ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
آثارنا
التي تدمر وتنهب يوميا خالص
عزمي لابد من
الاقرار بأن العراق وخلال نصف
قرن من الزمن كان معافى من سرقة
وتدمير الاثار ؛ كان الوعي
بقيمتها قد اخذ يتنامى تدريجيا
حتى وصل الى اوجه في السبعينات
حينما تعرض رأس سنطروق الاول
الى السرقة ؛ ثم اعيد الى بيته
بعد جهود مضنية شارك فيها
الانتربول ؛ ولاهمية هذا الحدث
الفردي من النهب فقد انتج عنه
فيلم تثبيتا لحقيقة الواقعة
تأريخيا من جهة وتوعية جماهيرية
أقتضتها حماية الاثار والتراث
في كل بقعة من العراق من جهة
اخرى وكان المخرج الكبير فيصل
الياسري قد اخرج ذلك الفيلم
الفريد . الا ان هذا الحرص على
الارث الحضاري لم يدم حال نزول
الاحتلال الغاشم على ارضنا ؛
فقد كان المتحف العراقي المحصن
اول بوابة تفتح على مصراعيها
لنهب كنوزه التي لاتقدر بثمن
خلال ثلاثة ايام هي (10؛11؛12؛نيسان
2003). ولم تصمت اجهزة الاعلام
العربية والاجنبية على هذا
الفعل الشنيع فقد تولت ادانته
وشجبه وذكر حقيقة ما وقع فعلا و
على الوجه الذي نوجزه بالآتي : ان
السراق وهم لصوص محترفون ومعهم
اشخاص لهم علم ودراية بمداخل
ومخارج المتحف قد دخلوا باسلوب
منظم ومدروس يحملون كل الادوات
والا لآت الضرورية لتسهيل
مهمتهم ؛ فسرقوا حوالي 15الف
قطعة من الكنوز الاثرية ذات
القيمة الرفيعة ومنها احجار
مختومة باسماء ملوك وتمثال
الملك السومري أنتيمينا؛
وتمثال برنزي ضخم من مملكة
أكاديا ورأس تمثال أسد نمرود
وتمثال هرمس من نينوى ... الخ ؛
بينما حطموا 28خزانة بعد ان
افرغوا محتوياتها ؛ثم عمدوا الى
تحطيم مجموعة من الاثار الحجرية
التي تزين مماشي الصالات بهمجية
وقسوة تحمل روح الحقد والانتقام
. لقد جرى كل ذلك تحت سمع و بصر
قوات الاحتلال من دون ان تحرك
ساكنا لمنع هذه المجزرة او
التخفيف من حدتعا على الاقل . لقد هز
هذا الحدث اللاحضاري المجتمع
الثقافي في انحاء شتى من العالم
فقد ادانه الكتاب والشعراء
وعلماء الاثار البارزون ؛ بحيث
اضطر مستشار البيت الابيض
الامريكي لشؤون الثقافة ( ورئيس
رابطة سانت ميري التأريخية )
مارتن سوليفان و غاري فيكان
(مدير غاليري والتر للفنون في
ميريلاند ) وهما عضوان بارزان في
لجنة الثقافة والتراث التابعة
للرئاسة في البيت الابيض ان
يقدما استقالتيهما؛ احتجاجا
واستنكارا . بينما لم تقم
المؤسسات الثقافية العالمية
وعلى رأسها ( اليونسكو ) بدورها
الفعال ضد هذا العمل البربري
الشنيع ؛ كما فعلت هي ذاتها و
بكل قواها قبل ذلك حينما اصدرت
بيانا شديد اللهجة و جندت انواع
الاحنجاجات والشجب والادانة ضد
تحطيم التماثيل الاثرية في
افغانستان عام 2001 والتي جرت في
مقاطعات كابل ؛ وباميان وهرات
وقندهار, امام
هذه المأساة الدامية ضد المتحف
العراقي ...... نشرت قصيدة عبرت عن
مشاعري تجاه نهب وتدميرترثنا
الحضاري ونهب ممتلكاته
الثقافية ؛ وقد طالبت في
مقدمتها مثقفي العالم بضرورة
الاحتجاج الصارخ و تكريس بعض
الوقت لغرض الوقوف حداد ا امام
متاحف مدنهم تعبيرا عن
استنكارهم لهذا الفعل البربري
المتوحش : لقد نشرت القصيدة
كاملة في اكثر من صحيفة وموقع
وترجمت الى الانكليزية ؛ وأذكر
القراء بهذه المقاطع المجتزأة : المقدمة
( ايها المثقفون فى كل مكان
اشعلوا شموع الذكرى الاليمة
امام متاحف مدنكم اجلالا
لمتحف وادى الرافدين المسبي
الذبيح ) قادنى
التاريخ فى صمت رهيب نحو باب
الحزن والدمع الصبيب وهنا
اوقدت شمعه كنت
اروى وهى تبكى ..... كنت
اروى قصة
المأساة عن زحف الرعاع ضد
كنزالشمس والساطع من فيض الشعاع ××××××
كنت
اروى وهى تبكى ....... سرقوا
متحف آثار العراقه هشموا
تمثال ,, دودو ,, فى رواقه حطموا
الواح ,, أشنونا ,, بقسوه رقما
مكتوبة فى تل حرمل ... وصحونا
زاهيات من اكد سرقوا
رأس ,,ارنمو,, والجسد ×××××× انافى
الغربة اشجانى تمور وارى
الصورة فى الحلم واحساسى... يثور هذه
الوركاء, نمرود وبابل كلها
تبحث عن ابنائها من دون طائل أذكر كل
تلك الاحداث المؤلمة وانا أقرأ
مقالا في صحيفة نيويورك تايمز
نشر يوم السبت 26 /6 /2010 تحت
عنوان ( أثار العراق القديمة
تتعرض مجددا للسرقة بسبب
البيروقراطية ) جاء فيه : ان سرقة
آثار العراق القديمة وحطامه
وركامه التاريخى على ما يبدو
عادت من جديد، ولكن هذه المرة
ليس بسبب الفوضى العارمة التى
تلت الغزو الأمريكى للبلاد عام
2003، ولكن بسبب البيروقراطية
وعدم المبالاة . إن آلاف المواقع
الأثرية والتى تحتوى على أقدم
كنوز حضارة العراق القديمة،
تركت دون حماية أو حراسة، الأمر
الذى سمح باستمرار عمليات الحفر
غير المشروعة، وخصوصا فى جنوب
العراق ( انتهى ) . أية
مأساة همجية يمر بها وطننا الذي
زحفت عليه قوى الشر المبيت : لو
ان نزرا يسيرا من القوات
الهائلة التي حطت غاشمة على
ساحته بدءا من لحظة نزول
الاحتلال وحتى اليوم خصص لحماية
أثاره وتراثه ومخطوطاته
وابداعات فنانيه ( وهذا ما تسمح
به الاتفاقية المعقودة بعدئذ مع
الولايات المتحدة ) ؛أو لو ان
بعضا من حشود السيطرات المحلية
الضخمة المنتشرة في كل شارع من
البلاد خصصت للغرض ذاته ؛
لوجدنا ان مفاخرمهد الحضارات ما
زالت لحد هذا اليوم في بيتها
الازلي امنة مستقرة ؛ ماثلة
امام باصرة المدنية الانسانية
بكل شموخها ورفعتها لاان تكون
مخفية في زوايا الزور من كهوف
العتمة الدامسة ؛ حيث تحرسها
متلفتة مرعوبة تجارة الدناءة و
الحقد الدفين ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |