ـ

ـ

ـ

الثلاثاء 07/09/2010

أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه -16

د. محمد سعيد حوى

أهمية تحرير مفهوم الصحابي

انه عندما نحرر ونحقق مفهوم الصحبة والصحابي، يتحقق الانصاف في الاحكام، ويساعد كل ذلك على حسن التعامل مع التاريخ وآثاره وتصحيح المواقف التي ادت الى خصومات وفرقة عبر التاريخ.

يتحقق كل ذلك عندما نحقق من هو الصحابي العدل الذي تصدق فيه الآثات والاحاديث، كما ينبغي ان نحقق ان الصحابي يمكن ان يخطئ في الرواية وبالتالي: لا تقبل رواية الصحابي المجهول ولا تقبل رواية مرسل الصحابي اذا كان فيها اشكال ولا تجعل الحديث الآحادي متواتراً .. واي حديث يأتي لا بأس ان ندرس حال الصحابي الذي رواه.. ولا نغض طرفاً عن اعمال قام بها رجال اسلموا في عهد النبي لكن لم يكن لهم صحبة حقيقية, عندئذ نتحرر من كثير أثقال التاريخ ونعيد الامور الى نصابها ونتحرر من تحمل مسؤولية مرويات ربما لا تثبت, وننصف في التعامل مع من ظُلم عبر التاريخ وذلك كله له دور في توحيد الأمة وجزء مهم من المراجعة ولذا فلا يضيرنا ابداً انه لا نعترف بصحة اعمال قام بها معاوية بن ابي سفيان او عمرو بن العاص او المغيرة بن شعبة او بسر ابن ارطاة او مروان بن الحكم او سمرة بن جندب ولا يضيرنا ان نناقش تصرفاتهم وان نبرز الصواب والخطأ معاً.

فلا نقف مع من شارك في معركة صفين ضد علي رضي الله عنه, وقد ثبت حديث "تقتلك يا عمار الفئة الباغية" وقد كان عمار مع علي وقتله الفريق الآخر.

وندين شتم علي على المنابر في عهد بعض الأمويين الى ان جاء عمر بن عبدالعزيز فمنعه.

ونَعُدُ ان الحسن بن علي هو الخليفة الراشد الخامس الصحيح وكان تنازله لمعاوية نتيجة ان معاوية استطاع ان يكتب الى رؤساء القبائل ووجهاء الناس، ومن خلال اشاعة الاشاعات. فلهذا كله لم يكن امام الحسن بن علي سوى التنازل لحقن الدماء الباقية.

واذا كان الناس درجوا ان يسموا ذلك العام عام الجماعة فهذا بفضل الحسن بن علي لا بفضل معاوية وجنده الذين سفكوا من الدماء ما سفكوا لأجل الحكم.

فلا يضيرنا ابداً ان نُدين سفك الدماء والتآمر على علي رضي الله عنه، ولا يجوز بحال ان نرى في تصرفات الامويين انهم يمثلون اهل السنة ولا يجوز السكوت عن نقل الخلافة من الشورى الى الوراثة ولا السكوت عن مقتل الحسين بن علي ولا على الجرائم التي اقترفت بحق اهل المدينة في عهد يزيد بن معاوية كما لا يجوز ان نسكت عن الاحاديث التي وضعت في فترة العهد الاموي لتبرير تصرفات السلطة وحمل الناس على الطاعة والسكوت عن الظلم، ومنها الاحاديث التي بالغت في فضل الشام (وبعضها له اصل) وذم العراق وحديث تفترق الامة الى ثلاثة وسبعين فرقة والاحاديث التي تدعو الى الطاعة المطلقة للحاكم وان ظلم واخذ المال.. وادانة ثورات الحسين بن علي وابن الزبير وابن الاشعث وكذا وبسبب من تأثير السلطة السياسية ظهرت عقيدة الجبرية (ان الانسان مسلوب الارادة) ليقنعوا الناس بأن لا فائدة للسعي للتغيير مستدلين بفشل من حاول ذلك.

لتظهر عقيدة الارجاء للسكوت عن المفاسد والمظالم التي كانت تحدث ايام الامويين اذ سادت فكرة "لا يضر مع الايمان ذنب" وفكرة السكوت عن المعاصي واصحابها ورد امرهم الى الله.."انظر مقدمة الكوثري لكتاب تبيين كذب المفتري لابن عساكر".

اقول: لا مانع من مناقشة كل ذلك وبيان الحق فيها بحيادية وانصاف ولا يجوز ان نتستر وراء كون بعض هؤلاء منسوبين الى صحبة وهذا ادعى ان يصحح التاريخ وينصف الحق ويقرب بين الطوائف..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ