ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ماذا
يُعد لغزة ولبنان (وإيران
استتباعاً) عريب
الرنتاوي يبدو أن
مصالح أطراف عدة ، قد التقت عند
نقطة واحدة: توظيف الهجوم
الصاروخي المزدوج على العقبة
وإيلات ، لإسقاط عدة عصافير
بحجر واحد ، أو تعليق جملة رؤوس
بحبل مشنقة واحدة ، فكيف ذلك. أمس ،
أدخلت "المخابرات
الإسرائيلية" نظيرتها "المخابرات
الفلسطينية" على خط التحقيق
في حادثة العقبة - إيلات ، وقد
نشرت صحف تل أبيب معلومات
منسوبة لمصادر أمنية
ومخابراتية فلسطينية ، الأرجح
أنها مسربة من مصادر أمنية
إسرائيلية ، تفيد (تُقرأ تؤكد)
بأن رائد العطار الذي يوصف بأنه
قائد كتائب القسام في رفح ، هو
المسؤول شخصياً عن "الخلية"
التي نفذت عملية إطلاق الصواريخ
، وأنه فعل ذلك بالضد من إرادة
"كتائب القسام" وقائدها
المطلوب الأشهر في القطاع: أحمد
الجعبري. ولكي
يكتمل سيناريو "المصدر
الأمني الفلسطيني" ، فإن
العطار حصل على موافقة رئيس
المكتب السياسي لحركة حماس في
دمشق ، خالد مشعل ، وأن رجال
مخابرات إيرانيين كانوا في صورة
العملية وغرفة عملياتها (في
دمشق طبعا) ، وبعد ذلك تمضي
المصادر إياها في وصف خروج "الشباب"
من الأنفاق وامتطائهم شاحنات
يقودها مهربون مصرين إلى أن
قارفوا فعلتهم ، حيث البحث ما
زال جارياً عنهم. لا ندري
ماذا ستقول الجهات الفلسطينية
في هذه المعلومات ، وما إن كانت
شريكة فعلية في تسريب مثل هذه
التقارير أم أنها استخدمت
لغايات في نفس ديختر ، ونأمل أن
يكون لها كلمتها في هذا السجال ،
حتى لا تصبح جزءا من لعبة أكبر ،
توظف فيها من دون أن يكون لها
رأي أو أثر في تقرير وجهتها أو
تحديد أهدافها. إذن ،
أمام تطوير أو تنويع على
سيناريو "العناصر غير
المنضبطة" ، الذي تحدثنا عنه
قبل عدة أيام ، اليوم يقال لنا
أن "غير المنضبطين لقيادة غزة
العسكرية والسياسية ، هم أدوات
ومنفذين صغار لتعليمات "رأس
محور الشر" في دمشق وطهران ،
من خالد مشعل إلى رموز الحرس
والمخابرات الإيرانية. واستتباعاً
، فإن من المنطقي أن يكون الرد
بالعمل المنسق المصري -
الإسرائيلي (ولا بأس إن انضم
الأردن) والسلطة الفلسطينية ،
ضد "بؤرة الإرهاب" في
المنطقة ، والتي لا تستهدف
إسرائيل وحدها ، بل وتتهدد
الأمن المصري والأردني سواء
بسواء ، وتملي على عباس وسلطته
العمل بكل جهد وتنسيق من أجل وقف
"الزحف الإيراني" إلى
مناطق السلطة. والقارئ
لتقارير صحف الأمس العبرية ،
يلحظ أنها حاولت الزج بالأردن
في المسألة برمتها ، حتى أنها
حاولت توظيف تصريح لناطق أردني
في غير محله ، قال فيه أن لدى
الأردن معلومات عن مكان انطلاق
الصواريخ والجهة التي يمكن أن
تكون وراءها ، إذ مباشرة قرأ
المصدر الأمني الفلسطيني (أو
الإسرائيلي) أو الصحيفة العبرية
هذا التصريح كما لو أنها لغزة
وحماس وقبولا بالرواية المصرية
- الإسرائيلية ، علماً بأن صحافة
الأردن والناطقين باسمه لم
يأتوا على ذكر شيء مماثل. في
المقابل ، يبدو "التورط
المصري" عميقا في هذا
السيناريو ، فـ"الصحف
القومية" المصرية شنّت
هجوماً عنيفا على حماس ، وبأقذع
الألفاظ وأبشعها ، وهي من هدد
"باسم الفراعنة الجدد ، ورثة
الفراعنة القدامى" بسحق من
يتطاول على أمن مصر "ورشه
بالدم إن هو فكر برشها بالماء"
، في أبشع استعراض للعضلات على
القطاع المجوّع والمحاصر ،
وبلغة لم نألفها من القاهرة منذ
أربعين عاما ، أو ضد أي "عدو
محرز" ؟، يتزامن
هذه التوظيف السياسي الخطير
لحادثتي العقبة وإيلات ، مع
تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد
لبنان وجيشه وحكومته ، على
خلفية "اشتباك العديسة" ،
فإسرائيل بدأت تتحدث عن سقوط
لبنان في قبضة محور الشر ، وعن
"حزبلة" الجيش اللبناني ،
أي جعله امتدادا لحزب الله على
شاكلته وصورته. كما
يتزامن هذا التوظيف السياسي مع
عملية أوسع نطاقا تجري في
إسرائيل ، وهدفها إعداد المسرح
جيدا لعملية عسكرية قد تقوم بها
إسرائيل ضد لبنان وغزة أو حتى ضد
إيران ، ولعل التحذير الذي
أطلقه ضباط متقاعدون من أجهزة
الاستخبارات الأمريكية من مغبة
قيام إسرائيل بـ"توريط"
بلادهم في حرب لا ترغب بها ضد
إيران ، هو آخر دليل على طبيعة
"السيناريو" الذي تسعى
إسرائيل في بنائه ، وتوظف كل
حادثة مهما صغر شأنها ، لخدمة
هذا الغرض. في
لبنان يجري توظيف "سيناريو
العناصر غير المنضبة"
للإمعان في "شيطنة" حزبه
الله وتحميله وزر جريمة اغتيال
الحريري ، وفي غزة تعاد صياغة
"سيناريو العناصر غير
المنضبطة" ، والنتيجة
المترتبة على كلا السيناريوهين
هي إدانة حماس وسوريا وحزب الله
، وإلى حد ما ، سوريا ، وبقية
القصة (المسلسل) معروفة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |