-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حكمة
من بيت الحكم مصطفى
محمد أبو السعود كاتب
من فلسطين إذا
أراد الإنسان أن
يصبح حكيماً لدرجة تجعله
قادراً على التعامل مع معطيات
الواقع وأحداثه بحكمة ليستشرف
المستقبل فما عليه إلا أن يعقد
صلحاً طويل الأمد مع التاريخ
لأنه البيت الذي يتسع
للجميع دون امتعاض أو غضب ويفتح
ذراعيه لكل من أراد دخوله فبعد
إسدال ستار الدهشة عن بريق
الأحداث التي تعيشها الشعوب
تذهب لتستقر في أحضان التاريخ
وتكون مرجعاً مهماً لمن أراد أن
يعتبر ، ولأن التاريخ يعيد نفسه
إلى حد ما مع بعض الفوارق فإن
على الإنسان أن يجعل التاريخ من
أهم وجباته اليومية و يقرأه
بنهم لأن نسبة الدسم ترتفع في
مكتبة التاريخ بكافة تفاصيله
كما يجب على الإنسان أن يدقق في
شخصية المؤرخ وأهواءه لأنها
أحيانا تتدخل في صياغة التاريخ. تقول
الحكمة إن الشعب الذي لايعرف
تاريخه لن يعرفه التاريخ وتقول
أخرى إن من أراد فهم السياسة
فليقراً التاريخ ويقول "جاك
بازان" و"هنري نزاف" في
كتابهما "الباحث الجديد"
إن الشمولية الكلية للتاريخ
تربط الباحث بكل نوع أخر من
أنواع المعرفة تقريباً وتجعل
منه امرؤ متعدد الكفاءات
ومتخصصاً في الوقت نفسه" لذا فقد
جاء وقت طي سجادة الكسل وقطع
شرايين التردد والتسويف
والاتكال على جدران مائية ولأن
الحاضر دون بوصلة التاريخ مؤشر
خطير على أننا نسير إلى مستقبل
مجهول، فان الغوص في بحر الحكم
واستخراج اللآلئ التي من
شأنها الارتقاء بمستوى الأمة
واجب ديني حتى نتجاوز الأخر
الذي استطاع تصوير نفسه على انه
لا يمكن تجاوزه لأنه أقوى من
فكرة التجاوز. إن ما
يحدث الآن من استعانة البعض
بالأجنبي لحل مشاكله مع إخوانه
من العرب والمسلمين ليس
جديداً بل يخبرنا التاريخ بان
بعض المسلمين استعانوا
بالأجنبي القوي ليصبحوا
هم الضيوف وهو رب المنزل
لمساعدتهم في البقاء على
قيد المناصب وبالشروط التي
يرتضيها الأجنبي . وعليه يجب
أن نعود إلى
التاريخ وفتح أوراقه وفهمها حتى
ندرك أن العدو مهما كان لا يحترم
الذين يضحون بالمبادئ من أجل
النزوات بل يهاب من الذين يضحوا
بأنفسهم من أجل المبادئ وما
أحوجنا لان نصنف ضمن الصنف
الثاني. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |