ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 28/09/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

لمحة من تاريخ ابن الوطن

والذي عاش غريباً عن الوطن

هبه عياد

حدثني

الآتي

منذ عقود والحزن يغمرني , والأسى يزنرني والعذاب يلاحقني, وأنا أرضا بما خصني الزمان به وارتضاه لي القدر, فأرفع الرأس وأنصب الظهر وأقول , إنها ضريبة الوطن, وكان معنى الضريبة شفافاً كصرخة الثكلى ودمعة الطفل اليتيم , فأدمنت على ما شاء الزمن أن أدمن عليه . فالملصق يطالعنا في الصباح في وجه شهيد عريس لم يفارق أحلام الصبا , والأنباء تسقط على رأسي معلنة عن مجزرة جديدة , والريحان على القبور في أيام الأعياد وأيام غيرها , ويوم الشهيد يمر متوتراً وآهات السجون تتسلق الجدران وتتبدد في المسافات . وكثير من الذكريات عن أعزاء كانوا معي وذهبوا نهر الضريبة.

كنت ألجأ إلى نعت الأسود والنكباء والطامة الكبرى والأيدي الخائنة , ثم انعطف الزمن علي وأرهقني بوقائع تهزم اللغة ومشتقاتها , فكان لنا تل الزعتر والفلسطيني الذي طفا على وجه النهر والفلسطينية حافية القدمين أثقلها الجوع والغبار , وكان لنا صبرا وشاتيلا والضحية الملقاه على قارعة الطريق وتفكك لبدن وآلات التصوير تلتقط ملامح العاثرين , وكان لنا حروب المخيمات إذ الماء ندرة والرغيف حلم والخيمة مقبرة وهدير القذائف يقبض الروح ويمزق الصبى ويترك العين مشغولة فلا تطلق الدمع بل تعد أصابع يد الطفل وتلمس مرفق الأب وتفتش عن بقايا الأرغفة.

 , والحزن ضريبة الوطن المفقود

لا أتوجع كثيراً لأنني في حزني أفعل ما فعلته الشعوب , وأشد القامة عالية لأكون في رتل الشعوب كريماً , فإن شرقت بالعزم والفرح المفقود قلت إنني في الرتل وطليعة له . كان الشهيد والعزاء والضحية وأفق كريم وخيمةوشوق يسكنها وتسقط علي الأيام في الزمن الجديد وتكون أكثر من القذائف هولاً

فلقد ذهب الشهيد وما جاء الوطن

عزيزتي

وتلاشي الحلم القديم كما تلاشى ملصق أعلن يوماً عن محيا جميل ذهب إلى الوطن , وأسأل بأسى أين ذهب الشهيد إن لم يعد ومعه شيء

من تراب الوطن؟؟ عزيزتي

من يضع الوجوه الراحلة جنباً إلى جنب أجيبيني ؟؟ ويحصي مساسل الأسى ؟؟؟ وهل نفتدي الشهيد بالريحان وبدموع قليلة أم أنه علينا أن نفعل شيئاً أخر ؟؟ من يعيد الى عيون الثكلى بريقها ؟ عزيزتي

من يصلح عطب الزمان ومن يخلع رقبة من ضل عن الطريق ؟؟ في يوم مضى من حزيران جاءت هزيمة واستقرت

غاليتي

فضاعت فلسطين وتاه الفلسطيني واندفنت الأقاليم العربية . لكأن ضياع فلسطين التي لم تستعد ,

مقدمة لضياع أرض العرب الممتدة من المحيط إلى الخليج..

هذه لمحة من تاريخ ابن الوطن.....

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ