-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان بين 

الصدمة والدور المفترض

صابر عبد الحق

صدم الفلسطينيون من موقف بعض اللبنانيين من موضوع اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية لهم في لبنان, وكانوا يعتقدون ان انقسام لبنان بين موالاة ومعارضة سيسهل الامور، ويبعدها عن هواجس الطائفية والتغير الديمغرافي، باعتبار ان محوري 8و14 اذار هما خليطان تعدديان من الوان سياسية وطائفية.

لكن الاصطفاف الذي عاد عشرات الخطوات الى الوراء دون ان يكون في الافق خطوات الى الامام، اعاد جزء من المخاوف التي دفنها الفلسطينيون في ثقافتهم الجديدة تجاوزا لموروثات الماضي بكل تفاصيله المؤلمة. وهو عودة الى المربع الاول.

ولا يمكن الاستعجال في القراءات السياسية واطلاق مواقف متسرعة تعقد الامور بدل ان تسهم في حلحلتها،ولكن لا بد من قراءة موضوعية تضع النقاط على الحروف.

قد نتفهم المخاوف المسيحية وحق لاقطابها ان يطرحوا ذلك مطالبين بضمانات. تحفظ حقهم برفض التوطين بأي شكل من الاشكال حتى لا يسهم في التغيير الديمغرافي للبنان.

نتفهم حق المسلمين ان يطرحوا هذا الملف في هذا المناخ التعاطفي مع القضية الفلسطينية وخاصة في اعقاب اسطول كسر الحصار عن غزة، وكما قال رئيس الحكومة الحريري الخوف من ان تتجه السفن الى المخيمات لكسر الحصار عنها. او استثمار ظروفها كمشروع ارهابي.

الفلسطينيون الذي لم يستشيروا في قضية تتعلق بهم، وهي قضايا محقة كان يجب اقرارها من عقود والبحث عن آليات التنفيذ. مصدمون وضعيفون جداُ. فموقفهم لم يكن بحجم الرفض الغريزي للمسيحيين الذين تقدمنا لهم بخطوات كثيرة اهمها اعلان فلسطين في لبنان، الذي رمى الماضي واثقاله خلف ظهورنا وهلل له المسيحيون اكثر من اللمسلمين.

البعض الفلسطيني وهو من النوع الكيدي، يقول نعيما ياعباس(زكي)، انظر ماذا فعلت وانتجت، اين نتائج اعلانك؟ سؤوال كيدي بامتياز، لان الرفض المسيحي الغرائزي لم يجد ما يستند اليه لتبرير فعله تجاه الفلسطينيين، باعتبار ان الخطوة التي قام بها الممثل السابق للمنظمة عباس زكي سحبت كافة الذرائع، واوصلت الفلسطيني الى موقع المظلوم الذي يبحث عن حل للظلم المركب الذي يعيشه في آن واحد، فهو من جهة لاجئ يكافح من اجل حق العودة. وايضا لم يمنح حياة كريمة الى حين العودة تحت مبررات لا تستقيم والعقل السليم.

هنا يبرز السؤال لماذا نعتب بأن الاسرائيليين لم يعطونا شيئا، طالما قسم من الاشقاء اكثر صلافة تجاه حقوقنا الانسانية والاجتماعية، فكيف لو كانت سياسية. هذه الحقوق تجعلنا نتمسك اكثر بحق العودة والمقاومة، لانه لا مشكلة لدينا سواها فيتم تركيز كل الجهود لاجلها، والابتعاد عن حالة اليأس و الاحباط التي تؤدي الى حلول بسقوف متدنية. وتشكل الة ضغط على المفاوض الفلسطيني للقبول بحلول مبتورة تشكل خشبة الخلاص من ظلم الاشقاء. انظروا الى الفلسطيني المهاجر والمجنس اوروبيا ويعيش ظروفا اقتصادية جيدة كيف هو من اكثر الناس تمسكا بحق العودة؟

لم يكن الموقف الفلسطيني بحجم رد الفعل الطبيعي والمنطقي، وربما دافع واستنكر بعض اللبنانيين اكثر من الفلسطينيين، وهذا اظهر عن ازمة سياسية وتنظيمية تعيشها الحالة الفلسطينية في لبنان. فمقاربة بين دور الممثلية في عهد السفير عباس زكي واليوم نجد الفارق شاسعا،من حيث الدور والفاعلية وقيادة الامور بطريقة تحمي الفلسطيني وتمنع امتداد النار اليه.

فالسفير عباس زكي استطاع بدبلوماسيته حصر الفتنة داخل نهر البارد وعدم انتقالها الى مخيم اخر، وابعد الفلسطيني عن تجاذبات لبنان الداخلية، حتى في موضوع السلاح خارج المخيمات، واقنع اللبنانيين بحجم المآساو والمعاناة داخل المخيمات من خلال زيارة لجنة الحوار الوزارية الى المخيمات، سلط الضوء على ما يجري قبل ان يصل الى ما تخوف منه رئيس الحكومة الحريري.

اليوم يتساءل الفلسطيني من يدافع عننا، من مرجعيتنا؟ الى من نلجأ؟ يجب ان نشعر ان هناك مظلة نتظلل اليها في ازماتنا.

الموقف الفلسطيني كان خجولا فلا ممثلية ولا فصائل كان لها موقف اكثر من علاقات عامة اقتصر على بيان او مؤتمر صحفي، في وقت نحضر الى مسيرة الحقوق الى المجلس النيابي في 27-6-2010 والتي ادعو كل فلسطيني ولبناني الى المشاركة فيها.

كان بفترض بالفلسطينيين ان يعلنوا عن احتجاجهم القوي بحقهم بتعريفهم انهم بشر. وان يعتصموا على ابواب مخيماتهم،  ويشلوا الحركة لان الفعل الميداني هو صاحب التأثير المباشر، فكل صيحات كسر الحصار عن غزة لم تنفع معها الى سفن الحرية، وحقوق الفلسطينين ورفع الحصار عن مخيماتهم يجب ان لاتصل الى مخاوف رئيس الحكومة بأن تاتي سفن لرفع الحصار عنهم. لان ما يجمعنا هو اكبر من ما يفرق بيننا والاسرائيليين.

وعلى اللبنانيين ان يتفهموا بحق الفلسطيني المشروع برفع صوته عاليا في وجه الظلم.  وعلى الفلسطينيين ان يستعيدوا تلك الحركة الديناميكية التي حكمت فترة وجود السفير عباس زكي الذي نزع انياب افعى الحقد على الفلسطينيين، وازال المتاريس التي كانت معدة لهم.

ايها البنانيون كونوا اكثر تضامنا مع الفلسطينيين في لبنان، ايها الفلسطينيون في لبنان قاوموا مرجعياتكم قبل الاخرين، لانه يفترض بهم دورا اكثر شجاعة وحنكة، وإلا طالبوا باعادة عباس زكي الى لبنان.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ