ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 01/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

زهرة الأقحوان في ذاكرة القلب

غسان مصطفى الشامي

ghasanp@hotmail.com

الناظر لهذا الاسم " زهرة الأقحوان" يحسبه فرقةً فنيةً أو شعريةً أو موسيقيةً، بما يحمله هذا الاسم من معاني الرقة والجمال وتفتح الحياة بزهورها وعبيرها.. ولكن هذا الاسم بجمال طلعته وبهائه حمل الرعب والخوف في قلوب الصهاينة أعداء فلسطين فهو اسم لفرقة نسائية فلسطين عسكرية، شكله نسوة من المناضلات الفلسطينيات الأحرار وأطلقن عليه هذا الاسم.. فقد نشأت فرقة زهرة الأقحوان العسكرية في الثلاثينات من القرن الماضي، وحملت هذه الفرقة النسائية عسكرية لواء قتال الصهاينة والوقوف في وجه خططهم ودسائسهم للاستيلاء على أرض فلسطين، والوقوف وجه الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين.

ولعبت هذه الفرقة العسكرية دورا كبيرا وهاما في دعم الثورة الفلسطينية في عام 1936 والثورات والمظاهرات الفلسطينية المتلاحقة، كما لعبت دورا في الوقوف بجانب المجاهدين الثوار ومساعدتهم وامدادهم بالشراب والطعام وحياكة ملابس الثوار الأحرار، كما كان لها دورا اجتماعيا هاما في الحفاظ على ثوابت المجتمع الفلسطيني وقيمه .. 

" زهرة الأقحوان" اسما سيبقى خالدا في قلب الذاكرة الفلسطينية ليُسطر الدور الخالد والمعطاء للمرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال والحفاظ على الثوابت الفلسطينية والحقوق منذ فجر التاريخ...

 وما أن بدأ الصهاينة يحيكون المكر والدسائس والخديعة للسيطرة على أرض فلسطين لتكون لهم وطنا .. حتى نهضت المرأة الفلسطينية تدافع عن الحقوق والثوابت وتجابه كل الأعداء بما تملك من قوة ضعيفة ولكنها مخيفة لأعداء الله ..

فقد خرجت نساء فلسطين في مظاهرة جماهيرية حاشدة في العام 1893 لتعلن عن غضبها العارم بسبب إنشاء أول مستوطنة يهودية في فلسطين، كما نشطت بعدها المرأة الفلسطينية في تأسيس الجمعيات والكتل النسائية وكان معظمها قد أخذ طابعا اجتماعيا وشمل الريف الفلسطيني والمدن.

لقد كان للمرأة الفلسطينية الأم  والأخت والزوجة دورها النضالي الكبير في الدفاع عن فلسطين ، فقد دافعت عن الوطن والأرض والإنسان، وحملت لواء الدعوة والتربية والتنشئة الاجتماعية، إلى أن خَرّجت لنا أجيال عظام يحمون هذا الوطن بكل ما يمتلكون من وسائل قوة ..

وما أن كُشف النقاب عن وعد بلفور المشئوم حتى خرجت المرأة الفلسطينية في الشوارع والطرقات لتعبر عن رفضها الكبير لهذا  الوعد الذي يسرق أرض فلسطين من أهلها، فقامت المرأة بتشكيل الفرقة والألوية الشعبية والعسكرية، وساعدت المجاهدون والثوار بالمال من خلال بيع مصاغها وبالدعم المعنوي للثورة الفلسطينية، كما تم تشكيل فرقة للتمريض وتقديم الإغاثة الطبية للمجاهدين والثوار، فقد كانت المرأة الفلسطينية تقف على ثغر من ثغور هذه الأرض الطبية المباركة وكانت لا تبخل بوقتها أو مالها وضحت من اجل هذا الوطن وتحريرها من الطغاة الصهاينة ..

لقد كان للمرأة دورا كبيرا في ثورة عام 1936 في تزويد “المجاهدين” بالطعام والشراب والمونة، ونقل أخبار تحركات الجيش البريطاني إلى المجاهدين، كما كانت نساء المدينة تنقل الأخبار إلى نساء الريف، كما قمن بعض النسوة الفلسطينيات بمراقبة الطرق والتمويه وإخبار الجاهدين عن أماكن الجيش البريطاني، حتى بلغ الأمر ببعض النسوة إلى الاشتباك بالأيدي مع الانكليز لتخليص المجاهدين.

أما في نكبة فلسطين فقد كان للشهيدة حياة البلبيسي والتي كانت تعمل مدرسة في مدرسة دير ياسين وكانت تعمل في التمريض والتطبيب كان لها دورا كبيرا في إنقاذ حياة المصابين ومساعدة الجرحى، وكانت تتنقل بين العشرات من جثث الشهداء والجرحى، وحملت يومها هما كبيرا ، حيث لم تستلم قرية دير ياسين بسهولة لجيش الاحتلال الصهيوني، فقد دافع رجال قرية دير ياسين بكل ما يملكونه من بنادق خفيفة عن قريتهم وما سقطت القرية إلا بعد قتال عنيف وكبير، حتى ان مذكرات الصهاينة تقول انه وقع قتلى بين جنود الاحتلال الصهيوني في معركة دير ياسين .. أما الشهيدة البطلة حياة البلبيسي ما أن همت بالخروج من قرية دير ياسين حتى سمع صوتا من بعيد لأحد الجرحى وهو يستغيث فعادت لتضمد جراحه وربطه بالشاش، وإذا برصاصة من احد الجنود الصهاينة تباغتها فأسقطتها شهيدة..

إنه سجل تاريخي حافل بمسيرة العمل العسكري والنضال السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي للمرأة الفلسطينية، إلى أن أصبحت هذه المرأة تقود الجماهير من خلال المؤسسات السياسية و المجلس التشريعي والمجالس المحلية، وكان لها دورا كبيرا في العمل السياسي الفلسطيني وشكلت دعامة أساسية من دعامات النضال الفلسطيني السياسي .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ