-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بقلم
أوس رشيد* يتعلق
الأمر في هذا المقال بمجموعة
أفكار و ممارسات قارة لا تتعرض
للتقلبات و التطورات التي
تعرفها ظاهرة ما يسمى الإرهاب،
بمعنى أن سلوك الجماعات و الدول
رغم تأثره بصور العنف- الإرهاب
المختلفة و خصوصا المتجدد منها
، بعد أحداث الحادي عشر من
شتنبرو بعد الهجوم الإسرائيلي
على اسطول الحرية في عمق المياه
الدولية ، قد كرس مجموعة
إجراءات دائمة ، لأنها تستقي
وضعيتها من المصالح و
الامتيازات التي تعمل على
المحافظة عليها. 1 –
المبادئ المقبولة عموما للحرب
الثورية هي التالية : وجود
قضية حرب
مطولة دعم
شعبي دعم
خارجي تأسيس
مجتمع بديل القتال
على الجبهات كافة و من
ثم فإن غياب هذه المبادئ، سيدخل
الفعل المسلح في دائرة ما اصطلح
على تسميته "الإرهاب" ، و
في الوقت الحالي فالمقاومة
العراقية تتوفر فيها كل تلك
المبادئ ، و على رأسها مقاومة
الغزو الأمريكي-الأجنبي،
باعتماد حرب استنزاف مطولة ، و
بالتالي نتكلم هنا عن كفاح مسلح
مشروع و ليس شئ أخر، أما
المقاومة الفلسطينية وعلى
رأسها الموجودة في قطاع غزة و
التي- هي جزء مكمل للكفاح
الفلسطيني الشامل- تتوفر فيها
كل المبادئ المستوجبة للحرب
الثورية و على رأسها قضية تحرير
الأراضي الفلسطينية و تأسيس
دولة مستقلة عاصمتها القدس
الشريف ، بتوظيف حرب مسلحة
مطولة. فحركة حماس تمتلك جندي
إسرائيلي منذ يونيو 2006 ،
بالإضافة إلى الدعم الشعبي
للمقاومة في الانتخابات، فحماس
حصلت على الأغلبية المطلقة (54.5%)
من مقاعد المجلس التشريعي
الثاني، أي (76 مقعدا من أصل 132)،
أو حوالي 60% إذا حسبت المقاعد
التي ربحها المستقلون الذين
دعمتهم حماس في الدوائر
الانتخابية وهم أربعة أحدهم
نصراني من غزة لصالح حماس أي (80
مقعدا من أصل 132). و يشهد
قطاع غزة هذه الأيام تضامن دولي
رفيع المستوى، لا نتكلم هنا عن
دعم الحكومات - رغم إعلان مجموعة
من الزعماء دعمهم للمقاومة على
رأسهم رئيس الوزراء التركي"
رجب طيب أرد وجان" الذي أعلن
تضامنه مع حركة المقاومة
الإسلامية "حماس"مؤكدا
أنها حركة مقاومة تمثل الشعب
الفلسطيني الذي انتخبها – بل عن
حقوقيون دوليون يستطعون تحقيق
مالم تحققه طاولة المفاوضات. من
خلال قوافل المساعدات المختلفة. 2 –إن
الإرهاب عملية جديدة في تصفية
الحسابات الدولية، حيث تحريك
الجيوش يعني إعلان حالة حرب
،لذلك فالدولة تلجأ في بعض
الحالات إلى ممارسة الإرهاب من
خلال فرق ميلشيات أو منظمات
سرية مسلحة تابعة لبعض أجهزتها
السرية.و هذه السياسة يتخصص
فيها الكيان الصهيوني من خلال
إرهاب جهاز الموساد .وكمثال على
ذلك اغتيال الشهيد محمد المبحوح
بتاريخ 20 يناير 2010 في الفندق
الذي كان يقيم فيه في دبي..وهناك
احتمال ضلوع الاسرائيلين في
هجوم صاروخي على قاعدة بحرية
تركية في ميناء مدينة
الإسكندرونة المطلة على
البحرالابيض المتوسط. 3-الأخطر
من هذا هو أن العمليات
الإرهابية أصبحت شيئا يكاد يكون
عاديا و مألوفا في حياتنا
اليومية ، و لم تعد تثير الرأي
العام بل أصبح خبر عملية
إرهابية- نفذت وحدات خاصة
اسرائلية إرهابية منظمة, عملية
اغتيال جماعي – انتقائي ضد
الناشطين الأتراك المدنيين في
المياه الدولية-ذهب بحياة
العديد من الأبرياء يقابل بكثير
من اللامبالاة ، مما يدفع ب "
الإرهابيين " الذين يهدفون
إلى جذب انتباه العالم لحقيقة و
عدالة قضية معينة ، إلى توجيه
ضربات أكثر قوة ، تعطي
لعملياتهم حجما أوسع و أثارا
أكثر بشاعة و نكون قد دخلنا بهذا
في حلقة العنف المتجدد . 4-إن
الإرهاب بأشكاله المتعددة،
سيبقى ظاهرة من الظواهر التي
يستحيل تجاهلها أو إهمالها، فهو
أداة من أدوات التخاطب الثائرة
في عيون البعض و المحرمة في عيون
البعض الأخر... و ستظل
محاولات معالجة الإرهاب تتعثر
تحت وطأة اصطدام التفسير
الأخلاقي للظاهرة بالتفسير
السياسي، لكن وسائل الإعلام
الغربية لعبت دورا خطيرا في
إفراغ المقاومة من محتواها و
إعطائها مطلقا صورة العمل
الإرهابي الهدام. 5-إن
النضال من أجل التحرير نضال
مشروع، و هو في نفس الوقت نضال
ضد الإرهاب لأن قوة الاحتلال في
كل شرع و قانون هي قوة إرهاب و من
حق الشعوب أن تناضل من أجل
التحرر. 6-لا شك
أن "الموقف السياسي" يتحكم
إلى حد بعيد و كبير في إطلاق
التسميات حول أي عمل عسكري معين
، فمن البديهي أن الطرف الذي
يندفع نحو القيام بعمل مسلح
باذلا حياته و دمائه في سبيل ما
يؤمن به، يعتبر نفسه انطلاقا من
موقعه " مقاوما"، ضد محتل
أو نظام حكم أو دولة أجنبية
احتلت أرضه و من الطبيعي أيضا أن
الطرف الذي يتلقى الضربات
العسكرية من خصمه ، يعتبر نفسه
في موقع الدفاع ضد "إرهاب"
أو "عصابات" أو " عدوان".
وهذا الثابت ثم خرقه في جلسة
مجلس الوزراء في بعبدا، إذ صوّت
لصالح /امتناع لبنان عن التصويت/
على العقوبات على إيران 14 وزيرا
(وزراء 14 آذار والحزب الاشتراكي
مع غياب الوزير محمد الصفدي عن
الجلسة) مقابل تصويت 14 وزيرا
للتصويت ضد العقوبات على إيران (وزراء
8 آذار + وزراء الرئيس سليمان مع
غياب الوزير عدنان القصار). ويتيح
هذا التصويت الذي جرى في جلسة
الحكومة لمندوب لبنان في مجلس
الأمن نواف سلام أن يقول أمام
اجتماع المجلس "إن حكومتي لم
تتوصل إلى اتخاذ قرار" عن هذا
الملف ولهذا فان لبنان يمتنع عن
التصويت. مما شكل دعم مباشر
للكيان الصهيوني الذي دك لبنان
مرات عديدة وقال فيها انه
يستطيع الدخول اليها بفرقته
العسكرية الموسيقية. 7-لقد
كان البحث عن عدو إستراتيجي
هاجسا أمريكيا منذ اللحظة التي
نكست فيها إلى غير رجعة ،
الأعلام السوڤياتية الحمراء
ذات المنجل و المطرقة في كل
المحافل الدولية ... و يبدو أن
القرب الجغرافي و الذاكرة
التاريخية و النزعة
الاستقلالية للإسلام كل ذلك
رشحه لأن يكون العدو التالي بعد
الشيوعية يقول "إدوارد سعيد
" عالم الإسلام أقرب إلى
أوروبا من كل ما عداه من الأديان
غير المسيحية، و قد أثار قرب
الجوار هذا ذكريات الاعتداء و
الاحتلال و المعارك الإسلامية
ضد أوروبا، كما أنعش في الذاكرة
دوما قوة الإسلام الكامنة
المؤهلة لإزعاج الغرب المرة تلو
المرة ، و قد أمكن اعتبار غيره
من الحضارات الشرقية العظيمة (الهند
و الصين) مغلوبة على أمرها و
بعيدة، و من هنا لا تشكل مصدرا
للقلق الدائم ، و لكن الإسلام
ينفرد في أنه على ما يبدو لم
يخضع أبدا للغرب خضوعا كليا. و
من هنا و فيما بدا منذ الزيادات
الهائلة في أسعار النفط أوائل
السبعينات كأن العالم الإسلامي
على وشك أن يعيد سابق
انتصاراته، أخذ الغرب كله يرتعد. و
كخاتمة لما سبق قد أشار المفكر
الأمريكي " ناعوم تشومسكي"إلى
رواية طريفة تعبر بدقة عن هذا
الإشكال فيقول " يروي القديس
أوغسطين حكاية قرصان وقع بين
يدي الاكسندر العظيم ، و حيث
سأله الاسكندر: كيف تجرأ على
ممارسة المضايقات في البحر ؟
يجيبه القرصان: كيف تجرأ على
مضايقة العالم بأسره ؟ لأنني
أفعلها بسفينة صغيرة فقط، يقال
بأنني لص، و حين تفعلها بأسطول
كبير يقال بأنك إمبراطور. فمن هو
الإرهابي الحقيقي؟ هل
الأباطرة أم القراصنة...! *مدير
نشر و رئيس تحرير جريدة دعوة
الحرية - المغرب ============================ "الولايات
المنتهية الفلسطينية" عريب
الرنتاوي بالإعلان
عن إرجاء الانتخابات البلدية في
الضفة الغربية، تكون دائرة "الولايات
المنتهية الفلسطينية" على حد
تعبير أحد الظرفاء، قد اكتملت،
وتكون مجالس الحكم المحلي
وسلطاته، قد انضمت إلى المجلس
التشريعي والرئاسة الأولى
وحكومة تصريف الأعمال والحكومة
المقالة من حيث فقدانها
لولاياتها وشرعيتها، لتظل
مؤسسات المنظمة، منظمة التحرير
الفلسطينية وحدها، تحظى بقدر من
"الشرعية" أو بالأحرى ب"ظلال
باهتة" منها، بعد أن تعطلت
الديمقراطية الداخلية في
مؤسسات المنظمة، واختطف
قيادتها نفرٌ من الشخصيات التي
لا قيمة لها بذاتها، بل
بالوظائف والأدوار التي
تؤديها، ويكون سؤال الشرعية
الفلسطينية قد طرح بقوة على
مختلف المؤسسات والهيئات
والمجالس والسلطات. نحن
بالطبع لم نكن من مؤيدي إجراء
الانتخابات البلدية في الضفة من
جانب واحد ومن دون توافق وطني
عريض، ونحن قرأنا في قرار إجراء
الانتخابات على أنه تأسيس للقطع
والقطيعة بين الضفة والقطاع،
ومسمار سميك وغيلظ يدق في رأس
الوحدة الوطنية وعنقها، على
أننا بالطبع ننظر باستهجان
واستغراب لقرار ربع الساعة
الأخير بإرجاء الانتخابات،
ونرفض بكل قوة الأسباب
والمبررات التي سيقت لتسويق
الانتخابات بداية أو تسويغ قرار
تأجيلها لاحقاً. ونحن
نرى في تأجيل الانتخابات على
أنه إمارة على امتداد التفسخ
والشقاق والانقسام إلى داخل
السلطة والمنظمة وفتح، ولم يعد
مقتصراً على فتح وحماس أو الضفة
وغزة فحسب، بل وامتد ليصيب فتح
بالعجز والشلل وعدم القدرة على
خوض الانتخابات حتى في غياب
منافس قوي لها، وليبرهن مرة
أخرى على أن أزمة فتح تكمن في
"دواخلها" وليس في علاقتها
مع حماس فحسب، وأن كل ما يقال
ويطرح عن تماسك فتح واستعادتها
زمام الوحدة والمبادرة بعد
مؤتمرها السادس، ليس في واقع
الحال سوى أضغاث أحلام. كما
أظهر قرار تأجيل الانتخابات مدى
انصياع أو بالأحرى مدى تواطؤ
حكومة تصريف الأعمال مع مصالح
فتح وحساباتها الفئوية، وهو
تواطؤ يتخطى على ما يبدو
الحسابات والحساسيات التي ظهرت
مؤخرا بين الجانبين، لصالح "زواج
المتعة" التي يربط هذه
الحكومة بالحزب الحاكم، في غيبة
الفصائل الأخرى التي لم يكن لها
ناقة ولا جمل، لا عند إقرار موعد
إجراء الانتخابات ولا عند
تأجيلها، لكأنها ديكور خارجي
يندرج في سياق "لزوم ما لا
يلزم". لا
أدري كيف سينعكس قرار تأجيل
الانتخابات البلدية في فلسطين
على أجندة استئناف الحوار
واستعادة المصالحة، لكن حالة
الترهل التي تكشفت عنها فتح عند
أول استحقاق جدي تواجهه بعد
مؤتمرها السادس، تثير أسئلة
مشروعة حول قدرة الحركة على
مواجهة منافسة انتخابية حقيقية
أمام حماس وفي مواجهتها، وحول
جدية الحركة في المطالبة بإجراء
انتخابات رئاسية وتشريعية
متزامنة، فالحركة التي أخفقت في
تنظيم انتخابات منفردة وبلا
منافس ومن جانب واحد، لا يمكن
المراهنة على جدية دعوتها
لتنظيم انتخابات وطنية عامة،
رئاسية وتشريعية، ويصبح القول
بأن هذا المطلب ليس سوى تكتيكاً
سياسيا يراهن على رفض حماس
إجراء الانتخابات قبل وقت كاف
من إتمام المصالحة، وهدفة –
التكتيك - الأول والأخير هو عزل
حماس وحشرها في الزاوية
وتحميلها وزر تعطيل الحوار
وإرجاء المصالحة. ما حدث
بالأمس من تأجيل للانتخابات
البلدية أقرب للفضيحة منه إلى
أي شيء آخر، ومن يرى خلاف ذلك
عليه أن يعود لقراءة عشرات
المبررات التي قادتها السلطة
والمنظمة وحكومة تصريف الأعمال
لتبرير إجرائها من جانب واحد،
وفي الضفة من دون القطاع، وهي
المبررات التي سقطت تباعاً ومن
دون مبرر، وبجرة قلم. الخلاصة،
أن النظام السياسي الفلسطيني من
قاعدته – مجالس الحكم والإدارة
المحليتين – إلى القمة –
الرئاسة، مرورا بالسلطة
التنفيذية – الحكومتين –
والتشريعية – المجلس – قد
انتهت ولايتها وفقدت شرعيتها،
وما عاد بمقدور أحد أن يزايد على
أحد بأنه يمتلك شرعية انتخابية
يفتقد لها الطرف الآخر،
والمواجهة اليوم تكتسب وجها
سياسيا لا صلة له بأسئلة
الشرعية وحساباتها. ============================ المصالحة
الفلسطينية ما بين الشعارات
والتطبيق م.جمال
البطراوي شهدت
الساحة الفلسطينية انقساما
خطيرا وحاسما تجلت من خلاله ومن
بعده المواقف السياسية لأغلب فصائل
العمل الوطني الفلسطيني والتي
كانت تزينها الشعارات الوطنية
المحببة لدى القلوب والجماهير. فبعد
أوسلو تمرغ الكثير منها في ترف
المرحلة والنياشين وأحلام
الرهانات الفاشلة ووجدت لها
ملاذا أمنا يعصمها من كشف زيف
الهالة التي أحاطت بها
نفسها،إلى أن حسمت المواقف
السياسية والتوجهات الوطنية في
الحسم العسكري وسقوط ومخططات
دايتون في قطاع غزة ،وكان على
هذه الفصائل أن تقرر وكان
قرارها في سياقه الطبيعي
والكاشف لحقيقتها ،لا في سياقه
المعبر عنه في برامجها
السياسية، أما باقي الفصائل
فتوافقت مع برامجها السياسية
وكان قرارها كذلك . وبدأت
وبعد الانقسام المرحلة القطبية
في الرأسين الكبيرين
والاستقطاب الدائر في كلا
المجالين المتنافرين لباقي
الفصائل الفلسطينية ، وقد حاولت
بعض الفصائل أن تخرج نفسها من
دائرة الاستقطاب لتجد لها مكانا
في منطقة التعادل الخاملة
والفاصلة بين النقيضين ولكن شدة
وقوة التأثير القطبي كانت كبيرة
ومغرية فتذبذبت هذه الفصائل وفي
اغلب المواقف أظهرت ما لا تبطن. ومن
قبل تلقت فتح والفصائل الدائرة
في فلكها ضربات موجعة بعد سقوط
أوراق المزايدات الفصائلية بعد
ظهور نتائج الانتخابات
التشريعية الأخيرة حيث أظهرت
هذه النتائج الوزن الجماهيري
لها ولحقيقية هذه الفصائل
وقدرتها على المشاركة الفاعلة
في صنع القرار. خصوصا
وإنها لم تستطع، ورغم تكرار
المحاولات أن تكون تحالفا
حقيقيا يضمها كفصائل يسار أو
فصائل عمل وطني وغيره من
المسميات والهيئات الإعلامية
التي اتخذتها . فأصبحت
هذه الفصائل تقوم بمهمات وظيفية
وحسب المقاس والطلب والمصلحة
الذاتية، وللزيادة والتأكيد
فحتى فتح لم تستطع إجراء
انتخابات بلدية في الضفة التي
تسيطر عليها وتخوض فيها هذه
الانتخابات بمفردها. وبرزت
ومرة أخرى هشاشة الوضع التنظيمي
لحركة فتح برغم عمليات الترقيع
المتكررة واستغلال مؤسسات م.ت.ف.
الميتة بين الحين والأخر لتثبيت
وتمرير بعض المسميات والأدوار
إلا إن الحركة مازالت تعاني سوء
التوجهات من قياداتها المتنفذة
على حساب عمومها المناضل
والشريف. إن
مشكلة فتح وتخبط قياداتها تكمن
في داخلها ،ولشدة وقوة التأثير
الصهيوني والأمريكي فصانع
القرار في الحركة لا يملك قرارا
وله أولوياته ومصالحه التي
يحافظ عليها. ولا شك
أن هذا الانقسام كان له
تداعياته السلبية على مجمل
الأوضاع السياسية والاجتماعية
الفلسطينية واظهر صيغا دخلت
لقاموسنا السياسي الفلسطيني
،كانت تعتبر من المحرمات . وأصبحت
حركات التحرر الوطنية
الفلسطينية حركات سلام
ورومانسية وملتزمة ومنفذة
تماما للقرارات الرباعية
وأسقطت السلطة خيار المقاومة
وتخلت عن الثوابت وخصوصا حق
العودة والقدس بل ويوجد جنرال
أمريكي هو القائد الفعلي
لأجهزتها الأمنية ومنسق لها مع
الإدارة الأمريكية والاحتلال
والقائمة السوداء هنا تطول..
وأخرها فرض الحصار على غزة وشن
حربا شرسة عليها للقضاء على
المقاومة وحماس كما كان مخططا
له سابقا .وكانت الفرصة والظروف
ملائمة للاحتلال ليمضي في
مخططاته التوسعية الاستيطانية
والتهويدية والتهجيرية . وقد
وكشفت السنوات الأربع الماضية
عن تراجعات أساسية وفي قضايا
جوهرية تمس المصلحة الوطنية
الفلسطينية ادارتها سلطة أوسلو
وما زالت تصر عليها رغم اعتراف
هذه السلطة بفشلها في إيجاد
حلول جزئية أو حتى مرحلية ولم
تتقدم السلطة خطوة واحدة إلى
الإمام . ولا
يمكن لنا أن ننكر إننا وجدنا
لحركة حماس وغزة صمودا وإصرارا
وتمسكا بالحقوق وعدم تفريط بالثوابت
برغم قساوة الحصار السياسي
والاقتصادي وخوضها حربا شرسة
دمرت كل شيء إلا أن حماس
وغزة لم تسقطا لا سياسيا ولا
عسكريا أو امنيا ولا اقتصاديا
بل نراها وقد أصبحت تتصدر
الإحداث ويلتف حولها أحرار
العالم وتكسر حصار العزلة
السياسية والاقتصادية ولينتهي
حصارها وتفرض نفسها على المجتمع
الدولي كحركة تحرر وطني تسعى
لنيل حقوق شعبها وتساندها ومعها
فصائل الممانعة والمقاومة
والمؤسسات الحقوقية واللجان
الوطنية والشعبية ولجان كسر
الحصار والكتل البرلمانية
العربية والدولية . ان
العمل الوطني المقاوم لأي
احتلال باعتماده الأسس الوطنية
المحافظة خيارات وحق هذا الشعب
في مقاومة المحتل بشتى الطرق
والوسائل والتعامل مع الإحداث
والمستجدات السياسية الدولية
والوطنية، وبث
روح وثقافة المقاومة والتضحية
بين ابناء الامة، بهذا الفهم
والمضمون تتحرر الشعوب وتحافظ
على وحدتها وحقوقها واحترام
العالم لها وضمان مساندة ودعم
كافة الشعوب والأحرار والشرفاء
لها . والاهم
من ذلك كله فان التمسك بالأهداف
الوطنية من خلال الالتفاف حول
مرجعية وطنية واحدة تخدم
المصالح الوطنية المشتركة
لأبناء الوطن الواحد هو السبيل
للوحدة الوطنية ويقطع الطريق
أمام كل المؤامرات للنيل من
وحدة صف أي مجتمع وشعب. فلولا
فساد التوجه لما حدث الانقسام. فلا
يوجد خلاف فلسطيني- فلسطيني لا
على أسس مذهبية ولا طائفية ولا
الاختلاف في البرامج السياسية
للتنظيمات الفلسطينية كانت
سببا للانقسام، فكل البرامج
السياسية للفصائل تؤكد أن
فلسطين هي وطن الفلسطينيين وان
المقاومة حق للشعب الفلسطيني
حتى تحرير أرضه والكفاح المسلح
هو الخيار لتحرير فلسطين ،ولكن
النظرية شيء والتطبيق شيء أخر،. وحتى
لو فتحنا باب الاجتهادات
المبنية على أساس المصلحة
الوطنية والظروف الذاتية
والموضوعية والتوازنات
الإقليمية والدولية ،فان هذه
الاجتهادات من المفترض أن لا
تؤدي إلى الانهيار التام
والتوافق والتماهي التام مع
الاحتلال،وحدوث الانقسام، إلا
إذا كان هناك خللا في البصر
والبصيرة. فبالتمسك
بحقوقنا في مقاومة الاحتلال
وعدم التفريط بثوابتنا وإنهاء
أي تنسيق أو مفاوضات مع
الاحتلال يبدأ مشوارنا الحقيقي
لمصالحة وطنية حقيقية ولتتطابق
شعاراتنا الوطنية مع الفعل
المقاوم فصائليا وشعبيا على ارض
الواقع فان
غزة أعطت انموذجا حيا في كيفية
احترام الآخرين لنا. والمصالحة
الوطنية الفلسطينية الحقيقية
هي مصالحة فتح مع نفسها أولا.. ============================= مصطفى
محمد أبو السعود* قليلة
هي القوانين التي تسافر بنا الي
شواطئ الحق بعد انتهاء رحلة
الغوص معها في عمق التفاصيل
لتضع الحقوق على جناحي طائر
الحمام وتعيدها إلى أهلها الذين
طالما اكتووا بنار غياب القانون
عن ساحات القتل الأنيق لأنه
مخدر ونائم رغماً عنه في جيب أهل
القوة والبطش ، فالقانون الذي
حبس في الثلاجة منذ أربعة أعوام
تقريباً ولم يعجبه البقاء
بعيداً عن مسرح التأثير في صنع
القرار وإنصاف الأبرياء
والغياب عن ساحات المحكمة ليكون
شاهداً على المتسلقين لملئ
حساباتهم بدماء الشعوب في أصقاع
الأرض ، خرج أخيرا ليعبر عن رأيه
ويقول إن الذين استخدموا القوة
و تكلموا باسمي ليسوا من أبنائي
ولم أفوضهم للتصرف نيابة عني
وأنا لا علاقة لي بفرض الحصار
على شعب اختار قيادته بنفسه عبر
الطرق المشروعة. فما
حدث في القترة الأخيرة من سماع
صراخ ساسة أوربا تجاه الأوضاع
الإنسانية في غزة هو محير ولا
ندري كيف يصنف ؟ هل في دائرة
التكتيك واستثمار العواطف
الجياشة والغاضبة تجاه ما قام
به الاحتلال بحق أسطول الحرية
وإبعادها عن قائمة المعجبين
بالدور التركي باعتبار أن نمو
تركيا يعمل على خلق حالة غير
مريحة لإسرائيل في المنطقة ؟ أم
أنه وعي ضمير متأخر؟ فإذا
كان هذا الصراخ هو تكتيك لإبعاد
تركيا عن مسرح التأثير الشعبي
في العالم العربي والإسلامي
بفعل مواقفها المشرفة فذلك يعني
ان الغرب يعي تماماً معنى عثور
الشعوب الإسلامية على رجل يلبي
طموحاتها و يقف بوجه الغطرسة
الصهيونية. أما
إذا كان الصراخ هو صحوة ضمير
فتلك كذبة كبرى لأن الضمير الذي
لم يوقظه تدمير قطاع بأكمله لن
يوقظه قتل أكثر من عشرة
متضامنين يتفق هو مع القاتل
بأنهم معتدون على سيادة دولة
إسرائيل، فأين كان ضميرهم حينما
تعرضت غزة لحرب عالمية ثالثة؟ لذا
فإن على حكماء العرب الذين
اثبتوا قدرتهم على ضبط إيقاع
مشاعر الجماهير على قاعدة "الصبر
جميل" ألا يجعلوا أوربا تغير
مسار هذه الصحوة وإعادتها
للثلاجة بحكم أنهم ألفوا من
الشعوب أن تغضب بسرعة وترضى
بسرعة. ومهما
يكن سبب الصراخ فان الشعوب
أدركت أن الثعلب الذي خرج يوماً
في ثوب الواعظين قد انكشفت
عورته وأن حبات السبحة المصنوعة
من عظم الأبرياء قد انفرطت و
الوقت أصبح أكثر ملائمة لتدمير
حلفاء الغرب وإلقاءهم إلى حيث
يعلم الجميع. *كاتب
من فلسطين ============================= مراجعة
حظر انتشار السلاح النووي في
الميزان ما
صنعت المعاهدة في 40 عاما.. ويمكن
أن تصنع مستقبلا نبيل
شبيب انتهى
مؤتمر نيويورك لمراجعة معاهدة
حظر انتشار الأسلحة النووية،
ووصف مسؤولون إسرائيليون
البيان الصادر عنه بالموبوء،
الحافل بالنفاق، ووصفه مسؤولون
مصريون بنجاح حققته مصر، ورحّب
به مسؤولون أوروبيون، وهوّن
مسؤولون أمريكيون وإيرانيون من
شأنه.. فأين يكمن "النجاح"
وما حقيقة "النفاق" وما
قيمة ما صدر عن المؤتمر "دون
رتوش" وما هي "وظيفة"
معاهدة حظر انتشار الأسلحة
النووية؟.. المعاهدة..
بمنظور تاريخي عُقدت
"معاهدة حظر انتشار الأسلحة
النووية" عام 1970م، أي قبل 40
عاما من كتابة هذه السطور، وكان
العالم آنذاك غيره اليوم، ولا
غنى في تحديد القيمة الحالية
والمستقبلية للمعاهدة عن
النظرة التاريخية لها. وتجنّبا
للاستغراق في تفاصيل -قد تُغيّب
العناصر الأهمّ في رؤية
مستقبلية- يمكن الاكتفاء هنا
بالعناوين العريضة فقط بصدد
نشأة المعاهدة، وأهمّ ما شهدته
من تطوّر نوعي، وكيف جرى
توظيفها على خارطة الأوضاع
الدولية. 1- شهدت
الأزمة بين الشرق الشيوعي
والغرب الرأسمالي، أو ما عُرف
بالحرب الباردة منذ 1945م (نهاية
الحرب العالمية الثانية) نقلة
نوعية في الفترة حوالي 1970م.
آنذاك بلغ سباق التسلّح ذروته،
وظهرت "ضرورات" الحدّ منه (عقدت
أولى المعاهدات لذلك عام 1972م
بالفعل) واقترنت بالجهود الأولى
في اتجاه الانفراج بين
المعسكرين (وُقعت وثيقة
هيليسنكي الختامية لمؤتمر
الأمن والتعاون في أوروبا عام
1975م) وشمل الانفراج إنهاء ما
سمّي الحصار الغربي للصين
الشعبية الشيوعية، فأخذت
مكانها في مجلس الأمن الدولي
مكان "فورموزا" التي كان
يُطلق عليها اسم الصين الوطنية،
وبدأ طَرح "توازن التسلّح"
و"الردع المتبادل" مكان
"سباق التسلّح" و"الضربة
النووية الانتقامية". 2- في
تلك الأجواء الأولية دوليا،
وجدت الدول النووية (رسميا)
الخمس آنذاك، الولايات المتحدة
الأمريكية والاتحاد السوفييتي
وفرنسا وبريطانيا والصين
الشعبية، أنّ الحدّ من التسلّح
من خلال اتفاقات تُعقد بينها،
لا سيما بين الدولتين الأكبر
تسلّحا، قد يوصل -يوما ما- إلى
مفاجأة، إذا سعت دول أخرى سواها
إلى امتلاك السلاح النووي، دون
وجود أي التزام عليها، بموازاة
الالتزامات التي يُنتظر أن
تترتب على الدول النووية عبر
اتفاقاتها الثنائية، بعد أن بلغ
سباق التسلّح بينها مداه
الأقصى، تمويليا على الأقل. 3-
يتبيّن ممّا سبق كما يبيّن
عنوان المعاهدة: "حظر انتشار..."،
أنّ الهدف الأول منها كان حظر
امتلاك دول أخرى للسلاح النووي،
أي تمرير ما يمكن تسميته
بالمقابل" احتكار الدول
الخمس لهذا السلاح"، ولم يكن
يوجد في حقبة الحرب الباردة (ولم
يكن دور حركة عدم الانحياز قد
اضمحلّ تماما بعد) ما "يرغم"
الدول التي لا تملك السلاح
النووي على "التعهد" بعدم
امتلاكه مستقبلا أيضا، ما دام
سواها يمتلكه ويطوّره ويهدد
باستخدامه. فكان "ثمن"
التزامها بعدم السعي لامتلاكه
هو وجود موادّ في نص المعاهدة من
عام 1970م، تلتزم الدول النووية
الخمس بموجبها، بالعمل على
تفكيك أسلحتها النووية
وإتلافها، ليكون "العالم" -وليس
مناطق منه فقط- خاليا من السلاح
النووي. 4- ليس
صحيحا الانطباع الذي ينتشر أو
يُنشر حاليا، بأنّ هذا التعهد
كان دون "أفق زمني"، إنما
يوجد نوع من "التحايل"
لذلك، فمعاهدة 1970م كان تنصّ على
سريان مفعولها لمدة 25 عاما فقط،
وبالتالي لا يمكن منطقيا اعتبار
الالتزامات الواردة فيها "مفتوحة
زمنيا". كما يُلاحظ أنه يسري
عليها ما يسري على المواثيق
الدولية، التي لا تُلزم دولةٍ
بالمضمون إلا إذا وقعت على
النص، ثم صادقت عليه وفق ما يقضي
به دستورها. ولا يوجد على أيّ
حال ما يلزم الدول غير النووية
بالاستمرار على تطبيق
التزاماتها بموجب النص، إذا
امتنعت الدول النووية عن تطبيق
التزاماتها أيضا، وكان الحدّ
الأقصى لذلك هو 25 عاما. 5- جميع
ما عقدته الدول النووية حتى
اليوم من معاهدات، تركّز "فقط"
على حماية بعضها من بعضها
الآخر، مقابل استمرار مساعي
للحيلولة دون نشأة تسلّح رادع
لدى سواها، كما أنّ جميع ما
تقرّر تحت عنوان "الحدّ" من
التسلّح، بقي في نطاق ما يمكّن
من الاستمرار في "التطوير
النوعي" الذي يعوّض على
الجانب الكميّ، وحتى الآن -وليس
حتى عام 1995م فقط- لا توجد بادرة
جادّة واحدة لاتخاذ خطوة حاسمة
لإتلاف المخزون النووي، الذي
يكفي لتدمير الأرض مرات عديدة. 6-
انعقد مؤتمر عام 1995م لتجديد
المعاهدة، بعد أن انتهت الحرب
الباردة، وازداد تلاقي مصالح
الدول النووية على "احتكار"
أسلحة الدمار الشامل، وهذا ما
جعل المطلب الرئيسي من جانبها
هو "تمديد المعاهدة إلى أجل
غير مسمّى"، مع تجديد التعهد
بالحدّ من التسلّح من جانبها،
ولكن دون فترة زمنية محدّدة
لها، وليس صحيحا أن التسلح
النووي الهندي والباكستاني -وقد
أصبح متوقّعا في حينه بين يوم
وليلة- أصبح مشكلة فيما بعد،
فتسلّح الدولتين بقي ضمن نطاق
قاعدة "الردع المتبادل"
إقليميا، إنّما أصبح التسلّح
النووي الإسرائيلي هو المشكلة،
لعدم سريان مفعول هذه القاعدة
عليه، ولهذا كان ما حصلت عليه
الدول العربية واعتُبر "الثمن"
من أجل موافقتها على الالتزام
بالمعاهدة الدولية بصيغتها
الجديدة، إلى أجل غير مسمى، هو
التعهّد بما سمّي "إخلاء
منطقة الشرق الأوسط من السلاح
النووي". 7- مضى
على ذلك التعهّد 15 عاما.. ولم
تشهد تلك الفترة خطوة واحدة
لتطبيقه، ومقابل ذلك، أثيرت -قبل
حلول موعد مؤتمر نيويورك
لمراجعة المعاهدة عام 2010م- قضية
وجود نوايا إيرانية لصناعة
السلاح النووي، واعتبار ذلك هو
الخطر الذي يهدّد أمن المنطقة
إقليميا والأمن العالمي. المعاهدة..
بمنظور الحاضر الراهن لا
ينبغي أن يغيب عن الأذهان: 1- أنّ
المعاهدة استُخدمت لغزو العراق
عسكريا وتدمير طاقات النهوض
فيه، مع اقتران ذلك بالكذب
رسميا، وانتهاك القانون الدولي
علنا، وتحويل الغزو إلى مدخل
لنشر "الفوضى الهدّامة"
إقليميا، وإعطاء الفرصة لإطالة
بقاء الوجود الإسرائيلي
بفلسطين حقبة زمنية أخرى. 2- أنّ
الأبواب ما زالت مفتوحة لتوظيف
المعاهدة بأسلوب مشابه أو أسلوب
آخر لتحقيق أهداف ما، سواء
سمّيت هيمنة، أو احتلالا، أو
لمنع انتشار "تقنية الصناعة
النووية السلمية" وليس "انتشار
التسلّح النووي" فقط. 3- أن
العنصر الحقيقي لصناعة الحدث
على أرضية الواقع الدولي، هو
عنصر موازين القوى، بما في ذلك
مسائل الردع، والردع المتبادل،
والعدوان، والمقاومة، وامتلاك
أسباب القوة المختلفة، عسكريا
واقتصاديا وفي مختلف الميادين
الأخرى. 4- أنّ
موازين القوى لا تتبدّل من
تلقاء نفسها، بل من خلال السعي
لتبديلها، ولا يعني ذلك أنّها
قابلة للتحوّل "السريع" من
أوضاع "خلل كبير" بسبب هوّة
فوارق هائلة، إلى زوال هذا
الخلل كلية، إنّما تعرف العلوم
العسكرية نظريا وتطبيقيا، ما
يُسمّى بالحدّ الأدنى من الردع،
الذي يجعل "العدوّ" لا
يغامر بعدوان قد يسبب له "خسائر
موجعة"، وبهذا المنظور
يتحوّل كلّ قيد ذاتي يقبل الطرف
الأضعف به، إلى قيد "تأبيدي"
لذلك الضعف، وهذا بالذات ما
يسري عن طريق الالتزام بهذه
المعاهدة، ثم تجديده دون سقف
زمني، رغم "توظيفها" لغير
أغراضها كما بيّنت حالة العراق..
أي يسري على أوضاع الدول غير
النووية عموما، والمستهدفة
منها أكثر من سواها بالهيمنة
الدولية (بسبب النفط.. وفلسطين..
والعامل الحضاري) أي الدول
العربية والإسلامية تخصيصا. يضاف
إلى ما سبق: 1-
للردع المتبادل بين الهند
وباكستان مفعوله لاستبعاد
الحديث عن تسلّحهما النووي
بمنظور المعاهدة التي لم تنضمّ
الدولتان إليها، مع عدم إغفال
وجود جهود دولية لترجيح كفة
الهند على باكستان في التعامل
على مختلف الأصعدة وليس على
صعيد التسلّح النووي فقط. 2- كما
يمكن استبعاد الحديث عن حالة
كوريا الشمالية، نظرا إلى أن
مصالح الصين الشعبية الذاتية في
"موازين القوى إقليميا
ودوليا" تدفع الصين إلى الحرص
المتواصل على تخفيف الضغوط
الغربية عن كوريا الشمالية،
ناهيك عن تعريضها لخطر حقيقي
بسبب تسلّحها. 3- لا
يسري شيء من ذلك على حالة إيران،
فبغض النظر عن الحملات والحملات
المضادة بشأن دورها الإقليمي،
وخطرها أو عدم خطرها على منطقة
الخليج، يعطي التعامل الدولي مع
ملفها النووي مثالا نموذجيا على
أن الهدف من المعاهدة لا يقتصر
"فقط" على منع انتشار
التسلّح (أو احتكاره)، إنما يشمل
أيضا "احتكار" التطوّر
التقني الذاتي (ما يسمّى دائرة
الإنتاج الكاملة للوقود النووي
في صناعة الطاقة) بحيث تبقى
الدول المتقدّمة "وحدها"
مصدر تزويد الدول الأخرى
بالوقود النووي، وبالتالي
احتكار تأمين الطاقة النووية
مستقبلا، ولا تكفي هنا المقارنة
بموقع الدول المصدرة للنفط
والغاز عالميا، بل ينبغي أن
يؤخذ مفعول عنصر "القوة
العسكرية المتفوقة" بالنسبة
إلى "الدول المصدّرة لوقود
الطاقة النووية" بعين
الاعتبار أيضا. 4- أمّا
"الحالة الإسرائيلية"
فتشمل العنصرين معا، عسكريا
وتقنيا، ولكن لا يوجد ما يدفع
الدول النووية إلى مواجهة
تسلّحها النووي، ما دام لا يمثل
مصدر خطر على الأمن "العالمي"
-بمفهومه المتداول ما بين "الدول
النووية" وحلفائها في الشمال
(أي التي تعتبر نفسها هي الأسرة
الدولية)- ولكنه يمثّل قطعاً
خطرا على الأمن "الإقليمي"،
العربي والإسلامي، وليس هذا
خطرا نظريا فقط، فتصعيد خرق
القوانين الدولية والإنسانية -دون
محاسبة أو عقوبة- عبر "مذابح"
"اغتصاب وتهويد" و"هجمات
عدوانية" و"أسلحة محرّمة"
و"حصار إجرامي" بمنزلة
إبادة شعب إبادة بطيئة، إلى
القرصنة المباشرة في التعامل مع
"مدنيين" يعملون لكسر
الحصار.. هذا التصعيد دون ردود
فعل يمكن أن يصل في لحظة تاريخية
ما إلى ارتكاب "جريمة نووية"..
لا يقلّ مفعولها عما عرفه
التاريخ الحديث في هيروشيما
وناجازاكي وبقي دون محاسبة أو
عقوبة!. المعاهدة..
بمنظور مستقبلي لم
تعرف البشرية قديما، ولا عرفت
في العصر "المتنوّر"
الحديث على صعيد التعامل مع
موازين القوّى، العسكرية
وغيرها، شيئا يمكن أن يدفع أيّ
"خطر" خارجي، بصورة فعالة،
سوى ما يدخل تحت عناوين "التوازن
العسكري" أو "الردع
المتبادل" أو "الردع
الجزئي"، على المستويات
الرسمية، أو "المقاومة"
عند انهيار المستويات الرسمية
أو عجزها. وعلى
خلفية ما سبق يمكن إذن التساؤل
بصدد حصيلة مؤتمر نيويورك، عمّا
تعنيه كلمات "نجاح" و"نفاق"
و"ترحيب" بالنتائج و"تهوين"
من شأنها، ونجد: 1- أن
الوعد الجديد الصادر عن الدول
النووية التقليدية بأن تسعى
للحدّ من تسلّحها، لا يختلف عن
الوعد القديم الصادر عنها قبل 40
عاما.. وكلمة "سريعا" التي
أنهت الخلاف على صياغة البيان
الختامي، لا تعوّض قطعا عن
الالتزام بمخطط زمني، أو على
الأقلّ بمرحلة أولى من مخطط
زمني، ولو بقيت مراحله التالية
مفتوحة إلى موعد المراجعة
التالية للمعاهدة نفسها عام 2015م. 2- عدم
ذكر إيران بالاسم في البيان
الختامي لا يغيّر شيئا من حقيقة
أنها لا تملك سلاحا نوويا في
الوقت الحاضر، وقول المجموعة
الغربية بسعيها لامتلاكه يوما
ما، لا يختلف كثيرا عما كان مع
العراق من قبل، أي اعتبار ذلك
"اتهاما" رغم وجود سواها من
الدول ممّن يمتلك السلاح
ويطوّره، ثمّ مطالبة "المتهم"
بتقديم الدليل على "براءته"
بعد قلب قاعدة "البيّنة على
من ادّعى" رأسا على عقب. 3-
تجديد الدعوة إلى العمل لإخلاء
ما يسمّى "الشرق الأوسط" من
السلاح النووي، لم يبدّل قيد
أنملة من الواقع القائم أو
أسلوب التعامل معه عبر 15 عاما
سبقت على الأقلّ، رغم تحديد عام
2012م موعدا لعقد مؤتمر قادم،
فالطرف المقصود باعتباره يملك
السلاح النووي لن يحضر، ولن
يستجيب أيضا للدعوة "الطيّبة"
بشأن الانضمام إلى معاهدة
الحظر، فلا يوجد من يمارس ضغوطا
حقيقية في هذا الاتجاه، ولم يكن
قد اختُتم المؤتمر بعد عندما
أعلن (بصورة استعراضية) عن العزم
على استبقاء غواصات نووية
إسرائيلية في منطقة الخليج، كما
أعلن عبر التصريحات الأمريكية
والأوروبية على أكثر من مستوى
بأنه لا يُنتظر تحقيق شيء
لإخلاء المنطقة من السلاح
النووي قبل تحقيق "السلام
الشامل" في المنطقة، وليس
مجهولا أنه قد مضى على "النكبة"
62 عاما، فهي أطول عمرا من معاهدة
حظر انتشار السلاح النووي
نفسها، هذا علاوة على غياب
الضغوط على المستوى الإقليمي،
وهنا لا توجد حاجة إلى تقديم
الأدلة على ذلك، فقد باتت
مشهودة (ومؤلمة) بصورة مستمرة. ============================= د.
فايز أبو شمالة بعد
سنوات من ترك غزة في حصار مكروب،
وبعد التخلي عنها في حرب الرصاص
الإسرائيلي المصبوب، وبعد أن
صارت المقارنة لديكم بين الضفة
الغربية التي تصعد اقتصادياً في
ظل حكومتكم، وبين غزة التي تموت
اقتصادياً في ظل حكومة حماس،
وبعد أن تخليتم عن غزة لتعاني من
نقص الوقود فترة، ومن نقص الغاز
فترة، والسجائر، المواد
الغذائية فترة، ومن نقص أساسيات
الحياة، ونقص مقومات البقاء،
بعد أن تركتم "البطة السوداء"
تفتش عن سبل حياتها من خلال
الأنفاق، وأهملتم رجالها،
وأسقطتم من حسابكم ناسها،
وألقيتم ورقتها مع استئناف
مفاوضات التقارب حتى دون اشتراط
ذلك بفك الحصار عنها، بعد كل
ذلك، وبعد أن نمت آمناً في فراش
الضفة الغربية، وهجرت غزة
لسنوات، وتركتها كالمعلقة؛ فلا
أنت من سعى لإرضائها ومصالحتها،
ولا أنت من عمل على عتقها من
الاشتراطات، بعد هذا النوم
الهانئ عن وجع غزة نهنئك على
الصحوة، وانتباهك لهدير
حريتها، ولموجها المتكسر على
رمل الحصار، وأنت تحذر بشدة من
اقتصار رفع الحصار عن غزة على
فتح معبر رفح البري مع مصر، وفتح
ممر بحري على العالم الخارجي،
وتضيف إلى صحيفة الحياة
اللندنية "أن ذلك يؤدي إلى
تكريس انفصال الضفة الغربية عن
قطاع غزة! ويحول دون تحقيق إقامة
الدولة الفلسطينية على كامل
الأراضي المحتلة عام 1967
وعاصمتها القدس إلى الأبد" أنا
معك يا سيد فياض، فيما ذهبت إليه
من تحليل سياسي، ولكن؛ ألم تكن
تعرف أنت ومن معك في رام الله
هذه الحقيقة المؤلمة؟ ألم تكن
تعرف من قبل أن لإسرائيل مصالح
تسعى لتحقيقها ولا تعير اهتماما
لوعود لا تنسجم مع مصالحها؟
وكيف أدركت ذلك متأخراً، وأنت
السياسي المهتم، بينما كل متابع
للسياسة قد تحقق من الهدف
الإسرائيلي للقسمة. لتضيف
برجاحة: "إن قبول مثل هذه
الأفكار يوفر فرصة لإسرائيل
للتخلص من الضغوط الفلسطينية
والعربية والدولية الداعية إلى
رفع الحصار، والتخلص نهائياً من
قطاع غزة، وتكريس التعامل معه
باعتباره كياناً معادياً،
والقضاء على الربط الجغرافي بين
الضفة والقطاع". جميع
الفلسطينيين معك يا سيد فياض،
ولا يخالفنك الحذر عربي، ولكن؛
أين كنت أنت وحكومتك كل الفترة
الماضية؟ لماذا صمتم؟ لماذا
تأخرتم في مسعى المصالحة، وفك
جدائل الحرة؟ وهل بقاء غزة في
حصار، أو بقاء الحالة
الفلسطينية على ما هي عليه هو
الحل؟ يا سيد
فياض، إن كانت غزة ستنجح بفك
حصارها بقوة صمودها، وما جاءها
من دعم إقليمي شق عباب البحر،
فهذا يعني نجاح خط الصمود
والمقاومة، وفشل خط المفاوضات
التي تزعمتها أنت سنوات،
وتقودها بإصرار، لذلك فلا
تحملنَّ غزة مسئولية فشل
مشروعك، ولاسيما أن يدك كانت
مطلقة لسنوات ادعيت فيها العمل
لتحرير الضفة الغربية على
طريقتك، طريقة المشاركة في
مؤتمر الأمن الإسرائيلي في
مدينة "هرتسيليا"، وطريقة
تصفية رجال المقاومة في
قلقيلية، وطريقة اعتقال كل
فلسطيني مقاوم للمستوطنين. وما
زالت يدك مطلقة في التنسيق
الأمني مع الإسرائيليين، فلا
تجعل يدك مغلولة في توسل سلام
الإسرائيليين إلى عنقك،
وابسطها كل البسط في الاعتراف
بالحق التاريخي لليهود، إنما لا
تجعل من فك حصار غزة حجة
لخذلانك، وذريعة لفشل مشروع
دولتك، التي لن تتحقق إلا
بالتقاء جميع الفلسطينيين على
برنامج سياسي وطني مقاوم
للغاصبين، مع عدم التفرد
بالقرار السياسي الفلسطيني دون
مسائلة. وثم، تشكيل حكومة
فلسطينية يرئسها رجل غير مفروض
أمريكياً!. ============================ ليكن
قلبك صدفات في بحر لا تحمل سوى
لآلئ, ومن أجملها لؤلؤة الفرح
بما هو آتِ... لا
تحاول أن تبكي على أطلال الأمس
ودوارسها وما خسرت فيه, فالعمر
حين تسقط اوراقه
لن تعود مرة اخرى. الشيخ
خالد مهنا* كثيرة
هي الألغام والمطبات التي تعترض
طريق الإنسان فتحرمه نعمة
السعادة ومنحة الفرح تقف لها
بالمرصاد، لتغتالها كما تُغتال
زُهيرات الٌدرُاق في أول
تفتيحها ونضوجها ... جميع
المدائن اجتمعت على ذبح فرحنا
ومرحنا وسعادتنا كما تذبح خراف
العيد، ثم هي تجتمع لتتلمظ
بدمنا الساخن... مدائن
العالم ترفض سعادتنا.. ترفض أن
يزورنا النَوار... تستكثر البسمة
على شفاهنا.. ولأنني
لا استطيع أن، أبلع الأحزان
والقهر واخضع للواقع الآسن آثرت
أن أكون الصلصال الساخن.. أن
أدور حروفا تشتعل على الورق
كرؤوس البراكين الصغيرة... أن
أرسم ألف نجمة في ثانية.. وأمحو
العتمة بأقل من ثانيه.. وها آنذا
رغم الغمة والعتمة ابذل طاقتي
في تكوين أغنية رخيمة تبعث
الشجو في النفوس الظمأى للسعادة
والطمأنينة وهدوء البال. أغنيها
على أجمل الأوتار وأعذبها، أصفى
من لثغة العصفور الدوري.. أعذب
من هتاف نجمة لنجمه ... منذ
سنين خلت استسلمنا للهموم
والكآبة وكبرنا وكبرت شقوتنا
وعذاباتنا والكثير الكثير بدل
أن يضيئوا شمعة استسلموا
للشقاء، واختاروا المصحات
العقلية على مناطحة الواقع..
ركنوا لركن قصي واضعين رؤوسهم
بين أيديهم.. ها
أنذا انتفض على يدي.. الانتفاضة
تشتعل.. حروق يدي لم تعد تؤلمني
ما أشقى اليد التي تخاف تلقيط
النجوم.. أوجاع قلبي غادرتني ما
أشقى أن يسكن القلب الخمول
والبلادة!! ها هو
الأمل يغزلني كما تغزل دودة
الحرير شرنقتها.. كما تصنع
المحارة لؤلؤتها... أحاول الساعة
جهد المستطاع أن أحول حبري إلى
ضوءٍ مسموع، ودفاتري وأوراقي
إلى عطر مقروء.. بإمكاني الساعة
والظلمة تلف مكاننا أن أخذ شكل
الزهرة البيضاء.. شكل الزنبقة
فهل تقبلون أن أكون رسول
السعادة إليكم؟ نعم
السعادة ولو اجتمعت كل الدنيا
على حرمانك منها لن تفلح في
قبضها منك.. أبسط
يديك لها تحصل عليها.. ابسط
يديك كي تمحو عنك الغُمة .. إبسط
يديك لتزرع غرسة.. تقطف ثمارها
بعد حين.. سعادتك..
فرجك وفرحك.. تكمن في أن تكون
ذاتك من غير تبهير.. أن تصنع
القرار بنفسك وتدافع عنه.. إنها
كامنة في تحقيق استقلاليتك عن
الآخرين ،فلا تكون لهم إمعة ولا
تعطيهم المجال أن يتحكموا في
اللون الذي تحب، والطعام الذي
تحب والصديق الذي تحب، وأنها
تكمن أيضاً بسماحك للآخرين أن
يستمتعوا بحرياتهم المنضبطة..
أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي
العالم من حولك.. انك في
الواقع تعيش حياة ضنكا عندما لا
تحيا حياتك على سجيتها، حيث
ينتابك أحساس بأن حياتك وجهدك
وعرقك وبَذْلك وعطاؤك لا غاية
منها.. ولا معنى لها.. فإذا
انتابك هذا الإحساس القاتل
ستموت معك كل الأحاسيس ، وحين
تمر عليك الدقيقة كأنها سنة من
الآلام المصبوبة عليك كسوط عذاب
ستأخذ نفسك صورة أخرى.. شكلاً
آخر وضع الشعر عليه بصماته حين
قال أحد المتسللين من عالم
المقاومة: أتدحرج
في منفاي الممتد كحقل الأوهام...
و أشق طريقي في نفق مكتظ بزفير
الموتى ... وشهيق
الأحلام، و أكوم خلف كواليس
الروح ثياب الأعراس... يرقص ناس و
يغني ناس... حتى يتبخر منهم ماء
الإحساس... و أنا في درك الليل
الأبدي أداس ... لا فجر
يداهم هذا القلب المملوء بنزف
الذكرى... و عويل الأجراس.. فعلي
إذن أن أتخلى عن لغتي الجوفاء....
و ألوذ بحبل سراب أو أضغاث الماء...
حتى يتمخض هذا الأفق العاقر عن
كوة..... حتى أسترجع فنجانا
مكسورا وبقايا قهوة... حتى أحضن
نيران الدهشة... أمتشق الريح
المرجوة... أتسلق جدران الزمن
السكران. آه...
من يوقظني؟ خدرني
الزمن الأعمى و أضاع عصاي... هو
يسعى بين الظلمة و الٌظلمة بحثا
عن جثة ضوء ورميم صداي... من يزرع
في تربة عمري عبق الدهشة؟ من
يرسم في كراسة شعري قلق الرعشه ؟ لا شيء
هنا يسمعني فدعوني أرفل ثوب
جنوني بخيوط الكفن ... ***** وأنه
لمن المفترض ضمنا أن حياتك قد
خلقت لك كي تصنع حباتها بيدك.. كي
تكون لك.. وهبت
لك كي تخلق لها معناها، وإن لم
تسر حياتك على النحو الذي
ترغبه، فلا تلوم إلا نفسك، إذ لا
أحد مدين لك بأي شيء، إنك الشخص
الوحيد ألذي يستطيع إحداث
انقلاب واختلاف في شؤونك له من
القوة والمنعة ما يبقيه راسخا،
لأن الدعم المحدود والضئيل الذي
تتلقاه من هنا وهناك نحِلةً غير
خالصة لا يعني شيئاً ما لم تكن
ملتزماً بأن تقطع كامل الطريق
بمفردك مهما واجهت من قلاقل
ومصاعب.. أن
لديك القدرة أن تتغلب على كل
العوائق لو استطعت أن تواجه
أنواء الحياة وهمومها بشكل
مباشر. أنك
الشخص الوحيد الذي يمكنه أن
يلعب دور المنقذ ألذي سوف يحرر
حياتك من قيودها، وإلا فسوف تظل
حياتك ترسف في أغلالها.. إنك
تستحق السعادة، وتستحق أن تحصل
على ما تريد لذا إنظر إلى
الأشياء التعيسة في حياتك، سترى
أنها عبارة عن سجل لعدد المرات
التي فشلت فيها أن تكون لِذاتك،
وإن شقاءك ونكدك وتعاستك في
الواقع لا تعدو أن تكون سوى
ناقوس يدق لك كي تتذكر أن هناك
ما ينبغي أن تفعله كي تسترد
عافيتك، وتنهض من عثراتك.. ولكي
تجد ما فقدته، فإنك بحاجة لأن
تكون ذاتك لا أن تتظاهر بما ليس
فيك.. إنك
بحاجة لأن تكف عن التقوقع داخل
سجن الماضي وذكرياته الأليمة.. إنك
حاجة لهدف يوجه حياتك، لا أن
تحيا على أمل الحرية الأجوف،
وطالما أنك ستعيش حياتك الخاصة
بك أنت، فلعله يجدر بك أن تعيشها
بأفضل طريقة ممكنة، وأنت الشخص
الوحيد الذي يمكنه القيام بهذا
الدور.. ما
أمرّهُ مِنْ بُعدْ وَما أقساهُ
مِنْ وَقتْ حينما يَغِيبُ عنْ
أعيُنِنا شيئاً نحب.. هدفاً كنا
نرجو, يعَانِدُنا الوَقت
فنُعانِدُه... نستَأنِفُ
الذِكْرَيات مرةً تِلوَ مَرة...
يُعاودُنا الحنين في كل لحظة...
نتذكر تلك ألطيوف ألطيفه في كل
مرة, نرى زوايا البيت تنبِض بِهم
عندما نحتاج إلى من يمسح دموعنا,
نلتفت حولنا فنجد أنفسنا بين
الدموع وبين الوحدة... نمسك
المرآة نتسّمر فيها ونقول ما
خطبنا؟؟!! أنحنُ
من أخطأنا لكي يبتعدوا عنا ؟؟!! نستمر
في مسكِ المرآة إلى أن نسأم من
النظر في وجوهنا... نريد أن نصرخ
بصوتٍ عالِ... نريد أن نبكي حتى
تحترق أعيننا... أفعالُ ُ كثيرة
نريد فعلها عندما نكون في لحظة
وحدة, قد تكون بين آلاف من الناس
يحيطون بك ويحبونك أيضاً إلا
أنكَ لا تزال تشعر بالوحدة،
لأنكَ بحاجة إلى من تحب , وبحاجة
لمن يترجم أحاسيسك... لمن يعرف
ماذا تود أن تقول دون بادرة منك...
لأنكَ بحاجة إلى من يعرف ما الذي
يبكيك؟ وما الذي يوجعك؟ أنت
بحاجة لمن يفهمك بنظرة واحدة من
عينيكَ ,لهذا تجد نفسك وحيداً
لحظات الوحدة ...لحظاتُ ُ قاتلة
...دقائق مزعجة ثوانٍ قد تجعلكِ
تكره الدنيا وما فيها تحتاج إلى
من يمسك بيديك، وكلما تلوح هذه
الصورة أمامك تَهتِف بهُم
تَبحثُ عنهم, تتوق لمرآهم فلا
تجدهم فتستمر في عزلتكَ عندما
نشعر بالوحدة نحس بحزن كلماتنا
...بألم حروفنا... بقهر عباراتنا حتى
نظراتنا تحزن في غمرة أفراحنا….
فلكل
من فقد الأمس ومباهجه نقول: لا تضع
أحلامك في شخص واحد ولا تجعل
رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما
كانت صفاته ولا تعتقد ان نهاية
ألأشياء هي نهاية العالم ... فليس
الكون هو ما ترى عيناك ... لا تقف
كثيرا على الأطلال خاصة إذا
كانت الخفافيش قد سكنتها, والأشباح
عرفت طريقها وابحث عن صوت عصفور
يتسلل وراء الأُفق مع ضوء صباح
جديد ولا تشعر بأنك وحيد. إذا
كان ألامس ضاع فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه
ويرحل فلديك الغد.... لا تحزن على
ألامس فهو لن يعود ... ولا
تأسف على اليوم فهو راحل واحلم
بشمس مضيئة في غد أجمل مما يروق
لك. *رئيس
الدائرة الإعلامية في الحركة
الإسلامية القطرية أم الفحم –فلسطين
المحتلة =============================== لعبة
إسرائيل الإعلام – ماذا عنا ؟ بقلم
: جاكلين صالح أبو طعيمة فلسطين
– رفح - الحدود المصرية
الفلسطينية وكأنني
كنت كفيفة لزمن طويل ... بدأت
عيناي تجوب في صفحات الانترنت
تقلب هنا وهناك ... كنت أبحث عن
شيء لا أعرفه فاهتماماتي هذه
الأيام مختلفة عما سبق، وقع
بصري على صحيفة Time وهي
صحيفة أمريكية الكترونية، بدأت
أقرأ العناوين الرئيسية فيها..
تعثرت بمقال لكاتب أمريكي يبلغ
من العمر 45 عاماً، يقول في مقاله
أنه يستذكر زيارته الأولى
لإسرائيل أثناء حرب صدام وكيف
كان يشعر بالخوف الشديد وهو
يبحث عن كمامة ليحمي بها نفسه من
الصواريخ والغازات، ويستذكر
كيف كان يرتجف الأطفال والنساء
في الملاجئ، وأن الفلسطينيين
كانوا يدعمون صدام ويهتفون من أ
جله ويسمون أبناءهم باسمه، يصف
الصورة بشيء من المعاناة والألم
القاسيين وبطريقة أبرع مما نكتب
نحن عن أحزاننا وويلاتنا في
فلسطين، ولا أظن أن أي قارئ غربي
قرأ مقاله إلا ودمعت عينيه
فأرسل نظرة ثاقبة تجاه الشرق
مصراً على أن يدفع ما يملك من
أجل أن تحيا إسرائيل ... ويموت
الشرق . هذه هي
الصورة ... في أول نظرة على صحيفة
أمريكية، قابلتني وكأنها قنبلة
مباغتة لم تهز كياني فحسب بل
صنعت شعلة نار تتقد في جسدي حتى
يخرج حرها من رأسي، لو لم أكن
فلسطينية أو عربية بالعموم
لبكيت إسرائيل وحالها في مقاله
هذا الذي لا يصف إلا كيان ضعيف
مسكين يعتدي عليه العادون ويفتك
به الفاتكون ... يركز
الكاتب الأمريكي في كتابته على
ذكرى قديمة لازالت تؤثر في نفسه
إلى اليوم، وأنه قضى سنوات
عديدة في العلاج النفسي ليتخلص
من آثارها، استطاع ببعض الكلمات
أن يستأثر بقلوب الآلاف، وبرع
في إقناعهم بأن إسرائيل هي
الضحية وأن الفلسطينيين والعرب
هم العادون، ليصل هذه الذكرى
بحادثة أسطول الحرية وكيف تم
ضرب المظليين الاسرائليين
وطعنهم والاعتداء عليهم ليثبت
بذلك المعاناة التي تعانيها
اسرائيل، وبالطبع أشار إلى أن
الأسطول كان محملا بالأسلحة
والسكاكين وأنه سيتم تسريبها
للفلسطينيين لقتال اليهود
والقضاء عليهم وأقام الحجة
والبرهان بصورة أرفقها مع مقاله
لشاب على ظهر السفينة يرفع عصاً
تجاه مظلي ويظلل العصا بدائرة
صفراء لتوضيح المشهد ... تفكيري
العميق في هذا المقال أرهقني
فدفعني أن أبحث عن المزيد في
الصحيفة ذاتها، قرأت الكثير عن
أسطول السلام وحنين زعبي
والتضامن ومررت على صور ومقاطع
فيديو تصف حال اليهود بشيء من
الدقة والتفصيل البعيد كل البعد
عن الحقيقة، وتذكرت وقتها أن
هذا ما يصل للعالم الغربي
بالتحديد في وسائل الإعلام،
صورة مغايرة للواقع بل صورة
كأننا لا نعرفها ونحن الذين
تحتلنا إسرائيل، بل ظننت أن
فلسطين هي المحتل والغاصب لأرض
إسرائيل.. الواقع
أن اسرائيل نجحت إسرائيل في
إيصال صوتها للعالم كله وتفوقت
في الحصول على الدعم الدولي منذ
نشأتها حتى الآن .. السبب ليس سحر
ساحر أو عراف بل كان بسيطاً وهو
التركيز على الإعلام ، الاهتمام
بالصوت والصورة، واختيار
الصورة المناسبة للنشر
والتوزيع، اختيار القصة التي
تثير المشاعر الدولية التي تروي
المعاناة والألم الذي تعانيه
إسرائيل ... وهذا
المقال الصغير الذي قرأته نقل
أكذوبة عظمي للعالم وسيصدقها
العالم كله، وكل ذلك في غياب
الإعلام الحقيقي لنا، الإعلام
الذي يركز على نقل الصورة التي
يجب أن تصل بموعدها ومكانها،
الإعلام الهادف لفضح اسرائيل
وجرائمها بحق الفلسطينيين،
والقاضي بنشر المجازر التي
يركتبها الصهيوني دون مساءلة،
الإعلام هنا سلاحنا الأهم، هو ا
لقوة التي يجب أن نستند عليها
ونهتم بها ونفعلها ونرسلها
للعالم كله ليعلم من القاتل ومن
المقتول .. فلم
يكن من الغريب أن يتغنى الغرب
كله بمقطوعة إسرائيل هي حزننا
الأكبر، وهم لا يتغنون مثلنا
ويعزفون الألحان بل غناءهم
ممزوجاً بزخات من التبرعات
تتحول لرصاصات تمزق أجساد
أطفالنا في فلسطين والعراق وفي
كل بلاد العرب التي يستطيع
العدو الصهيوني الوصول إليها . الكرة
في ملعبنا نحن الضحايا والشهداء
ولكن تحتاج للاعب ماهر أقصد
كاتب ماهر يكتب بكل اللغات يشرح
الصورة المناسبة ويرسل مقطع
الفيديو المهم، ينشر الدم الذي
يسيل والأم التي تقتل والبنت
التي تسجن والأب الذي استشهد
منذ زمن .. الكرة هنا في تصوير
المشهد الانساني، والقصة
الإنسانية الفلسطينية والظلم
الذي يقع علينا من قبل اسرائيل
... الأمر ليس صعبا بل هين يسير في
أن ننشر للعالم كله مآسينا
وجراحنا واغتصاب بلادنا،
والتأثير سيكون ناراً تحرق
اسرائيل، الدعم الدولي مهم ونحن
بحاجة إليه ... مزيداً من العمل
فقط وسنصل ... ليس من
أجل شيء .. ولكن لأن هناك شيء
اسمه فلسطين .... =========================== ماالخطر
الذي تمثله كمانجة على دولة
إسرائيل ؟ د.
أحمد الخميسي تعليقا
على مجزرة سفن الحرية التي
ارتكبتها إسرائيل كتب " إيفان
ميشكوف " في صحيفة" روسيا
" تحت عنوان" وجهتنا فلسطين
..وحمولتنا الحرية " يقول : "
تحاصر إسرائيل غزة منذ أربع
سنوات في مشهد مروع لا مثيل له ،
وتمنع نقل الإبر والخيط والقماش
والكتب والأحذية والالات
الموسيقية إلي غزة ، لماذا؟ لأن
تلك المواد الخطرة قد تقع بين
يدي مقاتلي حماس الأشرار
ويستخدمونها في عملياتهم
الهجومية ! لكن ما الذي يمكن
فعله بمثل تلك المواد ؟! ما
الخطر الذي تشكله على سبيل
المثال الآلات الموسيقية؟ . من
يدري، ألا يحتمل أن يستخدم طفل
فلسطيني الكمانجة مثلا لضرب صبي
يهودي على رأسه في مهرجان
موسيقي عالمي ؟! علما بأن أطفال
غزة ممنوعون من السفر ! . تحاصر
إسرائيل قطاع غزة حصارا وحشيا ،
ولا بأس هنا من أن نذكر إسرائيل
بأن الفاشية الألمانية أيضا لم
تكن تسمح بمرور السلع إلي وارصو
أو مينسك المحاصرتين ! . لكن
إسرائيل لا تستفيد من دروس
التاريخ ولا تنصت لأحد طالما
أنها محمية من أمريكا بالكامل
" . يدرك
الرأي العام الروسي حقيقة ماجرى
، لكن إسرائيل تواصل كذبها بكل
اللغات ودون توقف منذ أن بدأت
وجودها الاستيطاني بإدعاء أن
فلسطين وطن اليهود . عندنا إدعت
إسرائيل أن ركاب سفن الحرية
إرهابيون على علاقة بحماس . في
إيطاليا – حيث يعاني المجتمع من
سطوة العصابات - قد تدعي أن ركاب
السفن هم زعماء المافيا
الأيطالية ، وفي روسيا وجدت
إسرائيل كذبة مناسبة فإدعت أن
المتضامنين على علاقة وثيقة
بالإرهابيين الشيشان ! هكذا في 4
يونيو الحالي صرح " أفيجدور
ليبرمان " وزير خارجية
الاستيطان والأكاذيب لقناة "
روسيا -24 " بأن منظمي قافلة
الحرية تربطهم علاقات وثيقة
ومنذ زمن بعيد بالشيشان الذين
يعملون على الانفصال عن روسيا !
وفي 6 يونيو نشرت صحيفة "
كوميرسانت " الروسية تصريحات
لليبرمان يؤكد فيها مرة أخرى أن
أعضاء قافلة الحرية التي اتجهت
إلي غزة على علاقة وطيدة
بالمقاتلين الشيشان ! هذه
الكذبة ، باللغة الروسية ، هي
الأكثر ملائمة لتخويف الراي
العام الروسي من غزة وقوافل
الحرية . ما الذي يكذبه ليبرمان
بالأسبانية ؟ أو الفرنسية ؟ أو
الألمانية ؟ لا أدري ، لكن
المؤكد انهم يجدون الأكاذيب
المناسبة لكل وضع كالمهرج الذي
يبدل نكاته حسب الجمهور ومكان
العرض . ليبرمان هذا يهودي ولد
في مدينة كيشينف عاصمة مولدوفا
السوفيتية ، ثم اكتشف عام 1978 بعد
عشرين عاما من ولادته أن
إسرائيل هي وطنه ! وساعده على
هذا الاكتشاف المفاجيء ظروف
الفقر التي كانت تمر بها
الجمهورية السوفيتية مع أحلامه
بالثراء السريع والمسكن في
الشركة الاستثمارية
الإسرائيلية لاحتلال أراضي
الغير ، ومن ثم شد الرحال إلي تل
أبيب وأسس حزبا باسم "
إسرائيل بيتنا " ! وكأن
مولدوفا لم تكن بيته ! ويعد
ليبرمان أحد أكثر السياسيين
المتطرفين في إسرائيل ويعلن
صراحة رفضه منح الفلسطينين اي
شيء ، ورفضه الانسحاب من
المستوطنات في الضفة ، ويتمسك
بالقدس عاصمة موحدة لبيتهم ! وهو
ذاته ليبرمان الذي طالب عام 1998
بقصف السد العالي في مصر ! ولكن
لأن الأكاذيب لا تقوم أبدا على
حقائق أو تاريخ نظيف ، فقد لاحقت
ليبرمان توصيات الشرطة
الإسرائيلية في صيف العام
الماضي بمحاكمته بتهم غسل
الأموال القذرة في قبرص والغش
والتدليس وتلقي الرشوة من رجل
الأعمال النمساوي مارتن شلاف
ومن غيره . وبكل ذلك التاريخ ،
وكل تلك الأكاذيب ، أصبح
ليبرمان نموذجا للمهاجرين
اليهود الذين تدفقوا من كافة
البلدان إلي فلسطين وهم يكذبون
بكل اللغات ويهتفون بقولهم : "
إسرائيل بيتنا " ! . وبالرغم من
طوفان الأكاذيب يظل يلح على
الذهن السؤال : لكن ما الخطر
الذي قد تمثله كمانجة على دولة
إسرائيل ؟ . *** أحمد
الخميسي . كاتب مصري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |