ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
رأيكم بطنين كطنين النحل ؟؟ الشيخ
خالد مهنّا* قبل
سقوط القدس بيد مغول هذا العصر...
دراكيولا الجديد... الذي يمتص
الدم بالليل والنهار ولا يشبع,
كنا ننعم ببعض الأمان.. بل كانت
هذه الأمة منفوخة البالون لا
يحلو لها في أوقات السمر إلا
التغني بعنترياتها, وبطولاتها,
وأمجادها, ومغامراتها, وتتفاخر
بحسبها ونسبها, وانتمائها
العشائري والقبلي والعائلي
وبطونها وجذورها وشجرة عائلتها
العريقة... سقطت
القدس... وقع الأقصى في الأسر
وألقيت هذه الأمة من وراء
مكاتبها, كُسِرت كل طواحين
الهواء العنترية التي كانت تدور
في داخلها ولا تطحن إلا علفاً...
ثُقِبت كل أكياس التيه والغرور,
والعنجهية, والعنتريات التي
كانت تملأ جماجمها... سقطت
القدس... وقع الأقصى في الأسر...
اغتيلت في نفس اليوم جميع
الخرافات من الزير سالم, إلى أبي
زيد الهلالي, إلى الشاطر حسن,
وافتح يا سمسم، إلى السندباد...
إلى كل الأبطال الخرافيين
والمصنوعين من نسج الخيال
المريض, ومن مادة الشمع والحلم
والصمغ الكاذب, والأمنيات
الخادعة, والذين اختبأنا وراءهم
قروناً بسبب عجزنا وضعفنا
وهوائنا وجبننا وكسلنا, من أن
نكون أبطالاً حقيقيين كخالد بن
الوليد وعمرو بن العاص والمقداد
بن الأسود وصاحب النُقُب, وصلاح
الدين الأيوبي ونور الدين زنكي.....
التفتنا إليهم ساعة العسرة
والكرب لنطلب نصرتهم, ونطمئن
على معنوياتهم, لم نجدهم إلا
أمشاطا مكسورة, وقوارير عطر
فارغة... كل هذه
الأمة –إلا من رحم ربك- من
المحيط إلى المحيط... من طنجة إلى
جاكرتا... بما في ذلك النباتات
والأشجار والحيوان الأبكم...
الجدران... والتلال... والجبال...
والبحار... والأنهار... والغدران...
والصحاري... غير مبرأة من دم
القدس... من انتهاك حرمة الأقصى
وتدنيس قبتها وصخرتها وباحاتها,
وبواباتها ومحيطها وأكنافها... 99.9%
غارقون حتى الركب... حتى النخاع
في التهمة... وكلٌ
شارك في تطويقها ورحلة
معاناتها الطويلة, وكلنا
مطالبون بدفع الأذى عنها...
إنهاء أزمتها... غسل مآذنها
الباكية ولا أقل من ذلك.... ولا
نود ونحن نغلي من شدة القهر
والسخط المطالبة بحرق الذات في
منتصف الشوارع حسب الطريقة
البوذية, كقِصاص ذاتي لقصورنا
وضلوعنا المؤكد في الإيقاع بها
وكيها بنار الحصار. الأقصى
يذبح كل ساعة
فأين السياسيون والمفكرون
والمبدعون والفنانون والأدباء
والكتّاب, الذين لبسوا أكفانهم
تصحيحاً للخطأ التاريخي,
واستعدوا للوقوف كالإعصار في
وجه سيف الذابح؟ بل مَن مِن
هؤلاء جميعاً الذين أسهموا
بقصدِ أو بغير قصد بإذلال سلوان,
وشعفاط, وبيت صفافا, وجبل
المكبّر ووادي الجوز, وباب
العامود, وباب القطانين, وباب
الأسباط, والشيخ جرّاح وهو على
استعداد أن يستشهد من أجل قدس
الأقداس, ولو على بياض ورقة؟؟...
أم أن معظمنا وللأسف يوظف فكره,
وجهده وحكمه وسيفه لخدمة حكومة
بلده... يأكل ويشرب وينام على
فراش وثير ووسادة ناعمة ويتمتع
كالأنعام, ثم هو ينسى هموم القدس
ويذكر فقط أن يدعو للسلطان بطول
العمر لأنه يأكل من فتات طعامه... ***** ما بين
غمضة عين وانتباهها ارتحلت
القدس... وقع الأقصى رهين عدة
محابس.. لكن أين كنا في هذا اليوم
الأسود؟ أين كانت القصائد
والسيوف والكلمات؟ كل شئ فينا
كان أشبه بالقطط المنزلية
الأليفة التي فقدت شهية القتال,
وضاعت رهافة أنيابها, كلماتنا...
مواقفنا... رجولتنا... شهامتنا...
عزتنا كانت كفصائل من الدواجن
ترقد كل عام اثني عشر شهراً على
بيضاتها, ثم تكشف أن بيضها فارغ. وهكذا
حين ادلهمت الخطوب من كل حدب
وصوب وسقطت القدس, لم نجد إلا
عنتريات فارغة من أي محتوى,
وعضلات مترهلة كثيرة الشحم,
بطوننا وكروشنا لا تُحسن إلا
الركض خلف الولائم وحفلات دق
العِدة ومواسم الدروشة
والمناسف. وأعضاء
مجموعة الأمّة العربية غارقون
بين الزار والشطرنج,
والكازينوهات والنعاس, بل
وأغلبهم يمسح الرعاف والمخاط
بالجدران وجذوع الأشجار...
وأصحاب الكروش يستحمون مع
الخيول في المستنقعات. ***** القدس
تغتال... عروس المدائن جهزوا
كفنها... ومغول العصر مصرّ أن
يقيم فيها إقامة أبدية بعد أن
يصفّي حضارتها... منذ اعوام
طويلة وهم يأكلونها بأسنانهم
ويتمزمزون على أنين عذابها,
وليس بنية مستعبدها فك الارتباط
معها أو وقف نزيفها... منذ 43
عاما يلعب المحتل معنا فيما
يتعلق بالقدس لعبة إضاعة الوقت,
كما تلعب القطة بكرة الصوف...
جعلوا سبتنا أحداً, والجمعة
خميساً, يعطون المتفاوضين وعداً
في شهر كانون الثاني وتمضي
الكوانين والتشرينات وليس في
الأفق ما يبشر بحلِ منصفِ
لوجعها وقهرها... ثم لمّا يشتد
الطوق عليهم يعودون من جديد
لترتيب أوراقهم وتبدأ من جديد
رحلة التعامل مع أهم قضايا
الأمة كتعامل الإنسان مع طفل
عمره شهران, ثم هم يدفعوا بقضية
هيكلهم المزعوم على طاولة البحث
ليشهروه ويرفعوا أسهمه في
البورصة... لسنا
بحاجة للحديث عن ال تفاصيل
الدقيقة لما يحدث بالقدس ويجري
للأقصى, فالظلم الواقع ليس
خرافة, أو لوحة سريالين غامضة...
إنه ظلم مرئي ومسموع يعتز
الجلاد بإيقاعه ووقعه... وهذه
الكلمات لا تسقط الشتائم فيها
على رأسي وحدي ولكن على رأس كل
عربي, وفي هذه المذكرة تنهمر
القذائف نحو ذكور الأمة وإناثها
وذكور أبناء فلسطين وإناثهم بمن
فيهم أنا... ولكي لا
يتهمني أحد بأني أسقط أوجاعي
على غيري, فإن المطلوب من كل محب
للقدس أن يكون معها في أشد ساعات
الحلكة التي تحياها... أن
يهجموا هجمة واحدة على كل من
سوّلت له نفسه شنق القدس وإعدام
الأقصى, وإطلاق الفوسفور الأبيض
على كنيسة القيامة. الواجب
يحتّم وقد هبتّ رياح المنون أن
تأخذ كلماتنا في هذه المرحلة
شكل صاروخ سام والكلانشنكوف
والآر بي جي, وكل كلمة لا تأخذ
هذا الشكل وهذا الفحوى فلتعدم
أو لتسقط في سلة المهملات أو
لتعجن مع الدقيق الفاسد لتصير
علفاً للحيوانات... كل
كتابة عربية معاصرة سواء كانت
صادرة من الداخل الموجوع, أو من
باكستان أو من تركستان أو من
جنوبستان إن لم ترفع إلى مستوى
إطلاق قذيفة أو شعلة نار وتسهم
في نصرة القدس, فمن الأولى نقشها
على قبر فرعوني قديم لأنها على
وجه اليقين مجرد كتابة
هيروغليفية... كل العبادات
والشعائر والطقوس الدينية إن لم
نقم بها ونحن نحمل مسدس الكلمة
التي ستسهم في تحرير الأقصى من
ربقة المحتل, عبادة لن ترتفع عن
الأرض شبراً واحداً وسوف تبقى
معلقة لأن تحرير القدس بات
الساعة خُلاصة كل العبادات
وصفوتها وأكثرها قربى الى الله. قل ولو
كلمة بنية عقدها بحق القدس
والأقصى وإلا لن تعصمك كلماتي
ولن تكون بمنأى عن حجارتي لأنك
صنم وليس ثمة صنم غير قابل للرجم... لتجتمع
الكلمة والموقف والتحرك حول هذه
الأولوية وإلا لن أظل حمامة
زاجلة تحط على أكتاف الأمراء
ونوابهم ونواب نوابهم وتنقر
قمحة الشيكل من راحات أيديهم. ليس
لديّ رغبة أن تتحول كلماتي
وأوظفها في خدمة الذئاب, ولا
أعزم أن أهجم بها هجمة انتحارية
لا تبقي ولا تذر, ولكن ماذا
تبقّى لصاحب الكلمات من كلمات
ورماح إسرائيل دخلت إلى العمق
من كبريائنا ؟, لم تُبْق لنا
كرامة... حطمت أنسجتنا وأعصابنا
وسافرت في أعمق أعماقنا ولا أحد
يسألها أين؟ ومتى تغادرين؟ وقد
يسألني الكثير أليس هناك طريقة
أخرى نتخاطب فيها؟ وهل سيطول
أمد الجلد والرجم العلني؟ وأنا
أسأل بدوري وماذا سيتغير من
واقع الأمة محلياً وعالمياً حتى
أميل الى لغة الحوار الهادئ؟ إنّ
أطفال فلسطين يُتّموا قبل يتمهم,
وفرسان المنابر أعلنوا إجازة
مفتوحة, وعصر المشاحنات
والمماحكات والأسباق الصحفية
من غير أسباق لا يزال مستمراً,
وسماسرة الكلام الذي يعود على
نفسه لا يزالون يٌزجون إلى
القدس أنجس بضاعتهم, يبيعونها
ويشترونها لغرض إعلامي ليس إلا... كيف
أكتب وماذا أكتب؟, إذا كان
الحديث عن هموم القدس والحِراك
من أجلها صار مملاً... بدأ يأخذ
طابع الروتين الممجوج والعادة
والإدمان والاتجار بالمخدرات
والمُسكرات. كيف
أكتب ومساحة الجرح تتسع دائرتها
وكمية دموعنا أكبر من مساحة
عيوننا وصرخاتنا أقل من مساحة
جراح الشيخ جرّاح والبلدة
القديمة؟ ماذا
اكتب وقد بات معظم المرابطين في
أرض الرباط يشمئزون من نفوسهم
وثيابهم وظلالهم في الأرض التي
يدبّون عليها...؟ وماذا
تكون قيمتنا إذا أصابنا الجبن
عن مواجهة الواقع بوجه الأسود,
وماذا تكون صورتنا بنظر أنفسنا
إذا ارتضينا أن نتحوّل لمجرد
مهرّجين يمسحون جوخ وأذيال
الواقع وننافق على أعتاب
السلاطين؟ القدس
تحترق, الأقصى يغرغر غرغرة ما
قبل الموت, ولم يعُد بإمكاني
الوقوف على الحياد ونثر كلمات
المديح والإطراء, والذي يحب
القدس يحاول أن يطهر جراحها
بالكحول, ويكوي –إذا لزم الأمر-
الرؤوس المطأطئة بالنار. وأتمنى
لكل من يقرأ
كلماتي أن يغير طقوسه
واتجاه ريحه كي نعيد للقدس معاً
شمسها المشرقة ونجومها
المتلألئة... والبحث عن مدارات
أخرى لرفعتها وعزتها كيلا نضطر
وإياها للبقاء في الدوران حول
أنفسنا بلا فائدة مرجوة, وإنها
الفرصة المواتية للتراجع أمام
جرح القدس الذي يكبر,
وامتيازاته التي تصغر...ولأنظمتنا
العربية والإسلامية التي
تخاذلت في نصرة قضاياها حتى
مجتها شعوبها لا نملك إلا إن
نقول لها واعظين:
كَلاَّ كَفى شكرأً
جزيلا لا
البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا
جِسراً ولا
فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ
فتيلا نَحنُ
لا نَشْري صراخًا بالصَّواريخِ ولا
نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا نَحنُ
لا ُنبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً ولا
نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا نَحنُ
نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ أَنْ
يَستقيلا نَحْنُ
لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا وَعلى
رَغْم القباحاتِ التي
خَلَّفتُموها سَوْفَ
لن ننسى لَكُمْ هذا الجميلا ! * * * ارحَلوا... أمْ
تَحسبونَ اللهَ لم
يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟! أَيُّ
إعجازٍ لَديكُمْ ؟ هل مِنَ
الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ أن
يَلبسَ العارَ وأنْ
يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟! أَيُّ
إنجازٍ لَديكُمْ ؟ هل من
الصَّعبِ على القِرْدِ إذا ما
مَلكَ المِدْفَعَ أن
يَقْتلَ فِيلا ؟ ! ما
افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ وما
مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ ليغتَال
القَتيلا ؟! * * * احمِلوا
أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا لتَرَوا كيفَ
نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار
عِزّاً وَنُذِلُّ
المستحيلا ))...... *** لم يكن
إيمان صلاح الدين الأيوبي وحبه للقدس كحب سواه ، ولم
يكن اهتمامه بتحرير المسجد
الأقصى من براثن الحقد
الصليبي كاهتمامات الكبار
الصغار من زعماء هذه الأمة، لم
يكن الناصر صلاح
الدين في حاجة إلى أن يذكره مذكر
، أو ينبهه منبه إلى ضرورة رفع
القيم عن بيت المقدس .. وقد كان كل طفل وكل امرأة وكل شيخ
يعرف ماذا تعني القدس، وماذا
يعني الأقصى
بالنسبة لصلاح الدين الأيوبي ،
وأنهما شغله الشاغل، ومع ذلك
فقد بعث إليه أحد
الشعراء رقعة مكتوب فيها: يا أيها
الملك الـذي
لمعالـم الصلبان نكَّـسْ جاءت
إليك شـكاية
تسعى من البيت المقدس كل
المساجد طُهِّرت
وإنا على شرفي منجَّسْ ومع انه
وضع قضية بيت المقدس في رأس
أولوياته إلا أن هذه الرقعة تركت
أثرا عميقا في قلب صلاح الدين
الأيوبي ، لأن كاتبها جعل
بيت المقدس هو الذي يخاطب القائد الإسلامي الكبير ، فيا ترى
ماذا صنع الناصر صلاح الدين ؟ نظر
حواليه فإذا الأمة مشتته ،
وإطرافها ممزقه وأوصالها ممزعه وجسدها
منهك وروحها من خشب عقب استيلاء
الصليبيين على القدس ، ولو كان
صلاح الدين تعجل الخطوات والأمة ضعيفة لما تحقق له
شيء سوى المزيد من تشتيت الجهد
والجعجعه
التي لا تخلف
طحنا .. لكن
الرجل الرباني الملهم بدأ
الإعداد للمعركة أول الطريق
ولفت الأنظار
إلى ضرورة توحيد طاقاتهم في
حركة واحدة ، فوحد بين جميع
الطوائف والطرق ، ونشر مدارس التجديد وبعث الهمة في كل
زاوية ، وجمع الأمة على قلب رجل
واحد ، وكان
خطباء المساجد
وبخاصة في الحرمين الشريفين مكة
والمدينة حينما يدعون في خطبهم بتحرير
القدس كانت المساجد تدوي كدوي
النحل آمين..آمين .. وحينئذ
أدرك صلاح الدين الأيوبي
إن الوقت قد أزف لإعلان حالة النفير . ولقد
كان رحمه الله في زحفه الكبير
لاستخلاص بيت المقدس وتحرير الأقصى
حريصاً كل الحرص على أن يتحلى هو
وجنوده بالقيم الإسلامية
الرفيعة قولا وعملا ، أفرادا وجماعات وكان الجنود كما
عوّدهم وتعودوا ، يتحلقون أمام
خيامهم
يتلون
ويتدبرون كتاب الله، يستلهمون
منه المودة فلا تسمع منهم الا
طنيناً كطنين النحل.. كانت
تلك عادتهم اليومية بعد صلاة
العشاء ، ويقال ان صلاح الدين مرّ
بالمعسكر ذات ليلة ، فرأى
الخيام كلها مستغرقة في تلاوة
كتاب الله والتهجد الا خيمة واحدة، فأشار إليها في أسى غاضب وقال
: “من هنا تأتي الهزيمة” !! لقد
أدرك بفراسة المؤمن المتصل
بالله اتصالا مطلقا أن تلك
الخيمة تمثل
نقطة الضعف في الجيش وثغرة يسهل
على الأعداء اختراقها والنفوذ
منها . أترى
صلاح الدين كان مبالغا مسرفاً
في الحكم على الأشياء وإطلاق هذه
المقولة او هذا الحكم : إن
الإجابة تتوقف على تحليله
لمفهوم التلاوة ودلالاتها
في مثل هذا
الموقف بصفة خاصة. فمجرد
التحلق وتجمع الذرات لتلاوة
القرآن في مجموعات فيه استشعار
لروح التلاحم والتعاضد في
السراء والضراء ، وفي التحلق
مجموعات لتلاوة القرآن تعبدا لا تشكلا تطهير للنفس
وتنقية لها مما ران عليها من
غشاوة السكينة والأمن
والطمأنينة في النفوس ، ومثل
هذه التلاوات في المحن والإحن
تعد إقرارا صريحاً
ومجهوراً “بتجديد العقد” مع
الله ... الا تتفقون
معي ان مفتاح القدس في ان تنطق
كل الخيام وكل البيوت وكل
الحارات وكل المساجد ،وتعيد
صلتها بالله صادقة قوية لا تهون
.. أو لستم معي
ان حديثنا كله لا يجدي نفعاً
للقدس ، إلا إذا خرجنا من صمتنا
وتحلقنا كحزمة الحطب على مأدبة الرحمن ونستلهم من
آيات الله السبيل البينّه
لإدارة صراعنا مع
محتل يقلب
الحق باطلا والباطل حقا ..واعتقد
جازما في هذه الفترة العصيبة
التي تعيشها
القدس ان اي تحرك لا يبدأ باسم
الله هو تحرك للأسف ليس فيه
للقدس مكانة في قلوبنا ..وهو بمثابة نشر للمؤامرات في ثوب
الإبهار الإعلامي ... إننا
اذا أردنا أن
يكون الأقصى في القلب والعين
فعلا لا شعارا ، فان علينا
أن نغير ما في قلوبنا وما حولنا
ونستبدل القائمة السائدة
حالياً ... نحن في
هذه الفترة بحاجة إلى صناع قرار
حقيقيين يتحلقون يومياً حول
القرآن يدركون محورية مسألة
القدس ، ويعرفون انّ ما يحاك
للمسجد الأقصى يجب أن ينسينا ما يحاك للقدس ، فالقدس محمية
بالأقصى والأقصى محمية بالقدس ،
وانه لا يجوز
لنا ان نقدم
الأقصى على القدس لأن اسم
الأقصى بريقة ألمع ..فالقدس كل
القدس حرم مقدس
، ولقد تعامل المسلمون في
الماضي مع القدس معاملة الحرم
المقدس ، وتجلى هذا الاعتقاد الإسلامي في أحداث الفتوح ..فكما
انّ مكة حرم مقدس ، ولذلك لا يحل
فيها القتال، كذلك
عامل الفاتحون المسلمون القدس ،
فحاصرها جيش المسلمين، بقيادة
أبي عبيدة
بن الجراح ، حتى رغب أهلها في
الصلح، دونما قتال، بل لقد ظلت
هذه الحرمة عقيدة إسلامية مرعبة عبر عصور التاريخ . وعلى
الرغم من أن الصليبيين الذين
اقتحموا القدس عنوة سنة ( 492هـ،
1099م) قد أبادوا جميع من بها من
المسلمين ، عندما أقاموا فيها
مجزرة دامت سبعة أيام ، لم يسلم من الذبح فيها حتى
الذين احتموا بالمسجد الأقصى ،
فذبحهم
الصليبيون ،
حتى جرت الدماء في المسجد
كالنهر، وسبحت فيها خيول
الصليبيين حتى لُجِّم
هذه الخيول !! ..على الرغم من ذلك
، عامل صلاح الدين الأيوبي هذه
المدينة المقدسة معاملة الحرم الذي لا يجوز ولا
يحل فيه القتال..فحاصرها حتى
صالح الصليبيون
فيها على
التسليم ..فهي ليست مجرد مدينة ،
وإنما هي حرم وبعبارة صلاح
الدين ... إنها
إرثنا وإرث أصحاب الديانات ..فيها
تجتمع الملائكة ..ومنها عُرج
بنبينا إلى السماء .. ولأن
هذا هو مقام القدس في عقيدتنا
وموقعها في التاريخ
الإسلامي ومكانتها
، فانا يجب أن نتعامل معها ، في
هذا الطور من أطوار الصراع
التاريخي حولها وعليها ، باعتبارها أكثر من قطعة ارض ،
وأعظم من مدينة، واهم من عاصمة
للدولة
الفلسطينية ،
واخطر من كونها قلب الصراع
العربي الإسرائيلي . إنها كل
ذلك وأكثر من ذلك ، إنها سر
الأسرار .. إنها عقيدة امة يبلغ
تعدادها مليارد و 500 مليون ويزيد
وليست ملكاً لعرب الداخل ومسيرة
شد الرحال ..وهي
ليست مجرد قضية وطنية لتسعة
ملايين من الفلسطينيين ولا مجرد
مشكلة قومية لـِ ثلاثمائة مليون عربي ويزيد..إنها ..
عاصمة الوطن الفلسطيني والعربي
والإسلامي... ليتني
يا قدس أملأ القلوب ضياء الطهر
كي تتوضئين ... وحتى تظلي أجمل
الفتيات ..أحلى
المدائن في كل العيون .. يا ليتني
.. أجعلك أحلى القصائد على شفاه
العاشقين…. ازرع
الشوق في القلوب فينبت ورداً
آكاما وياسمين.... أطلقها عواصف
كي تبيد المتآمرين .. اذرف
دمعا ساخنا يذيب قضبان
وحواجز السجون .. أهبك روحي ..
أطلق الأشعار أملا ونوراً .. ليس شدو البائسين المحبطين ..بل
نشيد العائدين ــــــــــ *رئيس
الدائرة الإعلامية في الحركة
الإسلامية-الداخل الفلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |