ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العقل
حجة الله على خلقه محمد
زهير الخطيب خلق
الله عز وجل الانسان ميالاً إلى
التدين ومقدِساً للقوى الغيبية
المعجزة، ومتعلقاً بحب الآباء
والاجداد ومحترماً لعقائدهم
ومعتزاً بتراثهم. ولكن هذا
الميل وذلك التعلق والاعتزاز لا
يكفي للحصول على نتائج سليمة. (واذا
قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله
والى الرسول قالوا حسبنا ما
وجدنا عليه آباءنا اولو كان
آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا
يهتدون). المائدة
104 وقوم
صالح عليه السلام كان عندهم حب
شديد للتدين وتعلق كبير بتراث
والآباء والاجداد وهذا شيء جيد
ومطلوب من الناس، ولكن هذين
الامرين يقودان الى الضلال إن
لم يكن التدين على الدين الحق
وان لم يكن تراث الآباء
والاجداد على الصراط المستقيم،
فقوم صالح توفر عندهم حب التدين
واحترام التراث، ولكنهم فشلوا
في تحقيق الأمر الثالث الذي هو
مربط الفرس وهو ارتباط التدين
والتراث بالسلطان المبين
والحجة العقلية، وهذا ما اتى به
الانبياء عليهم السلام، أتوا
بالسلطان المبين وبالآيات التي
تنسجم مع الفطرة وتخاطب العقل
السليم وتقيم الحجة البالغة. (قَالُواْ
يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا
مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا
أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ
مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا
وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ
مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ
مُرِيبٍ، قَالَ يَا قَوْمِ
أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى
بَيِّنَةً من رَّبِّي
وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً
فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ
إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا
تَزِيدُونَنِي غَيْرَ
تَخْسِيرٍ)
هود 62-63 (مَا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ
إِلاَّ أَسْمَاء
سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ
وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ
اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ
إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ
أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ
إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ
يَعْلَمُونَ) يوسف 40 أقول
هذا حتى اؤكد أن لا يكون إسلامنا
فقط لميلنا للتدين ولتعلقنا
بتراث الآباء والاجداد، بل ان
يكون فوق ذلك لايماننا بالسلطان
المبين وبآيات الله عز وجل
الواضحة المقنعة وبلاغه
المبين، فالاعتماد على التدين
والتعلق بالتراث فقط يحوّل
الدين الى عادات وتقاليد وثقافة
قد تمتد لها أيدي الهوى
والتغيير كما فعلت بنو اسرائيل
بدينها، بل علينا ربط الدين
بالسلطان المبين، بالقرآن
الكريم والسنة المطهرة نبعان
صافيان حيث تعهد الله عز وجل
بحفظ القرآن الكريم وقام
العلماء الافذاذ بحفظ السنة
المطهرة وبيان صحيحها من ضعيفها. فالحمد
لله على نعمة الاسلام التي
نعرفها بحجة القرآن الكريم
وبيان السنة المطهرة ولا نركن
الى ميلنا الفطري الى التدين
وحبنا لتراث الآباء والاجداد
فانهما بدون العقل والسلطان
المبين غير كافيان. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |