-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الجياد
الخاسرة لا تصهل دائما بقلم
/ عائد الطيب من المؤكد أننا لم نصل
بعد لمرحلة القدرة على بناء
رؤية و ثقافة استغلال أدواتنا
بما يعود بالنفع و الخير على
قضيتنا الفلسطينية على الرغم
لامتلاكنا أدوات كثيرة و بقدر
من الحكمة نستطيع الخروج بمكاسب
هائلة إلا أننا نغمض الأعين
ونصم الآذان و نصر على أدائنا
الذي يفتقر إلى القدرة على دفع و
توحيد جهودنا لنشكل حائطا صلبا
يخوض المواجهة من العدو
الصهيوني بما يكفل إيقاع
الخسائر به و إفشال كافة
مخططاته ,,, و
بات قدر على شعبنا الفلسطيني أن
يتحمل و يصبر و يتطلع لنتائج
يتمخض عنها واقع يصطنعه الآخرون
لنا , فقرارنا الفلسطيني أصبح
مرتهنا بالأجندات و التشابكات و
التحالفات الإقليمية والدولية
بغض النظر عن المصلحة العليا
للشعب الفلسطيني . و المتابع لمجريات
الأمور يجد أن الأهداف
الفلسطينية المعلنة و الغير
معلنة أصبح سقفها يكاد يلامس
الأرض و للأسف فإن هذا السقف
أيضا في تراجع ومع دوام هذه
الحالة قد نصل لمرحلة الصفر في
طرح مطالبنا و تقتصر على توافه
الأمور ,, و بات الشغل الشاغل -
للأسف هناك طرفان فلسطينيين -
ففي طرف تدور تساؤلات أو سمها
رهانات نصفها بأنها صغيرة و
تنحصر في هل
نذهب إلى مفاوضات غير مباشرة أم
مباشرة ؟ هل هناك ضمانات
أمريكية ؟ هل سيتم تمديد تجميد
اغتصاب الأراضي الفلسطينية؟
و الطرف الفلسطيني الآخر كيف
نكسر الحصار ؟ كيف نكسب تعاطف
العالم ؟ كيف نستقبل الوفود
القادمة ؟ أهداف تدق ناقوس الخطر و
تدلل على المدى الذي أصبح
التراجع فيه خطرا و يقترب من
الكارثة التي تقارب النكبة في
تأثيرا على قضيتنا الفلسطينية
و رهانات أقل ما يوصف بأنها
خاسرة ,,, فالرهان على الجياد
الخاسرة لا يأتي بنصر أو فوز و
هو كمثل الحرث في البحر وفيه نوع
من التضليل للنفس قبل الشعب ,
رهانات صغيرة يضيع معها الرهان
الأكبر والأعظم
في تحرير كامل التراب
الفلسطيني و حفظ الهوية
الإسلامية للقدس و الأقصى
والخليل وعكا و صفد و يافا و
حيفا و كل تراب فلسطين . الإنسان الفلسطيني قدم
الكثير وما زال يقدم ويضحي و
يعطي ويواجه حصارا ظالما و
هجمات صهيونية متوالية و معاناة
يومية و معيشة شاقة و لكنه يحتمل
كل هذا في انتظار أمل أن يعي
الجميع أن القضية ليست مجرد
مفاوضات أو حصار و انتهى ,,,
القضية هوية و ملامح تكاد تذوب و
تتلاشي ,, القضية خارطة يتم
تحريفها وتزويرها لتكتسب
الملامح الصهيونية ,,, القضية
عظيمة و سامية وتستوجب رجال ذوي
همم عالية وعزائم أعلى و إيمان
أعمق و انتماء أصيل . نتمنى جميعا أن نفهم ما
الداعي إلى عدم تحقيق المصالحة
حتى هذه اللحظة و تعميق
الانقسام بحيث أصبح كل طرف يفكر
بأسلوب و طريقة توحي بأنهما لا
ينتميان لأرض واحدة و تاريخ
واحد و دم واحد ؟ أهي الأجندات
الخارجية والمصالح الحزبية
الضيقة ؟ أم هناك أسباب أخرى لا
يدري عنها شيئا ؟ إن المصالحة و
التوحد ليست خيارا يلوكه
المحللين السياسيين أو مادة
لندوات و ورشات عمل ومؤتمرات
تعقد ,, إن المصالحة ليست ورقة
ضغط لأي طرف بل هي حق أصيل و جزء
من رد الجميل و حماية الشعب و
صيانة دماء الشهداء و حفظ
الهوية الإسلامية الفلسطينية . إننا
لا نفهم مبررات أي طرف في إعاقة
المصالحة و الآلة الصهيونية
العسكرية و السياسية و الأمنية
تدور بأقصى درجات التشغيل لكسب
المزيد من المنجزات على حساب
فلسطيننا ,,, لا نفهم أن يعاني
الشعب و تستمر معاناته و يأتي من
يستثمر هذه المعاناة لترسيخ
أهدافه و تبرير مواقفه السياسة
الحزبية ,, إن المعانة يجب أن
ترفع عن كاهل الإنسان الفلسطيني
ليستمر في أداء رسالته في
مواصلة مسيرة الدماء و الصمود
في وجه العدو الصهيوني . يجب علينا اكتساب ثقافة
الرهان على الجياد الرابحة ,,
تلك الجياد التي تصهل بقوة و عزة
و شموخ لتخرس كل المساومين و
المتخاذلين ,,, لننتقل إلى مرحلة
الرهانات الأصيلة و بناء ونبني
فكر المقاومة قولا و عملا بما
يكفل تجاوز كافة الصغائر و
التوحد لحمل الأمانة و التقدم
دوما نحو المواجهة مع النفس و
تقييم الذات و إصلاحها لتكون
أهلا لحمل الأمانة ووصية
الشهداء و صون هوية الأرض و
ملامح الخارطة . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |