ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أول
الرقص..حنجلة ؟! عريب
الرنتاوي في
الأنباء، أن الرئيس الفلسطيني
محمود عباس أبلغ قادة يهود من
"إيباك" في واشنطن، بأن
الانسحاب من المفاوضات
المباشرة عند استئناف
المفاوضات ليس السيناريو
الوحيد المطروح على جدول
أعماله، هناك سيناريوهات أخرى
من بينها البقاء حول مائدة
المفاوضات، صحيح أن التفاوض
سيكون غاية في الصعوبة في حال
استأنفت حكومة نتنياهو أعمالها
الاستيطانية (بفرض أنها
متوقفة)، بيد أن الانسحاب ليس
خيار الرئيس الأوحد، في تلميح
أقرب للتصريح، هو الأول من نوعه
منذ أن صعد الرئيس للمرة
الثالثة إلى قمة الشجرة خلال
أقل من عام. وفي
الأنباء أيضاً، أن الرئيس أبلغ
إيباك بأن من حق إسرائيل أن تسمي
نفسها ما تشاء، دولة يهودية،
إمبراطورية يهودية - صهيونية،
هذا ليس من شأن الفلسطينيين،
هذا شأن داخلي إسرائيلي،
الفلسطينييون سيعترفون بحق
إسرائيل في الوجود، وبعد ذلك
ينتهي دورهم، وينقطع اهتمامهم
بالمسألة. والحق أن عباس في هذه
النقطة بالذات، كرر مواقف سابقة
معروفة له، ربما يكون أوضح
الأمر بصورة غير مسبوقة، بيد
أنه لم يأت بجديد. ملاحظاتنا
على تصريحات الرئيس لقادة
اللوبي اليهودي الأمريكي والتي
يبدو أن الرجل أدلى بها في
مناخات من "التفاعل الإيجابي
والبناء والصريح"، تنقسم إلى
شطرين، الأول حول جديد المواقف
والثاني حول قديمها. في جديد
المواقف، يبدو أن القيادة
الفلسطينية قد ضاقت ذرعاً
بموقفها هي بالذات، فأخذت في
تهيئة التربة للتراجع عنها.
يبدو أنها - وهي الخبيرة في
الصعود إلى أعالي الأشجار
والهبوط عنها القهقرى - قد سئمت
البقاء في "الأعالي" وقررت
الهبوط هرولةً كما حصل زمن
"محادثات التقريب" وعند
الانتقال إلى "المفاوضات
المباشرة". من قبل كان
التراجع يتم بخطوة واحدة، اليوم
يبدو أنه سيتم بخطوتين، الأولى
تلميحاً والثانية تصريحاً،
لكأننا أمام أول الرقص، وأول
الرقص حنجلة كما يقال. أما في
قديم المواقف، فإنني أعجب كيف
يتعامل رئيس الشعب الفلسطيني
و"ممثله الشرعي الوحيد"،
المؤتمن على حقوقه في مختلف
أماكن تواجده، بهذه
"الحيادية" مع "يهودية
الدولة". أليس جديراً بالرئيس
عباس أن يرفض "يهودية
الدولة" وأن يسميها باسمها
العنصري الكريه، وأن يقود حملة
تأليب دولية، أخلاقية وإنسانية
وحقوقية، ضد هذه المقاربة
العنصرية الدينية المتطرفة، لا
أن يتعامل مع الأمر
كـ"مراقب" تنتهي مهمته
بمجرد تجديد الاعتراف بحق
إسرائيل في الوجود. يجب أن يقال
أن "يهودية الدولة" هي
افتئات على حق اللاجئين
الفلسطينيين، وأن الاعتراف بحق
إسرائيل في الوجود مشروط
باعترافها بحق الشعب اللاجئ في
العودة والتعويض، وأن مستقبل
أبناء الشعب الفلسطيني
الصامدين فوق ترابهم الوطني خلف
الخط الأخضر، هو أمر يخص الشعب
الفلسطيني ومنظمة التحرير
والرئاسة، لكن يبدو أن الرئيس
بحاجة لمن يذكره بأنه رئيس
الممثل الشرعي الوحيد أيضاً،
وليس رئيس "سلطة الحكم الذاتي
المحدود" فحسب. في جديد
المواقف الرئاسية الفلسطينية،
يبدو التوقيت أمراً مؤسفاً
للغاية، فهي جاءت في ذروة
الاهتمام الدولي بقضية
الاستيطان وتزامنت مع بيان
الرباعية الدولية الذي دعا
إسرائيل لاستمرار التجميد،
وبدل أن يذهب الموقف الفلسطيني
إلى تصعيد الموقف الدولي
وتوجيهه ضد سياسات التهويد
والزحف الاستيطاني، تأتي
تصريحات الرئيس لـ"تُنفّس"
هذه الأجواء وتبدد الغيوم
الملبدة من فوق سماء تل أبيب. صحيح أن
المجتمع الدولي بما في ذلك
الرباعية، لم يصل في مواقفه حد
جعل تجميد الاستيطان شرطاً
لانطلاق المفاوضات والاستمرار
فيها، لكن الصحيح كذلك أن هذا
الموقف لا يبتعد سوى خطوة واحدة
عن بلوغ هذه العلاقة الشرطية
بين التفاوض والاستيطان،
ولكم كان حرياً بالقيادة
الفلسطينية أن تكون سابقة بخطوة
واحدة على الأقل للخط الذي
بلغته الرباعية الدولية، بدل أن
تصطف خلفها وبعيداً عنها بخطوة
أو خطوتين، كما تشير لذلك
تصريحات عباس لـ"إيباك"
ومن دار في فلكها. يبقى أن
نشير في ختام هذه المقالة إلى
أننا لم نُصدمَ بتراجع - إو
إرهاصات تراجع - القيادة
الفلسطينية عن تهديداتها
بالانسحاب من المفاوضات إن
استؤنف الاستيطان، فقد توقعنا
ذلك – من أسف – قلناه وكتبناه
في هذه الزاوية، تأسيساً على
"سوابق عدة"، وتساءلنا غير
مرة: أما من ناصح للرئيس بالكف
عن تسلق الأشجار التي لا يستطيع
البقاء فوق قممها العالية
؟...أما من نصيحة يضعها أحدهم على
مكتب الرئيس بأن وضع الشروط
والتراجع عنه ليس أمراً جيداً
لا بحقه شخصيا ولا بحق الشعب
الذي يمثل والقضية التي ينطق
باسمها ؟...كم مرة يحتمل المرء
هذا الهبوط غير المنظم عن قمم
الأشجار والشروط المسبقة
والتهديدات القاطعة ؟!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |