ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
اليوم العالمي للمفقودين 1/3 بدرالدين
حسن قربي في خيمةٍ منصوبةٍ منذ ربيع عام 2005 في
الساحة المقابلة لمبنى الأمم
المتحدة وسط بيروت يستمر اعتصام
العديد من أهالي المحتجزين
والمفقودين اللبنانيين في سجون الأشقاء يتناوب عليها
آناء الليل وأطراف النهار عدد
من الأمهات العجائز المقاومات
الصابرات اللائي يشكين إلى الله
همهن وحزنهن. ونظرة
إلى الجميع تكفي لمن كان له قلب
أن يحس بحجم معاناة هؤلاء (العواجيز) كمداً
وحسرةً ومرضاً وكآبةً ونوحاً
على مفقوديهم، وهم يعيشون على
أملٍ يقتانونه قطرةً قطرةً،
وينتظرون ساعةً من نهار يرون
فيها عودة أحبائهم ومفقوديهم
قبل أن يُودِّعوا فيها الحياة. وإنما
في الثلاثين من آب/أغسطس
الماضي، وهي الذكرى السنوية
لليوم العالمي للمختفين
والمفقودين قسرياً يتجدد
النشاط لهؤلاء المعتصمين مع
بداية عامٍ جديد من المعاناة
والقهر والألم، ومعه يتحشرج صوت
خافت مبحوح لعجوز سبعينية ينداح
مع دموع تبدو بريقاً يتلألأ في
مآقي نَسرٍ كَليم يحدو: مافي حدا..، مافي حدا..، لاتندهي..!! مافي
حدا.. عَتْمْ وطريق وطيرْ طايرْ عَالهدا، بابنْ مسكّرْ والعشبْ غطّى الدّراجْ..، شو
قَوْلْكنْ..؟ صاروا صدى..؟ ما في حدا لا تندهي ما في حدا..، مع
مينْ بدِّكْ
ترْجعي بعتمْ الطريقْ.. ؟ لا شاعلة نارنْ ولا عِندكْ رفيقْ.. وآخرتها معكْ يا قلبْ..!! تعّبْتني..!! شو بيك دخلك صرت هيك..؟ وشو
بني..؟ نسمع الصوت المبحوح من الألم وطول
المعاناة مرصّعاً بعزيمة
وإصرار على كشف مصير المفقودين
أحباباً وفلذات أكباد، فنحيي في
جميعهم همة الصمود والمقاومة
والإصرار على كشف مصير
مفقوديهم، والثبات على حقهم
وسعيهم إليهم، ونسأل: أي صنف من
البشر هؤلاء العتاولة القتلة
والظالمين؟ وأي نوع من القلوب
قلوب انتزعت منها رحمتها، وجفت
فيها شفقتها، واسودت فيها
شغافها، وفاحت منها أحقادها،
فانعدمت إنسانيتها، ، وباتت
كالحجارة أو أشد قسوة. ألا
فالويل لهذه القلوب والويل
للقاسية قلوبهم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |