ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أن
أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه -14 د.
محمد سعيد حوى الموقف
من الصحابة الكرام رضوان الله
عليهم. لقد كان
من المسائل التي فعلت فعلها
العجيب في تمزيق الامة قضية
الموقف من الصحابة الكرام رضوان
الله عليهم اجمعين، فكيف حدث
ذلك ولماذا وكيف يمكن ان
نعالجه؟. لقد كان
جيل الصحابة اعظم جيل في تاريخ
الامم على الاطلاق – بمجموعهم
– فان اصحاب موسى قالوا لنبيهم
"اذهب انت وربك فقاتلا انا ها
هنا قاعدون" وقال الحواريون
لعيسى عليه السلام "وهل
يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة
من السماء.." لكن اصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم آمنوا به
وصدقوه ونصروه واتبعوا النور
الذي انزل معه وفدوه بالمهج
والارواح والنفس والنفيس
والمال وكل شيء وساروا من بعده
على هديه فخرجوا فاتحين للقلوب
والعقول والعباد والبلاد. فنصرهم
الله نصراً مؤزراً حتى وصلوا
اطراف الهند والسند والاندلس في
فترة وجيزة وحملوا معهم رسالة
الاسلام في التوحيد والهداية
والعدالة والسماحة واستقامة
الاخلاق.. وتحملوا في سبيل ذلك
كل الوان شظف العيش وقسوة
الحياة. قوم
تربوا على يدي اعظم مرب عرفه
التاريخ وعرفته الانسانية انه
محمد صلى الله عليه وسلم, فماذا
نتوقع منهم الا كل خير وهداية
وفضل – قوم حملوا لنا القرآن
والهدي النبوي فكانوا سبباً في
كل خير. قوم
انتقلت بهم الانسانية من عبادة
الاصنام والشرك ووأد البنات الى
عظمة التوحيد ورفعة الانسان
ذكراً كان او انثى.. فأثنى
الله عليهم في العديد من الآيات
"لقد رضي الله عن المؤمنين اذ
يبايعونك تحت الشجرة". "محمد
رسول الله والذين معه اشداء على
الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً
سجداً..". "والسابقون
الاولون من المهاجرين والانصار
والذين اتبعوهم باحسان رضي الله
عنهم ورضوا عنه" و"لقد تاب
الله على النبي والمهاجرين
والانصار الذين اتبعوه في ساعة
العسرة.." "للفقراء
المهاجرين الذين اخرجوا من
ديارهم واموالهم يبتغون فضلاً
من الله ورضوانا وينصرون الله
ورسوله واولئك هم الصادقون،
والذين تبوأوا الدار والايمان
من بعدهم يحبون من هاجر اليهم
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما
اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو
كان بهم خصاصة.." وغيرها من
الآيات والاحاديث في ذلك، اذن
عموم الصحابة لهم فضلهم
ومكانتهم وسبقهم وثناء الله
عليهم.. فكيف يجوز لأحد ان يطعن
فيهم او في بعضهم وما حكم من
يفعل ذلك. هنا نجد
ان المسلمين تطرفوا يميناً
وشمالاً في هذه المسألة
الخطيرة. ففي
الوقت الذي ذهب قسم من الشيعة
والرافضة الى تكفير معظم
الصحابة او تضليلهم والى شتمهم
بدعوى انهم كتموا وصية رسول
الله لعلي في الخلافة واخذوا
يؤلون الآيات الواردة في فضل
الصحابة ويوردون احاديث موجودة
لدى اهل السنة تدين وتذم بعض
الصحابة مثل ما اخرجه البخاري
"يذاد قوم عن حوض رسول الله
فيقول اصحابي اصحابي فيقال انك
لا تدري ماذا احدثوا بعدك،
فأقول: سحقاً سحقاً..". ونظروا
الى قوله تعالى: "لقد رضي الله
عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت
الشجرة" فقالوا اذن هناك من
بايع وليس مؤمناً ونظروا الى
قوله تعالى "منكم من يريد
الدينا ومنكم من يريد
الآخرة". وقوله
تعالى "أفإن مات او قتل
انقلبتهم على اعقابكم". ففي
الوقت الذي تمسك نفر من الشيعة
بهذه النصوص وكفّروا معظم
الصحابة – وهذا ولا شك فهم بعيد
وغير صحيح ابداً وفيه اجحاف
مطلق بحق اصحاب النبي – لكن في
هذا الوقت نجد من اهل السنة من
تطرف ايضاً فجعل كل من لقي النبي
مؤمنا (في الظاهر) صحابياً ولو
لقيه لحظة واحدة – ومات على
الاسلام -. ومن ثم يجعلون في
ميدان الفضل كل الصاحبة عدولاً
بمنزلة واحدة. ويجعلون
رواية الصحابة للحديث منزلة
واحدة فتجدهم يقبلون مراسيل
الصحابة جميعاً ويقبلون كل حديث
صح سنده الى الصحابي ويرفضون
مناقشة أي صحابي في أي حديث
يرويه ويعتبرون جهالة الصحابي
غير ضارة، مهما كان نوع جهالته
ومنزلته ولا يسمحون بنقد اخطاء
وقع فيها بعض من ينسب الى الصحبة
من المتأخرين اسلاماً وكلها
مسائل وقضايا اثرت في نقد
الحديث والتاريخ وقضايا الخلاف
في الامة, ولذا فان المنهج
العلمي ان نبحث في ما هو الحق في
ذلك كله. ولذا
سنبين من هو الصحابي الذي له شرف
الصحبة كما في الآيات والاحاديث
ثم نبين امكان ان يخطئ الصحابي
في الرواية ثم نبين اثر ذلك في
التاريخ بايجاز ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |