ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ثقافة
العنصرية في إسرائيل..!! بقلم:
د. فوزي الأسمر بدأت
الهالة التي وضعتها إسرائيل حول
نفسها تنهار أمام الرأي العام
العالمي. فمنذ قيامها وهي تغسل
دماغ الرأي العام
العالمي هذا, بأنها الدولة
الديمقراطية الوحيدة في الشرق
الأوسط, وتمنح كل مواطنها
المساواة, وتحارب العنصرية في
العالم "فمن مثل اليهود قاسوا
من العنصرية والتمييز" كما
يقولون. وكان
الفلسطينيون في الداخل يحاربون
العنصرية والتمييز ضدهم, منذ
قيام هذه الدولة, دون أن يكون
لنضالهم صدى لا في العالم ولا
حتى في الدول العربية. فقد بدأت
أصواتهم تسمع في أعقاب حرب 1967. ومنذ
سنوات والتصريحات العنصرية في
إسرائيل ضدّ العرب
والفلسطينيين تسمع بصوت عال,
ولا أقصد من رجل الشارع فقط, بل
من قياديين ورجال فكر ومثقفين
يهود إسرائيليين.وتبين أنهم لم
يتخلصوا من ثقافتهم الصهيونية
المبنية على العنصرية. فإسحاق
رابين صرح أنه: "يتمنى أن يغرق
قطاع غزة في البحر ويختفي تماما"
(مجلة تايم الأمريكية 13/11/1995).
ورابين ليست شخصية ثانوية في
النظام السياسي الإسرائيلي فقد
تبوأ أعلى المناصب في الدولة
والجيش, ويعتبر من أكثر
الشخصيات الإسرائيلية التي
أثرت على الرأي العام المحلي
والعالمي. وقبل
أيام عاد الحاخام عوفاديا يوسف
وأطلق تصريحا يتمنى فيه: "الموت
بالطاعون لكل الفلسطينيين بما
فيهم محمود عباس". وهذا
الحاخام ليس شخصية هامشية بل
يعتبر من أهم المرجعيات الدينية
في إسرائيل, ويتمتع بنفوذ سياسي
واسع. فهو الزعيم الروحي لحزب
"شاس" الموجود في الائتلاف
الحكومي الحالي. وهو الزعيم
الروحي للطائفة اليهودية
الشرقية التي تمثل نسبة كبيرة
من سكان إسرائيل اليهود. وهذه
ليست المرة الأولى التي يطلق
بها هذا الحاخام مثل هذه
التصريحات العنصرية. ففي شهر أب/
أغسطس 2004 قال: "إن قتل المسلم
مثل قتل الدودة والثعبان".
وفي أيار/ مايو 2000 قال في خطبة له:
"أن العرب صراصير يجب قتلهم
وإبادتهم جميعا". ولديه
تصاريح أخرى على نفس هذه النغمة
. وهذا
الحاخام يتمتع بعقلية سليمة
وواع لما يدور على الساحة
السياسية. وقالت عنه صحيفة "معاريف"
(31/8/2010) إنه ليس عجوزا خرفان
وأضافت أن: "التسامح
لما يقوله الحاخام عوفاديا
هو بمثابة عار على جميع قادة
إسرائيل. ويجب أن لا نغفر لهذا
الرجل". ويذهب كاتب المقال
إلى أبعد من ذلك عندما يقول أنه:
"لا يعتقد أن هناك ظاهرة من
نوع عوفاديا يوسف في العالم
الديمقراطي كله". وفي
الوقت الذي أدانت فيه وزارة
الخارجية الأمريكية تصريحات
الحاخام عوفاديا يوسف, حافظت
حكومة إسرائيل على سكوتها, ولم
تصدر أية إدانة من أية شخصية
رسمية في إسرائيل. ولكن بيان
الخارجية الأمريكية لم يصف هذه
التصريحات بالعنصرية, بل جاء
فيه: "إننا نأسف لتصريحات
الراب عوفاديا يوسف وندين هذا
الكلام الذي يلحق الضرر بعملية
السلام " . وعقد في
يوم 30/8/2010 في الناصرة العليا (نتسترت
عليت) مؤتمرا دعت إليه حركة "أرض
إسرائيل لنا" التي يتزعمها
باروخ مارزل, لبحث ما سموه: "الإحتلال
العربي للمدينة"
وذلك على أثر زيادة عدد السكان
العرب الذين يشترون بيوتا في
الناصرة العليا, بعد أن ضاقت
مدينة الناصرة بسكانها بسبب
التزايد الطبيعي, ورفض الحكومة
الإسرائيلية حل هذه المشكلة. وشارك
في هذا المؤتمر عدد كبير من
السياسيين ورجال الدين اليهودي
والذين دعوا: "اليهود إلى
إتباع سياسة الترهيب والتخويف
مع العرب لأنهم لا يفهمون غير
هذه اللغة" (صحيفة حديث الناس
3/9/2010). كما صدر
في نهاية العام الماضي في
إسرائيل كتاب "عقيدة
الملك" كتبه اثنان من
قادة المستعمرين اليهود, يعيشان
في مستعمرة "يوسف لا يزال حيا"
وهما الحاخام إسحاق شبيرا
والحاخام يوسف إلتصور والكتاب,
والذي يقع في 230 صفحة, عنصري
ومحرض حيث يدعو في الفصل الثاني
منه إلى: "قتل الأغيار (أي غير
اليهود) أثناء الحرب بما فيهم
الأولاد". السبب لذلك أنهم:
"عندما يكبرون سيلحقون الأذى
بنا". وفي
الفصل الرابع من هذا الكتاب
العنصري يتحدث المؤلفان عن قتل
الأغيار: "في كل مكان يتواجد
فيه الأغيار ويشكلون خطرا على
حياة إسرائيل مسموح قتلهم حتى
لو لم يكن لهم يد بوجودهم هناك".
والكتاب
مبني على أساس تعاليم دينية
يهودية. وقد رفض المؤلفان
المثول في
مركز الشرطة للتحقيق معهما
مدعيان أن هذا يتناقض مع "حرية
التعبير". وهذا ما
يفسر ما قامت به إسرائيل من قتل
المدنيين الفلسطينيين والعرب
منذ قيامها, وعلى سبيل المثال
حرب 2006 في لبنان و2009 في غزة,
وقبلها في قانا في جنوب لبنان,
ومدرسة "بحر البقر" في مصر
ومذبحة كفر قاسم في فلسطين,
وغيرها من الجرائم. فهذا الكتاب
يطلب من الجنود أن لا يشعروا
بالذنب عندما يقتلون العرب, بما
فيهم الأطفال والنساء والشيوخ
كونهم لم يرتكبوا أي خطأ. وثقافة
العنصرية في إسرائيل تنعكس في
كثير من استطلاعات الرأي العام
التي تقوم بها مراكز
الأبحاث الإسرائيلية. ففي أخر
استطلاع للرأي العام
أشرف عليه
البروفيسور كاميل فوكس من
قسم الإحصائيات في جامعة تل –
أبيب, تبين أن59 بالمائة من
الطلاب اليهود الذين تتراوح
أعمارهم ما بين 15 إلى 18 سنة
يعتقدون أنه يجب عدم منح العرب
في إسرائيل مساواة. و41 بالمائة
يؤيدون سحب الجنسيات منهم. 50
بالمائة منهم
غير مستعدين أن يكونوا في صف
دراسي واحد مع العرب. (نشر في
صحيفة هآرتس 9/9/2010). والعرب
متهمون أنه هم الذين يثقفون
أولادهم على الكراهية, ولأنهم
يريدون أن يرموا اليهود في
البحر. ولكن إسرائيل لم تستطع أن
تبرهن ذلك حتى عن طريق كتب
الأطفال العربية, في حين أن كتب
الأطفال العبرية مليئة
بالتحريض والكراهية ضدّ العرب (لقد
صدر لي قبل
عدة سنوات كتاب عن: الشخصية
العربية في أدب الأطفال العبري
التجاري). كما أن إسرائيل لا
تستطيع أن تقتبس عن زعيم عربي أو
مفكر أو باحث أو قائد روحي
وسياسي أنه يدعو إلى قتل أطفال
اليهود وقتل المدنيين اليهود
بذنب وبغير ذنب لأن هؤلاء
الأطفال سيكبرون ويكرهون العرب. إن
الغذاء الذي يحصل عليه الجيل
الإسرائيلي الجديد من قادته,
يخلق منه جيلا عنصريا, رافضا
للسلام وحاقدا على العرب ومبررا
قتلهم ليس لسبب ما سوى
كونهم عربا. ــــــــ * كاتب
وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |