ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضان أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه -3 د.
محمد سعيد حوى وحدة
الأمة في عبوديتها لله. يتساءل
المرء لماذا تفرقت الامة؟
ولماذا غدت شيعاً واحزاباً؟
"كل حزب بما لديهم فرحون".. مع ان
وحدة الامة الاسلامية فرض من
امهات الفرائض، كلفنا ان نسعى
اليه وان نتحقق به ومع التكليف
به رسم لنا طريقه الواضحة
البينة. قال
تعالى "ان هذه امتكم امة
واحدة وانا ربكم فاعبدون". اذن اذا
تحققت الامة بالعبودية لله
بمعناها الشامل العميق الذي
يتضمن حقيقة الاحسان "ان تعبد
الله كأنك تراه فان لم تكن تراه
فانه يراك" بما يثمر حقيقة
المراقبة الذاتية واحسان
العبادة والعلاقة مع الخلق
والخالق.. العبودية التي تعني
خضوعاً مطلقاً لله مع التعظيم
والحب اذا تحققت الامة بذلك فلا
شك انها تسير في طريق الوحدة
واذا ما حدث خلل في قضية
العبودية لا بد سيحدث خلل في كل
شيء ومنها قضية الوحدة لأن
النفس الانسانية عندئذ ستصبح
اسيرة شهواتها، كما يصبح
الانسان محل استحواذ الشيطان
عليه فتكون الفتن والصراعات ومن
هنا لن يكون طريق الى وحدة
حقيقية الا اذا انتصر الانسان
على نفسه وشهواته وشيطانه وهذا
عنوان العبودية لله. ويؤكد
هذا المعنى قوله تعالى "وان
هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم
فاتقون". والتقوى
جوهر العبودية لله سبحانه ثم
يؤكد سبحانه في آية اخرى طريق
الوحدة وانه العبودية في قوله
تعالى "ولا يزالون مختلفين
الا من رحم ربك" اذن من ابتعد
عن اسباب رحمة الله فلا بد انه
سيعيش في حالة التفرق والتشرذم
والصراعات اما من كانوا داخلين
في رحمة الله فهم ابعد ما يكونون
عن ذلك، فكيف ننال رحمة الله،
نجد ذلك في قوله تعالى "ان
رحمة الله قريب من المحسنين". وكما
قلنا الاحسان هو العبودية لله
فعندما تكون محسناً فأنت عبد
لله وعندها تكون محل رحمة الله
واذن ستنجو من الاختلاف
والتفرق، واذا نحن تأملنا لماذا
تفرقت الامة نجد ان غياب هذه
الحقائق.. غياب حقيقة العبودية
لله هي جوهر المشكلة كلها. ولشرح
حقيقة العبودية والتحقق بها لن
نجد خيراً من كتاب الله، ولست
الآن بصدد خصوصية العبودية. لكنني
الفت النظر اننا احوج ما نكون ان
نتدبر هذا الموضوع في آيات
القرآن العظيم ولنا ان نأخذ في
ذلك انموذجاً سورة الاسراء
لانها ركزت على قضية العبودية
ومن عناوينها. الذكر
فبدأت بالذكر وانتهت بالذكر,
ومن عناوينها الاهتداء بالقرآن
واتخاذه منهج حياة شامل: ان هذا
القرآن يهدي للتي هي اقوم, وتكرر
ذكر القرآن فيها احدى عشر مرة. ومن
عناوينها السجود لله ومن
عناوينها الحديث عن الصلاة
ومناهج الحياة في العلاقات
الاجتماعية والمالية
والاعلامية والعلمية.. والآن
لو رجعنا الى تدبر احوال امتنا
فلن نجد سبباً حقيقياً شمولياً
نُرجع اليه سبب التفرق والضعف
في اقامة هذا الدين الا موضوع
الخلل في العبودية لله بمعانيها
الشاملة. وقد
يقول قائل لكننا نريد ان نبحث في
التفاصيل والخطوات العملية
والاسباب الدقيقة لما نحن فيه. كما
سيقول آخر وهل تستطيع ان تحمل
الامة او اكثرها على حقيقة
العبودية حتى نجعل ذلك سبباً
للوحدة. ليقول
لي انك عندما تربط الوحدة بقضية
العبودية فكأنك تقول ان لا وحدة
لأن اكثر الناس ولو حرصت ابعد ما
يكونون عن الوحدة.. او عن حقيقة
الايمان.. وهنا
نجيب ان الله تعالى يقول "ان
عبادي ليس لك عليهم سلطان"..
اذن عباد الله المتحققين لا بد
انهم موجودون وعلى قدر لا يجوز
الاستهانة به وهم محل الامل بعد
الله والخطاب موجه لهم, واذا
استكملوا هؤلاء بناء شخصيتهم
الايمانية والتحقق بكمال
العبودية كانوا قادة للمجتمع. اذ اننا
سنلحظ عند هؤلاء الذين هم محط
الأمل ومحل النظر خللاً ما في
المفاهيم او بعض التصورات او
بعض السلوكيات او بعض التطبيقات
الفقهية والشرعية, وذلك اثر عن
ضعف ما في التحقق بالعبودية او
خلل في التصورات فلعلنا من خلال
هذه المقالات نسعى الى تلمس
الطريق إن شاء الله. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |