ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم بناء
الشخصية المسلمة الدعوية (7
من 8) بقلم:
الدكتور محمد بسام يوسف 7- مطوِّر لأساليب
عمله باستمرار، وفق تطوّرات
العصر والبيئة والظروف، ووفق
تطوّرات مراحل عمله.. لا يجمد،
ولا يتحجّر. حين
زالت الخلافة الإسلامية من
الأرض، اتجه المسلمون اتجاهاً
آخر، بدأه الإمام الشهيد حسن
البنا (رحمه الله)، حين رأى أنّ
السلطة لن تعودَ إلى الإسلام،
إلا بإعادة صياغة الإنسان
المسلم والمجتمع المسلم،
صياغةً إسلاميةً نقية، وتبعه
بعد ذلك المصلحون من قادة
المسلمين، ينهجون نهجه،
ويحاولون تحقيق الهدف ذاته، وهم
يُدركون أن أساليب العلماء
الأجلّاء، المحصورة بتعليم
علوم الإسلام للناس فحسب، لم
تعد تصلح وحدها لتحقيق الهدف
المنشود، لسببين اثنين: 1-
لأن أنظمة الحكم في بلادنا غير
إسلامية. 2-
ولأن عصرنا يحتاج منا، إلى فهمٍ
جديدٍ وأسلوبٍ حديثٍ في العرض،
ووسائل جديدةٍ في العمل، تتناسب
مع هذا العصر الذي نعيشه. لقد
انفضّ الناس عن كثيرٍ من حلقات
العلماء الأجلّاء والحركات
الإسلامية، لأنها لم تستطع أن
تطوِّر أساليب عملها، بينما لجأ
الناس إلى العلماء الذين طوّروا
أساليبهم في الدعوة، واقتربوا
بها من واقع الناس والأمة، فلا
بد –إذن- من التطوير المستمر
للأسباب التالية: 1-
لأنّ الجمودَ مَقتلةٌ حقيقيةٌ
للفكرة، التي حين تُعرَض بقوالب
جامدةٍ غير مفهومة، فإنّ الناس
يرفضونها، ويبتعدون عن أصحابها. 2-
ولأنّ سرعة الاتصال بين الناس
والأمم، الذي ترتّب عليه سرعة
انتقال الثقافات
والأيدولوجيات، قد سبّب وضعاً
جديداً في الأرض، فغزتنا أفكار
غريبة تحتاج منا إلى موقفٍ
علميٍ واضحٍ للسيطرة عليها،
ولإزالة شرّها، وتجنيب الأمة
آثارها السيئة. 3-
ولأنّ عدوّنا يطوِّر من أساليب
عمله، وأنماط تفكيره، ما يقتضي
منا أن نُضاعفَ جهودنا في تطوير
أساليبنا ومساعينا لعرض
أفكارنا، وعزل عدوِّنا عن
إنساننا ومجتمعنا. كل ذلك يضع ابن الدعوة
الإسلامية أمام خيارين اثنَيْن: 1-
إما أن يجمد، وفي جموده مَقتله
وتخلّف الدعوة التي ينتمي إليها. 2-
أو أن يطوِّر من أساليب عمله لما
فيه خير دعوته، لتدخلَ ساحات
العمل، بفكرٍ متوهّج، وتنظيمٍ
دقيق، وأسلوبٍ متطورٍ يجدّدُ
صلاتها مع المجتمع، باتجاه
تحقيق الأهداف السامية
لإنساننا وأمّتنا وأوطاننا. إنّ
ابن الدعوة الإسلامية الذي يرفض
التطوير.. هو إنسان عقيم، يهدر
جهده الدؤوب بلا مبرِّر!.. أما
ابن الدعوة الإسلامية الذي يعيش
عصره، ويطوّر أساليبه، ويفهم
أبعاد ما يجري حوله، هو وحده
الذي يستطيع العيش في هذا
العالم بثباتٍ ونجاح، ويتمكّن
من شدّ الناس إلى الإسلام، ومن
اختيار المناسبين منهم، لرفد
دعوته الإسلامية بالعناصر
الفاعلة.. إنه وحده الأمل، الذي تُبنى
على كتفيه النجاحات، وتتحقّق -بجهوده
الفعالة ورؤيته المبصِرة-
الأهداف الكبيرة، بإذن الله عزّ
وجلّ. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |