-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بقعة زيت .. أكثر من كارثة
بيئية نبيل شبيب الزيت، وعلى وجه التحديد الزيت النفطي،
غليظ القوام، ثقيل الملمس، داكن
السحنة، يحجب ما خلفه، ويجعل من
الماء الرقراق تابوتا مظلما، لا
منفذ فيه لهواء أو نور، تموت
الحياة فيه خنقا، فكأنّما تُدفن
الأحياء البحرية وهي على قيد
الحياة، لتقضي نحبها بطيئا، ولا
تستطيع الفرار من مصيرها، فقد
أثقل الزيت زعانفها وأوصالها
وأعمى بصرها وغلّ حركتها.. ولكنّ
الزيت ليس كائنا حيّا، فهو لا
يفكّر ولا يقدّر ولا يقرّر ولا
يتحرّك، ولا يحاصر ويقتل من
تلقاء نفسه، إنما يكمن وراءه
ذلك الكائن الذي يحمل اسم "الإنسان"،
فهو من يتصرّف بالزيت وسواه،
ولهذا نجد مشهد خليج المكسيك
هذه الأيام يدخل من بوابة
التاريخ المعاصر من حيث دخلت
مشاهد غزة وأسطول الحرية،
وجوانتانامو وعار البشرية،
وأبوغريب والسجون السرية،
وأفغانستان والشاشان المنسية،
وأزمة الرأسمالية وحلولها
الرأسمالية، مع ازدياد الفقراء
فقرا وبؤسا وجوعا ومرضا.. من أجل
رفاهية بضعة مضاربين ومقامرين
بالثروات الأرضية. ♦ ♦ ♦ بقعة الزيت في المكسيك سوداء داكنة خانقة
قاتلة.. إنما تبدو كغشاء رقيق
يكشف ما وراءه من طبيعة الجشع في
بعض النفوس، وما تصنعه سيادتها
على صناعة القرار في مجرى
الحياة، البشرية .. والحيوانية
والنباتية والبيئية والمناخية. الدولة الكبرى الخائفة من ازدياد ارتباط
هيمنتها المادية عالميا بنفط
خام وغاز طبيعي لا تستطيع
الوصول إليه إلا بوسائل عسكرية
أو استغلالية، هي التي أعطت
شركات النفط العاملة لديها حقوق
استخراج النفط من الأعماق
البحرية، رغم وجود ما يكفي من
الادلّة على مخاطر وقوع حوادث
لا تقل شأنا عن حادثة مفاعل
تشرنوبيل النووية قبل بضعة
وعشرين عاما.. فكان الترخيص
مقتصرا على أعماقٍ قريبة من سطح
الماء، وصار شاملا لأعماق
سحيقة، خلال بضع سنوات، فكان
احتمال وقوع حادث يبقى تحت
السيطرة لسدّ البئر النفطي تحت
الماء في حدود ما تجيزه قواعد
الاستغلال الاقتصادي والمالي،
وصار الاحتمال الأكبر هو خروجه
عن السيطرة، ولهذا باتت "المخاطرة
الاقتصادية" مقامرة بوجود
الكائنات الحية وأسباب معيشة
السكان، إذ لم يقترن الترخيص
بأعماق بحرية أكبر بمطالبة
الشركات العملاقة بتأمين
التقنيات والأجهزة الأفضل ممّا
كان لديها سابقا لأعماق بحرية
أصغر، كما لم يقترن بتقنين
رقابة سياسية أو نيابية على ما
تصنع "إدارات شركات مادية"..
حتى إذا وقع ما وقع لم تعد
شعبيّة أوباما في بلده تعذره
وهو يقف موقف العاجز أمام
الشركة النفطية، فهو لا يستطيع
إرغامها على شيء، إذ أنها لم
تخالف القوانين السارية
المفعول أصلا، وهو مسؤول في نظر
ناخبيه عمّا صنع أسلافه، لا
سيما وأنه لم يغيّر شيئا ممّا
صنعوه، بل تابع المسير على
دربهم.. بطريقتهم. ولا يكاد عجزه
عن التصرف إزاء بقعة الزيت في
خليج المكسيك، يختلف اختلافا
كبيرا عن عجزه الحقيقي أو
المصنوع بشأن إغلاق
جوانتانامو، أو بشأن الالتزام
بموعد الانسحاب الانتخابي من
العراق بدلا من موعد انسحابٍ
خلّفه مَن صنع حرب احتلال
العراق من قبل، أو بشأن التعامل
مع المقامرين بمصير النظام
المالي الرأسمالي ومصير بلدان
بأكملها وقطاعات صناعية
وخدماتية كاملة. ♦ ♦ ♦ بقعة الزيت في المكسيك لا تكشف فقط عن خلل
تركيبة الشركات العملاقة
العاملة في قطاع الطاقة، ولا
تكشف فقط عن خلل العلاقة
القانونية ما بين السياسة
والمال، بل تكشف في الوقت نفسه (أو
تضيف دليلا آخر على ما سبق كشفه
في أكثر من مرة سابقة) أنّ الأسس
التي تقوم عليها شبكة العلاقات
المحلية والدولية في ظل ما يوصف
بحضارة الغرب أسس فاسدة، كان
فيها من التنوير ما كان عند
نشأتها الأولى، وغرقت عطاياه مع
أحياء خليج المكسيك -وسواها- في
ظلمات انحرافات الحداثة من بعد،
وحملت تلك الحضارة في نشأتها
الأولى ما حملت من عناوين طويلة
وعريضة حول الإنسان وكرامة
الإنسان وحريات الإنسان وحقوق
الإنسان والحيوان وعناق
الرفاهية للبيئة، وسقطت
أحمالها تلك جميعا، سقوطا
مدوّيا، على حساب الإنسان
والحيوان والنبات في كل مكان،
في كل أرض وبحر، في أجواز الفضاء
وأعماق المحيطات، في أغوار
المعتقلات والسجون وساحات
القتل باسم قرارات مجلس الأمن
وبدونها. بقعة الزيت في المكسيك بقعة واحدة من بقع
عديدة ازداد تسارع ظهورها
وتعاقبه، وقد أصبحت متعملقة
متوحّشة كالرأسمالية المتعملقة
المتوحّشة، إجرامية بحق البيئة
كإجرامها بحق الإنسان، سواء
بسواء، وهو يلطّخ وجوه "الفرق
الخاصة" المدرّبة على قتل
المدنيين في مثل أسطول الحرية
ووراء الأنفاق والمعابر في غزة!.. ♦ ♦ ♦ ليست بقعة الزيت النفطية في خليج المكسيك
بقعة بيئية تدمّر المعطيات
الطبيعية لعشرات السنين
القادمة فحسب، بل هي لطخة داكنة
في وجه تركيبة النظام الذي
صنعته وما تزال تتشبّث به مسيرة
الانحرافات بقيادة الحضارة
البشرية، منذ تسلّم المقودَ
أناسٌ فصلوا أنفسهم غايةً
ووسيلةً عن القيم الحضارية
واستعاضوا عنها بموازين
الهيمنة المادية المحضة..
بالقوة المحضة. فمهما كانت بقعة
المكسيك داكنة كالحة ثقيلة
قاتلة، فإن البقع التي تلطّخ
وجوه من يعتبرون أنفسهم هم
الأسرة البشرية، أشدّ وأنكى
شكلا ومضمونا، تخطيطا ومفعولا،
وجميعها من صنع أخطبوط الهيمنة
المادية بمختلف أشكالها، مالا
وسلاحا، احتكارا للتقنية
الحديثة وتوظيفا لها، امتهانا
للإنسان وتضليلا، وسخرية من
القيم الإنسانية جميعا
واغتيالا لها. نحتاج إلى رئيس أمريكي ومشرّعي قوانين
أمريكيين.. يملكون القدرة -مثلا-
على منع شركة من الشركات
العملاقة من الحصول على "حقوق"
مادية تنطوي على أغلالٍ مادية
ومعنوية تحدّ من حقوق البشر
وحرياتهم، وتدمّر مقوّمات
حياتهم، ونحتاج إلى رؤساء دول
ومشرّعي قوانين في بلدان أخرى
يحرّرون أنفسهم من التبعية فكرا
وعقلا وتصرّفا وسياسة واقتصادا
وأمنا وقمعا.. لدولة أمريكية
عاجزة حتى عن السيطرة على
الشركات والمضاربين المقامرين،
وعلى مراكز المال والإعلام داخل
حدودها، وحتى في نطاق ما يلحق
الأضرار بالناخبين داخل الحدود
وبعامّة البشر خارج الحدود.. هذا
إذا صحّ الحديث عن "عجز"
هنا بدلا من القول إنّها بحدّ
ذاتها جزء من هذه التركيبة..
الهمجية. نحتاج إلى تنوير حقيقي يتحرّر بحد ذاته
ويحرّر الإنسان من أغلال
انحرافات الحداثة التي فقدت حقّ
تسميتها حداثة، منذ طلّقت
ارتباطها بالقيم الإنسانية
الخيّرة واختزلتها في "قيمة"
ما يراكمه من منتجات مادية
وثروات مالية وهيمنة البشر على
البشر.. وعلى سائر الكائنات
الحية والبيئة الطبيعية
والثروات البشرية. نحتاج إلى سيادة الحق والعدالة فوق سيادة
القانون التي يفخر صانعو
الكوارث بها في بلدانهم، وسيادة
الإنسان فوق حرية من يمتلك
القوّة بدعوى الحقوق والحريات،
وسيادة القيم المشروعة فوق ما
تصنعه موازين القوى في مجلس
الأمن وما يشابهه ويتفرّع عنه
ممّا يسمّى زورا وبهتانا "الشرعية
الدولية". ========================== أزمة الكهرباء في غزة
سياسية أم اقتصادية أم فنية أم
جميعها معا ؟؟ عبد الكريم عليان لا أحد ينكر أن الكهرباء هي شريان الحياة
جميعها، فبدون كهرباء تتوقف
الحياة تماما وأهمها المياه
التي لا تصلك أو تضخ إلا
بالكهرباء فإن وجدت الكهرباء
تدب الحياة في كافة أنشطة
المجتمع المختلفة، وإذا انقطعت
تنقطع معها كل أنشطة الحياة في
أي مجتمع، ولن نتحدث هنا عن
معاناة الناس المختلفة جراء ذلك..
بل سنناقش قضية كهرباء غزة
بهدوء وبصدق كما نعتقد، وبدون
إزعاج لأحد..! ويجب أن نعترف أولا
أن وظيفة أي حكومة كانت هي:
توفير الخدمات والحاجات
الضرورية للمواطنين بأعلى جودة
ممكنة وبأقل تكلفة ممكنة.. ولأن
إنتاج الكهرباء وتوزيعها من
الحاجات الاستيراتيجية لأي
مجتمع فبقى هذا المشروع في أيدي
الحكومات، وإن خصخص في بعض
الدول، فقد ألحق بقوانين صارمة
ضد الشركات المغذية للكهرباء
فيما لو توقفت أنشطة المجتمع
بسبب انقطاع التيار الكهربائي
وتضررت حياة الناس من جهة، ومن
أخرى يجب أن تكون أسعارها رخيصة
وفي متناول الجميع؛ لأنها تعمل
على تنمية وتطوير أنشطة المجتمع
المختلفة الاقتصادية والثقافية
والاجتماعية.. أما أزمة الكهرباء في غزة فقد بدأت عام 1989
في وهجان الانتفاضة الأولى
عندما طالبت القيادة الوطنية
الموحدة من مواطني غزة بالتوجه
نحو العصيان المدني وأولها عدم
التعاطي مع مؤسسات الاحتلال
الإسرائيلي؛ فالتزم أهالي غزة
بذلك، وإن كان ذلك تخفيفا عن
كاهل المواطن الذي بدأت
مدخولاته بالتراجع فتراكمت
ديونه المستحقة للبلديات التي
كانت مسئولة عن توزيع الكهرباء
الإسرائيلية.. وازدادت أحوال
المواطنين الاقتصادية سوء مع
استمرار الانتفاضة وإجراءات
الاحتلال القاسية وبكل
الأشكال، فزادت تلك الديون إلى
حد أن كثيرا من الناس لم
يستطيعوا تسديد تلك الديون حتى
يومنا هذا.. علما بأن البلديات
تلقت أموالا ومنحا كثيرة، لكنها
لم تقم بمسح تلك الديون أو
التخفيف منها سوى بعض الحالات
القليلة.. حتى السنة الثانية لعهد السلطة الوطنية
في غزة كان إمداد الكهرباء
كاملة لها من إسرائيل، لكن
السلطة الفلسطينية وحسب اتفاق
أوسلو قررت إنتاج كهرباء
فلسطينية لتغطية حاجات غزة من
الكهرباء خصوصا أن الكهرباء
الإسرائيلية لم تكفي حاجات غزة
المتسارعة النمو، وأعتقد في
حينها أن إسرائيل اقترحت تغطية
كل احتياجات غزة باتفاق جديد
وبسعر أقل من تكلفة إنتاج
الكهرباء الفلسطينية، لكن
السلطة الفلسطينية رفضت العرض
الإسرائيلي من منطلق الاستقلال
وتمهيدا للاستغناء عن الكهرباء
الإسرائيلية.. إلا أن الرياح جرت
بما لا تشتهي السفن..! ومع تأسيس
وإنتاج الكهرباء في غزة نشأ ما
يسمى بشركة توزيع كهرباء غزة
كبديل للبلديات التي كانت توزع
الكهرباء، وبقت وظيفة هذه
الشركة هي شراء الكهرباء من
إسرائيل والمحطة الفلسطينية
وتوزيعه بالإضافة لمسئوليتها
عن الشبكة وصيانتها.. ومع دخول
الانتفاضة الثانية بدأت أحوال
الناس الاقتصادية تزداد سوء مما
زاد من تراكم ديون المواطنين
المتراكمة أصلا ووصلت حدودا
خيالية من الصعب تسديدها حتى لو
تحسنت الظروف التي لا يمكن أن
تتحسن خصوصا بعد الانقسام
والحصار.. وورثت هذه الشركة
أعباء ثقيلة يستعصي عليها حلها
والخروج من هذه الأزمة التي
طالت، ومع مرور الزمن تزداد
تعقيدا وتزداد مشكلات جديدة..
ومع هذه الحال ترهلت هذه الشركة
وتضخمت مشاكلها إلى حد أنها
تحتاج إلى إعادة تأهيل من جديد
لمعظم العاملين فيها خصوصا من
انعدمت لديهم روح المسئولية
والانتماء للوطن والمهنة.. وهذه
الصفة تلاحق كثيرا من العاملين
في المؤسسات الخدماتية الأخرى
سواء شركة الكهرباء أم البلديات
والاتصالات أم الوزارات
المختلفة.. بعد الحرب الأخيرة على غزة وضرب محطة
توليد الكهرباء أصبح العجز كبير
في تغطية حاجات غزة التي تتغذى ب
60% تقريبا من إسرائيل والمحطة
كانت تغطي ال 40% الأخرى وفي
حينها بدأت الشركة بتوزيع ال 60%
على كامل قطاع غزة وبالطبع لم
يخلو ذلك من خلل هنا وخلل هناك
حسب رؤية العاملين وتصرفهم مما
أفرز مشاكل جديدة لم تكن في
الحسبان.. وسارعت مصر الشقيقة
بتخفيف بعض من العبء الجديد
بتغذية منطقة رفح الحدودية حسب
الكهرباء المصرية المتوفرة على
حدودها ووعدت بزيادة الكمية في
حال توفر خط للضغط العالي، وكما
نشر في حينة أن بنك التنمية
الإسلامي قد تبرع بمبلغ 30 مليون
دولار تكلفة الخط الناقل إلا
أنه حتى الآن لا نعرف أين وصل
المشروع؟! وفيما بعد تم تشغيل
مولد واحد من المحطة بعد تدخل
سياسي ودولي في ذلك.. على العموم
وصل حال الكهرباء في غزة بأنها
تنقطع عن المواطن ما يعادل عشر
ساعات يوميا، وتبريرات الشركة
لذلك هو أنه لا يوجد كهرباء
كافية وأحيانا تتوقف كهرباء
المحطة تماما نتيجة عدم توفر
الوقود الإسرائيلي أيضا..؟! ومن
المعلوم أن أوربا تدفع قيمة هذا
الوقود.. ومن المعلوم أيضا أن
مساهمي محطة توليد الكهرباء
يستلمون أرباحا منتظمة من البنك
العربي؟؟ كيف يمكننا أن نفهم
ذلك..؟؟ وكيف يمكن للمواطن
المسحوق أن يدفع قيمة هذه
المرابح في ظل انعدام الدخل؟ لا نعرف مقدار المبالغ التي تجبيها
الشركة من المواطنين وبالطبع لا
نعرف نسبة المواطنين الذين
يلتزمون بسداد فواتير
الكهرباء، ولا نعرف هؤلاء إلى
أي شريحة ينتمون..؟ لكن من
الواضح أن جزء كبير من السكان
غير قادرين على تسديد الفواتير
المستحقة عليهم، ونعتقد أن جوهر
المشكلة يكمن هنا.. فالشركة لا
يمكنها تغطية العجز الناتج عن
ذلك.. فتستعيض عنه بقطع الكهرباء
عن الجميع كي توفر كمية
الكهرباء التي لا يمكنها
تسديدها نتيجة عدم قدرة جميع
المواطنين بالتسديد.. وفي هذه
الحالة نستنتج أنه لا يوجد عجز
عند الشركة لأنها تقوم بتوزيع
الكهرباء على الجميع حسب قدرتها
على تغطية التكاليف، وبمعنى آخر:
حجم الجباية إضافة إلى ما تدفعه
أوروبا ثمن الوقود وتخصم قيمته
من ميزانية السلطة الفلسطينية
هو كل التكلفة. وعندما يدفع عدد
من الناس ما هو مستحق عليهم ففي
ذلك تغطية لعجز الجزء الآخر؛
فهذا يعني أننا نتحول إلى مجتمع
اشتراكي؟! فهل سنكون اشتراكيين
في الكهرباء فقط !؟ هذا يقودنا
للتساؤل عن الدور السياسي في
هذه الأزمة، وبالطبع كما أسلفنا
في المقدمة أن على الحكومة
توفير الخدمات بأعلى جودة ممكنة
وبأقل تكلفة ممكنة.. لكن من
المسئول في ظل الفاجعة (الانقسام)
التي نحن بها وصارت أزمة يستعصى
حلها.. نعتقد أن المسئول عن
إدارة حياة الناس وشئونهم هي
حكومة غزة أو حكومة حماس التي
ضربت بعرض الحائط موضوع
الكهرباء وحملته للحكومة
الشرعية في رام الله وفي نفس
الوقت فرضت على شركة توزيع
الكهرباء توظيف عددا كبيرا من
عناصرها ومؤيديها مما أضاف
أعباء جديدة على الشركة إضافة
لأعبائها الضخمة، وكذلك سمحت
عبر الأنفاق بتوريد أعداد هائلة
من موتورات توليد الكهرباء التي
باتت معظم بيوت ومحلات وورش غزة
لا تخلو منها؛ لأن ذلك يعود
بالفائدة الجمة من خلال الضرائب
المفروضة على توريدها وكذلك من
ضرائب الوقود اللازم لتشغيلها
ونسيت حجم الضرر البيئي والخطر
الناجم عن تشغيل هذا العدد
الهائل من الموتورات حال
تشغيلها.. إنه الجنون بعينه..!
ولو حسبنا ثمن هذه الموتورات
وثمن الوقود اللازم لتشغيلها
لوجدنا أنها تشغل ثلاثة محطات
للتوليد مثل محطة غزة..!؟ فمن
المسئول عن ذلك ؟ ومن هو الذي
عليه أن يحسب خسارة الناس
القومية؟؟ أية حكومة هذه التي
تعجز عن إدارة مشروع كهرباء
صغير؟! ألا يستحي هؤلاء من
أنفسهم عندما استنصبوا وزراء
وغير ذلك.. بالطبع لا يمكن إخلاء
النواب الذين انتخبهم الشعب من
المسئولية، بل تقع عليهم كل
المسئولية لأنهم لم يقولوا كلمة
حق على الأقل..! هذا هو الحال في غزة.. أزمة الكهرباء لا
تختلف عن المشاكل الأخرى التي
يعاني منها سكان غزة في ظل
الحصار والانقسام، إن أية حلول
قادمة لا تأخذ بالحسبان معاناة
الناس والتخفيف عنهم لا تعتبر
حلولا.. وعلى الشركة إن أرادت أن
تحسن من عملها؛ فعليها أولا أن
تكون شركة خدماتية لا تتأثر
بالأمور السياسية، وأن تعوض
الناس عن الأضرار التي لحقت بها
جراء قطع الكهرباء وقبل كل ذلك
عليها مسح كل الديون المستحقة
لها من الناس وتبدأ من جديد
عملها بإخلاص وأمانة وتؤهل
العاملين لديها وتتخلص من
الفاسدين الذين علموا الناس
سرقة الكهرباء وتطبق قانون صارم
على العاملين فيها قبل الناس..
أما الحكومتان فعليهما أولا
النزول عن الشجرة إن كانتا
تنتميان لهذا الشعب الذي تحمل
الكثير من الاحتلال والأكثر من
انقسامهما.. وباتت الناس لا تعرف
على ماذا هم منقسمون وعلى أي
كعكة يقتتلون؟! وفي موضوع
الكهرباء عليهم تحديد سعر
الكهرباء بما يتلاءم وظروف
الناس وأحوالهم الاقتصادية
وغيرها فالمكان الوحيد في
العالم الذي يرتفع فيه سعر
الكهرباء مع ارتفاع الاستهلاك
هو في غزة..! ========================= زاهر الزبيدي عندما تصل الى الخمسين .. أو تنهي العقود
الخمسة الأولى من العمر .. لا
تنظر الى الخلف! .. فخلفك هناك
على مد السنين تقبع تلال
الذكريات التي قد تؤلمك بأجمعها
المفرحة منها أنها قد ذهبت الى
غير رجعة والحزينه منها قد تؤلم
مقلتيك حتى .. وأعلم أنك تسير في
طريق بدأت الأضواء تخفت فيه ..
فأنت في كل الأحوال لم تعد ذلك
المراهق / النَحلة التي تتنقل
على كل أنواع الأزهار ولم يعد
يشب في داخلك ذلك العنفوان
القوي وتشدك تلك الرغبة القوية
في الحياة قد تكون متفاءلاً
ولكنه تفائل محدود لأنك في كل
الأحوال سائر الى أرذل العمر
وبالسرعة التي وصلت بها الى تلك
العتبة.. لقد مر العمر سريعاً
وسريعاً جداً فأنت تذكر أيام
الصف الأول من المدرسة ومنا منا
لا يتذكر حتى أيام التمهيدي
بعمر الأربعة سنوات .. قد لا
يتذكرها كلها ولكنه على أقل
تقدير يتذكر تعلقه بأصبع من
أصابع يد ابيه الكبيرة التي
يمليء كل أصبع منها كف كاملة من
كفيه ويحلم أن يأتي اليوم لتصبح
أصابعه كأصابع أبيه بتلك
الضخامة .. كل منا كان يعتقد أن
كف أبينا هي أكبر كفوف الرجال
وهو أطول الرجال بل حتى هو
أذكاهم ، تتذكر الشيب في رأس
أبيك ويعجبك وها هو قد كسا رأسك
بحلة جديدة هي الرسالة لك أن
تبدأ .. أن تبدأ بأعادة تنظيم
حياتك بشكل يتناسب والطريق التي
رسمته لك الحياة وهي تؤهلك
لعقدك السادس ..كي تدخله عن
جدارة وأستحقاق وتنال ميدالية
الفوز بكل من حولك .. فأنت الآن
في سباق أن تدور حولك قلوب من
أحبوك وأعلم أنك ستعود للحاجة
للأخرين مثلما كنت طفلاً عندما
كان العون يأتيك من والديك .. أما
عندما ينحدر منحنى العمر بعد أن
وصل الى قمة الرسم البياني له ..
يجب أن يأتيك العون من أحد
أولادك وقد لايكون أكبرهم أو
أحدى بناتك ولكن تبقى زوجتك إذا
لم تكن قد مت أنت قبلها وإذا
كانت على قيد الحياة فستكون
المعين الأول والأخير بعد الله
سبحانه وتعالى لك على تلك
العتبة الأخير من الحياة
فالباقي مرهون بيد الله جلت
قدرته .. ترى ماذا عليك أن تفعلة
كي تكون تلك الزوجة هي خادمتك في
نهاية العمر سيما وأن أغلب
زوجاتنا هن أصغر منا عمراً فهن
أكثر منا نشاطاً وحتى هن أكثر
منا رقة فبأمكانها ان تعمل
ممرضة لك في نهاية العمر ونهاية
العمر أتمنى أن لا يكون لفظاً
مشؤوما بالنسبة لك مثلما كان
بالنسبة لي في يوم ما ولكنك لست
ياسيدي بحاجة سوى الى تنظيم
وإعادة نظر بكل السياسات التي
اتبعتها في حياتنا لتعيد تفعيل
العلاقات التي تراكم عليها غبار
الزمن وبعض المشاعر التي أفل
بريقها لأسباب قد نكون نعرف
بعضها ولكننا نجهل أغلبها ..
والويل لك من أمراض الشيخوخة أو
عندما تلتف على جسدك أفعى
السكري .. أو لاسامح الله ..
السرطان .. ذلك الوحش الكاسر
الذي يحيل الجسد الى عنوان كامل
للذبول تراى نفسك مرمياً هناك
في أحدى زوايا بيتك المظلم لست
قادراً على أن تتلذ بالطعام
الذي كنت قد أعتد عليه وغير قادر
على تنفيذ رغباتك على مختلف
أنواعها .. وعندما يبدأ السكري
بمهاجمة عينيك ومفاصلك وكليتيك
وغيرها .. تقف هناك لتعلن
الاستسلام وتوكل الأمر كل الأمر
لله كي ينجيك من هذا الشيطان ..
نعم شيطان هو هذا المرض بكل ما
أوتي الشيطان من مكر ودهاء
فالسكري قد يقود بأعضائك للبتر
والعياذ بالله .. هذا عن السكري
ولكن ماذا عن السرطان .. قصة أخرى
للألم تفقد معها حتى أرق مشاعرك
الحلوة التي كنت تغدق على من تحب
منها بلا تحفظ .. فسرطان
البروستات هذا قصة لوحدة أو
سرطان الخصيتين فأعظم القصص ..
ماذا تفقد به .. تفقد رجولتك ولكن
دون رضاك طبعاً وبأمر الله .. ترى
هل ستقف معك مومس صادفتها في أحد
الشوارع يوماً فأصطحبتها لمتعة
معينة كانت توفرها لك زوجتك
بحرية كبيرة .. أو عشيقة في العمل
تمنى النفس أن تأخذها وتسافر
معها وتنفق كل ما يمكن أن تدخره
لعلاج السكري والسرطان في بضع
ليال حمراء .. تنفق عليها ما كان
يفترض بك أن تجمعه لجامعات
أبناءك .. أوه .. ماتلك النزوه
الغارقة في الحرام .. ما تلك
المراهقة المتأخرة التي تمر بك
بين الحين والحين لتجعل منك أنت
الأسطورة والمثال .. تصفعك لتردي
بك الى الدرك الأسفل من النذاله
والخسة تجمع مالاً بالحلال
لتنفقه بالحرام وعلى شيء أعطاك
إياه الله بالحلال .. كيف تلك
المعادلة تتوازن أطرافها ..
أوترى لو فكرت زوجتك بهذا الأمر
.. الأمر كله الذي فكرت فيه في
السابق .. أن تتزين زوجتك وتضع
مكياج زفافها الذي كانت قد
وضعته لك وتدفع نفسها في أحدى
السيارات الفارهة وتذهب مع رجل
.. هو أجمل منك أكثر شبابا وشكله
أجمل من شكلك البائس التي أثرت
يه العقود حتى لأضحى كأنه جلد
الفيل ،.. ولديه عطر أجمل من عطرك
بل حتى أغنى منك هو بآلاف المرات
..عطرك نتن فأنت تستكثر أن تضع
عطراً لزوجتك ... تذهب لتستمع
مثلما أستمتعت أنت وجربت لمئآت
المرات كيف تكون المضاجعة في
المقعد الخلفي من سيارتك النصف
فارهة تلك التي طالما دنستها
أفعال الخسة وتأتي في اليوم
التالي لتنقل بها أطفالك
للمدرسة والجامعة كيف تأتيك هذه
الجرأة لتفعل ذلك .. أقول لو أن
زوجتك التي عاشرتها على مضض كل
حياتك والتي عندما تزوجتها فلم
تكن تدفع مهرها سوى لشراء
المتعة معها ، هي التي تفعل ذلك
وهي من كانت تأتي كل ليلة للبيت
وعلى جسدها آثار من رجل غيرك ..
بين قوسين أن تأتي كل يوم وهي
زانية .. لما لا وأنت زان .. أو حتى
تفكر زوجتك أن تهرب أسبوعاً مع
العشيق الذي أخبرتك ببعض
مواصفاته في السابق ؟؟ ماذا
تقول ؟؟ وأنت أما آن الآوان أن
تضع قانوناً جديداً تستقبل به
الأعوام القادمة .. تهيء فأن إن
لم تفعل فسوف ترى نفسك مربوطاً
على قارعة الطريق .. الزوجة الذي
نتحدث عنها تنتظر الفرصة كي
تنقض عليك .. فانت فعلت مافعلت
بها في حياتها .. أتذكر عندما كنت
تصفعها ليصطدم رأسها بأثاث
البيت .. أتذكر عندما كنت موظفاً
بسيطاً كيف كانت صابرة معك
تتحمل معك الهموم وتقتصد ما
تقتصده وتذهب لتستدين من
أقرباءها كي لا تطلب منك أتذكر
كيف ولدت لك أولادك وبناتك ..
اتذكر كيف كنت تتركها في البيت
مع الأطفال وتذهب أنت مع
أصدقاءك لتمارسوا الرذيلة
وعندما تعود بعد منتصف الليل
تراها تنهض كأنها نهوضها
العسكري الصباحي المعتاد كما لو
كأنها قد سمعت البوق الصباحي
لتبدأ رحلتها اليومية من تعب
وأرهاق وعمل وتدريس الأطفال
الذي كان الفضل الأكبر لها في
إدخالهم الجامعات .. أما أنت فلم
تكن تفعل سوى التفاخر وكأنك قد
فعلت تلك المعجزة التي لم تقدر
عليها في حياتك ولو كنت وحدك
لكانوا أولادك مثلك وقد يكون
على شاكلتك .. تذكر أيها الرجل
المتصابي أنت لم تعد ذلك الفتى
في الجامعة تلاحق الفتيات ولم
يعد ذلك البريق الذي تلمع عينيك
عندما تنظر الى أرداف النساء
التي تحبها .. أو أقول لك شيئاً
أن كل ما عند النساء متشابه ليس
به أي أختلاف وكل ماعندهن يحقق
نفس الرغبة ولكن هي القلوب التي
تغيرت والمشاعر التي دفنتها
مراهقتك المتأخرة تلك .. فأرجع
ياسيدي .. فأنت على مقدار ما فعلت
في حياتك سيفعل بك .. فأنت إن كنت
قاسياً أعمى بقسوتك فسترى أنك
في يوم ما غير قادر على أن ترفع
ذراعك وتصفع أحدهم .. ولست بقادر
حتى على الصراخ فأنت إن صرخت
بقوة قد تفقد السمع من أحد أذنيك
أو حتى ليموت أحد أعصابك
البصرية ..والآن أين المفر ..
الخمسين من وراءك وأرذل العمر
أمامك .. فما عليك أن تفعله .. كي
تعيد لحياتك رونقها ألذي ألفته
من قبل تعال معي الآن .. لنقلب
بعض صفحات الحياة ونرى علاجاً
لذاتك المتهرئة مثل قطعة قماش
بالية ......... الزوجة تلك المرأة التي يربطك بها أقدس
رباط بين رجل وأمرأة شهده الكون
.. رابط مهم جداً فهو يحررك من كل
المخاوف عندما تجتمع بها وهذا
التحرر يجعلك رجلاً منتجاً
قادراً على تحمل الأعباء لتوفر
إعتقاد مهم في داخلك لتلك
الخطوط الخلفية الآمنة .. أن
هناك من هو يحمي ظهرك وإنك قد
تركت البيت لشريك يساهم في
البناء .. من الصعوبة على الرجل
أن يبني بيتاً ويديم حياة أسرة
بلا أمرأة تكون على كل جانب من
جوانب حياتها مؤمنة به أنه
الأنسان الذي قد يتحول في ساعة
ما الى وحش كاسر في الدفاع عن
أنثاه .. وفي ساعة أخرى يكون كنز
من الرقة في التعامل معها ..
والنساء عموماً مظلومات على
الرغم من أن الأسلام قد منحنهن
أمتيازات كثيرة وقل ما تجدها في
الأديان السماوية الأخرى ولكن
المرأة تبقى مظلومة كونها ضعيفة
هذا الضعف هو ضعف تكويني إي منذ
أن خلق الله المرأة خلقها تبارك
وتعالى رقيقة حنينة .. خفيفة ..
وصفات أخرى سنتناول طرحها
لاحقاً .. وعموماً قد تجد أمرأة
أقوى من رجل ولكن على العموم
الرجال أقوى وأطول وأسرع
بالحركة لأسباب خلقية كثيرة
منها أن المهام الملقات على
كاهلهم أكثر صعوبة من تلك
الملقات على المرأة مع الأختلاف
البسيط بين الحضارات التي
كونتها البشرية منذ الأزل . ماذا تريد المرأة من الرجل .. الزوج ..
تريده غيوراً يشعر بالغيرة
عليها من كل شيء وكما يقال حتى
من الهواء الذي يعبث بشعرها
فتراه قد أرتعدت فرائصه من رجل
قد أختلس نظرة واحده الى وجهها
وكان ليقيم الدنيا ولا يقعدها
لو مس أحد جسدها بالخطأ وهما
يتجولان في سوق مزدحم يتراءى
شررا يتطاير من عينيه عليها
فنحن نعلم أن أقبح صفات الرجل هي
أحمدها عند المرأة .. فجبن الرجل
عار وجبن المرأة صفة نبيلة أن
تكونه جبانه أمام زوجها .. وتلك
الغيرة المتحكم بها مهمة جداً
فأنت تورثها لأبناءك ليكونوا
بعدك غيورين على أخواتهم وعلى
زوجاتهم وعلى بيتك الذي ستسكن
بيتاً غيره ولكن تحت التراب
فأفعل ما تفعله وأنت الآن فوق
التراب ... الغيرة التي إذا ما
أورثتها الى أبناءك ستكون أفضل
من أن يرثوا منك عقارات وأطيان
وهم بلا غيرة ، فالغيره ان تغار
على كل شيء يقع تحت طائلة حمايتك
ولكن غيرتك على عرضك هي أهم من
كل أنواع الغيرة الأخرى وهي
عنصراً مهماً من عناصر الحب
الرئيسية .. الغيرة تلك ما يميز
العرب وتكون عنوان شرقيتهم التي
قد يتهمون بها أحياناً بالتخلف
.. وكم هو غريب هذا الشعور فأنت
أما أن تكون ديوثاً فتكون
متحضراً وأما أن تكون غيوراً
فتكون متخلفاً ..ولكن أتدري ما
أجمله هذا التخلف الذي يجعل من
زوجتك تنام على صدرك يغرقها
الأمان الكامل حتى من الكوابيس
.. فهل جربت يوماً عندما تنهض
زوجتك مفزوعة من كابوس مزعج أو
أن لم تجرب تلك اللحظة لأنك كنت
تغط في نوم عميق من علاماته أن
تعزف سمفونية ( الشخير ) .. أو قد
تكون قد جربتها فتراها تنزوي
متكورة عند صدرك يلتمس رأسها
الجميل الأمان الى صدرك لتنعم
به بقوة وتنام هادئة فهي مؤمنة
فأنت من القوة بأن يهرب منك حتى
الشيطان ذاته .. نعم كم هي مؤمنة
بك وكم أنت هازيء بها وبمشاعرها
الرقيقة الحلوه التي تكنها لك ..
ولكن كيف بك وأنت مجرد صفة واحدة
فيها لم تعجبك تركتها هناك
تتلوى عليك لا تعرف ماذا تفعل
فمغريات الحياة كثيرة
ومتطلباتها بالضبط كمتطلباتك
ولكن الفرق أنها مقيدة عنها لا
يمكنها أن تفعل كل شيء وأنت أيها
ال ..... مباح لك كل شيء .. هي بحاجة
بشدة أليك وأنت تندفع بشدة خارج
مدارات حياتها وبأرادتك الحرة
التي لايقيدها أحد .. شهوتك
وملذاتك تدفع بك الى تلك
المدارات الصعبة التي تسرف فيها
كل طاقاتك بما فيها الجنسية على
نساء لا يستحقونها .. هي تلك
الزوجة النبيلة أيها السيد
النبيل من تستحق تلك المشاعر
التي تشهق منها روحك وأنت
تبذلها لمومس عاشرة نصف شباب
المدينة .. وستأتي على النصف
الباقي بعدك .. ذهبت أنت لفضلات
المجتمع الرخيصة وتركت الأغلى
هناك يكابد حرمانه ويلعق جراح
مودته التي لم ولن تندمل إلا
بعودك المحمود على جنح حبك
البالي الى عشك الدافيء .. وأعلم
بأن سوف لن يأبه بك أحداً إذا
كبرت ولا تنفع معك ذكريات ليلي
عابرة ولن تنفعك تلك المومس
التي قد قد ذوت مثلك أو تعاشر
سكيراَ في شارع أبي نؤاس على
العشب اليابس .. ولن تنفع تلك
العشيقة التي أصبحت ممراً لكل
الرجال.. ولكن قف !! هي وحدها تلك
المرأة التي تراها نحيلة تتألق
دموعها في عينها عليك أتدري
لأنها الى الأن لا تعلم أنك
تعاشر غيرها وتنام في حضن غيرها
تاركها تتلوى في فراشها تحتضن
وسادتك مرة ومرة تشم في عطر
ملابسك التي لم تضعها يوماً لها
.. بل للأخريات الاتي سيتركنك
على قارعة الطريق ويهربن بمحفظة
نقودك أو بقطعة الذهب التي أتيت
تطلب بها الرذيلة معهن في حين
أنك لم تنتبه الى الأعياد التي
حددت مسار حياتك ..عيد ميلادها ..
عيد ميلاد زواجك المبجل أيها
الملك .. والأعياد الأخرى التي
كنت تسارع أنت لبعث بالهدايا
لغانياتك وحتى عيد الحب .. أين
أنت وعيد الحب أو تعرف الحب .. أم
تعرف حباً واحداً سيقهرك يوماً
هو حب نفسك .. ترى لو مرضت يوماً
وأدخلت لأحد المستشفيات وهذا
المرض لايسمح لك بالذهاب الى
دورة المياه .. أترى تلك العاشقة
الغانية تأتي كي تنقل المبولة
الى دورة المياه وتغسلها
وتنتظرك لتتبول وتتغوط لتشطف
أعضاءك وأنت غير قادر سوى على أن
تصدر أصوات الألم أوتراها
تفعلها .. أو تلك المومس تفعلها ..
من التي ستفعلها .. نعم صدقت أنها زوجتك ..
التي تعلمت آلاف الحيل كي تهرب
منها .. سوف لن تكون بحاجة لأي
حيلة لتكون هي الى جنبك تشاطرك
الألم وبودها لو تحمله عنك فأنت
أبو بيتها وعموده (( الخاوي! )) . دع عنك الآن رداء المراهقة .. أبدأ الحب أن
كان الحب عنك قد أنزوى في كهف
العبودية التي أنت ملكها الآن ..
لا تقل لا أعرف الحب .. فأنت سيد
العاشقين أترى كم تحدثت بهذا
الحديث الحلو أمام تلك النساء
وكم جلست لساعات مع نقالك تتحدث
وينساب ذلك الكلام الحلو على
لسانك كجدول رقيق من بلسم .. قد
تكون قد ألفت كتاباً للحب ولكن
مع صديقاتك الآتي يفرحن بمحفظتك
أكثر من كلامك الذي كان على
الدوام يستدر عطفهن لشهوة
الثواني تلك وبعدها .. أنت تعلم
ماذا يحدث بعدها .. ينتهي ذلك
الحب وتنتهي تلك الرغبة وتبقى
امرأة تمقتها وتمقت حتى نفسك ..
ولكن ماذا نفعل فأنت مدمن
الرذيلة .. زوجتك تلك قد تكون جوهرة قل وجودها في
محيطات حياتك بل أجمل ما مر على
حياتك وقد تكون قد أحببتها بصدق
عندما كنت تستدين أجرة نقلك الى
الكلية .. ولكن عندما قوي عودك
وسرى الدينار في يدك سرى معه
الشيطان في شرايينك فبدأت تشعر
أنك رجل وأن أمرأة واحدة لا
تكفيك .. فالحمل أنهك قواها
والرضاعة الطبيعية تلك في زمن
غير قادر أنت على أن توفر (
الفلافل ) لها أحال جسدها الى
كومة عظام .. صفراء ليس لها الوقت
أن تعتني بشعرها وأن تضع
المكياج فأنت تريد والبيت يريد
والأطفال يريدون وعملها يريد ..
أتذكر كيف كانت تعمل وتضع
راتبها الشهري بيدك .. اتراك قد
فعلت فعلتك الدنيئة ودفعت
راتبها لتلك المومس .. كم أنت بشع
أيها الرجل .. ما فعلته لم يفعلة
سوى أقطاعيو السنين الغابرة أو
حتى القرون الوسطى .. ألا تشعر
بالذنب .. نعم ستشعر به عاجلاً أم
آجلاً .. فسترقد يوماً على فراش
موتك وتنظر .. ولا ترى أحداً ممن
رقصوا معك في تلك الجلسة
الحمراء من جلسات الرذيلة .. سوف
لن تجد إلا تلك المرأة واضعة
يدها على خدها تنتظر أمرك ..
تعطيك دوائك بيدها التي عندما
لمستها أحسست كم كانت تعاني
لخشونتها فأنت لم تعتد على يد
أمرأة خشنه .. لقد أعتدت على
أصابع ملساء كجلد حيه رقطاء
لتلك المومس اللعينة . وعندما
تقترب من جبهتك تشم رائحة ذلك
الفم الطاهر النظيف النقي ..
وتتذكر رائحة فم تلك المومس
التي ضربت في أم رأسك حينما
قبلتها ولكنك تحاملك لتبلغ
ذروتك اللعينة .. أخالك ستخجل من
شفاهك التي ستلامس شفاه زوجتك
خوفاً من أن تنقل العدوى لتك
الشفاه البريئة الشفاه البريئة
التي لم تمسها شفاه قبلك..
الشفاه البريئة التي أمتعتك
عندما كانت مكتنزة بالحب ولا
زالت هجرتها لشفاه يكسوها جراد
الرذيلة وعبث بها آلاف الرجال
وتأتي أنت ياصاحب الرقم الألف
من الذين قبلها لتلتذ بها .. زوجتك تلك صاحبة الفضل الأول في رجولتك
فهي من أنجبت لك الأولاد
والبنات .. لقد كانت مستودعاً
طاهراً لك .. وضعت فيها بذراً
فأنبتت رجالاً أطولهم بطولك
الآن وبنات يشفقن عليك ويحببنك
.. أنها صاحبة الفضل الأول في أن
تكون أباً .. أما الأخريات فلا
يمنحنك إلا أولاد الزنا .. هذا
أذا حبلن .. أما وأنهن لا يحبلن
أتدري لماذا لأن أرحامهن ماتت
من الرذيلة .. أي رقم تحمل أنت ..
عشرة آلاف .. أم عشرون ألف .. ولا
ترعوي وتعود لفعلتك وينافس فيك
ذلك الشعور أن تصبح زير للنساء
وما تمنحك تلك الصفة .. سوف لم
تمنحك شيئأ البته بل ستأخذ منك
كل شيء .. آسف .. نسيت .. قد تمنحك
مرضاً بسيطاً من الأمراض
التناسلية التي تخجل حتى من
الذهاب الى الطبيب لعلاجه ..
أنتبه .. قد تنقله الى زوجتك ..
وما أفضعك لو أنتقل المرض الى
بناتك .. أو الأدهى من ذلك قد
تمنحك مرضاً كهدية لعيد الحب ..
الفالنتاين .. أنت غير قادر على
تعلم لفضه .. تمنحك الآيدز .. فقد
تكون قد مارست الجنس مع رجل
أجنبي حمل معه المرض .. وتقوم أنت
أيها المجرم بنقله بكل موروثاته
الى أحلى بناتك التي داخلت
الكليه للتو .. لتحكم عليها
بالموت .. وأي نوع من الموت .. لو
كانت بأنفجار سيارة مفخخة مركون
أمام بوابة الكلية لكان أهون ..
سيكون موتها بسبب الآيدز وستنقل
الخبر لسمعه كل من هب ودب لتذهب
بحياتك وحياة كل الأسره الى
الجحيم المطبق .. سوف لن تقدر على
الخروج من تلك الدائرة مهما فعل
اللهم إذا تناولت جرعة الزرنيخ
تلك المخصصة للفئران .. قد تنهي
تلك المشكلة ولكن بعدك سيحملها
زوجتك وأبناءك كأرث من زقوم ...
حين ذلك سوف لن حتى وأنت تحت
التراب فسيأكل الدود كل شيء فيك
ولا يبقي إلا الآيدز وصمت عار في
جبين ذكرياتك .. ترى كيف سيذكرك
من هم بعدك .. تراهم كلهم سيسئمون
من ذكرك إلا زوجتك تلك تأبى أن
تفكر بأن حصلت على تلك الهبة
هدية لمعاشرة ماجنة مع مومس ما ..
ستبدأ بتأويل كل شيء وتقول
للناس أن المرض قد أنتقل إليك عن
طريق العدوى من أبرة مستورة
ملوثة !! هل تصدق ذلك ماذا تهدي
لها أنت وكيف تنمق في صورتك بعد
موتك .. على الرغم من أنك قد
أستمتعت وانتشيت كثيراً عندما
أخذت تلك الهدية .. اذكر تلك
المتعة فالأفعى جلدها أملس ناعم
وغال .. وسمها قاتل .. زوجتك تلك التي قلما تمنحها أبتسامة أو
تطبع قبله نقيه على خدها أو فوق
جبينها الطاهر عند مغدرتك
ملهوفاً خارج البيت وعندما كنت
تستقيض في الصباح تغتسل تراها
واقفة تنتظرك كان بودها لو
تحميك حتى وأنت تنظر إليها
كخادمة ليس لها شيء فيك .. بل أنت
تبتدع القصص وكيف أجبرت على
الزواج بها لأن والدتك أرادت أن
ترى أحفادها قبل أن تموت وإنك لا
تحبها وأنما أجبرت عليها وتقوم
بأختلاق آلاف القصص وكل ذلك
لتفوز بقلب أمرأة أخرى .. هي لا
تسمع كلامك وأنما تنظر الى جيبك
الممتليء ومثلما كنت تمثل كان
يُمثل عليك منهن أولئك بائعات
الهوى . زوجتك تلك التي كانت بأوج الحاجة لك عندما
كانت يانعه طرية مثل عود
الريحان وكنت تبخل عليها .. كنت
تبخل عليها بأشباع رغباتها ..
ولما لا وهي أمرأة ولديها
أحاسيس قد تكون حتى أرق من
أحاسيسك وقد تكون تشعر بالحب لك
ينبض في داخلها كجنين في بطنها
وتبخل عليها بالحب .. أنها أمرأة
يارجل لماذا تريد أن تدفعها
بتصرفاتك الصبيانية الى الموت
لما لا تمنحها ما تبحث عنه أنت
عن ناصيات الطرق التعبة .. وقرب
أعمدة النور الصدئة .. أنها
بحاجة لك لقد عدت مرحلة من
حياتها .. مهمة كانت لكليكما ..
فقد أنتهت من الرضاعة ومن إبدال
الحفاظات وتحميم الأطفال وهي
كانت في ظلمة تلك الأيام
الغابرة كنت أنت تمرح تحت ضوء
القمر عارياً مع عشيقتك على
رمال شاطيء ما تقبلك وتقبلها
وهي هناك تتقلب في فراشها الذي
لم يعد يمنحها حتى النوم .. لاشيء
يمنحها هذا الفراش الذي كان في
يوم ما مسرحاً للحظات حب وغزل
ونشوة .. يجب أن تعيدها.. الآن ..
أن تبدأ لأعادتها لتكفر عن كل ما
فعلته .. لا أدري إن كان هناك ما
يكفر عنك تلك الأخطاء ولكن حاول
عسى أن تجد ضالتك في عيني زوجتك
عندما تغرق في النشوة التي حلمت
بها طوال مدة غيابك في زمن
الرذيلة .. وقد تكون البداية تلك
حسنة وكافية لدرجة أن تعيد لك
صوابك الذي فقدته على صدر أحدى
المومسات . أراك قد دخلت حروباً كثيرة ومعارك ضارية
وخضت بطولات سيشهد لها تأريخ
المراهقة على مر العصور وجربت
كل الأوضاع ومارست مع كل
الأشكال وكل الأطوال وداعبت كل
أنوع النساء وعدت تنام في
أحضانهن كما تنام بحضن أمك..
ولكن ألا ترى أنهن يتشابهن بنفس
الرائحة أو أنك كنت مغفلاً لم
تنتبه .. زوجتك أمرأة عن عصر غير عصرك وحضارة غير
حضارتك عندما تعود في ليلك
الداكن كملابس أرملة سوداء
تراها واقفة عند حافة النافذة
تنتظرك .. تضع عطراً رخيصاً
تحاول أن تداري به روائح الطبخ
والدخان المندفع من موقد
التدفئة وتلبس قميص النوم الذي
أصبح كبيراً عليها .. ولما لا
يصبح كبيراً عليها وأن تشتري
أرق المخمل من قمصان النوم لتلك
العشيقات اللاتي تمتعن بك اكثر
مما تمتعت أنت بهن .. وتركت تلك
المرأة التي أشبعها الانتظار
ألما وحلماً .. ألماً بهجرك
إياها وحلماً بليلة من تلك
الليال الحلوة وتلك العشرة
النقية التي تزيح عن جسدها كل
أنواع الخوف من أن تُذبِل ملامح
جسدها وهي في أوج شبابها
وعطاءها ان تذبل حتى تلك الشهوة
في داخلها وتزوي مثل عجوز في دار
من دور رعاية المسنين .. هذا أذا
وصلتها هي قبلك .. إما أذا وصلتها
أنت هناك فسترى أن هناك فارق
كبير في الحياة فارق كبير في من
يحبوك من أبناء البشر وسيكون
حينها درسك الأخير الذي سوف لا
تكون لك بعده عودة لتغيير خارطة
الأحداث في عمرك انها فرصة لك
لتتعلم وما أعضمها من فرصة تلك
التي تاتي عند منتصف العمر تقريباً ( لنكون متفاءلين ) فرصة من خلالها
تعيد شريط أحداث العمر لتقتطع
من بعض الأحداث وتعيد لصقها
ومنتجتها بما يجعل حتى دار
الرعاية هذا جميل فيه تقف على
كرسيك المتحرك أمرأة وفية
وفاءها وفاء قديسة من العصور
الوسطى أو مؤمنه تداري ما ألم بك
من حزن مدقع .. هي ذات المرأة
التي كانت لقف عند سريرك الأبيض
.. تراقب أنبوبة المغذي المربوطة
في وريدك . زوجتك .. تنتظرك بلا ثمن ولا حتى هدية ولا
قنينة عطر ولا خاتم ذهبي ولا حتى
وردة من حديقة المنتزه العمومي
عند منعطف الطريق .. ولا تريد
نقودك فهي في يوم ما أعطتك ..لا
تريد حتى قمصان النوم المخملية
ولا تريد اي شيء أنها تريدك أنت
لطالما كنت تمثل بالنسبة لها
ذلك الرجل الذي يتأتي على صهوة
حصان الروح ليبعث برقة تامة بكل
ماهو جميل لديها حتى ليحيل كل
هذا الجسد الى محيط وردي .. حتى
تراها لاتقوى على الكلام بعدها
.. ألا تشعر بها وهي تتلعثم
بالكلام أمامك أحياناً .. أم أنت
لم تعرف ما تريد هي منك .. مشكلة
أن تعرف ماتريده كل النساء منك
ولا تعرف ماتريده زوجتك منك ..
أنها تريدك أنت ترغب فيك بشدة
جداً ..ولهى عليك ان تقبلها
وتغمرها بذراعين لتحملها ومعها
كل حزن طفق فوق سطح حياتها بعد
أن تركتها في غربة الجسد وفي
ملعب الشهوة الكبير تجول في
اركانه بلا راد لها .. عد اليها
رجل انها هناك تتوسد الجفاف
وتلتحف بنار غيرتها تبحث في
عطرك الذي تركته ليلة أمس فوق
ملابسك .. لم ترد أن تغسلها لتبقي
على العطر ليوم آخر تستعيد معه
وجودك المتقطع على مساحات روحها
.. أتدري كم هي ندية تلك الروح
وكم هي هائمة بشوقها إليك . زوجتك .. ماذا تحتاج منك وكيف تنقل حياتك
لشاطئ قد يكون آمناً لك بعض
الشيء بعد ما أسلفنا ولكنه يحمل
الأمان كله لعائلتك.. أريد أن
أقول كيف تجعل بيتك آمناً
سعيداً.. وأنت تقترب من عتبة
الخمسين .. وبعد هذا النزاع مع
مراهقتك .. كيف تعود إليها .. تلك
المظلومة بك حد الموت .. كيف تصنع
لها تمثال محبة وتجعلها تقودك
بسلام الى أرذل العمر .. أتدري
نحن نسكن الأرض منذ ملايين
السنين ولم نتمكن من سن قانون
يقدس النساء.. قوانين كثيرة
ابتدعتها عقول الرجال. قدست كل
شيء.. الحجارة والبشر
والحيوانات وغيرها.. ولم نتحف
العالم بقانون يقدس النساء يا
أسفي على ذلك . ============================ بقلم : مأمون شحادة مختص بالشؤون الاقليمية بيت لحم- فلسطين استوقفتني مقولتان لأرسطو: ان غريزة
التقليد أصيلة وذات جذور راسخة
في أعماق النفس البشرية”، و اذا
كانت الشهوة فوق القدرة كان
هلاك الجسم دون بلوغه”، فتلك
المقولتان تحملان مؤشرات بشرية
تستوحي ال”شعور”، واللا “شعور”،
وتوظفهما في كافة المجالات
الحياتية وعلى قاعدة “التجاذب
والتنافر” في تحقيق المصالح
الشكلية والجوهرية. يتضح من ذلك ان النفس البشرية في اضطراب
دائم، وتتربع على قاعدة ثلاثية
متشعبة ما بين تبرير العمل،
والاقصاء (الغاء الآخر)،
والاحتواء، ولكن ارسطو في حينه
عنون جميع كتاباته بمقولة ضمنية
“ان العقل اعلى ما في الانسان”،
في اشارة منه الى ان قاعدة العقل
سابقة على القاعدة الثلاثية
اعلاه. فالتقليد متجذر في المجالات الحياتية،
وعلى كافة طبقات المجتمع (العليا
والوسطى والدنيا)، فصدام حسين
كان مغرماً بتقليد شخصية
ستالين، والرئيس القذافي مغرم
بعباءة وشخصية عمر المختار. اما
الرئيس التركي اردوغان فيحاول
تقليد جده السلطان عبدالحميد
الثاني بعيداً عن طربوش
السلطنة، كذلك الرئيس
الفنزويلي شافيز يقلد شخصية
كاسترو في القاء الخطابات،
وجيفارا في الطابع الاممي، هذا
على الطابع الرسمي، فما مدى
تأثير تلك الظاهرة على الوسط
الراديكالي؟ في الاونة الاخيرة شاهدنا ان تلك الظاهرة
تستفحل كثيراً في فلك الحركات
الراديكالية، وخصوصاً تنظيم
القاعدة وحركة طالبان، فثمة
اسئلة تجول في مربع فلكهم
الراديكالي، وهي: ما مدى انتشار
تلك الظاهرة من الناحية النظرية
والتطبيقية؟ وهل هي مؤشر لسلب
السلطة من رأس الهرم، ام انها
حركات استعراضية من ضمن ما سمّي
بال “نجوم” الفضائية؟ اسئلة كثيرة، عددها اكثر من اجوبتها،
تضعنا امام شواهد حقيقية تثبت
ذلك الصراع النجومي، وكأنه “نيوهوليوود”
بطريقة سلفية، كل يريد ان يتقمص
دور الآخر، وبنفس الطريقة التي
يتبعها سيده، حتى اصبحت هذه
النجومية وسيلة تجاذب وتنافر
فيما بينهم. ان نجوم هذا الفلك الراديكالي، هم
ابومصعب الزرقاوي، وحكيم الله
محسود، وابوعمر البغدادي وابو
ايوب المصري، الذين استطاعوا ان
يلمعوا في الفضاء الاعلامي (تقليداً)،
وبنفس الطريقة التي يقوم بها
اسامة بن لادن، والملا محمد
عمر، والظواهري، ولكن كيف كانت
مجريات تلك النجومية؟ وما
مصيرها في الفلك الامريكي؟ هنا
يجب ان نتوقف عند كل شخصية من
تلك الشخصيات، لنتناول مجريات
العمل التقليدي الذي اتبعه كل
منهم. ابومصعب الزرقاوي، الذي كان ضحية لاشرطته
النجومية الديماغوجية، مقلداً
فيها شخصية قائده اسامة بن
لادن، من خلال الاستعراضات
العسكرية المصورة، وكأنها نسخة
طبق الاصل، فعلى ما يبدو ان ذلك
الشخص كان مغرماً بشخصية سيده،
رغم التنافر الجزئي الذي حصل
بينهما، الا ان الزرقاوي احب ان
يلمع اكثر من رأس الهرم، غير
مدرك ان تلك النجومية كانت ترسم
معالم حتفه، ما يعني انه كان
استعراضياً يعيش لحظة الحدث
اكثر من كونه واقعياً. اما حكيم الله محسود، فلا يختلف كثيراً
عما كان يفعله الزرقاوي، فقد
اتقن هو الاخر نفس الدور، حيث
استطاع ان يكون مقلداً بارعاً
لسيده الملا محمد عمر، ونحن
نستذكر الشريط الاخير له مع
همام البلوي، فمن اللافت للنظر
انه وبعد خروجه من المكان الذي
صور به ذلك الشريط، كان يرتدي
عباءة و يركب جيباً عسكرياً
يحيط به مجموعة من المقاتلين،
وهذا نفس الشيء الذي كان يفعله
الملا عمر، حينما كان يأتي الى
قريته “سنغار” راكباً سيارة من
نوع “لاند كروزر تويوتا” ويجوب
بها قريته (حسب رواية اهل قرية
سنغار)، ولكن الفارق بينهما
عامل السرية واللعب من خلف
الستار، فعلى ما يبدو ان محسود
يحب تقليد شخصية سيده، دون
اتقان لعامل السرية واللعب من
خلف هذا الستار. ثمة سؤال يقف امام هذه الثنائية، هو: هل
ابوعمر البغدادي وابوايوب
المصري كانا يسيران على نفس
الفضاء التقليدي، ام ان لهما
وجهة اخرى مغايرة لهذا الاتجاه؟ فعلى ما يبدو ان لهما وجهة اخرى مختلفة،
فهما متأثران بشخصية ايمن
الظواهري، لما يعرف عنهما بتبني
افكاره الجهادية المنتمية الى
ايديولوجيا تنظيم الجهاد
الاسلامي المصري، فشخصية
الظواهري محببة لدى الاثنين،
فلو قارنا بين خطابات الاخير
وخطاباتهما لوجدناها متطابقة
مع اسلوبه الفلسفي وعباراته
النظرية في طرح معنى الندية،
كذلك لم يعرف عنهما بال”عروضات”
العسكرية المصورة، وهو نفس
الشيء الذي كان يتبعه الظواهري،
ما يعني انهما استطاعا تقليد
الاسلوب الفلسفي النظري بصورة
نجومية. يتبين من ذلك ان تنظيم القاعدة وحركة
طالبان ومن خلال اتباعهم
الطريقة ال”نيوهوليوودية”
وصبغها بالسلفية، يتصفون بثلاث
صفات، وهي: الخطاب الديماغوجي،
والاحترافية النجومية، وحب
الصراع على السلطة، حيث ان تلك
الصفات الثلاث تجتمع في قالب
واحد، وهو “الاستعراض التقليدي”،
فالمرؤوس يقلد رئيسه وفقاً لهذا
القالب. =========================== إعداد : حسام العيسوي ما أشبه اليوم بالأمس! وهكذا تدور عجلة
الزمن؛ ولكن السيناريو واحد،
والقضية واحدة ألا وهي الصراع
بين الحق والباطل، الحق واحد لا
يتغير، ولكن الباطل يتلوَّن
بأشكال مختلفة، فتارة يتمثل في
مشركي مكة، وتارة يتمثل في
الحروب الصليبية على الإسلام،
وتارة يتمثل في هذا العدوان
الصهيوني الغاشم على أرض
فلسطين، وهذا الحصار على
الأبرياء في غزة، وما أشبه
اليوم بالأمس حين أجمع المشركون
من أهل مكة على محاربة الدعوة
التي عرّت واقعهم الجاهلي،
وعابت آلهتهم وسفَّهت أحلامهم-
آراءهم وأفكارهم- وتصوراتهم عن
الله والحياة والإنسان والكون،
فاتخذوا العديد من الوسائل
والمحاولات لإيقاف الدعوة
وإسكات صوتها، أو تحجيمها
وتحديد مجال انتشارها، فكانت
هذه محاولات كثيرة؛ لإيقاف هذه
الدعوة من حروب مختلفة، وأهمها
ثلاثة أنواع من الحروب: النوع الأول: حرب الاضطهاد وقد وجِهت للضعفاء الذين لا عزوة لهم ولا
عصبية، والرسول صلى الله عليه
وسلم كان لا يملك شيئًا، وليس
لديه ما يقدمه من حماية إذ رأى
أسرة كأسرة عمار بن ياسر هو
ووالده وأمه- رضي الله عنهم-
تعذب ماذا يقول لها؟ لا يستطيع
أن يقول إلا "اصبروا آل ياسر
موعدكم الجنة"(1)، وعن جابر-
رضي الله عنه- أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم مرَّ بعمار
وأهله وهم يُعذبون، فقال: "أبشروا
آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم
الجنة"(2). النوع الثاني: حرب السخرية وحرب السخرية: كانت حربًا فيها نوع من
الإيذاء النفسي، ومن الإحراج
البالغ، كانت حربًا موجعةً ﴿وَقَالُوا
يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ
عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ
لَمَجْنُونٌ (6)﴾ (الحجر)،
﴿إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ
الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
(29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ
يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا
انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ
انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا
إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ
(32)﴾ (المطففين): إنهم يضحكون
ويسخرون وينكتون غمزًا ولمزًا
وتنكيتًا، لكن أتباع محمد صلى
الله عليه وسلم ثبتوا وصبروا
على هذا كله. النوع الثالث: حرب المقاطعة والحصار وهي حرب مؤذية عندما يكون الإنسان
تاجرًا، ثم تتقرر مقاطعته، أو
عندما يكون له بنات وبنون
فيُقَرَر ألا يتزوج أحد من
بناته، هكذا صنع المشركون
بأتباع محمد صلى الله عليه
وسلم، ولكنهم تحملوا هذا كله،
وكان هذا الحصار الاقتصادي
والاجتماعي في آخر العام السابع
من البعثة، فازداد إيذاء
المشركين من قريش، أمام صبر
الرسول صلى الله عليه وسلم،
والمسلمين على الأذى وإصرارهم
على الدعوة إلى الله، وإزاء
انتشار الإسلام في القبائل،
وبلغ هذا الأذى قمته في الحصار
المادي والمعنوي والذي ضربته
قريش ظلمًا وعدوانًا على النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن
عطف عليهم من قرابتهم. قال الزهري: ثم
إن المشركين اشتدوا على
المسلمين كأشد ما كانوا حتى بلغ
المسلمون الجهد، واشتد عليهم
البلاء وأجمعت قريش في مكرها،
أن يقتلوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم علانية فلما رأى أبو
طالب عمل القوم جمع بني عبد
المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم شعبهم،
ويمنعوه ممن أراد قتله،
فاجتمعوا على ذلك مسلمهم
وكافرهم فمنهم من فعله حمية،
ومنهم من فعله إيمانًا ويقينًا
فلما عرفت قريش أن القوم قد
منعوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأجمعوا أمرهم ألا
يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا
يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول
الله صلى الله عليه وسلم للقتل،
وكتبوا في ذلك صحيفة وعقودًا
ومواثيق، ولا يتقبلوا من بني
هاشم أبدًا صلحًا، ولا يأخذهم
بهم رحمة حتى يسلموه في القتل. واشتد الحصار على الصحابة، وبني هاشم،
وبني عبد المطلب، حتى اضطروا
إلى أكل ورق الشجر، وحتى أصيبوا
بظلف العيش وشدته حتى أن أحدهم
يخرج ليبول فيسمع بقعقعة شيء
تحته فإذا هي قطعة من جلد بعير
فيأخذها فيغسلها، ثم يحرقها، ثم
يسحقها، ثم يستفها، ويشرب عليها
الماء فيتقوى بها ثلاثة أيام،
وحتى لتسمع قريش صوت الصبية
يتضاغون (3) من وراء الشعب من
الجوع. فلما كان رأس ثلاث سنين،
قيض الله- سبحانه وتعالى- لنقض
الصحيفة أناسًا من أشراف قريش
فنقضوا الصحيفة وفكوا الحصار عن
إخوانهم وأقاربهم وبنوا
عمومتهم. ما أشبه الليلة بالبارحة! فها هو حصار آخر
على الإسلام وأهله في فلسطين
يقرب على الأربعة أعوام تقريبًا
بلغ فيه أحباؤنا الجهد والتعب،
ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات. إن المتدبر لهذا الحدث والناظر بعين
البصيرة يرى أن هناك عوامل
مشتركة بين هذين الحدثين، حادث
المقاطعة والحصار لرسول الله
صلى الله عليه وسلم في شعب أبي
طالب لمدة ثلاث سنوات وحادث
الحصار الاقتصادي لقطاع غزة
وأهم هذه العوامل: 1- القضية في واقعها صراع صراع بين حق بينه القرآن وبين باطل يرفعه
أتباع الشيطان، بين أمة هي خير
الأمم لو تمسكت بدينها وبين شعب
وصفه الله بالسفاهة في قوله
﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ
مِنْ النَّاسِ﴾ (البقرة: من
الآية 142)، بين أمة وسّد لها
الأمر لتكون على سائر الأمم
شاهدة، وبين شعب كتب عليه الذلة
والمسكنة، ولكن الأمة تقاعست عن
سبب خيريتها، وسارت تابعة
لعدوها رغبة في متاع دنيوي زائل
فما نالت هذا ولا ذاك. فالقضية
أرض شاءت إرادة الله أن يكون
عليها وحولها الصراع الأساسي
بين الحق والباطل، وعليه أكثر
من ذكر في القرآن من الأنبياء،
فانحرف كثير من أتباعهم قال
تعالى ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ
مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ
اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ
بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ
ظَالِمُونَ (92)﴾ (البقرة)، ثم
بعث الله محمدًا بالتوحيد
الخالص، وعرفوه معرفتهم
أبناءهم، وأيقنوا بصدقه ﴿الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ﴾
(البقرة: من الآية 146)، ولكنهم
حاربوه وعاندوه، وحملوا في
قلوبهم الكره له ولأمته فصار
الصراع بين الحق والمبطلين. 2- الكفر ملة واحدة إن حقيقة الصراع ليست بين الأديان ولا بين
الحضارات، فالمسلمون ليسوا
أعداء لليهود ولا للنصارى،
فاليهودية والنصرانية دين
كالإسلام ونحن مأمورون
بالإيمان بالرسل السابقين فهو
ركن أصيل من عقيدتنا ﴿كُلٌّ
آمَنَ بِاللَّهِ
وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ
بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾
(البقرة: من الآية 285)، ولكن
الصراع الحقيقي بين الإسلام
والكفر، بين العدل والظلم، بين
التمسك بالحق وبين سلب الحقوق
سلبًا وعدوانًا. إن القارئ
للتاريخ يجد أن الكفر كله ملة
واحدة وهدفهم الأساسي القضاء
على الإسلام والمسلمين، فيجب أن
نظل متذكرين الحروب الصليبية
وما جرى فيها ولا ننسى معها
تعبير الرئيس الأمريكي السابق
جورج بوش الابن عن بداية حرب
صليبية جديدة، وإن حاول
إعلاميًّا أن يفسرها تفسيرًا
آخر، وأيضًا لا ننسى الاستعمار
الإنجليزي والفرنسي والإيطالي
للمنطقة بل هناك رسالة تنسب
لنابليون بونابرت نشرت في
الجريدة الرسمية الفرنسية في 20
أبريل عام 1799م، ينادي من معه "يا
ورثة فلسطين الشرعيين" وفي
العصر الحديث وعد بلفور وهو
إنجليزي بروتستانتي كان بلفور
يقول: "أنا صهيوني أكثر من أي
صهيوني آخر" وهذا هو قائد
الاستعمار الإنجليزي اللنبي
عندما يدخل القدس بعد الانتداب
الإنجليزي ويقول: "انتهت
الحروب الصليبية" أما عن
أمريكا فإنها تؤمن بأهمية وجود
اليهود في فلسطين، بل يرى
القائمون عليها أن أسباب البركة
في أمريكا عبر السنين هو
إكرامهم لليهود الذين لجئوا إلى
هذه البلاد وبورك فيهم لأنهم
دافعوا عن إسرائيل واعترفوا في
حقها في أرض فلسطين وهكذا الكفر
كله ملة واحدة. 3- القيم الإنسانية مطلقة وليست نسبية فقيم الحق والخير والعدل والمساواة كلها
قيم مطلقة وليست نسبية وثابتة
لا تتغير، وتستحق الإشادة بها
حتى ولو صدرت من أهل الجاهلية.
ها هو النبي صلى الله عليه وسلم
قبل بعثته يشارك في حلف الفضول
ويعتز بالمشاركة في تعزيز مبدأ
العدل وفيه دلالة واضحة على أن
شيوع الفساد في نظام أو مجتمع لا
يعني خلوه من أي فضيلة وهذا ما
حدث من أشراف العرب الذين لم
يرضوا بالذل لأهليهم والجوع
لبني جلدتهم فقاموا بخرق الحصار
الذليل الذي وضعه مشركو مكة،
وهذا ما حدث في القرن الحادي
والعشرين من أناس قد لا يدينون
بدين الإسلام ولكن تحلوا بهذه
القيم الإنسانية النبيلة
فسارعوا لفك الحصار عن إخواننا
في غزة بل إنهم عّرضوا أنفسهم
للموت من أجل أن تعم قيم الخير
والعدل والحرية في العالم ﴿وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة:
من الآية 2)، وقال صلى الله عليه
وسلم " لقد شهدت في دار عبد
الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن
لي به حمر النعم، ولو دعيت به في
الإسلام لأجبت"(4) وقال صلى
الله عليه وسلم: "شهدت حلف
المطيبين مع عمومتي وأنا غلام،
فما أحب أن لي حمر النعم، وأني
أنكثه"(5). 4- النصر على اليهود حتمية دينية إن الحقد قد تجمع في قلوب اليهود ضد كل
خير، ولسحق كل دين أو فكرة أو
عقيدة، وتسخير كل ذلك لهويتهم،
وقد نجحوا إلى حد كبير في ذلك
إلا مع الإسلام. ولذا كان
التحذير في القرآن من اليهود
ومن شدة مكرهم وعدائهم، بل بين
القرآن بالصريح أنهم أشد الناس
عداوة للذين آمنوا. ولذا فإن
الصراع قائم بين أهل الإيمان من
المسلمين وبين اليهود. ولقد ورد في الكتاب والسنة حتمية انتصار
الإسلام والمسلمين على اليهود
حتى تتم كلمة الله في الأرض ومن
ذلك: * إتمام نور الله وإظهار دينه قال تعالى ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
(8)﴾ (الصف)، وقال تعالى ﴿هُوَ
الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ
شَهِيدًا (28)﴾ (الفتح)، وقال
صلى الله عليه وسلم "إن الله
زوي لي الأرض فرأيت مشارقها
ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها
ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين
الأحمر والأبيض"(6)، وقال
أيضًا صلى الله عليه وسلم "ليبلغن
هذا الأمر- أي الإسلام- ما بلغ
الليل والنهار، ولا يترك الله
بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله
هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل،
عزًّا يعز الله به أهل الإسلام
وذلاًّ يذل الله به الكفر"(7). * نصر الله للمؤمنين قال تعالى ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا
نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ============================ محمود عباس واستراتيجية
الانتظار بقلم نقولا ناصر* للإجابة على التساؤل الذي يلح على كل
مواطن فلسطيني حول الموقف
الفلسطيني الراهن، ربما تفيد
العودة إلى السؤال التالي الذي
وجهه مراسل الوول ستريت جورنال
الأميركية إلى رئيس "دولة
فلسطين" ومنظمة التحرير
الفلسطينية والسلطة الوطنية
الفلسطينية وحركة "فتح"
محمود عباس في مقابلة معه في
العاصمة الأردنية عمان في
العشرين من شهر كانون الأول /
ديسمبر العام الماضي: "طالما
أنت لا تتفاوض على دولة
فلسطينية، ما هي خطتك؟" فأجاب:
"نحن الآن ننتظر ما يكون عليه
الموقف الأميركي .. ونحن ننتظر
لنرى ما سيتمخض عنه اجتماع (اللجنة
الدولية) الرباعية". وما زال
"الانتظار" هو عنوان موقف
عباس وكل المؤسسات التي يقودها. وغداة قمته مع الرئيس الأميركي باراك
أوباما في الثامن والعشرين من
الشهر الخامس من العام الماضي
كرر عباس التأكيد على
استراتيجية "الانتظار" هذه
في مقابلة مع الواشنطن بوست،
قائلا إنه سينتظر ضغط إدارة
أوباما على رئيس حكومة دولة
الاحتلال بنيامين نتنياهو
للقبول ب"حل الدولتين"
علنا ولتجميد التوسع
الاستيطاني لأن "الأميركيين
هم قادة العالم"، مضيفا كذلك:
"وأنا سوف أنتظر قبول حماس
بالالتزامات الدولية". ولم يتغير شيء لا في موقف دولة الاحتلال
ولا في الموقف الأميركي ولا في
موقف حماس ولا في موقف عباس الذي
ما زال ينتظر في الوقت الحاضر ما
ينقله إليه المبعوث الرئاسي
الأميركي جورج ميتشل، الذي
التقى عباس يوم الجمعة قبل
الماضي، من "أجوبة إسرائيلية"
على أسئلة وجهتها قيادته إلى
إدارة أوباما كما قال مؤخرا أحد
كبار مفاوضيه، ياسر عبد ربه،
الذي أضاف مستدركا بأن "إسرائيل
لم تقدم شيئا" حتى الآن. وقد
التقى عباس مع أوباما للمرة
الثانية خلال سنة في منتصف
الشهر الجاري وطرح الأسئلة
نفسها وهو ما زال ينتظر أجوبة
عليها لا يبدو أنها ستأتي في أي
وقت قريب. وبينما يريد عباس كل الأضواء مركزة على
"رفضه" استئناف المفاوضات
المباشرة، فإن العلاقات بينه
وبين كل المؤسسات التي يقودها
وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي
وحكومتها مستمرة، بل تتعزز.
وربما يكون أبلغ وصف لهذه
العلاقات ما قاله عباس نفسه
للوول ستريت جورنال قبل حوالي
ستة أشهر: "اليوم من الهام جدا
أن نفهم بأن العلاقات بيننا
وبين الإسرائيليين مستمرة مع كل
أذرع الحكومة الإسرائيلية دون
استثناء، الدفاع والأمن
والمياه والصحة، مع كل الوزارات
دون اسنثناء، الاتصالات مستمرة.
والشيء الوحيد غير المستمر هو
المفاوضات السياسية". ووصف عباس نفسه "للتعاون" مع دولة
الاحتلال يغني عن أي اقتباس آخر
من منتقديه. فخلال زيارته
الأخيرة لواشنطن العاصمة كان
حريصا أثناء لقائه مع قادة
المنظمات اليهودية والصهيونية
الأميركية من الأطياف كافة على
"إقناعهم" بصدق نواياه
السلمية. ومما قاله لهم: "أستطيع
أن أخبركم بوجود تعاون مطلق
وكامل بين أجهزتنا وبين الأجهزة
الإسرائيلية في مجال الأمن ..
فأنا حريص على أمن إسرائيل،
وأقولها بصراحة .. وكسلطة
فلسطينية، وطوال ثلاث سنوات، لم
يقع حادث واحد ضد إسرائيل في
الضفة الغربية." لكن نتيجة هذا الانتظار و"التعاون"
لم تتغير، إذ "من الواضح أن
هذه الاستراتيجية قد فشلت. ولم
ينجح أي قدر من التعاون
والسلبية والإذعان للجانب
الآخر. فالوضع الفلسطيني اليوم
أسوأ كثيرا مما كان عليه في سنة
1993، وتوجد حاجة لمقاربة مختلفة"،
كما كتبت المعلقة الفلسطينية
المغتربة غادة الكرمي في "الأهرام
ويكلي" قبل سنتين تقريبا
(24/1/2008). وعباس نفسه أيضا يغني عن الاقتباس من
منتقديه لوصف ما وصفته الكرمي
بأنه "سلبية وإذعان". فقد
أبلغ قادة المنظمات اليهودية
والصهيونية الأميركية بأنه "لا
أحد ينكر التاريخ اليهودي في
الشرق الأوسط. إن ثلث القرآن
الكريم يتحدث عن اليهود في
الشرق الأوسط، في هذه المنطقة.
ولا أحد من جانبنا في الأقل ينكر
أن اليهود كانوا في فلسطين،
كانوا في الشرق الأوسط." وهذا
"التاريخ" هو ركن أساسي من
أركان الرواية الصهيونية
لإقناع الرأي العام العالمي
بمسوغات اقتلاع عرب فلسطين من
وطنهم التاريخي لإقامة دولة
الاحتلال الاستيطاني اليهودي
مكانهم فيه. أما الركن الآخر في الرواية الصهيونية
لتسويغ ذلك فهو "المحرقة" (الهولوكوست)
النازية، ولم يهمله عباس إذ قال:
"ربما قبل أربعة أو خمسة اشهر
أرسلت سفيري في وارسو للمشاركة
في ذكرى الهولوكوست، وأرسلت
سفيري في موسكو للمشاركة في
المناسبة نفسها." ثم تابع ليطمئنهم أكثر بتبنى مطلب لهم
ولدولتهم يمثل ركنا أساسيا
ثالثا في استراتيجيتهم "السلمية"،
وهو الاعتراف بدولتهم ومبادلة
هذا الاعتراف بدولة فلسطينية
على "22 في المئة من كل فلسطين.
نحن نقبلها، لا مزيد من المطالب.
لا مزيد. نهاية المطالب (الفلسطينية
طبعا) .. نهاية الصراع"، وهو ما
رفضه الراحل ياسر عرفات في قمة
كامب ديفيد الثلاثية عام ألفين
لأنه يترك حق العودة للاجئين
الفلسطينيين معلقا في الهواء. وبالمثل خاطب عباس الركن الرابع الأساسي
في استراتيجيتهم "السلمية"
الذي لا يكتفي بتجريد أي دويلة
فلسطينية مأمولة من وسائل
الدفاع عن نفسها سواء بالتسلح
أم بأي شكل من أشكال الدفاع
المشترك مع الدول العربية
الشقيقة، ولا يكتفي بتجريد عرب
فلسطين من حق المقاومة
ووسائلها، بل يصر على اجتثاث
أية افكار "مقاومة أو عربية"
من عقولهم وثقافتهم الوطنية
باسم "وقف التحريض"> لذلك أشاد عباس أمامهم ب"ثقافة السلام"
السائدة في الضفة الغربية التي
جعلت تقريرا تلفزيونيا يصف رام
الله مؤخرا بأنها "عاصمة رقص
الديسكو في الشرق الأوسط"
فقال لهم: "يعيش الشعب
الفلسطيني الآن في ثقافة جديدة
في الضفة الغربية. اذهبوا الآن،
اذهبوا إلى الضفة الغربية
وقولوا للناس: دعونا نذهب إلى
انتفاضة جديدة، فإنكم لن تجدوا
شخصا واحدا (يذهب). لماذا؟ لأن
ثقافة السلام انتشرت بينهم ...
وهكذا انتقلت الثقافة من ثقافة
عنف إلى ثقافة سلام". وكان
عباس قد تعهد: "أنا لن أسمح
بأي انتفاضة جديدة .. أبدا، أبدا"! غير أنه بالرغم من كل هذا "التعاون
والإذعان"، فإن الأجوبة التي
ما زال عباس "ينتظرها"،
كمكافأة، دون أن تأتي من واشنطن
ردا على أسئلته، تأتيه أجوبة
مناقضة لتوقعاته يوميا
وميدانيا من دولة الاحتلال. فعلى سبيل المثال، ما زالت "الدولة
الفلسطينية" التي يعتبرها
عباس الركن الأساسي الذي يسوغ
استراتيجية "الانتظار"
التي ينتهجها أملا في أن صحوة
للمجتمع الدولي يستقوي بها على
دولة الاحتلال تعتبر "نقيضا"
لهذه الدولة، لأنه "كلما
منحنا شرعية لدولة فلسطينية
كلما جاءت هذه الشرعية اكثر على
حسابنا" ولذلك فإن الدخول حتى
في محادثات غير مباشرة مع عباس
هو "تعامل مع عدو" ، كما قال
رئيس مجلس الأمن القومي
الإسرائيلي عوزي آراد لمجلس
محافظي الوكالة اليهودية الذي
انعقد في القدس المحتلة يوم
الأربعاء الماضي، ومع ذلك ما
زال هذا "العدو الفلسطيني"
ينشر "ثقافة السلام" بينما
يستعد آراد ودولته للحرب على
قدم وساق. وكمثال آخر، أقر نتنياهو اقتراحا وافق
عليه الخميس الماضي حوالي 2500
عضو في اللجنة المركزية لحزب
الليكود الذي يقود الائتلاف
الحاكم في دولة الاحتلال بوقف
التجميد الجزئي والمؤقت للتوسع
الاستيطاني في 26 أيلول / سبتمبر
المقبل، اقتراحا "يعزز ويدعم
المستوطنين في يهودا والسامرة.
وتختار اللجنة المركزية
استمرار البناء والتطوير في كل
مناطق أرض إسرائيل، ومنها النقب
والجليل والقدس الكبرى ويهودا
والسامرة". إن السلام الذي افتقده عرب فلسطين منذ بدء
الغزوة الصهيونية لفلسطين منذ
ما يزيد على قرن من الزمان،
وبخاصة منذ النكبة عام 1948، هو
فعلا حاجة ملحة لعرب فلسطين قد
لا يوجد في العالم اليوم شعب آخر
بحاجة ماسة لها كالشعب
الفلسطيني. لكن نشر "ثقافة السلام" كسلاح دفاعي
وحيد، واعتماد "الانتظار"
استراتيجية وحيدة، لمواجهة
استراتيجية حربية خالصة وآلة
حربية لا ترحم تسعى فقط إلى فرض
الاستسلام على عرب فلسطين لا
إلى السلام معهم، إنما يعد فقط
بتصفية القضية الفلسطينية
وشعبها. وربما توجد عبرة ودلالة تاريخية في حقيقة
أن أهم داعيتين للسلام والعنف
معروفين في عالم اليوم، وهما
المهاتما غاندي الهندي ومارتن
لوثر كينغ الأميركي، قد قضيا
ضحيتين للإرهاب الذي تحول إلى
دولة في فلسطين. لذلك ربما يحتاج
عباس إلى شعب آخر لكي يفهم قوله:
"منذ سبعينات القرن العشرين
الماضي، آمنت بالسلام، وعملت من
أجل السلام، ومن أجل العلاقات
والاتصالات بين الفلسطينيين
وبين الإسرائيليين. وحتى الآن
أنا مقتنع بأن السلام هو الخيار
الوحيد". وأمام هذا الإصرار، لا يبقى أمام عباس سوى
أحد خيارين: إما تغيير شعبه
ليصبح شعبا آخر، وهذا خيار
مستحيل لأن القادة هم الذين
يتغيرون عادة وتبقى الشعوب
دائما، أو استبداله بشعب آخر
وهذا ليس خيارا لعباس لكنه
بالتأكيد خيار لدولة الاحتلال
الإسرائيلي التي تتربص الفرص
السانحة فقط لاستكمال اقتلاع ما
تبقى من عرب فلسطين فوق تراب
وطنهم ! * كاتب عربي من فلسطين ========================== عريب الرنتاوي في خطوة لافتة، أعلنت عشائر وحمائل
ووجهاء مدينة القدس بعد صلاة
الجمعة الفائت، ومن المسجد
العمري في قرية صور باهر، عن
ولادة وثيقة "الرباط
المقدسية"، والتي تضمنت أشد
عبرات الاستنكتار لقرار سلطات
الاحتلال إبعاد النواب
المقدسيين، وباعتبارها إجراءات
باطلة ومجحفة بحق السكان
المقدسيين وظالمه لهم، داعية
الفلسطينيين في كل مدن فلسطين
وقراها ومؤسساتهم الحقوقية
والحكومية إلى تبني قضية النواب
المهددين بالإبعاد والوقوف
معها، باعتبارها قضية رباط
وصمود إلى يوم الدين. العشائر والوجهاء من مختلف المذاهب
والمشارب، حرصوا على إظهار
التعالي على الانقسامات
والحساسيات الفصائلية
والفئوية، ورأوا أن خطوتهم
التضامنية مع النواب المهددين
بالإبعاد ليست دفاعا عن أشخاص
هؤلاء – على أهمية ذلك - بقدر ما
هي دفاع عن القدس وفلسطين التي
يحاول الاحتلال تفريغها من
سكانها وأهلها، فالإبعاد إن طال
النواب اليوم سيطال كل مواطن
مقدسي غداً إن لم يجر التصدي له
وإسقاط مراميه. وثيقة الرباط المقدسية هي عهد وميثاق
يقطعه المقدسيون على أنفسهم،
بالثبات داخل مدينتهم والصمود
في مواجهة عمليات الإبعاد
والتهجير والتضيق و"التطفيش"،
والذود عن مقدساتهم الإسلامية
منها والمسيحية، وهي شهادة
دامغة على أن الاحتلال مهما فعل
ومهما اتخذ من قرارات لن يخرجهم
من مدينتهم ولن يقتلع جذورهم
منها فلا توجد حياة خارج مدينة
القدس والشهادة على ترابها أفضل
من الخروج منها، هكذا تحدث
الموقعون على الوثيقة للصحافة
ووسائل الإعلام، وبهذا هتفت
حناجرهم في تظاهرة التضامن مع
المهددين بالإبعاد بعد صلاة
الجمعة الفائتة. إنها دعوة مقدسية مفتوحة لكل الفلسطينين،
سلطة ومقاومة، فصائل ومؤسسات
وأفراد، للمقاومة الشعبية
والسلمية، لدحر مرامي الاحتلال
وقطع الطريق على أهدافه، إنها
دعوة للسلطة لتعميم نموذج نعلين
وبلعين إلى القدس المحتلة،
عاصمة الدولة العتيدة، وهل من
بقعة في فلسطين أولى من القدس
بأن نقطة انطلاق أوسع شرارات
المقاومة الشعبية للاستيطان
والإبعاد والتهجير والاقتلاع،
هل لدى الفلسطين قضية أهم من
قضية من القدس لتكون عنوانا
لوحدتهم وتوحدهم. إن مبادرة "المقادسة" بإطلاق وثيقة
الرباط المباركة، هي التعبير عن
مخاوف أهل المدينة من ضياع
مدينتهم في حمأة الانقسام
والانشغال الفلسطيني، هي
التعبير عن إحساس أهل القدس
وسكانها بأنهم عبء الدفاع عن
المدينة يقع على كاهلهم قبل
غيرهم، وأنهم هم أهل الرباط
بانتظار أن يهب شعبهم لنجدتهم
وأن تهب الأمة بأسرها لمد يد
العون والإسناد في مواجهة عدو
متغطرس وطامع. كل مقدسي يشعر في صميم وجدانه، بأنه
مستهدف شخصيا في بيته وأهله
وحيه ومدينته ومسجده وكنيسته...كل
مقدسي يشعر أنه يبيت ليلته
الأخيرة بين أهله وزوجه وأبنائه
وصحبه وجيرانه...كل مقدسي يشعر
أنه غير آمن على ماله وعياله
ونفسه وعرضه وأرضه...كل مقدسي
يشعر أن ثمة من يحصي عليه أنفاسه
ويرصد سكانته وخلجاته...كل مقدسي
يشعر بأنه سيؤكل يوم أٌكل الثور
الأبيض...لذا فإن كل مقدسي يبيت
وتحت وسادته حجرٌ ليقذفه في وجه
المحتل والمغتصب. فتحية لأهل القدس، أهل الرباط والصمود في
أقدس بقعة وأطهر أرض...تحية
للمرابطين في المسجد الأقصى وما
حوله...تحية للعشائر والحمائل
والوجهاء الذائدين بأجسادهم
العارية عن "بيت المقدس
وأكناف بيت المقدس"...وطوبى
لصانعي مجد القدس وسلامها،
لأنهم أبناء الله يدعون. ============================ استقالة "ماكريستال":
إنهم يجرون أذيال الخيبة كما
جرها السوفييت. أ.د. ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي مصري استقال الأربعاء 23/6/2010، قائد القوات
الأمريكية و قوات حلف شمال
الأطلسي (ناتو) في أفغانستان
وباكستان، الجنرال ستانلي
ماكريستال، بسبب مقال في مجلة «رولينج
ستون» أظهر فيه استياءه إزاء
مخاوف مسئولين أمريكيين بارزين
بشأن جهود الحرب المستمرة. وكان ماكريستال قدم اعتذاره لأوباما، وقال في بيان: إن المقال المنشور في إحدى الصحف والذي تضمن هذه الانتقادات «خطأ ويفتقر إلى التقييم الدقيق» وأنه يكن عظيم احترامه لإدارة الرئيس أوباما وأن ما جاء في المقال بعيد عن مبادئه .قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء إن أكبر قادته في أفغانستان أظهر "حكما سيئا" بخروجه بتصريحات انتقاديه ضد الإدارة، قد تجبره على تقديم استقالته. وقال اوباما امام الصحافيين في حديقة البيت الأبيض بخصوص ماكريستال ان سلوكه مثلما ظهر في مقالة نشرت مؤخرا لا ينسجم مع المعايير المطلوبة من جنرال لكنه اشاد بمسيرة الضابط وأكد انه لم يقله بسبب اهانات شخصية، وأضاف إنه وافق على استقالة الجنرال ماكريستال بأسف لكنه شدد على ضرورة وحدة الجهود من قبل فريقه بخصوص أفغانستان. هذا وقد عين "اوباما" الجنرال "ديفيد بترايوس" قائدا جديدا للقوات الدولية في أفغانستان، كما أكد أن تعيين بترايوس مكان ماكريستال لا يعني تغييرا في الإستراتيجية على الأرض.
تأكيدا لما جاء
في مقال سابق لكاتب هذه السطور
بعنوان: :" كما الهزائم تتراكم..
الانتصارات كذلك"،منشور في
عدد من المواقع الالكترونية،
وبعيدا عن الاتهام بمجافاة
الموضوعية، وعدم قراءة الواقع،
والتحليق مع أوهام وأمنيات.. ثمة
ملاحظات وأسئلة تُطرح تحتاج إلي
أجوبة: - مضي ما يقرب من عقد من الزمان علي احتلال
أمريكي/أطلسي/ عالمي/ عولمي
لأفغانستان وما حولها من
باكستان وقواعد عسكرية
وإمدادات هنا وهناك في قرغيزيا
وغيرها من البلدان المجاورة
الخ، فأين أكاليل النصر،
وأهازيج الفرحة، ونشوة الفوز،
وتوزيع الغنائم، وإعداد
الولائم من التخبط والاستكبار
والاستقالات والانتقادات،
والكُفلة المادية والمعنوية
والبشرية؟. إن الأكفان والنعوش
والأحذية العسكرية تتري
وتتوالي محمولة عائدة بشرف وفخر
إلي بلدانها يبكي ذووها، بينما
لا يبالي أهل الحرب والاحتلال،
والاستغلال والاٌستنزاف بهؤلاء
وأولئك. - يقول أن قراره المتعلق بتغيير القائد في
أفغانستان هو:"تغيير في
الأشخاص وليس تغييرا في السياسة"،
وأنه لا يمكنه المحافظة على «وحدة
الجهود» في الحرب في أفغانستان
من دون إجراء تغيير في القيادة،
مشددا على أنه لن يقبل أي انقسام
بين قادته العسكريين.ويتابع
:"إن أمتنا في حرب، نواجه
قتالا شرسا جدا في أفغانستان".
وهل السياسة منفصلة عن الأشخاص
الذين كانوا من قبل "ملء
السمع والبصر ومشهود بكفاءتهم
الحربية والسياسية"؟؟. ثم
ماذا أثمر عقد من ذات السياسية،
إلا قتل المدنيين العزل من
الشيوخ والنساء والأطفال في
الأفراح والمآتم والساحات،
فضلا عن شيوع المخدرات والإفقار
والفساد؟؟. لكنهم مؤخراً: "
اكتشفوا مناجم معادن بمليارات..". - أين علائم النصر من التنابذ والنقد
والسخرية واللوم المتبادل،
والتصدعات والتشققات البادية
في صفوف هذه الحملة الأمريكية/
الأطلسية؟؟، ومن الذي بقي، ومن
الذي أنسحب يجر أذيال الهزيمة
من نحو عشرات من الدول المشاركة
في الاحتلال، وهم من هم عدة
وعتادا مقابل حروب عصابات
ومقاومة بأبسط أنواع السلاح إلا
من أيمان بأن الأرض لأهلها ولن
يبقي محتل فيها؟؟. - في وقت سجلت "كانبيرا" اعلي خسائر
تتكبدها منذ اجتياح أفغانستان..
أعلن وزير الدفاع الاسترالي في
ذات اليوم الأربعاء 23/6 أن بلاده
قد تسحب جنودها من أفغانستان في
غضون 2-4 سنوات ( ليكن في غضون
عشرة سنوات، حتى تزداد أعداد
قتلاه التي يعترف هو بها، إنها
حروب النفس الطويل، صاحب الرض
ماكث متشبث بحقه ، وعلي المحتل
الغازي/ القلق المتوتر المقتول
أن يرحل).. ثم أين الإيطاليين
والبولنديين والرومانيين
والألمان والكوريين وغيرهم
وخسائرهم وهزيمتهم
وانسحاباتهم؟. - الطريف أن الصور التي يبثونها تُظهر عيد
من الجنود يترجلون كأنهم ناظرين
إلي أشباح هنا وهناك ، لا احد
يواجههم ولا أحد يقاومهم فمتى
يحدث القتل إذن؟. وعندما يتم
الإعلان الرسمي عن مقتل جنود
ونحن نري العشرات من الجنود
السائرين، والمحمولين برا وجوا
يشار إلي أن "جنديا قتل"،
أو "بحد أقصي أربعة جنود"..
ذرا للرماد في العيون"، وهل
يسير جندي في حرب فلاة بمفردة؟.،
مع ذلك يعلن عن مقتل ما يزيد عن
سبعين جنديا خلال هذا الشهر فكم
يا تري العدد الحقيقي شهريا
ومنذ نحو عقد من الزمان؟. - تارة يوضع من يوصفون "ب المتمردين/
الإرهابيين" من طالبان
والحزب الإسلامي وغيرهم علي"
القائمة السوداء المطلوبة لما
يسمي بمجلس الأمن" ثم يحذفون
بعض الأسماء " جزرة لمولاتهم
والتفاوض معهم". وأين القائمة
السوداء لمرتكبي مجزرة أسطول
الحرية، ومجازر غزة وأطفالها
ونسائها والفسفور الأبيض (2008/2009)
و"تقرير جولدستون"، وغيرها
من عشرات المجازر. - هل لمنتصر أن يطلب ويلح ويستغيث بهذه
الدولة أو تلك لتجري "مفاوضات
مع "طالبان وغيرها"؟؟،
بينما يصر الأخير علي شروطه من
خروج المحتل أولا، الذي ما زال
وقائد القوات يقدم استقالته
يأملً «أن يري هذه المهمة تنجح"،
بينما يحذر العملاء من :"أن
الفراغ لن يساعد على تسوية
النزاع الجاري". - أنظر إلي مواقف وأحاديث هؤلاء المنتصرين
من القوات الأمركية وقوات حلف
الأطلسي الناتو والحلفاء
والشركاء والعملاء والأصدقاء
الخ: لفت ماكريستال في مقالة
مجلة رولينغ ستون التي أجراها
الصحافي المستقلّ مايكل
هاستينغز إلى أنه "شعر
بالخيانة من قبل كارل ايكنبري،
سفير الولايات المتحدة في كابول
وجنرال سابق بثلاث نجوم خلال
مناقشة في البيت الأبيض حول
إستراتيجية الحرب العام الماضي.ونُقل
عن أحد مساعدي ماكريستال في
إشارته إلى ريتشارد هولبروك
المبعوث الأميركي الخاص إلى
أفغانستان وباكستان: "قال
القائد بأنّ هولبروك مثل
الحيوان الجريح. كان على دراية
بالشائعات السارية حول إقالته
الأمر الذي جعله خطيراً".وعبّر
ماكريستال ذات مرّة عن سخطه
عندما تلقّى رسالة عبر البريد
الإلكتروني من السيد هولبروك،
وقال: "أوه، ليست رسالة أخرى
من هولبروك. أنا لا أريد حتى
قراءتها". كما ظهر ماكريستال
يسخر من نائب الرئيس جو بايدن
المعروف بشكوكه حول إستراتيجية
الحرب التي ينفّذها ماكريستال.
وقبل أن يستقلّ الطائرة
المتّجهة إلى واشنطن، هاتف
الجنرال سلسلة من كبار
المسئولين، بمن فيهم بايدن
وغيتس وهولبروك لتقديم اعتذاره.
وتردّد أن غيتس كان غاضباً
وقلقاً على الأضرار التي قد
تلحق بإستراتيجية الحرب في
أفغانستان بعد أفعال الجنرال
ماكريستال.وقال غيتس: "إننا
نخوض حرباً ضد القاعدة وحلفائها
المتطرفين الذين يشكّلون
تهديداً مباشراً على كلّ من
الولايات المتحدة وأفغانستان
وأصدقائنا وحلفائنا حول العالم".
وأضاف غيتس:" علينا المضي
قدماً ومتابعة هذه المهمة مع
وحدة الهدف. يقوم قواتنا
وشركائنا في التحالف بتضحيات
استثنائية دفاعاً عن أمننا،
فيقتضي أن ينصبّ تركيزنا الوحيد
على دعمهم والنجاح في أفغانستان
بمنأى عن اضطرابات من هذا
القبيل". "لم يشفع له تاريخه"، هذا هو القائد
المهزوم / المستقيل/ المُقال/
المغضوب عليه: "ستانلي
ماكريستال"... جنرال العمليات
الخاصة. تاريخ الجنرال ماكريستال، الذي أعلن
تعيينه قائداً للقوات
الأميركية في أفغانستان، يحفل
بالعديد من الأمور الهامة، من
أهمها فترة تولّيه قيادة قوات
النخبة، التي حققت نجاحات لافتة
في العراق وأفغانستان. وتولّى
ماكريستال مهمات القائد العام
للعمليات الخاصة المشتركة في
قاعدة فورت براغ في نورث
كارولاينا بين أيلول 2003 وشباط
2006، وعيّن بعدها قائداً
للعمليات الخاصة المشتركة حتى
آب 2008. وبحكم هذين المنصبين،
أشرف ماكريستال على العمليات
الخاصة الأميركية في أفغانستان
والعراق. وتنسب إليه العمليات
المحددة الأهداف، التي أدّت إلى
قتل زعيم تنظيم «القاعدة» في
العراق عام 2006، أبو مصعب
الزرقاوي. كما ينسب إليه وضع
الاستراتيجية المستخدمة للقضاء
على خلايا مدعومة من القاعدة
ومن إيران في العراق في 2007 و2008،
وهي استراتيجية لا تزال سرية.
ويشار إلى أن الوحدات الخاصة
اتهمت في ظل قيادته بارتكاب
تجاوزات بحق معتقلين، ويقال إن
هذه المسألة هي التي أخّرت
تعيينه في منصبه الحالي مدير
أركان الجيوش الأميركية، العام
الماضي. وماكريستال متخرّج في
كلية وست بوينت العسكرية
العريقة، تولّى مناصب قيادية
مهمة تخلّلتها فترات دراسة في
جامعة هارفرد ومجلس الشؤون
الخارجية وكلية البحرية
الحربية. وبدأ في عام 1980 بالعمل في العمليات الخاصة
قائد وحدة خاصة في المجموعة
السابعة للقوات الخاصة، وخلال
حرب الخليج الأولى، أرسل إلى
السعودية ضابطاً في العمليات
العسكرية الخاصة، قبل أن يتولى
في عام 1997 قيادة فوج من قوات
الحرس، ثم كتيبة حرس في 19971999.
وفي 20012002، أثناء الحرب التي
شنّتها الولايات المتحدة على
أفغانستان إثر اعتداءات 11 أيلول
2001، كان رئيس أركان الفيلق
المجوقل الثامن عشر، القوة
الخاصة المشتركة، التي قادت
عملية «الحرية الدائمة» التي
أطاحت نظام «طالبان» في
أفغانستان. وتولّى في الفترة
الممتدة بين 20022003 أيضاً مهمات
نائب مدير عمليات هيئة الأركان
المشتركة، قبل أن يعيّن في آب 2008
مديراً لهيئة الأركان
المشتركة، وهو المنصب الذي لا
يزال يشغله. وباختياره ماكريستال، يراهن غيتس على
خبرته في العمليات الخاصة وعلى
صدقيته بين وحدات الكوماندوس،
التي سيترتّب عليها الحد قدر
الإمكان من الإصابات بين
المدنيين أثناء تنفيذ العمليات.
- أين أوسمة الاستحقاق والجدارة؟؟.. "وغادر
الجنرال ستانلي ماكريستال
البيت الأبيض من دون ان يصدر عن
الرئاسة أي إيضاح فوري بشأن
مصير قائد قوات الحلف الأطلسي
في أفغانستان.وخرج ماكريستال من
الجناح الغربي للبيت الأبيض
واستقل سيارة قاتمة اللون
انطلقت بعيد الساعة 10,20 (14,20 ت غ)
إلى جهة مجهولة". ولم يقل له
أحد .."وداعاً ماك". خلاصة القول: ما تنم عنه استقالة "ماكريستال"،
وخلفياتها البادية للعيان (وما
خفي كان أعظم): إنهم متنابذون
ومتلاومون ومفرقون ومضطربون
ومذعورون وخائبون وعاجزون
ومنهزمون ويجرون أذيال الخيبة
عائدين "بخفي حنين" كما
جرها السوفييت من قبل. فأرض
أفغانستان وباكستان وما حولهما
لأهلها، والحرية لشعوبها
لينعموا بها كما ينعم سائر
الشعوب. إن ما لا يريد أن يدركه هؤلاء المحتلون
وأذنابهم من سابق تجربة احتلال
"الدب السوفيتي" أن الشعب
الأفغاني لا ولن يرضي بالضيم
والذل والاستكانة والاستعباد
شان غيره من الشعوب الحرة
الأبية. لقد صدعوا رؤوسنا إبان
الاحتلال السوفيتي بأن: "الأمريكيين
وغيرهم، هم من ساعد الأفغان علي
التحرر وهزيمة السوفييت، وأن
ذلك أسفر عن وجود القاعة
والطالبان". يبقي السؤال: من
الذي يساعد هؤلاء ألان في
مقاومة استمرت لنحو عشر سنوات
وستستمر ولو لعشرات أخري حتى
هزيمة وخروج المحتل، وعندئذ
ماذا ستسفر عن مواقف وترتيبات
ونتائج مستحقة؟؟. =============================== صبحي غندور* ما الذي يسعى اليه الرئيس الأميركي من
سلسلة دعواته لعدد من زعماء
منطقة الشرق الأوسط لزيارة
واشنطن، وما الجديد لديه ليعرضه
أمام زوّاره العرب
والإسرائيليين؟ أعتقد أنّ إدارة أوباما ستحاول قبل
نوفمبر القادم، وهو موعد
الانتخابات النصفية في أميركا،
التعويض عن عدم القدرة على
إحداث تغيير جذري بالاقتصاد
الأميركي، باللجوء إلى معالجة
أزمات السياسة الخارجية
والقضايا الدولية الشائكة
المعنيّة بها الآن واشنطن. ولدى إدارة أوباما الأسباب الكافية
لتأكيد أولويّة الاهتمام أيضاً
بقضايا السياسة الخارجية.
فالتورّط الأميركي العسكري في
العراق وأفغانستان استنزف
ويستنزف الميزانية الأميركية
إضافةً إلى الخسائر البشرية
والسياسية الناتجة عن هذا
التورّط. طبعاً ستكون الاتفاقية الأمنية مع
الحكومة العراقية بشأن جدولة
انسحاب القوات الأميركية
عنصراً مساعداً لإدارة أوباما
لكي تبني عليه في تنفيذ الوعد
بالخروج من العراق. لكن الأسئلة
التي ستفرض نفسها على الإدارة
الجديدة هي: ماذا بعد الانسحاب
من العراق؟ وما هي ضمانات
الأوضاع السياسية والأمنية
فيه؟ وكيف ستطمئنّ واشنطن إلى
عدم توظيف خصومها الإقليميين
هناك لمرحلة ما بعد الانسحاب؟ هذه التساؤلات ستدفع حتماً إدارة أوباما
إلى عدم الإستمرار في التصعيد
مع إيران وإلى تجديد طلب
المحادثات المباشرة معها حول
العلاقات الثنائية، إضافةً إلى
شبكة مترابطة من الأزمات الأخرى.
فطهران معنيّة أيضاً، إضافة إلى
الموضوع العراقي، بمستقبل
الأوضاع في أفغانستان وفي
تحالفاتها مع أطراف عربية
مقاومة لإسرائيل، فضلاً عن
مستقبل الأمن في عموم منطقة
الخليج العربي. ولا تنطلق إدارة أوباما في تعاملها الآن
مع أزمات الشرق الأوسط من فراغ
سياسي أميركي. فما نصّت عليه
توصيات لجنة بيكر/هاملتون في
العام 2006 هي الأرضية السياسية
لكل التحرّك الأميركي الحاصل في
الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس
أوباما الحكم؛ إن بشأن
المحادثات مع طهران ودمشق، أو
بالجهود التي يقوم بها موفد
الرئيس الأميركي جورج ميتشل من
أجل إحياء المفاوضات
الفلسطينية الإسرائيلية كتمهيد
لتسويات شاملة للصراع العربي/الإسرائيلي
على الجبهات السورية
واللبنانية، ومن خلال مؤتمر
دولي على غرار مؤتمر مدريد
السابق. وهناك جملة مؤشّرات تدلّ على هذا التوجّه
الذي سيحكم مصير التسويات مع
إسرائيل، إذ ليس في الأفق من
إمكانية الآن للاتفاق حول
القضايا النهائية المرتبطة
بحدود الدولة الفلسطينية
وبالقدس وبمصير اللاجئين
والمستوطنات. وقد تجمدّت أيضاً
المفاوضات غير المباشرة بين
إسرائيل وسوريا، في الوقت الذي
انتعش فيه من جديد الحديث عن
المبادرة العربية الشاملة لكل
جوانب الصراع مع إسرائيل، وظهور
مواقف أميركية وأوروبية تصبّ في
فكرة المؤتمر الدولي. فالتطبيع العربي الشامل والكامل مع
إسرائيل مشروط حسب المبادرة
العربية باستعادة الأراضي
المحتلّة عام 1967 وبقيام الدولة
الفلسطينية، لذلك تصبح التسوية
على الجبهة السورية/الإسرائيلية،
وما سيرافقها على الجبهة
اللبنانية من اتفاقات، تعني
شمولية التسويات لكلّ الدول
المحيطة بإسرائيل، ممّا سيسهّل
أميركياً ودولياً بعد ذلك
التعامل مع القضايا الكبرى في
الملف الفلسطيني والتي تعيق
إعلان الدولة الفلسطينية. وقد أجمعت الحكومات العربية في قممها
الأخيرة على المبادرة العربية
للسلام، لكن التوافق الحكومي
العربي على هذه المبادرة كان
توافقاً على الغاية لا على
الأسلوب أيضاً. فكيف يمكن تطبيق
هذه المبادرة، ثمّ ما البديل
عنها أمام رفض إسرائيل لها؟
وهذا ما حدث منذ إطلاق المبادرة
عام 2002 في قمّة بيروت. ولماذا لم
تقرّر الحكومات العربية
إستراتيجية شبيهة بقمّة
الخرطوم عام 1967 التي جمعت بين
قبول القرار 242 وبين
الاستعدادات لعمليات عسكرية
أدّت إلى حرب أكتوبر عام 1973.. أو
أن تتضامن في الحدّ الأدنى كلّ
الحكومات العربية مع حركات
المقاومة للاحتلال الإسرائيلي!. هي كلّها تساؤلات مهمّة لأنّ الاتفاق على
"مبادرة السلام"، دون
التوافق أيضاً على بديلٍ لها،
فتح المنطقة أمام صراعات بين
العرب أنفسهم، ومنح إسرائيل
مزيداً من الفرص الزمنية لتكريس
الاحتلال وبناء المستوطنات
وتهويد القدس. وبغضِّ النظر عن تفاصيل المكان والزمان،
فإنَّ فكرة المؤتمر الدولي
القادم حول الشرق الأوسط أصبحت
المخرج العملي من الأزمة التي
تلفّ عنق الصراع العربي/الإسرائيلي. وسيجد في هذا المؤتمر كلّ طرفٍ من الأطراف
المعنيّة بحضوره، ما يمكن
اعتباره تجاوباً نسبياً مع
طروحاته في هذه المرحلة. وستسوِّق واشنطن فكرة المؤتمر بشكلٍ
مُرضٍ لكلّ طرف، ففكرة المؤتمر
تعني مشاركة الآخرين مع
الولايات المتحدة في رعاية
خطوات التسوية (الأمم المتحدة –
أوروبا – روسيا- دول عربية)،
وواشنطن سوف تقول للعرب إنَّهم
لطالما طالبوا بمشاركة قوى
دولية أخرى وبالأمم المتحدة في
رعاية عملية السلام، والمؤتمر
الدولي يشكّل استجابةً لهذا
المطلب، وبأنّ المؤتمر هو
القادر على التعامل مع مبادرة
القمّة العربية في بيروت. أيضاً، تريد واشنطن من المؤتمر مشاركة
عربية ودولية في تغطية ودعم
القرارات التي قد تأخذها السلطة
الفلسطينية في القضايا الكبرى
المرتبطة بالمسألة الفلسطينية. تريد واشنطن إعادة إحياء اللجان
واللقاءات الإقليمية التي كانت
تحدث بعد مؤتمر عام 1991 في مدريد
من أجل إقامة "علاقات طبيعية"
بين العرب وإسرائيل، وإعادة
الحياة إلى خطوات "التطبيع
العربي" مع إسرائيل بشكلٍ
شامل الآن لكلِّ الدول العربية
اعتماداً على مبادرة السلام
العربية. تريد واشنطن إعلان الاتفاق على قيام "دولة
فلسطينية" لكن ربّما من خلال
أسلوب "الدولة على مراحل"؛
أي البدء في قيام الدولة
الفلسطينية على المناطق
الخاضعة للسلطة الفلسطينية،
ثمَّ توسيع دائرة هذه الدولة
مستقبلاً من خلال المفاوضات مع
إسرائيل.
في محصّلة الأهداف الأميركية المتوقعة من
فكرة المؤتمر الدولي، نجد أنَّ
واشنطن تراهن على مدخلٍ واحد
لولوج باب هذا المؤتمر، هو مدخل
ترتيب "البيت الفلسطيني"
وتأمين "شرعية فلسطينية"
لأي وفد فلسطيني مفاوض. وسيكون
تحقيق هذا الهدف مقترناً لاحقاً
من خلال المؤتمر بخطواتٍ سياسية
واقتصادية وتأمين مساعدات
عاجلة للفلسطينيين، وإنهاء
حصار غزّة، بحيث تكون هذه "المكاسب
الفلسطينية" سبباً أيضاً
لمطالبة كلّ العرب وغير العرب
بإنهاء أيّ دعمٍ سياسي أو مالي
لمن يرغبون باستمرار المقاومة
المسلّحة ضدَّ إسرائيل. إذن، أمام المنطقة العربية استحقاقات
عديدة قادمة في خريف هذا العام،
لكنّها استحقاقات مبنيّة على ما
هو قائم على أرض الواقع من قوًى
ومصالح وصراعات. ولن يكون التحرّك الأميركي الجديد
منطلقاً من مصالح أي دولة أخرى
غير المصلحة الأميركية وما فيها
من تشابك في معظم الأحيان مع
مصالح الدولة الإسرائيلية. فإذا جاءت مواعيد استحقاقات الانسحاب
التدريجي الأميركي من العراق،
وحسم مصير ملف الأزمة مع إيران،
وإعلان صيغة مؤتمر دولي جديد
بشأن الشرق الأوسط، وأمور العرب
على ما هي الآن عليه، فإنّ ذلك
ليس بمؤشّر خير للمنطقة
وقضاياها. فالصراعات ما زالت
قائمة بين الأطراف العربية
الأساسية المعنيّة في كلِّ هذه
الأزمات، ولا يمكن تحقيق مصالح
عربية في ظلِّ انقسامٍ عربي. *مدير "مركز الحوار العربي"
في واشنطن ============================== المواطنة وإشكالية
الولاء للوطن ناجي الغزي مشكلات الوعي الثقافي مشكلة الولاء للوطن من اكثر المشاكل التي
تواجه تطور الدول وتقدمها،
والوطن ليس علاقة عابرة في حياة
المواطن، بل هو مجموعة من
العلاقات الإنسانية والعاطفية
والثقافية والمادية . والمواطنة كمفهوم
أقرته جميع الاديان السماوية
والقوانين الوضعية، وهي صفة
المواطن الذي يتمتع من خلالها
بالحقوق ويلتزم بالواجبات
التي يفرضها عليه انتماءه، وهى
تعبير قانونى عن الوجود السياسى
للوطن والمواطن معاً. والمواطنة
في هذا التعبير تتجلى فى
أرقى صورها بتثبيت حقوقها
السياسية والانسانية
للمواطن كالحرية والمساواة
. ويرتكز مفهوم المواطنة الصالحة على
استيعاب التنوع الثقافي
والسياسي والاجتماعي والديني
للمجتمع في اطار الوطن
الضامن للمواطنة. والثمن
الذي يدفعه العراق في ظل غياب
المواطنة هو
تمزيق وحدة الصف وهدر الطاقات
الابداعية المنتجة والفاعلة،
ومغادرة الخبرات ارض الوطن،
وكذلك ظروف استقرار البلد
الامنية والاقتصادية تكون
بحالة حرجة. ومن المشكلات
الرئيسية التي ادت الى غياب
المواطنة وضعف الولاء للوطن هي :
أولاً: كرامة
المواطن : إذا حظيت بالاحترام،
تكون سبباً في ولائه الى وطنه
وتعمق إحساسه بالانتماء إليه،
وعكس ذلك بضعف
ولائه. ثانيا : الوضع الاقتصادي : لحياة المواطن
متطلبات واحتياجات مادية،
حينما يفتقد ذلك في بلاده فهو
إما أن يعيش الفقر والعوز
والحاجة، وإما أن يغادر وطنه
بحثاً عن لقمة العيش ومتطلبات
الحياة ويذلك يفقد ولائه . ثالثاً: الأمن: جميع الممارسات
والفعاليات
الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية لايمكن تفعيلها في
ظل غياب الامن والامان. وأن
غياب الأمن والأمان وحالة
الفلتان والفوضى الأمنية تخلق
واقعا سلبيا في المجتمع،يؤثر
ذلك جليا على الترابط والتكاتف
وعدم الاستقرار في الوطن مما
يؤدى إلى هجرة رؤوس الأموال
وهجرة الطاقات البشرية المبدعة
والكفاءات إلى خارج الوطن. رابعا: المشاركة السياسية: من اهم المشاكل
السياسية الاستفراد بالسلطة
والقرار والاستهتار بمقدرات
الوطن والمواطنين وإمكاناتهم
العلمية والعملية. والمشاركة
السياسية لكل مكونات المجتمع
تفعل شعور الولاء للوطن. خامسا : غياب الوعي السياسي والاجتماعي
وتبديد الحس الوطني والاستأثار
بالوطن وممتلكاته، وتنفيذ
اجندة خارجية لهدم وحدة الوطن
بايدي ابناءه. سادسا: التدخلات الخارجية : قد تلعب
تدخلات القوى الدولية الخارجية
دوراً في رسم الخارطة السياسية
في المجتمع، مما يؤدي الى توزيع
القوى السياسية بشكل غير عادل
مما يحدث خلل في مشكلة النسيج
الاجتماعي والسياسي مما يساعد
في شرخ الصف الوطني وتهشيم صورة
المواطنة. سابعا: الصراع السياسي : ان الصراعات
مابين القوى السياسية دفعت إلى
تغيير وتشويه روح المواطنة
والولاء للوطن، وقد تكون سببا
رئيسيا وراء التأزم الاجتماعي
والسياسي في المجتمع. ثامنا :الولاءات والامتيازات الضيقة:
هناك ولاءات قائمة على
الامتيازات والمصالح الخاصة،
لا على الحقوق العامة وحكم
القانون، حيث يقوم هذا الاسلوب
على احتكار الحقيقة واحتكار
الوطنية وهدمها، واحتكار جميع
مصادر السلطة والثروة والقوة
بيد فئة معينة. وبهذا الفعل يولد
الاستبداد و يضعف الولاء الوطني
وتنعدم المواطنة. تاسعا: دونية المرأة واضطهادها وهامشيتها
في المجتمع : ان تراخى المجتمع
في التزام المعايير الاجتماعية
والأخلاقية
وتبنى افكار تقليدية متحجرة
مبنية على مفاهيم خاطئة تساهم
على اضطهاد المرأة وتهميشها في
المجتمع من خلال عزلها عن
المشاركة السياسية في
المجتمع،رغم حقها الطبيعي
ومساواتها الانسانية والادمية .
ذلك يساهم في هدم روح المواطنة
وقتل الوطنية لدى شريحة عريضة
ومهمة في المجتمع. ومن اسباب غياب المواطنة هو ضعف ثقة
المواطن بالدولة، وذلك بسبب
غيابها وضعف اداءها في اغلب
مجالات الحياة وعدم امكانيتها
لتوفير الحد الادنى من واجبتها
اتجاه المواطن، وعدم قدرتها على
توفير الامن والامان والخدمات
اليومية والضرورية، و القضاء
على آفة الفساد بانواعه الاداري
والمالي. كل هذا يؤدي الى ضعف
الاحساس بالمواطنة والانتماء
للوطن. وما هو المطلوب عمله؟ المواطنة الحقيقية الصالحة لا تنمو ولا
تنضج إلا
فى بيئة سياسية ديمقراطية
ومزدهرة اقتصاديا، على ان
تتجاوز كل أشكال الاستفراد
بالسلطة والقرار .والقاعدة
الصحيحة التى
تحتضن مفهوم المواطنة فى ظل
مناخ سياسى واجتماعى، هى قاعدة
العدالة والمساواة. فكلما التزم
المجتمع بتلك القيم
ومتطلباتها، أدى ذلك الى بروز
حقائق إيجابية فى طبيعة العلاقة
بين الحاكم والمحكوم وبين
المواطن والوطن. فالمواطنة
الحقيقية لاتمارس التزييف
للواقع بل تعمل على الانفتاح
وتؤمن بالتعددية في الفضاء
الوطني دون التعالى على
التركيبة الثقافية والسياسية
والاجتماعية. وان كل مفردات
الحياة الآمنة والمستقرة
مرهونة بالمواطنة الصالحة
المصانة والمتساوية في المجتمع
بقانون يحفظ للجميع حقوقهم
دون تمييز. اللجوء الى المواطنة والتمسك بالهوية
الوطنية ستضمن علاقة التعايش
السليم في اطار الوطن، بعيد عن
روح المنازعات والصراعات
السياسية والفئؤية والطائفية،
وتزيل المخاوف والمحاذير وتزرع
الثقة بين ابناء الشعب الواحد . إعادة رسم العلاقة بين الدولة والمواطن
على اساس المواطنة، وذلك عن
طريق فعيل دور المواطن بالمجتمع
من خلال تمتعه بحقوقه وواجباته
وشعوره بالانتماء الحقيقي
للوطن دون اي اعتبارات أخرى
حزبية او طائفية او عرقية. نجاح دور
المواطنة في المجتمع العراقي -
هو الخروج من نظام المحاصصة
التي حكمت العملية السياسية،من
خلال التخندقات الطائفية
والحزبية والعرقية . والارتهان
الى الديمقراطية
والعمل الوطني والايمان
بوحدة الوطن وبطاقات ابناءه من
الكفاءات والعقول . ومن متطلبات التعايش السلمي بين مكونات
الشعب العراقي. هو الحاجة إلى
وعي مكثف ونشر ثقافة التعايش
السلمي وتعزيز روح المواطنة بين
ابناء الشعب العراقي، بغيه أن
تختفي من المشهد السياسي
مظاهر العنف ومظاهر
الكراهية للآخرين. مع التأكيد
أن الشعب العراقي
قادر على لملمة جراحة
والنهوض من جديد نحو المستقبل
المشرق. العلاقة والتضامن بين مكونات المجتمع
العراقي تنمي روح المواطنة -
فالعلاقة التكاملية بين أبناء
المجتمع العراقي وارادة تعاظم
الوحدة والتضامن والتكاتف
ومحاربة مسببات التفكك ومساندة
المجتمع المدني في انجاح دوره
في تكريس واحياء روح المواطنة،
والوقوف بحزم بوجه الفرقة
ودعاتها والمتهاونين بالوحدة
الوطنية وروح المواطنة . قابلة
على خلق واقع عراقي مميز يكفل
ديمومة الحياة السياسية
الديمقراطية واستمرارها وذلك
من خلال تنشيط و تفعيل دور
المواطنة وهي:- 1. تطوير مناهج
التعليم من أجل المواطنة وتنمية
روح الانتماء. 2. ترسيخ
وأحياء روح المواطنة ونشر الوعي
الوطني والأخلاق الفاضلة بين
مكونات المجتمع. 3. غرس روح
المواطنة في الوسط الشبابي من
خلال احياء التراث الثقافي
العراقي. 4. نشر ثقافة
التسامح والمحبة بين الطوائف
والأديان وتعزيز المواطنة
الصالحة والاستغلال الأمثل
للحريات العامة. 5. محاربة
الفساد المالي والاداري من أجل
النهوض بالمشروع الوطني . 6. تبني رؤية
مدنية حديثة يُنظر من خلالها
للفرد من حيث كونه مواطنًا
وإنسانًا في المجتمع. 7. رفع روح
المواطنة الكاملة من خلال
المشاركة السياسية في صناعة
القرار وتفعيل الرقابة من قبل
المواطن ومؤسسات المجتمع
المدني. 8. رفع مكانة
المراة من خلال مشاركتها في
الحياة العملية والسياسية . 9. الايمان
بالتداول السلمي للسلطة
ومحاربة كل رموز الدكتاتوريات
وجميع مظاهر الاستبداد
والولاءات الغير وطنية. 10. المطالبة الجماهيرية الواسعة لتفعيل
دور التكنوقراط السياسي والنخب
الاكاديمية الواعية في قيادة
مؤسسات الدولة، من أجل تنفيذ
خدمات مهنية متميزة. هذه الرؤية يمكن تفعليها من خلال تأسيس
نواة وطنية لاحياء روح المواطنة
بين ابناء الشعب العراقي، وتأخذ
على عاتقها نشر وتوعية ابناء
الشعب العراقي داخل وخارج
العراق من خلال تبني مشروع
المواطنة كنقطة التقاء جميع
مكونات الشعب العراقي بكل
اطيافه بغض النظر عن انتماءاتهم
الدينية والقومية . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |