ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

رمضان

أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه -13

د. محمد سعيد حوى

منشأ عقلية التكفير وخطرها 2.

قلنا ان من اخطر اسباب التمزق والتفرق وجود عقلية الرفض للمخالف والمسارعة الى رميه بالضلال والاهواء والبدع وربما الكفر او بالخيانة والعمالة وكل ذلك باطل غالباً.

وقلنا ان هذا وللأسف استمد من روحية ونصوص اعلام سبقوا وذكرت مثال ذلك عن عبدالله بن احمد بن حنبل والخطيب البغدادي.

بل ونجد ان هناك ممن ينسب نصوصاً عن الامام احمد تنعت المخالفين بأوصاف لا تجوز شرعاً – وهناك – من يكذب ذلك ويقول ان الامام احمد لاينطق بذلك ابداً، وانا اميل الى هذا لذا قلت ينسب نصوصاً الى الامام احمد لكن الاشكال الخطير فيها انها يتداولها بعض طلبة العلم ويتربى عليها وربما يعتقد بعضهم ثبوتها عن الامام احمد رحمه الله.

ومن ذلك مثلاً ما نسب اليه قوله "من زعم ان القرآن مخلوق فهو جهمي كافر.. ومن لم يكفر هؤلاء القوم فهو مثلهم (طبقات الحنابلة، لأبي يعلى 1/29), وينظر كتاب قراءة في كتب العقائد، حسن بن فرحان المالكي ص 102 فيما بعد وطبقات الحنابلة 1/47 و62/156 و172و280 وزاد الطين بلة ان بعضهم جعل من رجل اسمه الحسن البربهاري (ت 329) اماماً للحنابلة واماماً للسنة وتجده في كتبه يسارع الى التكفير (المصدر السابق).

ومن اسوأ ما نقل في هذا الصدد ما جاء في القصيدة المنسوبة لابن القيم المسماة بالنونية وفيها يقول:.

لكن اخو التعطيل شر من اخي الـ

اشراك بالمعقول والبرهان

ان المعطل جاحد للذات او

لكمالها هذان تعطيلان

والمشركون اخف في كفرانهم

وكلاهما من شيعة الشيطان

فتصور معي اخي القارئ عندما يصف ابن القيم الفلاسفة والمعتزلة والاشاعرة والصوفية من المسلمين بأنهم معطلة لانهم يؤولون بعض الصفات الخبرية ثم يصفهم انهم اشد شراً وكفراً من المشركين انفسهم.

تمثل هذا الفكر اذ يقرأ في بعض كتب منسوبة الى اهل السنة ويتداولونها كثيرون اليوم ولا يتسع المقام لاستحضار شواهد من التكفير والتضليل والتبديع في بعض كتب من ينتسب الى اهل السنة.. اذا رأينا ذلك علمنا من اين يأتي الخلل الى فكر شبابنا اليوم ولماذا كلما وجد باحث او وجدت مدرسة تبحث وتجدد، سارع البعض الى الاتهام.

وعلمنا لماذا نحن بحاجة الى مراجعة ذاتية لازالة هذه الاشكالات والرواسب من عقولنا في طريقة التفكير وطريقة الحكم على الآخرين.

وكان من الاثار الخطيرة لهذه المدرسة في نقد الخصوم ان انتقلت هذه الروح الى بعض علماء الجرح والتعديل فتجدهم يوثقون من كان موافقاً لهم في المذهب ويضعفون من خالفهم وفي هذا سطوة ما بعدها سطوة حتى وجدنا انه نقل زوراً عن البخاري رحمه الله انه قال القرآن مخلوق، او قال لفظي بالقرآن مخلوق، ثم من غير تثبت نجد ان ابن ابي حاتم وابا زرعة وهما من علماء الجرح والتعديل يردون حديث البخاري بسبب هذه التهمة التي لم تثبت – وحتى وان ثبتت فكان ماذا؟ -.

ويصنفون كما ذكرت أبا حنيفة بدعوى مخالفته في مسائل من الاعتقاد والاجتهاد ونقد الحديث ويتهمون الحسين الكرابيسي وهو من كبار علماء الشافعية بالكفر..

من هنا، اقول نحن احوج ما نكون الى سعة الافق وتحرير محل النزاع ونبذ الوان التكفير والتبديع وان نتفهم اقوال المخالفين وادلتهم وان نحسن الظن بهم وان نلتمس الاعذار فيما له شبهة دليل وان نبحث عن الجوامع العقدية والاصلية الثابتة فنتمسك بها وان نراجع المسائل التي نتمسك بها على انها حقائق ثابتة فنعيد النظر والبحث فيما ينبغي مثل مسألة من هو الصحابي وماذا ينبني على ذلك ومسألة ما هو الموقف من الصحيحين ومسألة ما هو الموقف ممن خالف في بعض المسائل كعذاب القبر او التوسل او رؤية الله في الآخرة او خلق القرآن او تأويل الصفات الخبرية حتى لا نجعل ذلك سبباً لتمزيق الامة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ