ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حيتان
وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟ بدرالدين
حسن قربي قال الجدّ يحكي حكاية السلطنة والسلطان
ومن معه من الشفيطة والنهّابين
الجدعان: اتركونا الله يرضى
عليكم من حكايات كان ياماكان في
سالف العهد والأوان، وخلّونا
نحكي حكاية من حاضرنا وعن وضعنا
الآن. ضجّ الناس وسـاد بين الرعية هرج ومرج
عظيم، وكثر اللغط والعكّ عن
أصحاب الحظوة والمقربين ممن هم
محسوبون على السـلطان من
الحيتان والبلاعين، وتجدهم
وآثارهم في كل مكان، وعينهم على
قوت الناس وجهدهم بالفاضي
والمليان. فلا
تجد شركةً ليس لهم فيها علاقة،
ولا مصنعاً مهماً ليس لهم فيه
دور، ولا مواصلات واتصالات إلا
لهم فيها شأن وشأن، ولا إعلان
ولا دعاية إلا وتصب في شركاتهم
ومنتجاتهم، ولا استثماراً إلا
وهم فيه شركاء، ولاصفقة إلا
ولهم فيها ضبط وربط وحصة وقصة.
بقدرة قادر ممتدون كأخطبوط،
قدرتهم بلا حدود، وواصلون
ومحظييون ونشاطاتهم وأعمالهم
في كافة أنحاء السلطنة مدعومة
بلا قيود. اجتهد بعض أهل الخير بزيارة السلطان وعرض
الحال عليه مما ينال الناس من
هؤلاء المسنودين والمربّطين،
الآكلين السوق والبلد عَمّال
على بطّال، فالناس في أمر
هالمقرّبين والمترفين في كرب
وبؤس وشقاء، وضاقت عليهم دنياهم
من شغل وسلبطة قرابات السلطان
والشركاء. تأثر السلطان من شدة حال الناس بما حدثه
الوفد الطيّب عن آلامهم
ومعاناتهم، وأكّد لهم بما هو
معروف من عمله ليل نهار لتغيير
الحال إلى أحسن، ونضاله على
مدار الساعة في سبيل رفاهية
الشعب وجماهيره الكادحة، وسعيه
الدؤوب للحدّ من الغلاء ومحاربة
الفساد، ولكنه لايملك عصا
الساحر ولا هو من أصحاب السحر،
فالناس ضبطها ليس سهلاً،
ولاسيما مع هالحريات التي
يسرحون بها والديمقراطية التي
يمرعون فيها.
ومع ذلك فالجهود في الإصلاح
ستتواصل حرصاً على مستقبل البلد
والأجيال القادمة لتكون في أيدٍ
أمينة وفي أمنٍ وأمان برعاية
فخامة السلطان. قال الرواي: ياسادة ياكرام..!!
وبينما كان الوفد بين نادم
على زيارةٍ آلمت السلطان وبين
مصدق لما يسمع وبين متشكك وكل
منهم يفرك عينيه متأكداً أنه في
صحوٍ وليس في منام، إذ أدخل
السلطان عليهم أحد كبار الصحب
والرّبْع المقرّبين، وقيل
لرجال أمنه الجاهزين والحاضرين
اسطحوه أرضاً، وأرونا فيه ساعة
سمّاعة من عجائب قدرتكم تظهر
للوشاة والمتشككين ما ملك وما
يملك وما سيمتلك.
اعترف المسكين، وبقّ كل ما
عنده من العمارات والأطيان
والممتلكات من فارهات القصور
وشامخات الفنادق والأسواق
والخانات، والبنوك والشركات
والمصانع والسيارات والناقلات
والاتصالات، والمحققون من
رجالات أمن مولانا السلطان
يسجلون بالصوت والصورة
وبالألوان كل الاعترافات
والممتلكات والثروات ما إن
مفاتحه لتنوء به العصبة أولو
القوة، بعد أن نَهْنَهوا الرجل
نهنهة وطلّعوا عينه من كثرة
مااعترف بما عنده من ملايين
الدراهم والليرات ومليارات
اليورو والدولارات، ممّا
امتلأت به الصفحات.
رقّ حال الوفد الشاكي لحال هالكسّيب
والمناضل، وشُدهوا لفعل مولاهم
السـلطان في التحقق عمّا قالوا
صادقين. ولكنهم
فغروا فاهم أكثر، وانعقدت
ألسنتهم وطاشوا بين الشمال
والجنوب والشرق والغرب أكثر
وأكثر، عندما أطلق السلطان
سراحه بكل حفاوة وتكريم، وهو
يخبرهم أن هذا الرجل وأمثاله
بما عندهم من موجودات ممن
يتكلمون عنهم والعياذ بالله
حسداً وكرهاً وبغضاء هو إحدى
مطمورات السلطنة التي صمّمت
بطريقة مبتكرة مابتخرش المية
بتاتاً، ويتجمّع فيها المال
ذهباً وفضة ودولارات بأمر ربها
من كل مشروع ومن كل عمل ومن كل
مواطن من جماهير الصامدين
والمرابطين، مما ندخره في
السلطنة لساعة عسرة ويوم أسود
لحماية مستقبلنا ومستقبل
أولادنا. ثمّ
ترجّاهم أن يبلغوا تحياته
السلطانية لكل جماهير السلطنة
فرداً فرداً، ذكراً وأنثى
وصغيراً وكبيراً، ومن بجوارها
من الأشقاء والشقيقات، وأن
يكونوا على ثقة بقيادتهم
الحكيمة وحكومتهم الرشيدة
وأمنهم العتيد وسلطانهم السديد
الذين يجعلون من نهّابي هالوطن
والشبيحة فيه بسياستهم وحكمتهم
مطموراتٍ وخزائن أموال دفينة
للبلد، فليقرّوا عيناً على
مستقبلهم ومستقبل أبنائهم
وأحفادهم وأسباطهم إلى الجيل
الخامس على الأقل، طالما في
هالسلطنة أمثال هالرجال
المغامير والمطامير ممن رأوا
بأمّ أعينهم اعترافاته
القارونية وليس حديثاً يفترى أو
بكلام قيل عن قال من ناس والعياذ
بالله حاسدين وحاقدين وأعداء
للناجحين. انصرف الوفد الشاكي، والناس فيه يتهامسون
أَشْـأَشـةً ودعاءً: إيش
هالسـياسـة وإيش هالتدبير،
وإيش هالمطمورات وإيش
هالمطامير...!! ربنا يخلّينا
السطان على هالضبط والربط
في اتباع أحدث التقنيات
والآليات والتطورات في حماية
مستقبل الوطن والأجيال. قال أوسطهم: ألم أقل لكم بأن البلد ليست
سايبة، وكل شيء فيها يتحرك بأمر.
فهواجسي
أن هالسلطنة لاشيء فيها متروك،
وخواطري أنه ما في برغي يُشدّ أو
يُطأ، وعجلة تتحرك أو باب يفتح،
وتيس ينطح أو بغل يشطح، وعامل
يباطح أوتاجر يناطح، وفلاح كادح
أومعلم ناصح، وشفّاط يشفط أو
حرامي يسرق، وقاطع طريق يتكسب
أو مرتش يترزّق، وقرش أبيض أو
أحمر يُقبض أو يُدفع تحت غيمات
هالوطن إلا ولإحدى مطمورات
الوطن فيه نصيب، رعايةً لمصالح
السلطنة وحماية لمستقبل
الأجيال، وكان أمراً مقضياً.
قال أخبثهم: أعلمتكم من أولاها بأن الأمر
لايعدو تدوير زوايا واختلاط
مفاهيم، وزوغاناً في بصرٍ
وبصيرة، فماترونه أنتم من حيتان
وهوامير، ومايراه السلطان
شريكهم الكبير، من مطمورة
مغمورة أو مطامير، هو هو لافرق،
طالما أن النتيجة المكتوبة
بالليزر على قفا مواطننا البائس
الفقير: أركض مااستطعت في بلاد
المطامير، فليس لك إلا الطحّ
والنحّ والتعتير. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |