ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
قرأتم رسالة رمضان؟ عبد
الرحمن أبو العطا* يختلف
تفاعل الناس مع الرسائل الموجهة
إليهم عبر التقنيات المختلفة
بناءً على عوامل متعددة منها:
مدى الفوائد والمصالح التي
تحققها المعلومات الواردة بها و
مدى اهتمام المرسل إليه بالمرسل
وثقته به وحبه له واقتناعه بصحة
مضمون رسالته. هذه
المقدمة على علاقة وثيقة برسالة
شهر رمضان المبارك الذي حلَّ
بنفحاته الطيبات في ظل صيف حارٍ
وانقسام حاد في المجتمع ،
وانحراف خطير عن مسار المصالح
العليا لشعبنا وأمتنا وسط
تجاذبات سياسية تنفذها أطراف
متعددة دولية وعربية ومحلية. لقد
أحببت أن أقرأ رسالة رمضان لأهل
فلسطين خاصة ولأمة الإسلام عامة
والتي اتضحت لي متناسقة بشكل
جميل عظيم جليل يليق بعظمة ربنا
سبحانه وتعالى وهو الذي كتب
علينا الصيام لنبلغ بإذنه درجة
عالية اسمها التقوى. فإن
أردنا التخلص من الانقسام
البغيض فهذه أول الطريق لأنَّ
لنا ربّاً واحداً تفرَّد
بالألوهية والربوبية و تقدست
أسماؤه وصفاته و له الكمال
والجلال ، وهو صاحب الأمر
والنهي، فلا ينسى كل مسئول
تقلّد منصباً أنه عبدٌ لله
كغيره من العبيد. والثانية
أن طريقة معرفة رمضان واردة في
السنة النبوية التي هي من وحي
الربِّ الواحد ، وهي استطلاع
شهر رمضان المبارك فكما أن أهل
غزة ارتقبوا مطلع هلال الشهر
الفضيل فكذلك أهل النقب وحيفا
وكذلك أهل القدس ورام الله
وكذلك أهل مكة والقاهرة وكذلك
أهل كابول وجاكرتا. ووقت
الصيام واحدٌ كما جاء في سورة
البقرة من طلوع الفجر الصادق
وحتى مغيب الشمس فلا يتخلف مؤمن
عن أخيه في وقت وجوب الصوم ولا
يختلف وقت جواز الفطر من واحد
لآخر. وشروط
الصوم لا تتبدل بتبدل الشخصيات
ولا تتغير بتغير ذوي الهيئات
فما اشترط على الكبير ينطبق على
الصغير وما اشترط على الغني
ينطبق على الفقير وما يلزم
الجندي فإنه ملزمٌ للوزير. وأما
الاستثناءات أو الامتيازات في
الصيام فهي معايير ثابتة إن
أتيحت لمريض فإنها تتاح لظروف
مرضه لا لمستوى شخصه وحسبه
ونسبه ، وإن منعت عن صحيح فلعدم
انطباقها عليه لا لسبب لونه
السياسي أو وضعه الاجتماعي. فإذا
التزمنا بثوابت الصيام والصلاة
والحج والزكاة والجهاد
والإسلام والإيمان والإحسان
والتقوى والورع والحكم والشورى
فلن تكون هناك حواجز تقسمنا إلى
فرق وأحزاب و إلى غزة والضفة
وإلى رام الله والنقب وإلى
فلسطين ومصر وإلى عرب وأعاجم
سينتهي الانقسام في طرفة عين. أما آن
الأوان أن نقرأ رسالة رمضان
بتدبر وتمعن وأن نقرَّ بأننا
جميعاً في حاجة ماسة إلى رحمة
الله ومغفرته وإلى النجاة من
النار ، و أن صاحب الرحمة
والغفران والعتق هو الله الذي
أمرنا بأن نكون موحِّدين وأن
نعبده لا نشرك به شيئاً ؛ فعلام
التنافر إذن إن كنا نسلم لله ،
ونؤمن به ، وننقاد لأوامره ،
ونستجيب لدعوته. ـــــــــــــــــ * كاتب
وصحفي فلسطيني يقيم في قطاع غزة مبارك
عليكم شهر رمضان المبارك ووفقنا
الله وإياكم لصيامه وقيامه
ولاغتنامه بأعمال البر والخير وتقبل
الله طاعتكم وصالح الأعمال ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |