسطول
الحرية " والذين لن يتوقفوا
عن القيام بمثل ما قاموا به خاصة
وأن هناك تحضيراً جارياً لإطلاق
" اسطول الحرية – 2 " الى ان
تستعيد غزة حريتها الحقيقية . رئيس
مركز الدراسات العربي الاوروبي ========================= بقلم/
حسام الدجني أسطول
الحرية تعرض لقرصنة بحرية
إسرائيلية في المياه الدولية،
ولم يصل قطاع غزة، ولكنه وصل الى
قلوب شعب غزة وقلوب الامة
العربية والاسلامية وأحرار
العالم، حيث يتربع اليوم شخص
رجب طيب أردوغان في قلوب
المسلمين والعرب، وكأن التاريخ
يعيد نفسه عندما تربع الرئيس
جمال عبد الناصر في قلوب
الامتين العربية والاسلامية. أسطول
الحرية قاد ويقود اليوم تحولات
سياسية في المنطقة العربية
والاسلامية، فدماء الأتراك
كتبت بحروف من دم، وداعاً لحصار
غزة، ووداعاً لآهات المرضى
والجوعى، ولصرخات أطفال قطاع
غزة المحاصرين منذ أكثر من ثلاث
سنوات. تشهد
اليوم الساحة السياسية تحولات
بالغة الاهمية، فاليوم اسرائيل
خسرت كثيراً بفضل حماقات قادتها
وحكومتها، وغزة المحاصرة هي من
ربحت، فتكشفت فصول المؤامرة،
وأصبح الحصار فعل ماضي، لأنه
تكسّر بفضل الدماء الزكية التي
سالت على ظهر أسطول الحرية،
وتكسّر أيضاً بفضل قيادة تركية
أردوغانية مسلمة، وتكسّر أيضاً
بفضل صمود شعبنا الفلسطيني في
قطاع غزة، وهذا له دلالات
سياسية بأن الصمود يولد
الانتصارات، وأن الهرولة نحو
التنازلات مقابل حفنة من
الدولارات والامتيازات لا قيمة
لها عند الشعوب المحتلة. من
أبرز التحولات السياسية في
المنطقة ما يلي: 1-
دخول مؤسسة الجيش في تركيا
على خط العداء مع دولة إسرائيل،
وهذا على المدى الاستراتيجي له
ما بعده. 2-
موقف الحكومة التركية
المنسجم مع نبض الجماهير
التركية لدعم قضيتنا
الفلسطينية العادلة. 3-
التحول السياسي في الموقف
الكويتي الداعي لسحب الكويت من
الموافقة على المبادرة العربية
للسلام. 4-
مبادرة الرئيس محمد حسني
مبارك بفتح معبر رفح الى أجل غير
مسمى. 5-
تحولات سياسية هامة في
مواقف بعض دول محور الاعتدال،
وتبنيها لنهج الممانعة
والمقاومة. 6-
حماس اليوم أصبحت حركة
عابرة للقارات، وتربعت في قلوب
أحرار العالم، وفي قلوب الأمتين
العربية والاسلامية. إن
التحولات السياسية الراهنة
ستضغط على قوى اقليمية ودولية،
وعلى رأس هذه القوى الولايات
المتحدة الامريكية، والتي بدأت
تدرك طبيعة التحولات السياسية
في الشرق الاوسط وفي العالم
أجمع، مما دفعها للخروج
باستراتيجية الأمن القومي،
والتي تحمل مؤشرات ايجابية
لصالح انفتاح الغرب والولايات
المتحدة على حركات المقاومة
وعلى محور الممانعة، من خلال
إختزال مفهوم الارهاب من وجهة
النظر الامريكية بتنظيم
القاعدة، وكذلك حديث
استراتيجية اوباما عن الحلفاء
الغير تقليديين للولايات
المتحدة الامريكية، لذلك أتوقع
أن تحمل الأسابيع القادمة بشائر
انتصار، فكما انكسر الحصار عن
غزة، ستفكك غزة شروط اللجنة
الرباعية الظالمة، ولعلني
متفائلاً أكثر بأن قطاع غزة
سيفكك اللجنة الرباعية نفسها. لكن
هذا يتطلب استمرار حملات
التضامن الدولي، واستمرار
تسيير الاساطيل البحرية لدعم
غزة، واستثمار قرار الشقيقة مصر
بفتح معبر رفح، لتسيير قوافل
برية تحمل إحتياجات قطاع غزة من
غذاء ودواء، ومواد بناء لإعادة
اعمار قطاع غزة، لأن شعب غزة
يريد الحرية والسلام. ======================== من
هنا وهناك – حول أسطول الحرية د.
إبراهيم حمّامي جبناء
وأغبياء نعم هم
كذلك، هؤلاء القتلة الذين جندوا
جيشاً جراراً يكفي لاحتلال مدن
في مواجهة مدنيين عزل، جبناء
فرّوا أمام عظماء واجهوهم بصدور
عارية ليلقنوهم درساً في
البطولة، جبناء وهم يبررون
جريمتهم بقولهم أنهم تعرضوا "للعنف"
بالعصي والسكاكين، وأغبياء وهم
يصرخون أنهم كانوا يدافعون عن
أنفسهم، أغبياء وقد منحوا
للأسطول نصراً إضافياً سياسياً
وإعلامياً، جبناء وأغبياء هم
مجرمو الاحتلال من سياسيين
وعسكريين، جبناء وأغبياء أيضاً
من يعولون على الاحتلال للبقاء
في رام الله أو في أقاصي الصحراء!
غباء
يثلج القلوب! ويستمر
الغباء المركب للكيان المجرم
الغاصب، حين تنشر وزارة حربه
صوراً لمقاومة ركاب السفينة
الأبطال لعربدة وقرصنة مجرميه،
في محاولة بائسة يائسة مفادها
أن ركاب السفينة كانوا "عنيفين
جداً"، كانوا يريدونهم أن
يجلسوا لينتظروهم بالورود وهم
يقتحمون سفينتهم، ووالله أن تلك
الصور أثلجت قلوب الملايين
الذين كبّروا والدموع تملأ
عيونهم، ولسان حالهم يقول ليتنا
كنا معكم في مواجهة هؤلاء
الجبناء، وليتكم أثخنتموهم
أكثر، نعم نقولها بصراحة
وليسمعها العالم أجمع، المحتل
الغاصب والمعتدي لا يحق له أن
يدعي الدفاع عن النفس، يوم أن
يعتدي يحق للمعتدى عليه أن
يقطعه ارباً وهذا هو الدفاع عن
النفس، أما الغرب الأعور الذي
يردد عبارات الدفاع عن النفس
فإننا نقول له، أعطونا قانوناً
واحداً يسمح للمعتدي بأن يدعي
أنه يدافع عن نفسه، ونقول أن
ركاب السفينة الأبطال، كما هم
أبناء الشعب الفلسطيني تحت
الاحتلال، يحق لهم أن يمزقوا من
يعتدي عليهم تمزيقاً وبكل
الوسائل، وهذا هو الدفاع
الحقيقي عن النفس. ما
أعظمكم قبل أن
يسجل الأتراك أسماءهم في سجل
الشهداء، وقف بعضهم ليقول
لاخوانهم الفلسطينيين، أنتم
تقدمون الشهداء منذ 62 عاماً،
جاء دورنا الآن! نعم هذا ما
قالوه، وفعلوه، فصعدوا لعليين،
وأنزلوا أدعياء العروبة إلى
أسفل سافلين، قالوا وفعلوا،
صدقوا النية، فنصرهم المولى بعد
أن سالت دماؤهم الزكية، ما
أعظمكم أيها الشعب الكبير، وما
أروعكم وأنتم تعطون دروس العز
والفخار. ما
أحقركم أما
أنتم أيها الأعراب، فنقولها
وبصراحة، ما أحقركم وبعضكم صامت
وكأنه لم يسمع، ما أحقركم وأحقر
بياناتكم – للذين أصدروها- التي
تتحدث عن الجريمة وكأنها خبر
عابر لا علاقة لهم به، ما أحقركم
وأنتم تحاولون انقاذ المجرمين
من قادة الاحتلال وتصرون على
مفاوضات عقيمة سقيمة، ما أحقركم
وأنتم تبقون على سفارات
الاحتلال بينما تقطع العلاقات
نيكاراغوا، ما أحقركم وأنتم
تفتحون اليوم المعبر لتدخلوا
البضائع والمساعدات وقد بقيتم
لسنوات تقولون أنه معبر للأفراد
فقط، والله لا نشكركم بل
نحتقركم وقد ساهمتم في حصار
وقتل شعبنا، وتسببتم بسقوط
ضحايا البحر من أحرار العالم الكويت
تتقدم من جديد الكويت
التي خرّجت قيادات الشعب
الفلسطيني ومن كافة الأطياف،
تدق اليوم المسمار الأول فيما
يسمى مبادرة السلام العربي، بعد
أن دق فيها شارون ومن تلاه من
مجرمي الاحتلال المسامير
الكثيرة وصلبها وقتلها، الكويت
تجتمع وتوصي وتقرر، تنتصر
لأحرارها الذين شاركوا في أسطول
الحرية والعز، تنتقم من مجرمي
الاحتلال لاعتقالهم حرائرها،
تعلنها مدوية أننا ننسحب من تلك
المبادرة التي باتت تسيء
لصاحبها وآن أوان رميها في
البحر، ذلك البحر الذي تعطر
بدماء شهداء الحرية، شكراً يا
دولة الكويت على هذا الموقف
المتقدم. سفن
سخيفة هذا هو
الوصف الذي أطلقه محمود عبّاس
على سفن فك الحصار يوم كذب وقال
أنها تدخل غزة بإذن وموافقة
وتأشيرة الاحتلال – هذه الكذبة
المكشوفة من شخص تعودنا أن لا
ينطق إلا بكل سوء وشر سقطت بسقوط
الضحايا الأشراف، لترد على
أوغاد كاذبين، يركب عبّاس هذا
اليوم موجة الأسطول والقافلة،
ليزاود ويعلن شكره لتركيا على
دورها في دعم غزة، وليمنح
الجنسية الفلسطينية للمتضامنين
الذين جاؤوا لكسر الحصار،
ونقولها وبصراحة ووضوح ومن
أروقة منظمي القافلة أن عبّاس
هذا حاول المستحيل ليوقف
الأسطول ويمنعه، وأن ممثل عباس
شيخ الشياطين الهباش والذي طرده
الأتراك شر طردة قبل أيام من
انطلاق الحملة شاهد على موقف
الأتراك منه ومن أزلامه، ويكفي
أن نذكر أننا بانتظار رد عباس
على اتهامات وزير خارجية شركائه
– ليبرمان – بأنه استمات لديهم
للاستمرار في العدوان على غزة. مصالحة
مزعومة يخطيء
من يظن أن عبّاس ورهطه يريدون
خيراً بشعبنا، أو أنهم حريصون
على المصالحة، بل أنهم اليوم
يحاولون حرف الأنظار عن مأزق
الاحتلال بالتركيز الاعلامي
والاعلامي فقط على المصالحة،
ليكرروا اسطوانتهم اياها،
وقعوا على الورقة المصرية،
ويحاولون الخروج من مأزقهم هم
لأنهم يعلمون أنه يوم يرفع
الحصار عن غزة فقد انتهوا للأبد
ولهذا لا يريدون لهذا الحصار أن
يرفع، ونقول مرة أخرى أن حماس
وباقي الفصائل ترتكب جريمة لا
تغتفر ان قبلت بالورقة المصرية
أو قبلت بمصالحة من باع وفرط إن
لم يعلن توبته وعودته عن نهج
الخيانة من التنسيق الأمني
والمشاركة في الحصار وتجريم
المقاومة، وتباً ألف مرة
لمصالحة لا تحترم تضحيات شعبنا
وأحرار العالم، ولا تقوم على
أساس المقاومة حتى التحرير
والعودة. أسطول
الحرية الثاني قادم الرد
على الجريمة البشعة لمجرمي
الاحتلال كان سريعاً وحاسماً،
الكويت والجزائر وأبناء الشعب
المصري بدؤوا بتنظيم قوافل
برية، والحملة الأوربية لرفع
الحصار عن غزة تعلن أنه قد أمذنت
السفن الثلاث الأولى للحملة
الثانية التي وعدت بأن تكون
أكبر كماً وكيفاً، وجمعيات
الاغاثة التركية تؤكد أنها
ستجهز أسطولاً جديداً خلال
أسابيع، نعم هذا هو الرد
الحقيقي، هذا هو التحدي على
غطرسة المجرمين والقتلة
والقراصنة، لن نركن ولن نستكين،
حتى يرفع الحصار الجائر عن غزة،
ومن ثم نستمر حتى دحر الاحتلال
تماماً عن كل شبر من فلسطين
الغالية. ملوك
على الأسرة تحت
هذا العنوان كتب ياسر أبو هلالة
من الأردن موضوعاً شيقاً ختمه
بحديث شريف أسقطه على ما يجري
اليوم، قرأته وأقشعر له بدني،
سبحان الله، إنها رؤيا ووعد حق،
يؤكد أن نصر الله آت لا محالة،
يقيناً لا تخميناً، طال الزمن
أم قصر، إنه فلسطين تلك الأرض
المباركة، وهذا هو نص الحديث
الشريف لرسولنا الحبيب كما جاء
في مقال الزميل العزيز: وهي
السفن التي في رؤيا النبي في
الحديث المتفق عليه "نام رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم
استيقظ وهو يضحك، قالت أم حرام:
فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
قال: ناس من أمتي عرضوا علي،
غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج
هذا البحر، ملوكا على الأسرة
". ومن
يركب البحر لا يخشى من البلل،
ولو بالدماء. هنيئا للملوك على
الأسرة، من كان في رفقة النبي،
أو من ينتظر. ========================= د.ماجدة
غضبان لارض
عطشى اسوق غمام قصائدي الممطرة
علها تندي ما عشقت من الثرى قصائد
ممطرة إرهاب
(1) إغلقوا
النوافذ ... اغلقوها
... واستمروا
بأغلاقها .. الى
مالا نهاية العروش حتى
تصدأ السنون في
أردية الزمان اغلقوا..
النوافذ واعلموا....
أن
العواصفَ قادمة ٌ من
فروج ِ الصدأ حتما
..! الوداع
الاخير هذا
أجَلُ القطاف فلا
تذكرْ .. ثوبي
الأحمر لأني
أرقدُ في
السلال ِ العاريةِ الراحلةِ
نحو
المدينة..! العباءة
إغمرْني
بها .. فهي
عباءتي حين
يشتدُ البرد هي
صلاتي في
بلادِ الرمل هي
أغنيتي عندما
يلدُ الشوكُ
ربيعَه هي
كلُّ ما عرفتهُ من وطن..!
كلُّ
ما تذوقتُه من شوق ..! كلُّ
ما حصَدَتُهُ من حب ..! الرياح
هذه
السفنُ التي
يفيضُ بها المحيط سرقتْ
مني رياحي سرقتْ
كلَّ الرياح ِ التي
كانت تعبثُ
بثوبي..! حب قطعتُ
آخرَ وريدٍ لرجل ٍ
يقطرُ عشقا..! رفضتُ
الطعمَ المالحَ للشوق
..! وطعمَ
خيانتهِ المر..! وجلستُ
باكية أمام
زهريةِ أوردتِهِ
المجزوزة..!
أنتِ غمامةٌ
صغيرة ٌ بيضاء..!
جلستْ
على حجري عندَ
الفجر.. شعرتُ
بحلاوةِ طفولتِها الممتدةِ
حتى جذري ضممتُها
بقوةِ الحب ونسيتُ
القلبَ في
فيئِها يهفو قبلتْني
كبرَدٍ ضئيل وابتلت
ثيابي بطفولتِها
القتيل..! الاغتيال
الخلودُ
الذي قصدناهُ يوماً وكان
منشغلاً عنا بالحديثِ
مع كلكامش زارني
اليومَ ممتطياً
الليالي الهاربة َ يقتطفُ
بقايانا التي
نقشَ عليها المنقبون أسماءً
جديدة..! البكاء
لو
كانت صرختي كلمة لكتبتُها
ولم
أذِقْ حبر الليالي لو كان
حبرُ الليالي يكفي
لأدلقَ صرختي لسددتُ
عينَ الشمس وعَرفنا
جميعا المعنى
الوحيد لصرخةِ
الوليد ..! ندوب لم
يُعدْ أصدقائي الراحلون
لم
يستفق أصدقائي الملتصقون
في
الذاكرة لم أعد
كما كنتُ كلَّ
القصيدة كابوس أستلقي
في دُرجي لكني
لا أعرِفُ طعمَ النوم النومُ
في الأدراج صعب والنومُ
فوقَ السطوح ِ دربٌ الى
النجوم ِ في
آنيةِ السماء حَيْرة
هل
تذوقتَ طعمَ امرأةٍ وحيدة؟
انها
كالشاي خضراءَ لا
تملأ الكاسَ لشارب لاتنمو
في أصيص.. هل
شاركتها البكاءَ على من
رحلوا ..؟! هل
سامحتها .. لأنها
جالسة ٌ في ظل جدار؟!
انتَ تأخذني
اليك جميعُها
... خطوط ُ
البداية متاهة
ُ النهاية تأخُذُني
إليك لأصبحَ أسيرةَ الرحيل..
نحن وحيدون
نجرُّ
ثمارَ الحَصى المثقلةِ
بالدروب الى
أين .. أيها
المتعبون؟! الى
حيثُ يرسمون .. خطوط َ
الرحلةِ القادمة .. الغصن أشتهي
أن أزرعك من
جديد أن لا
أقطفك بسذاجةِ
طفلة أن
أملأَ عيني بنموِّكَ
اللذيذ أن
أعلمَ أني
امرأةٌ تعشقُ
غصناً وتتناسى
خطواتِ الغابة المقبلةِ
نحو
الشجرة ..! البراري
قطراتُ
دمي المتساقطة حيثُ
توقفتُ وحيثُ
زحفتُ هي
التي اختطتْ دربَ
العدو الى
جثِثِ البراري الى
النبضاتِ التي
نمتْ على
صدى البنادق الى
اسمي الذي
يتعثرُ بالألم كلما
اجتاحتْ الأسرارُ أريجَ
القرى المجاورة..! الاصابع
كانت
سنابلا كانت
حكايا كانت
شموسا كانت
مرايا كانت
هي الغيومَ التي تراقصت .. شرارة
َ البرق..! وأغصانَ
الحريق..! هم في
خيمةٍ بلا
أوتادٍ بلا
بيداء بلا
جمالٍ تقفُ بالقربِ منها هناك
يلتحفون بالشوق من
خلَّفتهم السفنُ الذهبية من لم
يرتضُوا صحبة َ الزمن من
آمنوا أن الوطن حيثُ
القمر الذي
يمقتُ الرحيل ..! هو من
سَبقَ الآخرين والتهمَ
الصباح ..؟! من
عبثَ باستقامة ِ الطريق وشكَّلَ
المتاهة؟! من
أمسكَ باليوم وغيّر
طعمَ الغد؟! من
لاحقَ الفجرَ وقبَّلَ
الأمسَ قبلة َ
الوداع ..؟! انا للألم
ِ مِدادٌ وشظايا للألم
آهاتٌ ومنايا للألم
قصائد وقبرٌ
بلا ثغر للألم
ِ مِدادٌ بعضُهُ
كان دمي وبعضُهُ
رضابَ فمي..! التأريخ
هذا
الشبحُ الذي
أخافَ الناس كان
الجسدَ الدفين في
الضريح ِ المقدَّس هذه
الجموعُ الهاربة
ُ منه كانت
الأفواهَ التي
قبَّلت تراباً لامسَ
قدميه..! إرهاب
(2) شذِّبوها
شذِبوا
خيوط القمر ...! هذا لن
يغيرَ حتماً استدارته
الفضية ...! ============================== السلطة
والمصالحة: "عودة وعي" أم
"خطوة استباقية" عريب
الرنتاوي ثمة
فيض من الأسئلة والتساؤلات
يجتاح المراقبين الذي تابعوا
بكثير من الاهتمام وقليل من
الدهشة، قرار القيادة
الفلسطينية تكليف وفد برئاسة
رجل الأعمال الفلسطيني منيب
المصري، بالتوجه إلى غزة
لاستئناف ما انقطع من جهود
استعادة الوحدة والمصالحة
الوطنيتين، الوفد سيضم إلى جانب
المصري، أعضاء في اللجنتين
التنفيذية للمنظمة والمركزية
لفتح وأمناء عامين لفصائل أو
بقايا فصائل فلسطينية لم نعد
نتذكرها إلا من خلال الصور
المبثوثة عن اجتماعات المقاطعة
في رام الله. من هذه
الأسئلة والتساؤلات: لماذا
الآن؟...وما الجديد المختلف هذه
المرة؟...هل نحن أمام مناورة
لاجتذاب جزء من التعاطف الذي
حظيت به حماس والعطف الذي خُصّت
به غزة؟...ام أننا أمام مؤامرة –
على حد قول أيمن طه من حماس –
لصرف الأنظار عن "جريمة شرق
المتوسط"؟...هل يعقل أن تكون
مجرزة أسطول الحرية أشد هولا
على السلطة من مجزرة الرصاص
المسكوب على غزة، لماذا تحركت
الآن ولم تتحرك زمن المجزرة
الأكثر دموية في القطاع؟...ما
الذي تغير حقيقةً؟ في
ظني، وليس سوى بعض الظن إثم، أن
قيادة فتح والسلطة والمنظمة
والرئاسة، قرأت جديداً في
اتجاهات هبوب الريح في المنطقة،
من هذا الجديد أن الحصار الجائر
المضروب على القطاع، قد أخذ
يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يبق
منه أو عليه، سوى ربع الساعة
الأخير، وأنه يتحول مع الأيام
إلى عبء على "المُحاصِرين"
لا أداة ضغط على "المٌُحَاصرين"
فحسب، والسحر كما يعتقد كثيرون
أخذ ينقلب على الساحر، والشجاعة
صبر ساعة، وأسطول الحرية بشّر
بفجر الحرية الذي سيشرق على غزة
قريباً. ومن
هذا الجديد الذي قرأته القيادة
الفلسطينية بلا شك أيضاً، أن
العالم بدأ ينظر لحماس نظرة
مغايرة، فالحركة التي كانت حتى
الأمس القريب "إرهاباً
خالصاً" وفقاً لتصنيفاته
ومعاييره، تندرج في سلة "القاعدة"
وتفريعاتها وأخواتها، لم تعد
كذلك بعد أن بدأت تلحظ بعداً
إضافياً مكوناً لحماس، هو البعد
الوطني الذي يدرجها في خانة "حركات
التحرر الوطني"، التي وإن
كانت غير مرغوبة وغير محبوبة
لدى أوساط غربية وعربية رسمية
واسعة، إلا أنها حركة صاحبة
قضية وطنية، وليست منظمة مهجوسة
بالجهاد العالمي المفتوح على
الزمان والمكان وشتى الأهداف. ومن
آيات هذا التحوّل في النظرة إلى
حماس، سيل الوفود الغربية (الأمريكية)
التي تؤمّ دمشق وغزة وبيروت من
دون انقطاع، ولقاء مشعل ميدفيدف
الذي كان وسيكون له ما بعده،
والحراك التركي الذي يضع حماس
في مكانة متقدمة على أجندته. ومن
آياته أيضا ارتفاع الأصوات
المنادية جهاراً نهاراً حتى
داخل إسرائيل نفسها، بفتح حوار
مع حماس، كما أن السعودية،
والرواية على ذمة الراوي، قد
بدأت فعلا في تعديل مقاربتها،
فبعد التبني الأعمى لفريق
فلسطيني بعينه، وأحيانا لبعض
أركانه الأكثر دموية وتطرفا من
جنرالات الأمن البائدين، أخذت
المملكة تتحدث بلغة متزنة
ومتوازنة عن الانقسام
الفلسطيني، وأخذت تخرجه
تدريجياً من دائرة هواجسها
الإيرانية و"الشيعية" التي
لا تخفى على أحد. في مثل
هذه الظروف، تأتي "عودة الروح"
لمبادرات المصالحة والإصلاح
الفلسطينية كما لو أنها هجوماً
استباقيا، يقوم به فريق من
الفلسطينيين بهدف إتمام صفقة
المصالحة على عجل، وبشروط يعتقد
أنها مواتية له، تفاديا لوضع
سيجد نفسه فيه مضطرا لإبرام
الصفقة بشروط غير مواتية، حتى
لا نقول بشروط الفريق الآخر. عامل
الزمن والحصار الذي أريد له أن
يكون سيفاً مسلطاً على حماس
وأنصارها، وأداة تدمير ذاتي
منهجي منظم لحكم الحركة في غزة،
أخذ يتحول مع الوقت إلى عامل ضغط
على الفريق الآخر فلسطينياً
وعربياً (مصرياً بشكل خاص)، بعد
أن ضجر العالم من غطرسة القوة
الإسرائيلية الغاشمة وأثقلت
مأساة أهل القطاع ضمير العالم
بأسره، أضف إلى ذلك أن ما يسمي
"فرصة أوباما" و"مسار
ميتشيل" قد باتا وراء ظهورنا
تماماً ولم يعد لهما من وظيفة
سوى "تقطيع الوقت" وتوفيره
لإسرائيل. وربما لكل هذه
الأسباب مجتمعة، رأينا الذين
تمنعوا طويلاً عن "التنازل من
أجل الوحدة"، ورفضوا أي لقاء
مع حماس قبل أن توقع صاغرة على
الورقة المصرية من دون قيد أو
شرط، وقد قرروا الذهاب بقضهم
وقضيضهم إلى "الكيان المتمرد"
للقاء الحركة الخارجة على
القانون والشرعية، والمختطفة
من قبل إيران وفقا لآخر حديث
للرئيس الفلسطيني مع إحدى
المحطات الفضائية قبل أيام فقط. ليست
"عودة للوعي أو الروح"، ولا
هو الضمير الوطني وقد استيقظ
مغلباً حسابات الوطن والقضية
على حسابات السلطة والفصائل،
فما حصل في غزة قبل عامين كان
أشد إيلاماً على النفس والضمير
مما حصل في شرق المتوسط بالأمس،
يومها لم يعد الوعي ولم يستيقظ
الضمير. إنها حسابات السياسة
وتحسّاباتها التي تملي على
أصحابها الاستعداد لمواجهة "الانقلابات"
المنتظرة في المزاج والتوجه
العالميين، سواء حيال غزة
والحصار ورفح والمعابر، أو حيال
حماس حركة وحكومة وقوة أمر واقع
على الأرض. وغدا
سنتناول الكيفية التي تلقت بها
حماس"قفاز التحدي" الذي
ألقت به رام الله في وجهها. =========================== المجزرة
الصهيونية بحق أسطول الحرية:
حدثنا النائب أ.د.
ناصر أحمد سنه حشد
واحتشاد، واستقبال حار وسار
بعودته سليماً من المجزرة
الصهيونية بحق أسطول الحرية ،
بعدما حمل كسائر المجاهدين
المناضلين الأحرار المشاركين
في رفع الحصار الظالم الغاشم
المفروض علي مليون ونصف المليون
من أهلنا غزة منذ ما يزيد عن
ثلاث سنوات أرواحهم علي أكفهم. حدثنا
(مساء الأربعاء 2/ 6) وليس من سمع
كمن رأي نائب مصر في أسطول
الحرية الأغر عن بعض مشاعره
التي عاد بها من هذه التجربة مع
هؤلاء الصهاينة المجرمين
المعتدين علي الحرية. هؤلاء
الذين قتلوا وسفكوا دم نحو تسعة
عشر شهيداً وجرحوا العشرات
واسروا من كان علي الأسطول (750
أسيرا من عمر يوم وحتى ما فوق
الثمانين). كيف
ولماذا توحدت توجهات ومشارب
ممثلي 44 دولة من اندونيسيا شرقا
وحتى أمريكا غرباً، ومن السويد
شمالا وحتى اليمن جنوباً؟. هكذا
جاء السؤال في بداية حديث نائب
مجلس الشعب المصري أ. د. "محمد
البلتاجي" ثاني أثنين من
النواب المصريين المشاركين في
أسطول الحرية والتحرر والعزة
والإباء. وحدثنا
قائلاً:" لغاتهم شتي ..
وسحناتهم مختلفة، شيوخا
ورجالاً ونساء وأطفالاً (أصغرهم
عمره عام)". يضيف قائلاً:"وحد
هؤلاء وسيوحدهم ويجمعهم وغيرهم
ممن لم تتح لهم فرصة المشاركة
هدف واحد وقضية عادلة .. نصرة
للمظلوم، ورفعاً للظلم وللحصار
والتجويع والقهر المفروض عليه،
ووقوف في وجه الظالم المتغطرس
العربيد". وتعلو
نبرات صوت " النائب"
مستحضرا ما طبع في ذهنه عشية يوم
الاثنين يوم القرصنة الدموية
لأسطول الحرية من قبل شذاذ
القوات الصهيونية: "قضينا
عشية عدوانهم الغاشم علي
السفينة وحتى فجر الاثنين، وفي
أذهاننا ذلك التوعد والوعيد من
رؤساء عصاباتهم، في سكينة وهدوء
وصلوات ودعاء. وبدأ السعات تمر
شاعرين أن شيئا مبيتا لهم بليل
يوشك أن يحدث، وتبدو نذره تظهر
رويدا رويداً. يقول
البلتاجي:" وتري الشيخ .. شيخ
الأقصى الصامد المرابط "رائد
صلاح" يخطب فينا بالعربية ،
وثاني بالتركية، وثالث
بالإنجليزية ورابع وخامس ،
ويترجم من يقدر علي الترجمة..
لغات شتي، هدف واحد قضية واحدة،
صمود ورباطة جأش منقطعة النظير،
صدور عارية إلا من الإيمان
بالله تعالي ثم بما وجب وتوجب
عليها فعله. يصمت
قليلاً، ليعاود الحديث، وقد
تعلقت أعين الحاضرين إليه:"حامت
حولنا زوارقهم ، وحواماتهم،
سطوا علي السفينة، لا يري إلا
أعين هذا القرصان أو ذاك،
مدججين بكل سلاح ودرع، مصداقا
لقوله تعالي:" لَا
يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا
إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ
أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ
بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ
تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا
يَعْقِلُونَ (الحشر:14)، يقتحمون
خائفين مذعورين رغم عتادهم
وعدتهم،.. قنابل صوت وغاز ورصاص
حي ومطاطي يقتلون ويبطشون "من
وراء جدر".. تسيل الدماء وتغمر
أسطح السفينة.. قراصنة لكنهم
جبناء أمام بسالة وشجاعة وصمود
وتصدي كل من علي السفينة
البواسل الكرام الأحرار
الأقوياء". ارتقي
شهداء بررة.. يقول النائب تبكي
زوجة أحدهم، فيواسيها أحدنا
بالعربية ويترجم لها آخر، فتقول
ما معناه:"إنه لشرف لي بأنه قد
سبقني شهيداً، وتقبله الله في
الشهداء.. لكنها لوعة الفراق،
وألم الحزن". يتابع
أ.د. البلتاجي وهو الأستاذ بكلية
الطب جامعة الأزهر الشريف
سراعاً ولم يكن بالحسبان أبدا
ما أقدمت عليه جحافل القراصنة،
وقاطعي الطرق، وسارقي الأرض
والشجر والحجر نحاول إسعاف هذه
وذاك من الجرحى الكُثر،
والتعامل مع جثث الشهداء
المتناثرة.. بينما هم يُشهرون
رشاشاتهم في وجوهنا لإرهابنا،
ويتغولون في دماء الشهداء. حدثنا
"البلتاجي" بقوله:"
قيدونا .. من عمق المياه
الإقليمية اقتادونا، وإلي
ميناء أسدود اعتقلونا، ليجروا
ما يسمونه"إجراءات التحقيق"..
متغطرسين يحاولون الثأر لهذا
الصمود والتصدي المدني لهم..لكننا
صامدين ثابتين فخورين، وقد
حسبوا أننا " سنفر أمامهم
كفئران مذعورة" وهيهات هيهات.
تواصلنا بعزم وثقة وأمل في الله
كبير وأكد المشاركون فيما بينهم
جميعاً علي معاودة تكرار هذا
الأمر مرة ومرة ومرة. يحاول
النائب اختصار كلمته: وقد علت
أصوات تقول له: حمداً لله علي
سلامتكم، رفعت رؤوسنا يا دكتور"
إن ما حدث، وما قد يحدث، لأنموذج
يعطي آمالاً كبيرة، وثقة في
عدالة قضيتنا، وثقة أكبر في
أمتنا التي لم ولن تموت": يقول
تعالي:"وَلَا تَهِنُوا وَلَا
تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ" (آل عمران:139). خابوا
وخسروا.. وكسبنا أنفسنا وكل شعوب
العالم، إلا تلكم "العصابة"
المتحكمة فيه، المستبدة به،
التي تديره وأعوانها.. ظلما
وقهرا وفساداً واستخراباً
وأنتهابا.. كمزرعة خاصة لهم. ويبقي
الحزن والألم يعتصر القلوب،
والسؤال الذي يطرحه كل شعوب
العالم وقد رات ما رات وخرجت
لتعبر عما شاهدت: هل كان ينبغي
لكل هذه الدماء الذكية العاطرة
أن تسيل كي تعيد تلكم العصابة
حساباتها؟؟، وتتحدث "خجلي"
:"أن هذا الحصار وغلق
المعابر، والتجويع والعقاب
الجماعي والقتل وجرائم الحرب
والإبادة والقرصنة من هذا
الكيان الغاصب المحتل المارق
الدنئ.. غير مقبولة.. وقد آن
الأوان لرفع الظلم والحصار عن
فلسطين عموماً، وغزة خصوصاً".
لكنه
التدافع بين الحق والباطل..واختبار
وإثابة الصادقين علي صدقهم،
وكشف وإثابة الكاذبين في دعواهم.
ثمن مطلوب ومُستحق، ما أغلاه،
للتحرر وللحرية: وللحرية
الحمراء بباب بكل = يدٍ مضرجة
بالدماء يُدق. الحرية..تلكم
النعمة الغالية التي الله وهبها
الله تعالي للإنسان، ولا ينبغي
لبشر أن يسلبه إياها: (متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم
أمهاتهم أحرار؟). كل
التقدير والاحترام والإعزاز
لهؤلاء المنظمين الشجعان
المجاهدين الأشاوس، المناضلين
الأحرار منظمي "أسطول الحرية"
لكسر الحصار عن أهلنا الصابرين
الصامدين في غزة. وددنا لو كنا
معهم وشاركناهم هذه القافلة
الغراء..لكن المزيد قادم، ولا
عذر لمعتذر. والدعاء
لله العلي القدير أن يتقبل
الذين قضوا في الشهداء ويلهم
ذويهم (عزاء خاص لأخوتنا وأهلنا
الأتراك)، والإنسانية السلوان
والصبر علي هذه الجريمة
النكراء، والقرصنة والمجزرة
الصهيونية الجديدة والمتكررة. يبقي
الشكر موصولا لتركيا.. شعباً
وحكومة منظمات مدنية وقيادات
رسمية: "ولو لم أكن..... لوددت
أن أكون تركياً". عانق
الحضور النائب المحترم د. محمد
البلتاجي، ومضي لسبيله.. وفي
الختام يبقي أن: "من شاهد
وعاين وعايش وعاني، ليس كم سمع
عن الأحداث أو شاهد التلفاز أو
قرأ الأخبار. ـــــــــ *كاتب
وأكاديمي من مصر ============================= براء
نزار ريان - غزة تسفكُ
دماءنا منذ أكثر من ستين عامًا،
ذبحت آباءنا، وأمهاتنا، بقرت
بطون الحوامل في دير ياسين،
وحطّمت جماجم الأطفال في قانا،
وخلطت ركام البيوت بدماء
الأطفال والنساء وأشلائهم في
غزّة! ثمّ
كان ماذا؟ هل
لانت لنا قناة، أو أصابنا
الوهن، أو غيّرنا في حقوقنا
وبدّلنا؟! إننا
أمة عزيزة.. الهوان في دينها
محرّم، لا تقبل الضيم ولا
الظّلم، وكل فرد فيها أخٌ
لأخيه، "لا يظلمه ولا يسلمه"!
إننا أمة تعلي كلمة الله، وتحمل
راية محمد صلى الله عليه وسلّم،
وكلمة الله هي العليا، ولواء
محمّد مرفوعٌ ولو بالدماء! وعلى
الأرض معنا كلّ حرّ وشريف،
يحتفظ بقيم الإنسانية، ويقبض
على جمرة العدل في عالم ظالم. لذلك
كلّه لا يمكن أن نهزم بالقتل
وسفك الدماء. لطالما
واجهنا الصهاينة عزلًا، آه كم
رجمناهم بالحجارة، فقذفونا
بالقنابل، ووقفنا لهم بالصدور
العارية، فاخترقوها بالرصاص،
وأخيرًا ببيوتنا فهدموا على
رؤوسنا بالصواريخ! فهل
حقق الصهاينة شيئًا؟! بل وقع
ما كانوا يحذرون، آمن الناس! آمنوا
بدينهم، بمقاومتهم، بحقّهم في
أرضهم وبوجاهة ما يقومون من بذل! لهذا
كلّه أقول بقلب مطمئن، وفي حضرة
الدماء الزكيّة التي طيّبت ماء
المتوسّط: سيقع ما تخشى "إسرائيل"
وتحذر، سيفكّ الحصار عن غزّة،
ولن تحصد إلا مزيدًا من العداوة
والبغضاء، والسقوط والفضيحة. لعلّه
أحسن بعض كتّاب الصحف العبريّة
حين وصف "إسرائيل"
بالمحاصرة إزاء أزمة أسطول
الحرّية –قبل وصوله-، فكلّ
الخيارات أمام الصهاينة سيّئة،
إما الفضيحة وتضرر العلاقات
وحراك يؤدّي لكسر الحصار في
النهاية. وإمّا
نصر لإرادة الإنسان الحرّ التي
اشتملت عليها قلوب المتضامنين! وأجود
منه ما كتب آخر يصف حكومته –حكومة
الصهاينة- بسفينة المغفّلين، إذ
هي تائهة لا تعرف ما تفعل، ولا
تدري ما تقول. في مقابل سفينة
الحرّية التي تعرف وجهتها
جيدًا، فإما غزّة وإما الشهادة! لقد
كنّا –أهل غزّة- نشتهي أن
نستيقظ صباح اليوم على نداء
البشير بوصول الأبطال،
وتخطّيهم حواجز الصهاينة، وأن
نستقبل من وصل –كما تعوّدنا-
على الرؤوس والمقل، وكنّا نشرف
لو أن غزّة ظفرت بهؤلاء
الفدائيين لبضعة أيّام. كنا
نشتهي ذلك، ونحبّ.. وننتظر على
أحرّ من الجمر، وكان أحبّ إلينا
وأقرب! "وتودّون لو أنّ غير
ذات الشوكة تكون لكم.. ويريد
الله أن يحق الحقّ بكلماته"! والخيرة
فيما اختاره الله، وهي لنا
بادية ظاهرة بإذن الله. كانت
المتوقّع أحد أمرين: إما أن
تنفذ إلينا السفينة بنفرح بها
وبأهلها. وإما
أن تُمنع، وينال أهلها الأذى!
فيفتضح الاحتلال، ويتزلزل حصار
غزّة على أقوى ما يكون. ورغمَ
أنه لم تجر الأمور وفق ما
تمنّينا، وسارت وفق السيناريو
الأليم. إلا
أننا نقول: إن المقدّمات الأشدّ
ألمًا.. تثمر النتائج الأقوى
وقعًا وأجدى في الختام. فالأجر
على قدر المشقّة، وعلى قدر أهل
العزم تأتي العزائم! إنّ
غزة اليوم تشعر –إلى جانب الألم-
بالفخر، وتعرف أن "غزّيين"
كثر يحيون بعيدًا عن غزّة، ولم
تكتحل أعينهم برؤيتها! وأنها
ليست وحدها في المواجهة، وأن
لها شركاء يدفعون حصتهم في رأس
المال مثلها تمامًا بالدماء! إن غزة
تعتبر دين هؤلاء الشهداء
والأسرى في عنقها إلى يوم
الدين، وستحفر أسماءهم عميقًا
في جدرانها يوم يفكّ الحصار، ثم
سترفعها أعلى يوم تحرير فلسطين! إن
الخيار المرّ والشديد على
قلوبنا الذي سلكه الصهاينة من
أجل التعامل مع الأسطول، سينقلب
وبالًا على "دولة إسرائيل"
الغريبة في محيطها، المستقوية
بالعالم! إن
الكيان الصهيونيّ يستمدّ قوّته
من الغرب ومن حشد العالم لدعمه،
ولا يستمدّها من داخله المفكك
ولا من محيطه المعادي له! وهو
بهذه الجريمة الجديدة يفري
الحبل السرّي الذي يغذّي وجوده
اللقيط! إنّ
هذه الواقعة أكّدت حقائق كثيرة،
وأرسلت رسائل ذات وجهات متعددة: قالت
للصهاينة: إن جيش محمّد سوف يعود
فعلًا، وإن عصر التغوّل على
المسلمين، والاستهتار ببني
الإسلام بدأ يولّي. وأحرجت
أولي القربى أيّما إحراج،
وأظهرت مفارقة كبيرة بين متواطئ
في الحصار، وكاسر له بالدماء. وأخرست
ألسنة المزاودة على تركيا
ودورها، إذ يمهر الأتراك اليوم
مواقفهم بدمائهم، وليس أصدق من
الدم القاني. أما
رسالتها إلى غزّة فكانت أرواحهم
التي حلّقت في سمائها في طريقها
إلى الجنان بإذن الله. إن
حصار غزّة قد انكسر في الواقع،
ولم يبق إلا إعلانه، ولن تخرج
قصّة "أسطول الحرّية" عن
سلسلة: عهدًا
على الأيام ألا تهزموا ****
فالنصر ينبت حيث يرويه الدمُ ============================== خطأ
إسرائيلي تكتيكي أم تصرف محسوب؟ صبحي
غندور* هل كان
العمل الإرهابي الإسرائيلي على
أسطول الحرّية هو خطأ تكتيكي
حصل بفعل حماقة وعنجهية المحتل
أم كان تصرفاً محسوباً في
نتائجه وردود أفعاله؟ سبب
هذا السؤال هو التزامن الذي حصل
بين العمل الإرهابي وبين اللقاء
الذي كان مقرّراً بين نتنياهو
وأوباما بناءً على دعوة من
الرئيس الأميركي وقبل أسبوع من
زيارة رئيس السلطة الفلسطينية
لواشنطن. فحكومة
نتنياهو جرى تشكيلها في العام
الماضي لكي تكون "حكومة حرب
على إيران" لا حكومة للسلام
مع الفلسطينيين والعرب. وهذا
الأمر كان وما يزال نقطة
الاختلاف الرئيسة مع إدارة
أوباما التي ترى مصلحة أميركية
الآن في تحقيق تسوية شاملة
للصراع العربي/الإسرائيلي وعدم
التصعيد العسكري مع إيران. وقد
قدّمت إدارة أوباما لإسرائيل
تنازلات وتراجعات في مواقفها
بشأن قضية المستوطنات من أجل
تسهيل إعادة مسار التفاوض على
المسار الفلسطيني كخطوةٍ أولى
مطلوبة من أجل التسوية الشاملة
في المنطقة. لكن
حكومة نتنياهو ليست بوارد السير
في مسارات التفاوض والتسوية
الآن. فالهدف ما زال هو التصعيد
العسكري في المنطقة وتوريط
الولايات المتحدة في أعمال
عسكرية ضد إيران وخطّ المقاومة
الممتد من غزّة إلى طهران
مروراً بسوريا ولبنان. هذا
الهدف الإسرائيلي بالتصعيد
العسكري لا يتناسب مع مساعي
التسوية الأميركية، ولا مع
إصرار إدارة أوباما على التفاوض
مع طهران، ولا مع تحسّن في
العلاقات الأميركية السورية،
ولا مع إثارة قضية السلاح
النووي الإسرائيلي، ولا مع
محادثات أميركية وأوروبية تتمّ
بشكل مباشر وغير مباشر مع حزب
الله اللبناني وحركة حماس
الفلسطينية. إذن،
العمل الإرهابي الإسرائيلي على
أسطول الحرية ربّما كان يراهن
على ردود افعال تؤدّي الآن إلى
تعطيل المساعي الأميركية كما
أدّى هذا العمل إلى تأجيل زيارة
نتنياهو لواشنطن، وكما حصل في
السابق حينما أعلنت إسرائيل عن
بناء 1500 وحدة سكنية استيطانية
خلال زيارة نائب الرئيس
الأميركي للمنطقة. مراهنة
نتنياهو، كانت وما تزال، على
قوى الضغط الإسرائيلية في
أميركا، على الكونغرس الأميركي
الذي أرسل أكثر من 300 من أعضائه
رسالةً لوزيرة الخارجية
الأميركية لمنع الضغط على
إسرائيل ولوقف أيّ تطوّر سلبي
في العلاقة معها. مراهنة أيضاً
على التيار اليميني المحافظ
وعلى قرب الانتخابات النصفية في
أميركا. مراهنة على الإعلام
الأميركي وعلى الدعم الرسمي
الأميركي في المحافل الدولية.
مراهنة على الانقسام الفلسطيني
وعلى التفاهم الحاصل مع الحكومة
المصرية بشأن الملف الفلسطيني
واستمرار الحصار على غزّة وعلى
العلاقة المصرية السلبية مع
دمشق وحزب الله وحركة حماس..
وطبعاً إيران. ربّما
كان في تقديرات حكومة نتنياهو
أنّ ذلك كلّه سوف يغسل أوساخ
العمل الإرهابي على أسطول
الحرية كما جرى في حالاتٍ أخرى
سابقة أبرزها مصير تقرير
غولدستون. طبعاً،
لم تحسب إسرائيل الحساب لأسلوب
المقاومة على سفن أسطول الحرية،
تماماً كما فعلت في الماضي مع
المقاومتين اللبنانية
والفلسطينية. فالتخطيط
الإسرائيلي كان في حجز السفن
والمتضامين مع غزّة وإذلالهم
بأشكال مختلفة دون وقوع إصابات.
لكن المقاومة المشروعة التي
حصلت لمنع وصول الجنود
الإسرائيليين للسفن، خاصّةً
على السفينة التركية مرمرة،
قلبت الحسابات والموازين.
فارتدّ الإرهاب على الإرهابي
وأصبحت إسرائيل بنظر العالم
كلّه دولة إرهاب وإجرام وقرصنة.
وأعلنت الحكومة التركية مواقف
جريئة شكّلت ضغطاً قوياً على
واشنطن وعلى حكومات عربية كانت
لا تخجل من المساهمة في الحصار
على شعب غزّة. تركيا
العضو في حلف الناتو، تركيا
الدولة العلمانية الساعية
للانضمام للاتحاد الأوروبي،
تركيا التي تقيم علاقات
دبلوماسية وعسكرية واقتصادية
مع إسرائيل وتشترك معها ومع
القوات الأميركية في مناورات
عسكرية سنوية في البحر المتوسط..
هذه ال"تركيا" تقول وتفعل
ما لا تقوله وتفعله حكومات
عربية مجاورة لفلسطين، وقّعت
معاهدات مع إسرائيل، وكانت
مسؤولةً عن أراضي قطاع غزّة
والضفة الغربية والقدس حين
احتلّتها إسرائيل في حزيران/يونيو
1967. مرّةً
أخرى ينجح أسلوب المقاومة في
المواجهة مع إسرائيل بما فشلت
فيه دبلوماسية "المفاوضات".
وستؤدّي هذه المقاومة المدنية
التي حصلت على سفينة مرمرة إلى
إنهاء الحصار على غزّة وإلى
عودة الوعي لمن فقدوه عربياً
وحاولوا إفقاد روح هذه الأمَّة. وليكن
المعيار عربياً في محاسبة
الحكومات هو الموقف التركي في
الحدِّ الأدنى رغم أن المقارنة
غير منصفة أصلاً بين صديق
متضامن وبين شقيق متخاذل.
فالمسؤولية الفلسطينية
والعربية تقتضي فوراً وقف كل
أشكال العلاقات والتطبيع مع
إسرائيل وكسر كلّ أنواع الحصار
على غزّة وبناء وفاق وطني
فلسطيني قائم على نهج المقاومة
ضدَّ عدوٍّ لا يفهم غير لغة
المقاومة. ــــــــــــ *مدير
"مركز الحوار العربي" في
واشنطن ============================== وما
الفرق ان نقاتل من على مشارف الأقصى
أو حدود تركيا ؟؟ اردوغان:
الفعل والقرار وليس الصمت
العربي العاري ؟؟ باريس
// عيسى السعيد انه
عصر البشائر والضمائر الحرة عصر
الرجال الشجعان الذين يؤسسون
مصير اجيالنا القادمة بالمواقف
الشجاعة ، والقرار الشجاع دون
مخادعة او تضليل ،،منذ عشرين
عاما حين جاء" اربكان" الي
المشهد التركي ، والحرب القذرة
التي قادتها المؤسسة العسكرية
التركية انذاك وامتدادتها في
عواصم حلف الناتو والبنتاغون ضد
حزبه وشارعه التركي العظيم،
فوجئ الكثيرين بالتحولات
القادمة ، كما فوجئ الكثيرين من
الاصدقاء والزملاء برهاني
البعيد المدي انذاك على حتمية
الدور التركي المستقبلي للقضية
الفلسطينية ،في حال نجاح
المشروع "الاربكاني" رغم
حجم التعاون العسكري مع الكيان
الصهيوني ؟؟،ولكن كنت اراهن على
المشروع المستقبلي التركي
بقيادة اربكان في المنطقة كقوة
اقليمية ولايمكن ان يكون
التعاون واسرائيل البديل بقدر
ما كانت كضرورة فرضتها الظروف
الدولية والمتغيرات الاقليمية
والادوار المؤجلة للقوي
الصاعدة في المنطقة والتي قامت
وتقوم على عنوان شهير اطلقه
الدب البريطاني تشرشل :((ليس لنا
اصدقاء دائمين ، ولا أعداء
دائمين ، بل مصالح دائمة ....))؟؟،
ولم تك اسرائيل صديق دائم
لتركيا ، وان ظلت كعدو خاصة
والملف الموسادي الصهيوني
والدعم العسكري للاكراد في شمال
العراق وعلى حدود تركيا منذ
الستينات وحتى اليوم والدور
المؤثر ومازال لمصلحة انصار
البرزاني والاحزاب الكردية
المعادية لتركيا والعراق
الموحد ؟؟لم يغب عن الاذهان
لقادة حزب العدالة والتنمية بعد
عشرين عاما بقيادة الطيب
أردوغان الذي استطاع بحنكته
السياسية وقيادة حزب الشجعان
خاصة المنظر الرئيسي للحزب
وتوجهاته السياسية البعيدة
المدى الذي وضع اعمدتها (السيد
أوغلو والذي يشغل حاليا منصب
رئيس المؤتمر الاسلامي )الذي لم
يأت صدفة ؟؟خاصة حين قلب "صحن
المجن""ولم يراهن على
الدور التركي في الاتحاد
الاوروبي ، بل في محيطه
الاقليمي والعربي والايراني بل
والصيني والروسي ، فانطلقت
تركيا من البوابة الاقتصادية
نحو العواصم العربية وطهران معا
، باتفاقيات استراتيجية مع
العراق بستة عشر مليار دولار ،
ومع طهران باكثر من عشرين مليار
دولار ، ومع سوريا باكثر من سبعة
مليارات دولار ومع مصر باكثر من
تسعة عشر مليار دولار وكذلك
الجزائروتونس وليبيا بنفس
القيمة ؟؟ وبلغ الاهتمام التركي
اوجه بالشارع العربي عبر
الفضائيات العربية من طنجة الي
بغداد والهوس الشعبي
بالمسلسلات التركية حيث اصبحت
نركيا قبلة المستثمرين والسياح
العرب والاف الطلاب حيث تم
تحويل وجهة بوصلتهم العلمية نحو
جامعات تركيا ،( على الا قل
شخصيا للعائلة اكثر من اثنين
وعشرين طالبا في الطب والهندسة
اخي احدهم مهندسا وحصل على
الجنسية التركية وبطولة في
الكارتية ومدربا على مستوى
تركيا واولادي على الطريق ) ،
استتبعه اعلان القناة التركية
باللغة العربية الي الرآي العام
العربي لتوضيح الصورة المشوهة
التي زرعتها المناهج التعليمية
المزيفة للعواصم العربية من
وكلاء الاستعمار الانكليزي
والفرنسي والامريكي لاحقا
؟؟ولم ننسي الدور التركي الذي
قام به الرئيس اردوغان ابان
الحرب والمحرقة الصهيونية ضد
قطاع غزة ، والموقف الشجاع في
مؤتمر المتصهينين في دافوس
؟؟الامر لم يعد في نظر تركيا ردة
فعل بل هي الفعل والقرار ؟؟ وما
سفن الحرية المنطلقة من سواحل
حدود تركيا الي الساحل
الفلسطيني الذي لم تجرؤ اي
عاصمة عربية منذ ستين عاما من
الاقتراب منه بل خوفا من العصا
الاسرائيلية الا الرد الحاسم
على كل لغة التشكيك والتشويه
التي لربما يحاولها البعض ؟؟وهل
المشهد الذي امامنا حاليا
ونتابعه عبر كل الفضائيات
العربية والعالمية وبكل اللغات
، يمكن له ان يقول لنا ولتركيا
واحرار العالم الشرفاء الذين
استشهدوا او شاركوا في عرس
البطولة والشجاعة لكسر الحصار
الصهيوني والصمت العاري الفاضح
لعواصم القرار العربية
والاوروبية والخرس الذي اصابهم
حين تعلق الامر بالقرصنة
الصهيونية البشعة والهمجية
لقادة المجازر والحرب والمحارق
الاسرائيلية ضد المدنيين العزل
على ظهر سفن الحرية وقافلة كسر
الحصار الهمجي ضد فقراء غزة
وضحايا المجازر الصهيونية منذ
اثنين وستين عاما ؟؟ هل يمكن
للمشهد يمكنه ان يقول لنا ، ان
المصلحة وا لمستقبل الفعلي
للدور الشجاع لتركيا الذي تعمد
اليوم بالدماء التركية الطاهرة
لا بالخطابات والشعارات
الفارغة والعناوين المضللة
والمزيفة كما عودتنا القيادات
العربية طوال المارثون من عمر
النضال الفلسطيني ؟؟؟ هل يمكن
له ان لايكون الا في الصف
المعادي للدور القذر والبشع
والبربري الذي تقوم به عصابات
ومجرمي الحروب الصهاينة في
المنطقة؟؟تحت عناوين مخادعة
" محاربة الارهاب
والارهابيين !!" وهم من يزرعون
الارهاب والاجرام في العواصم
العربية وجنوب لبنان والارض
الفلسطينية المحتلة ، منذ انشاء
هذا الكيان العنصري البشع على
حساب عذاب شعوب المنطقة ودماءهم
الطاهرة واستقرار وسلام
المنطقة محط رحال الانبياء
والرسل والحضارات والابداع
الانساني والحضاري ؟؟ هل
لتركيا وكل احرار الامة من
الشرفاء والضمائر الحية في
العالم الذين سالت دمائهم
الطاهرة على شواطئ فلسطين برصاص
البربرية الصهيونية ، الا و
يكون القنديل
والمنارة التي ستنير الطريق
لشعوب المنطقة ،للوصول نحو
مستقبل حر في حياة حرة كريمة ؟؟؟
ام هل هو محرم على البلابل ومحلل
لكوكب القردة ؟؟؟ * * * باقون
في ساحات الاشتباك حتى النصر
والعودة ؟؟؟ حيرتني
كما تحيرنا جميعا احتمالات
المستقبل ومصير الحلم
الفلسطيني ... وتوزعت بين مقاييس
الامل وضرورات الكتابة الصحفية
، وحميمية الأدب ، وبؤس السياسة
الفلسطينية قبل العربية !!!وتذكرت
انني صحفي توقف عن الكتابة ،
ولكن دون ان يتخلى عن الموقف
والقلم عبر كل المنابر والمواقع
حين تستدعي الضرورة تذكرت ...أن
بامكاني التنفس بلاقيود في دنيا
الأوطان ، وعن طريق التداعي
والذاكرة الخصبة التي لم نطلق
عليها الرصاص بعد !!!كيف
لا؟؟؟ومناسبة الذكرىالواحد
والعشرين التي مرت لأغتيال
القائد الفذ أمير البحر
والزوارق و الشهداء "أبو جهاد
=خليل الوزير " التي لايمكن
لكل مخلص وشريف من شعبنا
الفلسطيني ان تفوته المناسبة
والتي صارت وامست اهزوجة كل
المناضلين في كل جهات ألارض
الاربع وهل لنا ان ننسي عباراته
الاخيرة لصقور الانتفاضة
وقادتها الميامين الذي دفع
ثمنها غاليا :(( لاصوت يعلوعن صوت
الانتفاضة .... ولنستمر في الهجوم
.....))؟؟حتى النصر أو الشهادة وهل
قوافل الحرية والسفن الي فلسطين
الا الترجمة الحاسمة لقرار
الاستمرار في ولاصوت يعلو على
صوت قوافل الحريةوالصراط
المبين ؟؟ لاخرائط اوسلووو؟ *
* * عن
طريق التداعي تذكرت ايضا أبا
هاشم الفلسطيني عند بوابة مدخل
مخيم "صبرا وشاتيلا "أين
كنت أجده دائما متكئأ على
عكازته التي يحتفظ بها من
اشجارفلسطين ؟؟ ، فلقد سبق لي ان
أستمعت منه الي قصة وسيرة حياته
يوم اضطرتهم العصابات
الصهيونية والمجازر الوحشية ضد
قراهم وأرضهم لطردهم وخروجه من
فلسطين العام 1948، حتى جاءته
قذيفة كتائبية "لبنانية-اسرائيلية"
حاقدة في أيام القصف العشوائي(1979)
على بيروت والمخيمات وكل ما هو
فلسطيني ، أخذت معها زوجته
والقسم الاكبر من العائلة ،
بوحشية قطعان شارون الحاقدة من
اولئك الانعزاليين بقيادة ايلي
حبيقة وبشير جميل ؟!! تذكرت
أخر كلمةختم بها لي أبا هاشم
حكايته ، اذ قال :(( ومن يعلم في
السنوات القادمة ؟؟ وما الفرق
فقد نقاتل من على مشارف
القدس أو من حدود تركيا ))؟؟ أبو
هاشم السبعيني قليل الكلام ،
وان كنت اجئ اليه باكرا لنرتشف
فنجان القهوة عند مشارف مدخل
المخيم ، لاسمع حكاياته ولم أك
أعرف شيئا عن دوره في الموكب
المتصاعد نحو فلسطين ؟؟ ترى
؟هل يعرف أو عرف الناس أبا هاشم
الفلسطيني ؟؟؟ ربما
ألان حي يرزق ، يعتمركوفية
حمراء ، ويقيم خلف عينين احيطتا
بتجاعيد الحكمة الكبيرة،
والصبر الفلسطيني العنيد ؟؟!! أواستشهد
بين أنقاض البقية الباقية من
انقاض بيته ؟؟؟وكم تفحصت كل
الصور التي تمكنت منها طوال
ثلاثين عاما ومازلت ابحث عن وجه
اباهاشم بلهفة ومرارة وغضب ؟؟ لعلها
النبوة التي تحققت الان بعد
ثلاثين عاما في ساحات الاقصى
ومن حدود تركيا تنطلق سفن الخير
والبشائر والرموز الكبيرة
والعدالة والنصر المبين ؟؟ نحو
الوطن الفلسطيني على الرغم من
كل الانكسارات والانهيارات
والانقسامات والمجازر التي لم
تتوقف منذ ستين عاما!!!!؟؟؟؟ أيها
العالم : تعرف الي أبي هاشم
واعلم اننا هنا وهناك وفي ساحات
الاقصى والقيامة وغزة هاشم ،
وثغور الفاتحين الاوئل داخل
حدود تركيا أيضا وعند كل خطوط
التماس والاشتباك مع العدو
الصهيوني مقيمون كشجر الزيتون ،
وكروم العنب ، وبيارات البرتقال
لايرحل . اننا هنا على تخوم
ألارض المغتصبة ، وداخل قلاعها
وتلالها ومخيماتها ومدنها
وقراها ,ولن نرحل وكما
قال لي ابا هاشم : اتخذنا القرار
، وألفنا الموت وتهيآنا لكل
تفاصيل الكر والفر ؟؟؟ أو
كأنه يقول ويردد ما قاله
الفيلسوف نيتشة : (( لايبلغ القمة
الا من تحمس لها من ألاعماق ))....وكما
يقول ايضا : (( الضربة التي
لاتميتني تقويني )) ؟؟ لعله
من سوء ألاقدار أو من حسنها أن
كنا الوقود المقدس ، وان كانت
ضرباتنا غير قاتله ، فمن
ألاعماق والانتفاضات صعدنا ومن
الضربات المميتة ( محرقة غزة )
بعثنا ، فدخلنا في لعبة الموت
والحياة من باب الخلود ، ولم يعد
بالامكان التراجع عن قدر تم
باختيارنا وسينجز بآلية المسار
الذي ضبط بدقة ، الصراط
المستقيم وبوصلة الاقصى والوطن
المقدس ؟؟، أبو
هاشم أيها المزروع فينا كما
عقول الاشبال والزهرات في
مخيمات العزة والكرامة والصمود
والبطولة في داخل الارض المقدسة
وعند تخومها في جنوب لبنان
الاشم وكل المنافي ..؟؟ أيها
المجسد لروح القرار الشعبي
الصلب لاطراطير المؤتمرات
الخنشارية المخادعة والقرارات
البلهاء المضللة ، حين تتحدث
بما هو غريب عن منطق المترهلين
وطلاب السكينة و"المقاومة"
عبر القنوات الملونة المتلفزة
؟؟!!! ولكن العاصفة التي حركها
ويحركها كلامك وصمتك ودمك تكبر
كل يوم ، وملايين الشرفاء من
الامة يتعلمون ان : (( لافرق بين
أن نقاتل من على مشارف القدس أو
من حدود تركيا .)) لكن ما لايقبل
اللبس وألابهام اننا على الرغم
من كل الحصارات والانكسارات
والضربات ، باقون في ساحات
الاشتباك داخل الاقصى وغزة هاشم
وعند خطوط التماس في مواجهة
الجدار العنصري والقلاع
الاستيطانية العنكبوتية ، وعلى
كل الجبهات حتى النصر والعودة
ورفع العلم الفلسطيني فوق
الاقصى ؟؟ وكما
كان يصر على قولها أمير الشهداء
بعد كل حرب ومجزرة : (( ان مصير
فلسطين يتحدد هناك على ارضها ،
لاعلى طاولة المفاوضات ...))؟؟؟ الم تك
الدماء الذي سالت على شواطئ
فلسطين بدماء الضمائر الحية من
اربعين دولة وجنسية وفي مقدمتهم
الدم التركي الطاهر سيكون
المنارة في بداية السقوط
والهزيمة للمشروع الصهيوني في
فلسطين ، وهي التي ستخرجهم من
اخر كهف لهم وعسلا لن نعطيهم
؟؟وخبز كفافهم لن نعطيهم ؟؟ ما
دام دماء اطفالنا وشهدائنا على
الجدران بحجم خارطة الوطن ، ولن
ننسى ولن نغفر
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |