ـ

ـ

ـ

الاثنين 06/09/2010

أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه -15

د. محمد سعيد حوى.

من هو الصحابي؟.

لا يتسع المقام لبسط كبير في القول لكننا نقول درج بعض علماء الحديث على تعريف الصحابي انه من لقي النبي مؤمناً به ومات على الاسلام.

وبنوا على ذلك اموراً نقدية في علم الحديث فهم يقبلون حديث الصحابي المجهول ومرسل الصحابي (أي ما يرويه الصحابي عن رسول الله ولم يسمعه منه) ويرفضون عملياً نسبة الخطأ الى الصحابي في الرواية ويبررون او يدافعون عن تصرفات كثير منهم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) ممن شارك في الفتنة وترتب على ذلك الحكم على احاديث بالصحة وليست كذلك كما ترتب على ذلك احداث فجوة كبيرة بين المذاهب والفرق والسكوت عن نصرة الحق في بعض الاحيان وبالتالي وجب ان نحرر من هو الصحابي فالارجح ان الصحابي الذي حاز شرف الآيات السابقة في الثناء هو (من طالت ملازمته لرسول الله وحسن اتباعه وصلحت سيرته وسريرته) وممن قال بذلك:.

1-        انس بن مالك: وقد سئل هل بقي من اصحاب رسول الله احد غيرك، فقال: بقي ناس من الاعراب قد رأوه فأما من صحبه فلا) مقدمة ابن الصلاح ص 489.

2-        قال سعيد بن المسيب: الصحابة لا نعدهم الا من اقام مع رسول الله سنة او اثنتين وغزا غزوة او اثنتين (الكفاية ص 99).

3-        قال شعبة بن الحجاج: جندب بن سفيان اتى النبي وان شئت قلت له صحبة (الكفاية ص 98).

4-        قال مسلم: ذكر تسمية من رووا عن رسول الله من الرجال الذين صحبوه ومن رووا عنه ممن رآه ولم يصحبه لصغر او نأي دار (كتاب الطبقات).

5-        قال ابو حاتم في الحسين بن علي بن ابي طالب ليست له صحبة. (جامع التحصيل للعلائي ص 398).

6-        قال ابو داود وابو زرعة في طارق بن شهاب: له رؤية وليست له صحبة (السابق ص 243) وهناك نقول كثيرة عن اهل العلم في هذا الصدد جمعها حسن بن فرحان المالكي في كتابه الصحبة والصحابة.

اما الأدلة النصية والعقلية على ذلك فكثيرة منها:.

1-        قوله تعالى "وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق، لا تعلمهم نحن نعلمهم".

2-        قوله تعالى "قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا".

اذن هناك من رآى النبي وليس صحابياً او ليس مؤمناً حقاً – ولو كان ظاهره مسلماً.

3-        حديث البخاري "ليذادن اقوام عن حوضي فأقول يا رب اصحابي اصحابي.. فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك فأقول: سحقاً .. سحقاً".

فدّل هذا انه ليس كل من آمن ظاهراً وجلس يسيراً الى النبي (صلى الله عليه وسلم هو ممن نال شرف الصحبة.

4-        قوله تعالى "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة..." فالتوبة حصرت هنا في المهاجرين والانصار مع ان جيش تبوك كان فيه نحو من 30 الف مقاتل.

5-        قوله تعالى "والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان"..

تخص المهاجرين الاوائل ثم الانصار الاوائل ثم من لحقهم باحسان وقيل معنى ذلك: هم من اسلم او هاجر قبل بيعة الرضوان.. والمهم الوصف (باحسان).

6-        "لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير".

وقد يقول قائل "وكلاً وعد الله الحسنى" نعم هذا العموم لمن انفق وقاتل وصدق, واختلفوا في المراد بالفتح فقيل هو صلح الحديبية لأن فيه نزلت سورة الفتح.

7-        لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة.." فهذه خاصة بمن اسلم قبل بيعة الرضوان وحضر بيعتها من المهاجرين والانصار.

8-        "محمد رسول الله والذين آمنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً" وهذه خاصة بمن حضر بيعة الرضوان واتصف بتلك الصفات.

وآيات واحاديث لا يتسع المقام لبسطها تؤكد ضرورة حصر مفهوم الصحبة الذين لهم شرف عظيم بمن امتلك هذه المواصفات التي ذكرة.

وهذا يترتب عليه امور كثيرة نبينها ان شاء الله...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ