ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 04/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

العقبة..الجريمة والعقاب

عريب الرنتاوي

لكأننا شاهدنا هذا "الفيلم الدامي" أكثر من مرة: صواريخ يتيمة الأب والأم، تنطلق من مكان غير معلوم، وتنفجر في إيلات والعقبة، هذه المرة يقع ضحايا أردنيون...إسرائيل تقول أن الصواريخ انطلقت من سيناء...الأردن ينفي أن تكون الصواريخ انطلقت من أراضيه، ومصر تفعل شيئاً مماثلاً.

 

في مثل هذه الأيام، قبل خمس سنوات، أطلقت مجموعة إرهابية صواريخ مهربة من العراق على مينائي العقبة وإيلات، يومها أعلن الأردن أن الصواريخ انطلقت من أراضيه، فهذه حكاية لا يمكن إخفاءها، وأي مبتدئ في "علم الصواريخ" يستطيع أن يرصد المكان الذي انطلقت منه والزاوية التي هبطت بها على أهدافها، لم يجد الأردن حاجة للإنكار والتنكر، كل دول العالم مهيأة لشيء مماثل، أنت تستطيع أن تبذل 100 بالمائة من الجهد، ولكنك لن تضمن الحصول على 100 بالمائة من النتائج، هذه قاعدة عامة.

 

اليوم، كما في نيسان / أبريل الماضي، نواجه وضعاً شبيهاً...الإخوة في مصر ينفون أن تكون الصواريخ قد انطلقت من سيناء، الأردن ينفي وإسرائيل تنفي بالطبع، فمن أي تأتي الصواريخ إذن، ولماذا الإصرار على إنكار ما لا يمكن إخفاؤه، وهل يقتصر الإنكار على "وسائل الإعلام" فيما الاجتماعات الأمنية المغلقة تشهد "اعترافات" و"حوارات" مغايرة، كل شيء جائز، طالما أن المطلوب حفظ ماء الوجه، لا البحث في جذر المشكلة .

 

وجذر المشكلة من وجهة نظرنا يكمن في حاجة هذا "الكوريدور الأمني الرخو" إلى مزيد من الإجراءات الأمنية، وربما بما يتخطى "قيود كامب ديفيد واشتراطاتها"، فصحراء سيناء، وبالأخص بعد تسلل القاعدة إليها، وفي ظل تأزم العلاقات بين بدوها والحكومة المركزية، تحتاج إلى نشر قوات أمنية، تتخطى بكل تأكيد، ما سمحت به المعاهدة وملاحقها، والأرجح أن "خطر الإرهاب" لم يكن يخطر ببال "المتعاقدين الساميين" في حينها، وإلا لما كبّلوا سلطات القاهرة بقيود العدد والعديد والسلاح والتسلح.

 

هذه المنطقة الرخوة أمنيا، يزيد في جاذبية استهدافها، أنها شريان حياة للدول المشاطئة للبحر الأحمر، وجميعها تتصدر لائحة أعداء القاعدة، من إسرائيل التي يرغب "الجهاد العالمي" في الاقتراب من الصراع معها بعد أن اتهم بأنه يخوض معاركه في كل مكان وضد كل صنوف الأعداء، ما عدا "الأرض المقدسة وما حولها" وضد إسرائيل...إلى مصر حيث لم تلق القاعدة بأصولها وتفريعاتها، السلاح بعد، في حربها ضد نظامها منذ الرصاصة الأولى التي أودت بحياة الرئيس الراحل أنور السادات، ومرروا بالأردن حيث الحرب على الإرهاب، تتوالى فصولا منذ سنوات طوال، وهي تشبه الكر والفر وإن كانت الغلبة الظاهرة فيها للأجهزة الأمنية الأردنية اليقظة.

 

ويزيد الطابع السياحي لهذه المنطقة من "رخاوتها" الأمنية، فالسياحة والإجراءات الأمنية المشددة ضدان لا يلتقيان، والمنطقة كما هو معلوم سياحية بامتياز، بل أنها عصب السياحة في الدول ذات الصلة، وهذا أمر يشكل بحد ذاته، نقطة إغراء وجذب للعقول الإرهابية السوداء والشريرة، التي تسعى في تمكين رجالها من النفاذ عبر نفق التسهيلات السياحية، ليضربوا حيثما ضربوا، فالمنطقة برمتها تصلح لأن تكون صيداً ثميناً.

 

لا نريد أن ننجر وراء تحليلات وفرضيات تدرج العملية الإرهابية ضد العقبة، في سياق سياسي له علاقات بمحادثات التقريب أو المفاوضات المباشرة، بزيارة نتنياهو أو اجتماع الوزراء العرب في القاهرة مؤخراً...العملية مندرجة في سياق آخر مختلف تماما، سياق اقتراب القاعدة المنهجي المنظم من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي، وهذه استراتيجية جديدة للقاعدة لا يزيد عمرها عن الثلاث سنوات، وسياق الحرب الأردنية على القاعدة، حيث برهن الأردن أن له ذراعا قوية وطويلة في هذا المضمار مما أزعج القاعدة ودفعها للرد ثأثراً وانتقاماً، والمعركة مستمرة والحرب على الإرهاب سجال.

 

جريمة العقبة التي يراد بها ضرب الأردن في أمنه واستقرار وسياحته واقتصاده، جريمة بكل المقاييس، لا مبرر لها ولا مسوّغ، تستحق العقاب الصارم لكل من أسهم في مقارفتها تخطيطا وتنفيذا، وأحسب أن لحظة الحساب مع هؤلاء لن تكون بعيدة، والمؤكد أن هذه الجريمة ستمضي كزوبعة في فنجان، فأمن الأردن وثقة أهله بأجهزتهم، أقوى من فرقعة هذه "الألعاب النارية"، بدائية الصنع.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ