ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ثلث الدول العربية فاشلة... ماذا
عن الثلثين الآخرين عريب
الرنتاوي وجود
خمس دول عربية - الصومال ،
السودان ، العراق ، اليمن
ولبنان - في قائمة الدول الفاشلة
، لا يجعل من بقية الدول الـ22
دولاً ناجحة ، فهناك 13 دولة
عربية تقف على ضفاف الفشل ، بل
ويمكن القول أن بعضها آخذ في
الانزلاق إلى خانة الدول
الفاشلة ، إما لتفاقم الصراعات
الداخلية (الطائفية والمذهبية
فيها) ، أو لعجزها على السيطرة
على أطرافها وصحاريها وقفارها ،
أما بقية الدول العربية (4 دول)
فقد أدرجت في خانة الدول ذات
الكفاءة المعتدلة ، علما بأن
واحدة منها على الأقل ، تشهد
انقساماً مذهبياً محتدماً ،
يكاد يهدد مستقبل وجودها وليس
أمنها واستقرارها فحسب. المقياس
الذي أصدرته مجلة "فورين
بوليسي" و"صندوق السلام"
، اعتمد تعريف الدولة الفاشلة
على أنها الدولة التي تعجز عن
فرض سيطرتها على أراضيها ، بما
يحيلها إلى ملاذ آمن للجريمة
والمخدرات والقرصنة والإرهاب ،
ويعرض وحدتها الترابية للخطر ،
غير قادرة على اتخاذ القرارات
التي تؤثر في حياة مواطنيها ولا
توفر خدمات أساسية لهم ، وتميل
إلى استخدام القوة والعنف ،
ويتفشى فيها الفساد والاستبداد.
إن ظل
حالنا على حاله ، فقد لا يكون
بعيداً ذلك اليوم ، الذي ستندرج
فيه غالبية الدول العربية ، في
خانة الدول الفاشلة ، لا سيما
وأن كثيرا منها يواجه مشكلات
ضعف الدولة وتآكل شرعية الحكم
ونمو البنى والعلاقات
والمؤسسات "السابقة للدولة"
، إثنية كانت أم قومية ، دينية
أو طائفية ، جهوية أم عشائرية ،
وستشهد عملية الانحدار إلى مصاف
الدول الفاشلة ، تسارعا ملحوظا
إن فقد بعض المراكز الدولية
اهتمامها ، كلياً أو جزئياً
بالمنطقة ، ذلك أن "تماسك"
بعض الدول العربية القائم
حالياً ، إنما يعود للدعم
والإسناد الذي تلقاه من
الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي ، لأسباب ودوافع شتى. في
البحث عن أسباب "فشل"
الدولة العربية المعاصرة ،
وخصوصا في حقبة "ما بعد
الاستعمار" ، ومرحلة ما بعد
"الاستقلالات الوطنية" ،
لا يمكن القبول بـ"التفسيرات"
التي تقدمها النخب ، والتي تلقي
باللائمة تارة على "الاستعمار
والقوى الدولية" ، وأخرى على
ما تسميه "الخصوصية العربية"
، وهي نظرية يسعى أصحابها في
البرهنة على أن تراث العرب
التاريخي والديني والثقافي
والاجتماعي ، يتناقض مع "الحداثة
والعصرنة" ، ولا ينسجم مع "منظومة
الحريات وحقوق الإنسان وقواعد
الديمقراطية والتعددية" ،
باعتبار أن هذه المنظومة هي
نتاج الحضارة الغربية بمدارسها
المختلفة ، وليست مولودا طبيعيا
للحضارة العربية الإسلامية. وغني عن
القول ، أن جميع هذه "التفسيرات"
هي حجج وذرائع ، تستخدم غالبا
لتبرير حالة "الانحباس
والمراوحة" التي تعيشها
عملية الإصلاح السياسي والتحول
الديمقراطي والتنمية
الاقتصادية الاجتماعية الشاملة
في الدول والمجتمعات العربية ،
كما أنها ذرائع ومبررات تُساق
لتأبيد "حالة الركود" التي
تعيشها نظم الحكم العربية. ويجادل
معظم المثقفين والإصلاحيين
العرب ، في أن السبب الرئيس لفشل
الدولة الوطنية العربية إنما
يعود لأنماط الحكم التي سادت في
مرحلة ما بعد الاستقلال ، حيث
تميّزت معظم النظم العربية ،
وبدرجات متفاوتة ، بكونها نظما
ديكتاتورية عسكرية أو
استبدادية شمولية ، اعتمدت في
الوصول إلى السلطة أو الحفاظ
عليها ، على القوة العسكرية
والأمنية المفرطة ، همّشت
الأحزاب السياسية ومؤسسات
المجتمع المدني ، عطّلت القضاء
وصادرت استقلاليته ، سيطرت على
الصحافة ووسائل الإعلام
وجردتها من دون دورها الرقابي ،
قضت على مبادئ فصل السلطات ،
وجمعت كافة الصلاحيات
الدستورية في يد شخص واحد. وفي
سعيها لتأبيد وجودها في السلطة
، وبناء قاعدة اجتماعيه للحكم ،
اعتمدت معظم هذه الأنظمة على
سياسة فرّق تسد ، عطلت سيادة
القانون ومبدأ المواطنة كأساس
للحقوق والواجبات ، وكناظم
للعلاقة بين الفرد والدولة ،
اعتمدت على العائلة والعشيرة
والطائفة ، حكمت الأغلبية
بالأقلية ، وأقصت فئات اجتماعية
بأكملها ، أو همّشت حضورها
الاقتصادي والسياسي ، وبنت
مؤسسات الدولة ، على قاعدة "الولاء
السياسي" العائلي والطائفي
والعشائري ، وحرمت قطاعات كبيرة
من مواطنيها من حقوقهم الأساسية. لقد أدى
ذلك كله ، إلى نمو "الهويات
الثانوية والفرعية" وانتعاش
البنى والروابط الطائفية
والعشائرية ، وتعاظم دور "اللاعبين
اللا دولاتيين" ، لاسيما بعد
أن فقدت الدولة العربية كثيرا
من عوامل قوتها الاحتكارية ،
فتحرير التجارة والاقتصاد أضعف
دور الدولة الريعية وأفقدها
دورها كأكبر رب عمل وعزز دور
القطاع الخاص ، وثورة الاعلام
والاتصال والإنترنت ، أفقدت
الدولة لسيطرتها الاحتكارية
على وسائل الإعلام ومصادره ،
وفي عدد من الدول العربية ، أدى
انتشار السلاح بين الناس ، إلى
إفقاد الدولة لحقها الاحتكاري
الحصري في استخدام القوة. وإذا
كانت الصومال تنهض كشاهد على
"الحد الأقصى" الذي يمكن أن
تبلغه "الدولة الفاشلة" من
تفكك وانهيار داخلي ، وتهديد
للأمن والاستقرار الداخلي
والإقليمي والدولي على حد سواء
، فإن هناك عدة دول عربية تغذ
السير على "الطريق الصومالي"
وتكاد تقترب من التفكك والتقسيم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |