ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 01/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

غياب الفكر وذوبان الهوية

بقلم / عائد الطيب

من المتعارف عليه أن الأهداف لا توضع جزافا و لا اعتباطا , فالأهداف يجب أن تأتي تتويجا لفكر راسخ بحيث تعبر بشكل واضح عن هذا الفكر الذي يشكل تكامل وتمازج مع هذه الأهداف , إن وضع الأهداف لا يستطيع أن يصبح غاية في حد ذاته فهناك معايير و قيم لوضعها و هذه المعايير و القيم تكون خاضعة بشكل كامل للفكر أو النهج سيان , فلا معنى لأهداف لا تعبر عن الفكر لأنها في هذه الحالة تصبح مجرد شعارات و نوع من التضليل يؤدي إلى فقدان الاتجاهات و التخبط في تيه لا مخرج منه و كلما ازداد التوغل فيه كلما فقدت الهوية بعضا من ملامحها .

 

إن الفكر هو الأساس و هو المحرك المركزي لأي أهداف كونه يحدد نوعية الأهداف و مدى علوها إضافة إلى تحديد  الأدوات و السبل الكفيلة بتحديد الاتجاهات السليمة وصولا للأهداف , إن الفكر هو المحدد الرئيسي للهوية و الشخصية وهو الذي يرسم الملامح و يضفي عليها كل الصفات اللازمة لتكون أهلا لتحمل المسئولية الضامنة للمضي قدما في الدرب الذي يصل إلى بر الأمان و لذلك يجب أن يكون هذا الفكر نقيا لا تشوبه شائبة وصادقا و طاهرا لا يعرف المداهنة و لا النفاق ليكون ضمانا لما يتمخض عنه أن يكون صادقا و طاهرا وواقعيا كالأهداف و الوسائل و الأدوات.

 

إننا نعي تماما أن الصراع مع العدو الصهيوني لن يحسم إلا بتبني فكر ونهج قادران على تغيير المعادلة و يملكان التأثير الذي من شأنه تحقيق النصر, و نعي كذلك أن غياب الفكر السليم هو المسئول بشكل كامل عن الحالة المتردية التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية و التي كل يوم هي في تراجع – بعيدا عن التصريحات الإعلامية – وكل لحظة تشكل تراجعا في أهدافنا وسقف توقعاتنا و ننتقل من حالة متردية إلى حالة أخرى أكثر تردي , فمن بداية الصراع و اغتصاب فلسطين كنا نطالب بالأرض التي اغتصبت في العام 1948م  و لأننا بالفعل لم نمتلك الفكر الكفيل بتحقيق ذلك الهدف واعتمدنا على الشعار و نسينا أن الشعار مجرد معبر عن الهدف الحقيقي ليصبح الشعار أداة و هدف في حد ذاته مما أدى بنا الانتقال إلي تردي آخر و انتقل العدو إلى اغتصاب المزيد من الأرض ليصبح هدفنا المطالبة بالأرض التي اغتصبت في العام 1967م و لكن للأسف نستمر في إعادة أخطائنا ليكون تردي آخر و آخر حتى وصلنا إلى مرحلة أن يكون  سقف أهدافنا ومطالبنا توفير الكهرباء و فتح المعابر و ما شابه ليكون السؤال الأكبر أهذه الأهداف الصغيرة ثمن لكل دماء الشهداء و آلام الأسرى و معاناة شعب بأكمله وتشريده لأكثر من ستة عقود من الزمن ؟؟؟ .

 

يجب مراجعة النفس و حسابها على هذا التقصير و يجب أن يقف الجميع أمام مسئولياتهم , قد نخطأ - ولا عيب في ذلك - و لكن الجريمة أن نغمض أعيننا عن عيوبنا و نسوق أخطائنا على أنها انتصار آخر في مجمل انتصارات تم تحقيقها بالفعل , يجب أن ندرك أن الوطن ليس مجرد قصيدة حماسية و أنشودة و تصريح صحفي  ومؤتمر وندوة و محاضرة , يجب العمل على صياغة الفكر الكفيل بصناعة الأهداف العظيمة و نحن حقيقة نمتلك الرحم الذي يستطيع ولادة هذا الفكر وكل ما يلزمنا الرجوع إلى حضنه , لنعد إلى منهجنا الإسلامي و لندرس التاريخ الإسلامي الحقيقي لكي نفهم كيف أن من سبقونا من الرجال تمكنوا أن يصنعوا أهدافا عظيمة مكنتهم من سيادة الأرض و التغلب على كل قوى الطغيان في زمنهم .

 

عندما يغيب الفكر تصبح الأهداف بلا معنى أو مضمون و تصبح مجرد كلمات و شعارات لا تقدم و لكن من شأنها أن تأخر تقدمنا و تشكل عقبة أخرى في مسيرتنا والتي هي بالأساس تواجه عدوا يمتلك الإمكانيات و التحالفات الأمريكية والغربية و التي تمده بالدعم و الشرعية الزائفة الكفيلة بالتغطية على كامل جرائمه و تبيح له المزيد من التغول و الممارسات بما يكفل له تحقيق سياسة الأمر الواقع وخلق حقائق على الأرض تشكل تحديات جديدة أمام الشعب الفلسطيني .

 

إن هويتنا إن لم يكن الفكر و النهج أساسا لها فهي إلى ذوبان لا محالة   وقضيتنا لا تحتمل هوية غير واضحة المعالم أو ممسوخة ومشوهة و تحمل بعضا من الملامح الأمريكية أو الصهيونية ,,, هويتنا يجب أن تكون نقية وواضحة لا تحتمل سوى الوجه الذي يتشكل انطلاقا من النهج الرباني ,, وجه لا يفهم سوى لغة المقاومة في انتزاع الحق ليكون هو الوجه المعبر عن حقيقة الهوية الفلسطينية

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ