-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
يستثمر الفوز ..؟ إمتحان عسير.!! بقلم: واصف عريقات* استثمار الفوز لا يقتصر تعريفه على
المكاسب التي تحققها الجيوش في
حروبها بعد تحقيقها الإنتصار والإتفاق
على الهدنة ووقف اطلاق النار
باندفاعها للاستيلاء والسيطرة
على مزيد من الأراضي وجمع مغانم
الحرب كما فعلت اسرائيل في
حروبها السابقة، حيث فعلت ذلك
في كل حروبها مع الجيوش العربية
وخاصة في فلسطين
وسيناء والجولان ولبنان واحتلت
أراضي ضمن هذا المفهوم أضعاف
الأراضي التي احتلتها بالقتال
وبالقوة العسكرية، لسبب بسيط هو
انهيار المعنويات عند الطرف
المقابل وفقدان القيادة
والسيطرة مع تفكيك القوات على
الجبهات حيث يصبح الهم الأكبر
هو البحث عن الذات والمحافظة
على ما تبقى في ظل حروب اسرائيل
النفسية التي كانت تستثمر
الإنجازات الميدانية وعوامل
القوة عندهم والضعف المقابل
وتزرع الأوهام وترسل رسالتين:
الأولى موجهة للحكام والقيادات
بأن قواتها لن تتوقف إلا مع وصول
جنودها لعواصمهم ومقارهم
وعتبات مكاتبهم، والرسالة
الثانية موجهة للشعوب تطمئنهم
بأن أعمالهم العدوانية
وغزواتهم ما هي الى نزهات
ورحلات تأديبية تستمر لأيام
محدودة لن تطول وتقول لهم
حافظوا على أمتعتكم محزومة
للعودة الى دياركم، وبهذا(حرب
ميدانية ترافقها حرب نفسية)
أدارت اسرائيل حروبها السابقة
واستثمرت الفوز وربحت وخسر
العرب. أين اسرائيل اليوم مما سبق..؟؟؟ فهي
متعثرة في حروبها الميدانية بل
وأصبحت تخشى هذه الحروب لأنها
أخفقت في تحقيق أي إنجاز في
حروبها الأخيرة لا بل وأدت هذه
الحروب الى تدني معنويات الجنود
الاسرائيليين وأظهرت عجز
قياداتهم وقدرتهم على التخطيط
وقلة حيلتهم في إدارة الأزمات،
فضاعفت من مآزقهم وهمومهم
وتفككهم الداخلي، واشتد عليهم
الخناق الخارجي والعزلة
الدولية وتكشفت الحقائق أمام
الرأي العام العالمي الذي كان
مسرحا لحربهم النفسية
والدعائية وداعما ومساندا لهم،
مما أفقدهم القدرة على توظيف
الحربين التوظيف السابق كما
كانوا يفعلون، فغادرهم عنصر
استثمار الفوز. لكن هذا الضعف الإسرائيلي في التوظيف
ومغادرة استثمار الفوز لهم لن
يبقيا الى الأبد إذا لم يقابله
من يستثمر هذا الضعف (بدون كلمة
الفوز لأن هذا يحتاج الى مشوار
طويل لتحقيقه)، فما هو شكل هذا
الاستثمار وكيف يكون..؟؟؟على
الطريقة الإسرائيلية (حرب
ميدانية وحرب نفسية) صعب
تحقيقها الآن إلا إذا فرضتها
اسرائيل عبر مغامرة عسكرية غير
محسوبة النتائج تقوم بها
وتفاجىء الصديق قبل العدو، وهي
متوقعة في أي لحظة وتأتي مكملة
لمسلسل الحماقات التي ارتكبوها
في الماضي، أما
ما هو متاح الآن (مع عدم نفي وجود
قوة ميدانية مقابلة توازي القوة
العسكرية الإسرائيلية بل وتزيد
لكنها بحاجة الى مزيد من الوقت
للعمل على صهرها في بوتقة واحدة
لضمان قدرتها على العمل المشترك
وتحقيق المزيد من التعاون
والتنسيق فيما بينها لضمان
نجاحها وانتصارها حتى لا ينطبق
عليها المثل" الغارة عند
العليق لا تنفع ")
الحرب المجتمعية الإنسانية
العالمية (التضامن الدولي) التي
ثضعف اسرائيل في مواجهتها شيئا
فشيئا، وتحاول بكل الوسائل
الإلتفاف عليها وتجاوز
سلبياتها بتدوير زواياها
والتلاعب بمفرداتها كما حصل في
اصدار بيانين مختلفين أحدهما
بالإنجليزية يخفض حجم الحصار
وآخر بالعبرية يبقيه على ما هو
عليه، وطبعا سينفذ ما جاء في
البيان الثاني لأنه موجه لصاحب
الصوت الإنتخابي الإسرائيلي
الجهة الوحيدة التي تخشاها
القيادة الإسرائيلية ولا تخشى
غيرها. كيف يستثمر هذا التضامن الدولي..؟؟وللتقريب
نفترض أن هذا التضامن الدولي هو
بمثابة سلاح الجو الذي يقصف
القوات ومسارح العمليات ويبقي
الرؤوس منخفضة في الخنادق لتحمي
حالها، ويمهد الطريق لباقي
القوات للتقدم على الجبهات، وإن
لم تكن هناك قوات تتقدم فإن هذا
القصف يبقى بحدود ما يوقعه من
تدمير وخسائر في الأرواح
والمعدات، ومع توقفه تتوقف كل
افرازاته، ويتم احتواء الصدمة
ويعاد ترميم ما فقد وتدمر ويتم
الترحم على الضحايا والدعاء
بالشفاء للجرحى وللآخرين
الباقين على قيد الحياة، ويسجل
ذلك على صفحات التاريخ، وبعدها
يعود كل شيء الى سابق عهده، لذلك
فسلاح الجو (العالمي) (التضامن
الدولي) يحتاج الى قوات تتقدم (دون
الأخذ بحرفية معنى التقدم)
وبالتأكيد لن تأتي هذه القوات
من البعيد ولا يفترض ذلك، فهذا
واجب القريب والموجود في
المسرح، ويجب ان يتوفر بحضور
هذا القريب والموجود شرط "الجزاء
من نوع العمل"، بمعنى
الإرتقاء لقيمة هذا التضامن
الدولي الذي جاء لنصرة الشعب
الفلسطيني والقضية الفلسطينية
"واؤكد على الشعب والقضية"
ووضعوهما في الصدر والمطلوب هنا
أن لا يضع الناس أنفسهم عند
العتبة. عدم وضع النفس عند العتبة من واجب
القيادات أن تتفاداها وتبحث عن
مواقع الصدر لشعوبها، وهي بكل
تأكيد ستدعمها، والتاريخ حافل
بالبرهان. القيادات الإسرائيلية (بحسب كتابها
وخبرائها ومحلليها) عبر صلفها
وبطشها وتخبطها وحماقاتها خذلت
مؤيديها والذين كانوا متحالفين
معها ونقلت شعبها من الصدر الذي
حظيت به عقودا من الزمن ووضعته
عند العتبة، فهل آن الأوان
لخطوات مقابلة تقود الشعوب
المقهورة الى الصدر..؟؟؟ ومن
سيستثمر الضعف الإسرائيلي
ويحوله الى فوز...؟؟؟ لمن يوجه هذا النداء أهو للفلسطينيين.؟ أم
للعرب و المسلمين ..؟؟ أم
للمتضامنين وأحرار العالم
وشرفاء الكون الذين أبوا أن
يعيشوا حياة الرغد والرفاهية
التي كانوا يتمتعون بها وداسوا
عليها بأقدامهم انتصارا لكرامة
الإنسان ولردع الظلم والعدوان .؟! وما يزيد
الإنسان تقديرا واحتراما
واعجابا لهؤلاء
ادراكهم الكامل بالمخاطر
والصعوبات التي ستواجههم ومع
ذلك رفضوا المواقع المريحة
وأخذوا المواقف الصحيحة. وهل يوجه النداء للشعوب التي أعطت كل ما
لديها.؟ أم للقيادات التي حان
وقت عطاؤها وإثبات قدراتها..؟؟ وهل تتوجه هذه القيادات نحو التضامن مع من
تضامن مع قضيتها وشعبها (الذين
تمكنوا من جمع أنفسهم وتذويب
الفوارق بينهم وتوصلوا الى
قواسم مشتركة رغم اختلاف مللهم
وتنوع مشاربهم الفكرية
وتطلعاتهم، يحذوهم الأمل
بتحقيق انجاز ما للقضية
الفلسطينية، ومنهم من استلهموا
نجاحات بلادهم في مواجهة
الأعباء مجتمعين "الإتحاد
الأوروبي" وبفضل هذا الإتحاد
تبوأت دولهم مكانتها المتقدمة)،
وتستثمر هذا التضامن الشعبي
الدولي وذلك الضعف الإسرائيلي..؟؟
وتضيف له الفوز..!! أم تأخذها العزة بالإثم وتتغنى بذات
الموال المعهود وتخذل
المتضامنين..؟؟ عندها ينطبق عليها المثل مع بعض
التغييرفيه: "أشبعناهم غناء
وشعارات وفازوا بالسفن". والجواب على
السؤال في كل الأحوال سيسجله
التاريخ . ــــــــــ *خبير ومحلل عسكري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |