-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
معركة
الحصار والمعابر والمصالحة
تبدأ الآن عريب
الرنتاوي بعض ما
يرد من أنباء ومواقف وتصريحات
من رام الله والقاهرة، ينذر
بعودة الأمور إلى المربع الأول،
ويبعث على القلق والحذر والتحسب
من مغبة السعي ل"تنفيس"
حملة التضامن الدولي مع الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة، أو
تحويلها من أداة ضاغطة على
إسرائيل إلى إداة ضاغطة على
حماس، وربما – وهذا ليس
مستبعداً على الإطلاق – سيجري
التفكير جدياً باجتراح "مخارج"
ترفع الحصار جزئيا على غزة،
وتبقيه أو تشدده على حماس،
ولدينا من المعطيات ما يكفي
لتبرير هذه المخاوف والتعبير عن
هذا القلق. باستثناء
القاهرة ورام والله، يجمع
العالم على أن الوضع الإنساني
في قطاع غزة لا يطاق، وأن الحصار
المضروب على مليون ونصف المليون
فلسطيني الجائر وغير الشرعي، قد
آن أوان رفعه ومن دون إبطاء،
ووحدهم الناطقون باسم السلطة في
رام الله والحُكمِ في القاهرة،
هم الذين يتحدثون بإسهاب عن
استمرار تدفق المواد التموينية
والمعابر المفتوحة وتوفر
الاحتياجات الإنسانية من
غذائية وطبية. والعالم
بأسره – باستثناء القاهرة ورام
الله - يجمع على أن أسطول الحرية
قد هزّ بقوة جدران الحصار
المضروب على القطاع، وأن ساعة
رفع الحصار قد أزفت، وهو الأمر
الذي يبدي الناطقون باسم رام
الله استخفافاً به، حتى أن
أحدهم سخر من الرهان على السفن
والأساطيل وقدرتها على رفع
الحصار، مشدداً على أن المصالحة
التي تبدأ وتنتهي بتوقيع الورقة
المصرية، هي وحدها الكفيلة برفع
هذا الحصار ووقف تلك المعاناة،
وقد رددت القاهرة صدى هذه
التصريحات والمواقف، وإن
بكلمات وجمل أخرى، فيما يشبه
"التنسيق الكامل"، وأضافت
إليها تشديداً على ضرورة عودة
"الشرعية" للقطاع قبل
الحديث عن فتح المعابر ورفع
الحصار، وهو موقف لم يصدر بعد،
كشرط مسبق، حتى عن أكثر الدوائر
الغربية حذرا ومناهضة لحماس،
ودعماًُ وتأييدً للسلطة
والرئاسة ؟!. الخلاصة
كما تتضح من القاهرة ورام الله
تُختصر بما يلي: لا مبادرات
جديدة لإتمام المصالحة،
القاهرة تقول أنها تنتظر حماس
لتوقع زاحفةً الورقة المصرية،
والسلطة سترسل وفداً إلى غزة
بمطلب واحد: التوقيع على "صك
الإذعان"... وبرغم أنهما -
القاهرة ورام الله - تدركان تمام
الإدراك بأن حماس لن توقع
الورقة كما هي، وأنها لن ترفع
الراية من دون قيد أو شرط كما
يطلب إليها، إلا أنهما لن
تترددا في اتّباع هذه التكتيكات
لإحراج حماس وإخراجها، فهذا هو
المطلوب بالضبط، ولا شيء آخر
على الإطلاق...وعليه فإن
المصالحة تغدو معلقة مرة أخرى،
وستجد حماس مرة أخرى نفسها في
وضعية المتهم بعرقلة الوحدة
والمصالحة، وسنعود لمواصل
اللعب بورقة الحصار وإن بأشكال
وتكتيكات أخرى. إذن
نحن أمام شكل جديد للعبة
القديمة ذاتها، يجري اللجوء
إليه في ظروف إقليمية ودولية
متغيرة، جديدها الأبرز والأهم،
أن العالم لم يعد يحتمل
الانتظار، بعد أن بات الحصار
ثقيلا على الضمير الإنساني
الحي، وهو ما يدفع على الاعتقاد
بأن المعادلة الجديدة للتعامل
مع هذه الملفات الثلاث
المتداخلة: المعابر، الحصار
والمصالحة، سوف تقوم على تخفيف
– وربما رفع - القيود على
المساعدات الإنسانية من غذائية
ودوائية وبقدر أقل الإنشائية من
جهة، وتشديدها على حماس حركة
وحكومة وكوادر ومصادر تمويل
وهوامش حركة من جهة ثانية. الأرجح
أن الصيغ التي يجري اجتراحها
للتخفيف من أزمة إسرائيل ورفع
الحرج عن القاهرة والإفراج عن
رام الله، لن تلحظ دوراً لحماس
لا على المعابر ولا في أي "مطرح"،
وسنظل نتحدث عن مساعدات
إنسانية، وليس عن تحرير التجارة
ورفع القيود على حركة الأفراد
والسلع والرساميل والخدمات، من
وإلى القطاع، سنظل نتحدث عن غزة
في سياق إنساني، وليس سياسي،
مساعدات تُفَتّش في عرض البحر
والعريش وأسدود، ومعابر تفتح
وتغلق بحساب دقيق، وأسماء تخضع
لمراجعات أمنية استنادا لقوائم
مطلوبين متعددة الجنسيات،
وبذلك يكون العالم قد أراح
ضميره واستراح، فيما الجولة
الجديدة من الصراع على الشرعية
والسلطة والمنظمة في فلسطين
ستُستأنف، ولكن بضراوة أشد هذه
المرة. ما
الذي ينبغي عمله لتفادي العودة
إلى مربع الانقسام والاقتتال
الأول، وللحيولة دون تحويل هذا
الوضع الحسن إلى وضع سيء، ولقطع
الطريق أمام توظيفات انتهازية
لتداعيات ما بعد هبوب الريح
الشيطانية على أسطول الحرية. في ظني
أن قطع الطريق على هذه النوايا
والأهداف التي لا تمت لفلسطين
قضية وشعبا بصلة، يتطلب أولا
الاستمرار في تسيير قوافل
الحرية وأساطيلها، وإحباط
المساعي الخبيثة التي تسعى في
التقليل من دورها وشأنها في رفع
الحصار وإعلاء مكانة القضية
الوطنية الفلسطينية...وثانياً:
في العمل على إدخال أطراف عربية
وإقليمية جديدة على خط الوساطة
والمصالحة وملفات المعابر
والحصار وتبادل الأسرى، وفي هذا
السياق تكتسب تركيا أهمية
متنامية إلى جانب الدور
المتزايد لقطر والثقل الإقليمي
المتصاعد لسوريا، مثل هذه
الأطراف قد لا تكون قادرة على
إحداث الاختراق المشتهى على هذا
الملفات، بيد أنها قادرة بلا
شك، على منع الآخرين من تحقيق
"اختراقاتهم". والحقيقة
أننا بتنا أمام وضع شديد
التعقيد، فحماس التي تشعر بأنها
في وضع تكتيكي أفضل بكثير مما
كانت عليه قبل بضعة أشهر، تجد
أنه من غير الممكن اليوم القبول
بما كانت ترفضه في الأمس،
والذين جربوا كل الطرق لاستئصال
شأفة حماس وكسر شوكتها، يسعون
للعب على بارقة الأمل التي لاحت
في الأفق الفلسطيني من أجل
تحويلها إلى قوة ضغط على الحركة
بدل أن تكون قوة ضغط في يدها،
ومن ذخر لها إلى عبء عليها،
ومعركة الحصار والمعابر
والمصالحة المتداخلة التي ظننا
أنها وضعت أوزارها أو تكاد،
وراهنّا على كارثة أسطول الحرية
وما بعدها للتقريب بين
الفلسطينيين، يبدو أنها ستشتعل
قريباً وقريباً جداً، فالمسألة
عند أصحابها تبدو قضية حياة أو
موت، وجود أو عدم على ما يبدو،
كان الله في عون غزة وفلسطين. ============================ اعتماد
مقاربة أمريكية جديدة ، في حصار
قطاع غزّة ، ما هي إلاّ محاولة
لتقليل خسائر اسرائيل ! صبري
حجير مازالت
حرارة الحملة العالمية المنددة
بالفعلة الإسرائيلية المشينة
تتصاعد وتتواصل ، وتحقق في سياق
تواصلها تأييداً لقضية الشعب
الفلسطيني ، بما في ذلك كسر
الحصار عن قطاع غزّة ، وإعادة
إعمار ما دمره الصهاينة في
عدوانهم على القطاع عام 2008 . إرادة
قوى التضامن العالمية ، تأخذ في
سياق حركة تأييدها للشعب
الفلسطيني ، اتجاهات متعددة
ومتسعة ، بملامح إنسانية
ومضامين تحررية ، فتعبرُ
الصحاري والهضابَ ، وتنخرُ
البحارَ فتصل أهدافُها الى كلّ
أرجاء الأرض . يبدو
أنّ الحملة العالمية التي
انصبّت على قوات الكوماندوس
الإسرائيلية ، جاءت مثل الرصاص
المصبوب ، نتيجة ما ارتكبته تلك
القوة ، في فجر يوم الإثنين 4 – 6
– 2010 ، ونتيجة ما اقترفته تلك
القوة في تعرضها لأسطول الحرية
، من قتل وانتهاكٍ وقرصنة طالت
أولئك الذين جاؤوا ، كحركات
اجتماعية ، من كلّ حدبٍ وصوبٍ ،
يحملون في ضمائرهم إرادة قرارهم
التاريخي في كسر الحصار الظالم
عن قطاع غزّة . وفقاً
لوجهة نظر عالم الإجتماع ( تورين
)" فإنّ الحركات الإجتماعية
الجديدة لا تتشكل بالصدام فحسب
، لكن بتأثيرها في الرأي العام
". انّ ما حدثَ ، في الواقع ،
هو تغيير حاسم في اتجاهات الرأي
العام العالمي ، تمثلَ برفض
الحصارعلى الشعب الفلسطيني ،
ذلك الحصار الذي جاءَ منذُ
أربعة سنين ، ظالما مجحفاً ، فرضته
إرادة الإحتلال الإسرائيلي
والتواطؤ العربي ، وآذرته
أوروبا ، ودعمته وساندته أمريكا
، وأيدتهُ الكثير من دول العالم
! الحصار
الإسرائيلي على قطاع غزّة لم
تحصد نتائجه التدميرية حركة
حماس ، أوحركات المقاومة
الفلسطينية ، بل جاءت نتائجه
المجحفة على الأطفال والشيوخ
والنساء ، وأهدرت الحقوق
الإنسانية للفلسطينيين ، ورغم
ذلك بقيت غزّة قلعة صامدة ،
عصيّة على الإنهيار في زمن
الهزائم والإنهيارات . مضت
سنةٌ بعد سنةٍ ، صمدت غزة ،
وتحمّلَ شعبُها الحصارَ
والدمارَ ، رافضاً المساومة على
حقوق الشعب الفلسطيني مقابل فكّ
حصاره . حفلتِ
السنواتُ الأخيرة ، بانهيارات
حادة لدول وتجمعات غربية
وعالمية ، بفضل المقاومة
العربية والإسلامية ، وبفعل قوة
الصمود والممانعة . انهيارات
طالت المرتكزات الإقتصادية ،
والبنى العسكرية والإدارية
للدول الغربية ، على خلفيتها
سقطت استراتيجيات استعمارية ،
وتبدلت خطط عدوانية ، كان
مرسوماً لها أن تغير جغرافية
المنطقة العربية ، بما يلائم
بقاء دولة الكيان الصهيوني
كدولة فوق القانون الدولي ،
وكدولة استراتيجية ذات عنصرية
يهودية فائقة ومتميزة ، تفرضها
معادلات القوة العالمية ، التي
سعت ومازالت بقوةٍ ، لتصفية
كافة التبعات المتعلقة
باللاجئين الفلسطينيين . في هذا
السياق التاريخي ، نهضت فوقَ
أرض الواقع قوى إقليمية ذات وزن
اقتصادي وجغرافي وعسكري مثل (
تركيا وإيران ) ، كما ترسخ في
الواقع الدولي دور الحركات
المدنية المتنامية للشعوب ذات
التأثير العالمي ، التي أنشأت ،
في حيزها الجغرافي الواسع ،
لجاناً للتضامن مع القضية
الفلسطينية ، في إطار ما بات
يُعرف بالحركة المدنية
العالمية في مواجهة البرامج
الإحتلالية الأمريكية
والإسرائيلية ، وفي مواجهة
سياسة العولمة الإمبريالية ،
فتوسعت اتجاهاتها أيضاً وتعددت
جبهاتها ، حتى نخرت سفن التضامن
المدنية في اسطول الحرية عباب
البحر المتوسط ، باتجاه سواحل
غزّة ، بهدف كسر الحصار المضروب
على القطاع المحاصر ، منذ أربعة
سنين . جاء
الردّ الإسرائيلي ، كما ظهر
للقاسي والداني يتسم بالعنجهية
والسّادية ، يميزهُ الطبع
الصهيوني المنفلت من عقاله ،
والمتسلط على رقاب العباد ،
فوصلت الإتجاهات السياسية
العالمية الى وضع باتت فيه لا
تستطيع أن تغضَ الطرف عن
السياسة الإحتلالية الصهيونية
على قطاع غزّة ، وحيثُ أثبتت
حماس قدرتها
القيادية والإدارية والأمنية
على قيادة القطاع ، رغم ما تعرض
له القطاع من حرب تدميرية ، في
نهاية عام 2008 ، ورغم اشتداد قوة
حلقات الحصار المحكمة عليه من
قبل الدول العربية ، وخاصة من
الشقيقة مصر ! وحدت
عملية القرصنة الصهيونية لغات
العالم ولهجاته السياسية ،
فالتقت على هدف واحد" أنه آن
الأوان ، لرفع الحصار عن قطاع
غزّة " وكان هذا مطلب الصين
وروسيا الإتحادية من قبلُ . في
أعقاب اقتحام سفينة مرمرة ،
كبرى سفن أسطول الحرية ارتفع
صوت الإتحاد الأوروبي مطالباً
بكسر الحصار عن قطاع غزّة ، فلم
تعد الحكومات الأوروبية ، التي
تواطأت مسبقاً ، تقدر على تحمل
الأعباء الأخلاقية والمعنوية ،
من جراء الحصار الظالم ، أمام
شعوبها . الأمم
المتحدة وعلى لسان امينها العام
، طالبت بوضع حدّ لمعاناة الشعب
الفلسطيني برفع الحصار عن قطاع
غزّة . الصورة التي غطتِ الساحة
السياسية ، بعد اقتحام اسطول
الحرية ، هي أن كسر الحصار بات
وشيكاً ، وأن الدول الحليفة
لاسرائيل لا تستطيع تحمُّل
تبعات تأييد استمرار ذلك الحصار
غير المبرر . وجاءت
أبرز التصريحات المطالبة برفع
الحصار عن قطاع غزة من مفوضة
الأمم المتحدة السامية لحقوق
الإنسان ( نافي بيلاي ) التي قالت
يوم السبت 5 – 6 – 2010 " إن
الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة
غير قانوني ويجب رفعه " . أما
موقف الإدارة الأمريكية فقد
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"
في صدر صفحتها الاولى ليوم
الخميس 3 – 5 -
2010 " أن الرئيس باراك أوباما
يعتبر الحصار المفروض على قطاع
غزّة لا يمكن الدفاع عنه ،
ويعتزم الإلحاح على اعتماد
مقاربة مغايرة تضمن من جهة أمن
اسرائيل ، وتتيح من جهة أخرى ،
نقل مزيد من المساعدات الى
القطاع " في محاولة لامتصاص
التوجهات الدولية ؛ وأكد
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي
الأميركي (مايك هامر ) أن واشنطن
تعمل "بشكل عاجل مع إسرائيل
والسلطة الفلسطينية وشركاء
دوليين آخرين ، لوضع إجراءات
جديدة لتسليم مزيد من السلع
والمساعدات لغزة " الإدارة
الأمريكية تحاول ، في هذه
المرحلة الحرجة ، درئ النقمة
العالمية عن (اسرائيل ) وتحويل
التوجهات العالمية باتجاهات
مغايرة للرغبة المتعاظمة
الداعية الى رفع الحصار عن قطاع
غزّة ، الى هدف إبقاء الحصار ،
لكن بشكل جديد ، يبقي السيطرة
الإسرائيلية على قطاع غزّة ،
بشرط تأمين المستلزمات
الحياتية للشعب الفلسطيني في
القطاع ! وهذا يعني بوضوح ،
محاولة طمس الضرورة التاريخية
التي فرضت توجهات عالمية لكسر
الحصار بشكلٍ حاسمٍ !وهنا تنفتح
أمام حركات المقاومة
الفلسطينية ، وحركات التضامن
العالمية ، ساحة إضافية للصراع
، تستوجب من الطرف الفلسطيني
أولاً ، تحديد آلية للأهداف
الوطنية والسيادية وللصمود
الفلسطيني ، من جانب آخر تأييد
الأهداف الفلسطينية من قبل
الحركة الجماهيرية العالمية ،
فلا عودة الى الهدوء ، والركون
للسكينة ، إلاّ بكسر الحصار عن
قطاع غزّة وإنجاز الإستقلال
الحقيقي . =========================== عبير
زياد* نشأت
القدس كقرية في العصر الحجري
النحاسي حوالي 4000 ق.م وتطورت الى
مدينة خلال العصر البرونزي
المبكر حوالي 3200 ق.م وتحول
القرية الى مدينة هو امر ليس خاص
بالقدس بل هو امر عام في كل
الأراضي الفلسطينية والسورية
حيث شهد العصر البرونزي نشوء
المدن المحصنة والتي زاد
تحصينها خلال العصر البرونزي
الوسيط الذي شهد أيضا ظهور
الإنفاق المائية في تامين المدن
وهو العنصر التحصيني الذي طالما
حاول العلماء اليهود نسبة إلى
العصر الحديدي وكأنه جزء من
الظهور المزعوم لبني إسرائيل في
فلسطين لكن اثبت الدكتور هاني
نور الدين بدراسة علمية شملت
جميع أنفاق الماء في فلسطين
واذكر منها تل القدح (حتصور) وتل
المتسلم ( مجدو ) والقدس وغيرها
من المدن اثبت ان جميع هذه
الأنفاق المائية التحصينية هي
أنفاق بنيت خلال العصر البرونزي
الوسيط كجزء من التحصينات
الدفاعية .( للأسف صدرت الدراسة
باللغة الفرنسية ) إذا
أول سور تحصيني كان لمدينة
القدس في العصر البرونزي المبكر
وتطور هذا النظام التحصيني خلال
العصر البرونزي الوسيط ليشمل
سور مزدوج ونفق تحصيني يحمي عين
الماء الوحيدة الموجودة في
القدس وهي عين جيحون حيث كان هذا
النفق يمتد من داخل المدينة الى
النبع الموجود بين السورين يدعم
حماية النبع بالاضافة الى السور
وما يشمله من ابراج تحصينية كان
هناك ابراج تحصينية خاصة بالنبع
التي هيئ لها بركتين لتجميع
المياه وهذا النفق هو اقدم من
النفق المعروف بنفق عين سلوان
وقد تم اكتشافه خلال السنوات
العقد الاخير من القرن الماضي
وهذا السور التحصيني والابراج
ونبع المياه كانت موجودة خلال
التاريخ الذي يضعه علماء
التوراة لدخول داود واحتلاله
لمدينة القدس حسب الرواية
التوراتية وتكمن اهمية هذا
الاكتشاف في انه ينفي امكانية
احتلال القدس حسب النص الموجود
بالتوراة للتوضيح تذكر التوراة
ان داود قام باحتلال مدينة
القدس من الجهة الشرقية من اسفل
المدينة حيث قام قائد جيشه
اوريا الحثي بدخول من خلال نفق
الماء وفتح بوابة المدينة ودخول
جيش داود من البوابة لكن الواقع
الاثري يقول ان النبع والنفق لم
تكن موجودة خارج الاسوار بل بين
السورين وانها كانت محاطة
بابراج تحصينية اي لا يمكن
عمليا تنفيذ الخطة الموجودة
بالتوراة لكن حين تم كتابة
التوراة كان النفق المعروف
اليوم باسم نفق سلوان موجود
والبير المعروف باسم بير ورن
وبناء عليه تم كتابة هذه
الاسطورة التوراتية التي حاول
التوراتين اثباتها لكن الاثار
نفتها . خلال
اوائل العصر الحديدي الذي يعطى
ان سليمان كان يحكم مدينة القدس
شهدت المدينة فعليا كعدد من
المواقع في فلسطين هجرة مؤقته
لكن سرعا ما عادت الحياة الى
المدينة وبقيت الاسوار خلال تلك
الفترة كما هي لم تتغير وبقيت
محصورة المدينة وتوسعها في تل
الظهور وتل اوفل وتل موريا اي
منطقة وادي حلوة في سلوان
ومنطقة البستان ومنطقة المسجد
الاقصى اليوم ليس باكملها طبعا . خلال
فترة اللاحقة توسعت المدينة
باتجاه الغرب اكثر وتعرضت
المدينة الى هجوم من قبل
الاشوريون عام 701 ق.م وقد تم
تحصين المدينة بطرقتين الاولى
بتحصين المدينة بالسور المعروف
بالسور العريض الذي شمل لاول
مرة جبل صهيون كما شمل التحصين
عمل نفق جديد المعروف بنفق
سلوان او عين ام الدرج والذي
يبلغ طوله 1700 قدم شمل كذلك حفر
نفق ورن لكن السؤال الذي يطرحه
العلماء لماذا يصنع نفق جديد في
الوقت الذي يعرف السكان عن
النفق القديم الذي هو اقوى
تحصينينا من هذا النفق ودليل
معرفتهم به انهم وضعوا الاتربة
التي استخرجوها من حفر النفق
بالنفق القديم ؟؟ ولا اجابة حتى
الان على هذا السؤال . وعثر داخل
النفق على كتابة باللغة
الكنعانية تتحدث عن حفر النفق
وينسب التوراتين هذه الاحداث
الى ملك يهودي يدعى حزقيا لكن لا
وجود لاي ذكر لاسم هذا الملك في
اي مكان اخر غير التوراة وويتضح
من البقايا الاثرية ان سكان
المدينة كانوا وثنين ومن الالهة
التي عبدوها الالهة الام .وقد
هدمت المدينة على يد نبوخذ نصر
ودمرت اسوراها عام 561م وسبي
سكانها لكن ليس هناك ما يثبت ان
من سبي من القدس كانوا يهود كما
ان سياسة السبي كانت سياسة تشمل
كل المناطق التي غزاها نبوخذ
نصر. بقيت
مدينة القدس بدون تحصينات حتى
وصول الحكام الجدد للقدس الذين
ارسلهم الفرس عام 583 ق.م وهم
كانوا من اليهود ( اول تواجد
مثبت لليهود في ارض فلسطين )لكن
عادت مدينة القدس ليصغر حجمها
مرة اخرى .خلال الفترة
اليونانية عام 332 ق.م توسعت
المدينة ووصلت حدودها الى هضبة
موريا شمال وشرقا وجبل صهيون
غربا وتل الظهور جنوبا وشملت
بناء قلعة الحكرا بين تل الظهور
وتل موريا .وهي نفس الحدود خلال
الفترة الرومانية الاولى في عهد
هيرودس تقريبا الا انه بالاضافة
الى الاسوار الموجودة وقلعة
الحكرا بنى هيرودس قلعة
الانطونيا وقلعة القدس التي
تسمى قلعة داود على الهضبة
الغربية من مدينة القدس بالقرب
من جبل صهيون والعديد من البرك
المائية والقنوات. شهدت
الفترة اللاحقة من حكم ابناء
هيرودس توسع مدينة القدس الى
اقصى حدودها حيث شملت معظم
مناطق سلوان والبلدة القديمة
اليوم وشارع صلاح الدين وشارع
نابلس اي وصلت حتى حدود
القنصلية الامريكية اليوم
بشمال المدينة اي كانت اضعاف
الحجم الحالي. عام 70
م قام تيطوس بتدمير المدينة
بشكل كامل لحقها حرثها بالثور
على يد الامبرطور هدريان الذي
قام ببنائها ضمن المخطط الحالي
الموجودة عليه المدينة ووضع
بشكل تقريبي الحجم الموجود
اليوم واعاد تسوير المدينة لكن
البيزنطين وسعوا المدينة مرة
اخرى وادخلوا سلوان بداخل
البلدة القديمة وهو الوضع الذي
كانت به المدينة عند الفتح
الاسلامي والذي استمر خلال
العهود الاسلامية الاولى مع
الملاحظة ان القلعة الوحيدة
التي حافظت على وجودها هي قلعة
القدس ( قلعة داود ) . عام 1099
م وبعد هروب الحامية الفاطمية
كسر سور القدس من الجهة
الشمالية الغربية ودخل المدينة
الصليبيون الذين عملوا بعد
السيطرة على المدينة وذبح
سكانها على اعادة تحصين المدينة
وترميم الاسوار والقلعة . عام 1187
م تم تحرير القدس على يد صلاح
الدين الايوبي ودخلها من باب
العامود وامر بهدم كافة اسوار
مدينة القدس وامر فقط بترميم
القلعة وحفر خندق يحيط بالقلعة
وقام ابن اخيه المعظم عيسى
بتنفيذ اومر هدم اسوار المدينة
خشيت ان يعاود الصليبيون
احتلالها . وقد
حاول الصليبيون بعد استعادة
المدينة باتفاقية صلح مع الملك
الكامل الايوبي اعادة تحصين
المدينة لكن الملك الناصر
الايوبي منعهم من ذلك واستعاد
المدينة ليعود ويسلمها
باتفاقية سلم حتى استطاع الصالح
نجم الدين أيوب ان يحررها لاخر
مرة من الصليبين لكنه لم يعاود
بناء سور وبقيت المدينة بدون
سور خلال العهد المملوكي مع
ترميم ملحوظ وإعادة بناء للقلعة
القدس. مع
بدايات العهد العثماني
بالاضافة الى ترميم القلعة قام
السلطان سليمان القانوني ببناء
سور القدس الحالي بابعاده
الحالية التي اخرجت جبل صهيون
وقرية سلوان خارج اسوار القدس
وهناك عدة أسباب تطرح وراء دافع
بناء السور لكن من الواضح
للدارسين انه ليس بهدف تحصيني
ضد الحروب ويرجح انه سبب ديني
تقدير لاهمية المدينة الدينية
والتي حظيت باهتمام ملحوظ من
السلطان سليمان القانوني وقد تم
ترميم السور عدة مرات خلال
العهد العثماني والاردني
واليوم تخضع اسوار القدس الى
الترميم. *مختصة
بشؤون القدس =========================== سعيد
حارب سامح
الله الأتراك، فقد أحرجونا نحن
العرب بحملتهم التي أسموها «قافلة
الحرية»، وكشفوا لنا «سوءات»
كثيرة كنا نخفيها عن الناس، فقد
ذكَّرونا أن غزة محاصرة، وكنا
قد بدأنا ننسى أن هناك حصاراً
على غزة، أو أن هناك بلدا اسمه
غزة، أو أن هناك مليونا ونصف
المليون من البشر يعيشون على
أرض غزة وأنهم مثل بقية «المخلوقات»
يحتاجون للطعام والماء، كنا قد
نسينا أو كدنا ننسى ذلك لولا
هؤلاء الأتراك -سامحهم الله-
الذين جمعوا سفنهم وحرَّضوا
الآخرين على مشاركتهم هذه
القافلة، فجمعوا معهم مئات
البشر، بين صغير وكبير ورجل
وامرأة وعامل بسيط وطبيب
ومهندس، كما حرَّضوا العلماء
على مشاركتهم في حمل الأطعمة
والأدوية لسكان غزة، حتى
استطاعوا إقناع مَنْ يحمل جائزة
نوبل ليكون من بينهم، فسامحهم
الله على هذا «التحريض»، وما
علموا أن العلماء لا شأن لهم
بالسياسة، كما يقول علماؤنا و«رجال
الدين» عندنا. لقد
شغلنا الأتراك بحملتهم تلك عن
قضايا كثيرة تشغلنا، فنحن على
خلاف بيننا، هل تكون المفاوضات
مع «إسرائيل» مباشرة أو غير
مباشرة، فما زلنا نقدم رِجلاً
ونؤخر رجلاً في مسألة التفاوض
تلك رغم أن شهرين مَضَيا منذ
قررت جامعتنا العربية العتيدة «الموافقة»
على التفاوض غير المباشر مع «إسرائيل»
التي لم نسمع لها رأياً في هذا
التفاوض. وسامح
الله الأتراك، فقد كشفوا لنا
أننا مازلنا مصرين على التفاوض
حتى بعد وقوع «مذبحة الحرية»،
وقال قائل من بيننا إن إسرائيل
فعلت ما فعلت من أجل أن تصرفنا
عن المفاوضات! أما ضحايا الحرية
فسنكتفي بالتنديد والشجب
واعتبار ذلك إرهاب دولة، بل
سنعلن الحداد عليهم ثلاثة أيام،
ألا يكفي الأتراك ذلك؟، هل
يريدون أن يحرجوننا أمام العالم
أكثر مما فعلوا، هل يريدون أن
يقولوا للعالم إننا نحاصر أهل
غزة من البر كما تحاصرهم
إسرائيل من البحر؟، وإنها إذا
كانت تقيم الجدار العازل فوق
الأرض، فنحن أبرع منها فقد
أقمناه تحت الأرض!، وأن بعوضة لا
تستطيع أن تعبر من غزة إلا ونحن
لها بالمرصاد، فلماذا يسيِّر
الأتراك سفنهم إلى غزة؟ هل هي
مظاهر العظمة الجديدة، أم أنها
عودة للهيمنة العثمانية أو
الاستعمار التركي كما علمتنا
كتب التاريخ في المدرسة، أم
يريدون أن يتشفوا منا ويذكرونا
أن فلسطين عندما كانت تحت
سيطرتهم أو احتلالهم لم يجرؤ
اليهود عليها، وأنهم حين سلموها
لنا كنا متسامحين فسلمناها
لليهود، ألسنا أمة التسامح، أم
يريدوننا أن نثور لأتفه الأسباب
كما يفعلون هم كلما داس أحد على
طرف لهم؟ سامحهم
الله على تقليب التاريخ
والمواجع، وقد كنا نسينا ذلك،
وانشغلنا بشؤون حياتنا، حتى
أصبح بعضنا يمل من سماع الأخبار
حول غزة وفلسطين، وعلى طرف
لسانه علق لافتة مكتوبا عليها «ما
لنا ولفلسطين.. هل سنكون ملكيين
أكثر من الملك.. أسمِعونا شيئاً
آخر»!، فجاء الأتراك -سامحهم
الله- ليشغلونا بسماع أخبار
حملتهم وتحركاتهم ومواجهتهم
لليهود في عرض البحر، وكأن
الدنيا خلت إلا من أخبار هذه
القافلة، لقد شغلونا خلال
الأيام الماضية بأخبارهم حتى لم
نستطع أن نتابع المسلسل التركي
الذي تبثه بعض قنواتنا أكثر من
مرة في اليوم، لكن بعض قنواتنا
الأخرى كانت أكثر حرصا على
إمتاعنا وتسليتنا، فأصرَّتْ -أو
ألحَّتْ- على أن تخفف عنا الضغط
النفسي الذي سببته لنا أخبار
قافلة الحرية، فأمتعتنا بعرض
المسلسل التركي خلال تلك
الأيام، وكأنها تقول لنا لا
تغرّنكم حركات الأتراك، فهم إما
مهند أو نور!، فاكتشفنا أن هناك
أتراكا آخرين يموتون من أجل
فلسطين، ويحركون العالم معهم من
أجل أطفال غزة، بينما نكتفي نحن
بالمطالبة برفع الحصار عن غزة،
وكأن غزة في كوكب المريخ تحتاج
إلى مركبة فضائية للوصول إليها،
فكلما خرج علينا أحدهم بدأ
بالشجب والتنديد وانتهى
بالمطالبة برفع الحصار، وكأنه
يقدم ذلك المشهد في مسرحية «الزعيم»
عندما يقف مساعد الزعيم ليلقي
خطبة «أنيقة» فيسأله الزعيم: «متى
تعلمت الكلام ده؟»، فيجيبه: «ده..
طقم.. بنحفظه.. ونقوله في
المناسبات»، ويبدو أن
مناسباتنا كثيرة مما زاد من
أطقمنا!، فسامح الله الأتراك
الذين كشفوا لنا كل ذلك، فما لهم
ولفلسطين، وهم ليسوا عربا ولا
فلسطينيين، هل يعتقدون أنهم
يملكون حقا فيها لأنهم مسلمون،
أو ليس المسلمون العرب أولى
بذلك؟ إن هناك ملايين المسلمين
الذين لا يعنيهم أمر فلسطين،
فلماذا يحرجونهم أمام أبنائهم
وزملائهم عندما يسألونهم «هل
أهل غزة مسلمون؟»، أم أن ذلك
يحتاج إلى فتوى من أحد المشايخ،
لكن المشايخ لا يفتون في
السياسة، وبعضهم لديه ما هو أهم
من ذلك، إذ إنهم مشغولون بإرضاع
الكبير وكيفية إرضاعه، وهل يمكن
للسائق أو العامل في البيت أن
يرضع من صاحبة البيت، وهل يمكن
لصاحب البيت أن يرضع من الخادمة
لديه؟، أما فئة منهم فقد أرادوا
أن يواكبوا العصر فالتحقوا
بدورات تدريبية تعلمهم أن
إسرائيل لا يجوز محاربتها أو
الجهاد ضدها لأنها جارة،
والرسول صلى الله عليه وسلم
وصَّى بالجار! فلماذا لم تأخذوا
بهذه الفتوى وتجلسوا على ضفاف
البوسفور تراقبون السفن
العابرة بدلا من أن تعتلوا
صهواتها إلى غزة وتسببوا لنا
هذا الحرج بل الإزعاج.. سامحكم
الله أيها الأتراك! ============================= لإدارة
الحصار بدلاً من إنهائه .. خطة
أمريكية- سلطة فتح في رام الله
لإحباط نتائج مجزرة الحرية رامي
خريس بدأت
تتكشف خيوط مؤامرة جديدة هدفها
إحباط النتائج التي تحققت بعد
وقوع مجزرة أسطول الحرية ، التي
سببت إزعاجاً كبيراً للإدارة
الأمريكية و(لإسرائيل) التي
تضررت سياسياً بشكل كبير جراء
إقدام جيشها على ارتكاب جريمة
على ظهر السفينة التركية "مرمرة". الإزعاج
لم يقتصر على الولايات المتحدة
التي بدأت ترى في الكيان
الصهيوني عبئاً وليس ذخراً كما
كان " بحسب تصريحات أدلى بها
رئيس المخابرات (الإسرائيلية)
مائير داغان ، بل يمتد الشعور
بالآثار السلبية لقوافل كسر
الحصار إلى السلطة في رام الله
التي تعتبر نفسها المتضرر الأول
لإنهاء الحصار في ظل الظروف
الحالية ، أما الطرف الآخر الذي
يبدو مستفيداً من استمرار
الحصار هي القاهرة التي سارعت
إلى فتح معبر بشكل جزئي بعد وقوع
المجزرة لتلافي الحرج الكبير . إدارة
الحصار ويبدو
أن ما تتعرض له واشنطن من حرج
بسبب الممارسات (الإسرائيلية)
وحصارها لقطاع غزة ، وما أقدم
عليه جيشها من هجوم على أسطول
الحرية دفع الأولى للتفكير
بآلية أخرى لإدارة الحصار بدلاً
من أن تصل إلى اللحظة التي تضطر
فيه إلى الطلب من حكومة
الاحتلال إنهاءه بشكل كلي مع
تصاعد حركة الاحتجاج وما يمكن
أن تنجم عنه عمليات أخرى لكسر
الحصار . ويبدو
أن التحرك الأمريكي سيبدأ
قريباً في وضع تصور لعملية
إدارة الحصار بالتعاون مع "
سلطة فتح" وذلك قبل تدخل
أطراف أخرى بدأت تشعر بخطورة
حركة الاحتجاج التي تصاعدت في
دول أوروبا ، وهو ما دفع وزير
الخارجية الإسباني ميجيل أنجيل
موراتينوس إلى الإعلان عن نيته
تقديم خطة من الاتحاد الأوروبي
ليتم اقتراحها داخل اللجنة
الرباعية الدولية، بهدف رفع
الحصار عن غزة. وتتضمن
الخطة إرسال بعثة مراقبة
أوروبية للمعابر مع القطاع
ومصر، ونشر قوة بحرية أوروبية
لمراقبة شواطئ غزة بما يتيح
إعادة فتح ميناء غزة. وقال
موراتينوس- في ختام ندوة عقدها
مجلس الشيوخ الفرنسي حول "دور
الاتحاد الأوروبي من أجل إقرار
سلام عادل في الشرق الأوسط"-:"
إن الاتحاد الأوروبي لديه
القدرة الأمنية والسياسية
لتقديم خطة أو مبادرة دولية
داخل اللجنة الرباعية ترمي إلى
رفع الحصار". ولاستباق
أي مبادرات أخرى تهدف لإنهاء
الحصار طالبت واشنطن (إسرائيل)
–وفق مصادر العامة- بإيجاد "آلية
خلاقة"، كما أسموها، لإيصال
المساعدات الإنسانية إلى غزة
تجنباً لمزيد من الانتقادات
الدولية لحصارها قطاع غزة
المتواصل منذ أربع سنوات. وتشير
هذه المصادر إلى أن (إسرائيل)
ترى أنها عثرت على هذه الآلية
وهي أن تدعو كل من يريد أن يوصل
مساعدات بأن يأتي بها -إن كانت
عبر البحر- إلى ميناء أسدود، ومن
هناك ستقوم هي بالتعاون مع
الجهة المخولة بنقلها إلى قطاع
غزة، كما تقول. دور
سلطة رام الله ومن
المؤكد أن السلطة ستكون سعيدة
بوجود دور لها في عملية إدارة
الحصار ، وستكون لها فرصة في
الضغط على حماس بدلاً من أن
ينتهي الحصار ، وعندئذ ستجد
نفسها في ورطة كبيرة لانهيار
عامل الضغط الكبير على الحركة
التي صمدت لسنوات تحت الحصار
دون أن ترفع الراية البيضاء . وما
يؤكد أن حركة فتح لا تزال ترغب
عملياً باستمرار الحصار تلك
التصريحات التي صدرت عن رئيس
كتلتها البرلمانية عزام الأحمد
الذي قال بعد مجزرة أسطول
الحرية أن غزة ليست بحاجة
لإمدادات من المواد الغذائية أو
الإنسانية لأن السلطة ترسل
يوميا جميع احتياجات القطاع عن
طريق المعابر غير المصرية (ويقصد
المعابر الإسرائيلية لأنه لا
يوجد غيرها) وأضاف أن معبر رفح
لم يغلق يوما في وجه الإمدادات
الإنسانية الذاهبة إلى غزة . بل ذهب
الأحمد إلى ابعد من ذلك عندما (بشر)
وقال :"أن حصار غزة لن يكسر
وأن كل القضية الفلسطينية لن
تحل إلا بإنهاء الانقسام. وطبعاً
يريدون إنهاء هذا الانقسام على
طريقة فتح أوسلو وفق شروط
الولايات المتحدة وبدون ذلك لن
تتحقق المصالحة وبالتالي لن
ينتهي الحصار وفق ما يرمي
الاحمد. ================================ د.
فايز أبو شمالة كان
السجين "عادل اصليح"
مكلفاً من قبل سجناء سجن نفحة
بالعمل بين غرف أحد أقسام
السجن، وكان قبل عشرين عاماً
يقف أمام باب غرفتي، ويلقي علي
التحية بود ومحبة، فلم يكن
يناديني كباقي السجناء بجملة:
يا مناضل، وإنما كان يصر أن
يخاطبني بجملة: يا أستاذي، فقد
تعرف علي مدرساً له في مدرسة
الشهيد أحمد عبد العزيز في خان
يونس، عندما كان طالباً
مشاغباً، محبباً، مقرباً مني،
وقد ظل بالنسبة لي طالباً حتى
بعد أن كبر، وشارك في المقاومة،
ودخل السجن، وكنت أناديه باسمه
دون كلمة "مناضل"، رغم طول
عنق بندقيته، وهذا التعامل جرى
مع كل طلابي الذين التقيت فيهم
بطول السجون الإسرائيلية
وعرضها، ومنهم: محمد أبو نصيرة،
ومسلم أبو نصيرة، وسامي هداف،
وأسامة أبو سمرة، وآخرون نسيت
أسماءهم مع طول الزمن، ليظل "عادل
اصليح" هو السجين الأقرب،
ولاسيما بعد أن رآني يوماً أقوم
بتنظيف صحون الطعام التي أكل
فيها السجناء، فطلب من السجان
أن يفتح له الغرفة، ليدخل
مسرعاً، ويحاول أن ينزع من يدي
قطعة الإسفنج التي أنظف فيها
صحون الطعام، ولكنني رفضت، وبين
إصراره، ورفضي، كان علي أن أوضح
له واجبي تجاه السجناء، وأن
النظافة في هذا اليوم تقع على
عاتقي وفق النظام، وأن لا فرق في
العمل، وتنظيف غرفة السجن بين
كبير وصغير، ثم؛ لا أقبل على
نفسي أن أكون عالة، وأتّكل على
سجناء آخرين لينظفون صحن طعامي،
لأقعد عاجزاً. تذكرت
السجين "عادل اصليح" قبل
أيام من ربيع سنة 2010، أثناء
محاضرة في جامعة الأقصى، وكان
يجلس أمامي طالباً جامعياً قد
شاب شعر رأسه، وعبرت عليه
الأيام، ومع ذلك بدت ملامحه
ليست غريبة، لقد ذكرني "سمير
الجبور" باسمه، لقد كان
طالباً عندي قبل خمسة وثلاثين
عاماً في مدرسة أحمد عبد العزيز
ذاتها، ابتعدت فيه الأيام
المسجونة عن إكمال الدراسة،
ليلتقي كلانا؛ طالب جامعي برأس
أبيض، وأستاذ جامعي برأس مثقل
بالتجارب التي تقول: إن الإنسان
إرادة حياة، ورغبة في تطوير
الذات، والحضور والتأثير في
مجريات الأمور، لا يضعف إلا إذا
ضعفت لديه الرغبة في الحياة
ذاتها، ولا ينكسر إلا إذا
انكسرت لديه الثقة بالغد، وفقد
الأمل بالمحيط، وانقطع الحبل
السري الواصل بينه وبين الطموح،
وارتضى أن يكون كماً مهملاً بلا
شهية التحليق، وبلا شهوة
التألق، وشهقة البريق. ============================ حتى
لا يكون ثمن رفع الحصار أخطر من
الحصار د/إبراهيم
أبراش حتى لا
يبني البعض أمجادا وانتصارات
وهمية على أشلاء المشروع الوطني
الفلسطيني نقول يجب الحذر من
دعوات رفع أو تخفيف الحصار عن
قطاع غزة خارج إطار المصالحة
وخارج سياق وحدة المشروع
الوطني،فقد بات واضحا بأن
المعركة المتشعبة الأبعاد التي
عنوانها رفع الحصار عن قطاع غزة
تُخفي مخططات ترمي لإعادة تعريف
وصياغة مفردات القضية
الفلسطينية لإخراجها من سياقها
الحقيقي كحركة تحرر وطني تسعى
لتحرير فلسطين وإقامة دولة
فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس
وعودة الاجئين الفلسطينيين
،وتحويلها بدلا من ذلك لمجرد
قضية إنسانية لأهالي قطاع غزة
يمكن حلها برفع أو تخفيف الحصار
أو قضية اقتصادية ومعيشية لسكان
عرب في الضفة والقدس يمكن حلها
بما يسمية نتنياهو وبلير بالحل
الاقتصادي تمهيدا للتقاسم
الوظيفي مع الاردن .وعليه فإن
المقياس على الالتزام بفلسطين
شعبا وارضا من أي حزب أو دولة او
شخص وسواء كان التزاما باسم
الوطنية أو القومية أو الإسلام
لا يكون فقط من خلال المناداة
برفع الحصار عن غزة أو تسيير
قوافل لرفع الحصار أو حتى
بالصدام مع إسرائيل لرفع الحصار
عن غزة ،بل من خلال الالتزام
بالقضية الفلسطينية حسب أصولها
وتعريفها الأول كحركة تحرر وطني
لكل الشعب ولكل فلسطين وكحد
ادنى تحرير الضفة والقطاع وقيام
الدولة،أما الدول والانظمة
التي تملك الجيوش والإمكانيات
الاقتصادية والعسكرية
والتحالفات الدولية والتي تثور
وتهيج وترعد وتزبد مطالبة برفع
الحصار عن القطاع فعليها ألا
تخفي تقاعسها وتواطؤها تحت شعار
رفع الحصار عن غزة ،معركة رفع
الحصار عن غزة معركة مؤسسات
مجتمع مدني ومنظمات حقوقية
وقانونية دولية ومعركة جماهير
شعبية، أما الدول والأنظمة
العربية والإسلامية فمعركتها
الأساسية يجب ألا تقتصر على رفع
أو تخفيف الحصار عن غزة بل يجب
أن توجه لإنهاء احتلال القدس
والضفة وغزة ،رفع الحصار عن
قطاع غزة كمطلب وطني وقومي
وإسلامي وإنساني ملح،وسواء كان
بجهود تركية أو عربية أو دولية
لن يُسقط المسؤولية عن العرب
والمسلمين تجاه فلسطين لأن
القضية الفلسطينية لن تنتهي
برفع الحصار عن غزة،ولأن غزة
ليست فلسطين،فلا يبني أحد
أمجاده على أشلاء المشروع
الوطني التحرري الفلسطيني. نعم
... يجب رفع الحصار عن غزة،ولكن
ألم تلاحظوا أن مشكلة غزة غطت
على القضية الفلسطينية ،غطت على
الاستيطان في الضفة وتهويد
القدس، كما سبق وأن غطت اتفاقات
أوسلو على يافا وحيفا والجليل
وعكا وعلى قرارات وحقوق تُقر
بها الشرعية الدولية ؟ ألم
تلاحظوا أن الحديث عن رفع
الحصار يسير طرديا مع تراجع
المصالحة وتعزيز الانقسام
وتوقف المقاومة وتعثر مفاوضات
السلام؟ فهل غزة أهم من الضفة
والقدس؟ ومتى كانت دولة غزة
مطلبا وهدفا وطنيا فلسطينيا
؟لماذا ذاكرتنا ضعيفة بحيث ننسى
بسرعة ان إسرائيل عرضت قطاع غزة
على الرئيس أبو عمار أكثر من مرة
ليقيم عليه دولة مستقلة مقابل
تأجيل البحث في القضايا
الأساسية كالقدس والضفة
والاجئين ولكنه رفض ذلك لأن
القضية أكبر من غزة؟ألم تلاحظوا
ان الجميع يتحدث عن رفع الحصار
عن غزة ولكنهم لا يتفقون على
تفسير وتعريف مفهوم الحصار وكيف
سيُرفع الحصار عن غزة وما بعد
رفع الحصار؟ إن الخشية أن يكون
ثمن رفع الحصار بالحسابات
الوطنية أسوء وأشد وطأة من
الحصار نفسه. نشوة
الانتصار السابقة لأوانها التي
انتابت حركة حماس بعد تداعيات
جريمة مهاجمة اسطول الحرية
وحالة الارباك في تصريحات
ومواقف حركة فتح من الحصار وما
بعد رفعه ، تدلان على أن العواطف
والحسابات الحزبية الضيقة
المنقطعة الصلة بالرؤى الوطنية
الاستراتيجية بعيدة المدى ما
زالتا الموجه لعمل هاتين
الحركتين .حركة حماس لم تحقق
نصرا يبرر نشوة النصر التي تشعر
بها والبادية على وجوه قادتها
ومن خلال تصريحاتهم وهي نشوة
دفعتها لقطع الطريق على كل يد
ممدودة للمصالحة - إلا إذا كانت
مفاهيم حماس للنصر هي التي
طبقتها على المجزرة الدموية
الإسرائيلية في غزة قبل عام
ونصف -،كما أن المشروع الوطني
التحرري الذي شكل لازمة لحركة
فتح ،وهو المشروع الذي يؤكد على
وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة
وغزة وفي الشتات ويؤكد على رفض
الانقسام وأولوية المصالحة على
غيرها من الترتيبات سواء التي
تخص غزة أو الضفة ،لم ينهزم هذا
المشروع حتى يفكر البعض في حركة
فتح ومنظمة التحرير بنفض اليد
من معركة تحرير الضفة والقدس
ونقل معركتهم لغزة والبحث عن
نصيب في حكمها بعد رفع
الحصار،لم ينتهي المشروع
الوطني حتى يخفي البعض في فتح
والمنظمة فشلهم وعجزهم بركوب
موجة رفع الحصار عن غزة . بالرغم
من عدم شرعية حصار غزة وصيرورة
المطالبة برفعه قضية رأي عام
عالمي ،إلا أن القائلين برفع
الحصار لا يتشاطرون نفس الرؤية
لطبيعة الحصار على غزة ولكيفية
رفعه ولمستقبل قطاع غزة بعد رفع
الحصار .صحيح أن دوافع انسانية
تقف وراء مطالب غالبية الحركات
الشعبية المطالبة برفع الحصار
حيث لا يرى هؤلاء في رفع الحصار
إلا البعد الإنساني والرغبة في
التعبير عن رفض السياسة
الصهيونية بشكل عام ،وصحيح أيضا
أنه ليس مطلوب من المتعاطفين مع
الحالة الإنسانية في القطاع أن
يغوصوا في تفاصيل القضية
الفلسطينية ويناقشوا الأبعاد
الاستراتيجية الكامنة وراء فصل
غزة عن الضفة ووراء رفع الحصار
بمعزل عن المصالحة الوطنية وعن
مجمل القضية الوطنية ،وصحيح
أيضا أن هذه الجماهير والدول
المؤيدة لرفع الحصار عن غزة
تستحق كل شكر وتقدير لتلمسها
عدالة القضية الفلسطينية
وفضحها للطبيعة الإرهابية
للنظام الصهيوني ووضعها قضية
رفع الحصار محل الصدارة في
الاهتمامات الدولية ، ولكن
،يبدو أن شعار رفع الحصار تحول
لمصطلح مراوغ وحمال أوجه ،تفسره
وتتعامل معه أطراف متعددة كل
منها حسب تفسيرها للحصار
وتفسيرها لرفع الحصار وللثمن
المطلوب مقابل رفع الحصار. نقول
أخيرا ،إن لم يتدارك
الفلسطينيون والعرب الأمر
بسرعة ويوحدوا رؤيتهم لمفهوم
رفع الحصار والسياق الوطني
والقومي لرفعه فإن الحياة ستدب
في جسد شارون الميت الحي عندما
يسمع أن إسرائيل قبضت ثمن رفع
الحصار عن غزة وهو تكريس فصل غزة
عن الضفة وإنهاء وحدة وتواصل
غزة والضفة تحت راية سلطة
وحكومة واحدة وبالتالي تدمير
المشروع الوطني ،لان هذا كان
هدف شارون عندما انسحب من
القطاع عام 2005 وأبقى الحصار
عليه .فهل سنستكمل بايدينا خطة
شارون ؟. =========================== معبر
رفح المصري وتساؤلاته المصيرية بقلم/
د. أيمن أبو ناهية* لا
تزال قضية فتح معبر رفح بين قطاع
غزة ومصر عالقة. حيث تصر (إسرائيل)
على السيطرة على الحدود
والمعابر بين قطاع غزة والخارج
مع إبقاء سيطرتها الكاملة على
مرور البضائع . حيث اقترحت نقل
معبر رفح إلى مثلث حدودي مصري
فلسطيني إسرائيلي على بعد عدة
كيلومترات جنوب شرق موقعه
الحالي. و كانت بداية المأساة
لأهالي مدينة رفح عندما احتلت (إسرائيل)
كلاً من قطاع غزة وشبه جزيرة
سيناء المصرية سنة 1967، وعليه لم
يكن يفصل بين رفح المصرية
والفلسطينية أي حدود، وتشكلت
علاقات اجتماعية كبيرة بين سكان
الرفحين. وبعد
توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"
عام 1978 ، وتنفيذ الشق الخاص برسم
الحدود الفلسطينية المصرية تم
فصل رفح المصرية عن رفح
الفلسطينية ، مما شتت العائلات
وفصلهم عن بعضهم البعض مما أدى
إلى خلق كارثة إنسانية وخاصة
بعد أن تحكمت (إسرائيل) بمعبر
رفح . ورغم
ما قدمته الحكومة في غزة من حلول
تشغيل معبر رفح وفقاً لاتفاقية
المعابر 2005، تمسكت (إسرائيل)
بالرفض وبشكل قاطع بتشغيل
المعبر وفق اتفاقية 2005 وتصر على
مواصلة حصار القطاع. ولعل
الشيء المثير للدهشة أن معبر
رفح يلقى اهتماماً كبيراً من
الإدارة الأمريكية فأصبح لديها
أهم من قناة السويس وجميع مضايق
ومعابر الشرق الأوسط! لا لشيء
وإنما لأنه المنفذ والمتنفس
الوحيد لمليون ونصف المليون
إنسان محاصر ظلماً وعدواناً على
مدار أربع سنين ولايزال! وقد
اتضحت الصورة بقدوم نائب
الرئيس، جو بايدن إلى مصر،
ولقائه الرئيس مبارك فور إعلان
الأخير عن فتح المعبر إلى إشعار
آخر، فيا ترى ما هو السر الغامض
وراء هذا الاهتمام؟! وعليه هناك
جملة من التساؤلات التي تحدد
مصير معبر رفح مستقبلاً ، وهي
كالآتي: 1- ماذا
يعني فتح معبر رفح لحين إشعار
أخر؟ هل يعبَّر إعلان مصر هذا عن
حسن نيتها تجاه الشعب الفلسطيني
المحاصر في غزة وتخفيف معاناته
وعدم الرجوع لما سبق؟ أم أن هذا
الإعلان مرتبط بأجندات خارجية
قد أحرج الحكومة المصرية على
اتخاذ هذا القرار لفترة ما،
وذلك استجابة للنداءات الدولية
الغاضبة لإغلاق المعبر،
واستمرار الحصار على القطاع
خاصة بعد مجزرة أسطول الحرية
ومن ثم تعاد الكرة مرة أخرى
لإغلاق المعبر؟ 2-
لماذا لا يكون فتح المعبر على
الدوام؟ بمعنى هل الإرادة
السياسية منعدمة لمن يريد فتح
المعبر بصفة دائمة أم أن الأمر
يحتاج إلى معجزات؟ 3- هل
نجحت (إسرائيل) في جر مصر
للهاوية بالمشاركة في حصار
أهلها الفلسطينيين في قطاع غزة،
وغض الطرف عنهم مقابل لا شيء؟! 4- مصر
التي فتحت صدرها لأوباما الذي
وعدها أن يغير علاقات بلاده
ومعاملاتها مع العالم العربي
والإسلامي، سوف تصدقه مرة ثانية
بعد أن خدع الجميع وتحيز ل(إسرائيل)
بمواصلة الحصار على قطاع غزة،
وتنازله عن شروطه بإلزام (إسرائيل)
التخلي عن الاستيطان؟. 5- على
مقربة من شواطئ غزة يقع ميناء
العريش المصري وتختلط رفح
المصرية بالفلسطينية، فهل
يستطيع كائن من كان فصل هذه
المياه عن بعضها؟. أسئلة
تبحث عن إجابات .. وكلها مخارج
قانونية، لكن أود القول: سهل
ويسير على مصر الفك والكسر
والرفع لهذا الحصار الظالم الذي
أجمع العالم على أنه غير
قانوني، بل هو جريمة في حق
الإنسانية، ولطالما اتهمت مصر
بأنها مشاركة في هذا الحصار
الظالم وتوَّجته بالجدار
الفولاذي الذي تم إنشاؤه بإشراف
أمريكي بينها وبين أشقائها
الفلسطينيين. كما كنت أود أن
يكون الفتح بمبادرة مصرية قبل
السطو والقرصنة على السفينة
مرمرة ضمن أسطول الحرية، ولم
يكن هذا كردة فعل على جريمة
الصهاينة.. نتمنى أن يكون الفتح
على الدوام وللأبد. *أستاذ
الاجتماع والعلوم السياسية –
غزة ========================== تكتيك
الحرب المركبة في ثلاثية
الإستراتيجية الأمريكية د.
مهند العزاوي تعاني
الولايات المتحدة الأمريكية من
ثلاثية الأزمات المزمنة-
الاقتصادية -السياسية -
العسكرية, والتي قادتها إلى
فلسفة الحرب الكونية بطابعها
الإيديولوجي نهاية القرن
الماضي, وقد استنزفت مصادر
القدرة والمال والطاقة ، ولعل
تعاظم القدرة العسكرية
وتكاملها العسكري التقني
والفضائي والنووي والمعلومات,
قد استثمر بشكل بشع من قبل
الشركات الكبرى واللوبي
الصهيوني في حروب الأفكار
والتسويق, وحرص على ديمومتها
المجمع الصناعي العسكري , وتروج
له سينما الأمن القومي "هوليوود"
, وتسندها مؤسسات الإعلام
الكبرى والعلاقات العامة
بهيكلة عقول الرأي العام نحو
العدو الجديد وشيطنة الأنظمة
والدول( دينامكية الحروب). كانت
عقيدة الرئيس السابق "جورج
دبليو بوش" تستخدم يافطة "الحرب
العالمية على الإرهاب" ذات
الطابع الراديكالي المتشدد,
والتي تتسق بفلسفة صدام
الحضارات وإعادة بناء النظام
العالمي , ولابد من التقويم
الاستراتيجي لتلك الحماقات,
خصوصا بعد الفشل العسكري
الامريكي ,وتحويل العالم الى
مسارح حركات شبحيه وصراعات
أثنية وطائفية متقدة, وسنجد
تجسيد حي لمقولة "آندرو
باسيفتش" ((حيث يصف هشاشة
فلسفة القوة الأمريكية في إعادة
تشكيل العالم وإجباره على
التوافق مع نمط الحياة
الأمريكية , وقد طالب
الأمريكيين تفحص هذا النمط ,
والعمل على تغييره قبل أن يصل
التلف فيه وبسببه إلى تخوم اللا
إصلاح!)) وتلك أضحت حقائق لا يمكن
تجاهلها , بالرغم من مكابرة
جنرالات الحرب الأمريكان,
وإصرارهم على عسكرة الشعوب
والمجتمعات, وتطويع القانون
الدولي وفق أهوائهم , وركوب موجة
الإرهاب - فوبيا القاعدة , مما
يجعل النطاق الاستراتيجي للحرب
مفتوحا دون قيود. تعمل
العقيدة السياسية والعسكرية
الأمريكية على اتساع رقعة
النزاعات العرقية والصراعات
الطائفية, وإذكاء الحروب
الاقتصادية ، وجعلت من البيئة
الإستراتيجية الدولية بيئة
مركبة ومعقدة ومضطربة, وتفتقر
لمقومات الأمن الايجابي والسلم
الانسيابي , ناهيك عن دينامكية
الصراع الدولي , والمتغيرات في
رقعة التوازن الاستراتيجي ,
ومنها تبادل رقع النفوذ
والتوازن الدولي وصعود قوى
دولية لمسرح التوازن القطبي
كالصين وروسيا والهند
والبرازيل, وظهور قوى إقليمية
طامحة كتركيا وإيران , وتعاظم
الشغب الإسرائيلي المتفق على
دوره في المهارشة الإستراتيجية,
مما يعيد حسابات توازن القوة
الى النقطة الحرجة, ويفرض
تحديات وتهديدات آنية
ومستقبلية يستوجب معالجتها,
ويبدوا أن المعالجة الآنية عبر
فلسفة الاحتواء المزدوج
والتقويض السياسي, الذي يفضي
الى كسب الوقت, واستخدام
المهارشة والتثبيت عبر
المناورات العسكرية وحافة
الحرب والتحالفات العسكرية
والسياسية لتصويب الخط
الاستراتيجي العام. الإستراتيجية
العسكرية وتحقيق النصر حددت
الإستراتيجية العسكرية الوسيطة
إطار العمل الإستراتيجي لوزارة
الدفاع لأربع سنوات القادمة,
وكيفية استخدام الموارد لتحقيق
ما تسميه النصر في الحروب, ورسم
الخطوط العريضة في التعامل مع
التهديدات الآنية ,وتطوير
القدرات العسكرية المختلفة
للحروب القادمة, وكذلك تحديث
قائمة الأهداف الإستراتيجية، و
شكل المخاطر والتهديدات
المحتملة في الفترة الوسيطة , مع
إدامة زخم الإنفاق العسكري , مما
يؤكد حقيقة إستراتيجية وهي
استمرار سياسة المهارشة
بالوجود المباشر وتخفيف
الأنفاق عبر القضم بالقدرة
المكتسبة (إستراتيجية مركبة)
وتجنب الاشتباك المباشر (إستراتيجية
الاقتراب الغير مباشر),
وباستخدام العمليات العسكرية
الخاصة والطائرات بدون طيار ذات
الكلفة المحدودة, وكذلك خصخصة
المعلومات, وتؤكد الإستراتيجية
على استمرار النزعة العسكرية
الأمريكية , وباستخدام محاور
الإرهاب النووي الأمريكية
والفاعلين الغير حكوميين مؤخرا
, مما يوسع قائمة الإرهاب وفق
المنظور الأمريكية, وحرصت
الوثيقة على التوازن
البراغماتي الواقعي, والمتمثل
بتقليل الإنفاق الحربي
الامريكي, وإيقاف التداعيات
الحربية وتراجع القدرة
العسكرية , متجاهلة ظاهرة ترهل
الانفتاح العسكري الاستراتيجي
في القواعد البرية والبحرية ,
ونشر الأساطيل في البحار,
وتكاليف إدامتها عملياتيا
ولوجستيا, وأنهاك القوات
المسلحة , ناهيك عن استنزاف
الاحتياط الاستراتيجي, وكذلك
تعاظم الإنفاق للانفتاح
ألمخابراتي ألشبحي في بقع
مختلفة من العالم. حددت
الإستراتيجية سقف عالي لما يطلق
عليه (النصر في حروب اليوم), وتعد
حربي أفغانستان والعراق ذات
أولوية قصوى لدى وزارة الدفاع
الأمريكية, واستمرار العمليات
للجيش الأمريكي, مع تعديل
تكتيكي للسلوك الحربي , والتحول
الى الحرب السرية المركبة,
والتي تستند على أذكاء الصراع
السياسي والطائفي والعرقي , مع
زيادة وتيرة القمع المجتمعي
وتهجير السكان, وبمزاوجة القوة
الناعمة والذكية في الحراك
السياسي العسكري, وحشد مواردها
لمهام التنظيف المعلوماتية
والمخابراتية , وقد تحولت
القوات الأمريكية في العراق من
العمليات الحربية المباشرة الى
المهارشة بالعمليات الخاصة
والشبحية وبما يطلق عليه (
التنظيف الناعم) , وتطوير الحرب
في أفغانستان , و لا تزال
القاعدة وطالبان تأخذ الأسبقية
الأولى في الإستراتيجية
العسكرية لوزارة الدفاع
الأمريكية, وقد حددت فلسفة
العمل العسكري هناك بتوليف عمل
الجيش الأمريكي مع الحلفاء
الإقليميين والدوليين, لقضم ما
يسمى بالملاذات الآمنة في
أفغانستان من خلال اجترار تجربة
الاندفاعة في العراق, وستقوم
القيادة المركزية بالمناورة
بالقطعات من العراق الى
أفغانستان وبحلول نهاية العام
2010 سيكون هناك أكثر من 100الف
جندي أمريكي في أفغانستان,
وابرز متغير هو التحول التكتيكي
بالإشارة الى القوة
اللامتماثلة أو ما يطلق عليه
" الفاعلين غير حكوميين" ,مما
يوسع دائرة الحرب السرية
والاستهداف للخصوم, لتشمل دول
وتنظيمات تصنفها أمريكا (إرهابية),
وجرى ربط تلك التنظيمات بانتشار
الأسلحة النووية والتكنولوجيا
المدمّرة , وكما تقول أصبحوا
يشكلون تهديدا دائما للولايات
المتّحدة وشركائها , وبذلك يؤكد
"عسكرة السياسة الأمريكية"
إذا ما قورنت بالنص التالي
المذكور بالوثيقة " أن النجاح
الدائم والمستديم يتطلب
استعمال كافة عناصر القوة
الأمريكية والدولية ,فإننا لن
نتردد في توظيف القوة ضد
القاعدة وحلفائها حالما تطلب
الأمر ذلك" وقد أغفلت
الإستراتيجية ابرز تحدي او
تهديد محتمل او افتراضي نشوب
حرب نظامية في أي بقعة من العالم
او تعرضها لغزو وكيفية التعاطي
معها. الإستراتيجية
النووية والفاعلين الغير
حكوميين يعد
السلاح النووي ذا طابع هجومي ,
وهو سلاح تدمير شامل , وتعده
الدول العظمى سلاح ردع في
حسابات التوازن الدولي , وهو
سلاح يفتقر للمرونة في استخدامه
باستثناء التطور التقني في نقل
المتفجرات, وقد استطاعت الدول
تجزئة السلاح النووي الى سلاح
نووي محدود, يستخدم في الحروب
المعاصرة, وجاءت الصواريخ
العابرة للقارات ذات الرؤوس
النووية لتسقط الإمكانيات
الدفاعية,مما حدا بالدول العظمى
الى سباق التسلح في صواريخ
التقاطع الاستراتيجي للدفاع عن
مناطقها الحيوية والمهمة, ولكن
المقدرة الهجومية قد تخطت عدد
من الموانع في ظل السيطرة على
الفضاء وتعاظم قدرة المعلومات,
ناهيك عن قدرة تسليح تلك
الصواريخ برؤوس نووية, خصوصا أن
القاعدة الفقهية العسكرية تقول
أن مدى الإستراتيجية يرتبط بمدى
التكتيك والعمليات, أما
الإستراتيجية النووية مداها
تعدى حدود العمليات والتكتيك,
وأصبحت تصل أي نقطة مهما تكن
بعيدة عن مسارح الحركات, وبذلك
ألغت ما يطلق عليه خطوط النار او
جبهات القتال , والقدرة على
إصابة أي نقطة او بقعة في متناول
مدياتها, وقد جاءت الإستراتيجية
النووية الأمريكية متسقة مع
الموازين الإستراتيجية , وركزت
على منع الدول الناشئة في
الميدان النووي من امتلاك
السلاح النووي , وعضدتها بتوقيع
معاهدة ستارت 2 مع روسيا , وأدرجت
مخاوف استخدام التنظيمات
المسلحة لأسلحة نووية ضد
الولايات المتحدة ,وهذا يجانب
الواقع والقدرة لهذه التنظيمات
, ولكنه يعطي الولايات المتحدة
المبررات لاستمرارها في إشاعة
مناخ الحرب على الإرهاب- فوبيا
القاعدة , وانتشار فوضى الحرب
السرية الشبحية تحت هذه الذرائع,
وتبدوا انها مناورة تكتيكية ضمن
المهارشة الإستراتيجية للحد من
تفوق أقطاب الصراع الأخرى في
هذا الميدان, خصوصا في ظل الأزمة
المالية والعجز والمديونية
وإيقاف مشاريع تطوير الأسلحة
كضرورة اقتصادية, وكذلك إشغال
العالم بخطر التنظيمات والحروب
السرية تجنبا لأي حرب نظامية لا
تستطيع أمريكا خوضها في ظل
المتغيرات السياسية
والاقتصادية والعسكرية الحالية,
ومن جراء الحروب الاستباقية
التي أذكتها قاطرة المحافظين
المتشددين في أمريكا, وبات
العالم اليوم يخضع لتوازن الرعب
الهش, وقد فقدت أمريكا بريقها
الأساسي كقائدة للعالم خصوصا
بعد النتائج الكارثية التي عصفت
بالعالم نتيجة سياستها. إستراتيجية
الأمن القومي والحرب المركبة تعد
إستراتيجية الأمن القومي
الأميركي مطلوبة قانونا من كل
رئيس أميركي, وتكتسي أهمية خاصة
لتأثيرها في الموازنات
والتشريعات, وهي بمثابة بيان
عام بأهداف وأغراض سياسة
الحكومة الخارجية بشكل عام ,
وتركز الوثيقة على رباعية الأمن
والاقتصاد والتعاون الدولي
وحماية القيم الإنسانية, وهي
أهداف لا يمكن حمايتها إلا إذا
كانت أميركا قوية داخليا حسب ما
تقوله الوثيقة , واتسمت
بمتغيرات تكتيكية تندرج تحت
توصيف الخطاب الناعم, خصوصا بما
يتعلق "الحرب العالمية على
الإرهاب" , وإيقاف التعامل
بهذا المصطلح على النطاق
السياسي والإعلامي, وهو متغير
نظري تكتيكي ناعم, خصوصا أن
إستراتيجية الأمن القومي لعام
2006 كانت تشير الى ((على المدى
الطويل، إن الانتصار في الحرب
على الإرهاب يعني الانتصار في
معركة الأفكار، ذلك أن الأفكار
هي التي تستطيع تحويل من خابت
آمالهم وتبددت أحلامهم إلى قتلة
مستعدين لقتل الضحايا الأبرياء)),
وهذا يؤكد إصرار الحرس القديم
وزارة الدفاع باستمرار تكتليك
الحرب المركبة في أفغانستان
والعراق وتحقيق ما أسمته
الوثيقة "النصر", وحصر خوض
الحروب وفق فلسفة فوبيا القاعدة
والإرهابيين المرتبطين بها" ,
وهنا لابد الإشارة أن الوثيقة
تعتمد على الفلسفة
الإستراتيجية الأمريكية "من
لم يكن معنا فهو ضدنا" وان
استخدام الإرهاب كحصان طروادة
وتهمة لكل من يعارض شركاتها او
يقف بوجه الغزو الامبريالي
للعالم , وبالأخص دول الشرق
الأوسط وإفريقيا,واللتين
أصبحتا بقع حرب متقدة وميدان
نهب حر للشركات ورؤوس الأموال
الأمريكية, وشهدنا حركة
التغيرات في الاستخبارات
الأمريكية بما يتلاءم مع الخطوط
الإستراتيجية, وقد أهملت
الوثيقة "إستراتيجية الحروب
الاستباقية" كما ورد فأنها
أصبحت ضرورة قصوى وخيار بنفس
الوقت, وتشير أبجديات الأمن
القومي وهي تعد عقيدة أوباما
الى الاستمرار بنهج الحرب
المركبة مع ديمومة فلسفة الخوف
عبر تفعيل محور "سلامة
الأميركيين أولوية أمنية قصوى"
لحشد الرأي العام, وأكدت
الوثيقة على أن تنسق واشنطن مع
حلفائها إن أرادت استخدام القوة
العسكرية , ومزاوجة القدرات
الذكية والصلبة والناعمة
لتحقيق النصر . خلاصة يجد
المتتبع لنمط ومنهجية
الإستراتيجية الأمريكية
امتيازها بالثبات النسبي ,واستخدمها
عدد من التكتيكات
والاستراتيجيات الوسيطة,
للوصول الى الغاية والأهداف
الإستراتيجية المنصوص عليها في
الإستراتيجية الأمريكية العليا/
الشاملة , ومن البديهي ما ينشر
من نتف عن تلك الخطط هو مصفوفة
منحوتة بدقة وعناية تستخدم
للتأثير والتضليل والتمويه ضمن
خطة الخداع الاستراتيجي, والبعض
منها لاستعراض العضلات ضمن
فلسفة الخوف والردع , وقد يكون
للإيحاء الإدراكي ضمن الحرب
النفسية , ولكن عند استعراض
السلوك الاستراتيجي والمناخ
التكتيكي , نستطيع أن نستنج بعض
المتغيرات التكتيكية التي طرأت
على ديمومة الإستراتيجية
الأمريكية العليا عبر
استراتيجياتها الوسيطة الثلاث
وبمتغيراتها التكتيكية وكما
يلي:- 1.
الاستمرار بتعاظم النزعة
العسكرية الأمريكية بالرغم من
تردي جاهزية الجيش الامريكي
وتكبده خسائر بشرية ومالية في
افغانستان والعراق. 2.
تحول تكتيكي عسكري من الحرب
النظامية الى الحرب المركبة
لتقليل الخسائر والإنفاق
العسكري واستخدام القدرة
المكتسبة عبر المهارشة
الإستراتيجية وأشغال كافة
الخصوم بحروب ونزاعات تمنع من
التفوق الاستراتيجي وتستنزف
الجميع ضمن معادلة القدرة. 3.
التركيز على محاربة
التنظيمات المسلحة في أطار
الفاعلين الغير حكوميين بدلا من
خوض حروب مع الدول بغية توسيع
الشراكة والتعاون والإسناد عبر
تفعيل التحالفات السابقة
والحالية وخوض الحروب بالوكالة
–إستراتيجية الاقتراب الغير
مباشر. 4.
التحول التكتيكي يفعل الحرب
السرية ومستلزماتها مما يفعل
سوق شركات السلاح والمعدات
والسيارات والمرتزقة
والمعلومات والالكترونيات ,
وهنا يبرز حجم القرصنة الصارمة
للشركات على السياسة الخارجية
الأمريكية ودفعها لخوض حروب
التسويق. 5.
تعتمد التكتيكات الحالية
على مزاوجة القدرة النووية
المحدودة مع القدرة على نقل
المتفجرات المتطورة - مكننة
الحرب- خصوصا أن الإستراتيجية
النووية أجازت استخدام النووي
وكذلك القنابل الذكية ذات
الرؤوس النووية وغيرها من
التجزئة للسلاح النووي ليستعمل
ميدانيا وكانت الولايات
المتحدة الأمريكية قد استخدمت
هذه القدرة المحدودة ضد العراق
عام 1991 -2003 وحتى في عمليتها
الحربية بعد غزو العراق ضمن
فلسفة الصدمة والرعب. 6.
الاستمرار بنهج الانفتاح
ألشبحي المزدوج والمعزز بقدرات
الجيش النظامي بغية تنفيذ مهام
خاصة سرية لتصفية عناصر مسلحة
تضعها أمريكا تحت توصيف العدو. 7.
الاستمرار بنهج التعويض
الاقتصادي بالحروب وفتح
الأسواق في دول الاهتمام. 8.
تستخدم الإدارة الحالية
أسلوب خطابات السلام لمرفنة
الرأي العام وامتصاص الصدمة
فيما تخوض جيوشها ودوائرها حروب
كبرى في العراق وأفغانستان
وحروب مركبة في الباكستان
والسودان واليمن والصومال وفي
دول أخرى, وتديرها القيادة
المركزية. 9.
تستمر أمريكا بدعمها اللا
محدود لإسرائيل ومنهجها الدموي,
وتعتبرها قارب النجاة في الشرق
الأوسط والحليف الأوحد لها ,
وبالرغم من الأزمة الاقتصادية
فان المساعدات المالية والهبات
العسكرية تصل إسرائيل. 10.
تستخدم أمريكا الدول
الإقليمية المتاخمة للدول
العربية كشرطي شرير كل حسب
قدراته في معادلة المهارشة
الإستراتيجية وضمن نطاق
المصالح وتقاطع المغانم. انها
الحرب المركبة السمة التكتيكية
في الإستراتيجية الأمريكية
لأربع سنوات قادمة *مدير
مركز صقر للدراسات
الإستراتيجية ======================== العالم
الإسلامي وحصار إيران.. النظام
الإقليمي هدف وضرورة.. وفرصة
تاريخية مواتية نبيل
شبيب حصار
إيران بذريعة ملفها النووي أخطر
على العالم الإسلامي على المدى
القريب والبعيد، منه على إيران
نفسها، ودعمُ الحصار من جانب
دول عربية وإسلامية أخطر على
العالم الإسلامي وأدعى لمزيد من
التمزّق في جسده في عالم
التكتلات المعاصر، وإيجاد
أرضية مشتركة لسياسات إقليمية
مشتركة أجدى بإزالة ما يُعتبر
"خطرا إيرانيا"، من كل
مشاركة علنية وخفية، مباشرة
وغير مباشرة، في حصار يريده
الإسرائيليون وتريده القوى
المهيمنة على موازين القوى في
عالمنا المعاصر، عسكريا
واقتصاديا، وتريد من خلاله
الحيلولة دون ظهور أيّ قوة
رادعة، في أي بلد إسلامي، سواء
في صيغة تقدّم تقني حديث، أو في
صيغة تسلّح قوي، بما في ذلك
الأسلحة المتطوّرة التي
تستخدمها ضد العديد من البلدان
العربية والإسلامية. دوافع
الحصار السياسة
الإيرانية ترتكب يوميا
الأخطاء، داخليا وخارجيا، تجاه
بلدان الجوار وعلى مستوى
إقليمي، ولا يغيّر ذلك شيئا من
أنّ الإسهام في حصار إيران "الإسرائيلي-الغربي"
خطأ أكبر، وأن الدول التي تساهم
فيه، ترتكب أيضا الأخطاء،
الداخلية والإقليمية، تجاه دول
الجوار وعلى صعيد القضايا
المصيرية، ولئن كانت لا تتعرّض
للحصار "الإسرائيلي-الغربي"
رغم ذلك، فلأنّ هذه الأخطاء لا
تهدّد المطامع الإسرائيلية
إقليميا، ولا مطامع الهيمنة
دوليا، بل تخدمها بقصد أو دون
قصد سيّان. ولا
علاقة لدوافع القوى الدولية من
وراء حصار إيران بأخطائها تجاه
بلدان خليجية أو سواها من
البلدان العربية والإسلامية،
ولئن عادت إيران إلى ما كانت
عليه أيام شاه إيران، لَما وجدت
تلك القوى مانعا في أن تقوم
إيران مجدّدا بدور "شرطيّ
الخليج"، وأن تكون آنذاك مصدر
خطر حقيقي على المنطقة العربية،
وعلى قضية فلسطين المصيرية
المحورية. ولا
يستهدف حصار إيران "لجم مطامع
شيعية" بل كانت الزعامة
الأمريكية لدول الحصار من وراء
إشعال فتيل الفتنة الطائفية
أكثر مما كان مشتعلا من قبل،
وتوظيفه في تمزيق العراق،
ومحاولة توظيفه الآن أيضا في
تمزيق باكستان، ولو أن دولة
عربية "سنّية" بغالبية
أهلها -مثل مصر- وصلت تقنيا
وتسلّحا إلى مثل ما وصلت إليه
إيران، واتخذت في قضية فلسطين
ودعم المقاومة المشروعة فيها
شبيه ما تصنع إيران، لوجدت من
العداء والحصار شبيه ما وجده
العراق من قبل، وما يجري تصعيده
في التعامل مع ملف إيران النووي
هذه الأيام. هذا
ممّا أدركته تركيا اليوم
بزعامتها السياسية الحالية،
فتحرّكت قدر المستطاع لمعارضة
الحصار وتصعيده، متجاوزة أعباء
تاريخية معروفة، ولم تجد على
ذلك عونا إقليميا كالذي وجدته
لدى البرازيل، ولا تكاد تجد
عونا إقليميا بالقدر الذي يفرضه
موقفها في قضية فلسطين. وآن
الأوان أن تدرك الدول العربية
ما أدركته تركيا، وأن تقدّر أن
بناء نظام إقليمي شامل لقوى
المنطقة دون استثناء، هدف يعلو
على كل هدف جانبي، ووسيلة لدرء
الأخطار الخارجية أشدّ مفعولا
من الاعتماد على حماية أجنبية،
مهما بلغ شأنها، لا سيّما وأن
دروس العراق وأفغانستان
وسواهما ماثلة للعيان، وأن
القوّة الأمريكية التي يُعتمد
عليها هي نفسها تبحث ولا تكاد
تجد مخرجا من ورطة مغامراتها
العسكرية. الاستقرار
الإقليمي لا شكّ
أن العقبات الموضوعية كبيرة
أمام بناء نظام إقليمي مستقرّ،
يعيد للمنطقة العربية
والإسلامية مكانتها على
الخارطة الدولية، إنّما لا بدّ
من إزالة أكبر تلك العقبات
أولا، فلن تستقرّ "زعامة"
لدولة بمفردها، ولا يعني إيجادُ
نظام إقليمي مشترك أن تكون "الزعامة"
لهذه الدولة أو تلك، لا سيما وأن
الزعامة الحقيقية لا تتحقق إلا
من خلال توثيق عرى العلاقة ما
بين الحاكم والمحكوم، بين
الأنظمة والشعوب. لقد
أدرك أكبر التكتلات العالمية
الحالية استحالة استقرار زعامة
انفرادية، وإن تطلّعت إليها
قوّة كبرى كالولايات المتحدة
الأمريكية، وأن مصالح الجميع
تتحقق بقدر ما تتوازن العلاقات
فيما بين القوى المتكتلة، ولا
يمكن أن يقوم نظام إقليمي مستقر
إلا على أساس تكامل الدول
الأكبر في المنطقة وتعاونها،
على مختلف الأصعدة الاقتصادية
والمالية والأمنية والسياسية،
وفي مقدمة تلك الدول تركيا
وإيران والسعودية ومصر، ويحتاج
كل استقرار إقليمي إلى مراعاة
الدول الأصغر أيضا، لا سيما
عندما تكون مؤهلة لدور حاسم في
صناعة الاستقرار، وفي المقدمة
سورية ولبنان والأردن وقطر
واليمن. على
أنّ المشكلة الأكبر التي تحول
دون الاستقرار الإقليمي هي
مشكلة افتقاد الاستقرار
القطري، فهو ما يجعل الحكم
القائم في كل دولة قطرية حريصا
على "بقائه" أوّلا، ويجعل
من ارتباطه بالقوى الدولية
صمّام الأمان بنظره من أجل
البقاء، بقدر ما ضيّع صمام أمان
تحقيق الإرادة الشعبية داخل
بلده، والاطمئنان إلى تعبئة
القوى الشعبية وليس "القوى
الأمنية"، ورؤية الازدهار
الاقتصادي والمعيشي على
المستوى الشعبي هدفا أكبر مما
يتحقّق من خلال الفساد والإفساد
ماليا واقتصاديا وعبر تمكين
القوى الدولية من بلده. حجج
واهية إن ما
أظهره بعض دول المنطقة من
استعداد لتقديم الكثير من
المغريات لدول كبرى، كالصين
وروسيا، للتأثير على مواقفها،
وفق الإرادة الأمريكية
والغربية، في اتجاه تشديد
الحصار على إيران، كان أولى
بالممارسة على صعيد العلاقات
الإقليمية، تجاه إيران وسورية
وقوى المقاومة، وبالتعاون مع
تركيا التي تكاد تتحوّل إلى "زعامة
إقليمية" دون دعمٍ إقليمي من
مستوى ما تقدّمه وما تخاطر به
داخليا وخارجيا. وكان
ممكنا أن يكون للمبادرة التركية-البرازيلية
مفعول أكبر على الساحة الدولية،
لو وجدت دعما علنيا صريحا
وفعالا من جانب الدول العربية
في المنطقة، بما يحقّق مصالحها
وليس مصلحة إيران فقط، ولا
مصلحة تركيا فحسب. فالمبادرة
التركية-البرازيلية تمثّل أوّل
اختراق حقيقي للهيمنة الدولية
على صناعة القرار "الإقليمي"
بما يشمل فلسطين والعراق واليمن
والصومال والسودان ولبنان
وغيرها من القضايا الكبيرة
والصغيرة، تحت عوان مخادع يحمل
وصف "الأسرة الدولية"
ويحوّل تلك البلدان وسواها من
بلدان المنطقة، إلى مجرد "أتباع"
لا يحقّ لهم مجرّد اتخاذ موقف
سياديّ مستقلّ في قضية إقليمية
تهمّهم جميعا، ومن شأنه أن
يعبّر -لو ظهر للعيان- عن "استقلال"
حقيقي، وأن يشقّ الطريق إلى
تأمين ما تحتاج إليه المنطقة من
قوّة اقتصادية ومالية وتقنية..
وقوة عسكرية أيضا. إن
احتمال سقوط المشروع الإيراني،
حربا بالقوة العسكرية، أو خنقا
بالحصار الاقتصادي، لا يعني
سقوط إيران، بل يعني -كما صُنع
بالعراق- نشر الفوضى الهدّامة
إقليميا، بما يشغل جميع بلدان
المنطقة بعواقبها المرئية،
القريبة والبعيدة. لم
تنقطع العربدة الإسرائيلية
يوما واحدا، إنّما بلغت درجة
غير مسبوقة بعد حرب احتلال
العراق، ولم تكن تشكّل خطرا
مباشرا على الأردن، فأصبح
مستهدفا في هذه الأثناء، ولم
تؤثر من قبل إلا جزئيا على مصر
والسودان ومنابع النيل،
وانتقلت بعد تدمير العراق إلى
التأثير الخطير المباشر. ولئن
ساهم حصار إيران دوليا وإقليميا
في خنق المقاومة اللبنانية
والفلسطينية وتحييد ما يسمّى
الممانعة المتبقية في سورية،
فلن تكون دول عربية أخرى بعيدة
عن الاستهداف بتصعيد العربدة
الإسرائيلية في مرحلة تالية،
وإن كانت تحسب نفسها بمنجاة من
ذلك في الوقت الحاضر. ولا
ينبغي أن يتحوّل الحديث عن
الملفّ النووي العسكري
الإسرائيلي في صيغة بيانات
ومواقف وخطوات جزئية لا تقدّم
ولا تؤخّر، إلى مجرّد ذريعة
تمويهية لتسويغ المشاركة، بل
حتى السكوت الحيادي ظاهريا، على
صعيد التعامل الدولي الجائر من
الملفّ النووي الإيراني، حتى
ولو كان "عسكريا"، ولا يوجد
أيّ دليل على ذلك، مثلما لم يكن
يوجد دليل على الجانب العسكري
في ملف نووي عراقي مزعوم، عندما
تحوّل إلى ذريعة لحرب إجرامية
طالت المنطقة بمجموعها.. بدعم من
بعض أطرافها. إن كل
حجّة تُساق من جانب دولة عربية
أو إسلامية (لا أثر فيها لمعايير
الحق أو العدالة أو المصلحة أو
الواقعية المعاصرة أو الشرعية
الدولية دون تزييف) للتعامل مع
قضية فلسطين عبر بوابات مفاوضات
وسلام وحدود وعقود مع اغتصاب
فلسطين بدعم غربي.. هي حجّة على
تلك الدول نفسها عندما تمتنع عن
الأخذ بمثلها -على الأقل- في
التعامل مع إيران، عبر
المفاوضات والعقود، بدلا من
المشاركة في الحصار، والانتقال
من خلال تلك المفاوضات والعقود
إلى ترسيخ دعائم نظام إقليمي
مشترك. وإن
كلّ حجّة تُساق للامتناع عن
ذلك، بدعوى -لا نفتقد فيها
الصواب في كثير من الأحيان- تشير
بأصابع الاتهام إلى سياسات
إيرانية مرفوضة، بما في ذلك
العلاقات الطائفية مع هذه الفئة
أو تلك خارج حدود إيران، لا سيما
في العراق والخليج ولبنان، وما
يقال بشأن اليمن وبلدان أخرى،
وبما في ذلك السياسات الإيرانية
تجاه البحرين والجزر الثلاث في
الخليج، هي -مهما بلغت من القوة-
حجّة تتطلّب الحوار والمفاوضات
ما بين دول الجوار في المنطقة
العربية والإسلامية، وليس
العداء، لا سيما وأنّ من يورد
تلك الحجّة، ويعتمد عليها،
يتشبّث في الوقت نفسه تشبّثا
انتحاريا بما يسمّى "خيار
السلام الاستراتيجي" رغم ما
يمارسه الإسرائيليون من ألوان
العدوان الهمجي دون انقطاع،
ممّا لا يمكن أن يقارن من قريب
أو بعيد بما تصنعه إيران في
مختلف الميادين وعلى مختلف
المستويات. مبادرات
مفروضة إنّ
الاستمرار على سياسات العداء
الإقليمية بدلا من الحوار
والتفاهم، جنبا إلى جنب مع
سياسات "السلام" المزعوم
في قضية فلسطين، يكشف بصورة
خطيرة عمّا بلغه التورّط الرسمي
في تصفية القضية، وينشر
الاقتناع على المستوى الشعبي
بأن سبب العداء لإيران هو دعم
المقاومة في فلسطين ولبنان،
والتمرّد على سياسات الهيمنة
الاحتكارية الدولية، سياسيا
واقتصاديا وأمنيا وتقنيا، وليس
السبب كامنا في خطر إيراني
حقيقي أو مزعوم على دول الجوار
القريب والبعيد. لا بدّ
أن تقدّم إيران من المبادرات
الفعّالة ما يفتح أبواب الحوار
ويغلق أبواب العداء إقليميا،
ولا بدّ لدول المنطقة الأخرى أن
تتحرّك بمبادرات فعّالة تجاه
إيران أيضا، ولا ريب أن
التحوّلات الإقليمية الكبرى
التي تصنعها السياسة التركية،
والمعطيات الدولية المواتية
كما يصنعها انهيار المغامرات
العسكرية الأمريكية وانهيارات
أسباب القوة الذاتية الغربية،
تمثّل فرصة تاريخية لتحرّك
إقليمي مشترك، أكثر من أي وقت
مضى، ولا ريب أيضا أن العودة إلى
سياسات المحاور الإقليمية
المرتبطة بالقوى الدولية، على
غرار ما كان لفترة طويلة في
القرن الميلادي العشرين، يعود
بأفدح الأضرار على الجميع، وقد
تكون الأضرار الأكبر من نصيب من
لا يزال يحسب في الارتباط
بالقوى الدولية ملاذا له.. فلا
ملاذ لأي نظام قائم سوى العودة
إلى إرادة الشعوب وتعبئتها،
وخدمة مصالحها العليا، داخل
الحدود القطرية، وعلى صعيد
العلاقات الإقليمية، وليس لأحد
دون ذلك مكان على خارطة العالم
المستقبلية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |