ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ماذا
بعد تفجيرات الاعظمية مهدي
حسين اطلعت
مع مئات الألوف من العراقيين
على شواهد من داخل أسوار
الأعظمية وكنت متعاطفاً مع
شهدائنا البواسل من أبناء
القوات المسلحة إلا أن هذا
التعاطف تبدد بعد الانتهاكات
التي اطلع عليها الجميع من خلال
شاشات التلفزة وكأن العملية
مقصودة يراد منها زرع الفرقة
والشقاق بين القوات الأمنية
وبين المواطنين ومما زاد في حنق
المواطنين هو الأنباء التي
تسربت عن الجهة التي تدربوا
فيها أو جاءوا منها ، ولا نريد
أن نذكر المدينة التي ينتمون
إليها لأننا لا نريد أن نفتح
جرحاً آخر كاد يندمل مع أننا
موقنون أن هذه المناطق لا تحظى
بذات المعاملة وكلنا يعرف كم من
الضباط البواسل قتلوا عند مدخل
مدينة الصدر ولكن أحدا لم
يستجرئ على محاصرة المدينة
والتضييق على أهلها وقطع معاشهم
أو اعتقال أو إهانة أبنائهم . ما لم
تخرج هذه القوات من شرنقة
الطائفية وما لم يكن عناصر
الجيش من الشيعة والسنة بل
ويلتزم أبناء المدينة حماية
مدينتهم فان الأمن سيبقى حلماً
بعيد المنال فكيف لابن الشعلة
والحرية والناصرية معرفة غرباء
الأعظمية في حين أن أبناء
الأعظمية قادرون على معرفة
أبناء المدينة وتوجهاتهم
وفكرهم وبالتالي تمييز الغرباء
الوافدين إليها وما يحملونه من
نوايا . وهنا
أود أن اذكر القائمين على الأمن
أن المستوى العالي من الأمن
والانضباط في عهد صدام حسين كان
من صنع محلي وكان أعضاء الفرق
والشعب والفروع وإدارة الأمن هم
من أبناء المدن فكانت مراكز
شرطة النجف تدار بشكل كامل من
الشيعة وكان الأمن مثالياً ولم
يشتك أبناء النجف من الظلم
والطائفية ، نعم كنا نختلف مع
النظام في ما أوقع فيه
العراقيين من حروب وويلات أدت
إلى الفقر والظلم ولكن كان حقا
على صدام أن يمن علينا بنعمة
الأمن . لقد
أصابتني بالذعر المنشورات التي
وزعت أخيرا في منطقة الأعظمية
التي تدعوا المجاهدين الذين
قاتلوا الاحتلال وقاتلوا
القاعدة والمليشيات إلى إعلان
حالة الحرب على القوات
المتواجدة في الأعظمية
لممارستها للقمع والظلم
والانتهاكات
وربما أن هذا سيندرج في إطار
الدفاع المشروع عن النفس ويندرج
في إطار النخوة والكرامة كما
يسوق له أصحاب هذه الدعوة
ولكنه سيقود الاعظمية الى
ساحة معركة سرعان ما يمتد
أوارها وسعيرها الى الكاظمية
والكسرة والصدر . من
يتحمل أسباب هذا التصعيد ؟ من
المؤكد ان نظام المحاصصة
والحكومة الطائفية هي من يتحمل
تبعات هذه النتائج في حسابات
السبب والنتيجة وفي حسابات
الفعل ورد الفعل .وكثيراً ما
نذكر بان اتساع
دائرة العنف كانت بسبب الضغوط
الطائفية التي تمارسها الأجهزة
الأمنية دون مسوغ والتي تؤدي
الى التعاطف
مع القوى الإرهابية والانفتاح
عليها ودعمها والتستر عليها في
حين يكون العكس لو اختارت
القوات الحكومية التحالف مع
المواطن بدءاً من المشاركة
الفعلية في هذه القوات
وانتهاءاً بالدعم المعلوماتي
عن الارهاب وقياداته وتحركاته
ومتابعة مصادر تمويله وفي هذه
الحالة فقط يتحقق الامن ولعل
تجربة 11سبتمبر وطريقة التعاطي
معها يعكس صحة ما ندعو اليه فبعد
فشل سياسة بوش في التعامل معها
نرى ان سياسة اوباما في
الانفتاح على الإسلام دليل على
ذلك وأخيرا القرار ببناء مسجد
للمسلمين في موقع قريب جداً من
مركز التجارة العالمي والذي هو
جزء من التفجيرات . فهل تمتلك
حكومتنا ,الشجاعة في التعاطي
مع المشكلة الأمنية بذات
الروحية ؟وهل يتعظ قادتنا من
تجربة سيدنا عمر وسيدنا علي في
قيادة الدولة ؟ حيث
أرسل كسرى رسولا إلى زيارة
عاصمة الإسلام وملكهم عمر بن
الخطاب حيث كان يظن أنها مملكة ,
فلما وصل رسول كسرى إلى المدينة
المنورة عاصمة الإسلام لمقابلة
أمير المؤمنين سيدنا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وسأل أين
قصر أمير المؤمنين؟ ضحك الصحابة
من سؤاله هذا و أخدوه إلى بيت
من طين وعليه شعر ماعز وضعه
عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم
البيت على رأسه وأولاده ! نظر
الرسل بعضهم إلى بعض ظنا منهم أن
هذا البيت ربما كان المنتجع
الصيفي أو مكانا ليقضي فيه بعض
الوقت هو وأهله فقالوا:
نريد قصر الإمارة! فأكدوا
لهم أن هذا هو .. فطرقوا الباب
ففتح لهم عبد الله بن عمر بن
الخطاب فسألوه عن أبيه.فقال
ربما كان في نخل المدينة. ثم دلوه
على رجل نائم تحت ظل شجرة ، وفي
ثوبه عدد من الرقع ، وبدون أي
حراسة ! سبحان الله ! رئيس دولة
عظمى يحكم نصف الكرة الأرضية في
ذلك الزمان ،
ينام على الأرض
يغط في نوم عميق يده اليسرى
تحت رأسه وسادة ويده اليمنى على
عينه تحميه من حرارة الشمس
فتعجب وقال قولته المشهورة ":
عدلت فأمنت فنمت يا عمر. متى
تناموا نومة عمر يا حكومتنا !!! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |