ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضان أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه (1) د.
محمد سعيد حوى. كلما
وقفت على فكرة او فتاوى او فهم،
اعتقد ان في شيء من ذلك ما لا
يتفق مع حقائق الاسلام العظيم
في صفاء عقائده وسمو اخلاقه
ودقة تشريعاته، ازداد الماً
وحسرة واقول في نفسي كم نحمل
الاسلام وهو الهدي الرباني
والكلمة الربانية الكاملة
الاخيرة لكل الخليقة، كم نحمل
الاسلام من اخطائنا وخطايانا في
الفهم او التصور الخاطئ فضلاً
عن السلوك الجانح او التقصير
الفاضح. فلولا
ان الدين محفوظ بحفظ الله, وسر
قوته كامنة فيه، في كتاب الله،
وصحيح هدي المصطفى صلى الله
عليه وسلم، لربما رأينا واقعاً
مختلفاً جداً.. لربما لم نر
اسلاماً حقاً لكن الله فضلاً
منه وكرماً ولأنه اراد لهذه
الرسالة – مجسدة بالقرآن – ان
تكون الخالدة التامة الكاملة
الخاتمة، فتولى سبحانه بنفسه
حفظ القرآن ومن ثم الدين. فلنتصور
للحظات لو انه اوكل الينا نحن
البشر حفظ القرآن وذلك الدين –
دين السلام – ماذا سيؤول الحال
ونحن نرى بأم اعيننا تحريف
الغالين وانتحال المبطلين
وتأويل الجاهلين ونحن نرى اتباع
المتشابه ممن زاغت بهم الاهواء
ونحن نرى ممن يتناول بعض نصوص
السنة من غير بحث ولا نقد ولا
تمحيص. ونحن
نرى ممن يتصدون لكثير من
الافتاء ولم يمتلكوا مؤهلات ذلك
او من يجعل هذا الدين اجزاء
مفرقة فتجده ربما جلد الناس على
اخطاء يقعون فيها او قصور لكنه
يسكت او يدافع عن باطل خطير تجسد
في سلوك من لا يسمح بنقده. والادهى
ان تجد من يشرع القتل للابرياء
او يدافع عن قتله باسم الاسلام
او يدافع عن ظلم يقع هنا وهناك
او ينسب للاسلام تحيزه للرجل ضد
المرأة. ويزداد
الامر سوءاً عندما تصدح وسائل
اعلام كثيرة بكل ما يمزق الامة
ويشتت كلمتها يبث الفرقة
والفتنة فيها ويوهن من عزيمتها
تارة بطمس حقائق الاسلام التي
اجتمعت عليها الامة، وتارة بعدم
تحرير محل الخلاف والنزاع ومرة
اخرى بتضخيم الخلاف الصغير او
بنسبة ما لا تصح نسبته الى
الآخرين ليسري ذلك في الامة
منهجاً يسلكه بعضهم خدمة لأعداء
الامة, لقلة الانصاف او فقد
التزكية والتربية الايمانية
والضمور في العلم او لخلل في
الاخلاق ولعل هذه الامور سر
كثير من المشكلات التي نعيشها
في ميدان الفكر الاسلامي وفقهه
وتصوراته: 1-
عدم الرسوخ في العلم 2- فقد
التزكية والتربية الايمانية
الكاملة 3- والخلل في الاخلاقيات
والمسلكيات ومنها عدم الصدق
احياناً وبالتأكيد من غير تعميم
على الجميع. لكن
النبي (صلى الله عليه وسلم)
حذرنا من حال قال فيه: "ان
الله لا ينتزع العلم انتزاعاً
انما ينتزعه بقبض العلماء، وحتى
اذا لم يبق عالماً اتخذ الناس
رؤساء وجهال فسئلوا فأفتوا بغير
علم فضلوا واضلوا" البخاري. كما قال
"انما اخاف على امتي الائمة
المضلين". اذن نحن
امام مشكلات وهموم وتحديات
خطيرة في الفكر والفقه والفهم
والفتوى كيف تعالجها ونتعامل
معها. اقامة
لهذا الدين وتوحيداً لهذه الامة
امتثالاً لأمر الله؟ هذا ما نود
بحثه.. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |