ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 15/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مستقبل إسرائيل وفلسطينيو 1948

بقلم: د. فوزي الأسمر 

منذ قيام دولة إسرائيل وموضوع الفلسطينيين العرب الذين بقوا في وطنهم, يثار بين الحين والآخر. فمنهم من رأى فيهم طابورا خامسا, ولهذا وقعت مجزرة  "كفر قاسم" عشية العدوان الثلاثي  على مصر عام 1956, وذبح في هذه المجزرة 49 عربيا كانوا عائدين من عملهم، بما فيهم بعض النساء الحوامل, وذلك لإدخال الرعب إلى قلوب الفلسطينيين في إسرائيل.

 

ومنهم من رأى فيهم جسر السلام مع الدول العربية. ولكن تبين لهم بسرعة أن هذا الجسر لن يكتب له النجاح إلا إذا تنازلت إسرائيل عن جزء هام من أيديولوجيتها الصهيونية وعن فكرة أن هذه الدولة ستبقى دولة يهودية, وأن الشعب اليهودي هو صاحب الحق الوحيد على أرض فلسطين, وهذا معناه تمييز ضدّ اللايهود في الدولة. وهكذا فشلت فكرة الجسر.

 

واستمرت إسرائيل في سياستها العنصرية, معتقدة أن انتصاراتها العسكرية خصوصا في أعقاب هزيمة 1967, ستجبر العرب على الاعتراف بها وبالتالي ستقنع  هذه الانتصارات الفلسطينيين في إسرائيل بقبول الأمر الواقع ويعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.

 

ولكن سرعان ما تبين للقيادة الصهيونية أن الأمور لا تسير حسب  المعادلة التي كانت في أذهانهم, وأن الأجيال الفلسطينية الجديدة التي ولدت ونشأت وتثقفت في إسرائيل, هي أكثر إصرارا على مطالبها بالحصول على حقوقها  القومية والمدنية وانتمائها القومي, وبالتالي استمرت مقاومة عرب 1948  ضدّ النظام العنصري المغلف بالديمقراطية, وسقط الشهداء وقامت المنظمات والأحزاب رغم أنف الموقف الصهيوني للحكومات الإسرائيلية. وقد سهلت إسرائيل إقامة هذه الأحزاب والمنظمات مجبرة وهي تفكر أنه في الإمكان إقناع المواطنين العرب بأنهم يعيشون في دولة ديمقراطية, بعد أن وجدت أن أسلوبها القديم المبني على قمع أية تنظيمات وطنية وقومية يقوم بها الفلسطينيون في الداخل (كما حصل مع حركة الأرض) لم يجد نفعا, بل زاد النضال العربي على جميع الجبهات مستغلا كل نافذة فتحت أمامه.

 

فبعد أكثر من نصف قرن على قيام دولة إسرائيل قام مركز الأبحاث الإسرائيلي "رؤوت" والذي تأسس عام 2004ومقره تل ــ أبيب, بدراسة تقيمية شاملة عن مستقبل إسرائيل ككيان صهيوني على ضوء المجريات الأخيرة على الساحة السياسية والعسكرية والاجتماعية.

 

ومما أشارت إليه هذه الدراسة التي تحمل العنوان التالي: "أسطول الحرية كيف تهاوى جدار النار السياسي لإسرائيل", أن: "العرب في إسرائيل يشكلون وسيلة هامة جدا في إستراتيجية انهيارها"*.

 

وترى الدراسة التي تقع في حوالي 70 صفحة, أن: "أسطول الحرية الذي شارك فيه شخصيات من العرب في إسرائيل, يشكل جزءا من هجمة عالمية منظمة لنزع شرعية النموذج السياسي ــ الإقتصادي لإسرائيل والمتواصلة منذ سنوات وهي تعمل على تغيير وجهها بلا انقطاع".

 

ويعتقد واضعو هذه الدراسة أن: "نجاحات الهجمة المنهجية تنبع من التفوق الفكري الذي أحرزته المقاومة وشبكة نزع الشرعية عن إسرائيل, العاجزة بأدواتها الحالية من توفير جواب نافع لهذا التحدي".

 

فقد أقنعت إسرائيل العرب والعالم أنها لا تفهم ولا تتعامل إلا بلغة القوة. والحملات الأخيرة على فلسطيني الداخل, خصوصا المثقفين منهم تــشــيــر إلى أن القيادة الإسرائيلية تعتبرهم رأس جسر ضدها.

ولكن قوة إسرائيل بدأت تتقلص منذ حرب 1973 وظهر هذا التقلص جليا في

أعقاب هزيمتها أمام المقاومة اللبنانية عام 2006. وقد نشرت "يدعوت أحرونوت" (8/8/2010) مقالا على أثر الصدام العسكري الذي وقع على الحدود الشمالية مع الجيش اللبناني وقتل فيه ضابطا إسرائيليا كبيرا, كان عنوانه "قوة الردع الإسرائيلي تحطمت ــ وليس فقط في لبنان".

 

ويقول كاتب المقال أن إسرائيل تشهد اليوم: "صواريخ من طراز غراند تتساقط في عسقلان وصواريخ أخرى في إيلات واليوم يــتــجرأ الجيش اللبناني على التــحــدي (الجيش الإسرائيلي). إن هذه ظاهرة ضعف". ويضيف الكاتب أن شيئا ما حدث هنا: "حيث يبدو أن أعداءنا قد أحسوا أن شيئا ما قد تغير, وأصبحوا لا يهابون قوة ذراع جيش الدفاع الإسرائيلي".

 

وترى الدراسة أن إسرائيل تواجه اليوم "إستراتيجية الانهيار". فالمقاومة اللبنانية والفلسطينية وحركات المقاومة الأخرى الرافضة لوجود إسرائيل من منطلق أيديولوجي, وتشاركها في هذا المجال منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان وشخصيات أوروبية وعالمية, مستغلة الدور الهمجي الذي تلعبه إسرائيل في الأراضي المحتلة, خصوصا في سرقة الأراضي وإقامتها للمستعمرات اليهودية, وبناء الجدار العنصري, كلها بدأت تشكك في شرعية وجودها. وشبهت  الدراسة  هذا الوضع بالوضع الذي مرت به جنوب أفريقيا قبل انهيار نظام الأبرتهايد, ووضع الإتحاد السوفيتي قبل انهياره, ووضع ألمانيا الشرقية قبل انهيار النظام فيها, والوضع الذي حدث في يوغسلافيا.

 

وبلا شك أن إظهار النظام الإسرائيلي على حقيقته, نظاما عنصريا, اعتمد كثيرا على الدور الذي يقوم به فلسطينيو عام 1948. فهم بمواطنتهم التي منحتها إسرائيل لهم, يشكلون صورة حية لزيف الديمقراطية الحقيقية, وبشاعة الدولة اليهودية العنصرية وهو دور تمنت إسرائيل أن لا يكون. فالدولة اليهودية لا يمكن لها أن تعطي حقوقا كاملة لمواطنين غير يهود. وهذا الوضع ينطبق على كل دولة يحكمها نظام ديني.

 

ووصل الوضع إلى حد أن  إسرائيل ترى في معظم التحركات التي تريد أن تخوضها في الأراضي المحتلة, وضدّ الفلسطينيين من مواطنها بمثابة  فرصة أمام  الآخرين تعمل على انهيارها. فتحت عنوان:" تجديد المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية :هو أنابولس رقم 2 "نشرت صحيفة "هآرتس" (22/8/2010) مقالا قالت فيه أن: "هناك تخوفا من أن تخسر إسرائيل الدعم الشعبي لها . ولهذا فإنه يتحتم على رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو أن يجد مخرجا لمشكلة البناء (في المستعمرات) مع انتهاء موعد تجميدها يوم 29أيلول/ سبتمبر القادم".

 

ويرى واضعو الدراسة أن هناك ثلاث مركبات لإستراتيجية الانهيار:

- توسع إسرائيل الزائد على حساب الفلسطينيين،

- العمل المستمر على نزع أساسي لشرعيتها،

- وحرب عصابات تستهدف الجبهة الداخلية.

 

وتطلب الدراسة في إحدى توصياتها أن تلتزم إسرائيل: "بشكل صادق ومثابر بإنهاء السيطرة على الفلسطينيين. ودمج ومساواة مواطنيها العرب باعتباره ضرورة لمكافحة نزع شرعيتها في العالم".

-----------------

* قام وديع عواودة رئيس تحرير جريدة "حديث الناس" التي تصدر في الناصرة بنشر تلخيص جيد لهذه الوثيقة المهمة.

ـــــــ

*كاتب وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن.

FAsmar1@aol.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ