ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 05/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الفلوجة مدينة الجهاد بوجه المحتلين

ابواحمد الشيباني

لم تَعترفْ الحكومة الأمريكية بالجوانب البيئية والصحية الخطرة التي نجمت عن العملية العسكرية الشاملة براً وجواً على مدينة الفلوجة الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً غربي العاصمة بغداد، بِحُجة عدم وجود دراسات وأبحاث علمية ميدانية تؤكد وجود هذه الانعكاسات السلبية على البيئة والإنسان.

واليوم نُشرتْ دراسة ميدانية قام بها فريق علمي مكون من 11 عالماً، أثبتتْ فيها واقعية الآثار المدمرة والمستدامة التي نجمت عن عملية الفلوجة على البيئة وسكان المدينة.

فماذا ستقول الحكومة الأمريكية الآن بعد أن حصحص الحق، وانكشفت خفايا الأمور؟

فهذه الدراسة الوبائية نُشرت في يوليو من العام الجاري في مجلة مرموقة اسمها المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة

تحت عنوان: "السرطان، وموت الأطفال الرضع، ونسبة الذكور إلى الإناث عند الولادة في مدينة الفلوجة خلال الفترة من 2005 إلى 2009".

وقد قام الباحثون بزيارة 711 منزلاً في الفلوجة تمثل 4843 شخصاً لمعرفة الإجابة عن عدة أسئلة من بينها التشوهات الخَلْقية للأطفال المولودين قبل وبعد وأثناء العملية العسكرية التي بدأت في أبريل 2003 وانتهت في نوفمبر 2004، إضافة إلى أعداد الأطفال الذين ماتوا خلال هذه الفترة، والإصابات بالأنواع المختلفة للسرطان.

وقد خلصت الدراسة إلى العديد من الاستنتاجات المهمة التي تؤكد أن الحملة العسكرية على الفلوجة دهورت صحة البيئة والإنسان على حد سواء، وأن تأثيراتها السلبية ستنتقل عبر الأجيال.

أولاً: أن هناك ارتفاعاً حاداً ومشهوداً في أعداد الإصابات بالسرطان، وأعداد الأطفال المشوهين خَلْقياً أثناء الولادة، كما أن أنواع سرطان الفلوجة تشبه الأنواع التي أصيب بها المواطنون اليابانيون في مدينتي هيروشيما ونجازاكي بعد إلقاء القنبلة الذرية، نتيجة لتعرضهم للأشعة المؤينة من اليورانيوم، التي لها القدرة على إحداث تغييرٍ في جينات الإنسان والإصابة بالتشوهات والأورام السرطانية. وأفادت الدراسة زيادة في الإصابة بسرطان الدم بنسبة 38 ضعفاً، و10 أضعاف بالنسبة إلى سرطان الثدي، وأعداد كبيرة من الإصابات بسرطان الغدد الليمفاوية والمخ.

ثانياً: ارتفاع معدل موت الأطفال خلال فترة الدراسة الذي بلغ 80 طفلاً لكل ألف مولود، مقارنة بـ 8،19 في مصر، و17 في الأردن، و7،9 في الكويت في عام 2008.

ثالثاً: هناك اختلال في نسبة الولادة بين الذكور والإناث، ففي الحالات العادية يكون هناك 1050 من الذكور مقارنة بألف مولود من الإناث، أما في حالة الفلوجة فهناك انخفاض في عدد المواليد من الذكور وبنسبة 18%، أي 860 من الذكور مقارنة بألف من الإناث. وهذا الاختلال في النسبة يُعد مؤشراً على التغيرات الجينية التي طرأت على سكان الفلوجة بعد العملية العسكرية الأمريكية، مما يفيد تعرض السكان لمواد كيميائية أو مشعة انبعثت إلى الهواء الجوي، ودخلت إلى أجسامهم، ثم أحدثت طفرة وتغييرات في جيناتهم. وهذه المواد مصدرها القنابل والذخائر المختلفة التي استخدمها الجيش الأمريكي أثناء حملته العسكرية على سكان الفلوجة، مثل الفوسفور الأبيض الحارق، واليورانيوم المنضب أو المستنفذ.

الجدير بالذكر أن هناك العديد من التقارير الصحفية التي نشرت خلال السنوات الخمس الماضية، وكلها تشير إلى المردودات السلبية للاحتلال الأمريكي للعراق على صحة الحَجَر والبشر والشجر في العراق بشكلٍ عام.

وأُقدم هنا بعض هذه التقارير على سبيل المثال لا الحصر، فقد كتبت صحيفة الجارديان البريطانية في 19 نوفمبر 2009 مقالاً حول ارتفاع أعداد ولادة الأطفال المشوهين والمعوقين في مدن: الفلوجة والنجف والبصرة، وازدياد حالات الإصابة بالسرطان بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، مقارنة بالسنوات الماضية. وهذه التشوهات تتضمن أطفالاً لهم رأسان، أو أوراماً متعددة، أو إعاقات ومشكلات في النظام العصبي المركزي، وهذه الحالات لم تُعرف من قبل وليست لها تفاسير علمية وإجابات طبية حاسمة.

كذلك نشرت الجارديان خبراً بتاريخ 22 يناير 2010 تحت عنوان "العراق ملوث بمستويات مرتفعة من الديكسين والملوثات النووية"، وهذا التقرير اعتمد على دراسة مشتركة قامت بها وزارة الصحة والبيئة والعلوم العراقية مع جهات أجنبية، وأفاد الخبر أن هناك أكثر من أربعين موقعاً ملوثاً بنسبٍ مرتفعة من المواد المشعة المؤينة الخطرة والديكسين القاتل. كما كتبت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً في 24 يوليو 2010 تحت عنوان "الإرث السام للهجوم الأمريكي على الفلوجة أسوأ من هيروشيما".

وانطلاقاً من هذه الدراسات والتقارير الصحفية التي تشير إلى وجود خللٍ فعلي ملموس في البيئة والإنسان العراقيين، لابد من إجراء أبحاث متكاملة وشاملة تُغطي جميع المدن العراقية، وبخاصة المدن التي تعرضت للقصف البري والجوي أثناء الاحتلال، وذلك بهدف الكشف العلمي الموثوق لجميع المردودات الصحية والبيئية التي نجمت عن هذا الغزو الأمريكي.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ