ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 14/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

القدس واوباما: الحقوق المدنية والدولة اليهودية*

معن بشور**

   حين يعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني الإرهابي مجرم الحرب نتنياهو قبل أيام إن هناك حملة عالمية لنزع الشرعية عن كيانه الغاصب، وحين تخرج مراكز الدراسات والأبحاث الصهيونية والمتصهينة في تل أبيب وواشنطن بدراسات مطولة عن شبكة عالمية تهدف إلى نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني، ندرك  أهمية القدس كعنوان رئيسي من عناوين هذه الحملة العالمية المتعاظمة يوماً بعد يوم، لا باعتبارها عاصمة حرة لدولة فلسطين المستقلة فقط، ولا لكونها مدينة المقدسات الإسلامية والمسيحية المهددة كل يوم بالتهويد والصهينة ناهيك عن الهدم فقط، بل باعتبارها أيضاً مدينة للسلام الإنساني برمته، فسلام المنطقة والعالم وحريتهما هو سلام القدس وحريتها في آن معاً.

   لقد عشنا قبل أيام مشهدين متناقضين، بالشكل والمضمون معاً، مشهد ربع مليون فلسطيني يتحدون المنع والقمع والقيود والحواجز ليصلوا في المسجد صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك مؤكدين تمسكهم بهوية القدس ومقدساتها، ومشهد المباحثات التي جرت في واشنطن، لتعلن نهايتها قبل بدايتها، ولتظهر كم باتت  خيارات المفاوض الفلسطيني والمراقب العربي متناقضة مع خيارات شعوبهم التي تقاوم ولا تساوم، يدخل أبناؤهم السجون ولا يخرجوا عن تمسكهم بالأوطان، تتهدم البيوت فوق رؤوسهم ولا تتهدم الحقوق في قلوبهم وإرادتهم وتصميمهم، يحاصرون لسنوات فإذ بهم، ومعهم أحرار الأمة والعالم، يحاصرون الحصار ويطبقون عليه عبر صمود أسطوري، ومساندة متعاظمة من أحرار الأمة والعالم.

   من هنا تكتسب احتفالات اليوم العالمي من اجل القدس هذا العام أهمية استثنائية، لأنها تؤكد لنا وللعالم كله إن القدس باتت قريبة رغم كل المحاولات لكي تصبح بعيدة، فحارس الأقصى الشيخ رائد صلاح المسجون اليوم لدى المحتل الصهيوني والذي كان الجسر الوطيد بين المرابطين الأبطال في الأقصى والمتضامنين الأحرار في أسطول الحرية، فإذ به بروحه تفلت من الأسر لتطل على الأقصى مع مئات الآلاف ممن لبوا دعوته لشد الرحال إلى الأقصى، لتثبت  إن صوت الحرية والإيمان في الاسر سيبقى قوياً مدوياً رغم انف الجلادين.

   وحين نلتقي اليوم حول القدس، كما حول كسر الحصار على غزة، وحول حق العودة وحرية الأسرى والمعتقلين وهدم الجدار، وحول الوحدة الوطنية الفلسطينية المستندة إلى نهج المقاومة وخيارها، فإنما نلتقي حول عناوين متعددة لقضية واحدة، بل نوحد العالم حول قضايا أراد العدو وحلفاؤه وأعوانه أن يجزأوا من خلالها قضية فلسطين والأمة.

   إن ما يجري في القدس من جرائم وانتهاكات يومية، لا يكشف الطبيعة العنصرية الإرهابية للعدو الصهيوني فحسب، بل يكشف أيضاً زيف ادعاءات من ظن انه بكلام معسول قادر أن يخدع امة تحفظ عن ظهر قلب أسماء مجاهديها وشهدائها وجرحاها وأسراها ومعتقليها.

   وها هو تبني الرئيس الأمريكي اوباما لمطلب الدولة اليهودية، الذي يراد من خلالها طرد ما تبقى من أبناء فلسطين من أرضهم، يكشف زيف دعوته الفلسطينيين من القاهرة قبل عام بأن ينبذوا العنف ويعتمدوا المقاومة السلمية على غرار مناضلي الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، والمناضلين ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، إذ كيف يجمع اوباما بين شعار الدولة اليهودية من جهة وبين الحقوق المدنية ومناهضة الفصل العنصري من جهة ثانية، تماماً كما كيف تجمع الإدارة الأمريكية بين ادعاءاتها بنشر الديمقراطية في العراق، وتطلق المحاصصة الطائفية في مجتمعه، وبين صون حقوق الإنسان وجرائمها المستمرة في معتقلاتها ومعتقلات أدواتها في العراق.

   قد تنجح الأضاليل الصهيونية وازدواجية المعايير لدى الإدارة الأمريكية بأن تضلل كل الناس بعض الوقت، وتضلل بعض الناس كل الوقت، ولكنها لن تستطيع أن تضلل كل الناس كل الوقت.

   ألم يأتها الرد قبل أيام من الخليل ومن رام الله على يد أبطال المقاومة الفلسطينية المتجددة دوماً كما أتاها الرد دائماً من المقاومة في لبنان والعراق وأفغانستان؟

   فعهداً للقدس، ولفلسطين والعراق ولكل ارض محتلة، إننا سنبقى أوفياء للمقاومة حماة لها مدافعين عنها بوحدتنا وتماسكنا، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، كما قال يوما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي نلتقي بعد أسابيع في ذكرى رحيله الأربعين، وكما فعلت بيروت في مثل هذه الأيام قبل 28 عاماً، ففتحت بانتصار سلاح المقاوم على المحتل، عصراً جديداً في صراعنا معه.

ــــــــــــــ

* كلمة القيت في احتفال يوم القدس بدعوة من المجلس الإسلامي الفلسطيني في الشتات في مركز توفيق طبارة في 6/9/2010

**منسق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ