ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 26/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه-8

د. محمد سعيد حوى

الاشكال السادس: الموقف من المبتدعة.

تأتي قضية التعامل مع المبتدع من اكثر المسائل اثارة وتمزيقاً للصف واكثرها اشكالات وذلك لأسباب.

1-        لا يوجد اتفاق واضح وصريح بين امهات المدارس العقدية على تعريف البدعة والمبتدع. ومن ثم فكل يضع تعريفاً يراه صحيحاً ثم يحاكم الناس اليه (حتى المدارس المنتسبة الى اهل السنة من اشاعرة ومحدثين يختلفون في تعريف البدعة).

2-        اذا نظرنا في منهج المحدثين في التعامل مع البدعة نجد اضطراباً في المنهج نظرياً عند بعضهم، كما نجد تناقضاً بين المنهج النظري والتطبيقي.

فتجد بعض علماء الحديث يقسمون البدعة الى شديدة ومتوسطة وخفيفة ثم يقولون ترد رواية صاحب البدعة الشديدة ثم يختلفون ما هي الشديدة وما دونها.

وتجد من يقول تقبل رواية المبتدع الثقة الضابط ولا ترد الا رواية من كان يستحل الكذب كالخطابية.

وتجد من يقول تقبل رواية المبتدع اذا كان ثقة بشروط:.

أ‌- ان لا يكون داعية الى بدعته.

ب‌-       ان لا يكون الحديث مؤيداً لبدعته.

والسؤال هنا اذا كان ثقة ضابطاً فلماذا رددتم رواية الداعية وحسب, واذا كان ثقة ضابطاً وروى ما يؤيد بدعته فاما حق رواه فاذن ليس ببدعة واما باطل، وان كان باطلاً فاما هو الذي وضعه او غيره فان كان هو الذي وضعه فليس بثقة، وان كان غيره، فما اكثر ما روى اهل السنة من الموضوعات.. فما قيمة هذه القيود عملياً.

3-        نتناسى ونحن نبحث في البدعة ان صاحب البدعة يرى نفسه هو صاحب الحق وانه ما قال ببدعته الا وهو يرى الدليل معه فاذن كل طرف سيصف الآخر بالابتداع ولن ننتهي.

4-        ونتناسى ان اقوال اناس في العقائد انما هي آراء ولا يجوز معاقبة الانسان على رأيه.

5-        نتناسى ان الشيخين قد اخرجا لكثير من اصحاب البدع ممن عرفوا بالصدق والتقوى والضبط.

6-        يؤكد اهل السنة ان العدالة شرط من شروط قبول الراوي ثم يذكرون ان من خوارم العدالة الفسق ثم يقبلون رواية من شتم علياً، لكن لو وجد مبتدع يشتم عثمان بن عفان او عمر فهو الضال المضل وانا احب جميع الصحابة واتولاهم ولا اقر من شتم صحابياً – معاذ الله – لكن اقول: اين الميزان الدقيق في هذه القضايا.

7-        ان بعضهم يعامل كل المبتدعة على مستوى واحد من المعاملة فيجعل من عنده ادنى مخالفة مبتدعاً ثم يعمد بعضهم الى تضخيم شأن هذه البدعة, ويجعل وجود بدعة ما مهما كان شأنها ميزاناً في الحكم على الآخرين. فالتوسل بحياة النبي مع كون الدعاء متوجه به الى الله عند بعضهم بدعة وشرك وعند آخرين دعاء محمود يرجى قبوله وثوابه, وكل طرف يضخم هذا الخلاف ولا يقبل عذراً من آخر ابداً.

8-        ان هناك من ينسب اقوالاً لبعض المبتدعة لا يقولون بها ابداً او انها من لوازم المذهب وليست بمذهب كمن يدعي ان الاشاعرة ينفون عن الله الحكمة، وليس صحيحاً، انما قالوا: انه ليس لأفعال الله علة تجبره ان يفعل هذا الشيء او لا يفعله.

وكذا من يقول: ان القدرية ينسبون الى الله الجهلّ وهم لم يقولوا بذلك ويثبتون لله صفة العلم لكن لازم مذهبهم الذي يقول ان الله يعلم الاحداث عند وقوعها يوهم ذلك والقاعدة ان لازم المذهب ليس بلازم ما لم يقله صاحبه صراحة.

وهكذا قضايا كثيرة تحتاج الى تحرير وضوابط تثير اشكالات كثيرة بسبب الجهل بها او التضخيم او سرعة الحكم او عدم التحرير.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ