ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضان أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه -9 د.
محمد سعيد حوى ضوابط
التعامل مع المبتدعة. ذكرت ان
من اكثر الاشكالات والاسباب
التي ادت الى تمزيق الامة قضية
الاتهام المتبادل بالبدعة. وذكرت
ثمة اشكالات في هذا الصدد من حيث
اختلافهم في تعريف البدعة، وعدم
تحرير الموقف وجعل المبتدعة على
مستوى واحد.. واضطراب بعض اهل
العلم في التعامل مع رواية
المبتدع. واذا ما
اردنا ان نحل هذا الاشكال لنسعى
الى وحدة الامة على اسس صحيحة
شرعاً فان من واجب اهل العلم ان
يمرروا هذه المسائل بدقة وتسامح
ايضاً. ولعلي
هنا اقترح بعض الضوابط في
التعامل مع المبتدعة. 1-
ان كل بدعة قام لدى صاحبها
شبهة دليل لا يجوز الطعن فيه –
مع رفض بدعته وفق الادلة -. مثال
ذلك: ان المعتزلة قالوا لا نرى
الله يوم القيامة ومن ادلتهم
"لن تراني" "لا تدركه
الابصار وهو يدرك الابصار"
وادلة اخرى فهل هؤلاء ضالون ام
هم في نظر انفسهم منافحون عن
العقيدة؟!! وان كنا نرجح ثبوت
رؤية الله في الآخرة وليس هذا
مكان بسط ذلك. ومثال
ذلك قولهم بخلق القرآن لأدلة
قامت عندهم كقوله "انا جعلناه
قرآنا عربياً" ومن معاني
الجعل الخلق.. ونحن لا نقرهم"
ولكن لنرى كيف تشتبه الامور. 2-
انه لابد أن ننظر الى صاحب
البدعة الذي قام لديه دليل او
شبهة دليل عليها انه انما يقصد
الحق وينافح عنه – تماماً – كما
انسب لنفسي انني اقصد الحق، لقد
علمنا القرآن هذا المبدأ حتى مع
غير المسلمين، في صدد الحوار
لنفتح القلوب والعقول لنقبل
الحق قال تعالى: "... وأنا او
اياكم لعلى هدى او في ضلال مبين،
قل لا تسألون عما اجرمنا ولا
نسأل عما تعملون" سبا 24-25. فجعل
الهدى ممكناً عند الطرفين مع ان
الهدى قطعاً مع الرسل, وصف اعمال
الرسل بقوله (اجرمنا) أي هبَّ،
اننا اجرمنا لا تتحملون
المسؤولية لكنه وصف اعمال الخصم
بالاعمال وحسب. فما اعظم هذه
الآداب وقد قيل لنا في حق اهل
الكتاب "ولا تجادلوا اهل
الكتاب الا بالتي هي احسن"،
وقيل لنا "ولا تسبوا الذين
يدعون من دون الله .." وقيل لنا
"قولوا للناس حسناً"، وقيل
لنا "قل لعبادي يقولوا التي
هي احسن". ان مما
يؤسف له انه بمجرد ان يقوم نزاع
بين المسلمين انفسهم في شأن
يتناسون كل هذه التوجيهات
القرآنية. 3-
انني كما اطلب من غيري ان
يراجع نفسه ويحاسبها. فلا بد ان
افعل الشيء نفسه فكم من قضية عند
اهل السنة سكتوا عنها ولا بد من
مراجعة فيها.. فهل كان
فعل معاوية في توريث الحكم
سليماً وهل كان قتل الحسين بن
علي امراً عادياً، وهل فعلاً لا
تجوز مناقشة احاديث الصحيحين
ابداً وهل حقاً كل الصحابة
بمنزلة واحدة عند النقد الحديثي
لمروياتهم وهل اعطينا اهل البيت
حقهم عبر التاريخ. هل صحيح
ان قضية المهدي والدجال
والاضافات التي تنسب الى الله
من مثل "يد اللهط .. هل فعلاً
هي مسائل من اصول الاعتقاد ام
فروعه. اذن نحن
واياهم ما احوجنا الى مزيد من
المراجعة الدقيقة والتسامح مع
التزام الحق. 4-
ان الاصل في التعامل مع
المبتدعة – في نظرنا – انهم
مسلمون لهم ما لنا وعليهم ما
علينا التزاماً بقوله صلى الله
عليه وسلم "من صلى صلاتنا
واستقبل قبلتنا واكل ذبحيتنا
فهو المسلم له ما لنا وعليه ما
علينا. 5-
انه لا يجوز نعت احد من
المبتدعة بالكفر الا اذا كان
كفراً صراحاً لا يحتمل تأويلاً. 6-
كذا لا يجوز نعته بالضلال
والفسق اذا كان متأولاً – والا
فهل نقول ان الزمخشري ضال – وهو
من اكابر علماء التفسير – لكونه
معتزلي. 7-
ولا يجوز ان نحكم على صاحب
بدعة انه في النار – ما لم تكن
كفراً بواحاً – وهنا اؤكد ان
عبارة (كلها في النار الا واحدة)
الواردة في سياق حديث افتراق
الامة لا تصح، بل والحديث كله
بحاجة الى نقد. 8-
ان هناك من الآراء التي نسب
اصحابها الى البدع يعظم شأنها
وهي عديمة الاثر في حياة
المسلمين اليوم كقضية خلق
القرآن, ورؤية الله في الآخرة,
والخلاف الذي جرى بين الصحابة،
بينما تغيب القضايا المؤثرة في
حياتنا. 9-
واخيراً.. فان الحساب في
قضايا الاعتقاد والفكر انما هو
اخروي "انما أنت مذكر* لست
عليهم بمصيطر* الا من تولى وكفر*
فيعذبه الله العذاب الاكبر* ان
الينا ايابهم* ثم ان علينا
حسابهم". ويؤكد
هذا ان الشيخين نقلا احاديث
كثير من المبتدعة الذين عرفوا
بالصدق والضبط والصلاح.. وهذا
نوع من الانصاف وحرية البحث
والفكر. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |