ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العراقيب
ضربة قاصمة للانهزاميين عبد
الرحمن أبو العطا* كلما
اقتحمت قوات الاحتلال
الإسرائيلي مدن وقرى في قطاع
غزة والضفة وهدمت منازل الآمنين
وشردت العائلات إلى حيث لا مأوى
ولا أنس ولا سكينة ، ظنّ
المروجون للانهزام ، وعملاء
أميركا وإسرائيل في ذلك فرصة
سانحة فانتهزوها ليطعنوا في
المقاومة والمجاهدين وينسبوا
إليهم جرائم الهدم والقتل
والأسر التي يقترفها العدو. ورأينا
بعض المثقفين وأصحاب الرأي
يفقدون التوازن أمام قسوة
الصهاينة وصلفهم ، وأمام حالة
الدمار الكبيرة التي أحدثتها
آلتهم العسكرية المهداة لهم من
الولايات المتحدة الأمريكية ،
فأخذوا عبثاً ينادون بعدم إعطاء
الذرائع للعدو الإسرائيلي حتى
لا يستغلها لمهاجمتنا وقتل
أطفالنا ونسائنا وهدم بيوتنا
وأسر أبنائنا ورجالنا. ولقد
استقر في ثقافتنا المستمدة من
كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى
الله عليه وسلم بناء على الرضى
بالقضاء والقدر ، ومن خلال
تجارب الانتصارات المستمرة
والطويلة عبر قرون من الزمان
التي حققتها أمتنا العزيزة –
استقر أنّ "الشجاعة لا تقرّب
منيّة ، وأن الجبن لا يطيل
عمراً". فلم تكن
قرية العراقيب في النقب المحتل
حاضنة للمقاومة ولا يبدو
للناظرين أنّ أهلها يفكرون في
القيام بواجب الجهاد للدفع عن
أنفسهم و طرد الصهاينة إلى حيث
جاءوا من وراء البحار
والمحيطات. وليس
بالقرية المنكوبة مصانع
للصواريخ ، ولا مقاتلين يتأهبون
لمقارعة العدو ، ولا تدريبات
عسكرية لمنازلة الصهاينة ، ولا
معامل لتطوير القدرات القتالية
، وليس بها حتى أطفالا يلقون
الحجارة. ورغم
ذلك كله هدمت قوات الاحتلال
الصهيونية أكثر من 30 بيتا
بالكامل هي المكونة لقرية
العراقيب بعد إخراجهم منها
بالقوة، و منعتهم من إخلاء
الأثاث من البيوت، واقتلعت منها
الأشجار وغيرت كل معالمها، و تم
دفن محتويات البيوت كلها في
حفرة كبيرة لمنع استخدامها. فهل
احتاجت العصابات الصهيونية إلى
ذرائع وحجج حتى تهدم بيوت
القرية وتدمرها عن بكرة أبيها ،
وهل احتاجت لذلك حتى تغير على
قريتنا عام 1948م وتطرد منها جدي
وجدتي إلى قطاع غزة حيث يتوارث
الآباء والأبناء والأحفاد
والأجيال صفة اللجوء إلى أن
نعود لها ونستعيد حقوقنا وأملاك
أجدادنا. وإنني
لا أرى في هذه الكارثة إلا ضربة
قاصمة نسفت كل الأفكار
الانهزامية التي يسوقها
الجبناء وعملاء أميركا
وإسرائيل في بلادنا وفي المنطقة
بأكملها ، والتي تعمل في إطار
الحرب النفسية لخلق حالة من
الإحباط تجعل الاستسلام خياراً
واقعياً وعقلانياً طبعا في
التخيلات، وتحبط أية محاولة
جادّة للعمل من أجل نصرة
المستضعفين في غزة والضفة
وفلسطين عموماً من نهرها إلى
بحرها. وفي
تقديري فإنّ طريق الجهاد ودفع
جرائم العدو بالقتال بات الخيار
الأوحد والأقوى والأنجع في
التصدي لمخططات العدو التي تتضح
مساعيها نحو إفراغ فلسطين من
أهلها بشكل تدريجي أينما قامت
مدائنهم وقراهم من أقصى الجليل
شمالا إلى أدنى النقب وأم
الرشراش جنوبا أو في مدينة
القدس و حتى الضفة و غزة. ـــــــــــــ * كاتب
وصحفي فلسطيني يقيم في قطاع غزة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |