ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قبل
رحيل رمضان نداء..
مع منتصف الشهر الفضيل نبيل
شبيب انتصف
رمضان أو كاد.. ويبدو كأنّ كثيرا
من المسلمين يتساءلون متى ينتهي
رمضان هذا العام؟.. من
المسلمين من قد يتمنّى لو يدوم
رمضان طوال العام، ليحصل على
الأجر أضعافا مضاعفة على ما
يجدّ فيه من عمل صالح، ويتساءل
رغم ذلك متى يأتي يوم "الفرحتين"
بفطره وأجره مع حلول العيد بعد
رمضان!.. ومن
المسلمين من قد يتمنّى أن ينتهي
رمضان سريعا، ليعود إلى سابق
عهده من قبل، وتمضي أيام رمضان
بما كان فيها من "عبادة
موسمية".. ولسان حاله يقول: لا
بدّ من أدائها!.. ومن
المسلمين من يعيش بقلبه وجوارحه
أيام رمضان وليالي رمضان
ويتمنّى رغم ذلك أن يمضي الشهر
الكريم للخلاص ممّا يقتحم عليه
داره من مفاسد، زيادة عن سائر
العام، وقد جعلها صانعوها "آثاما
بمناسبة رمضان"!.. ومن
المسلمين من يعاني في رمضان هذا
من الجوع والمرض والبؤس
والتشرّد ولا يكاد يجد يد العون
التي تمنّى أن تأتيه في رمضان
بقوّة ما يصنعه من روح التضامن
والإحسان والتعاون والإيثار ما
بين المسلمين، وذاك حال كثير من
المسلمين في بقاع الأرض، ومنهم
في رمضان هذا ملايين المسلمين
في باكستان مع كارثة الفيضان،
ومنهم المحاصَرون في قطاع غزة
وسط "بحر المليار ونصف
المليار" من المسلمين، وهم
يقضون تحت ضوء الشموع رمضان
للمرة الثالثة تحت الحصار.. إلا
من "شاشات التلفاز" تنقل
إلى من يلتقطها ساعة وصول تيار
كهربائي إلى بيته، ليرى كيف
يستقبل كثير من المسلمين
الآخرين غروب الشمس بالموائد
الفاخرة.. وليالي رمضان إمّا في
مساجد عامرة أو في "حلقات
الترفيه" حول تلك الشاشات
نفسها.. وكأنّهم يريدون أن يحمل
الميزان شيئا آخر غير حسنات
الصيام والقيام.. وغير حسنات
فضيلة الإحسان في رمضان!.. ومن
المسلمين من يودّ أن يلقي عن
كاهله عبء رمضان وما تفرضه
أجواؤه عليه من بعض المراعاة
للآخرين، فعينه تدور حوله، على
هذه الأرض، أكثر ممّا تتوجّه
إلى رب السماء والأرض، وحساباته
فيما ينبغي ألاّ يصنعه في رمضان
وإن صنعه خارج رمضان، حسابات
اليوم الذي يعيش والعلاقات التي
يرعاها.. بعيدا عمّا يعنيه يوم
الحساب!.. انتصف
رمضان أو كاد.. ومن المسلمين، أو
من يحملون أسماء المسلمين،
ويفعلون ما يستحيي المسلم عن
فعله في رمضان وغير رمضان.. من
هؤلاء من لا يتردّد عن تقديم
المزيد من "الهدايا الآثمة"
في رمضان، حتى ولو كانت على حساب
الأقصى والأرض التي باركها الله
تعالى من حوله.. أو كانت على حساب
عيون الأطفال الدامعة بعد تغييب
الأب أو الأخ (بل تعاظم الفجور
ليصل إلى تغييب الأم أو الأخت)
وراء قضبان سجون الاستبداد
والقمع، أو "قضبان" النفي
والتشريد، رمضانا بعد آخر،
وعيدا بعد عيد، وعاما بعد عام.. سيرحل
الشهر الفضيل.. سيرحل الشهر
الشفيع بين يدي الرحمن.. وسيرحل
من يتساءلون عن رحيله جميعا، من
هؤلاء وهؤلاء، وسيقفون بين يدي
العزيز الديّان، فمنهم من تناله
شفاعته ومنهم من يندم يوم لا
ينفع ندم، سترحل المآسي مع من
صبر عليها، ومع من يصنعها، مع
مظلوم ليس بين دعوته وبين
المستجيب حجاب، ومع ظالم إذا
أحاط به جند القويّ الجبّار
يتمنّى.. ويتمنّى لو لم يكن شيئا
مذكورا وهو يفتقد حوله من كان
حوله من الأجناد، يأمر فيطيع،
ولئن استنجدوا به يومذاك..
يأتيهم الجواب: {إِذْ تَبَرَّأَ
الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ
الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا الْعَذَابَ
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ
الْأَسْبَابُ} {وَقَالَ
الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ
أَنَّ لَنَا كَرَّةً
فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا
تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ
يُرِيهِمُ اللَّـهُ
أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ
عَلَيْهِمْ وَمَا هُم
بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.. {ذَلِكَ
بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا
الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ
يَضْرِبُ اللَّـهُ لِلنَّاسِ
أَمْثَالَهُمْ} ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |