ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإرهاب
تحت السيطرة د.
موفق زيباري في
مقالات كثيرة اشرنا فيها إلى
التحرك المنتظم للإرهاب وتكاد
هذه التحركات تسير وفق تناغم
كامل مع الوضع السياسي, ويمكن ان
نصفه بالإرهاب الموجه ,ومما لا
شك فيه ان مدينة الفلوجة سبقت
غيرها من مدن العراق في
المقاومة للاحتلال بعد 9/4 (ذلك
ان البصرة كان لها السبق قبل هذا
التاريخ) ولغرض إطفاء جذوة
المقاومة وتشويه مقاصدها ,شكل
نيغروبونتي عصابات قتل لاختراق
المقاومة "بنفس الاسلوب
المستخدم في مواجهة حركات
التحرر في امريكا اللاتينية "وقد
نجح في ذلك وجعل من محافظة
الانبار فخاً لاصطياد الناقمين
على أمريكا وهذا ما شهد به أبناء
الانبار الذين أكدوا ان مداخل
الفلوجة كانت مفتوحة وان
المقاتلين كانوا يتدفقون على
المدينة على مرأى ومسمع من
القوات الأمريكية . وبعد
معارك الفلوجة الأولى والثانية
ونجاح المخطط الأمريكي في
مقاتلة أعداء أمريكا في منطقة
محدودة وما يسمى في العرف
العسكري" جذب العدو إلى منطقة
قتل منتخبة "بدأت القوات
الأمريكية في تعميم التجربة على
مناطق اخرى من العراق خاصة في
محافظة ديالى ومناطق ساخنة من
بغداد مثل الاعظمية والمدائن
والدورة والعامرية . ولان
السيد موفق الربيعي واحمد
الجلبي من المقربين انذاك إلى
الإدارة الأمريكية فقد نقلوا
التجربة الى القوات الحكومية
العراقية وقد استخدم الإرهاب
المنظم على شكل واسع في عمليات
خطف واعتقال مارسته القوات
الحكومية ضد رموز وشخصيات محددة
اعلامية وسياسية واجتماعية
وذات نفوذ مالي ,يمكن وصفها
بانها عمليات تصفية منظمة امتدت
طيلة فترة حكم السيد الجعفري ،
وتعد عملية تفجير الإمامين في
سامراء شاهد كبير على ان
الإرهاب ما زال تحت السيطرة
وكان لاحداث سامراء اثر كبير في
فوز الائتلاف العراقي الموحد
وتعاظم التخندق الطائفي فيما
بعد . ولم تكن
الأجندة الإيرانية بعيدة عن
توظيف الإرهاب لتصفية خصومها
ممن كان لهم دور في الحرب
العراقية الإيرانية وممن
يشكلون خطراً على المصالح
الإيرانية في العراق ، ومن
استعراض أسماء الشهداء بدءاً من
عز الدين سليم ومن لجنة صياغة
الدستور ومن شخصيات عديدة
طالتها يد الإرهاب المنظم مثل
الدكتور عصام الراوي وشهاب
الدليمي وانتهاءاً بإحداث
التفجيرات الأخيرة في الاعظمية
، كل هذه الحوادث لها أجندات
دنيئة تسعى إلى إعادة العراق
إلى المربع الأول ولعل ما يكشف
ذلك هو ان القاعدة تدعي مقاومة
الاحتلال ، والمقاومة عمل مشروع
بل يستحق الخلود ولكن أنا أسال
أين الخلود في تفجير وزارات مثل
الخارجية والمالية والبلديات
والبنك المركزي ..؟ وهل خرج من
يتفاخر بانه سيقوم بتفجير
الخارجية أو أي موقع آخر تماماً
كما يحصل في فلسطين وفي
افغانستان التي سبقتنا في ثقافة
المقاومة . ان غياب
حالة التفاخر والاعتزاز
بالشهادة هي دليل على أن هذه
الأعمال الإجرامية إنما تسير
بشكل منظم وان القائمين على
الأعمال الانتحارية هم أما مغرر
بهم يتم استغلالهم لتحريك
العجلات وإيصالها إلى المكان
المحدد ويتم تفجيرها بهم عن بعد
دون سابق اتفاق أو كما تبين من
استخدام المختلين عقلياً
لتنفيذ هذه الأعمال أو إنها
تستعين بالمتخرجين من مدرسة
بوكا "لتفريخ" الإرهاب حيث
يتم إطلاق سراحهم بعد اتصالهم
بالقيادات الخاصة بادارة
الارهاب لتحديد الهدف والتنفيذ
بعد تسهيل مهمة الوصول سواء
بالعجلات التي تنقلهم أو
الهويات والباجات التي يزودون
بها لتسهيل مهمة الوصول إلى
الهدف . ثمة
دليل آخر على ان الإرهاب تحت
السيطرة ومنظم هو استهداف
الصحوات واستهداف مرشحي وأعضاء
القائمة العراقية دون سواهم . وبعض
الأعمال الإرهابية تنتهي مع
نهاية الهدف ذاته كما يحصل في
استهداف الصحوات والوزارات أو
الشخصيات المهمة فيما يترتب على
بعض الإعمال الإرهابية إجراءات
تتولى الصفحة الثانية فيها
المؤسسة الرسمية للدولة وهو
الجزء الخاص بالمداهمات
والاعتقالات العشوائية
وإجراءات التعذيب والمساومة
لإطلاق السراح وقبلها الرسائل
الطائفية أو السياسية التي يتم
إطلاقها تماماً مثل ما حصل في
منطقة الاعظمية نهاية الأسبوع
الماضي فبعد إن انسحبت القوة
المهاجمة من مدينة الاعظمية في
باص كيا باتجاه جسر الأئمة قامت
القوات الحكومية بغلق مداخل
ومخارج المدينة لتبدأ حملة
اعتقالات واسعة ترافقها عمليات
تعذيب وإكراه للاعتراف ضد أعضاء
قائمة العراقية وسط حظر للتجوال
يحرم العوائل من الطعام ويقطع
أرزاق أصحاب المحلات خاصة
المطاعم وباعة الفواكة والخضر
التي أتلفت بضائعهم وسط انقطاع
تام للكهرباء وشحة المياه ومن
ثم انقطاعها في اليوم الثاني ,بشكل
يعكس قسوة السلطة وسياسة
التمييز الطائفي واحتقار كامل
لمعايير حقوق الانسان . نقول في
ظل غياب اللجان التحقيقية تستمر
العمليات الإرهابية المنظمة
وتتستر الدولة على نتائج
التحقيق بشكل يعكس التورط أو
التواطؤ في هذه الأعمال
الإرهابية , ومع نهاية الولاية
الثانية للحكومة المتهمة بهذه
الأعمال نجد إن القوى الإرهابية
ستقف بقوة بوجه التغيير لضمان
حياة هذه القوى وان ما قاله
السيد المالكي عن الرسالة
المتناقلة بين قادة القاعدة
بان بقاء المالكي في السلطة
عائق امام حرب طائفية هو محض
افتراء. ويبدو
ان أمر المساءلة على هذه
الأعمال وتعالي الاصوات
المطالبة بذلك هو احد الدوافع
وراء التمسك بالسلطة بعد أن فشل
المالكي بالحصول على ضمانات من
علاوي بعدم المساءلة على هذه
الخروقات . ان
الأمر يتطلب تدخلا دوليا يقوم
بوضع الأمور في نصابها باحترام
نتائج الانتخابات ومبدأ
التداول السلمي للسلطة ولابد من
جهد دولي لإجراء تحقيق دولي في
عمليات إبادة مثل أحداث سامراء
وجسر الأئمة وأحداث الزركة وهي
في جميعها تفوق ما قام به صدام
في الدجيل التي أدين فيها وحكم
عليه بالإعدام . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |