-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العنب
وبلا الناطور سوسن
البرغوتي بعد تجييش المشاعر
وتعبئتها، وأن سفينة أمل هي
الأمل العربي في تحدي أوامر
الاحتلال الصهيوني- على أقل
تقدير-، وبعد متابعة كل
التصريحات الصادرة عن القائمين
المشرفين على الرحلة، وصلنا إلى
نهايتها بالعريش، كما طالب
الصهاينة وشددوا على ما طالبوا
به ما قبل الإبحار، فإما أن
تنصاع السفينة وترسو في ميناء
"أسدود" المحتل وإما
العريش، ليتم نقل الحمولات إلى
القطاع براً، وبعد تفتيش وتمحيص
بكل ورقة وعلبة، وقد يتم مصادرة
ما لا ترضى عنه (إسرائيل) من
بضائع و"بقدونس ومايونيز". هذه الحركة الإعلامية
الفاشلة، ستفضي إلى إضعاف فكرة
الحملات البحرية لكسر الحصار،
وإظهار العرب بأنهم ليسوا على
قدر التحدي أمام صرامة
الاحتلال، وما زالت تداعياتها
السلبية غير واضحة المعالم. ثمة أمور ملتبسة وأخرى
ملغومة، ومن حق الجميع أن يعلم،
لماذا التشدق واستعراض العضلات
الكلامية، إن لم يكن قائلوها
على قدر العزم والإرادة، وما
دوافع هذا الإصرار، وفجأة تسوق
البوارج الحربية (الإسرائيلية)
سفينة "أمل" إلى العريش،
ألم يتوقعوا هذا وأكثر منه؟،
وما هي الحسابات التي بنوا
عليها فرضية الاستعراضات
الخطابية في عرض البحر؟. أسئلة
وتساؤلات كثيرة، وأهمها ما
الطعم الذي دس أنفه في الحملة،
ومن وراءه؟. يبدو أن فكرة "الأمل"
رسبت باختبار التحدي، ونجحت
بتعرية الموقف العربي الهزيل،
فالهدف من الحملات والقوافل،
ليس البضائع والأدوية و"تخفيف
الحصار"، رغم حاجة شعبنا
الملحة في القطاع، ولكن الهدف
هو فتح ممر بحري، والتخلص من
تبعية النظام المصري، ورفع
الحصار نهائياً، ورفض شروط
المصالحة الممهورة بموافقة
وتوقيع الرباعية. لذلك كله، فإن
العنب بلا ناطور، هو الغاية،
فطالما بقي بيد (إسرائيل)
وحلفائها، التلاعب بمصير
القطاع وتحديد نوعية وكمية
المساعدات الإنسانية، فإن
الناطور سياسياً، هو المتحكم
والمسيطر بالعنب والكرم معاً. إلا أن هذا الدرس الخافت
يجب أن يعيد أبجديات وأولويات
الفلسطينيين، والتعامل مع قضية
التحرير، كرزمة واحدة دون تجزيء
مناطقي، أو تكتيكات ومهادنات،
لن تفضي بنهاية المطاف إلى قيمة
ذي جدوى. وبما أن الجميع يعلمون
ويدركون، أن سلاح القوة هو
الأداة واللغة الوحيدة التي
يفهمها العدو، فما على فصائل
المقاومة، إلا استخدامه، فحصار
غزة وتهويد القدس وابتلاع أراضي
الضفة المحاصرة بـ"المستوطنات"،
وتضييق الخناق على أهلنا في
الداخل المحتل، لترحيلهم أو
الانصياع لولاء (يهودية الدولة)،
سيؤدي إما للانهيار أو
الانفجار، والخيار الثاني هو
الوحيد الذي ينبغي على
المقاومين تبنيه وممارسته،
فبيتنا عارٍ وسقف الإملاءات
اتسع أكثر من المتوقع وسينهار
على رؤوسنا، وفك الحصار عن
الشعب في كل فلسطين، لن يكون إلا
بالتصدي والاشتباك. لقد جزؤوا وقزموا
القضية الفلسطينية إلى حد لا
يصدق ولا ندري التدرج الهابط
إلى أين سيوصل القضية
الفلسطينية، وبات الموضوع الآن
منصباً على الاستنجاد لا من أجل
التحرير والتمسك بالثوابت
الوطنية الأساسية – غير
المحرّفة-، إنما من أجل ملف
محدد، بمن لا يقوى على تقديم أي
خطوة فاعلة، أو لا يريد أن يقدم،
وإن فعل، شاهدناه مرتجفاً..
متراجعاً ومنصاعاً للاحتلال
وحلفائه، فضلاً عن المصطلحات
ضيقة الأفق، التي حلت بدل
المقاومة والتحرير، فصارت
القضية هي المفاوضات، مباحثات
التقارب، تبادل أراضي وسكاني،
الانتخابات، المصالحة، الدعم
الإنساني، والديمقراطية تحت
حراب الاحتلال.. ثم عقدة الدولة،
وطرقها الالتفافية الشاذة، وكل
ما سبق مطعون فيه، ما دامت
فلسطين محتلة. فقضيتنا يا سادة، قضية
سياسية بامتياز، وتحرير الأرض
من الاحتلال الاستعماري
التوسعي والاستيطاني،
والإلغائي لوجود وحقوق الشعب
الفلسطيني على كامل أرضه، وليست
ورقة تترنح حسب مصالح وحسابات
إقليمية ودولية. نعم لرفع
الحصار، بهدف تحرير جزء عزيز من
أرضنا، ويبقى تحرير فلسطين كلها
على رأس العناوين دائماً. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |