-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حول
شعار " الاسلام هو الحل"!! "3" نوال
السباعي حركات ذات
ثقل ضخم بخطوات صغيرة محددة **تخطيء
الحركات الإسلامية – كغيرها من
حركات الإصلاح في المنطقة -
مرتين إن هي اعتقدت أنها تتمتع
بالدعم الشعبي لمجرد رفعها
شعارات إسلامية تدغدغ بها عوطف
الناس والشباب منهم بشكل خاص ،
مرة لأن الشارع في المنطقة
العربية ينتمي إلى الإسلام
حضارة ويؤمن بالإسلام دينا
ويوقن بأنه لاخلاص إلا بالعودة
إلى المنظومة الإسلامية
الأخلاقية في السلوك والمجتمع
والحكم ، ولكنه لايثق في أية
جماعة تبدو وكأنها اختطفت
الإسلام لتجعل منه راية لثورات
مسلحة الهدف منها تغيير الأنظمة
الحاكمة ، أو شعارات حزبية
سياسية بأهداف توحي بأن هذه
الحركة أو تلك يمكنها أن تحل
مشاكل الوطن والمواطن عن طريق
رفع هذه الشعارات، وتخطيء مرة
ثانية لأن المواطن العادي في
المنطقة العربية يتمتع بقدر من
الوعي السياسي يمكنه من فهم
ملابسات اللعبة السياسية
المعاصرة في المنطقة ، ولايود
هذا المواطن أن يرى اسم "الاسلام"
ملوثا بالدم أو بالسياسة
المقترنة في أذهان الجميع
بالفساد والعمالة والتبعية . هذه النقطة
الخاصة بنمط تفكير
الشارع في المنطقة العربية
لاعلاقة لها بكون الإسلام "دين
ودولة " ، وبأنه عقيدة وشريعة
وعبادات ومعاملات ، لكن مفهوم
الحاكمية الذي ظهر قبل ستين
عاما في المنطقة العربية وأُسيء
فهمه وتأويله في ظل قمع الأنظمة
الحاكمة الوحشي للحركات
الإسلامية في باكورة
انطلاقاتها بشكلها الحديث ، شجع
على جرّ "الإسلام" إلى
ساحات حروب طويلة مع هذه
الأنظمة الدموية التي تحكم
المنطقة العربية منذ انهيار
الخلافة ، ولم تستفد الحركة
الإسلامية شيئا ذا بال -على
المستوى السياسي أو الاجتماعي -
من ركوبها موجات التكفير
والتفجير والتدمير ، لسبب بسيط
جدا هو أن المنطقة كانت ومازالت
أولا بحاجة ماسة إلى موجة من
إعادة التعمير وإعادة الإيمان ،
إعادة بناء الوطن ومؤسساته
الدستورية وهياكله الاجتماعية
، وإعادة الإيمان إلى نفوس
الناس بربهم بحضارتهم بأنفسهم ،
بقدرتهم على النمو والاستمرار
والثبات والصمود والتحدي ،
وثانيا لقد كان الهمّ القومي
الأول في المنطقة محاربة العدو
المستوطن المتغول في فلسطين ،
وقد أدت هذه الصراعات الدموية
الداخلية بين الأنظمة والحركات
الاسلامية المسلحة إلى أمرين
أولهما الانشغال عن هذه المعركة
المصيرية ، وثانيهما انتشار
موجة عارمة من تبادل الاتهامات
بالعمالة للأجنبي والتعاون مع
المحتل والرضوخ لإرادته ، الشيء
الذي لم يكن بهتانا كله ، خاصة
فيم تعلق بالأنظمة!.. أنظمة لجأت
إلى لجم وسحق شعوبها بالاجتثاث
والتشويه والإقصاء والتعذيب
والقتل والتجريد من الحرية
والكرامة ، عامدة متعمدة وهي
التي امتلكت وسيطرت واستبدت
واستأثرت وخلال نصف قرن بسطوة
الإعلام وسلطة السلاح ومفاتيح
التربية والتوجيه!!. **من جهة
ثانية ، لقد كانت الحركة
الاسلامية على درجة كبيرة من
الشعور بالمسؤولية حملها على
إعادة النظر بكل جرأة وصدق وإجراء
مراجعات كبيرة وشاملة في
توجهاتها السياسية والاجتماعية
والتنظيمية ، لكنها وقفت عاجزة
أو مترددة أمام فتح ملفات
المراجعات الفكرية والأخلاقية
والمرجعية. لقد
قامت الحركات الإسلامية ليس في
المنطقة العربية فحسب ، بل في
طول العالم وعرضه ، بإعادة
النظر في قضايا حساسة وهامة ،
كالجهاد ، وقضية المرأة ،
والمشاركة السياسية، ولكنها
وقف عاجزة أومتخبطة أو مترددة
أمام نقاشات شديدة
الحساسية داخل هذه العناوين
الكبرى التي جرت مراجعتها ،
كمكافحة الأعداء الغزاة
والمستوطنين بين الكفاح المسلح
والطرق السلمية
. وترسيخ مفهوم ثابت واضح عام
مؤصل شرعا لمفهوم الجهاد
باعتباره أحد أعمدة الحياة
الإسلامية ، بكل ماتعني هذه
الكلمة من "بذل الجهد وأقصاه
لإحقاق الحق ورد الباطل وتبليغ
كلمة الله ، حسب الزمان والمكان
والإنسان ، بهدف سعادة الإنسان
وخلاصه" . وكإعادة بناء
الصياغة الحضارية للرؤية
الإسلامية للمرأة المسلمة في
بنية المجتمعات وعقول الأجيال
في المنطقة العربية ، وهذا
يختلف جذريا عن الحديث المتواصل
عن دور المرأة المسلمة ،
وانتداب هذه السيدة أو تلك ليكن
ناطقات رسميات أو مسؤولات عن
هذه الحركة أو تلك الجماعة هنا
وهناك!. وكإعادة النظر في قضية
التربية ، التربية الفردية
والاجتماعية ، مفهومها
وماهيتها ، بالاستناد إلى
النظريات الحديثة لتربية
الإنسان والمجتمع ، وترسيخ
الجدليات الأخلاقية في أساس
بنائهما ، والتخلص من الشقاق
بين العقيدة والأخلاق ، وبين
العبادات والمعاملات في حياتنا
"الإسلامية" المعاصرة ،
وفهم الدورالخطير والمغيب في
هذه القضية للثلاثي ( المسجد.
المدرسة.وسائل الإعلام). بعد مرور قرن
على نشوء الحركات الإسلامية
بشكلها الحديث نجد أنفسنا أمام
تحديات جديدة وضرورية لهذه
الحركة، بعيدا عن خوض المعارك
السياسية تحت شعارات ضخمة تؤدي
المعنى الشمولي العابر للقرون
ولاتفي بالغرض الآني المرحلي ،
لأن هذه هي المعركة الحقيقية
التي يجب أن تدخلها، معركة
البناء والتعمير لا التفجير
والتدمير ، معارك الحياة في
سبيل الله لا مهاوي "الانتحار"
"في سبيل الله" في المكان
الخطأ والزمان الخطأ!! . حركات
ذات ثقل اجتماعي كبير جدا ينبغي
عليها أن تبدأ العمل على محاور
قليلة محددة بالغة الخطورة
ولكنها لاتمسّ بالأنظمة ولاتزج
بشبابها في أتون الثورات
الحمقاء ، دون إعداد فكري
ولاأخلاقي ولامادي ، ودون معرفة
بأرض المعركة ولاطبيعة العدو
ولاأبعاد الحرب!، ودون دعم
جماهيري ، لايمكن أن تستمده إلا
من خوضها مجالات العمل
الاجتماعي لخدمة الاسلام عن
طريق المساهمة ببناء المجتمع
وإنقاذ الإنسان من بؤسه وشقائه..
وهذا هو الرهان الذي تمتحن به
الحركة الإسلامية اليوم في
المملكة المغربية والتي سبقت
الحركات الإسلامية في المنطقة
العربية في التقدم خطوات واسعة
في فهم الواقع والتنظير
للمستقبل ، وكذلك بعض الحركات
الإسلامية النسائية في بلاد
الشام ، وبعض التوجهات في
الحركة الإسلامية الكويتية،
ومعظم الحركات الإسلامية
العاملة في الغرب بعد تفجيرات
نيويورك ومدريد ولندن . إنها
بمثابة أحزاب صغيرة تبحث عن
أهداف ضخمة محددة جدا لخدمة
المجتمع :* كتقديم دراسات بحثية
علمية فقهية واسعة النطاق
مدعومة بالدراسات الاجتماعية
والنفسية لتغيير قوانين
الأحوال الشخصية ، *وكالدعوة
إلى توحيد هذه القوانين في
مختلف دول المنطقة ،* قيادة
حملات إعلانية هائلة مدعومة
بحلقات البحث والنقاش
الجماهيري تستند إلى آراء كبار
الفقهاء حول إصلاح وضع المرأة
المسلمة في المجتمعات في
المنطقة العربية ، وإنصافها
ومنحها حقوقها الإسلامية
المسلوبة منها ،* حملات مشابهة
حول معاملة الأطفال وحمايتهم
ورعايتهم وتوجيه الأسرة
والمدرسة والمسجد ووسائل
الإعلام إلى اتباع أنجع الوسائل
لتربية أجيال معافاة تعرف معنى
الكرامة والحرية ، كما حقوقها
وواجباتها ، * التأسيس لنشر فكر
العمل التطوعي بين الشباب في
منطقة 75% من سكانها يعانون من
أمية ثلاثية الأبعاد ، في اللغة
، والدين، والتأهيل ، * إعادة
توعية الشباب لقيادة حركة
اجتماعية الهدف منها استصلاح
الأراضي الزراعية الهائلة في
المنطقة ، وإعادة ثقافة "في
العمل شرف الإنسان..وفي الزراعة
مستقبل الوطن". لعل إمعان
النظر في التجربة التركية
والماليزية يمنح الحركة
الاسلامية في المنطقة العربية
بعض الأوكسجين الذي تحتاجه
لتتنفس تحت طغيان مياه الغرق في
التخلف الإنساني والفكري
والأخلاقي ، وقد آن الأوان في
زمن المراجعات الكبيرة
والخطيرة هذا الذي نعيش ، لكي
نشمر عن ساعد الجد لإحداث
علامات فارقة في مجال الأهداف
الصغيرة – والكثيرة- التي تبنى
على أساسها الأمم ، وقطعا لم يكن
الوصول إلى الحكم واحدا منها!..
بل لقد كان ودائما أحد أسباب
الدمار الكبير الذي أصابنا في
ظل انصرافنا إلى البحث عن الحل
الأسهل للتغيير !. -يتبع- ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |