-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 06/07/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ستبقى الثورة

الدكتور عادل رضا

توفي المرجع الإسلامي الكبير السيد محمد حسين فضل الله , توفي جسدا  مخلفا ورائه هذا التراث الثقافي الكبير الذي يحتوي كتب حركية و ثقافية و روحانية و دعوية و اجتماعية و سياسية و موسوعات فقهية و تفاسير حركية ثورية للقران الكريم أنطلق مع القران ليستنبط منه نظريات الحراك السياسي و الاجتماعي لمن يريد أن يتحرك مع الإسلام علي أرض الواقع بعيدا عن أسطورة هنا و خرافة هناك و ارتزاق للدين هنالك .

و كتب تقرأ التاريخ لا لكي يعيش مع التاريخ بل لكي ينطلق من التاريخ إلي المستقبل لكي يصنع الحاضر و لكي يزيل شوائب التاريخ عن التاريخ.

و توفي السيد جسدا بعد أن أسس من المؤسسات الاجتماعية الكثير......الكثير التي من خلالها حمي  المظلوم و نصر المستضعف و أمن الحياة لمن تركتهم الدولة لكي يواجهوا مصيرهم المجهول , فكان السيد فضل الله بفكره الحركي المؤسساتي الحاضن لمشاكل هؤلاء من خلال مؤسسات أسست علي المال الشرعي  تحرك معها السيد فضل الله لتحريك أموال الخمس الشرعية ليبني المؤسسات و المرافق التي تعبر عن الفكر الحركي الإسلامي عندما يتحرك علي الواقع فيخلق جيلا ثائرا علي الظلم في كل مكان و يحمي جيلا أخر من الضياع في مكان أخر.

و ليثبت للعالم أن الإسلام الحقيقي هو نظرية و تطبيق و هو شعار يتحرك من خلال تطبيق النظرية الإسلامية علي الواقع من خلال المؤسسة.

و ليقول للعالم أن الإسلام ليس الخرافة و ليس الدجل و ليس الأسطورة أن الإسلام هو الشعار و النظرية و التطبيق.

أن تكون مسلما هو أن تكون رجل الحوار و إن تكون ممن يفكرون بتجرد بعيدا عن موروث اجتماعي أو موروث ثقافي أن الإسلام كما تعلمناه من السيد فضل الله هو الحوار للوصول إلي الحقيقة فالحقيقة بنت الحوار.

لا مقدس في الحوار و ليس هناك سؤال سخيف أو سؤال تافه.

أبو الأيتام هذا هو لقب السيد الجليل فضل الله, كم من الألوف حماهم السيد من الضياع, كم من المعوقين الذين أهملتهم الدولة رعاهم السيد بمؤسساته الشرعية التي خلق معها دورة لرأس المال تدوم و تعمر و تبني و تخلق الإنسان الواعي.

و أنطلق السيد فضل الله لحراكه السياسي ليؤسس الحركة الإسلامية في العراق مع رفيقيه الشهيدين محمد صادق الصدر و محمد باقر الصدر و ليتحركوا من أجل أسلام حركي يكون معه الإنسان يعيش دينه بحجم العالم و ليكون ذلك الإنسان الاممي الكوني الذي يحمل هم الفرد و المجتمع و يكون معه الإسلام تلك النظرية العالمية الصانعة للسعادة.

و كانت أنتقالة السيد فضل الله إلي أرض لبنان لينطلق مع جيل أسسه و رباه و رعاه ليكون هذا الجيل نواة قيادات و قاعدة المقاومة الإسلامية في لبنان التي صنعت الانتصار و خلقت العزة و أذاقت العدو الصهيوني الذل المر.

حاولوا مع السيد فضل الله أن يغتالوه جسديا فكانت المحاولات الكثيرة المعلن عنها و غير المعلن ,  و عندما فشل السقطة من القوم من اغتيال الجسد لتتوقف الحركة , حاولوا  اغتياله فكريا بإثارة الغبار من هنا و هناك , باتهامات واهية و تافهة سقطت مع صمود الفكر الاسلامي الحركي أمام حملات الإسقاط و التشويه و الإثارة التي حاولت إسقاط الفكر بعد أن فشلت في إسقاط الحركة عن طريق اغتيال المؤسس.

حراك اجتماعي و سياسي و ثقافي أنطلق معه السيد منذ أن بدأ يتحرك علي الساحة و ألان توقف القلب الكبير عن الخفقان و لكن الحركة العالمية الدولية الاممية التي أسسها علي مدي أكثر من خمسين عاما ها هي تحقق الانتصار في لبنان و ها هي تتقدم في مواقعها علي أكثر من بلد و موقع و ها هو فكر السيد يؤثر في هذا و ذاك ممن يريدون فكر إسلاميا حركيا واقعيا يعيشون معه التدين و لا يناقضون معه حركة التاريخ و عيش الحاضر و صناعة المستقبل.

لقد عاش السيد فضل الله مع الإسلام ليجعل منه النظرية العالمية التي تصنع السعادة للفرد و المجتمع و ليخرج نظرية الإسلام من الخرافة و الخزعبلات و الأساطير إلي الواقع و الحقيقة و إلي جو التطبيق العملي علي أرض الواقع.

لقد عاش السيد فضل الله للإسلام و مات و لا يحمل في قلبه ألا هم الإسلام.

لقد كان السيد يطبق أفكاره و يتحرك بكل ما أوتي له من القدرة من خلال جميع مواقع القوة المتاحة لديه و في كل مرة يوقفه المرض ينتصر السيد علي المرض و يعود إلي أحبابه ليقول لهم:

فلنبدأ من جديد.

و لكن المرض أنتصر علي فضل الله الجسد , و لكن يبقي فضل الله الفكر و فضل الله الثقافة و فضل الله الثورة الإسلامية العالمية باقية كشعلة تضي الصدور لتكتمل بها حرارة الإيمان لتخلق الحركة الصانعة للتغيير المطلوب.

رحل الجسد و ستبقي الثورة الإسلامية......

رحم الله أبانا و معلمنا و أستاذنا و ملهمنا و مرجعنا و قائدنا

رحم الله السيد  محمد حسين فضل الله و إنا لله و إنا إليه لراجعون.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ