ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
ساحتنا الخلفيّة عالم مرعب ....
فانتبهوا واحذروا! الشيخ
حمّاد أبو دعابس* لا يكاد
يمرّ يوم وتمضي ليلة في حياة
وسطنا العربي في البلاد إلا
ونسمع أو نقرأ عن حادثة قتل لشاب
عربيّ هنا أو هناك . إضافةً إلى
أعمال النهب والسلب ، وترويج
المخدرات ، وأعمال الابتزاز
والنصب والاحتيال وهتك الأعراض
التي لا تخلو منها صحيفة
أسبوعية ، وما ذلك إلا غيضٌ من
فيضٍ ونقطة في بحر الحقيقة
الكبيرة المستترة وراء
الكواليس . وإنها الأخبار التي
أصبحنا نبيت ونصبح عليها ، دون
أن نجد الآليات والأدوات
والأوقات والطاقات اللازمة
لمحاربتها ، والحدّ منها . فعلى
الأقل تعالوا بنا نقف عند
خطورتها ، لكي نحذَر ونحذِّر ا
أبناءنا ومحيطنا منها . فلقد
أصبحت هذه الظواهر سمة من سمات
العصر ، لم تسلم منها بلد ، لا
قريةٌ ولا مدينة بغض النظر عن
قومية أهلها أو دينهم أو موقعهم
الجغرافي . يُسمّونه في الغالب
"العالم السُفلي " فهو عالم
بحدّ ذاته ، له قوانينه وله
قياداته ، وهناك تقاسم للأدوار
، وتخطيط وتدبير .أفراد
وعصابات، محاكم وشرطة تنفيذية .
وكل ذلك يدور في أروقة خاصّة
بعيدة عن أنظار عامة الناس ،
ونحن لا نرى إلا بعض النتائج
عندما تصل إلى حد القتل
والتصفيات . إنّه حقّاٌ عالم
مرعب ، يشكل خطراً داهماً يثير
الرّعب والذُّعر في كل مكان ،
خصوصاً إذا علمنا أنّ كل جريمة
تظهر للعيان كان قبلها عالم من
التعاملات الخفيّة المشبوهة ثم
تعقبها خلافات ، فأحكام ، ثم رصد
ومراقبة ثم تخطيط للجريمة ثم
التنفيذ المُحكم الذي نادراّ ما
يبقى آثارا للجريمة أو للمجرمين
. أما
عالم المخدرات فحدّث ولا حرج ! من
عصابات تهريب عبر الحدود ، إلى
شبكات تجارة محلية ، إلى مروجين
كبار ،ومروجين صغار، يبحثون عن
أبناء الذوات الميسورين
ليبتزّوهم ، ويأكلوا أموالهم
ظلماً وبهتاناً . وأعمال
النّهب والسلب والتخريب ، التي
أصبح فيها الأمن الشخصيّ مهدّد
لكل فرد من أفراد المجتمع .
فبيوت تنتهك حرمتها ولصوص
يقتحمون المنازل ، بعد مراقبة
أهلها ، والتأكد من خروجهم
.يتسلقون الأسوار ، ويحطمون
النوافذ ، ويروّعون الآمنين ،
ينهبون الأموال والممتلكات ،
ويتركون الأهل في حسرةٍ ولوعه . ما من
عملية سرقة ونهب ، أو سطو
واقتحام بيوت إلا وقد سبقها رصد
وتدبير ، ومتابعة ومراقبة ،
وتوزيع ادوار على مجموعة ٍ
كبيرة من المشاركين في هذه
الجرائم . فلكم أن تتصوروا كم
ينخر في عَصَب هذا المجتمع
المحاط بالمخاطر من كل جانب، كم
ينخر في عصبه وعظمه وجسده
المنهك من عوامل فساد وإجرام
منظمه ، تعمل في الخفاء ، بلا
رحمة ولا ضمير ، بلا رادع من خلق
أو دين ، لا يرقبون في احدٍ إلاً
ولا ذمّة . واشد من
ذلك واخطر شبكات الإسقاط
المنظّمة التي تسعى لإيقاع
الفتيات خاصة والشّباب عامة في
مستنقع الرذيلة ، ثم تصويرهم
متلبسين بفاحشة ثم ابتزاز من
اجل العمل خدمة لأهداف هذه
الشبكات الموبوءة . فكم من أناس
تحوّلوا إلى جواسيس أنذال ،
سقطوا ثم اسقطوا غيرهم ، وكم
دخلت الخيانة الزوجيّة إلى بيوت
ما كنت تظن أنّ ذلك سيصل أليها .
وكم من فتيات وقعن نتيجة
مؤامرات هذه الذئاب البشريّة
التي ضحكت على تفاهتهن وبساطتهن
، أو سوء منبتهن فكانت العاقبة
عاراً وشناراً ، وفضائح ،
المستور فيها أكثر مئات المرات
من المكشوف ، فالخطر داهم ،
والشباب والفتيات السذج – وهم
الكثرة الغالبة من شبابنا -
معرّضون للوقوع فريسة سهلة لهذه
العصابات المنظّمة ، وهذه
الذئاب البشريّة المسعورة . أما نحن
المجتمع العام الذي يظن نفسه
مجتمع طبيعي عادي ، بعيد عن هذه
الظواهر ، فيجب أن يزداد حيطة
وحذراً لما يدور من حوله ، فهي
أهوال تهدد امتنا وكياننا كله . فالمدينة
التي يقطنها عشرات الآلاف ، يؤم
مساجدها في الصلوات العادية بضع
مئات فأين الآلاف المؤلفة . أيها
الشباب والرجال ، ما شُغلهم
،وما اهتماماتهم . وما وعيهم لما
يدور حولهم ، وما احتياطاتهم
لحفظ بيوتهم وما مدى توعيتهم
لشبابهم وفتياتهم من حولهم . هذا
لا يعني أن رواد المساجد في مأمن
. بل العجيب أنّ رواد المساجد قد
يشغلهم ويفرق شملهم خلاف على
قضايا فرعيّة ، في حين أنهم لا
يفعلون شيئا بمقابل الخطر الذي
يتربص خلف أبوابهم . أيها
الآباء والأمهات . أيها
المربّون والمربيات ، أيها
القادة والمسئولون كل في موقعة .
تعالوا بنا نحذِّر ، ونشعل
ناقوس الخطر ليعلم القاصي
والدّاني أننا جميعنا في خطر .
شبابنا في خطر ، وفتياتنا في خطر
، وأطفالنا ورجالنا ونساؤنا ...
الكل في خطر . فالحذر الحذر . أيها
الشباب! : انتبهوا
مع من تخرجون،ومن تصاحبون
احذروا فإنكم مستهدفون ، ربما
بالابتزاز للوقوع في شباك
الرذيلة ، أو الفساد ، أو عصابات
الإجرام ، او الجاسوسية
والعمالة. وقد يتزين لكم المنكر
، فتتعرضون لأعراض الناس ، فمن
وقع في عرض غيره ، قد يقع غيره في
عرضه . وقد تجد نفسها أختك أو بنت
أخيك في الحال الذي رضيته لنفسك
مع بنات النّاس . أيها
الفتيات والأخوات الكريمات ... لا مكان
للسذاجة والهبل ، وضعف الشخصية
والدلع . إن المتربصين بكن
كثيرون . فرب كلام معسول تسمعه
البنت فتركض خلفه سراب ، حتى إذا
ظنته انه فارس الأحلام ، وإذا به
الذئب الكاسر الذي يهتك الستر ،
وينال منها ومن شرفها أغلى ما
تملك ثم يرميها لحسرتها بقية
عمرها . الحذر
الحذر أيها الآباء والأمهات .
نريد من المراقبة والمساءلة
والمتابعة لأبنائكم قبل أن
تفقدوهم وإذا بهم جزء من عصابة
إجرام ، أو شبكة إسقاط أو مروّجي
مخدرات أو شركاء في جريمة من هذا
النّوع أو ذاك . إنّه
إذاً الخطر الداهم والعدو
المتربّص الذي لا يرحم . فهل
انتم منتبهون . ألا هل بلغت
اللهم فاشهد . والله
غالب على أمره ـــــــ * رئيس
الحركة الإسلاميّة في البلاد ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |