ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم بناء
الشخصية المسلمة الدعوية (8
من 8) بقلم:
الدكتور محمد بسام يوسف المنهج
التربويّ المطلوب لبناء
الشخصية المسلمة الدعوية
الفاعلة وهو
المنهج الذي سينقل ابن الدعوة
الإسلامية ويطوِّر بناءه، من
حالته الراهنة، إلى الحالة التي
يجب أن يكونَ عليها، بوصوله إلى
درجة الصفات السبع التي ذكرناها
آنفاً. لن
نقترح منهجاً تربوياً
مفصَّلاً، فهذا ليس مجاله هنا،
لكن سنقدِّم أساسياتٍ عامةً
لإعداد منهجٍ تربويّ، يُلبّي
الحاجة إلى وسيلة بناء الشخصية
الإسلامية لابن الدعوة
الإسلامية، حسب المعايير التي
حدّدناها. أساسيّات
المنهج التربويّ المطوَّر 1-
بناء الإنسان المسلم هو: بناءٌ
فكريٌّ إيمانيّ، وبناءٌ
تنظيميّ حركيّ. وأيّ خللٍ في هذا
البناء بشقّيه المترابطَيْن،
سيؤدي إلى خللٍ في بناء الشخصية
الإسلامية الفاعلة، ينعكس
سلباً على دورها وأدائها، وعلى
مدى التزامها وولائها. 2-
هناك فرقٌ كبيرٌ بين التربية من
جهة، والتعليم أو التثقيف من
جهةٍ ثانية، على الرغم من
التكامل بين العمليتين،
فالأولى أساسية جوهرية، أما
الثانية فهي تحصيلُ حاصل. 3-
من الضروريّ، أن يحقّقَ المنهجُ
التربويُّ المطوَّر شرطَ توحيد
الثوابتِ والمنطلقاتِ
الإسلامية، بشكلٍ واضحٍ لا
لَبسَ فيه، التي أركانها: أ-
هدف الإسلامِ هو تحقيقُ
العبوديّة لله عزّ وجلّ وحده لا
شريك له، لعمارة الأرض. ب-
الدعوة الإسلامية القوية
العصريّة، هي الوسيلةُ لتحقيق
الهدف. ج-
العملُ لتحقيق الهدفِ بكلّ
أشكاله، هو جهادٌ في سبيل الله. د-
التقاعسُ عن العملِ لتحقيقِ
الهدف، يستجلبُ سخطَ الله عزّ
وجلّ يوم القيامة، والانخراطُ
فيه يستجلبُ محبّةَ الله عزّ
وجلّ ورضاه وجنّته. ه-
التعاملُ مع واقعنا بطريقةٍ
حكيمةٍ وذكية، لا يعني التخلّي
عن ثوابتنا ومنطلقاتنا. 4-
لابُدّ من تحديد مواصفات
الإنسان المسلم ابن الدعوة
الإسلامية، وتجاهلُ ذلك، سيفتح
ثغرةً واسعةً في العمليّة
التربويّة والدعوية. (انظر
المواصفات السبع التي حدّدناها
في الحلقات السبع السابقة). 5-
ينبغي أن يلبّي المنهجُ حاجةَ
الانتشارِ للدعوة الإسلامية،
بين شرائح المجتمعات المختلفة. 6-
العلومُ الشرعيةُ الضرورية
للداعية، توضع لها آليّاتٌ
لتعليمها، من خلال دروسٍ
دوريّةٍ عامة، أو بإنشاءِ
مؤسّسةٍ تعليميةٍ خاصة، يقوم
عليها بعض العلماءِ من أبناء
الدعوة وأنصارها، وتُضبَطُ
آلية التعليمِ فيها بشكلٍ
مرادفٍ لبناءِ الأفرادِ وفق
منهجٍ تربويّ مطوَّر.. أو عن
طريق دوراتٍ شرعيةٍ خاصّة،
تُقامُ رديفاً للمراحلِ
التربويّة الإعدادية المنهجيّة. 7-
ينبغي أن يحقّقَ المنهج
الحاجاتِ العمليّة، وهي الأهم،
جنباً إلى جنبٍ مع تحقيق
الحاجات الفكريّة، لذلك ينبغي
للمنهج المطوَّر، أن يحدِّد
خطوطاً عامّةً لآليات تحويل
الأفكارِ والدراساتِ النظريّة
إلى واقعٍ عمليّ. (فضلاً، راجع
دراستنا ذات العلاقة، بعنوان:
الإعدادُ التربويُّ العمليُّ
للشخصيّةِ الإسلاميّة). 8-
ينبغي أن يعملَ المنهج على
إيقاظِ الشعورِ بالخطرِ
المعادي بكل أشكاله وجهاته، وأن
يدفعَ المسلم للتمسّكِ
بإسلامِهِ، وللتحلّي بالوعي
لمجابهة التآمرِ والعدوان
أينما واجَهَهُ. 9-
المِرانَةُ صفةٌ واضحةٌ
للمنهجِ المطوّر، إذ تُختارُ
منها الموادّ التي تلبّي
الحاجاتِ التربويّةِ للدعاة،
حسبَ الثغراتِ الموجودةِ في
بنائهم ونفوسهم، وليس بشكلٍ
أصمّ. 10-
المنهجُ قائمٌ على قضيّةٍ
أساسية، هي أنّ تنفيذه بالشكلِ
الأمثل، لا يتمّ إلا بعد تشكيلِ
المجموعات التربوية، على أساس
التقارب في المستوى العلميّ
والثقافيّ والعُمْريّ والنفسيّ
والتنظيميّ والأخلاقيّ
والسلوكيّ. 11-
يُعنَى المنهج بالتقويم
المستمرّ للأفراد، وذلك بتحديد
آليةٍ لدراسةِ الآثارِ
والنتائج، التي تتولّد عن تنفيذ
الواجبات والأعمال التربوية من
قِبَلِ الأفراد. 12-
يعالج المنهج المشكلات التي
تُعاني منها الدعوة وأبناؤها. 13-
يؤسِّسُ المنهجُ لاختيار
المتفوّقين الذين أنهَوا
مراحلَه، ثم لإلحاقهم في مجالات
التخصّص المختلفة، التي
تَخدُمُ أعمال الدعوة، وتسدّ
الثغرات المختلفةِ فيها، بما
فيها تخصّصات الدعاة والعلماء. 14-
يلبّي المنهجُ وضعَ الآليّة
العمليّة المثلى، لتزكية
النفوس وتعميق الصلة بالله عزّ
وجلّ، والارتقاء بالروحِ إلى
أبعدِ حدٍّ ممكن. 15-
يلبّي المنهجُ حاجةَ تعميقِ
الوعي السياسيّ، وفهمِ
الأحداثِ المحيطة، من خلال
المتابعة الحثيثة تربوياً. 16-
الأمنُ الإسلاميّ جزءٌ مهمّ،
ينبغي إتقانه بأساليب محدّدةٍ
في المنهج. 17-
القضايا الإسلامية هي الهمّ
الكبيرُ الذي ينبغي لجميع أبناء
الدعوة أن يعيشوها ويتفاعلوا
معها، بكلّ جوارحهم وطاقاتهم،
وعلى المنهج المطوّر أن يسدَّ
هذه الثغرة. 18-
يهتمّ المنهجُ بالمرأة، بنفسِ
مستوى اهتمامه بالرجل، بما في
ذلك بناءُ الطاقات النسائيّة
القادرة على تلبية الحاجات
الضروريّة للدعوة، وبخاصةٍ في
مجال نشرها في أوساط المجتمعات
المختلفة. 19-
من المفيد أن تكون للمنهجِ
ثلاثُ مراحل: أ-
المرحلة الأولى: محورها إيمانيّ
عَقديّ، يتم التركيز فيها على
استيعاب الثوابتِ والمنطلقات
الإسلامية المذكورة آنفاً (البند
رقم 3). ب-
المرحلة الثانية: محورها أخلاقيٌّ-عمليّ،
يتم التركيز فيها على البناء
الأخلاقيّ الفعّال، وعلى أدبِ
العلاقات داخل صفوف الدعوة
وخلال المجتمعات. ج-
المرحلة الثالثة: محورها -بعد
التأكد من سلامة المحورين الأول
والثاني في بناء الداعية- هو هضم
العلوم الإسلامية الأساسية
بحدٍّ أدنى، والوصول إلى مستوىً
لا بأس به من مواصفات ابن الدعوة
الإسلامية المحدّدة في حلقاتنا
السبع السابقة. (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ
الْعَامِلُونَ)
(الصافات:61). صدق
الله العظيم ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |